مثالية افلاطون والمدينة الفاصلة للفكر الوهابي

فارق الفيلسوف افلاطون الحياة دون ان يحقق حلمه الفلسفي في المدينة الفاضلة -الجمهورية- التي دعا الى بنائها. ولم يستطع انصاره ومؤيدوه من تحقيقها في الحاضر والمستقبل حتى لوتوفرت لديهم كل خزائن ال سعود وال حمد ومن لف لفهم لانها مدينة فاضلة بكل ما تحملها الكلمة من معنى ودلالات انسانية وقيمية وحضارية لانها مدينة ترتبط بانسانية الانسان والوجود والابداع والجمال كما يرتبط فعل الخير بالشر في المكنون الانساني وكل القيم الاخرى التي ترتقي بانسانية الانسان والوجود وبما انها مدينة الفكر والفلاسفة والمفكرين والمبدعين لهذا قرر افلاطون ابعاد مدينتة من كل انواع الشذوذ الفكر ي والتقليدي للطبيعة اي من المرتزقة وافكارهم الشيطانية في التقليد واعتبرهم رجس من عمل الشيطان ذالك الرجس المتاتي من افكارهم ومصالحهم بعيدا عن العالم المادي والروحي وحتى عن العالم الميتافيزيقي الذي كان يؤمن به افلاطون عبر فلسفته المثالية

ولهذا حذر كثيرا افلاطون الشباب والمجتمع من هذه الافكار الشيطانية التقليدية والنقلية التي تسلخ العقول وتغوي البسطاء وتنخر التربية والبناء التركيبي للمجتمع في كل مفاصله ومنها معاييرالجمال والابداع وحقيقة الحياة والمثل العليا والتي يدور في فلكها كل الفكر الفلسفي وتناقصاته في التفسير والتحليل ما بين الروح والجسد والحس والغريزة والعقل النير والعقل المحاجج والعقل النقلي والعقل المتاجج وووووالخ

كما هو الحال بين فقهاء الفكر والاجتهاد في الفكر الاسلامي ومذاهبه المتنوعة التي سلخت عقل المسلم بكل انواع المسخ حتى اصبح المسلم كالرجل الالي- الريبولت- بلا عقل ولا احساس بل لا يدرك من دينة وحياته الا عبر المسيطر الفقهي على جهاز الريبولت يقوده

 متى يشاء وكيف يشاء وعلي اي بويصله يوجهه حتى لو كانت تلك البويصلة توجهه نحو طريق الشيطان بعدما يغوية بشتى انواع الاغراءات ومنها حور العين والنعيم والسرائر المفروشة وممارسة الغريزة الجنسية بدون قيد او شرط - اي الدعوة الى عودة الانسان الى

 - الى اصله الحيواني وليس البشري كما سبق لنظرية دارون من طرحها او كما قالها فرويد ان الانسان غريزة تتحكم بكل سلوكه البشري اي ان الانسان غريزة وعلية تفريغ هذه الشحنات وباي وسيلة او طريقة بشرط ان تكون مشرعة اسلاميا كما في

 

  جهاد النكاح الذي اصبح تشريعا وقانون للمجاهدين في الدنيا قبل الوصول الى الاخرة والجماع بحور العين اللواتي تنتظره كانتظار لقاء العاشق بالمعشوق بعد تفجير نفسه بحزام ناسف او نصب مفخخة في مدرسة اطفال اذ ان هذا الجهاد او جهاد ا لنكاح هو من نوع خاص ومتميز ولا يسرى مفعولة الا على نماذج منتقاة من الواقع الاسلامي المهم نماذج اسلامية كما يراد من تسميتها وليست نماذج افلاطونية كما دعى اليها افلاطون في مدينته الفاضلة

ناهيك عن الفتاوى الاخرى التي افقدت الدين من

 ابسط معايير ه وقيمه والايمان والتوحيد وكرامة الانسان المسلم وسلخ عقله وفكره وقيمة على المستوى الايماني والعقائدي والتوحيدي والذي لم يكن وليدة لحظة او نزوة عابرة بل هو امتداد تاريخي وطبيعي

 للمدرسة الجبرية التي سبق ان قاد لواءها بعض الفقهاء والمجتهدين والفلاسفة والتي اكدت على ان الانسان -مسير لا مخير -وان القران ليس بمخلوق وانما ازلي وسيبقى هذا الازلي الى الدهر كله اذ ان هذه الاراء والافكار التي تعتمد على الغاء العقل والتفكير الانساني والاعتماد على مفهوم النقل غير الواعي وعدم فحصه وانتقاءه عبر كتب التاريخ والفلسفة والعقل والارادة الحرة والاخلاق بل انهم يعتمدون على التفسيرات السطحية والشكلية لمضمون القران الكريم والسنة النبوية ذالك الكتاب المقدس الذي اراده الله عز وجل ان يصلح لكل زمان ومكان الا انهم جعلوا من الزمان ميت او متوقف كما في الفكر الفرعوني اما  المكان فهو ثابت وغير متحرك كما كان في شبة الجزيرة العربية قبل 1400 عام لهذا اصبح عندهم الزي الاسلامي زي مكاني مع بعض التغيرات الطفيفة على الشكل واللون والقماش باعتباره زي اسلامي مرتبط بجوهر الدين والايمان والاعتقاد

 او عبر الافكار الفلسفية الاسلامية التي تبناها بعض فلاسفة الاسلام كالكندي وابن سينا والرازي والغزالي حتى ثار ابن رشد في كتابة تهافت التهافت على كافة العقول الفلسفية والاجتهادية التي سلخت العقل من جوهر الدين الاسلامي ومنهم الغزالي في كتابة تهافت الفلاسفة الذي الغى فية دور العقل والمنطق والتحليل الواعي في التفسير

 ليس اخر هولاء الفقهاء ذوي الامتدادات الفقهية للمدرسة الجبرية ومن يطلق عليهم اليوم المدرسة السلفية او الوهابية المرتبطة بفكر واجتهادا وفقهة وامتداد للفكر الحنبلي الذي اباح القتل لكل من يخالفه في الاراء وهو الفقيه اللاعقلي محمد عبد الوهاب والذي يطلق على منهجة المدرسة الوهابية والتي تدعوا ليس الى الغاء العقل والتفكير والارادة الحرة والاخلاق فحسب بل انها تدعوا الى استخدام كافة الوسائل الحيوانية للتنكيل والقتل والابادة لكل من يخالفهم في افكارهم  اللاعقلية واللامنطقية حتى اصبح شعارهم النحر بالسيف والسكين اماالتكفير فقد اصبحت وسيلتهم الاجتهادية اما مادتهم فهي اطالة اللحى العفنة والبناطيل القصيرة والمسلوخين عقلا واحساسا تبعا لمنهجهم اللاعقلي لزعيمهم ومفكرهم  عبد الوهاب وفلسفته التي تقول- من تفلسف فقد كفر- اي انه لا يسمح للانسان بالتفكير في دينه ودنيته بقدر ما جعل منه اداة للقتل حتى من اقرب الناس الية والتمثيل بالجثث حتى تجاوزت جرائمهم اساطير دراكولا في سفك الدماء والتلذذ بها وما جريمة عروس التاجي الا مثال لمن لا مثال له عن بساطة الجرائم البشعة من الاف الجرائم الاخرى والاكثر بشاعة وتمثيلا بالكائن البشري والانساني وبشكل خاص المسلم والمؤمن المخالف لهم فكرا وعقيدة

 

وبهذا الفكر الاجرامي يسعى الفكر الوهابي الى بناء مدينته الفاضلة في العالم الاسلامي والعربي اي تلك المدينة التي لا يدخلها

 الا القتلة والماجورين والمجرمين والشاذين والمسخ في المجتمع الاسلامي والعربي فكرا وسلوكا

فاذا كان عبد الوهاب قد فارق الحياة كما فارق افلاطون حلمه فمن يحقق بناء هذه المدينة الوهابية وليس الافلاطونية طبعا لان المجتمع العربي والاسلامي من الشعوب المتخلفة ولا تعتمد على المفكرين والفلاسفة وان محاربة العقول واجب شرعي وديني كما سبق ان دعى الية المتوكل وشن حملته الشرسة في ابادة كل الافكار العقلية ورموزها الفكرية ومنهم المعتزلة وامتداداتهم الفكرية في المذهب الشيعي وهذا ما يسعى الية اليوم الفكر الوهابي عبر فتواه المختلفة التي تتناقض مع الدين وقيم الوجود البشري والانساني

 وقبل الحديث عن هذه المدينة الوهابية لا بد من الحديث اولا عن انصارها ومهندسيها ومموليها ماديا وفكريا واعلاميا وعسكريا لانها مدينة فاضلة للقتلة والماجورين والشاذين والتي يطلق عليها الوهابين مجازا بالمدينة الفاضلة تيمنا بمدينة افلاطون التي قتلت في حلمها وحلت بدلها المدينة الوهابية كانجاز اسلامي وحضاري جديد في زمن اللاسلام واللاحضارة واللاتاريخ لاننا شعوب متخلفة بامتياز ونتجاوز في تخلفنا حتى العقود المنصرمة عبرا لشعار المؤدلج -المؤامرة -ومحاربة الدين الاسلامي من قبل الدول الغربية التي كانت ولا تزال حاضنة ومرحبة لكل الاسلاميين والاسلامويين

 دون ان ندرك او نعي بان المؤامرة تنطلق اساسا من داخل البيت العربي والاسلامي قبل الغربي والتي كانت ولا تزال من امتدادات المدرسة الجبرية وفقهاءها ومجتهديها وفلاسفتها وبعدما سلخوا العقلية الاسلامية بكل انواع المسخ حتى اصبحنا خارج التاريخ وخارج المنظور الانساني والديني والا لماذا كان عصر المامؤن عصر الفكر والابداع والحضارة والفلسفة وبيت الحكمة لانه عصر اعتمد على العقل في البحث عن الحقيقة والوجود والغى نهاءيا المدرسة الجبرية وامتداداتها بل اعتمد على المدرسة القدرية وامتداداتها في افكار المعتزلة والشيعة الذين كانوا ولا يزالون امتدادا للفكر الاسلامي النير والتطور والحضاري التي تساير التطور الانساني والبشري لهذا هي اليوم متهمة بالكفر والالحاد والتهميش وتشكل خطرا على كل العقليات المسلوخة فكرا وعقيدة وتطورا كالفكر الوهابي والسلفي الذي سعى ويسعى الى سلخ الهوية الاسلامية وابقاء العرب والمسلمين شعوبا بلا عقل ولا تفكير ولا تطور وليس بمقدورهم على صناعة ابرة للخياطة كما هو الحال اليوم لان هذه المدرسة

 وكما قلناها مرارا امتدادا للمدرسة الجبرية وان الانسان فيها مسيرا لا مخيرا وكل ما حدث للانسان المسلم والعالم الاسلامي والعربي من تخلف وجهل وامية عبر عقود الماضي والحاضر المتخلف هو بسبب هذا المنهج لان الله عز وجل اراد ان يذل هذه الشعوب العربية والامة والاسلامية كما يصوروها هذا المنهج في افكارنا وحياتنا وهي مغالطة كبيرة حتى على القران الكريم- انكم خير امة اخرجت للناس -او من عمل مثقال ذرة خير يرى ومن عمل مثقال ذرة شر يرى

 من هنا تكمن المشكلة الاساسية في طبيعة الصراع العقائدي والفكري في فهم القران والسنة النبوية والاجتهاد الفقهي وما وصلت اليه الحضارة الاسلامية من تطور تارة في عهد المامؤن ثم نكوس الى يومنا هذا حتى اصبح المسلم اليوم يخجل بان يقول بانه مسلم او عربي--ة بسبب الجهل والامية والتخلف بكل انواع التخلف الحضاري والبشري ونتيجة لهذا الوضع المزرئ بدءات المدرسة الوهابية بانشاء مدينتهم الفاضلة اي اسم على مسمى - مدينة الشياطين والمرتزقة والمجرمين والقتلة والشاذين على حساب الدين والاسلام فهل هي فعلا مدينة الشياطين ام نضع لها تسمية اخرى

 هذا ما سنتحدث عنه في المقال القادم انشاء الله

المصدر: http://almothaqaf.com/index.php/qadaya/73150.html

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك