الأمل في السلام العالمي الذي هو وعد حق
راندا شوقي الحمامصي
• الأمل:
من العلامات التي تُبشِّر بالأمل، ازديادٌ ملحوظٌ في تركيز الاهتمام على عددٍ من أَشدّ المشكلات تأصّلاً في هذا الكوكب الأرضيّ. ورغم تقصير هيئة الأمم المتحدة في بعض المجالات، فإٍنَّها قد تَبَنَّت ما يزيد على أَربعين بياناً وميثاقاً، وحتى في الحالات التي لم تكن فيها الحكومات مُتحمِّسة في التزاماتها تِجاه هذه البيانات والمواثيق، تولَّد لدى العاديّين من البشر شعورٌ جديد بالحياة. إِنَّ الإِعلان العام لحُقوق الإنسان، وميثاق منع جرائم الإبادة العنصريّة وقانون الجزاء المتعلّق بهذا الميثاق، إضافةً إلى الإجراءات المماثِلة المتعلقة بالقضاء على كلّ أنواع التّفرقة العِرقيّة أو الجنسيّة أو الدّينيّة، والدّفاع عن حقوق الطّفولة، وحماية كلّ فرد من التّعرُّض للتّعذيب، ومحاولة القضاء على المجاعة وعلى سوء التّغذية، والعمل على استخدام التّقدم العلميّ والتّقنيّ لصالح السّلام ولفائدة الإنسان – إِنَّ كلّ هذه الإجراءات، في حالةِ تنفيذها وتوسيع نطاقها بشجاعة لا بدّ أَن تُعجِّل مجيء ذلك اليوم الذي يفقد فيه شَبَحُ الحرب نفوذَه في السّيطرة على العلاقات الدّوليّة. ولا حاجة هنا للتّأكيد على أهميّة القضايا التي تُعالجها هذه البياناتُ والمواثيق، ولكنْ نظراً إلى أنَّ لبعض هذه القضايا علاقةً وثيقةً بموضوع السّلام في العالم، فإنّها تستحقُّ تعليقاً إضافيّاً. (السلام العالمي وعد حق)
• التعليم وفكرة المواطنة العالمية:
وقضيّة التّعليم الشّامل للجميع تستحقّ هي الأخرى أَقصى ما يمكن من دعمٍ ومعونةٍ من قِبَل حكومات العالم أجمع. فقد اعتنق هذه القضيّة وانخرط في سِلك خدمتها رَعيلٌ من الأشخاص المخلصين يَنْتَمُون إلى كلّ دين وإلى كلّ وطن. ومِمَّا لا جدل فيه أنَّ الجهل هو السّبب الرّئيسيّ في انهيار الشّعوب وسقوطها وفي تغذية التّعصّبات وبَقائها. فلا نجاح لأيّة أُمَّةٍ دون أن يكون العلم من حقّ كلّ مُواطِن فيها، ولكنّ انعدام الموارد والمصادر يحدّ من قدرة العديد من الأُمَم على سدّ هذه الحاجة، فيَفْرِض عليها عندئذ ترتيباً خاصّاً تَعتمِده في وضع جَدْولٍ للأَولَوِيَّات. والهيئات صاحبةُ القرار في هذا الشّأن تُحْسِن عملاً إِنْ هي أَخَذَت بعين الاعتبار إعطاءَ الأولويّة في التّعليم للنّساء والبنات، لأنَّ المعرفة تنتشر عن طريق الأُمّ المتعلِّمة بمُنْتَهى السّرعة والفَعَّاليّة، فتعمّ الفائدة المجتمع بأسره. وتمشيّاً مع مُقتضَيات العصر يجب أَن نهتمّ بتعليم فكرة المُواطنِيَّة العالميّة كجزء من البرنامج التّربويّ الأساسيّ لكلّ طِفل.( السلام العالمي وعد حق)
فكرة السلام العالمي من منظور أوسع: وفي سَرْدنا لهذه القضايا كلّها نُقْطَتَان تَستدعِيان التَّكرار والتّأكيد. النّقطة الأولى هي أَنَّ إِنهاء الحروب والقضاء عليها ليس مُجرَّد إِبرام مُعاهدات، أو توقيع اتِّفاقيَّات. إِنَّ المَهمَّة معقَّدة تتطلَّب مُستوىً جديداً من الالتزام بحلّ قضايا لا يُرْبَط عادةً بينها وبين موضوع البحث عن السّلام. ففكرة الأَمن الجماعي أو الأمن المشترك تُصبح أَضْغاثَ أحلام إِذا كان أساسُها الوحيد الاتِّفاقات السّياسيّة. أَمَّا النّقطة الثّانيّة فهي أَنَّ التّحدِّي الأَساسي الذي يُواجِه العامِلين في قضايا السّلام هو وجوب السُّمُوِّ بإطار التَّعامُل إِلى مستوى التّقيُّد والمُثُل بشَكْلٍ يَتَميَّز عن أُسْلوب الإِذعان للأَمر الواقع. ذلك أَنَّ السّلام في جوهره يَنْبُع من حالةٍ تتبلور داخل الإنسان يَدْعَمها موقفٌ خُلُقِيّ وروحيّ. وخَلْقُ مثل هذا الموقف الخُلُقِيّ والرّوحيّ هو بصورة أساسيّة ما سوف يُمكِّننا من العثور على الحلول النّهائيّة.( السلام العالمي وعد حق)
• كلام حضرة شوقي أفندي عن صورة النّظام العالمي:
...لقد كانت الوجوه البارزة لهذه المشكلة ظاهرةً للعَيان في القرن التّاسع عشر عندما أَصْدَر بهاءالله مقترحاته الأولى بصدد تأسيس السّلام العالميّ. وعرض بهاءالله مبدأ الأمن الجماعي أو الأمن المشترك في بياناتٍ وجَّهها إلى قادة العالم وحُكَّامه. وقد كتب شوقي أفندي مُعلِّقاً على مَغْزَى ما صرًّح به بهاءالله بقوله: "إِنَّ المغزى الذي يكمن في هذه الكلمات الخطيرة هو أَنَّها تشير إٍلى أَنَّ كَبْحَ جِماح المشاعر المتعلقة بالسّيادة الوطنيّة المتطرِّفة أَمرٌ لا مناص منه كإجراءٍ أوَّلي لا يمكن الاستغناء عنه في تأسيس رابطة الشّعوب المتّحدة التي ستَنْتَمي إليها مُستقبلاً كلّ دول العالم. فلا بُدَّ من حدوث تطورٍ يَقودُ إلى قيام شَكْلٍ من أشكال الحكومة العالميّة تخضع لها عن طِيبِ خاطرٍ كلّ دول العالم، فتتنازل لصالحها عن كلّ حقّ في شنّ الحروب، وعن حقوقٍ مُعيَّنة في فرض الضّرائب، وعن كلّ حقّ أَيضاً يسمح لها بالتّسلُّح، إِلاَّ ما كان منه يَكفي لأغراض المحافظة على الأمن الدّاخلي ضمن الحدود المَعْنيَّة لكلّ دولة. ويدور في فَلَك هذه الحكومة العالميّة قوّةٌ تنفيذيّة دوليّة قادرة على فرض سلطتها العليا التي لا يمكن تحدِّيها من قِبَل أيّ مُعارضٍ من أَعضاء رابطة شعوب الاتِّحاد. يُضاف إلى ذلك إِقامة بَرلَمان عالميّ يَنتخِب أعضاءَه كلّ شعب ضمن حدود بلاده، ويَحْظَى انتخابُهم بموافقة حكوماتهم الخاصّة، وكذلك تأسيسُ محكمة عُليا يكون لقراراتها صِفَة الإِلزام حتى في القضايا التي لم تكن الأطراف المَعنيَّة راغبةً في طرحها أمام تلك المحكمة... إِنَّها جامعةٌ عالميّة تزول فيها إلى غير رجعة كلّ الحواجز الاقتصاديّة ويقوم فيها اعتراف قاطع بأنَّ رأس المال واليد العاملة شريكان لاغِنَى للواحد منهما عن الآخر، جامعةٌ يتلاشى فيه نهائيّاً ضجيج التّعصّبات والمُنازعات الدّينيّة، جامعةٌ تنطفئ فيها إِلى الأبد نار البغضاء العرقيّة، جامعةٌ تَسُودها شِرْعَةٌ قانونيّة دوليّة واحدة تكون تعبيراً عن الرّأي الحصيف الذي يَصِل إليه بعنايةٍ مُمثِّلو ذلك الاتِّحاد، ويجري تنفيذ أحكامها بالتّدخُّل الفوريّ من قِبَل مجموع القوات الخاضعة لكلّ دولة من دول الاتِّحاد. وأخيراً إِنَّها جامعةٌ عالميّة يتحوَّل فيها التّعصّب الوطني المتقلِّب الأهواء، العنيف الاتِّجاهات، إلى إِدراكٍ راسخٍ لمعنى المواطِنيَّة العالميّة – تلك هي حقّاً الخطوط العريضة لصورة النّظام الذي رَسَمَه مُسبَقاً بهاءالله، وهو نظامٌ سوف يُنْظَر إليه على أنَّه أَينع ثمرةٍ من ثمرات عصرٍ يكتمل نُضْجُه ببطء".(السلام العالمي وعد حق)
وقد أشار بهاءالله إلى تنفيذ مثل هذه الإجراءات البعيدة المدى بقوله: "سيأتي الوقت الذي يدرك فيه العموم الحاجة الملحَّة التي تدعو إلى عقدِ اجتماعٍ واسع يشمل البشر جميعاً. وعلى ملوك الأرض وحُكّامها أن يحضروه، وأن يشتركوا في مُداولاته، ويَدْرُسوا الوسائل والطُّرُق التي يمكن بها إرساء قواعد السّلام العظيم بين البشر".
• ما بعد السلام:
...فما السّلام الدّائم بين الدّول إِلاَّ مرحلةً من المراحل اللازمة الوجود، ولكنَّ هذا السّلام ليس بالضرورة، كما يؤكِّد بهاءالله، الهدف النّهائي في التّطوّر الاجتماعيّ للإنسان. إِنَّها رؤيا تتخطَّى هُدْنَةً أَوَّليَّةً تُفْرَض على العالم خَوْفاً من وقوع مَجْزَرة نَوَويَّة، وتتخطَّى سلاماً سياسيّاً تَدْخُله الدّول المُتنافِسة والمُتناحِرة وهي مُرْغَمة، وتتخطَّى ترتيباً لتسوية الأمور يكون إِذعاناً للأمر الواقع بغْيَةَ إحلال الأمن والتّعايُش المشترك، وتتخطَّى أيضاً تجارب كثيرةً في مجالات التّعاوُن الدّولي تُمهِّد لها الخطوات السّابقة جميعها وتجعلها مُمكِنةً. إِنَّها حقّاً رؤيا تتخطَّى ذلك كلّه لتكشف لنا عن تاج الأهداف جميعاً، أَلاَ وهو اتِّحاد شعوب العالم كلّها في أُسْرَةٍ عالميّة واحدة.( السلام العالمي وعد حق)
• الحنين للسلام والاتحاد:
إِنَّ كلّ القوى المُعاصرة للتّطور والتّغيير تُثْبِت صِحَّة هذا الرّأي. ويمكن تَلَمُّس الأَدلَّة والبراهين في العديد من الأمثلة التي سبق أن سُقْناها لتلك العَلامات المُبشِّرة بالسّلام العالميّ في مجال الأحداث الدّوليّة والحركات العالميّة الرّاهنة. فهناك جَحافِل الرّجال والنّساء المُنْتَمِين إلى كلّ الثّقافات والأَعراق والدّول في العالم، العامِلين في الوكالات الكثيرة والمُتنوِّعة من وكالات الأمم المتّحدة، وهم يُمثِّلون "جهازَ خِدْمَةٍ مَدَنيَّة" يُغطِّي أرجاءَ هذا الكوكب الأرضي، وإِنجازاتهم الرّائعة تَدُلّ على مدى التّعاوُن الذي يمكن أن نُحقِّقه حتى ولو كانت الظّروف غير مُشجِّعة. إِنَّ النّفوس تَحِنُّ إلى الاتِّحاد، وكأنَّ رَبيعَ الرّوح قد أَهلَّ، وهذا الحنينُ يُجاهِد ليتجسَّد في مؤتمرات دوليّة كثيرة يَلتقي فيها أشخاصٌ من أصحاب الاختصاص في ميادين مختلفة من النّشاطات الإنسانيّة، وفي توجيه النّداءات لصالح المشاريع العالميّة المتعلقة بالطّفولة والشّباب. والحقيقة أَنَّ هذا الحنين هو أصل حركات التّوحيد الدّينيّة، هذه الحركات الرّائعة التي صار فيها أَتباع الأَديان والمذاهب المُتخاصِمة تاريخيّاً وكأنَّهم مشدودون بعضهم إلى بعض بصورةٍ لا مجال إلى مقاومتها. فإلى جانب الاتِّجاه المناقِض في مَيْل الدّول إلى شنّ الحروب وتوسيع نطاق نفوذها وسُؤْدَدها، وهو اتِّجاهٌ تُقاوِمه دون كَلَل وبلا هَوادَة مسيرةُ الإِنسان نحو الاتِّحاد، تَبْقَى مسيرةُ الاتِّحاد هذه من أَبرز مَعالم الحياة فوق هذا الكوكب الأرضيّ سَيْطَرَةً وشُمولاً في السّنوات الختاميّة للقرن العشرين.( السلام العالمي وعد حق)
• النموذج البهائي:
إِنَّ التّجربة التي تُمثِّلها الجامعةُ البهائيّة يمكن اعتبارها نَموذجاً لمثل هذا الاتِّحاد المُتوسِّع. وتَضُمُّ الجامعة البهائيّة ثلاثة أو أربعة ملايين تقريباً من البشر يَنْتَمون أَصلاً إلى العديد من الدّول والثّقافات والطّبقات والمذاهب إذ بينما يحتفظون بوطنيتهم و يظهرون ولائهم (الأصغر) قد جعلهم الدين البهائي محبين لجميع الناس و أكثرهم و أشدهم ترويجاً لراحة و مصالح البشر الحقيقية ، ويشتركون في سلسلة واسعة من النّشاطات مُسْهِمين في سدّ الحاجات الرّوحيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة لشعوبِ بلادٍ كثيرة. فهي وحدةٌ عُضويّة اجتماعيّة تُمثِّل تنوُّع العائلة البشريّة، وتُدير شؤونها ضمن نظام من مبادئ المَشُورة مقبولٍ بصورة عامَّة، وتعتزّ بالفَيْض العظيم كلّه من الهداية الإلهيّة في التّاريخ الإنسانيّ دون أيّ تمييز بين دين وآخر. وقيامُ مثل هذه الجامعة دليلٌ آخر مُقْنِع على صِدْقِ رؤيا مُؤسِّسها بالنّسبة لوحدة العالم، وبرهانٌ إِضافي على أًنَّ الإنسانيّة تستطيع العيش ضمن إطار مُجتمعٍ عالميّ واحد لديه الكَفاءَةُ لمواجهة جميع التّحدِّيات في مرحلة النُّضْج والرَّشاد. فإذا كان للتجربة البهائيّة أي حظٍّ في الإسهام بشَحْذ الآمال المتعلّقة بوحدة الجنس البشريّ، فإِنَّنا نكون سعداءَ بأن نعرضها نَموذجاً للدّرس والبحث.( السلام العالمي وعد حق)
• ديباجة رائعة:
وحينَ نتأمَّل الأَهميّة القُصْوَى للمهمَّة التي تتحدَّى العالم بأسره، فإِنَّنا نَحني رُؤوسنا بتواضُع أمام جَلال البارئ سُبْحَانَه وتَعَالَى، الذي خلق بفضل محبَّته اللاّمُتناهية البَشَرَ جميعاً من طِينةٍ واحدة، ومَيَّز جوهر الإنسان مُفضِّلاً إِيَّاه على المخلوقات كافة، وشرَّفه مُزَيِّناً إِيًّاه بالعَقْل، والحِكْمَة، والعِزَّة، والخُلود، وأسبغ عليه "المِيزة الفريدة والمَوهِبة العظيمة لِيَبْلُغَ محبَّة الخالق ومَعرِفتَه"، هذه الموهبة التي "يجب أن تُعَدَّ بمثابة القوّة الخلاَّقة والغَرَض الأصيل لوجود الخليقة".
نحن نؤمن إِيماناً راسخاً بأنَّ البشر جميعاً خُلِقوا لكي "يَحْمِلوا حضارةً دائمةَ التّقدُّم" وبأَنَّه "ليس من شِيَم الإنسان أن يسلك مسلك وحوش الغاب"، وبأنَّ الفضائل التّي تَليق بكرامة الإنسان هي الأَمَانةُ، والتَّسامُحُ، والرَّحْمَةُ، والرَّأْفَةُ، والأُلْفَةُ مع البشر أَجمعين. ونَعُود فنؤكِّد إيماننا بأن "القُدُرات الكامنة في مقام الإنسان، وسموّ ما قُدِّر له على هذه الأرض، وما فُطِرَ عليه من نفيس الجَوْهَر، لسوف تَظْهَر جميعها في هذا اليوم الذي وَعَدَ به الرَّحْمن". وهذه الاعتبارات هي التي تُحرِّك فينا مشاعر إيمانٍ ثابتٍ لا يتزعزع بأنَّ الاتِّحاد والسّلام هُمَا الهَدَفُ الذي يمكن تحقيقه ويسعى نحوه بَنو البشر.
ففي هذه اللحظة التي نَخُطّ فيها هذه الكلمات تَتَرامى إلينا أصوات البهائيّين المليئةُ بالآمال رغم ما لا يزال يتعرَّض له هؤلاء من اضطهادٍ في مَهْد دينهم. فالمَثَل الذي يضربه هؤلاء للثّبات المُفْعَم بالأمل يجعلهم شُهوداً على صحَّة الاعتقاد بأَنَّ قُرْبَ تحقيقِ حُلْمِ السّلام، الذي راوَدَ البشريّة لمُدَّة طويلة من الزّمان، أَصبح اليوم مشمولاً بعناية الله سُلْطَةً ونفوذاً، وذلك بفضل ما لرسالة بهاءالله من أثرٍ خلاّق يبعث على التّغيير. وهكذا نَنْقُل إِليكم هُنَا ليس فقط رؤيا تُجسِّدها الكلمات، بل نَستحضِر أَيضاً ما لِفعل الإيمان والتّضحية من نفوذٍ وقوّة. كما نَنْقل إليكم ما يُحِسّ به إِخواننا في الدّين في كلّ مكان من مشاعر الرّجاء تلهُّفاً لقيام الاتِّحاد والسّلام. وها نحن ننضمّ إلى كلّ ضحايا العدوان، وكلّ الذين يحِنّون إلى زَوال التّطاحُن والصّراع، وكلّ الذين يُسْهِم إِخلاصُهم لمبادئ السّلام والنّظام العالميّ في تعزيز تلك الأهداف المُشرِّفة التي من أَجلها بُعِثَت الإنسانيّة إلى الوجود فَضلاً من لَدُن الخالق الرَّؤُوف الوَدُود.
إِنًّ رغبتنا المُخْلِصة في أن ننقل إليكم ما يُساوِرنا من فَوْرَةِ الأَمل وعُمْق الثّقة، تَحْدُونا إلى الاستشهاد بهذا الوَعْد الأَكيد لبهاءالله: "لسوف تَزُول هذه النّزاعات العديمة الجَدْوَى، وتَنْقَضِي هذه الحروب المُدمِّرة، فالسّلام العظيم لا بُدَّ أَنْ يَأْتِي".(بيت العدل الأعظم)