بناء السلام
حسن الزيادي
السلام والصراع هما فعلان متعاكسان للإنسان ولكن يجب معرفة الدوافع والاسباب التي تجعله يفعلهما فبناء السلام هو بحد ذاته امر معقد وصعب للغاية ويحتاج الى استراتيجية لعمله ،ومن خلال النظر الى العمل المتعدد الدبلوماسيMulti-Track Diplomacy سنرى ظهورعدد من القطاعات التي تشمل الاجزاء الرئيسية لعملية بناء السلام( الحكومة،التمويل،منظمات غيرحكومية،العمل،البحث والتدريب والتعليم،الانشطة،الدين) وكل قطاع من هذه القطاعات لها نظام ومصادر معلومات ومنهاج عمل .
عندما نقول بناء السلام، فإننا نعني تهيئة الظروف المادية وغير المادية لتمكين نظام الصراع ليعود و يصبح سلام، ويمكن أن يتم بناء السلام قبل أو أثناء أو بعد اندلاع العنف(المقصود هنا صراع الانسان مع الانسان كون الصراع متوفر بعدة صيغ منها الانسان مع نفسه ،صراع الانسان مع الطبيعة ،صراع الانسان مع الخالق) ويشمل هذا الصراع في عوامله الكثير منها النفسية ،الجسدية، الفكرية ،الايدلوجية ،الاجتماعية،الاقتصادية،..الخ)،ولبناء السلام يجب أن تكون هنالك بنية تحتية قابلة للحياة أو الأساس الذي نبني عليه وبالتالي فإن أنشطة بناء السلام هي حول إنشاء البنى التحتية وهناك ثلاثة أنواع متميزة من أنشطة بناء السلام، وكلها ضرورية لتحقيق التحول الناجح للصراع :
1. بناء السلام السياسي.
2. بناء السلام الهيكلي.
3. بناء السلام الاجتماعي.
لقد اعطي بناء السلام السياسي دورا كبيرا ويمثل البنية الفوقية السياسية فنشاهد دولا مثل الهند وماليزيا قطعت شوطا بعيدا حيث اعطت ورتبت اوضاعها السياسية قبل كل شي لفهم العلاقات بين مختلف الأطراف ومواردها ويقع من ضمنها بناء البنى التحتية القانونية التي تستند وتعالج الاحتياجات السياسية .
واما أنشطة بناء السلام الهيكلية فالمقصود هنا إنشاء هياكل من المستوى المتوسط لنظم السلوك والمؤسسات والإجراءات التي تكون متظافرة لدعم وتجسيد وتنفيذ ثقافة السلام في مرافق الحياة التعليمية والتربوية وكذلك بناء بنية تحتية اقتصادية وعسكرية كمظلة لحماية المكتسبات المنجزة.
والمصدر الثالث لبناء السلام الاجتماعي هو جزء من القاعدة الشعبية في عملية بناء السلام الاجتماعي هو حول العلاقات بين افراد المجتمع ،انها تتعامل مع المواقف والمشاعر والآراء والمعتقدات، والقيم الفكرية والعقائدية، والمهارات..
ان معاهدات السلام الموقعة او الاتفاقات لا يمكن ان تخلق السلام لكنها تخلق اساسا للسلام ،وعلينا ان نحقق العمل بعد هذه الاتفاقات لننتقل الى مراحل السلام الاخرى او العوامل الاخرى التي تسبب الانقسامات .
اذن فالمجتمعات عبارة عن تراكيب اجتماعية وسياسية ،وبقاء الاخيرة من بقاء النظام السياسي وعليه فان الاساس هي التراكيب الاجتماعية وهي مصدر لبناء السلام اذن من هم صناع السلام : اعتقد ان المتطوعون /وسائل مدنية/شبكات/ تحالفات يدعم بعضهم الاخر وهو مفيد ايضا لصناعة السلام والاستقرار.
ان وجود الفساد هو بحد ذاته يشكل انحرافا في التوازن فصراع الانسان مع الانسان في ظل وجود نظام سياسي ديمقراطي قد لا يكون ظاهريا وانما مبني في الانسان نفسيا، فالانسان الفاسد يحاول وبما اوتي من قوة ان يجعل امر الفساد طبيعيا وهو سلوك طبيعي للانسان المعاصر ويبني قوة لهذا الفساد ،ان وجود قوة اقتصادية لهؤلاء الاشخاص يزيد من الطين بلة ويزيد الامر تعقيدا لان في المقابل الفئة الثانية لن ترضخ للامر الواقع وان اساس الصراع بين البشر هو عدم تحقيق العدالة وهي تتبع نظام الدولة السياسي فنحن في بناء مؤسسات لا بناء الافراد والمافيات..،اذن يظهر دور منظمات المجتمع المدني والتحالفات المدنية مع شخصيات كبيرة ومتعلمة ومثقفة ورجال دين ،لابراز دور المرض المستشري في المجتمع وعلى الاخرين حماية مجتمعهم ،ومن اجل الناس يصنع السلام وهو امر مهم جدا لكي يحس الاخرون بحقيقة العدالة ودورها وتاثيرها على حياة المجتمع.