العلمانية والدولة المدنية صورة عن التعايش مع الآخر

يشار كمال

يُصر رفيق دربنا، وصديقنا، وهو في سجنه أن يشاركنا في صفحة الشباب، على أمل أن ينعم بالحرية قريباً ويكون معنا.إذا أردنا بناء دولة قوية.. متطورة، فعلينا البناء على أسس مدنية.. علمانية؟
ففي هذه الظروف أثبت شعبنا أنه شعب حضاري وراقٍ، ولا يمكن أن يتورط في نزاعات مذهبية أو طائفية.
وهذا ما يشهد عليه تاريخنا المشرف المبني على التعايش والتسامح، والذي لم يعرف على مر العصور أية حرب طائفية أو مذهبية، رغم تعدد الأديان والطوائف والمذاهب. فالمدنية والعلمانية مبدؤنا منذ الأزل، ولا مانع من أن نأخذ من الآخرين تجاربهم، ولكن لا بد من أن نبنيها على تاريخنا. نحن لا نريد أخذ العلمانية عن الغرب، بل جئنا لنقول للغرب: نحن قادرون على بناء دولتنا بشكلها الحضاري.
لا عيب في أن نكون مختلفين، وهذه النقطة على بساطتها لا يتخيلها كثير من الناس للأسف، إذ يعتقد البعض أنه لا يمكنهم العيش مع آخرين مختلفين يعتقدون دائماً أنهم على صواب، وأن الآخر على خطأ. وغير مقبول أن يكون هناك طرف آخر، وقبل أن يبدؤوا الحوار تجدهم يرفضون ضمنياً الآخر، فهم وحدهم على صواب دائماً!
إن الحياة قائمة على الاختلاف، فلا يصح أن تكون العقول كلها عقلاً واحداً، فكيف نقبل أن نكون مختلفين في أشكالنا، ولا نقبل أن نكون مختلفين في طرائق تفكيرنا؟
تجد شاباً أو شابة على مذهب من المذاهب، أو عضواً في حزب من الأحزاب، أو قومية من القوميات، وهو مؤمن بها، فيرغب من جميع الناس أن يسيروا على الفكرة نفسها ويثقوا بالفكرة نفسها، وهذا غير ممكن، فلا بد من بناء جيل جديد متفهم لفكرة الاختلاف، فإذا آمنت بهذه النقطة، وقبلت بها، فهذا هو الحل لنصف المشكلة.

المصدر: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=288490

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك