لن يتحقق التعايش السلمي الا بدولة المواطنة

جاسم زندي

1-أيهما أهم برأيك، بناء دولة مدنية على أساس المواطنة بدون تمييز قومي أو ديني واحترام حقوق جميع القوميات والأديان، أم بناء دول على أساس قومي و أثنية ، بغض النظر عن مضمون الحكم فيها؟
الجواب:
الدولة المدنية تعني فصل الدين عن الدولة ويختلف الحال من دولة الى اخرى هناك دول مدنية عصؤية تتميز باحترام حقوق الانسان بغض النظر عن الانتماء القومي او الديني وتتبنى نظام التداول السلمي للسلطة وفي هذه الدول يتوفر التعايش السلمي بين كل افراد المجتمع ويتحق التقدم في كل الجوانب والدول الاوربية امثلة لهذه الدول المدنية العصرية-وهناك دول مدنية لايمارس فيها التمييز القومي او الديني ولكنها دول عانت من الديكتاتوريات او الانقلابات العسكرية -تونس كانت دولة مدنثة وعانت من ديكتاتورية بورقيبة ومن ثم ديكتاتورية بن علي وقد عانت اسبانيا والبرتغال واليونان وقبرص من الانقلابات العسكرية اما النموذج الاوضح للدولة المدنية التي مارست التمييز القومي والديني فهي تركيا والعراق وسوريا؟ اما الانظمة الدينية فقد ثبتت فشلها لانها تتحول الى انظمة قمعية وحشية ترتكب المجازر والابادة الجماعية ضد من لايتبع عقيدتها وبالتالي تحدث الحروب الاهلية وتتعرض دولها لهزات وانقسامات وماحدثت في السودان من انفصال الجنوب المسيحي والمجازر التي ترتكب في دارفور خير دليل على فشل الدولة الدينية؟ ومن خلال ماتقدم فانني ارى بان الدولة المدنية المبنية على اساس المواطنة واحترام حقوق الانسان والتداول السلمي للسلطة هي التي تعزز السلم الاهلي والاجتماعي وتحقق التقدم في كل مجالات الجياة- 2-كيف ترى سبل حل القضية الفلسطينية وتحقيق سلام عادل يضمن الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، وفقا للمواثيق الدولية، ومقررات الأمم المتحدة؟
الجواب- ارتكبت الانظمة العربية جريمة كبيرة بحق الشعب الفلسطيني من خلال مصادرة القرار الفلسطيني وخلق حالة الانقسام بين الفصائل الفلسطينيةوالمتاجرة بقضيتهم ودفعهم نحو رفع شعارات غير قابلة للتطبيق مثل شعار رفع اليهود بالبحر ورفض قرار التقسيم الصادر عن مجلس الامن الدولي ؟ الحل القابل للتطبيق الان هو المطالبة بدولة فلسطينية قابلة للحياة في الضفة الغربية وغزة وتطبيق قرارات الامم المتحدة حول قضية اللاجنين من اجل اعادتهم لاراضيهم؟ 3- كيف تقيّم الموقف الأمريكي والدول الغربية المناهض لإعلان دولة فلسطينية مستقلة بعد خطوة الزعيم الفلسطيني وتوجهه إلى الأمم المتحدة لتحقيق ذلك؟
الجواب: الموقف الامريكي متحيز الى جانب اسرائيل بسبب قوة اللوبي اليهودي وسيطرته على وسائل الاعلام ومراكز اتخاذ القرار السياسي في الولايات المتحدة الامريكية والكثير من البلدان الغربية وبالمقابل هناك خضوع الانظمة العربية للارادة الامريكية لان هذه الانظمة مستفيدة من عدم حل المشكلة الفلسطينة وكل اهتمام هذه الانظمة تتركز في ارضاء قادة امريكا من اجل البقاء على كراسي السلطة وتستغل الموضوع الفلسطيني في اخضاع شعوبها ؟ 4ــ ما هي برأيك الأسباب الرئيسية للموقف السلبي من قبل الدول الكبرى تجاه إقامة دولة كردية مستقلة، تجمع أطرافها الأربع في دول الشرق الأوسط، وهو مطلب شعبي كردي وحق من حقوقهِ، ولماذا يتم تشبيه الحالة الكردية على أنها إسرائيل ثانية من قبل بعض الأوساط الفكرية والقومية في العالم العربي؟
الجواب:
تعرض الشعب الكوردي لمؤامرة بريطانية فرنسية في اعقاب الحرب العالمية الاولى عندما اخلت بوعودها للكورد بانشاء دولة كوردية غلى غرار القوميات الاخرى في المنطقة كالترك والفرس والعرب وتم تقسيم اراضي كوردستان الى اربعة اجزاء وتم الحاق الاجزاء الاربعة باربعة دول هي تركيا وايران والعراق وسوريا نتيجة المصالح المشتركة للدول الاستعمارية والفئات الحاكمة في هذه الدول ومارست هذه الدول ابشع انواع التمييز القومي ضد الشعب الكوردي مادفع بالشعب الكوردي الى النضال في كل من هذه الأجزاء في سبيل نيل حقه في تقرير مصيره بنفسه. وأعطى في سبيل ذلك الكثير من التضحيات الجسام وتعرض للكثير من حملات الابادة الجماعية ومحاولات طمس هويته القومية ففي تركيا تم انكار وجود شعب اسمه الشعب الكوردي ومنع الحديث باللغة الكوردية وشن الجيش التركي حملات عسكرية عديدة ضد المناطق الكوردية وتم حرق العديد من القرى وقتل الالاف من ابنائها وتم تغيير اسماء المدن والقرى الكوردية اضافة الى حرمان المناطق الكوردية من الخدمات والمشاريع الانمائية-وفي ايران مارس الشاه ايضا التمييز ضد الكورد وكذلك القوميات الاخرى وعندما جاء الاسلاميون الى الحكم في اعقاب سقوط الشاه ازداد القمع وحملات الابادة لاسباب عنصرية وطائفية وفي سوريا تم تجريد الجنسية من عشرات الالاف من الكورد وتم الاستيلاء على اراضيهم وتوزيعها على العشائر العربية لاحاطتهم بحزام امني ويمنع الكوردي من الحصول على الوظائف اما في العراق فيكفي ان نذكر عمليات الانفال واستعمال الاسلحة الكيمياوية في حلبجة ومناطق عديدة اخرى اضافة الى عمليات تهجير ونزع الجنسية عن الكورد الفيلية وعمليات التعريب وحرق وتدمير الالاف من القرى الكوردية؟ اما تشبيه الحالة الكردية على أنها إسرائيل ثانية من قبل بعض الأوساط الفكرية والقومية في العالم العربي ؟ هذا التشبيه فيه الكثير من الاجحاف بحق الشعب الكوردي وسببه هو هيمنة الفكر الشوفيني على الكثير من المثقفين والساسة العرب ويجب ان لاننسى بان الكورد يعيشون على ارضهم وهم اسكان هذه الارض ولم يعتدوا او ينهبوا اراضي الاخرين وقد ساهموا وشاركوا النضال مع العرب في الكثير من قضاياهم وقدموا الالاف من الشهداء في سبيل قضية فلسطين والكثير من القيادات الفلسطينية يتحدثون بفخر وباعتزاز عن تضحيات الكورد الذين كانوا يناضلون ضمن صفوف الثورة الفلسطينية وهناك علاقة وطيدة تربط القيادات الكوردية بالقيادات الفلسطينية-
5- هل يمكن للتغيرات الراهنة في المنطقة - الانتفاضات والمظاهرات الأخيرة – من أن تؤدي إلى خلق آفاق جديدة أرحب للقوميّات السائدة کي تستوعب الحقوق القومية للأقليات غير العربية مثل الأكراد، إلي حدّ الانفصال وإنشاء دولهم المستقلة ؟ لازال الوقت مبكرالتوقع نتائج هذه الحركات الاحتجاجية في المنطقة رغم ان هذه الانتفاضات قد انطلقت في البداية كرد فعل شعبي على سياسة القمع التي يمارسها الانظمة الديكتاتورية ولكن تدخل القوى الخارجية والمخابرات غير مسار هذه الحركات الاحتجاجية وحولتها من ثورات شعبية هدفها تغيير الانظمة الى حركات انقلابية مقتصرة على تغيير راس النظام وربما تؤدي الى عملية تسليم السلطة للقوى الاسلامية وربما تتجه نحو الفوضى والحروب الاهلية وقد تشهد هذه المناطق حالات شبيهة بالحالة الصومالية اما بالنسبة للقوميات غير العربية فلا اعتقد بان هناك افاق رحبة بانتظارها ومانشهدها في ليبيا حيث نرى الكراهية التي تظهرها قيادات المجلس الانتقالي تجاه الطوارق وعمليات الانتقام ضدهم بحجة انهم من مؤيدي القذافي او بانهم مرتزقة افارقة ومانشهده في مصر من عنف بين الاقباط والقوى الامنية وكذلك العنف الذي ينفذه الاسلاميون في تونس اما قوى المعارضة في سوريا فلا زالت تصر على تسمية سوريا بالجمهورية العربية السورية وتحاول تهميش القوى غير العربية في مؤتمراتها وحتى لو اقرت بحقوق القوميات فربما تتنكر لتعهداتها عندما تستلم السلطة وعندنا التجربة العراقية ماثلة امامنا فالكثير من القيادات والكتل السياسية العراقية التي كانت تعترف بالفيدرالية وبحقوق الشعب العراقي واتفقت مع القيادات الكوردية ووضعت الدستور الفدرالي وتهدت في البداية بتنفيذ المادة 140 الا انها بدات تتنصل من تعهداتها وتضع العراقيل امام تطبيق هذه المادة- 6- هل تعتقدون بأنّ المرحلة القادمة ،بعد الربيع العربي، ستصبح مرحلة التفاهم والتطبيع وحلّ النزاعات بين الشعوب السائدة والمضطهدة ، أم سندخل مرحلة جديدة من الخلافات وإشعال فتيل النعرات القومية والتناحر الأثني ؟
اعتقد بانني قد اجبت على هذا السؤال ضمن ردي على السؤال السابق ولكن اضيف بان الحالة في ليبيا خطيرة جدا وقد بدات الفتنية بين العرب والطوارق وما مساندة الطوارق لقوات القذافي الا نتيجة للكراهية التي اظهرها بعض القيادت الجديدة في المجلس الانتقالي اما في المغرب ورغم ان الامازيغ يشكلون اكثرية السكان الا ان الحكم لازال بيد العرب ويمارس التهميش بحق الامازيغ في كل من الجزائر والمغرب ومشكلة الصراء الغربية لازالت بعيدة عن الحل بسبب رفض الحكومة المغربية لاجراء الاستفتاء حول تقرير المصير في الصحراء - 7- ما موقفك من إجراء عملية استفتاء بإشراف الأمم المتّحدة حول تقرير المصير للأقليات القومية في العالم العربي مثل الصحراء الغربية وجنوب السودان ويشمل أقليات أخرى في المستقبل، مع العلم أنّ حق تقرير المصير لکلّ شعب حقّ ديمقراطي وإنساني وشرعي و يضمنه بند من بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان منذ عام 1948؟ تقرير المصير حق مشروع لكل الشعوب وقد مارس بعض الشعوب هذا الحق تحت اشراف الامم المتحدة بعد ان فرضت الامم المتحدة على الدول التي كانت تتحكم بمصير هذه الشعوب-لقد منح هذا الحق لشعب كوسوفو وشعب تيمور الشرقية وشعب جنوب السودان واختارت هذه الشعوب الانفصال وشكلت دولا مستقلا ولكن هذه الحالة صعبة التحقيق بالنسبة للشعب الكوردي والشعب الصحراوي ففي حالة الشعب الكوردي فان الحكومات التركية والايرانية والعراقية والسورية ترفض هذا الحق للشعب الكوردي ويبدوا ان القوى الكبرى غير متحمسة لفكرة اعطاء هذا الحق للشعب الكوردي نتيجة لارتباط مصالحها مع الحكومات التي تسيطر على اراضي كوردستان اما بالنسبة للشعب الصحراوي فان الحكومة المغربية ترفض عملية اجراء الاستفتاء في الصحراء رغم اصرار الشعب الصحراوي على اجراء هذا الاستفتاء-ولكن مهما وقفت القوى الشوفينية بوجه حق تقرير المصير الا ان هذه الشعوب سوف ينالون هذا الحق وفي المستقبل القريب وسيختارون الانفصال وانشاء الدولة المستقلة- 8- ماهي المعوقات التي تواجه قيام دولة كردية ، و كيانات قومية خاصة بالأقليات الأخرى كالأمازيغ و أهالي الصحراء الغربية؟ بالنسبة للكورد فهم يحلمون بانشاء دولة كوردية على كامل ارض كوردستان ويتركز النضال حاليا على تحقيق الحقوق القومية في تركيا وايران وسوريا وانشاء الفدراليات على غرار ماهو موجود في العراق وعلينا دعم هذا النضال واجبار هذه الحكومات على الرضوخ باقرار هذا الحق- اما بالنسبة للامازيغ وبما انهم يشكلون الاكثرية المضطهدة فانهم يحلمون بدولة المواطنة لكي ينالوا حقوقهم القومية والثقافية ويتحرروا من سياسة التهميش والاقصاء التي تمارس بحقهم من قبل الاقلية العربية -وربما يتحد الطوراق في ليبيا والجزائروتشاد والنيجر ويشكلون دولة خاصة بهم

المصدر: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=279051

الحوار الداخلي: 
الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك