إن التعايش بين الأديان ضرورة ملحة ؛ لأنه وسيلة من الوسائل المهمة التي تخدم السلم العالمي الذي نسعى للوصول إليه ، وتحقيقه بكل الوسائل العقلية والفكرية والثقافية المنطقية ، ولا يتم هذا التعايش الديني إلا على أسس راسخة تكون بمثابة الانطلاق إليه ، وإليك بيانها :
الأساس الأول : القناعة التامة والإرادة الحرة ، والرغبة المشتركة بين أهل الأديان السماوية للتعايش ، بمعنى أن تكون هذه الرغبة والإرادة والقناعة نابعة من الذات من غير أي تأثير خارجي عن الذات ، كالضغوط المفروضة عليهم مهما كان شأنها ومهما كانت أسبابها .
الأساس الثاني : التفاهم والاتفاق المشترك على أهداف التعايش وغاياته التي تخدم الإنسانية كلها ، وتحقق مصالحها العليا وعلى رأسها السلم العالمي والأمن والأمان مما يحول بينها وبين نشوء النزاعات والحروب المختلفة فضلاً عن دفع الجور والظلم والاضطهاد ، وردع الاعتداء على الشعوب والجماعات والأفراد الذي يصدر عن بعض السياسات التي تخترق حقوق الإنسان .
الأساس الثالث : التعاون المشترك من قبل أهل الأديان كلها والعمل الجاد ؛ للوصول إلى تحقيق النتائج المرضية الحسنة والأهداف السياسية للتعايش ، وهذا لا يتم غالباً إلا بناء على وضع مخطط تنفيذي يشترك فيه الجميع للوصول إلى المطلب الأسمى .
الأساس الرابع : الاحترام المتبادل بين أهل الأديان كلها ، ومنح الثقة لبعضهم البعض ؛ من أجل الاستمرارية والتمكن من تحقيق أهداف التعايش وأغراضه ، بحيث لو حدث أي خلاف فيما بينهم فليتحكموا إلى ما التزموا فيه من القدر المشترك الديني أو القانوني المستوحى من جميع الأديان كلها ، وهو القيم العظمى والمثل العليا التي اجتمعت عليها إرادة المجتمع الدولي .