في اليوم العالمي للتسامح
مها الجويني
بمناسبة اليوم العالمي للتسامح الذي أعلنته الأمم المتحدة من خلال مؤتمر اليونسكو ببباريس سنة 1995 و الذي صدر عنه الميثاق العالمي للتسامح و الذي بموجبه تم إتخاذ يوم 16 نوفبمر كيوم عالمي للتسامح ، و ذلك في إطار مواجهة العنصرية و إذابة الإختلافات بين جميع أفراد الإنسانية و تعزيز عمل مؤسسات المجتمع المدني لنشر ثقافة التسامح و القطع مع التعصب و التطرف و كل الممارسات الإنسانية .
و في مثل هذا اليوم الذي تحتفل به كل أمم العالم تشيع غزة الجريحة شهدائها و تبكي الأمهات أبنائها و تمسح نساء دماء أزواجها و نحصي نحن عدد القتلي و الجرحى و نقول :" رحم الله الشهيد" .بعد أن نذرف دموع الحزن عليهم و ندعوا ان يفك الله كربهم عند إقامتنا للصلاة ثم ننشد قصائد في صلاح الدين الأيوبي و نرقب مجيء المهدي المنتظر .
وفي إطار هذه المناسبة يتسابق زعمائنا العرب لتبادل التهاني في ما بينهم و في إلقاء أطيب الخطابات أمام العالم الأول (أوروبا و أمركيا) ليقنعونهم بأنهم لا يشبهون شعوبهم بل هم دعاة للتسامح و للسلام و الدليل قبولهم بالحوار مع إسرائيل و قمعهم لكل من يمس بعلم الصهيونية بعلم أمريكيا المفدى . ألا يعتبر حكامنا من رواد التسامح ؟
فولتير و رسالته في التسامح ،مارك توين و ما كتبه في حب الأخر و إحترام الإنسانية ، و ما قاله روزفيلت في حقوق الشعوب إلى أخره من تلك الكتابات و الدراسات التي نسمع دائما المؤسسات الدولية الغربية تستشهد بها و نسعى نحن شباب العالم الثالث إلى قرائتها و التعلم منها ، فحقوق الإنسان حسب ماجاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و غيره من المواثيق و المعاهدات الدولية قائم على التسامح و إحترام الأخر ... ولكن بعد ما حصل في غزة فهمت أن الأخر الذي يُحترم ليس أي أخر ... بل هو المُدلل، المغفور له ، الصاحب لأقوى الترسانات ، من يقوم بأهم المناورات العسكرية و هو صاحب القوى العظمى .
العالم لا يتسامح معنا و تستباح أراضينا لأتفة الأسباب تقتل أطفالنا بدون حساب . و في نفس الوقت نحن لا نتسامح مع أنفسنا و نرفض حتى الجلوس قبالة بعض للحوار و للمشارك ففي ليبيا الثورة عدد القتلى و الجرحى لم ينخفض جراء الصراعات القبلية و عشائرية و لا سيما في غياب المصالحة الوطنية . في الشام يُذبح بشار أبناء شعبه بتعلة حفاظه على وحدة وطنه و بين الجيش الحر و الشبيحة بقى جرح سوريا ينزف دون توقف. أما في فلسطين فالخلاف بين فتح و حماس لا يزال قائما حتى عند الأزمات الليبرالي يبقى ليبيرالي و الإسلامي يواصل وفائه لخيارات حزبه ، و أنا أسأل عن أوفياء فلسطين ؟؟؟