غياب الحوار الحضاري سببه غياب التفكير العلمي

سامي كاب

 

ان غياب التفكير العلمي في المجتمع العربي يؤدي الى غياب الحوار الحضاري الايجابي البناء
للاسف اجد ان كافة الحوارات اللا ما ندر منها حوارات سلبية صدامية تظاهرية شكلية لا جدوى منها ولا دلالة موضوعية ولا فائدة من الاجابة على اسئلتها والخوض فيها لانها اتفه من ان يبذل بها جهد فكري علمي بناء
العقلية العربية لا تريد ان تتوسع الى مساحة الحقيقة انما تريد ان تختزل الحقيقة بمساحتها الضيقة وتغير من شكلها كي تصبح مستوعبة لديها ضمن صيغتها النمطية التقليدية الثابتة الغير متحركة او نامية او متطورة
العقلية العربية تقدس النمطية والتقليد والجمود بنصوص دينية واوامر منسوبة للاله وضمن اي دين سواء كان الاسلام او المسيحية او اليهودية ولا ضير لديها بان تغير الدين بنصوصه المقدسة لغاية اسقاط الحقائق بظلها
المشكلة اساسا سببها عقم في التفكير وهذا نتيجة امرين اولها تخلف وراثي يشمل الجهاز العصبي والثاني عدم توفر البيئة المحفزة لنمو وتطور القدرات الذهنية كالبيئة المتنوعية بتضاريسها وثرواتها الطبيعية والوفيرة بها واللتي تتشابك بها وسائل الانتاج وتتعقد وتتنوع وتتطلب ممارسة حياتية وادارة وبرمجة وتفكيرا وجهدا عصبيا عاليا يستدعي تطور الجهاز العصبي ومنه وصول الانسان الى درجة التفكير الواعي الناضج العقلاني الحضاري التقدمي او ما نسميه في عصرنا الحاضر ( التفكير العلمي ) واللذي يعني بخصائص المادة وعلوم الطبيعة وتقنية الحياة
عندما يدور حوار حول قضية جديدة او موضوع فكري جديد والمقصود هنا المواضيع الثقافية المنسوبة للفكر العلماني كونه الفكر اللذي يعالج قضايا الحياة المختلفة بوجهة نظر علمية مطلقة ترتقي الى مستوى العصر الحالي من التقدم الحضاري وترتقي الى مستوى التفكير الجدلي المادي حيث ان المادة اضحت هي اساس التقنية المسؤولة عن بناء هيكلنا الحضاري الجديد
فعلى من يحاور في هذا السياق يجب ان يكون لديه اولا القدرة الكافية على الفهم العلمي بكل جوانبه ولديه المعلومات الاساسية الكافية لاستيعاب الافكار العلمية المعاصرة وطرحها للحوار والنقاش وان يكون واسع الافق ولديه وجهات نظر عديدة ومتحركة ومتغيرة تبعا لحجم الموضوع وزخمه ووجهته وغايته وجدواه ويجب ان يتحلى بثقافة الحوار العقلاني والمادي الجدلي والفلسفي وان يمتلك تقنية اخراج الفكرة واستقبالها بشكل مجرد دون اي ادوات غيبية او ارضية غيبة كالدين او المعتقد
وانصح بمن لديه دين او معتقد مؤمن به ان لا يدخل اي حوار علمي لابسا عباءته الدينية او متسلحا بمعلوماته الغيبية او يدخل بعقليته الدينية النمطية التقليدية الثابتة ذات النصوص المقدسة وذات وجهة النظر الثابتة الوحيدة اللتي لا تتيح الرؤية لاي موضوع او فكرة خارج اطار الغيبية او الدين لذات الشخص
وما يمنع التعاطي مع الافكار التقدمية والفكر العلماني عموما هو مسالة الحرام والحلال ومسالة التفرد والتسلط والوحدانية فمن يؤمن بان الكون كله من صنع واحد احد هو الله وما في الكون كله من ملكه وادارته لا يقدر هذا المؤمن ان يتجاوز مساحة تفكيره المحدودة الضيقة اللا اذا تجرد من هذا التفكير الايماني وتجرد من هذه المسلمة فكرة الاله الخالق والمالك والمتحكم ولا يمكن ان يرى السجين العالم الواسع ويعيشه وهو قابع في زنزانته الصغيرة المحدودة
التجرد هو الخروج من حالة الفكر العيبي المليء بالمسلمات والافكار الجاهزة المعبأة المحشوة والمغلفة بالقدسية والمحرم فتحها والاستفادة من مادتها انما هي كلعبة العيد للاطفال او كالحلوى للزينة وليست للاكل
اخي ايها المؤمن امتلك ارادة التغيير والتطور والاندماج مع العصر وامتلك الشجاعة والجراة بالتجرد من قيود الدين واسوار المعتقد وحواجز الخوف من المجهول والغيبيات والاوهام
ولكي تدخل في حوار علمي بناء مفيد يساهم في بناء شخصيتك وحياتك بشكل افضل ما عليك اللا ان تبدل ثيابك القديمة البالية وتنزعها عن كيانك وتسعى للبس ثياب جديدة تغير من مظهرك وشكلك ونفسيتك وتفكيرك

المصدر: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=280795

الحوار الخارجي: 
أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك