ينابيع الإرهاب الإسرائيلي
أضافه الحوار اليوم في
<p style="text-align: left;"><font color="#003366" size="-1"><b>د.غازي حسين</b></font></p>
<p> </p>
<div align="justify"><font face="Tahoma" size="2">أكد مناحيم بيغن على أهمية الإرهاب في صنع التاريخ وصياغته وقال: «إن قوة التقدم في العالم ليست للسلام بل للسيف»، وكتب في مذكراته قائلاً: «أنا أحارب إذن أنا موجود».</font><br />
<font face="Tahoma" size="2">وورد في كتابه «الثورة» ما يلي: «من الدم والنار والدموع والرماد سيخرج نموذج جديد من الرجال، اليهودي المحارب».</font><br />
<font face="Tahoma" size="2">وسار بن غوريون، مؤسس الكيان الصهيوني في نفس هذا الاتجاه الإرهابي وقال: «بالدم والنار سقطت يهودا وبالدم والنار ستقوم ثانية».</font><br />
<font face="Tahoma" size="2">ويقوم الاعتقاد الديني والفكر الصهيوني على أن فلسطين هي أرض الميعاد، وبالتالي يصبح الشعب العربي الفلسطيني، الامتداد التاريخي للشعوب الكنعانية التي حاربها وأبادها قادة اليهود ومنهم يوشع وهذه الشعوب هي بقايا الشعوب السبعة الواردة في التوراة ومنهم العماليق وأهل مدين، ومن هنا يعتبر نتنياهو أن الأراضي الفلسطينية أراض محررة وليست محتلة كما يعتبرها العالم أجمع.</font><br />
<font face="Tahoma" size="2">ولذلك يقوم الكيان الصهيوني بإبادة الشعب العربي الفلسطيني وترحيله من وطنه وتهويد أرضه ومقدساته، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ تماماً كما كان يفعل يوشع بالكنعانيين.</font><br />
<font face="Tahoma" size="2">ويؤمن الصهاينة أن العربي لا يفهم إلاّ لغة القوة، وأن الطريقة الوحيدة للتعامل معه هي قتله.</font><br />
<font face="Tahoma" size="2">مرّ الإرهاب الصهيوني بمراحل مهمة أدت إلى غرسه وترسيخه في نفسية اليهود في كل مكان وزمان، حيث رسخه كتبة التوراة في الدين اليهودي، وصاغه الصهاينة في الأيديولوجية الصهيونية وغرسوه في صميم ممارسات الكيان الصهيوني، وبالتالي بدأ عزرا بترسيخ الإرهاب والإبادة والعنصرية في العقيدة اليهودية، وعززه هرتسل في الأيديولوجية والحركة الصهيونية وتأسست منظمات إرهابية يهودية مسلحة تؤمن بالإرهاب كعقيدة وأيديولوجية وممارسة ثم تنتبه دولة «إسرائيل»، وهكذا انطلق الإرهاب الصهيوني من العقيدة إلى الأيديولوجية إلى الكيان الصهيوني ثم إلى الجيش والشرطة والمخابرات الإسرائيلية والمجتمع الإسرائيلي.</font><br />
<font face="Tahoma" size="2">ويفتي رجال الدين اليهودي بممارسة الإرهاب وقتل العرب وإبادتهم لإقامة «إسرائيل التوراتية» ويصفون العرب بالأفاعي والصراصير والأشرار، وأن الله ندم لأنه خلق العرب، ويصرخون علناً بإبادة العرب، إذ أعلن الحاخام عوبيديا يوسيف قائلاً:</font><br />
<font face="Tahoma" size="2">«يجب قصف العرب بالصواريخ من أجل إبادتهم ومحوهم عن وجه الأرض».</font><br />
<font face="Tahoma" size="2">وقال السفاح بيغن عن الفدائيين أنهم حيوانات كاسرة تسير على ساقين، وتنادي التعاليم التوراتية والصهيونية بتصفية الحيوانات المتوحشة، أي بتصفية العرب، وأكد الحاخام إسحق غينزبورغ ذلك عن العربي قائلاً:</font><br />
<font face="Tahoma" size="2">«إن العربي حيوان بطبعه، وقد وصفته التوراة بأنه إنسان متوحش، وهناك فرق بين الدم اليهودي والدم العربي، وأن هذا التمييز موجود في التوراة».</font><br />
<font face="Tahoma" size="2">وأفتى الحاخام دافيد كفيتس بقتل العربي قائلاً: «إن قتل العرب لا يشكل مشكلة أخلاقية».</font><br />
<font face="Tahoma" size="2">وهكذا يهدد رجال الدين اليهودي الدم العربي مما يسهل على الجيش والشرطة والمخابرات الإسرائيلية تنفيذ ذلك على أرض الواقع في فلسطين وسورية ولبنان ومصر والأردن.</font><br />
<font face="Tahoma" size="2">وانتقلت عدوى سفك الدم العربي وإبادة العرب من رجال الدين اليهودي إلى زعماء العصابات الإرهابية المسلحة، حيث دوّن السفاح بيغن في كتابه التمرد ذلك وقال:</font><br />
<font face="Tahoma" size="2">«ينبغي عليكم أيها الإسرائيليون أن لا يكنوا أبداً، وعندما تقتلون أعداءكم ينبغي أن لا تأخذكم بهم رحمة حتى تدمر ما يسمى بالثقافة العربية التي سنبني على أنقاضها حضارتنا».</font><br />
<font face="Tahoma" size="2">ولعبت الصحافة اليهودية دوراً في تحريض اليهود على قتل العرب فكتبت صحيفة هلهمشمار عام 1947 تقول: «علينا أن ننسى أية مشاعر إنسانية، يجب أن تذبح ونبيد دونما رحمة أو أحاسيس إنسانية، ويجب أن لا نتفلسف مقابل رأس كل عبري مائة من الرؤوس العربية».</font><br />
<font face="Tahoma" size="2">وتفشى تقديس الإرهاب في الأوساط اليهودية وبشكل خاص المستعمرين اليهود في فلسطين حداً وصفه د. حاييم وايزمان، رئيس المنظمة الصهيونية العالمية وقال عنه في مذكراته التجربة والخطأ بأنه أخذت تصعد إلى السطح الروح العسكرية والارتماء في أحضانها، وأكثر من ذلك اللجوء إلى العنف والإرهاب، واستعداد للتعاون مع الشر، كقوة لها فوائدها في تحقيق الوطن القومي لليهود.</font><br />
<font face="Tahoma" size="2">وامتد الإرهاب الصهيوني ليشمل اليهود غير الصهاينة، الذين رفضوا الانخراط في مخططات الصهيونية لحملهم على الهجرة إلى فلسطين وكان الهدف الصهيوني من هذا النوع من الإرهاب الموجه ضد اليهود هو لإنزال الخوف والرعب والقلق في نفوسهم ولتذكيرهم بالاضطهاد الكنسي والحكومي ولعزلهم عن مجتمعاتهم وتهجيرهم إلى فلسطين.</font><br />
<font face="Tahoma" size="2"></font><br />
<font face="Tahoma" size="2">ورث الجيش الإسرائيلي أساليب وتجارب المنظمات اليهودية الإرهابية في إرهاب العرب وقتلهم، وأصبح قادة المنظمات الإرهابية رؤساء وزارات ووزراء وقادة في الجيش والمجتمع بعد تأسيس «إسرائيل»، وتابعت إسرائيل ارتكاب الإرهاب الرسمي المنظم تجاه العرب وبدعم وتأييد كاملين من يهود العالم والدول الاستعمارية وفي طليعتها الولايات المتحدة الأميركية التي ترفض تأمين الحماية للشعب الفلسطيني وتبرر الهولوكوست الإسرائيلي عليه بالدفاع عن النفس.</font><br />
<font face="Tahoma" size="2">وتجاوز الإرهاب الإسرائيلي المجازر والإبادة الجماعية وتجسّد في حروب عدوانية وإمبريالية في أعوام 1948 و1956 و1967 و1978 و1982 و1993 و1996 و2006 و2009 وتجاوز الإرهاب الإسرائيلي الجانب العسكري، وامتد إلى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبالتالي تعرّض الشعب العربي في فلسطين وسورية والأردن ولبنان ومصر إلى أبشع صور الإرهاب والإبادة والتدمير والعنصرية التي لا مثيل لها في التاريخ الحديث على الإطلاق.</font><br />
<font face="Tahoma" size="2">وتهدف «إسرائيل» من استخدام الإرهاب والتهديد به استنزاف الموارد الاقتصادية للبلدان العربية وفرض الهيمنة والتبعية عليها وكسر إرادتها السياسية.</font><br />
<font face="Tahoma" size="2">استخدمت الدول الاستعمارية «إسرائيل» كأداة إرهابية عسكرية لتنفيذ مخططاتها والمخططات الصهيونية، وخلق حالة من التوتر الدائم وعدم الاستقرار داخل المنطقة لاستنزاف مواردها وثرواتها وطاقاتها وعرقلة تطورها وفرض السيطرة العسكرية المباشرة عليها بزرع القواعد العسكرية وإرهاب الحكام العرب وقمع النضال العربي وتنظيف خزائن المال في بلدان النفط العربية.</font><br />
<font face="Tahoma" size="2">فإسرائيل والإرهاب متلازمان ووجهان لجوهر الأيديولوجية الصهيونية التي تغذي الإرهاب والإبادة والعنصرية والاستعمار الاستيطاني وترجعها إلى الأصول التوراتية.</font><br />
<font face="Tahoma" size="2">ويعمل الكيان الصهيوني على تهجير اليهود إلى فلسطين وترحيل العرب منها بالإرهاب والاستعمار الاستيطاني، وشن الاعتداءات عليها بذريعة الأمن وباسم الحقوق اليهودية التوراتية الكاذبة.</font><br />
<font face="Tahoma" size="2">فالبشرية جمعاء تؤمن بأن الحق ملك لصاحبه، وهو وحده الذي له سلطة عليه، وكل محاولة لاغتصابه ينبغي ردعها، كالحق في الحياة والملكية وفي الأرض والوطن والعودة إليه.</font><br />
<font face="Tahoma" size="2">وينبغي حفظ الحق من الاغتصاب أو الانتقاص واسترداده من غاصبيه سواء كان من الحقوق السياسية أو حقوق الملكية في الأرض والعقارات.</font><br />
<font face="Tahoma" size="2">ولكن اليهود خلافاً لجميع البشر لا يعترفون للعرب وبشكل خاص للفلسطينيين بحقوقهم السياسية وحقهم في ملكية أراضيهم وعقاراتهم، مما يظهر بجلاء وحشيتهم وعنصريتهم.</font><br />
<font face="Tahoma" size="2">ارتبط قيام «إسرائيل» بالحروب العدوانية وبالإرهاب والإبادة وسياسة الأرض المحروقة وبناء المستعمرات اليهودية عليها.</font><br />
<font face="Tahoma" size="2">تطبق الحكومة الإسرائيلية الاغتيالات السياسية للقيادات والكوادر الفلسطينية المخططة والمبرمجة والعلنية كسياسة رسمية ينقذها الجيش الإسرائيلي وفرق القتل التابعة له والمسماة بالمستعربين، الذين يشبهون العرب بملامحهم ويتكلمون العربية ويرتدون اللباس العربي، وذلك يجعل «إسرائيل» الدولة الوحيدة في العالم التي تمارس الاغتيالات السياسية التي ورثتها عن العصابات اليهودية الإرهابية المسلحة، كسياسة رسمية دائمة، مما يجعلها أكثر وحشية وهمجية من ألمانيا النازية وأبشع وأخطر دولة ظهرت في تاريخ البشرية.</font></div>
<div align="justify"><font face="Tahoma" size="2">المصدر: </font>http://www.nosos.net/main/pages/news.php?nid=838</div>
الحوار الخارجي: