كرة القدم النسوية بين أهل الأهواء وأهل الإفتاء

بالرغم من أن الأمر لا يحتاج إلى فتوى ولا يحتاج إلى مجمع فقهي ولا إلى هيئة علماء بل يحتاج إلى قليل من التقوى وقليل من الورع وقليل من المروءة إلا أن المجمع الفقهي انبرى مرتين للفتوى حول الموضوع فأصدر الفتوى بالرقم «م ف 1/ م 1/ 2/ 2012م» فتاوى بتاريخ «16/ صفر 1433هـ /الموافق العاشر من يناير 2012م وهي مرفقة وتنص على ما يأتي:ـ

جمهورية السودان - رئاسة الجمهورية
مجمع الفقه الإسلامي

التاريخ: 16 صفر 1433هـ
النمرة: م ف أ/م أ/ 2/2012م/ فتاوى
الأخ الكريم/ دفع الله حسب الرسول عضو لجنة التشريع والعدل بالمجلس الوطني
حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
الموضوع: استفتاؤك بشأن تكوين فرق نسائية لكرة القدم
بالإشارة إلى استفتائك بتاريخ: 5/ يناير 2012م عن الموضوع أعلاه، وسؤالك عن: هل يجوز تكوين فرق نسائية لكرة القدم تنافس في إفريقيا وآسيا وأوربا استجابة لتوجيه «فيفا» التي تطلب منا ذلك، نفيدك بأن الدائرة المختصة بالمجمع قد درست هذا الموضوع، وأجابت عنه بالآتي:
الفتوى
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد،،،
أولاً: أصدر المجمع فتوى سابقة في ذات الموضوع رقم «51/ د/ 2/26هـ» بتاريخ: 22 المحرم 1427هـ ـ 21 فبراير 2006م، بمنع قيام دوري كرة قدم للنساء بالسودان «الفتوى مرفقة».
ثانياً: وعليه فإن تكوين فرق نسائية لكرة القدم لتلعب خارج السودان في إفريقيا وآسيا وأوربا لا شك أولى بالحظر والمنع، فهو أكثر مفسدة، كما أنه أبعد عن أخلاقنا وقيمنا.
ثالثاً: إن طلب «الفيفا» تكوين هذه الفرق لا يصلح دليلاً لجواز الممنوع، ولا رافعاً لحكم الشريعة.
والله أعلم

أ. د. إبراهيم عبد الصادق محمود
رئيس دائرة الفتوى العامة
أ. د. عبد الله الزبير عبد الرحمن - الأمين العام
وكان قد أصدر الفتوى الأولى بالرقم «51/د/2/ 26هـ (وهذا نصها):
جمهورية السودان - رئاسة الجمهورية
مجمع الفقه الإسلامي
التاريخ: 22/ محرم/ 1427هـ الموافق: 21/ فبراير/ 2006م
دائرة الفتوى
فتوى رقم «51/ د/ 2/ 26هـ
الأخ الكريم/ قسم خالد ـ ممثل صحيفة الكابتن
حفظه الله وبلغه الإحسان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع: استفتاؤكم عن الحكم الشرعي لقيام دوري كرة القدم للنساء بالسودان
نفيدكم بأن دائرة الفتوى درست هذا الموضوع وأجابت بالآتي:
إن الشريعة الإسلامية تقوم كلها على جلب المصالح ودرء المفاسد وهذه المصالح وتلك المفاسد يحددها الشرع إما بنصوص من القرآن والسنة أو بقواعد اجتهادية. وفي موضوع قيام دوري كرة قدم للنساء فإن أصل الرياضة مباح للرجال والنساء بشرط أن تتوافق هذه الرياضة مع الخَلق والخُلق، فلعب الكرة لا يتناسب مع المرأة لأن ممارسة هذه الرياضة تؤدي إلى خروجها عن طبيعتها الأنثوية وقد ترسخ فيها معاني العنف.
إن الرياضة المباحة للمرأة هي تلك التي تصون بها صحتها، أما كُرة القدم فهي للرجال ولا تتناسب مع النساء، ويجب أن نحذر من كل ما يؤدي إلى إلغاء الفوارق بين الرجل والمرأة «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى» فيجب أن يظل الرجل رجلاً والمرأة امرأة. وفي موضوع قيام دوري كرة قدم للنساء فإن المفسدة فيه واضحة ومهما اتخذت من احتياطات وموانع ففيه من المفاسد ما لا يمكن منعها. والواقع المعيش الآن في البلاد التي تتيح ما ذكر يبرهن على أن هذه الرياضة لا تقام من أجل الرياضة وإنما من أجل مآرب وأهواء.
وعليه فإنه ليس هنالك أية مصلحة تجلب من قيام دوري كرة قدم للنساء بل هنالك مفسدة واضحة ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح حتى إن كانت هنالك مصالح، وسد الذرائع من واقع الشرع، من ثم: نرى منع قيام دوري كرة قدم للنساء بالسودان.
وبالله التوفيق

أ.د. أحمد خالد بابكر
الأمين العام
ثم أصدرت هيئة علماء السودان فتوى منفصلة بالرغم من أن عدداً من أعضاء هيئة علماء السودان هم أعضاء في مجمع الفقه الإسلامي وهذا هو نص الفتوى:
(واتقوا الله ويعلمكم+ الله)
هيئة علماء السودان
التاريخ: 16/ ربيع أول/ 1433هـ
الموافق: 9/فبراير/2012م
فتوى شرعية
الأخ الكريم/ دفع الله حسب الرسول
عضو لجنة التشريع والعدل بالمجلس الوطني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع: استفتاء بشأن تكوين فرق نسائية لكرة القدم
بالإشارة إلى استفتائكم بتاريخ 5/ يناير/2012م عن الموضوع أعلاه والمتعلق بمشروعية وجواز تكوين فرق نسائية لكرة القدم تنافس في إفريقيا وأوربا وآسيا وذلك استجابة لتوجيه «الفيفا» والتي تطلب ذلك فإن الهيئة ترى في هذا الأمر ما يلي:
ـ/ ليس هناك مانع شرعي يحول دون المرأة وممارسة الرياضة بما لا يتعارض مع تكوينها العضوي والنفسي ولا يتعارض مع وظيفتها ودورها في الحياة.
2/ إن ممارسة المرأة للرياضة ينبغي أن تكون وفق الضوابط الشرعية من عدم الاختلاط أو التعرض للرجال أو إظهار المفاتن أو إبداء العورة وكل المرأة عورة إلا وجهها وكفيها غير المنضبطة بضوابط الشرع.
4/ إن اشتراطات المنظمات الدولية وقوانينها ولوائحها لا تحلل حراماً ولا تحرم حلالاً وينبغي أن تعرض على الأصول الشرعية قبل المسارعة إلى تبنيها.
5/ تختلف المرأة عن الرجل خَلقاً وطبعاً على مقتضى دور الذكورة ودور الأنوثة وأي إخلال بالخلق أو الطبع يؤدي إلى إخلال بالدور النمطي لكليهما.
والرياضة النسوية ينبغي ألا تؤثر على الدور النمطي ولا الدور الاجتماعي الإنساني الذي تؤديه المرأة ـ والممارسة المعروفة الآن تؤدي إلى أكبر خلل في الدورين.
والله أعلم
ع/ الشيخ محمد أحمد حسن - أمانة الفتوى

ويبدو أن المجمع الفقهي قد استُفتي مرتين وكانت المرة الأخيرة من قبل الشيخ دفع الله حسب الرسول عضو لجنة التشريع والعدل بالمجلس الوطني.
ولقد أصبح واضحاً وجلياً أن التفلت والتملص من أحكام الشريعة ومن نعمة الانقياد لمقتضيات العبادة والعبودية للواحد الديان أصبحت مما لا يتحرج منه أحد ولا يستحي منه بحال. ولذلك فأنا أود في هذه المرة أن أغير أسلوب المخاطبة من تعابير مثل «حزّ في نفسي» و«آلمني» و«إنه لما يفقع المرارة» وإني لفي غاية الدهشة»..
أنا أوجه خطابي اليوم إلى أهل السودان جميعاً: صونوا حرائركم وأحيطوا فرائدكم برعايتكم وذبّوا عن أعراضكم.. ولا تبيعوا دينكم بدنيا ليلى خالد فوالله الذي لا إله إلا هو ما دفع ليلى خالد إلى هذا المسلك المهين إلا ذهب الأمم المتحدة ودولار اليونسيف. وهي تقول بتبحح لا مثيل له:
«أما فيما يتعلق بالدعم فهناك بالطبع دعم مادي من الاتحاد الدولي للعبة «فيفا» «30%» سنوياً ولدينا دعم من الاتحاد السوداني لكرة القدم ومن الاتحاد الدولي.
أنا لا أدري على أي دين وعلى أي ملة تخرج علينا هذه «الحرمة» لتستفز رجولتنا وكرامتنا ونخوتنا وعزتنا وإباءنا؟! وأنا أقول لها لا والله الذي إلا إله هو وبإذن الله وبعزة دينه فإن شيئاً من ذلك لن يكون وإنك ستؤوبين خائبة خاسرة خسرت دينك وآخرتك وخسرت دنياك ودولار الأمم المتحدة!! وإن كان حاج ماجد سوار كما زعمت قد أقر بهذا المنكر وهذا البهتان وقام بتعيين لجنة من أربعة أشخاص لتكوين الاتحاد وذلك بصفته وزير الشباب والرياضة فقد والله خاب وخسر إذا كان هذا حقاً فإن أمثال ليلى خالد وحاج ماجد سوار يريدون إماتة الحركة الإسلامية بل يعملون بوعي وبدون وعي على إماتة الدين في النفوس ونشر دين الأمم المتحدة ونشر الفاحشة.. ويكفي أن اللقاء الذي عقدته المدعوة ليلى خالد مع جريدة «الإنتباهة» جاء خلواً من كل ما يمت إلى التقوى والورع من قريب أو بعيد.. بل جاء بعبارات لا تخرج إلا من نفس كزة نزع الله من أحشائها توقيره وتوقير رسوله وكتابه وأوليائه.. فقد جاءت المقابلة خلواً من أي ذكر لله ومن ذكر رسوله صلى الله عليه وسلم ومن الصلاة عليه ومن ذكر آية أو حديث أو معنى من معاني الإيمان، ولعل المدعوة ليلى خالد والمدعو حاج ماجد سوار خيب الله مسعاهما قد علما أن هيئة شورى الحركة الإسلامية قد خرجت بقرار بالإجماع ببطلان فكرة قيام فرق لكرة القدم النسائية وأن ذلك مما يأباه الإسلام والإيمان وتأباه المروءة والرجولة. وأنا أقول للمدعوة ليلى خالد والمدعو حاج ماجد سوار أن الموافقة والسكوت والإغضاء عن قيام مثل هذه النشاطات إنما يرقى إلى أن يكون ضرباً من ضروب الدياثه والعياذ بالله والمطلوب الآن من الحركة الإسلامية أن تواجه مسؤولياتها أمام الله سبحانه وتعالى وأمام الأمة وأن تحاسب ليلى خالد وحاج ماجد سوار على هذا المنكر الذي اقترفاه واقترحاه وأن يُعفى كل واحد منهما من جميع مناصبه ومسؤولياته وأن تنزل بهما عقوبة تأديبية وتربوية وتأمرهما بصيام أيام معددوات وصلاة ألف ركعة والتصدق بعُشر ما يملكان من الأموال وحفظ «5» أجزاء من القرآن الكريم في خلال شهرين.. وحرمانهما من تقلد أي مناصب تنفيذية أو دعوية لمدة ثلاثة أعوام ويلتمس من الأخ الرئيس الالتزام برؤية مجلس الشورى حول الرياضة النسوية وإبطال تكليف حاج ماجد سوار بأي منصب دستوري لمدة ثلاثة أعوام..
إن رؤية المرأة على أي وجه مما لم يبحه الشرع إلا على الوجه المرضي والمعتبر على مقتضى الكتاب والسنة وعلى شرطهما. إن خروج المرأة إلى المسجد تحكمه ضوابط صارمة رغم الإباحة، لاحظ فقط مجرد الإباحة ـ ورغم أنه ليس ثمة توبيخ ولا زجر ولا تحريق لعدم خروجها للمسجد ثم تطلع علينا ليلى خالد وحاج ماجد سوار رغم ذلك ببائقة تسمح للمرأة الحرة العفيفة أن تعرض فتنتها ورشاقتها على غير محارمها في الوقت الذي يحرّم عرض تلك الأجزاء منها حتى على المحارم.. يا أهل الحركة الإسلامية.. أفيقوا.. واستيقظوا فإني والله أخشى عليكم عاقبة هذه المخالفات «واتقوا فتنة لا تصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصة»..
«فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم». ولقد أضربنا عن الخطل الذي بثه وجدان فارغ على صفحات الإنتباهة لأنه لا يؤسس لباطل مهما التوى ولبّس في مواجهة الكتاب والسنة والإجماع والمروءة والشرف.. والأرومات المغاليق الصلاب!!

المصدر: http://www.meshkat.net/node/14327

 

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك