العمل التطوعي: قيم ومعاني

  • أ. علي صالح طمبل
  • المشرف العام على الموقع الإلكتروني لمنظمة سبيل الرشاد الخيرية العالمية

 

من خلال عملي على مدى سنوات في مجال العمل التطوعي لاحظت تميزاً وخصوصية لهذا العمل قد لا توجد في غيره.
ومما لمست عبر العمل بالمنظمات التطوعية: الصبر ونكران الذات، وهذا مشاهد في المتطوعين الذي يصلون المناطق النائية التي تقتقر إلى الخدمات، أو المناطق المنكوبة بالسيول والفيضانات والمجاعات، فيتجشمون المشاق في سبيل إيصال يد العون، ويصبرون على المشقة والنصب.
أضف إلى ذلك، حب الخير للناس وحب العمل الذي يُؤدى؛ فالمتطوعون حين يحبون الخير للناس كأنهم يتمثلون قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس،وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربة، أو يقضي عنه ديناً، أو يطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إليّ من أن أعتكف في هذا المسجد( يعني: مسجدالمدينة ) شهرا» [حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم: 906]، وهم حين يحبون العمل الذي يؤدونه؛ فلأنهم يستمتعون برؤية البسمة على وجوه اليتامى والجوعى، ويفرحون بسماع الأرامل والعجزة وهم يلهجون بالدعاء لهم.
وقد رأيت بأمِّ عيني وسمعت بالبعض وهم يقتطعون من رواتبهم مبلغاً شهرياً لكفالة اليتامى طمعاً في صحبة النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال: «أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِى الْجَنَّةِ» [رواه أبو داود برقم: 5150] ليرسخوا قيم الإيثار طمعاً فيما عند الله تعالى الذي قال عزّ من قائل: {وَلَايَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَو كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9]، كما رأيت من يسعى لجمع التبرعات والملابس المستعملة والكتب المدرسية القديمة؛ لكي يسد بها حاجة الفقراء والمساكين، ويزرع بها البسمة في وجوه المساجين واللقطاء والمعاقين والمسنين والمرضى واليتامى ـ وما أكثر هؤلاء في بلادنا! ـ وفي ذلك امتثال لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له» [صحيح الجامع:6497].
عمل المعروف بلا ريب صمام أمان لنا ولمجتمعاتنا؛ فالصدقة شفاء للأمراض كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «داووا مرضاكم بالصدقة» [حسنه الألباني في صحيح الجامع برقم: 3358]، وصنائع المعروف تقينا من كثير من الآفات والمخاطر، كما في الحديث:(صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا، هم أهل المعروف في الآخرة)[صحيح الجامع: 3795].
إخواني أخواتي: هل سأل كل منا نفسه يوماً: أين أنا من عمل المعروف وتقديم الخير للناس؟ وهل كنا في حاجة إخوتنا وعونهم حتى يكون الله تعالى في حاجتنا وعوننا عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: «من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة فرَّج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة» [صحيح مسلم: 2580]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه» [صحيح الجامع: 6577].

المصدر: http://www.meshkat.net/content/26639

الأكثر مشاركة في الفيس بوك