السيدة (وظيفة).. والآنسة (واسطة)..!!

  • أ. علي صالح طمبل
  • المشرف العام على الموقع الإلكتروني لمنظمة سبيل الرشاد الخيرية العالمية

 

كانت السيدة (وظيفة) تجلس في مكتبها الفسيح وتحرك مقعدها الوثير يمنة ويسرة حين استأذن سكرتيرها الوسيم في الدخول ليقول لها:
ـ هل أدخلهم؟!
أشارت إليه دون مبالاة قائلة:
ـ نعم.
ودخل شاب تبدو عليه سيماء المعاناة، يحمل في يده مظروفاً، أخرج منه شهاداته وعرضها أمامه، فوضعتها دون اكتراث، ملقية عليها نظرة سريعة لتسأله:
ـ من أي قبيلة؟
ـ وما علاقة القبيلة بالعمل؟!
ـ هذا ليس من شأنك!
ـ أنا من قبيلة...
ـ أنت لا تصلح للعمل معنا، وهذا قرار نهائي لا يقبل المراجعة.
ثم دخل شاب ثانٍ تظهر عليه أمارات الإحباط، فسألته:
ـ هل تجيد الإنجليزية؟
ـ نعم.
ـ والفرنسية؟
ـ لحسن الحظ نعم.
فغضبت على نحو متصنع وقالت:
ـ ولماذا لاتجيد الإسبانية والألمانية والبرتغالية والروسية؟
فسألها في دهشة:
ـ وكيف أجيد كل هذه اللغات وأنا لم أتخرج إلا منذ عام واحد؟!
ـ هذه ليست مشكلتي.. أنت لا تتوفر فيك الشروط المطلوبة التي تروق لنا.
ودخلت فتاة بائسة فسألتها:
ـ أين تسكنين؟
ـ في حي...
ـ هذا الحي لا يتناسب مع مركز الوظيفة المعروضة.. ابحثي لك عن شركة أخرى.
ثم جاء الدور لتدخل فتاة حسناء أنيقـة، وما إن رأتها حتى ابتسمت ابتسامـة رحبة، وقامت لتصافحها مصافحة حميمة وأشارت إليها بالجلوس ثم سألتها:
ـ ما اسمك؟
ـ اسمي (واسطة).
قالت في انفعال:
ـ أنت الشخصية المناسبة لهذه الوظيفة!
فقالت الفتاة في استغراب متكلف:
ـ ولكنك لم تطلعي على شهاداتي!
ـ ليس مهماً، المهم أنك الشخصية المناسبة.
ـ ولكنني نسيت إحضار الشهادات!
ـ أرجوكِ لا تكترثي كثيراً، يمكنكِ أن تباشري العمل منذ الغد، ولماذا الغد؟، بل من الآن.
ثُم أضافت:
ـ ويمكنك إحضار الشهادات غداً.
ثم أضافت بلهجة واثقة:
وإذا نسيتِ فلا داعي لها؛ لأننا واثقون بك، وبأنك الشخصية المناسبة...
ثم ازدادت ابتسامتها اتساعاً وهي تقول:
فقط يكفي أنك.. من طرف فلان ..!!

المصدر: http://www.meshkat.net/content/27956

 

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك