هوس الفكر الإسلامي

 

إمعاناً في الهوس الفكري وإغراقاً في البحث عن الذات أضحت مجالس من أولع بأحاديث الفكر -الموسوم زورا ًبالفكر ثم بالإسلامي- ويا لها من أحاديث تجثم على حيز كبير من الوقت وكثافة ثقيلة على الروح!! مجالس لاتُتلى فيها آية، ولا يُذكر فيها حديث، ولا تُطرح مسألة، بل إن فعلت لتكونن من المبتدئين؛ حديث عهد بغواية، إن هذا المجلس فرصة لا تتكرر إلاّ قليلاً قد تأهب من اشرأبت أعناقهم إليه، وتعطّشت نفوسهم له، فقلبوا المنتديات ظهراً لبطن ليظفروا بما قال فلان، وبما رد الآخر؛ فيزداد البلاء هدراً للعمر، وثقلاً على الروح حتى مع وجود  (dsl ‏)، إن هذا هو ما عليك أن تفعله لتجيد التحدث في مجالس نوعية، وإلاّ فإن حضرت فلتجد الصمت إذن؛ فهو كما يقول لسان حالهم من ذهب... وهؤلاء المجتمعون بعضهم يتشدق ويتفيقه نتيجة رؤية ضبابية أضاعت عليه تحديد المسار، وبعضهم وجد ذاته على الطريقة الأمريكية في الوجبات السريعة، ومنهم فضلاء يقدمون ظنوا أن ذلك من الإثراء المعرفي والكمال الثقافي، ومما يتطلبه الواقع العلمي والدعوي... لا ضير لكل جواد كبوة.

إن هذه الظاهرة باختصار هي في الحديث النبوي، ومبدأ الدخول في العموم من قبيل (القيل والقال)، أو قل هي خرق لـ(احرص على ماينفعك)، وإن شئت فقل هي مضرة بجواب (وعن عمره فيمَ أفناه؟) ... 

ومادرج على ذلك العلماء الربانيون، ولا الدعاة المسدّدون، ولا أرباب الفكر الصحيح اليوم، بل هم يقدمون قراءات تصحيحية، وآخرى تنموية نهضوية في هموم دعوية وشؤون اجتماعية وتاريخية وأخرى سياسية، هم يستلهمون من التاريخ العبر، ومن الواقع الآمال والآلام، هم لآراء الاستشراق فنّدوا ولتكرر أخطاء التاريخ بيّنوا، و للدعوة نضروا فنضر الله امرأ... ارتسم نهجاً تصحيحياً وطموحاً تنموياً لمدنية رائعة، وشخصية متكاملة رائقة، ومكانة أممية راسخة.

لامني بعض الإخوة لذلك، ورأى أنه من الأهمية أن يطلع الجميع على هذه المساجلات، وأن ذلك ظاهرة صحية، فنظرت أخرى فما رأيتها إلاّ تأخيراً لمشروعاتنا، وتعطيلاً لبرامجنا، معتقداً أن ما جاء في آخر الخاطرة هو الفكر المنتج.



المصدر: http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-42-114168.htm

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك