يغلب عليه الجمود والتخلف الفكري .. التعليم العربي يحتاج لإعادة نظر
دعت دراسة لمنظمة العمل العربية إلى تطوير نظم التعليم العالي في الدول العربية لتتناسب مع احتياجات التنمية الاجتماعية وقدرة سوق العمل على استيعاب أعداد الخريجين، خاصة في ظل غياب خطط واضحة للقوى العاملة العربية.
وذكرت هذه الدراسة التى أعدها الاستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس المصرية الدكتور محسن خضر أن طبيعة المشكلات التى تواجه التعليم العالي تقتضى وجود عملية اصلاح شاملة على مستوى النظام التعليمي كله، وصياغة مؤسسات وواضحة يمكنها أن تطور رؤيتها الشاملة لأهدافها ومهامها وأساليب عملها. وأشارت إلى التحديات التي تواجه التعليم العالي في عالم سريع التغير يتسم بتحول متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وبظهور احتياجات جديدة للتنمية الاجتماعية والثقافية، داعيا إلى الاستمرار في الاهتمام بمجتمع المعرفة في اطار مفهوم أوسع من التعليم مدى الحياة.
وحددت الدراسة أسباب فشل التطوير لعدة أسباب من بينها التركيز على الجوانب الكمية مع عدم استقراء الارقام بأساليب تحليلية متقدمة وبلا تخطيط استراتيجي، اضافة الى غياب الرؤية العقلانية وعدم توفير متطلبات التطوير بكفاءة وفاعلية، وفي مقدمتها التمويل والتدريب والتقنية الحديثة. كما أرجعت فشل التطوير إلى عدم تحديد أهداف واضحة للتطوير، وضعف البرمجة الزمنية والمادية وعدم وضوح الحاجة المجتمعية للتطوير، اضافة الى الميل للاستفادة من التجارب الدولية الناجحة حول تطوير التعليم بدلاً من استراتيجية التطويع للحاجة المجتمعية.
وأوضحت الدراسة أن نظم التعليم العربية يكاد يغلب عليها الجمود والتخلف الفكري المرتكز على دراسة الماضي والتطلعات الاستهلاكية والترفيه بدرجة تزيد كثيراً على تعظيمه للقدرات الانتاجية والفكر العقلاني الخلاق. ولاحظت أن نوعية التعليم العربي ومساهمته في التنمية متدنيان جدا، حيث تفتقد روح البحث لدى معظم الطلبة مع الأخذ بمبدأ التلقين مما يقتل روح الابداع لدى المتعلمين، اضافة الى غياب التخطيط التربوي الشامل، وعدم متابعة الجامعات العربية للتقدم العلمي في الدول المتقدمة.
وذكرت الدراسة ان الدراسات العليا في الوطن العربي لا تخضع لأي تخطيط قائم على الحاجات الفعلية لاجهزة البحث العلمي، اضافة الى غياب التنسيق بين الجامعات العربية مقابل التبعية للنموذج الغربي، مشيرة الى انخفاض نسبة خريجي الدول العربية في نوعية التعليم التقني بما يجعلها أقل نسبة في العالم .
بتصرف عن : شبكة محيط الاخبارية