الموريسكيون يرفعون دعوى أمام محكمة غرناطة

ورد في دعوى قضائية مؤرخة بغرناطة في11 يناير عام 1689، موقعة من طرف وكيل قضائي يدعى  ألونسو دي توس، موجهة إلى هيئة القضاء بالمدينة: "... إنني باسم كل من إيسكارمان وحامدي وغوثمان ومانزاوس وبيلغاس ومحمات (محمد) وهاميتي (حامدي)، وهم من البربر ومن سكان هذه المدينة، ونيابة عنهم وعن كل المسلمين والمسلمات العبيد، الذين تم افتداؤهم في هذه المدينة وبناء على طلب منهم تم التقدم بدعوى أمام دور العدالة الخاصة بهذه المدينة. وأقول إنه لما كان الطرف الذي أمثله هو من سكان هذه المدينة وتزوجوا فيها وأبناؤهم وأحفادهم مسيحيون، وأنهم عاشوا فيها دائما وسكنوا فيها مع أسرهم. وكانوا يعملون في أعمالهم الخاصة حيث كانوا يقدمون خدماتهم لصالح كل السكان دون أن يحدثوا ما يقرره ذلك القضاء ضدهم. حيث قرر طردهم دون سبب هم وعائلاتهم وكل المسلمين الآخرين، وأجبروهم على الخروج منها وفرضوا عليهم عقوبات خطيرة إذا لم يفعلوا ذلك. مع أنه لم يتم إنذارهم ولم يعطوهم وقتاً أو مكاناً لتقديم ما يبين مدى تضررهم من سلب لأموالهم وطرد عام، مع أن قرارتنا الملكية لم تكن تحرم عليهم الجوار والإقامة. وقد كان ذلك مسموحاً به وممنوحاً لهم، حيث إن أغلبهم من العبيد والمخصيين وعليهم مبالغ كثيرة لكي يعتقوا. وجزء آخر يمثله إيسكارمان هذا وحامدي، وقد كانوا من المسلمين، أحفاد مسلمي خوفاً، وهم من رعايانا في مدينة وهران. لقد ولد إيسكارمان هذا في هذه الممالك في مدينة أغيلار ولديه ابنان وأحفاد مسيحيون، أما بيلغاس وحامدي فهم من رعايانا في الريان سفيناس وفي قلاعنا في مدينة وهران، وقد ساعدنا هؤلاء ... بإخلاص شديد في جميع المناسبات، وبخاصة في أثناء عمليات الحصار، وعرضوا حياتهم وأموالهم للدفاع عن المدينة، ولهذا لم يكن من العدل تطبيق الأمر المذكور . حيث توسلوا إلينا أن نرسل خطاباً من طرفنا حتى يقوم القضاء بإعادتهم ولا يمنع الإقامة التي لهم في هذا البلد ولا يلغونها، ويفرضون عليهم غرامات كبيرة إذا لم يفعلوا ذلك. كما طلبوا أن نحول عليكم أي دعوى حول ذلك الطرد يمكن أن تكون قد تمت، ولما كان ضرورياً فقط تم رفع دعوى استئناف والاحتجاج لذلك الحق أمامنا.

 

وقد راجع ذلك رئيسنا والقضاة الذين اتفقوا على تقديم الدعوى وإرسال هذا الخطاب، ولهذا نرسله بحيث إنه خلال الأيام الثلاثة التالية يتم رفع الدعوى كما طلب منا إيسكارمان وشركاؤه من أهل البربر، لكي يعطى لهم ويتم نقل كل الدعاوي التي ذكرناها سابقاً دون أن ينقص منها أي شيء، وتتم كتابته ومراجعته والتوقيع عليه ويغلق ويختم بطريقة موثوق بها على أن يتم دفع أتعابنا، ويقبلون هذا ويوقعون في نهايته.

 

أمر آخر: نطلب من خلال خطابنا هذا من قضاء مدينتنا قرطبة أن يرى ويحدد تلك الدعاوى التي درسها رئيسنا ومساعداه المذكوران، ولا يمنع ولا يلغى حق الإقامة الذي يتمتع به هؤلاء في تلك المدينة، أما الذين تم حرمانهم من الإقامة فيها فيجب أن يعاد ذلك دون إذلالهم، مع لفت النظر إلى أنه سيتم رفع دعوى على أي أمر يوجد لهم حق فيه.

 

لا تفعلوا عكس ذلك، وإلا عوقبتم بغرامة قدرها 20 الف مرابطي تدفع إلى خزينتنا".

 

توقيع: ألونسو دي توس تاريخ الموريسكيين مأساة أقلية ، دومينغيث أورتيث برنارد فينسينت، ترجمة عبد العال صالح

المصدر: http://www.andalusite.ma/index.php?option=com_content&view=article&id=364%3A2012-09-18-15-59-25&catid=24%3A2011-03-29-00-38-45&Itemid=14

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك