بين الحجاج وأعرابي صائم

خرج الحجاج ذات يوم قائظٍ، فأُحضر له الغذاء، فقال: اطلبوا من يتغذى معنا. فطلبوا، فلم يجدوا إلاَّ أعرابيًّا، فأتوا به، فدار بين الحجاج والأعرابي هذا الحوار:

الحجاج: هلم أيها الأعرابي لنتناول طعام الغذاء.

الأعرابي: قد دعاني من هو أكرم منك فأجبته.

الحجاج: من هو؟

الأعرابي: الله تبارك وتعالى، دعاني إلى الصيام فأنا صائم.

الحجاج: تصومُ في مثل هذا اليوم على حَرِّه.

الأعرابي: صمتُ ليوم أشد منه حرًّا.

الحجاج: أفطر اليوم وصُمْ غدًا.

الأعرابي: أوَيضمن الأمير أن أعيش إلى الغد؟

الحجاج: ليس ذلك إليَّ، فعِلمُ ذلك عند الله.

الأعرابي: فكيف تسألني عاجلاً بآجلٍ ليس إليه من سبيل؟!

الحجاج: إنه طعام طيب.

الأعرابي: والله ما طيَّبه خبّازُك وطباخك، ولكن طيبته العافية.

الحجاج: بالله ما رأيت مثل هذا.. جزاك الله خيرًا أيها الأعرابي، وأمر له بجائزة.

 

المصدر: موقع على بصيرة.

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك