مفهوم الإدارة

م. أمجد قاسم

تعتبر الإدارة نوعا من السلوك البشري العام ، الذي يوجد في المجتمعات البشرية كافة ، وهي موجودة منذ ظهور الإنسان على الأرض ، ويعرف ( هارولد سميدي ) الإدارة بأنها نوع من العمل المهني المتميز الذي يتلخص في قيادة الأنشطة الإنسانية من خلال التخطيط والتنظيم والتجميع والقياس. ( محامدة ،2005،ص19 )

ويمكن أن تعرف الإدارة بصفة عامة ، بأنها القدرة على الإنجاز ، وهي تعني استخدام الإمكانيات المتاحة من أجل تحقيق إنجاز معين يخدم أهداف معينة ، ويمكن استعراض بعض المفاهيم الخاصة بالإدارة كما يلي:

1. هي عملية توجيه الجهود البشرية وقيادتها في أي مجتمع أو منظمة لتحقيق هدف معين سواء كانت دائرة أو هيئة حكومية.

2. الإدارة بصفة عامة هي القدرة على الإنجاز.

3. الإدارة في المجالات الإسلامية ولا سيما في القرون الأولى للإسلام عرفت بأنها الولاية والرعاية والأمانة ، فكل منها تحمل معنى المسؤولية والالتزام بآراء الواجبات والإحاطة بالأمور والحفاظ على الأمانة.

4. هي عملية مشتركة بكل جهد جماعي سواء كان عاما أو خاصا حربيا أو مدنيا كبيرا أو صغيرا.

5. هي التي توجد النظام وتوحد العمل التربوي وتوجد الانسجام بين المدرسين وتحقيق الهيبة لأوامر المهنة وهو الوسيلة الأولى لتحقيق غاية المدرسة . (محامدة ، 2005 ، ص 20 )

 مفهوم الإدارة المدرسية

الإدارة المدرسية هي مجموعة من العمليات المترابطة تتكامل فيما بينها في مستوياتها الثلاثة ، الوطني ( الوزارة ) ، المحلي ( المحافظات والأقاليم ) ، الإجرائي ( المدرسة ) وذلك من أجل الوصول إلى تحقيق الأهداف التربوية المنشودة ( الفريجات ، 2000 ، ص 13 )

ويعرف الزبيدي الإدارة المدرسية بأنها ( مجموعة من العمليات التنفيذية والفنية التي يتم تنفيذها عن طريق العمل الإنساني الجماعي التعاوني بقصد توفير المناخ الفكري والنفسي والمادي الذي يساعد على حفز الهمم وبعث الرغبة في العمل النشط المنظم ، فرديا كان أم جماعيا من أجل حل المشكلات وتذليل الصعاب حتى تتحقق أهداف المدرسة التربوية والاجتماعية كما ينشدها المجتمع . ( الزبيدي ، 1988 ، ص 97 )

وأيضا تعرف الإدارة المدرسة على أنها ( الجهود المنسقة التي يقوم بها فريق من العاملين في الحقل التعليمي ( المدرسة ) من الإداريين والفنيين ، بغية تحقيق الأهداف التربوية داخل المدرسة تحقيقا يتمشى مع ما تهدف إليه الدولة من تربية أبنائها، تربية صحيحة وعلى أسس سليمة) . ويعرفها البعض الآخر بأنها: ( كل نشاط تتحقق من ورائه الأغراض التربوية تحقيقا فعالا ويقوم بتنسيق، وتوجيه الخبرات المدرسية والتربوية ، وفق نماذج مختارة ، ومحددة من قبل هيئات عليا ، أو هيئات داخل الإدارة المدرسية).

هذا وقد عرفها البعض على أنها )حصيلة العمليات التي يتم بواسطتها وضع الإمكانيات البشرية والمادية في خدمة أهداف عمل من الأعمال، والإدارة تؤدي وظيفتها من خلال التأثير في سلوك الأفراد) (العمايرة،2002،ص18).

ويمكن استخلاص تعريف شامل للإدارة المدرسية من خلال التعريفات السابقة بأنها: مجموعة عمليات (تخطيط، تنسيق، توجيه) وظيفية تتفاعل بإيجابية ضمن مناخ مناسب داخل المدرسة وخارجها وفقا لسياسة عامة تضعها الدولة بما يتفق وأهداف المجتمع والدولة.

 مهام مدير المدرسة

تتعدد وتتنوع مهام مدير المدرسة ، وقد وضع سيرجيوفاني تسع مهام للمدير هي:

1. تحقيق الأهداف: ربط الرؤى المشتركة معاً.

2. المحافظة على الانسجام: بناء فهم متبادل.

3. تأصيل القيم: إنشاء مجموعة من الإجراءات والبنى لتحقيق رؤية المدرسة.

4. التحفيز: تشجيع الموظفين وهيئة التدريس.

5. الإدارة: التخطيط وحفظ السجلات ورسم الإجراءات والتنظيم…الخ.

6. الإيضاح: إيضاح الأسباب للموظفين للقيام بمهام محددة.

7. التمكين: إزالة العوائق التي تقف حجر عثرة أمام تحقيق هيئة التدريس والموظفين لأهدافهم وتوفير الموارد اللازمة لذلك.

8. النمذجة: تحمل مسؤولية أن تكون نموذجاً يحتذى فيما تهدف إليه المدرسة.

9. الإشراف: التأكد من تحقيق المدرسة لالتزاماتها، فإن لم تفعل فعليه البحث عن الأسباب وإزالتها MacCabe, 1999)).

 خصائص الإدارة المدرسية

يمكن حصر أهم خصائص الإدارة المدرسية بشكل خاص والإدارة التربوية بشكل عام بالعناصر التالية:

• أن تكون متمشية مع الفلسفة الاجتماعية والسياسية للبلاد ، بحيث لا يبرز أي تناقض على الصعيد الوطني في تحقيق الأهداف الوطنية بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية.

• المرونة في الحركة والعمل وان لا تكون ذات قوالب جامدة ، حيث أن الواقع يدفع بتطويع النظريات لتكون قادرة على إحداث التغيير المنشود مما يدفع إلى القدرة على الحركة بالاتجاه الذي يخدم تحقيق الأهداف المرجوة ، لأن الإدارة وسيلة وليست غاية ، ولهذا فالإدارة يجب أن تتكيف حسب الموقف والظروف.

• أن تكون عملية ، لأن النظريات لا تتقرر أهميتها إلا بمقدار الجانب التطبيقي فيها ، حيث تهدف الإدارة إلى وضع الأغراض التربوية موضع التنفيذ ، وأن تكيف الإدارة الأصول والمبادئ النظرية حسب متطلبات الموقف العملي.

• التميز بالكفاءة والفاعلية ، ويتم ذلك عبر الاستخدام المثل للإمكانيات البشرية والمادية.

• النجاح في تحقيق الأهداف المنشودة ، وفي الطليعة منها تربية الجيل القادر على مواجهة متطلبات الحياة ( الفريجات ، 2000 ، ص 14 و ص 15 ) .

 مقارنة بين مفهوم الإدارة التربوية والإدارة التعليمية والإدارة المدرسية

لقد شاع استخدام هذه المفاهيم في الميادين التربوية بشكل واسع وخصوصا في المواضيع التي تتناول الإدارة في ميدان التعليم ، وقد وجد أن هذه المفاهيم قد تستخدم في بعض الأحيان وتحمل نفس المعنى ، إلا أن حقيقة الأمر يوضح لنا أن هناك اختلافات هامة بين هذه المفاهيم ، وقد يكون هذا الخلط والارتباك في تحديد المعنى الدقيق لها عائد إلى النقل المباشر عن المصطلح الإنجليزي Education والذي يترجم أحيانا بالتربية و أحيانا أخرى يترجم بالتعليم وقد يترجمه البعض بالتربية والتعليم ، ومن هنا فقد أدى ترجمة المصطلح الإنجليزي Administration Education إلى الإدارة التربوية تارة ، وتارة أخرى الإدارة التعليمية ، أو الإدارة التربوية التعليمية.

لذلك فإن الكثير من أهل الاختصاص يفضلون استخدام مصطلح الإدارة التربوية ، نظرا لشمولية هذا المصطلح ولكون كلمة التربية أشمل واعم من كلمة التعليم ، إذ أن وظيفة المؤسسات التعليمية هي ( التربية الكاملة ) ولهذا نجد أن الإدارة التربوية مرادفة للإدارة التعليمية.

أما بالنسبة لمصطلح الإدارة المدرسية ، فإن التعبير يدل دلالة واضحة على أن الإدارة المدرسية تتناول بشكل محدد كل ما تقوم به المدرسة من اجل تحقيق رسالة التربية التي وضعتها الدولة ووافقت عليها السياسة العامة للبلد ، ومعنى هذا أن الإدارة المدرسية يتحدد مستواها الإجرائي بأنه على مستوى المدرسة فقط ، وبهذا تصبح جزءا من الإدارة التربوية ككل ، يعني ذلك أن صلة الإدارة المدرسية بالإدارة التعليمية أو الإدارة التربوية هي صلة الخاص بالعام ( مرسي ، 1977 ) .

 

المصدر: مؤسسة مهارات النجاح.

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك