رسولنا الكريم وجاره اليهودي ..

بقلم / غسان مصطفى الشامي

 

فداءك أبي وأمي يا رسول الله .. يا خير من دب على هذه الأرض .. يا حبيب الله ورسول البشرية جمعاء يا ضياءً ونوراً وخيرً وهدى للعالمين .. عذرا يا رسول الله .. عذرا يا رسول الله .. عذرا للهادي المصطفى النور المبين ..

بماذا نعبر وماذا تحكي أقلامنا وماذا تكتب خواطرنا ومشاعرنا الفياضة عن ما حدث من إساءة للنبي صلى الله عليه وسلم وللإسلام دينا وعقيدة ومنهاج حياة.. لقد عشنا وتربينا على تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم ونهجه القويم في الحياة وحبه للآخرين فقد آثرت أن أكتب عن جانب بسيط من حياة رسولنا الكريم وهو تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين، وهو دليل على أن مبعثه هدى وخير للعالمين أجمعين ورسالته الخالدة كانت هداية وإنقاذ للبشرية جمعاء؛ فقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم واقفا عندما مرت عليه جنازة يهودي وعندما سأله الصحابة عن ذلك فقال " أليس نفسا "، كما صبر رسولنا الكريم على إيذاء الكفار والمشركين و صبر الرسول صلى الله عليه وسلم على من رموا سلا الجزور على ظهره الشريف دون أن يعادي أحد، بل كان منهجه دعوة الناس إلى الإسلام والخير والهداية .

هي مواقف عظيمة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف تعامل مع الآخرين غير المسلمين؛ وكلكم يعرف قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع جاره اليهودي وكيف أن اليهودي كان يسيء للنبي صلى الله عليه وسلم بوضع القمامة على عتبة دار النبي عليه أفضل الصلاة والسلام .. فكان النبي يعامله معاملة طيبة ولم يتجادل معه أو يعنفه لذلك السلوك .. وعندما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيته ذات يوم لم يجد القمامة على الباب فذهب إلى دار اليهودي وسأل عنه فوجده مريضاً ، كما روى البخاري أيضا "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مات ودرعه مرهونة عند يهودي في نفقة عياله" ..

إن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كان رحيما بأمته وأهله والمؤمنين جميعا، فها هي آيات القرآن الكريم تذكرنا بأنه رحمة للعالمين في قوله تعالى " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " وقد كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده ، فقعد عند رأسه ، فقال له : أسلم فنظر إلى أبيه وهو عنده ، فقال له : أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فأسلم ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه من النار .

هذه مواقف قليلة جدا من تعامل النبي الكريم مع غير المسلمين ودعوته لهم للدخول في الإسلام ..

ونحن أمام ما حدث من إساءة لشخص وحياة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يجب علينا أن نزاد تمسكا في سنة نبينا ونزداد حبا لحياته ومنهاجه ورسالته القويمة، كما يجب على المسلمين في أوربا وأمريكا والدولة الغير مسلمة أن يقوم بدور كبير في التعريف بالرسالة المحمدية وحياة سيدنا محمد ومنهاجه في الحياة، أما من أساءوا للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فالله نسأل أن يأخذهم أخذ عزيزٍ مقتدر وأن يجعلهم آية للناس لشر فعلتهم وإساءتهم لرسولنا الكريم وديننا الحنيف ..

 

المصدر: شبكة فلسطين.

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك