بعـــض صــور الإرهــاب في منطقة البلقان

بعـــض صــور الإرهــاب
في منطقـة البلقـــان

إعــداد
فؤاد يوسف سيدتش
عميد أكاديمية الأمير سلمان بن عبدالعزيز
في مدينة بيهاتش

مقدمــة :
في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها أمتنا ، وفي هذه السنوات الشديدات وخاصة الأخيرة منها لعب الإرهاب الحقيقي والإرهاب المصطنع دوراً كبيراً في التأثير على واقع الأمة وعلى خريطتها وخاصة على منطقة البلقان وعلى الأقليات الإسلامية في أوربا ، وسوف نحاول في الأوراق التالية تقديم تصور عن رؤيتنا لهذه المشكلة وطرق حلها باختصار .

تعريف :
الإرهاب هو قذف الرهبة والخوف في قلوب الآمنين بهدف تحقيق هدف غير مشروع .

أسباب المشكلة :
1 - غياب الفهم الصحيح لروح الشرائع السماوية المنزلة والمتمثل في التالي:
 انعدام فهم التسامح بين الشرائع المختلفة .
 غياب خلق الحلم واللين في تناول كل الأمور وهو أمر متفق عليه بين الشرائع .
 غياب نظرية الشرائع في مقابلة الإساءة بالإحسان .
 حقوق الإنسان وانعدام العمل على الاهتمام بذلك .
 قضية الولاء وعدم الفهم الصحيح لهذه القضية عند بعض المسلمين
 حقوق أهل الذمة وغياب الفهم السليم لهذه القضية .
 عدم شغل وقت فراغ الشباب خاصة بطريقة مثمرة .
 الأزمات الاقتصادية واختناق الكثيرين من المسلمين وغيرهم بظلم الطبقات وانعدام عدالة توزيع الثروة .
 الإفراط في الجدال على الرغم من نهي الشرائع كلها عن ذلك إلا بالتي هي أحسن .
2 - وجود الأنظمة الاستعمارية وتقنعها بالديمقراطية الزائفة مثل : إسرائيل ونشرها للإرهاب .
3 - وجود أنظمة الحكم الدكتاتورية غير العادلة واستخدام القوة لنشر الرأي ومحاربة المخالفين .
4 - انحراف وسائل الإعلام وعدم حيادها وعمل الكثير منها على إذكاء روح التعصب ونشر الكراهية بين الناس من حيث تضخيم الصغير وتبسيط الأمور المهمة والكبيرة .
5 - انحراف البرامج التعليمية عن مسارها من حيث تشجيع الحقد وتزوير الحقائق وخاصة التاريخية منها : " تحريف المناهج الصربية وتوجهها المتحيز ضد المسلمين " .
6 - حماية مجرمي الحرب من قبل حكومة الصرب وعدم السعي الجاد من الحكومات والقوات الغربية في القبض على مجرمي الحرب ومخططي سياسة التطهير العرقي مثل : رادوفان كاردجيتش ، والجنرال راتكو ملاديتش .
7 - غياب المحاكمات العادلة لمجرمي الحرب المقبوض عليهم حيث إنه على سبيل المثال يحكم على المتهم بقتل أكثر من 70 مسلماً ومسلمة بالسجن عشر سنوات وغير ذلك من المحاكمات المخزية والهزيلة ، وهذا يؤدي إلى الإحساس بالظلم ومزيد من الإرهاب كوسيلة للحصول على الحقوق المسلوبة .

مثـال للمقارنـة :
محاكمة ليبيا بإسقاط طائرة لوكربي والتعويضات الباهظة لأهالي الضحايا وفي المقابل حرمان أهالي ضحايا مجزرة سريبرينتسا من أبسط الحقوق الآدمية وهو حق معرفة مصير ذوييهم المفقودين خلال الحرب وعددهم أكثر من 400 مسلم معروف أنهم مدفونون في مقابر جماعية، في الوقت الذي لا يبذل في الحكومات الأوربية الجهد الكافي للكشف عن مواقع تلك المقابر الجماعية .
8 - تصريحات بعض المسؤولين الغربيين المستفزة والعنصرية ، كتصريح مسؤول الأمم المتحدة بسريبرينتسا ميريون أن السكان المسلمين مسؤولون عن المجزرة التي وقعت لهم .
9 - تصريحات بعض قادة الرأي الكروات والصرب المحفزة على الإرهاب كتصريح أحد الشهود بمحكمة لاهاي أن قتل الكثير من المسلمين واغتصاب نسائهم عمل طبيعي سببه قيام بعض المسلمين بسب وقذف بعض الكروات .. وغير ذلك من الأمور التي تنشر الحقد وتحث على الإرهاب المضاد .

صور الإرهاب في البلقان وأوربا من وجهة نظرنا :
1 - إرهاب حكومي :
 حروب الصرب والكروات والتطهير العرقي ضد مسلمي البوسنة وألبانيا وكوسوفو .
 الحرب في إيرلندا ، والتضييق على المسلمين في فرنسا وغيرها .
 إعاقة عودة المهاجرين إلى ديارهم التي أخرجوا منها أو عدم السماح لهم بها أحياناً.
 فرض برامج تعليمية غير مناسبة فيها تحقير للقوميات الأخرى ونشر للعنصرية .
 إلغاء كل وسائل الإعلام المعارضة ، وتغيير الحقائق وتزييف الأخبار إعلامياً .. إلخ .
 ومن الأمثلة الحديثة مع نهاية شهر مارس 2004م قام الراديكاليون الصرب بتحريض الكلاب على طفلين وفي النهاية قتلهما وسكوت الحكومة الصربية على ذلك ، بالإضافة إلى حمايتها لجموع الراديكالييين الذين قاموا بهدم المسجد الكبير بالعاصمة بلجراد .
 تشجيع الكثير من رجال الدين الصرب والكروات على سياسة التطهير العرقي وإيواؤهم لمجرمي الحرب ودفاعهم عنهم وعن سياستهم ( مع بداية شهر إبريل قامت القوات الدولية بمهاجمة كنيسة صربية كان يحتمي بها قائد الصرب الهارب كارادجيتش ) .
 تمويل كثير من رجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية لسياسة التطهير العربي لتوفير حماية اقتصادية ومادية لمجرمي الحرب الهاربين.
 تغيير الخريطة الديمجرافية للمدن التي كانت قبل الحرب ذات أغلبية مسلمة والواقع الذي فرضه الغرب الآن هو تحويلها لمدن ذات أغلبية صربية أو كرواتية مثل : برتشكو ، وسريبرينتسا ، زفوررنيك ... إلخ .

إرهــاب الجماعــات :
مثل قيام الحركة الصربية الراديكالية وكذلك الكرواتية وغيرهما بالآتي :
- التفجيرات المتعددة ، والاغتيالات الكثيرة .
- محاولات الاغتيالات ، وترويع وقتل العائدين من المهاجرين .
- تهديد الآمنين بنية ترحيلهم وإحلالهم ( جيش التحرير الأيرلندي .. إلخ ).
- تقديم ملاجئ لمجرمي الحرب وتمويلهم اقتصادياً .

ملحوظة :
العناصر الإسلامية الراديكالية قامت بحوادث معدودة على العكس من الحركات المسيحية وغيرها . كذلك الحوادث التي قام بها المسلمون كانت في أكثرها كرد فعل للثأر ، ويشهد لذلك أرقام الضحايا ، وكونها بصورة فردية في أغلب الأحيان ( مثل : حادث مقتل عائلة بموستار هو في حقيقته تصرف فردي لأحد المتطرفين في الفهم ، وقيل إنه مجنون ) .

إرهــاب الأفــراد :
حوادث عديدة ومتفرقة من كل القوميات أكثرها من غير المسلمين تشهد لذلك الإحصاءات والأرقام .

طرق معالجة الإرهاب :
 تأسيس المعاهد والمدارس التي تقوم بنشر الفهم الصحيح للشريعة الإسلامية .
 إعادة صياغة البرامج التعليمية بصورة مناسبة للعصر وموائمة لتكوين الشخصية السليمة .
 تبني الأحزاب السياسية لمعالجة قضية الإرهاب والإرهاب المضاد .
 العمل على تشجيع جمعيات التعريف بحقوق الإنسان وتمويلها .
 عدم التضييق الحركات الإسلامية ذات المنهج الرشيد المعتدل وتشجيعها وتمويلها.
 المساهمة في تشجيع النمو الاقتصادي لشغل أوقات الشباب وتحقيق الأمن الاقتصادي المناسب لهم .
 الدعم المادي للعلماء وقادة الرأي الذين يقومون بدور فعال في نشر الوعي الصحيح بين الجماهير .
 القبض على مجرمي الحرب الهاربين ومحاربة مشغلي الفتنة وقادة الإرهاب الحقيقي .
 تأسيس جمعية تحمل هم هذه القضية والتعريف بها وعلاجها .
 الاتصال بالشخصيات السياسية والتنسيق لعرض القضية .
 التنسيق مع الحكومات في تفعيل القضية .
 التنسيق مع الجمعيات والمؤسسات المهتمة بمثل هذه الاهتمامات .
 الاتصال والتنسيق مع الأحزاب السياسية الفعالة وحثهم على إعداد برامج لمكافحة الإرهاب .
 الاتصال بالقيادات الدينية وطلب التركيز خلال المحاضرات والوعظ والدروس وخطب الجمعة والتجمعات والأعياد الدينية على عرض قضية الإرهاب وصلتها بالأديان وطرق معالجة هذه المشكلة .
 إعداد الدورات الخاصة بتعريف قادة الدين والكوادر التعليمية بقضية الإرهاب وجذورها وتزويدهم بمعلومات كافية عن ذلك .
 استخدام البرامج التلفزيونية من أجل التعريف بالقضية .
 تأسيس محطة إذاعية أو الحصول على مساحة بأحدى المحطات المشهورة للتعريف بالقضية .
 الإصدارات الصحفية المسموعة والمرئية مثل شرائط الفيديو والكاسيت وأسطوانات الكمبيوتر ( إعداد نواة لمكتبتي الفيديو والكاسيت ) .
 الإصدارات الصحفية المقروءة ( المجلات ، النشرات ، الكتيبات التعريفية ، بالإضافة إلى إصدار جريدة شهرية تتناول هذه القضية ) .
 إعداد موقع على شبكة الإنترنت لمحاربة الإرهاب .
 تنظيم المؤتمرات الخاصة لعرض هذا الموضوع .
 تنظيم المحاضرات وورش العمل والدورات التي تهدف للتعريف بحقوق الإنسان .
 تنظيم العروض السينمائية والحاسوبية وخاصة في الجامعات والمؤسسات التعليمية لعرض القضية بشكل جذاب .
 تنظيم المعارض الفنية وعروض الكتب والمسرحيات التي تهدف لتوصيل المعلومة المطلوبة .

ملحوظات :
الحلول المقترحة لا يمكن تطبيقها بصورة مثالية إلا في ضوء نظام سياسي معتدل غير استعماري ولا دكتاتوري يحترم حقوق الإنسان .
لابد من معرفة الفارق بيتن الإرهاب الحقيقي والإرهاب المخترع الذي تخترعه الدول الاستعمارية وتتخذ شعار محاربته طريقاً لمهاجمة الآخرين وسرقة ثرواتهم .

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك