الحوار العائلي

عبد الله السالم

لماذا تنام بعض البيوت على الدموع والخصام بين أفراد الأسرة ؟

ولماذا ترتفع نسبة الطلاق في هذا العصر ؟

لغياب لغة الحوار في المنزل .

إذ بالحوار تطفأ نار الشقاق بين الناس والدول والشعوب ، والحوار هنا ليس مجرد الكلام ، فالكلام قد يكون صراخا في وجه الآخر ، وقد يكون سبابا وشتيمة ، وقد يكون فقط تعدادا لعيوب الخصم  ، فهذا ليس حوارا بل هو الوجه السلمي للحرب .

لكن الحوار النافع هو الذي يعتمد على الهدوء والمنطق والعدل ، فيذكر الزوج أو الزوجة أخطاءه أولا ، ويعتذر منها ، ثم يعد بإصلاحها ، وبعد ذلك يذكر عيوب الطرف الآخر ، ويطالب بمطالبه إثر ذلك .

وبعض الحوارات المزيفة تفسد أكثر مما تصلح ، وذلك لأنها مزيفة ، فالمحاور ينطلق من منطلق تهميش الآخر وتجريحه والانتصار للذات بلغة هادئة ، وهذا أشد إيلاما من أخطاء فورة الغضب ، إذ الغضبان قد لا يؤاخذ لغضبه ، أما الهاديء فإن تصريحاته وتلميحاته تؤخذ على محمل الجد والتنفيذ .

    وفي دراسة إحصائية أعدتها "لجنة إصلاح ذات البين" في المحكمة الشرعية السنية في بيروت- لبنان عام 2003 تبين فيها أن انعدام الحوار بين الزوجين هو السبب الرئيسي الثالث المؤدي إلى الطلاق.

وهناك أسباب جوهرية لانعدام لغة الحوار بين الزوجين يمكن تقسيمها كما يلي :

أ – سلبية الزوج :

1-   تعامل الزوج مع الزوجة بلغة العقل فقط وإغفال الجانب العاطفي الحساس لديها ، وكأنه يتعامل مع أحد أصدقائه أو إخوته .

2-   الاستخفاف بما تقدمه من حلول واقتراحات سواء قبل الخلاف أو بعده ، وذلك ظنا منه أن المرأة قاصرة النظر ولن تأتي بمفيد نتيجة نقصان عقلها .

3-   شعوره بأنه قد أدى ما عليه من واجبات بمجرد سعيه للرزق والنفقة على الأسرة .

4-   ضيق الوقت ، فهو يأتي من العمل منهكا ليستريح ، لا لأن يُكلف بمهام إضافية كتطييب خاطر الزوجة ، وعليها أن تتفهم ذلك بنفسها .

ب – سلبية الزوجة :

1-   أن تنتظر من الزوج أن يخاطبها ويتفهمها كما لو كان امرأة في يوم ما ، وهو في الحقيقة مختلف عنها بتركيبه النفسي والعقلي .

2-   تفترض أن يبادر هو بالتلطف لها والاعتذار إن كان ثمة ما يعتذر منه ، فيما الرجل بتركيبته الفطرية وموروثه الإنساني والاجتماعي يمنحه شعورا بالفوقية .

3-   تتعمد مضايقة الزوج بالكلام حتى مع علمها أنه ليس في الوقت المناسب وذلك لإخراج الرجل من صمته بالقوة .

4-   أن تلغي في لحظة غضب كل ما قدمه من معروف وتنكره ، وذلك كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم  " يكفرن العشير "

لهذه الأسباب وغيرها يغيب الحوار بين الزوجين ويتسع الشق ، لينتهي الأمر بالطلاق أو بحال يشبه الطلاق .

المصدر: http://www.wosom.net/lost/2008/04/21/family-dialogue/

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك