ألاعيب الديمقراطية
محمد صالح المنجد |
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم الحمد لله أما بعد : ومن ذلك: الديمقراطية : وهي مصطلح يوناني مركب من كلمتين : ديموس أي: الشعب ، وكراتيس ، أي: الحكم . حكم المشاركة في الانتخابات الديمقراطية : يختلف كثيرًا باختلاف الأحوال : * فمن رشَّح نفسه ، أو غيرَه مُقِرًّا بهذا النظام معتقدًا مشروعيته ، فهو على خطر عظيم ، إذ النظام الديمقراطِيُّ منافٍ للإسلام. * وأما من رشَّح نفسه ، أو غيرَه " يرجو بذلك أن يصِلَ إلى الحكم بشريعة الإسلام ، على ألا يعمل بعد نجاحه فيما يُنافي الشريعة ؛ فلا بأس بذلك". * وكذلك "يجب على المسلمين أن يبذلوا جهدهم في الحكم بالشريعة الإسلامية ، وأن يكونوا يدًا واحدة في مُساعدة الحزب الذي يُعْرَف أنه سيحكُم بها ، وأما مساعدة من يُنادي بعدم تطبيق الشريعة الإسلامية ؛ فهذا لا يجوز" . فتاوى اللجنة الدائمة" (1/373) باختصار . * فالديمقراطية إذن مُنتَجٌ غيرُ إسلامي لا يستعمله المسلم إلا إذا لم يجد غيرَه في إحقاق حقٍّ، أو إبطال باطلٍ، وغلبَ على الظنِّ جدواه، ولم يؤدِّ إلى مُنْكَرٍ أكبرَ . ومثله مثل اللجوء إلى القانون الوضعي في بلاد الغرب لا يكون إلا لضرورة كرفع ظلم مع اعتقاد بطلان القانون . و تكتنف الديمقراطية كثير من الألاعيب و بعد كل انتخابات ذات نتائج مفاجئة (كانتخابات روسيا وانتخابات مصر) تفوح روائح الغش والتزوير والألاعيب ولها صور كثيرة : - فمن ألاعيب الديموقراطية شراء الأصوات ، والأحبار السرية، وإلزام موظفي الدولة بالتصويت للخائن وشق صفّ الخصوم بالمؤامرات وتشويه مرشحين بالإعلام - ومن ألاعيبها: تفزيع الناس في أرزاقهم بأن فلانًا لو نجح ستنقطع أرزاقهم بتشدداته. فالديمقراطية عندهم صارت كصنم العجوة : فهم يتعاملون معها كما كان يتعامل المشرك مع صنم العجوة ، الذي كان يعبده ، وفي ساعة الاحتياج والجوع يأكله . والمؤمن كيس فطن لا تنطلي عليه ألاعيب المفسدين، ويعي ما يجب عليه تجاه ذلك، ويسعى لخدمة دينه ومصلحة أمته حسب ما تيسر له، مع الحذر من ألاعيب الأعداء . والقائم بذلك مجتهد وعلى ثغر عظيم . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " فَمَنْ وَلِيَ وِلَايَةً يَقْصِدُ بِهَا طَاعَةَ اللَّهِ ، وَإِقَامَةَ مَا يُمْكِنُهُ مِنْ دِينِهِ ، وَمَصَالِحِ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَقَامَ فِيهَا مَا يُمْكِنُهُ مِنَ الْوَاجِبَاتِ ، وَاجْتِنَابِ مَا يُمْكِنُهُ مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ ؛ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا يَعْجِزُ عَنْهُ ؛ فَإِنَّ تَوْلِيَةَ الْأَبْرَارِ خَيْرٌ لِلْأُمَّةِ مِنْ تَوْلِيَةِ الْفُجَّارِ ". مجموع الفتاوى (28/396) والمؤمن يثق بموعود الله ويرجو منه الفرج والتوفيق :(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً) النور (55) نسأل الله أن يُهيئ لهذه الأمة أمراً رشداً وأن يُولّي عليها خيارها وأن يجعل عاقبتها إلى خير وأن يبطل كيد الكائدين وظلم الظالمين وعمل المفسدين وأن يمكّنها من العمل بدينه والحكم بشريعته إنه قريب مجيب. |
المصدر: http://saaid.net/arabic/597.htm