كيف تعرب الاسبان وتفرنج المسلمون

حكم العرب المسلمون في شبه جزيرة إيبريا طوال ثمانية قرون (711 هـ = 1492 م ) فصبغوها بصبغتهم لغة وأخلاقا وتقاليد وعادات، وأخذوا عن الإسبان مثلما أعطوا، فأصبحت عروبة قرطبة تختلف عن عروبة بغداد التي تعاصرها. لقد صار للعروبة وقتئذ لونان. لون أندلسي ولون قوطي، ولون عراقي فارسي أما العروبة نفسها والحضارة التي أقامتها هنا وهناك فإنهما وإن اختلفتا في الظاهر إلا أنهما حافظنا على الوحدة من حيث الجوهر.

التقارب بين بلاد الشام  وإسبانيا قبل الفتح.
كانت البلاد التي تحيط بالبحر المتوسط، عند الفتح العربي، ذات حضارة تكاد تكون واحدة، وهي حضارة اليونان والرومان. على أن بلاد الشام وشبه جزيرة إيبريا لم تكونا تجتمعان تحت لواء هذه الحضارة فحسب، بل كانت وحدة المصير في التاريخ، ووحدة الدين تقاربان أيضا بينهما : فالفينيقيون اللبنانيون أقاموا المستعمرات في إسبانيا، كما أن اليونان الذين حكموا سوريا أنشأوا كذلك فيها المستعمرات. ثم بسط القرطاجيون من أبناء لبنان حكمهم على إسبانيا، وظلوا فيها حتى إجلائهم عنها الرومان سنة 133 ق م. وبالرومان اجتمعت بلاد الشام بشبه جزيرة إيبريا مرة أخرى، ولأن هؤلاء والروم البيزنطيين كانوا يحكمون سوريا حتى الفتح العربي. زد على ذلك أن الشعوب البربرية الثلاثة التي خلفت الرومان على إسبانيا واتحدت بمملكة الفيزيقوط سنة 419 م تلك المملكة التي حكمت هناك حتى الفتح العربي 711 م) أن هذه الشعوب لم تكن غريبة عن حضارة البحر المتوسط.
وإلى هذا اجتمعت إسبانيا ببلاد الشام وسائر الشرق الأدنى في نطاق العقيدة : فقد أخذت عن سوريا النصرانية واليهودية. فكانت وحدة المصير السياسي في كثير من الأزمان ووحدة الدين عاملين كبيرين للانسجام بينهما في التقاليد والأخلاق بالإضافة إلى تشابه لا يبدو جليا إلا إذا قابلنا بين أخلاق البلدين، وبين مثيلاتها عند أمم أخرى كالأنكلوسكسون والجرمن.
وكان من عواقب كل ذلك أن العرب وأن أعتبرهم الإسبان أعداء حينما اجتازوا العدوة وعدوهم غرباء لما أقاموا الدولة الأموية بقرطبة (138 ـ 422 هـ)، إلا أن وشحة الإسبان منهم لم تلبث أن انقلبت إلى استأناس، ثم تآلف، وذلك قبل نشوب الحروب الصليبية بالأندلس في عهد ملوك البربر.

تطور الحضارة الأندلسية :
كانت إسبانيا بعد الفتح تابعة لأمويي دمشق. ولما قام العباسيون في بغداد، ونكبوا الأمويين، وطاردوهم هرب عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك إلى مصر، ثم إلى شمالي إفريقيا. وقد بايعه في الأندلس اليمانية فانتقل إليها. ولما استقام له الأمر استقر في قرطبة وقطع الخطبة على العباسيين  ..... (138 ـ 171 هـ)، وقد نشر العلم وعني بشؤون العمران بالإضافة إلى عنايته بالجيش والأسطول، وخلفه ابنه هشام (171 ـ 180هـ) فثابر على الاهتمام بالشؤون العامة والثقافة، ونشر اللغة العربية إلى أن قامت في جوانب الأندلس مقام اللسان اللاتيني. أما عهد ابنه الحكم الأول (180 ـ 207 هـ) فكان عهد الحروب بينه وبين شارلمان ففترت العناية بالعلم والأدب، غير أنها لم تلبث أن استعادت نشاطها في أيام عبد الرحمن الثاني (207 ـ 228 هـ)، وكان معاصرا للمأمون في بغداد، ومنافسا له في رعاية الفلسفة. ثم قامت فتن داخلية وحروب متواصلة صرفت تباعا محمد الأول والمندر الأول، وعبد الله الأول، عن الشؤون الأدبية والثقافية حتى إذا تسلم العرش بعدهم عبد الرحمن الناصر (300 ـ 350 هـ) عوض ما فات، وكان عهده فاتحة العصر الذهبي الذي حفلت به الأندلس في خلافة ابنه الحكم الثاني (350 ـ 365 هـ) كان هذا العاهل عالما عمرانيا فلم يدخر وسعا في نشر الثقافة حتى أصبحت قرطبة، على رواية خوسية رويت موراليس المدير  للعلاقات الثقافية في مدريد (مركز الثقافة في الغرب، وأضحت المدينة الأكثر علما فيه دون استثناء روما ».
غير أن انصراف الحكم بكليته إلى الناحية الثقافية، وإهماله الجانب السياسي والناحية الأخلاقية أفضيا بالتالي لأن يكون عهده بداية انحطاط الدولة الأموية. وصادف أن صارت الخلافة بعده لولده هشام (365 ـ 393 ، 401 هـ) وكان صبيا فطمع الطامعون بها، وثارت الثورات في عهده وعهد خلفائه، فكانت نهايتهم الأليمة سنة 422 هـ، وكانت بداية ملوك الطوائف وقد أشار إليهم شاعرهم ابن الخطيب بقوله :
حتى إذا سلك الخلافة أنشر
       وذهب العين جميعا والأثر
قام بكل بقعة مليك
       وصاح فوق كل غصن ديك
كان ملوك الطوائف يريدون أن يشدوا حاضرهم بماضي الخلفاء فتنافسوا في التشبه بهم، ولا سيما في تعزيز العلم والأدب وأهليهما، وذلك على غرار منافسة أمويي الأندلس لمعاصريهم العباسيين، فأعطت هذه المنافسة أكلها الطيب في العهدين. وبفضل الحرية التي منحها ملوك الطوائف الفلاسفة وعلماء الدين ارتفع مستوى الثقافة، وانتشرت العلوم والآداب حتى لم يبق بالأندلس ولا أمي، على قول دوزي، وحتى أن المخانيث ساهموا في الأدب ووضعوا فيه المؤلفات ونشأ وقتئذ الشعور الشعبي، وبرز في ميدانه ابن قزمان.
وأن من المفروض أن يكون عهد سلاطين البربر في الأندلس (479 ـ 869 هـ) المرابطين، والموحدين، والمرينيين، كان المفروض أن يكون عهدهم عصر ذبول الحضارة لقرب هؤلاء من البداوة، ولأن أيامهم كانت حافلة بالحروب. ولكن الحضارة الأندلسية ظلت في الواقع تزداد ازدهارا ذلك لأنها كانت، منذ بداية القرن الثاني عشر للميلاد، قد أدركت من المناعة والقوة حدا جعلها لا تتأثر بالعوارض ولا تحتاج لرعاية أولياء العهد. هذا إلى أن فريقا من سلاطين هذه الدول لم يأل جهدا في مجاراة أسلافه من العواهل في تعزيز العلم وأهله. فإذا بالأفذاذ من علماء وفلاسفة وحكماء الحضارة الأندلسية يبرزون تباعا كابن رشد، وابن طفيل، وابن ميمون اليهودي، والإدريسي وذلك، خلال القرن الثاني عشر، ثم مسلمة المجريطي، وابن زهر، وعازار كيال الطليطلي، وسواهم من الذين ارتفعت الحضارة الغربية على سواعدهم في القرون التالية واشتهر في تلك الأيام أصحاب الموشحات كالحفيد بن زهر وأبي بكر بن زهر، وابن باجة، وابن سهل، والأعمى التطيلي.
وكان المسلمون، خلال نضوج حضارتهم في الأندلس يجلون تباعا عنها مهزومين إلى ملجئهم الأخير عند سيف البحر، إلى غرناطة عاصمة بني الأحمر (629 ـ 897 هـ). وكان بين المهاجرين العلماء والأدباء والصناع وغيرهم، فامتلأت هذه البقعة الصغيرة بأصحاب المواهب، ولا سيما بعد سقوط قرطبة (1238م) وإشبيلية (1248م) فانتفضت من جراء ذلك بنهضة جبارة كانت بمثابة انتفاضة الاحتضار بالنسبة لحضارة الأندلس، تلك الحقبة كان على رأس مشاهيرها لسان الدين بن الخطيب، وابن خلدون، وابن سعيد المغربي. وقد أصابت الموشحات خلال ذلك نصيبا من الازدهار، وكان يحمل العلم فيها إلى جانب ابن الخطيب، أبو عبد الله بن علي اللخمي.
الإسبان يتعربون ويساهمون في بناء الحضارة.
لا أدري ما هو نوع الجاذبية التي كانت للعرب، إبان الفتوح، والتي كانت أمضى من الحسام في إخضاع الشعوب، وفي حملها على الانصهار لهم؟ فاليونان والدول المتفرعة عنهم، وكذلك الرومان، بسطوا سلطانهم قبل العرب على كثير من الأمصار التي دخلت في حوزة هؤلاء وأثروا عليها، ولكنهم لم يستطيعوا سبيلا للقضاء على قومياتها بينما أن العرب ما كانوا يحتلون مصرا من الأمصار حتى تغشاه العروبة، ثم إلى صميمه فيساهم ذلك في بناء حضارة العرب بلغة العرب.
صحيح أن الإسلام يرجع إليه الفضل في هذه الجاذبية بما أمر من إنصاف الضعفاء على الإطلاق وبما وضع من حقوق للذميين، ولكن علينا أن لا ننسى ما كان للعرب أنفسهم من الأثر في هذا الشأن. فهم فضلا عن التزامهم عند الفتح أحكام الإسلام، كانوا يتخلقون بأخلاق فطرية ديمقراطية تزيل وحشة الشعوب المغلوبة، وتجعلهم قريبين من قلوبها.أن العربي الأصيل خلوق بفطرته لا يعرف النظام الطبقي الذي كان عند الرومان والصين وغيرهما، وهو لا يزال حتى الآن يتسم بهذه الأخلاق فلا يرتفع الأمير عن عبيده، وإذا ناداه أحد منهم ناداه « يا عمي » فتلك الأحكام، وتلك الأخلاق حملت الإسبان، كما حملت غيرهم في البلاد الأخرى، على الإقبال على الإسلام، وكانت حافزا الذين احتفظوا بأديانهم للتعرب، وللمساهمة في بناء المدينة العربية، ولا سيما اليهود منهم.
لقد شاهد الإسبان في بلادهم انتفاضة عظيمة عمرانية وثقافية ترافق العهد العربي الجديد ووجدوا أنفسهم تجاه وحدة في المصالح من الفاتحين فما وسعهم بعد ذلك إلا الاعتراف بالأمر الواقع، وتهافتوا على الإفادة والاستفادة من هذه الانتفاضة، فتعلموا اللغة العربية وترجموا إلى لغتهم ٍءادابها وقصصها فتطورت وظهرت بمظهر ثري جديد ثم اقبلوا على مدارسها وجامعاتها، وقلدوا أصحاب الدولة بالأسماء والأزياء والتقاليد، فإذا بهم بعد حين لا يختلفون عن العرب ولا يختلفون عنهم في شيء. بل إن شهرة جامعات قرطبة ومستشفياتها كانت تحمل بعض ملوك أوروبا وأعيانها على قصدها.
وكان بين هؤلاء Gerbert جربرت الأفرني الذي تسنم من بعد، كرسي البابوية باسم سلفسترو الثاني (890 ـ 999 م).
وأكثر من ذلك فإن مجاوري الأندلس لم يلبثوا أن تأثروا بالعروبة فقلدوا الأندلسيين بالفروسية وأخلاقها، وتلحين الأغاني ونظم الشعر، ونقلوا عنهم القصص والأمثال والحكم. على رواية جوانان وفانكافر في كتابهما « العالم » « فعدا الملامح العربية فإن أساقفة ئغر ماكولون ضربوا نقدا وخططوا بالكوفي على أحد وجهية الشاهدتين، وعلى الوجه الآخر رسم الحاكم اسمه. ويروي أيضا ابن جبير أنه شاهد النصرانيات في مدينة بالرم، عاصمة صقلية، خارجات في زي المسلمات في عهد النورمان.

أثر إسبانيا في الحضارة الأندلسية وفي أخلاق المسلمين.
إذا زرعت حفنة من القمح الإيطالي الممتاز بحجمه وجودته في غوطة دمشق أعطى في العام الأول قمحا لا يختلف عن البدار. ولكنك إذ كررت الزرع من نفس الإنتاج فلا تلبث بعد سنين قليلة أن تحصد حبا لا يختلف عن أمثاله من حبوب الشام. وهكذا فإن المحيط الإسباني الذي عاش فيه المسلمون أجيالا لم يلبث أن أعطى مثلما أخذ. ورغم القول المأثور : « الناس على دين ملوكهم » فإن التاريخ أرانا أن الدول الغالبة تتأثر بشعوبها المغلوبة، فالمسلمون في شبه جزيرة إيبريا تأثروا في لغتهم العامة، وفي أزيائهم وعاداتهم، وفي أخلاقهم وحتى في ملامحهم، فاللغة العامة أصبحت بعد حين غير لغة بغداد وسواها لأنها استعارت كلمات كثيرة اسبانية وتعابير وعربتها بينما أن لغة بغداد العامية، وحتى الفصحى امتلأت بالألفاظ الفارسية والتركية. وقد أتيح لي أن أشاهد بنفسي الازدواج بين لغة الأندلس العربية وبين لغة الإسبان معاصرتهما : ففي رحلة إلى الأمريكتين دعيت في مكسيكو إلى تناول الطعام في دار وجيه لبناني مثقف، ولما تطرق الحديث إلى مخلفات اللغة العربية في اللغة الأسبانية نهض مضيفي وجاء بقاموس إسباني قرأت في مقدمته أن 18 في المائة من مفرداته هي عربية. وكان هذا المعجم كلما ذكر واحدة منها يدرجها بالأحرف العربية إلى جانب الإسبانية ثم يفسرها، بيد أني سرعان ما لاحظت أن الكلمات التي أشار إليها المعجم  بأنها عربية هي أعجمية بالنسبة لنا، وأدركت أنها كلمات إسبانية الأصل استعارها المسلمون هناك وأصبحت عندهم عربية، دون أن يعرفوا أصلها.
وأما تأثير إسبانيا على أخلاق المسلمين فقد استبان جليا في عهد ملوك الطوائف وما يليه، أي في أعقاب الخلافة الأموية. ففي تلك العصور قامت مقاييس واعتبارات لا تتفق مع مقاييسهم القومية، ولا مع مفاهيمهم الدينية. وأظهرها ما كان يتعلق بالمرأة فقد أخذت المرأة فيما أخذ الرجل من لهو وترف، وجاذبية أنواع المرح والزهو، فانطلقت في حريتها إلى مثل ما انطلق إليه من تهتك، وقالت ما لم يكن يقوله غيرها، من تغزل وتخالع، بل قالت ما يقوله الآن صاحبات الأدب المكشوف. أنظر إلى الأميرة الولادة بنت المستكفي، وهي من سلالة الأمويين لقد كانت تنقش بالذهب على الطراز الأيمن من عصابتها:
أنا والله أصلح للمعالي
        وأمشي مشيتي وأتيه تيها
وتنقش على الطراز الأيسر:
أمكن عاشقي من صحن خدي
       وأعطي قبلتي من يشتهيها
وعلى غرار ولادة كثيرات من حرائر الأندلس أطلقن لأنفسهن زمام الحرية الواسعة، على أن هذه الجرية التي أدركتها نساء الأندلس إن دلت على شيء فإنما تدل أولا على استعداد المجتمع لها، ولولا ذلك لما تجرأت امرأة على تجاوز المألوف، وتدل ثانيا على الانقلاب الأخلاقي الذي حدث هناك نتيجة لتبدل المقاييس بتأثير المحيط.
وإما تبدل الملامح العربية فهذا طبيعي، وللأندلسيين أسوة بغيرهم من العرب الذين سكنوا البلاد الأخرى وقد أشار محمد رضا الشبيبي إلى ذلك بقوله : « فمن نزل من العرب فرغانة لا يستطيع تمييزه عن أهلها في السحنة واللون والهيئة. ومثلهم من نزلوا في غير فرغانة. »
تفرنج المسلمين بإسبانيا وضياع ملكهم:
حدث ذلك إبان ما كان العرب في الأندلس يتبوءون عرش الزعامة، ولما تخلوا عن هذا العرش إلى الإسبان صار الاندماج العربي بالظاهر للإسبانية والعادات، طبعا مألوفة. وكان من سن طريق الغلو في التشبه بهم محمد بن سعيد بن مردنيش أمير شرقي الأندلس في أواخر القرن الرابع عشر أشار  إليه ابن الخطيب في كتابه « الإحاطة بأخبار غرناطة » وقال : « كان يتزيا بزي النصارى من الملابس والسلاح واللجم والسروج، وكلف بلسانهم ».
وتعرض لهذا الموضوع عبد الله عفيفي في الجزء الثالث من كتابه « المرأة العربية » وذكر أن ابن هود ملك الأندلس كان يسير في أشتات بلاده حاسر الرأس وعلى هذا الطريق كان بنو الأحمر ينهجون، وأشار أيضا إلى أن علماء الأندلس كانوا يرخون ذوائبهم، ولم يكن يسمح لغيرهم أن يفعل ذلك سيرا على سنة الفرنج في رجال الأدب والفنون كما أشار إلى أن النساء الأندلسيات لبسن المناطق الإسبانيولية، واعتمرن بالقبعات، وخرج الفتيات حواسر الرؤوس كواشف الصدور.
زد على ذلك أن مسلمي الأندلس ما أن غلبوا على أمرهم حتى أخذوا ابتداء من القرن الخامس عشر يتعلمون اللغة الإسبانية ويستسيغون أدبها الجديد، ولا سيما المسرحيات. ولما تزحوا إلى شمالي إفريقيا وغيرها نقلوا معهم كتبهم ومسرحهم.
وهكذا فمثلما عرب المسلمون الإسبان في بداية الأمر فإن المحيط ساعد هؤلاء أولا على صبغ حضارة المسلمين بصيغة أوروبية، ثم استكملت في التالي الأحوال السياسية تبدل المسلمين حتى تفرنجوا. وما أن تفرنجوا حتى طردوا من الفردوس المفقود.

المصدر: http://www.habous.net/daouat-alhaq/item/1236

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك