أهمية الحوار في حياتنا

خليفة حسن خلف

أخي .. أختي

إن المتأمِلَ لكثيرٍ من مشكلاتِنَا عند وقوعها وصعوبةِ حَلِها بعد وقُوعِها يجده راجعًا لفقد شيءٍ مهمٍ وأساسي في تعاملاتِنا فيما بيننا، ألا وهو فقد الحوار والاعتراف برأي الآخر

حتى بات منطق البعض في حياته رأيه صحيح لا يحتمل الخطأ أبدا ولا مجال لحواره منطقه منطق فرعون:  مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ .

 

بالحوار   كانت وصيةُ الله لنبيهِ محمدٍ  قال تعالى:وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ وهذا الإمام الشافعي لم يكن اعتقاده أنه صائب دائما فيقول رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.

وبالحوار  كان مَنهَجًا  نبويّا لرسول الله  حينما أتاه  ذلكَ الشابُ  بمشكلتهِ التي تؤرقه،    فيقولُ له :  يا رسول الله، ائذنِ لي بالزِنا،فلم يرد عليه رسول  الله   بالتوبيخ  بل  أقنعه   بالحوار مُتَقَبِلاً  لسؤالهِ  ومشكلتِه التي يعيشُها قال  :   (أترضاه لأُمِكَ أترضاه لأُختِكَ أترضاه لبنتكَ)   حتى خرج من عنده مقتنعا بحرمة الزنا وهكذا  ينبغي أن نكون لا  نجيب السائل بجواب  واحد بل  نقنعه  بالحوار وبالدليل .

 ففي الحوارِ  مع  أبنائنا  لا بدَ  أن نقفِ على أخطائِهم  ونُنَاقشها معهم  ونُعَلِمهُم عاقبة تِلكَ  الأخطاءِ ومخاطر  العلاقاتِ المحرمةِ  أوالصداقاتِ السيئةِ،  فنوضح للذكور سبب حرمة  اللواط وحرمة التحرش ..إلخ   وللبنات  نحاور  ونقنعقه  لا نأمرهن  بارتداء  الحجاب ونحاورهن فائدة العفاف  والحياء ..إلخ

الحوار  أخي القارئ   يكون   بينَ الأزواجِ   والزوجاتِ،  بينَ الآباءِ  والأبناءِ،  وبينَ المعلمينَ والطلابِ ،  بين الأقاربُ  والجيرانُ  بين الموظف  والمسؤول بين العالم  والمتعلم  بين الحاكم  والمحكوم

وللحوار  آداب  منها  عدم   مقاطعتِ   المحاوِرِ  أثناءَ  حديثِهِ   أَوْ  بيانِ  رأْيِهِ ،  كمَا  يستلزِمُ  الحرص  علَى  عدمِ  تحويلِ  الحوارِ  إلَى  جَدَلٍ  وخصامٍ ،  وينبغي  الإصغاءُ  وحُسنُ الاستماعِ  وعَدمُ  رفعِ  الصوتِ ،  فبعضُ  الناسِ  لا يسمعُ  إلا  نفسَه،  أويرفعُ  الصوتَ  لحدِّ  المخاصمة  ليثبت  رأيه.

المصدر: http://khalifahhassankhalaf.wordpress.com/2011/04/03/%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%86%D8%A7/

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك