المؤامرة الإعلامية الصهيونية وتغيب الفكر العربي

في عقد الخمسينات كانوا يقولون إذا كنت تملك ( تليفون) فأنت نصف رئيس جمهورية .. كان هذا مجازاً على قدرة توصيل ما تريده بسرعة وبدقة .. ولم تختلف هذه المقولة عن النظرية الصهيونية التي تقول :- أن الأدب والصحافة هما اعظم قوتين تعليميتين خطيرتين ولهذا يجب أن يكونا تحت أمرتنا...

ولا شك أن الاتصالات عامة أو وسائل الاتصالات والمعلومات هي السلاح الفتاك الذي به تعرف عدوك أو تضل به عدوك أو تعبأ بها شعبك أو تغييب بها نفسك ..,فهو سلاح يستخدم في جميع الاتجاهات .. ولكل اتجاه مرحلته التي تأتي بلا شك .. وحين تملك الصحافة والأدب فأنت تملك الفكر الذي يسير خلفه العامة التي تترك عمل الفكر لمن يريد أن يتعب نفسه ويأخذونه هم على الجاهز .. فالقليل من البشر هم من يفكرون ويتمحصون والكثير من البشر هم المستهلكون لهذه القريحة على الجاهز .. دون مجهود .. لذلم فنجد أن العامة لا تعير انتباهاً للمسائل التي بها طرق فكرية أو سياسية ويفضلون أن يتصدى لها هؤلاء الذين يبحثون عن المتاعب ..( الصحفيون والمفكرون)

وحين يتم التلاعب والعبث بثقافة أمة . و تعطيها ثقافة(( الترانسفير)) أو الترحيل من إلى كي لا تثبت أي أمه على مبدأ معين وأن يتعود الفرد على الترحيل الذهني أولا ومن ثم الترحيل الجسدي ..

فالإنسان يبحث دائماً عن الخبر .. وعن الجديد .. دون أن يجهد نفسه والبحث عن ( مصدر الخبر) ومصدر الخبر هنا ليست أسم الجهة فقط بل وأسماء القائمين على هذه الجهة وهو الأهم .. فكما يقول المثل العربي البيت يظهر من عنوانه .. أي انه حين تعرف المصدر الحقيقي ستعرف ماهيته ..

لا شك أن الإعلاميين العرب والذين تدربوا على العمل الصحفي دائما ما يحترمون المؤسسات الإعلامية العملاقة .. بل ولا أبالغ حين أقول أن معظمهم يتمنى أن يكون أحد أفراد العاملين بها .. ويفتخر البعض بأنه كان مراسل لمحطة (.....) اللندنية في بداية المشوار .. وبهذا الانتساب لهذه المؤسسة يكون قد نال شهادة كبرى في عالم الصحافة والإعلام العالمي ..ويدور ويتبختر و يتعالى على زملاؤه الذين لم يعملوا مع هذه الوكالة أو القناة وينظر لهم نظرة فوقية .. وأظنه لو علم الحقيقة لدس رأسه في الثرى .. ولو كان يعلم بحق ويفعل هذا فيجب أن ندسه نحن تحت الأقدام .. ويكون عقابه الرجم بالأحذية القديمة حتى يفيء

ولكن ...
ونضع تحت كلمة ولكن ملايين الخطوط الحمراء ..
يعود بنا الفكر العربي دائماً إلى الجرح الغائر في صدورنا .. والآهات المكتومة والمكبوته بداخلنا والتي يحاول الإعلام أن يستبدلها برقصات الفيديو كلاب .. والإعلانات الفاضحة .. والمجون الإخباري .. ليسدوا ثقب لا يزال يبعث لنا إضاءات الفكر .. وينبعث منه نور الوعي لقضيتنا المصيرية والتي لم تحل بعد ..ولن تحل سوى بالوعي الكامل لقضيتنا وحقوقنا المنهوبة والتي يحولها الإعلام العميل لقضايا ذات أبعاد عرقية ومذهبية .. ليبعدنا عن السطو المسلح الذي تتعرض له بلداننا من جراء جهل الشعوب وتغييب المثقفين عن القضية الأساسية ..

إلا وهي الصراع العربي الصهيوني ..
اليوم سيكتمل الحوار وهو كيف يتم ترحيل الفكر الصهيوني للعقول العربية .. وتغيبهم عن الواقع .. و ملأ مساحات الفكر بفكر آخر وحشوه بما يريد الصهاينة .. وهو عن طريق الإعلام .. المقروء والمسموع والمرئي ..
فيكفي أن ندلل على ماهية بعض القنوات والدوريات والوكالات الإخبارية والإعلامية ومن ثم يترك الباقي للمتلقي ليثبت لنفسه أولاً أنه تغييب بإرادته لأنه وثق في عدوه...
تقول البروتوكولات الصهيونية  : الأدب والصحافة هما اعظم قوتين تعليميتين خطيرتين. ولهذا السبب ستشتري حكومتنا العدد الأكبر من الدوريات.

وبهذه الوسيلة سنعطل Neutralise التأثير السيء لكل صحيفة مستقلة، ونظفر بسلطان كبير جداً على العقل الانساني. واذا كنا نرخص بنشر عشر صحف مستقلة فسنشرع حتى يكون لنا ثلاثون، وهكذا دوالي.

ويجب ألا يرتاب الشعب أقل ريبة في هذه الإجراءات. ولذلك فإن الصحف الدورية التي ننشرها ستظهر كأنها معارضة لنظراتنا وآرائنا، فتوحي بذلك الثقة إلى القراء، وتعرض منظراً جذاباً لأعدائنا الذين لا يرتابون فينا، وسيقعون لذلك في شركنا ، وسيكونون مجردين من القوة.

وفي الصف الأول سنضع الصحافة الرسمية. وستكون دائماً يقظة للدفاع عن مصالحنا، ولذلك سيكون نفوذها على الشعب ضعيفاً نسبياً. وفي الصف الثاني سنضع الصحافة شبه الرسمية Semi Official التي سيكون واجبها استمالة المحايد وفاتر الهمة، وفي الصف الثالث سنضع الصحافة التي تتضمن معارضتنا، والتي ستظهر في إحدى طبعاتها مخاصمة لنا، وسيتخذ أعداؤنا معارضتنا، والتي ستظهر في إحدى طبعاتها مخاصمة لنا، وسيتخذ أعداؤنا الحقيقيون هذه المعارضة معتمداً لهم، وسيتركون لنا أن نكشف أوراقهم بذلك.

ستكون لنا جرائد شتى تؤيد الطوائف المختلفة: من أرستقراطية وجمهورية، وثورية، بل فوضوية أيضاً ـ وسيكون ذلك طالما أن الدساتير قائمة بالضرورة. وستكون هذه الجرائد مثل الإله الهندي فشنو (Vishnu ) . لها مئات الأيدي، وكل يد ستجس نبض الرأي العام المتقلب.

ومتى أراد النبض سرعة فإن هذه الأيدي ستجذب هذا الرأي نحو مقصدنا، لأن المريض المهتاج الأعصاب سهل الانقياد وسهل الوقوع تحت أي نوع من أنواع النفوذ. وحين يمضي الثرثارون في توهم أنهم يرددون رأي جريدتهم الحزبية فانهم في الواقع يرددون رأينا الخاص، أو الرأي الذي نريده. ويظنون أنهم يتبعون جريدة حزبهم على حين انهم، في الواقع، يتبعون اللواء الذي سنحركه فوق الحزب، ولكي يستطيع جيشنا الصحافي أن ينفذ روح هذا البرنامج للظهور، بتأييد الطوائف المختلفة ـ يجب علينا أن ننظم صحافتنا بعناية كبيرة.

وباسم الهيئة المركزية للصحافة Central Commission Of the Press سننظم اجتماعات أدبية،وسيعطي فيها وكلاؤنا ـ دون أن يفطن إليهم ـ شارة للضمان countersigns وكلمات السر Passwords. وبمناقشة سياستنا ومناقضتها. ومن ناحية سطحية دائمة بالضرورة. ودون مساس في الواقع بأجزائها المهمة ـ سيستمر أعضاؤنا في مجادلات زائفة شكلية feigned مع الجرائد الرسمية. كي تعطينا حجة لتحديد خططنا بدقة أكثر مما نستطيع في إذاعتنا البرلمانية وهذا بالضرورة لا يكون إلا لمصلحتنا فحسب، وهذه المعارضة من جانب الصحافة ستخدم أيضاً غرضنا، إذ تجعل الناس يعتقدون أن حرية الكلام لا تزال قائمة، كما أنها ستعطي وكلاءنا Agents فرصة تظهر إن معارضينا يأتون باتهامات زائفة ضدنا، على حين أنهم عاجزون عن أن يجدوا أساسً حقيقياً يستندون عليه لنقض سياستنا وهدمها.

هذه الإجراءات التي ستختفي ملاحظتها على انتباه الجمهور ـ ستكون أنجح الوسائل في قيادة عقل الجمهور، وفي الإيحاء إليه بالثقة والاطمئنان إلى جانب حكومتنا .

وبفضل هذه الإجراءات سنكون قادرين على إثارة عقل الشعب وتهدئته في المسائل السياسية، حينما يكون ضرورياً لنا أن نفعل ذلك. وسنكون قادرين على إقناعهم أو بلبلتهم بطبع أخبار صحيحة أو زائفة، حقائق أو ما يناقضها، حسبما يوافق غرضنا. وأن الأخبار التي سننشرها ستعتمد على الأسلوب الذي يتقبل الشعب به ذلك النوع من الأخبار، وسنحتاط دائماً احتياطاً عظيماً لجس الأرض قبل السير عليها.

إن القيود التي سنفرضها على النشرات الخاصة، كما بينت، ستمكننا من أن نتأكد من الانتصار على أعدائنا. إذ لن تكون لديهم وسائل صحفية تحت تصرفهم يستطيعون حقيقة أن يعبروا بها تعبيراً كاملاً عن آرائهم، ولن نكون مضطرين ولو إلى عمل تنفيذ كامل لقضاياهم.

والمقالات الجوفاء Ballon dessai التي سنلقي بها في الصف الثالث من صحافتنا سنفندها عفواً، بالضرورة تفنيداً، شبه رسمي Semi _ offically. يقوم الآن في الصحافة الفرنسية نهج الفهم الماسوني لاعطاء شارات الضمان Countersigns فكل أعضاء الصحافة مرتبطون بأسرار مهنية متبادلة على أسلوب النبوءات القديمةAncient oreles ولا أحد من الأعضاء سيفشي معرفته بالسر، على حين أن مثل هذا السر غير مأمور بتعميمه. ولن تكون لناشر بمفرده الشجاعة على إفشاء السر الذي عهد به إليه، والسبب هو انه لا أحد منهم يؤذن له بالدخول في عالم الأدب،ما لم يكن يحمل سمات  Marks بعض الأعمال المخزية Shady في حياته الماضية. وليس عليه أن يظهر إلا أدنى علامات العصيان حتى تكشف فوراً سماته المخزية. وبينما تظل هذه السمات معروفة لعدد قليل تقوم كرامة الصحفي بجذب الرأي العام إليه في جميع البلاد، وسينقاد له الناس، ويعجبون به.

ويجب أن تمتد خططنا بخاصة إلى الأقاليم (Previnces  ) وضروري لنا كذلك أن نخلق أفكاراً، ونواحي آراء هناك بحيث نستطيع في أي وقت أن ننزلها إلى العاصمة بتقديمها كأنها آراء محايدة للأقاليم.

وطبعاً لن يتغير منبع الفكرة وأصلها: اعني أنها ستكون عندنا. ويلزمنا، قبل فرض السلطة، أن تكون المدن أحياناً تحت نفوذ رأي الأقاليم ـ وهذا يعني أنها ستعرف رأي الأغلبية الذي سنكون قد دبرناه من قبل ومن الضروري لنا أن لا تجد العواصم في فترة الأزمنة النفسية وقتاً لمناقشة حقيقة واقعة، بل تتقبلها ببساطة، لأنها قد أجازتها الأغلبية في الأقاليم.

وحينما نصل إلى عهد المنهج Regeme الجديد ـ أي خلال مرحلة التحول إلى مملكتنا ـ يجب أن لا نسمح للصحافة بأن تصف الحوادث الإجرامية: إذ سيكون من اللازم أن يعتقد الشعب أن المنهج الجديد مقنع وناجح إلى حد أن الإجرام قد زال. وحيث تقع الحوادث الإجرامية يجب أن تكون معروفة إلا لضحيتها ولمن يتفق له أن يعاينها  فحسب.

المصدر : موقع الركن الاخضر
الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك