المستشرق القسيس إيليجا كولا أكنلادي ومنهجه في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغة اليوربا

المستشرق القسيس إيليجا كولا أكنلادي
ومنهجه في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغة اليوربا

د/ عبد الغني أكوريدي عبد الحميد

المقدمة
الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن والاهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
فهذا بحث مختصر بعنوان: ((المستشرق القسيس إيليجا كولا أكنلادي ومنهجه في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اليوربا)). خلال هذه الدراسة جمعنا ماله صلة بالمستشرقين نحو الإسلام عامة والقرآن الكريم خاصة ثم ذكرنا محاولات سبقت ترجمة هذا القسيس وما بعدها ولخصنا منهج هذا المستشرق في ترجمته لمعاني القرآن الكريم إلى اليوربا.
إن المستشرقين من أيام الدولة الأموية في القرن الثاني الهجري إلى حين صدور قرار مجمع فيينا الكنسي بالاستشراق اللاهوتي وإلى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي حتى اليوم يهدفون إلى تحطيم الإسلام من داخله بالدس والكيد والتشويه والتشكيك في صحة القرآن والطعن فيه حتى ينصرف المسلمون عن الاجتماع على هدف واحد، ويوظفون في تحقيق ذلك التنصير والاستعمار كثلاثة الأثافي. فالمجاعة العقلية التي كان يعاني منها الغرب وامتلاء الخزائن العربية بكل ما يشتهيه العقل من زاد المعرفة هي عنصر آخر في توجيه المستشرقين عنايتهم بكل ما يبحث عن الشرق الإسلامي والذي يشمل حضارته وأديانه وآدابه ولغاته وثقافته... كما كان الغرب يدرسون الإسلام كذلك يعمل أحفادهم وتلاميذهم في كل مكان وخاصة في نيجيريا تلك الدولة التي تتمتع بالسيادة الكبرى بين الدول الإفريقية السوداء.
لا يختلف منهج المستشرق القسيس إيليجا كولا أكنلادي عن منهج ساداته وشركائه في الغرب؛ إذ إن فكرة التنصير هي الدافع الحقيقي خلف انشغال الكنيسة وأهلها بترجمة معاني القرآن الكريم إلى بعض اللغات، النصارى على اقتناع تام أن لا سبيل إلى محاربة المسلمين بقوة السّلاح وإنما بقوة الكلمة ودحضها بروح المنطق الحكيم. لقد ألحق هذا القسيس أكنلادي بمعاني القرآن الكريم ما ليس منها وبث في ترجمته الأفكار الخاطئة وشوه مقاصد القرآن الكريم، بل جاء بافتراءات ارتعشت لها الأجنة في البطون.
انطلاقا من خطورة هذه الظاهرة رأينا أن السكوت عنها حرام، ولا ينبغي أصلا أن يقتحم المجالَ كل من هبّ ودبّ، لأنه قد يفسد المترجم المنحرف- مثل هذا - بكلمة أو جملة ما لا يصلح خلال عشرات بل مئات السنين لولا رحمة ربنا علما بأن المستشرق القسيس أكنلادي وضع هذه الترجمة منذ أكثر من أربعة عقود عام 1965م/ 1385هـ. وتكمن أهمية هذا البحث المتواضع في توعية المسلمين عن هذه الترجمة المسمومة وتنبيههم عليها وبيان ما دسّ فيها من الأفكار المشبوهة سواء في الجوانب الشرعية (العقدية والفقهية) أو اللغوية أو الفنية...
وأنتهز هذه الفرصة لأقدم شكري وتقديري للقائمين على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، على إتاحة هذه الفرصة الثمينة للمشاركة بهذا العمل المتواضع الذي يرى النور لأول مرة ويستفيد منه المسلمون اليورباويون وغيرهم. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبله منا جميعا وأن ينفع به المسلمين إنه سميع قريب مجيب الدعوات. وصلى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

تمهيد: فيه مسألتان:
المسألة الأولى: المستشرقون ونظراتهم نحو الإسلام عامة
يطلق تعبير الاستشراق على ما يبحث عن الشرق وشؤون الشرقيين وثقافتهم وتأريخهم. ويقصد به ذلك التيار الفكري الذي يتمثل في إجراء الدراسات المختلفة عن الشرق الإسلامي، والتي تشمل حضاراته وأديانه وآدابه ولغاته وثقافاته( ).
إن المستشرقين جزء من المخطط الصهيوني الصليـبي لمحاربة الإسلام بباعث ديني يستهدف خدمة الاستعمار وتسهيل عمله ونشر النصرانية، ولا نستطيع أن نفهمهم على حقيقتهم إلا عندما نراهم في إطار ذلك المخطط الذي يهدف إلى تخريج أجيال لا تعرف الإسلام أولا تعرف من الإسلام إلا الشبهات، ثم يتم انتقاء أفراد من هذه الأجيال لتتبوأ المناصب ومراكز القيادة والتوجيه لتستمر في خدمة الاستعمار( ).
يصعب تحديد بداية الاستشراق، فمن المؤرخين من يعودون به إلى أيام الدولة الإسلامية في الأندلس، في حين يعود به آخرون إلى أيام الصليبيين، بينما يرجعه كثيرون إلى أيام الدولة الأموية في القرن الثاني الهجري، إلا أنه بدأ الاستشراق اللاهوتي عام 1312م بشكل رسمي عند ما صدر قرار مجمع فيينا الكنسي وأنشأ عددا من كراسي اللغة العربية في عدد من الجامعات الأوروبية( ). أما في أوروبا فلم يظهر مفهوم الاستشراق إلا مع نهاية القرن الثامن عشر، فقد ظهر أولا في انجلترا عام 1779م، وفي فرنسا عام 1799م كما أدرج في قاموس الأكاديمية الفرنسية عام 1838م( ).
من أهداف الاستشراق
1- كان الاستشراق وليد الاحتكاك بين الشرق الإسلامي والغرب النصراني أيام الصليبيين وعن طريق السفارات والرحلات. ويلاحظ دائما أن هناك تقاربا وتعاونا بين الثالوث المدمر: التنصير والاستشراق والاستعمار. والمستعمرون يساندون المستشرقين والمنصرين لأنهم يستفيدون منهم كثيرا في خططهم الاستعمارية. وكان الدافع الأساس هو الجانب اللاهوتي النصراني بغية تحطيم الإسلام من داخله بالدس والكيد والتشويه.
2- التشكيك في صحة القرآن والطعن فيه، حتى ينصرف المسلمون عن الاجتماع على هدف واحد يجمعهم ويكون مصدر قوتهم وتنأى بهم اللهجات القومية عن الوحي باعتباره المصدر الأساس لهذا الدين ﮋ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮊ [فصلت: ٤٢].
3- التشكيك في صحة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، والزعم بأن الحديث النبوي إنما هو عمل المسلمين خلال القرون الثلاثة الأولى، والهدف الخبيث من وراء ذلك هو محاربة السنة بهدف إسقاطها حتى يفقد المسلمون الصورة التطبيقية الحقيقية لأحكام الإسلام ولحياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبذلك يفقد الإسلام أكبر عناصر قوته( ).
4- التقليل من قيمة الفقه الإسلامي واعتباره مستمدا من الفقه الروماني.
5- النيل من اللغة العربية واستبعاد قدرتها على مسايرة ركب التطور وتكريس دراسة اللهجات لتحل محل العربية الفصحى لتمزيق وحدة المجتمعات المسلمة.
6- إرجاع الإسلام إلى مصادر يهودية ونصرانية بدلا من إرجاع التشابه بين الإسلام وهاتين الديانتين إلى وحدة المصدر.
7- الاعتماد على الأحاديث الضعيفة والأخبار الموضوعة في سبيل تدعيم آرائهم وبناء نظرياتهم.
8- إضعاف روح الإخاء بين المسلمين والعمل على فرقتهم لإحكام السيطرة عليهم.
9- كانوا يوجهون موظفيهم في هذه المستعمرات إلى تعلم لغات تلك البلاد ودراسة آدابها ودينها ليعرفوا كيف يسوسونها ويحكمونها.
10- في كثير من الأحيان كان المستشرقون ملحقين بأجهزة الاستخبارات لسبر غور حالة المسلمين وتقديم النصائح لما ينبغي أن يفعلوه لمقاومة حركات البعث الإسلامي( ).
لتحقيق هذه الأهداف لقد بذل هؤلاء المستشرقون قصارى جهودهم في عدد من القضايا؛ فألفوا مؤلفات لا تقل عن سبعين ألف كتاب، ونظموا المؤتمرات وأنشؤوا الجمعيات والمجلات...

المسألة الثانية: المستشرقون في خدمة القرآن الكريم
غني عن البيان أن العلماء المسلمين قد عنوا بعلوم القرآن منذ زمن قديم عناية فائقة فألفوا في تاريخه، وتدوينه، واختلاف قراءاته، وإعجازه، وعلومه، وتفسيره، وغير ذلك. فتحت حركة الاستشراق عيون الغرب إلى دراسة الدين الإسلامي وحياة النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن دراسة فيها الكثير من الجدية والنـزاهة وكما أن فيها الكثير من التحيز والغمز الخفي ولعلنا لا نعدو الحقيقة إذا قلنا إن المجاعة العقلية التي كانت تعاني منها أوروبا وامتلاء الخزائن العربية بكل ما يشتهيه العقل من زاد المعرفة هما أيضا مثير آخر حمل المستشرقين ليطلقوا عنانهم بأفسح ما يكون ليكتبوا عن القرآن وعلومه.
ولعل من نافلة القول أن نضيف أن هدف المستشرقين من عنايتهم باللغة العربية لم يكن علميا محضا وهذا ليس افتراء، بل هو شهادة شاهد من أهله، إذ يشير إلى ذلك يوهان فيوك عندما وضع 1943م مؤلفا ذا أهمية فائقة عن تأريخ الاستشراق والمستشرقين في أوروبا منذ أول دراسات اللغة العربية في أول القرن التاسع عشر، ثم وضع سنة 1955م رسالة عن الدراسات العربية في أوروبا حيث يقول: ((ولقد كانت فكرة التبشير هي الدافع الحقيقي خلف تراجم عربية للإنجيل))( ). كان بطرس المكرم 1094-1156م الفرنسي من الرهبانية البندكتية، رئيس دير كلوني قد قام بتشكيل جماعة من المترجمين للحصول على معرفة موضوعية عن الإسلام. وقد كان هو ذاته وراء أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة اللاتينية 1143م التي قام بها الإنجليزي روبرت أوف كيتون( ).
ولعل علماء المشرقيات من الألمان كانوا أكثر المستشرقين حظا وأوفرهم نصيبا في خدمة القرآن،بل إن لهم فضل السبق على غيرهم من بني جلدتهم في هذا المجال، ويكفي أن نذكر في هذا المقام أن جوستاف فلوجل أول من وضع فهرسا أبجديا لكلمات القرآن، أشار فيه إلى رقم السورة ورقم الآية، وطَبع مصحفا في مدينة ليبزج سنة 1834م.
ولم تقتصر جهود علماء المشرقيات على هذا المجال فحسب بل لقد أنشأت جامعة ميونخ معهدا خاصا للأبحاث القرآنية كما بذلت الجامعة والحكومة الألمانية أموالا طائلة لإنشائه وتطويره وتزويده بكل ما يتصل بالقرآن حتى أصبح أكبر متحف قرآني في العالم، ويكفي للتدليل على ذلك أن نذكر ما فعله القائمون على هذا المعهد في خدمة القرآن.
1- فقد جمعوا فيه أهم ما يوجد من المطبوعات العربية خاصة في التفسير وعلوم القرآن والقراءات.
2- كذلك جمعوا بواسطة التصوير الفوتوغرافي ما لم يطبع من الكتب في هذا الموضوع في جميع أنحاء العالم.
3- وحصلوا على صور فوتوغرافية لآلاف من نسخ القرآن الخطية من جميع العصور، وسافروا من أجل ذلك إلى جميع أنحاء العالم شرقا وغربا ووصلت إلى أيديهم حتى ما كان على ورقة أو ورقتين، فاحتفظوا بنسخ من القرن الأول للهجرة وكان غرضهم من هذا العمل أن يقارنوا بين جميع تلك النسخ فلم يجدوا فيها إلا أغلاطا كتابية وأخطاء إملائية، وهدفوا من وراء ذلك أيضا إلى دراسة الخط العربي وتطوره وتجليد المصاحف وتزيينها وغير ذلك من العلوم.
4- كذلك بدؤوا العمل في أوسع تفسير للقرآن فجعلوا لكل آية صندوقا خاصًا بها ووضعوا فيه تفسير تلك الآية لكل مفسر منذ عصر الصحابة إلى العصر الحاضر ورتبوا تلك التفاسير والاقتباسات ترتيبا زمنيا حسب المفسر الأقدم فالأقدم، وبذلك يمكن معرفة تطور التفسير لكل كلمة ولكل آية من آيات القرآن.
ولكن للأسف الشديد ضاعت كل هذه الجهود وهلك كل من كان في هذا المعهد وما كان فيه من الذخائر نتيجة لسقوط القنابل عليه إبان الحرب العالمية الثانية( ).
من كبوات المستشرقين
ليست هذه الصفحات دفاعا عن القرآن الكريم، لأن القرآن ليس في حاجة إلى قلم العاجز- وما هي إلا عرض لشبهات علماء الفرنج من أهل الاستشراق حول القرآن الكريم.

1- سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
لقد شكك هؤلاء المستشرقون في سيرة حياة الرسول للنيل من صحة القرآن، فذهبوا إلى أن محمدًا صلى الله عليه وسلم قد استفاد من حله وترحاله في صحبة عمه وصحبة ميسرة رقيق زوجته خديجة رضي الله عنها وما زعموه من مخالطته لليهود والنصارى والمتألهين والكهان والرهبان والفرس واليونان.
ومما لاشك فيه أن هذه فرية لا دليل عليها ولا سند لها، فمن المسلم به من الجميع أن محمدًا كان أميا، وأن قومه الذين نشأ فيهم كانوا أميين وثنيين جاهلين بعقائد الملل وتواريخ الأمم ومبادئ التشريع وعلوم الفلسفة. ولو أن محمدا أراد أن يتعلم التوراة والإنجيل كما زعموا ليتخذ منهما مادة للقرآن لبادر إلى ذلك منذ صغره بعد لقاء بحيرا أو بعد زواجه مباشرة وهو في عنفوان شبابه، أو لاغترب في طلب اللغات وأسرار العلوم كما فعل غيره، ولكنه أقام في بلده وعرف عند أهله كما يعرفون أبناءهم. وعلى كل حال فإن جميع الناقدين والمعترضين يسلمون بحقيقتين لاشك فيهما: الأولى أن محمدا لم يرجع إلى نص مكتوب، والثانية أنه قبل القرآن لم يكن هناك شيء اسمه كتاب فهو أول كتاب عرفه العرب( ) لا والآيات على ذلك في القرآن نفسه كثيرة أمثال قوله تعالى: ﮋﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ* ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﮊ [النحل: ١٠٢ – ١٠٣].
نحمد الله -بالمناسبة- على ما قام به المؤرخون المسلمون لأنهم لو لم يذكروا تأريخ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بالتفصيل على النحو الوارد في كتب السيرة لخلق المستشرقون بخيالهم وأطلقوا لأنفسهم عنان الأوهام والتظنن والتخمين والافتراض. على أنه مما ينبغي الإشارة إليه في هذا الصدد أن طريقة كُتَّاب السيرة النبوية هؤلاء في تألفيهم وتصنيفهم تدعو للأسف حقا؛ لأن بعض المؤرخين-سامحهم الله وعفا عنهم- حشوا مؤلفاتهم بكثير من الأخبار السقيمة والأحاديث المكذوبة والوقائع المدسوسة والإسرائيليات الممجوجة التي لم يقم عليها سند أو دليل، وملؤوا بها الصفحات تلو الصفحات دون تمحيص أو تحقيق أو موازنة بين المعقول وغير المعقول، فيقول رواح لطفي جمعة: ((ولم يكن هؤلاء الرواة ولا أولئك المؤرخون في وقت تدوين مؤلفاتهم ومصنفاتهم يحسبون حساب نقاد مكرة من علماء الاستشراق يفتشون كل زاوية وينبشون كل خفية وخبيئة))( ).
2- القراءات القرآنية
إن النص القرآني لم يعتره -ومحال أن يعتريه- اضطراب، أو أن ينـزل بساحته قلق؛ لأن معنى الاضطراب والقلق وعدم الثبات في النص القرآني أن يقرأ النص على وجوه مختلفة وصور متعددة، ويكون بين هذه الصور تناقض في المعنى، وتعارض في المراد، وتضارب في الهدف القرآني، وكان جولدزيهر زعيما للذين طعنوا في قراءات القرآن وخاصة في كتابه ((مذاهب التفسير الإسلامي)). لقد جاء في الكتاب بالنوايا الخبيثة والأفكار السخيفة والآراء الشاذة والمذاهب الآفنة فيرد أسباب اختلاف القراءات إلى سببين- في رأيه- (1) تجرد المصاحف من نقط الحروف (2) تجردها من شكل الحروف وفقد الحركات اللغوية والنحوية منها!
إن هذا الرأي تصادمه الحقائق التأريخية؛ لأن القرآن الكريم بجميع قراءاته ورواياته- كان محفوظا في صدور أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم- قبل أن يكتب في المصاحف في عهد الخليفة عثمان رضي الله عنه كما يدل على أن قراءاته ورواياته قد ذاع أمرها وانتشر بين الأنام خبرها. وتعارض رأي جولدزيهر الأدلة النقلية المتواترة في جملتها وتفصيلها، الدالة على أن القراءات مصدرها الوحي الإلهي عن الله عز وجل ومنبعها النقل الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أنها سنة متبعة ينقلها الآخر عن الأول، ويتلقاها الخلف عن السلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل أمين الوحي عن الله تعالى( ). عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني، حتى انتهى إلى سبعة أحرف) أخرجه البخاري ومسلم( ).
3- ترجمة معاني القرآن الكريم
لقد سبق أن أثبتنا أن الهدف الحقيقي لقيام معظم المستشرقين بترجمة معنى القرآن الكريم إلى لغات أخرى هو التنصير وغرس الشكوك في قلوب المسلمين الضعفاء.
بطبيعة الحال ارتكب المستشرقون الذين ترجموا معاني القرآن أخطاء فاحشة خلال أعمالهم هذه، وخاصة المترجمة منها إلى الإنجليزية. فالمعاني الدقيقة الملائمة مفقودة عبر ترجماتهم. فالفرق بين (اسطاع واستطاع) لم يدركا فأسماء الله تعالى الآتية سواء عندهم:خالق،خلاّق، فاطر، بديع، بارئ، ملك، مالك، مليك، قادر، قدير، مقتدر، إن وجد الفرق- حسب رأيهم فبسيط. ((أيّان)) ((ومتى)) وغيرهما لم تُعط حقها. كل هذا يؤكد عجز الترجمة عن حمل المعاني أو المدلولات اللائقة من وجه، ويثبت من الناحية الأخرى بعض العوامل التي أدت إلى هذه الظاهرة، وذكرها بعض الباحثين أمثال محمد خليفة في كتابه ((القرآن العظيم والاستشراق)) ((The Sublime Qur’an and Orientalism)).
من هذه العوامل:
1- الجهل بمدلول الكلمة العربية.
2- تضييق المدلول على جانب محدود.
3- الخلط بين مختلف الألفاظ العربية.
4- قلة العلم بالعربية المبنية على اختلاف وهمي.
5- الخطأ الناشئ من أخوات العربية تاريخيا مثل: العبرية والسريانية.
6- حدوث التداخل اللغوي بسبب التأثيرات العبرية( ).
فالأخطاء الناشئة من ترجمات معاني القرآن الكريم المختلفة سبب في طعن هؤلاء المستشرقين في قداسة القرآن وفي أسماء الله تعالى، وحنيفية الإسلام، وفي ادِّعائهم التعارض في القرآن الكريم.
ولا يسعنا ونحن نختم هذا المبحث إلا أن نقول: إن بعض المستشرقين ممن بذلوا جهودهم في خدمة القرآن الكريم فضلاء محترمون في أوطانهم، منهم من قاده ذلك إلى الإيمان بهذا الدين مثل: القسّ إبراهيم خليل أحمد -من مواليد الإسكندرية عام 1919م- الذي أعلن إسلامه رسميا عام 1954م، فهو يقول مقولته الشهيرة عن القرآن الكريم: ((للمسلم أن يعتز بقرآنه، فهو كالماء فيه حياة لكل من نهل منه)) وذلك في كتابه: ((محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل والقرآن))( ).
ومنهم من بقي على أديانهم الظاهرة ومع ذلك اعترفوا بجمال القرآن وقد وقفوا أعمارهم وأموالهم على خدمة الدين الإسلامي. فمركز الدراسات الإسلامية بكلية الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن خير شاهد على ذلك. المركز الذي يخرج مجلة الدراسات القرآنية- مجلة علمية محكّمة نصف سنوية تهدف إلى تشجيع دراسة القرآن في جوانبها العلمية المتعددة( ). وقد أنعشت أعمال هؤلاء المستشرقين-كما يقول رواح لطفي جمعة- الأمة الإسلامية ووجهت مفكريها نحو البحوث الجادة والمجيدة( ).

الفصل الأول: العلماء وترجمة معاني القرآن الكريم
المبحث الأول: آراء العلماء في ترجمة معاني
القرآن الكريم إلى لغات أخرى
مقدمة:
الترجمة التي تعني من مدلولاتها: تفسير الكلام بلغته التي جاء بها. ومنه قد وردت في لسان العرب (ترجم): الترجمان بمعنى المفسر للسان( ) وقيل: الترجمان بالضم والفتح هو الذي ترجم الكلام أي ينقله من لغة إلى لغة أخرى، والجمع التراجم والتاء والنون زائدتان، وقد ترجمه وترجم عنه( ). أصبحت كلمة ((ترجمان)) إذا أطلقت للتعبير عن القائم بعملية الترجمة شفويا، بينما درج الكثير من الكتاب على استخدام ((مترجم)) في حق من يمارس الترجمة كتابة( ).
الترجمة سواء الحرفية منها أو التفسيرية أو غيرهما تؤدي دورها الفعال إذا أهّل المترجم بمعرفة أوضاع اللغتين وأساليبهما وخصائصهما، فيستطيع أن يوفي ترجمته بجميع معاني الأصل ومقاصده على وجه شمولي، أي يستوعب المترجم المعاني في الذهن وألا يغفل ما يربط بين هذه الأجزاء، وأن يتناسى الألفاظ التي وردت في النص المراد نقله لإفساح المجال للألفاظ والعبارات المؤدية للمعاني في اللغة التي ينقل إليها، باختيار الألفاظ الملائمة. ذلك أن المترادفات في اللغة ليست سواء من حيث المعنى والجرس وسياق العبارة وروح النص ومقتضى الحال، وأن تكون صيغة الترجمة مستقلة عن الأصل بحيث يمكن أن يستغنى بها عنه، وأن تحل محله كأنه لا أصل هناك ولا فرع( ).
ترجمة معاني القرآن الكريم
بذل الكثير مجهودات جبّارة نحو ترجمة القرآن الكريم إلى لغات متعددة لا تكاد تحصى ولا تعد، حتى إنه ربما تُرجمت للغة واحدة ترجمات كثيرة. وممن يقوم بهذه المهمة من يحمل للإسلام عداوة ظاهرة، والهدف الأول والأخير منه تحريف كتاب الله تعالى، ومن ثمّ توظيف ذلك في تحويل المسلمين عن دينهم ﮋ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮊ [البقرة: ١٠٩]. وممن يقوم بهذه الترجمة من يحمل حبا له ولكنه عاجز، فوقوع أغلاط في هذه الترجمات ينعكس انعكاسا سلبيا على بناء مجد الإسلام ويعد ذلك من الظواهر السيئة لزلزلة الوحدة الدينية واللغوية والاجتماعية للأمة الإسلامية.
ولعل هذا وذاك هما الدافعان الحقيقيان لمنع المانعين من جواز ترجمة القرآن إلى لغة أخرى. فهؤلاء قد ذكروا نقاطا، منها:
1- أن الوفاء بجميع المعاني وتضمين كل المقاصد في الآيات القرآنية أمر لا يمكن الوصول إليه عن طريق الترجمة، علما أن اللغة العربية في طبيعتها تدل ألفاظها على معان أصلية ومعان ثانوية ومن أبرز معالم القرآن أنه يغني بالكلمة عن العبارة وبالعبارة عن الجمل، ولم تكن مسألة اللفظ وحدها مميزة بما ذكرت، بل الحروف المستعملة في اللغة العربية لها أثرها في تعبير المعاني أو الزيادة عليها، وهذا ما قد لا نجده في بعض اللغات، فلئن كان المعنى الأصلي ممكنا في الترجمة فإن المعاني الثانوية لا يمكن الوصول إليها لأنها سر من أسرار إعجاز القرآن الكريم.
2- أن الترجمة تفضي إلى ادعاء مثل للقرآن مع أن الله تعالى قد تحدى العرب أن يأتوا بسورة من مثله ﮋ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﮊ [البقرة: ٢٣].
3- أن هذه الترجمات تصرف الناس عن القرآن نفسه وتشغلهم عن قراءته وتدبره، إذ إن قراءته بالعربية أمر تعبدي.
4- تعلم اللغة العربية واجب لفهم الدين، فإن قيام هذه الترجمات تبعد الناس عن اللغة العربية.
5- كون القرآن هداية للناس إلى ما فيه سعادتهم في الدارين، فذلك باستنباط الأحكام والإرشادات منه. وهذا يرجع بعضه إلى المعاني الأصلية التي يشترك في تفاهمها وأدائها كل الناس، وتقوى عليها جميع اللغات، وهذا النوع من المعاني يمكن ترجمته واستفادة الأحكام منه، وبعض أخرى من الأحكام والإرشادات يستفاد من المعاني الثانوية وهذه المعاني الثانوية لازمة للقرآن الكريم وبدونها لا يكون قرآنا( ).
يؤكد معظم العلماء جواز ترجمة معاني القرآن الكريم -وليس ترجمة للقرآن الكريم- وعدم جواز أن تحل ترجمة لمعاني القرآن الكريم محلّ النص الموحى به من الله في أمور العبادة، كما هو الشأن عند غير المسلمين، ولا سيما أهل الكتاب، والسبب يكمن في أن القرآن الكريم وحي من الله تعالى، كلامه عز وجل حرفا وصوتا، ففي قوله تعالى: ﮋﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﮊ [الإسراء: ٨٨]. يقول صاحب: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنّان ((فكما أنه ليس أحد من المخلوقين مماثلا لله في أوصافه، فكلامه من أوصافه التي لا يماثله فيها أحد، فليس كمثله شيء في ذاته، وأسمائه، وصفاته وأفعاله تبارك وتعالى))( ).
ومما لا شك فيه أن الصحابة الكرام قد قاموا بالترجمة في بلاد الحبشة عند اتصالهم بالنجاشي وعند خطابات دعوية بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين ملوك الروم والفرس، فالقرآن تترجم معانيه جوازا لأسباب منها:-
1- أن القرآن عربي وقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بتبليغه للناس كافة ﮋ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ...ﮊ [المائدة: ٦٧].
2- نزول القرآن للناس كافة لا يتحقق إلا عن طريق الترجمة قال تعالى: ﮋ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﮊ [النساء: ١٧٤] وقوله تعالى أيضا ﮋ ﮤ ﮥ ﮦ ﮊ [آل عمران: ١٣٨] وعالمية القرآن كيف تتحقق بدون الترجمة؟ وقال تعالى ﮋ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﮊ [الأنعام: ١٩].
3- وجوب الإنذار لا يتم إلا عن طريق الترجمة، فقال تعالى ﮋﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﮊ [الفرقان: ١]( ).
ويؤكد ذلك الآية الكريمة: ﮋﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮊ [إبراهيم: ٤] وهذا يقتضي تبليغ القوم بلغتهم.
فالآراء والأدلة على جواز الترجمة قوية ومنطقية، فالعقول السليمة والبصائر المدركة تقرّ أن التبليغ لا يتم إلا بفقه القرآن وعلى هذا وضع العلماء شروطا تراعى عند ترجمة معاني القرآن الكريم:-
1- النظر وجوبا في شأن الخصائص التي توجد في اللغة العربية ولا تتحملها اللغة التي تترجم معاني القرآن إليها، مثل المعاني الثانوية التي تبحث عنها علوم البلاغة.
2- أن يكون المترجم عالما باللغتين؛ المترجم منها والمترجم إليها، خبيرا بأسرارهما، يعلم جهة الوضع والأسلوب والدلالة لكل منهما.
3- أن يكتب القرآن أولا بحروف عربية، ثم يأتي بعده بترجمته معانيه حتى لا يتوهم متوهم أنّ هذه الترجمة ترجمة حرفية.
4- أن يكون المترجم بعيدا عن الميل إلى عقيدة زائفة تخالف ما جاء به القرآن.
5- ربط آي القرآن بعضها ببعض حتى تكون كالكلمة الواحدة متسقة المعاني ومنتظمة المباني.
6- رفع النقاب عن جمال القرآن ومحاسنه لمن لم يستطع أن يراها بمنظار اللغة العربية من المسلمين وغير المسلمين الأعاجم، وتيسير فهمه عليهم بهذا النوع من الترجمة ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ويعظم تقديرهم للقرآن فيهتدوا بهديه.
7- دفع الشبهات التي لفقها أعداء الإسلام وألصقوها بالقرآن وتفسيره كذبا وافتراء، مع تنوير غير المسلمين من الأجانب بحقائق الإسلام وتعاليمه، خصوصا في هذا العصر الراهن القائم على الدعايات( ).

المبحث الثاني: جهود مترجمي معاني
القرآن الكريم إلى اليوربا
تأخرت حركة الترجمة من اللغة العربية إلى اليوربا بالحروف اللاتينية لقلة حاجة المسلمين يومئذ إليها، فالترجمة الشفهية تقوم بتلك المهمة خير قيام؛ ولقد انتهز العلماء ببلاد اليوربا فرص التجمعات الاجتماعية والدينية لنشر الدعوة وحمل الوعظ والإرشاد إلى الناس، فالعلماء كانوا يجوبون البلاد مع تلاميذهم حيث يسمعونهم كلام الله، فالخطب المنبرية أيام الجمعة والعيدين قديما قد لا تفسر لكن تسبقها المواعظ بالألسنة المحلية التي تبين لهم مالهم وما عليهم في الإسلام، ولعل هناك أسبابًا أخرى تؤخر أو تعرقل حركة الترجمة الكتابية، منها:
1- قديما لا يحبّذ المسلمون قراءة ما يكتب بالحروف اللاتينية، تلك الحروف التي تمثل الطقوس النصرانية عندهم.
2- إن كانت هناك حاجة للكتابة فاستعمال الحروف العربية تعجبهم في ذلك، ولا تزال كتاباتهم حتى اليوم باقية بالحروف العربية للرسائل والعقاقير( ).
3- هذا كله في القرن السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر وأوائل التاسع عشر( ) أما في أواخر القرن التاسع عشر والقرن العشرين فوضع نشاط الحركات التنصيرية والاستعمارية حاجزا معنويا بإنشاء المدارس الإنجليزية التي تهتم بها ثم تغري وتنافس بل وتزدهر دون غيرها. كل هذا وذاك يؤثران في تنفير الطبقة المثقفة بين الناطقين باليوربا عن الاهتمام بلغتهم، وصرف كل الاهتمام إلى لغة المستعمر ولأن المقولة الشهيرة على ألسنتهم وهم في مدارسهم الثانوية هي: ((SpeakVernaculars ((Don’t التي تعني لا تتكلم/ لا تعبر إلا بالإنجليزية( ) تحبذ الإنجليزية فيهم. ومن الآثار التي لا تزال بقاياها حية حتى اليوم عدم رغبة هذه الطبقة في كتابة أو قراءة أي شيء بلغتهم اليوربا إن كان الشيء نفسه موجودا بإحدى اللغات العالمية كالإنجليزية مثلا ( ).
كانت الترجمة الشفهية لمعاني القرآن الكريم مشجعة ومنتشرة ولا تزال في جميع مناطق بلاد اليوربا، لا تكاد جلسة تخلو منها دينية كانت أو اجتماعية ويبلغ ذلك ذروته في شهر رمضان على فترات: أوقات الضحى، وبين الظهر والعصر، وبعد صلاة العصر إلى قبيل الإفطار، وبعد أداء صلاة التراويح إلى ما بعد منتصف الليل، فهذه المجهودات هي اللبنة الأولى أو الإرهاصات التي انطلقت منها الترجمات المكتوبة لاحقا.

ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اليوربا حتى اليوم
يبلغ عدد ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اليوربا حتى اليوم اثنتي عشرة ترجمة، وهي على النحو التالي:
1- ترجمة قسيس نصراني يدعى: م.س كول (Rev. M.S.Cole) نشرتها ووزعتها الجمعية التنصيرية الكنسية (CMS) عام 1924م في مكتبتها بمدينة لاغوس( ).
2- ترجمة القسّ إ.كى.أكنلادي Itumo Al-Kuran Li Ede Yoruba ((معنى القرآن بلغة اليوربـا)) وهي ترجـمة أخـرى قـام بها نصـراني عام 1965م( ) ونشـرها الإخـوان النقبـاء بـمدينة لاغـوس (Brotherhood Publication Syndicate) وطبعتها مطبعة ككستون لغرب إفريقيا بإبادن (Caxton Press West Africa Ltd Ibadan) .
3- ترجمة ((القرآن كاملا في لغة اليوربا)) Odidi Kurani Ni Ede Yoruba
صاحبها: الحاج أسامة إمام كوتا - مدينة بالجنوب الغربي بنيجيريا قريبة من إيوَوْ في ولاية أوشن. طبعت بمطبعة محلية بمدينة إيوَوْ Otun Printing Works Iwo. إلا أنها لم يذكر فيها تاريخ الطبع ولد المترجم الحاج أسامة ألابي بن عويس عام 1910م بمدينة كوتا، وتَلَقَّى مبادئ العلوم الإسلامية بالمدرسة الدهليزية ببلده وبغيره، تعلم الخياطة التي اتخذها حرفة له فأصبح خياطا ومعلما وواعظا، ولما رجع من أداء مناسك الحج عام 1949م أسس جمعية ((إصلاح الدين)) ومدرسة عربية إسلامية عام 1959م ثم عيّن إماما جامعا لبلده عام 1968م( )، ومن مؤلفاته:
1- العشماوية بلغة اليوربا
(Asimowi ni ede Yoruba- Akomolede bi Iye kan eni)
2- كتاب تعبير الرؤيا (Iwe Itumo Ala)
3- دليل الحج والعمرة (Iwe Itonisona Hajj ati Umura).
تتألف الترجمة من 452 صفحة مع المقدمة التي افتتحها يذكر فيها دافعه الأساس لهذا العمل، ألا وهو قوله سبحانه وتعالى: ﮋﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮊ [إبراهيم: ٤] وشجع المسلمين على الاستفادة في أمور دينهم، ثم اعتذر عن عدم خلو عمل أي بني آدم من المؤاخذة. ومما يؤخذ عليه أنه لم يراجع عمله، فتتداخل معاني بعض الآيات وشرحها مع بعضها وعدم وضع النصوص القرآنية بالعربية بجانب اليوربا، إلا أن عمله مشكور مع كثرة انشغاله بالأعمال المدرسية والإمامية وجولاته الدعوية ( ).
4- تـرجمة معـاني القرآن الكريـم إلى لغـة اليوربـا Al-Kurani Ti a Tumo si Ede Yoruba وهي الترجمة التي قام بها مجلس مسلمي نيجيريا ببلاد اليوربا، وهم اللجان الثلاث: لجنة باشرت العمل بالترجمة فعلا وهم: الإمام محمد الأول أوغوستو، والسيد أحمد التيجاني أكنني، والحاج حسن يوشع دندي، ولجنة أخرى تَكَوَّنَتْ من بعض الطلبة اليورباويين الدارسين حينذاك في الجامعات الإسلامية والعربية وهم: خضر مصطفى، وعبد اللطيف أحمد، وعيسى أدي بللو، وعبد الوهاب سنوسي. أسند إلى هؤلاء أمر مطابقة تجارب الطباعة لنصوص القرآن الكريم. أما اللجنة الثالثة فهي مكونة من كبار علماء بلاد اليوربا التي شكلت وكلفت بالتصحيح والمراجعة والتدقيق، وقد ضمت هذه اللجنة في عضويتها كلاّ من: فضيلة الشيخ كمال الدين الأدبي، وفضيلة الشيخ برهان الدين سنوسي ألاكا، وفضيلة الشيخ آدم عبد الله الإلوري وفضيلة الشيخ عبد الرحمن صلاح الدين الأدبي -رحمهم الله جميعا- ، والأستاذ محمد راجي سليمان الإمام، والأستاذ الدكتور موسى علي يحيى أجيتمابي. طبعت ونشرت هذه الترجمة عام 1393هـ/1973م بدار العربية بيروت على نفقة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية -رحمه الله– ثم الطبعة الثانية عام 1397هـ/ 1977 التي كانت على نفقة الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله ثم نسخ أخرى كانت على نفقة بعض المحسنين، وكلها بإشراف مباشر من رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة( ).
5-Qur’an Ogota Esu ni Ede Arab ati Itumo re ni Ede Yoruba ((القرآن ستون حزبا في لغة العرب مع ترجمته إلى لغة اليوربا))، للحاج عبد القادر أدي بلّو من أسرة أولوشن، حارة أبيني بمدينة إبادن،كان واعظا مشهورا بطول الباع في مجال مناظرة النصارى وبيان بطلان عقيدتهم ببلاد اليوربا، فأسلم على يديه خلق كثير.
طبعت هذه النسخة بمطبعة أدراليري، إبادن، نيجيريا. سنة 1964م Adura Lere Printing works Ibadan، Nigeria. لم يحسن المترجم ترجمته للعنوان حيث أثبته هكذا: ((القراءة القرآن مع ترجمتها إلى اللغة اليورباوية من أول سورة البقرة إلى الناس)). تقع هذه الترجمة في 863 صفحة من الحجم المتوسط في جزءين، فالجزء الأول يشمل الفهرس وسورة الفاتحة إلى سورة الكهف بينما يقع الجزء الثاني للبقية. ومن المؤاخذات على هذه الترجمة عدم المراجعة مما سبّب ورود الأخطاء المطبعيّة بكثرة في لغة اليوربا، ومما يزيد الطين بلة أنه وردت الأخطاء في النصوص القرآنية! لكنه وضع النصوص القرآنية بالعربية بجانب الترجمة هذا من مميزاته فعمله عمل يذكر فيشكر.
6- Al-Kurani Mimo Ni Ede Yoruba ati Larubawa القرآن المقدس باللغة اليورباوية والعربية( ). وهي الترجمة التي قام بوضعها ونشرها الفرقة القاديانية المعروفة في نيجيريا بالجماعة الأحمدية Ahmadiyyah Muslim Mission)) طبعت أولى طبعاتها عام 1932م على يد الحاج شنيأولو (Shanyaolu)، ثم الطبعة الثانية. وبعد نفاد الطبعتين طبعت الطبعة الثالثة فكانت عام 1981م بمطبعة ((هنغ كونغ)) على نفقة الجماعة الأحمدية بلاغوس. تحتوي هذه النسخة على 779 صفحة، سوى الغلاف و3 صفحات أخرى للمقدمات وغيرها. من محاسن هذه الترجمة وضع النصوص القرآنية بالعربية بجانب معانيها باليوربا، كما اختارت لجنة الترجمة كلمات سهلة سلسلة واضحة في عملهم. ويؤخذ عليهم أنهم تأثروا بأسلوب النصارى في ترجمة كلمة سورة (Ori) والآية بـ Ese. وأعجب من هذا أنهم يعدون البسملة آية في كل سورة، فكل سورة في عدد آياتها المألوفة تزاد عندهم بآية، وهذا مما يأخذه أعداء الإسلام على عدد آيات كل سورة في القرآن الكريم، وصنيعهم هذا لا حجة لهم فيه.
ومن المتوقع أن تميل هذه الفرقة التي تسمي نفسها بالجماعة الأحمدية إلى تحريف بعض النصوص القرآنية كي توافق هواهم وتشبع معتقداتهم المنحرفة، وكان هذا الميل ظهر واضحًا في ترجمتهم لقوله تعالى: ﮋ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﮊ [الأحزاب: ٤٠ ] حيث ترجموا لفظ: ((خاتم النبيين))، في الآية – ((ختم)) أو ((طابع النبيين)) (Onte fun Awon Anabi) بدلا من ذكر تعبير آخر مناسب كما كان لدى جميع المترجمين الآخرين (Ipekun awon Anabi)( ) الذي يدل بالصراحة على انقطاع الوحي واختتام النبوة والرسالة بالنبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. حاول هؤلاء ما حاولوا للدس في القرآن ما يسوغ اعتقادهم لنبوة مؤسس نحلتهم غلام أحمد القادياني المتنبي الكذّاب، مخالفين ما دلت عليه النصوص واتفق عليه المفسرون، وأجمع عليه المسلمون على أن لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم( ).
7- Al-Kurianu Alaponle (Itumo si Ede Yoruba) هذه الترجمة هكذا جعل المترجم عنوانها بلغة اليوربا دون العربية ويعني: ((القرآن الكريم الترجمة إلى لغة اليوربا)). قام بها البروفيسور ياسر أنجولا عبد القادر الذي تخصص في الدراسات الإسلامية إلى مرحلة الدكتوراه فأصبح أستاذا كرسيا في التخصص نفسه وعميدا لكلية الآداب بجامعة إلورن النيجيرية. صدرت الطبعة الأولى من هذه الترجمة عام 1417هـ 1997م من دار شبيوتيما للنشر (Shebootimo Publications) بمدينة إجيبو أودى النيجيرية.
ورد في مقدمة عمله هذا بيان بدافع يجره إلى القيام بهذا العمل الجليل هو تطلع الكثيرين ممن قرؤوا ترجمته لجزء واحد من أجزاء القرآن الكريم سنة 1985م إلى قيام البروفيسور بتكملة البقية الباقية على الأسلوب نفسه. لم لا؟ فقد توقع القراء الأعزاء من أمثاله الذين درّسوا في الجامعة لأكثر من عقدين من الزمن ما يعجبهم ويشبع رغبتهم، ولقد وُفّق المترجم حقا لأنه وفّى ترجمته بالأعمال الفنية الرائعة؛ منها وضع الرموز الصوتية على الكلمات واهتمامه بالمراجعة والتدقيق. وضع في ورق من الحجم المتوسط مقاس (16 x 24) سم، ويبلغ متوسط عدد الأسطر في كل صفحة 40 سطرًا.
8- القـرآن الكـريم وترجمـة معانيـه إلى لغـة اليوربـا (Al-Qurian Alaponle Pelu Itumo Re ni Ede Yoruba)
هي إعادة طباعة الترجمة التي قام بها مجلس مسلمي نيجيريا ببلاد اليوربا من قبل مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، استجابةً لحاجة المسلمين الناطقين باليوربا؛ وذلك بعد نفاد جميع نسخ الطبعتين الأولى والثانية. اختار المجمع عام 1415هـ كلا من الشيخ إبراهيم عبد الباقي محمد والشيخ عبد الرزاق عبد المجيد ألارو من طلبة الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة لمراجعة الترجمة من جديد وتقويمها، لما يلحظ مما يعتريها من النقص والعيب. فالترجمة السابقة مع ما بذل فيها من المجهودات القيمة في الوضع وفي التدقيق وفي التصحيح، فالحاجة ماسة –كعمل بشري– إلى ذلك سواء من الجانب العقدي أو الجانب الفقهي أو غيرهما. فمما حوته تلك الترجمة –قبل مراجعتها من قبل المجمع- من الأخطاء الفقهية: الربط بين مشروعية الحجاب وآية حبس الزانيات في البيوت في أول الإسلام وهي قوله تعالى: ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﮊ [النساء: ١٥ ] حيث ورد في التعليق على ترجمة هذه الآية ما معناه: أن الآية هي الأصل في مشروعية الحجاب للمرأة المسلمة، وبناء على ذلك يكون حجاباً خاصًا بالزانيات فقط دون غيرهن!( ) ومما لا شك فيه أنه لا خلاف بين أهل العلم بالتفسير وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم في أن هذه الآية إنما تتحدث عن حكم الزانية في أول الإسلام وأنها مغياة إلى ذلك الوقت الذي جعل الله لهن فيه سبيلا( ).
تقع هذه الترجمة (طبعة مجمع الملك فهد) في 909 صفحة من الحجم المتوسط، يتراوح عدد أسطر كل صفحة بين 30 و33 سطرًا ومقاسها (14x21) سم. ولعل من نافلة القول أن نثبت أن هذه النسخة نالت قبولا عجيبا لدى المتلقين لما تميزت به من مميزات عن النسخ السابقة، إنه عمل جماعي خاضع للمراجعة والتدقيق ثم إعادة الطبعة والتي تمت على أيدي طلبة العلم من تخصصات شرعية وعقدية. وزد على ذلك أن هذه النسخة دخلت كل بيت مسلم تقريبا لأنها توزع مجانا بواسطة سفارة المملكة العربية السعودية ومكتب الملحق الديني بالسفارة بأبوجا- عاصمة نيجيريا على المدارس الإسلامية والعربية والجمعيات الإسلامية المتعددة ثم تقدم نسخة لكل من حجّ عند عودته بعد أداء مناسك الحج إلى بلده وهو من الجنوب الغربي النيجيري.
9- (Al-Quran to tobi - Eesu meta Pelu Itumo) (القرآن العظيم – ثلاثة أحزاب مع الترجمة) بقلم الحاج عبد العزيز لا حول الذي يرأس جمعية إسلامية في البلاد فمستواه اللغوي يظهر أثره في ترجمته هذه حيث أخطأ في بعض الجمل، ومما يزيد الطين بلة أن المترجم لم يضع نصوص القرآن الكريم بالعربية، وإنما اكتفى بوضع الترجمة الصوتية (Transliteration) محل النصوص العربية. لا نحبذ - نحن - هذه الطريقة ولا نرى فيها فائدة كبيرة إذ إن إثمها أكبر من نفعها وإن كان المترجم حاول أن يسوغ هذه الطريقة بالحاجة لمساعدة الذين لا يستطيعون قراءة النص العربي. تفقد هذه الترجمة معلومات عن تاريخ التأليف والنشر سوى اسم الناشر أو الموزع هو دار أزلاو الإسلامية للنشر بمدينة إلورن. ومهما يكن من شيء فإن الترجمة تقع في 54 صفحة من الحجم المتوسط مقاسها (15 x20) سم يبلغ متوسط عدد أسطر كل صفحة 35 سطرا.
10- Al-Kurian Alaponle (Esu kan ti Atu si Ede Yoruba) (ترجمة معاني حزب واحد من القرآن الكريم). بقلم صالح باميديلى. الناشر: دار البلاغ للنشر بلاغوس نيجيريا بدون تاريخ. ضمت هذه الترجمة من محاسنها النصوص العربية للقرآن الكريم وكذلك الترجمة الصوتية (Transliteration) تقع الترجمة في 41 صفحة من الحجم الصغير مقاسها(12x16) سم. ويتراوح عدد أسطر كل صفحة بين 24و 31 سطرا.
11- ترجمة قام بها الحاج عبد السلام بولاجي -رحمه الله- ذلك الداعية المشهود له بالصلاح وطول الباع في مجال مناظرة النصارى وبيان بطلان عقيدتهم. لم أقف على هذه الترجمة لاندثارها أو لقلة انتشارها، وإنما وصلتنا الإشارة التي كان الشيخ آدم عبد الله الإلوري يذكرها عندما ينوِّه بأهمية التقويم والمراجعة والعمل الجماعي: ((ومن الجدير بالذكر هنا ما تقدم به الأخ الفاضل الحاج عبد السلام بولاجي؛ الذي سبق أن قام وحده بترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغة اليوربا…))( ).
12- القرآن المجيد جزآن (جزء تبارك) Al- Qur’an Majeed Ologo Julo Eesu Merin لصاحبه: الشيخ إسحاق أحمد، صدرت الطبعة الأولى عام 1425هـ/ 2004م من مكتبة مركز الدعوة الإسلامية وبمطبعة Abwas Printing Co بلاغوس. تقع هذه الترجمة في: 155 صفحة يتراوح عدد أسطر كل صفحة بين 25-30 سطرا، ومقاسها (12x 17)سم. هدف المترجم وراء القيام بهذا العمل- حسبما ذكر في المقدمة- هو إيجاد ترجمة ذات عقيدة سليمة، لأن معظم الترجمات السابقة علمانية الفكرة واستشراقية المزاج. لقد فاق المترجم غيره في أنه استفاد من مميزات سابقيه وابتعد عن هفواتهم، فضلا عن أنه تخصص في العلوم الشرعية من كلية الدعوة وأصول الدين من المنهل الصافي- الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، فاشتملت هذه النسخة على التقديم بين يدي السورة (Abawole si itumo surah) الذي فيه بيان أو شرح بمثابة الهوامش كلما دعت الحاجة إليه، ثم النص القرآني، ثم الترجمة الصوتية (Transliteration)، وتليها الترجمة بلسان اليوربا. وبهذه المميزات يحث القراء المترجم على إكمال الأجزاء الباقية كما وعد بذلك في المقدمة، إلا أنه يؤخذ عليه عدم وضع الرموز الصوتية التي تستحسن في الكتابات اليورباوية الحديثة.
يلاحظ ما جرت عليه عادة الناس اليوم من عدم الاهتمام بالقراءة، إما تكاسلا، و إما انشغالا عنها، أو جهلا، فاتخذ بعض العلماء منذ زمن ببلاد اليوربا فرصة حركة التسجيلات المسموعة والمرئية. فالأولى أقرب إلى الناس وأقلّ تكلفة عادة، فسجلوا عددا من المواعظ بموضوعات مختلفة ليستفيد منها المسلمون ولها أثرها الإيجابي وخاصة لدى العوام؛ فهناك محاولة تظهر في ترجمة معاني القرآن الكريم على هذه التسجيلات حتى أصبحت تنمو وتتطور وتشيع؛ فمجموعتان -حسب علمي- من هذا النوع قد أُعدّتا.
أ-تسجيل ترجمة معاني القرآن الكريم لصاحبه المهندس يحيى إبراهيم الذي يستوطن بريطانيا حاليا. تخصص المترجم في الهندسة الإلكترونية، وله إلمام باللغة العربية والدراسات الإسلامية، وتَرَأَّسَ الجمعية الطلابية الإسلامية بجامعة إلورن النيجيرية؛ وكان إماما بها لسنوات. أثرت توليته لهذه المهام الدينية في شخصيته فأصبح يقرأ القرآن الكريم في تسجيلات مسموعة على نمط قراءة بعض العلماء اليورباويين مجوّدة، ثم تطور أخيرا إلى أنه يقرأ النصوص العربية ثم تتلوها الترجمة الفورية بمعناها باللغة الإنجليزية ثم بلغة اليوربا فصدر منها بعض السور أمثال: يس، والواقعة، والملك، ثم جزء عم.
ب-تسجيل ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اليوربا؛ لصاحبه: الشيخ
عبد العزيز الندوي أولاولي بدماصي من ايرووا، ولاية أويو، نيجيريا. درس الليسانس بالهند والماجستير بالباكستان في الشريعة الإسلامية والتفسير والحديث. كان يتلو النصوص القرآنية بالعربية قارئ ويقرؤها الشيخ عبد العزيز بدماصي بمعانيها بلغة اليوربا. فقد قام بهذا العمل للقرآن الكريم كاملا وبصوت مناسب استغرق ثلاث سنوات وسجلت أخيراً في اسطوانات الحاسوب (CD) بهدف حمل معاني القرآن إلى من كان لسانه اليوربا. وبالجملة فإن المحاولات جديرة بالإشادة والتشجيع لأن ترجمة معاني القرآن الكريم بواسطة التسجيل يسوغها سهولة الاستماع إليه في كل مكان تقريبا، وتفيد العاملين في مكاتبهم، وأصحاب الحرف في ورشاتهم، والمزارعين في مزارعهم، والمسافرين في مراكبهم، فيكون الحديث: ((بلغوا عني ولو آية…)) مطبقا في النهاية.
إن هذه الترجمات تحتاج إلى المراجعة من فرد أو جماعة غير من قام بتلك الترجمات والتصحيح والتدقيق من وقت لآخر؛ لأنه عمل بشر ويعتريه ما يعتري البشر أنفسهم، وتحتاج إلى تصحيح الجوانب العقدية والفقهية واللغوية والفنية. وكذلك الحرص على وضع النصوص القرآنية بالعربية بجانب كل ترجمة مع الاهتمام بوضع الرموز الصوتية التي تميز اليوربا عن غيرها؛ لأنها لغة تنغيمية( ).

الفصل الثاني: المترجم إليجا كولا أكنلادي ووصف ترجمته
المبحث الأول: ترجمة حياة المترجم
ولد القسيس أيليجا كولا أكنلادي عام 1924م بمدينة أييتورو بولاية أوغن في الجنوب الغربي من نيجيريا، من أسرة نصرانية من فرقة شهود يهوى (Jehovah Witness) فدرس التعليم الابتدائي من مدرسة القديس بولس الابتدائية الكنسية بين 1933م و1938م، وبها انقطع عن التقدم في الدراسة لفقر أبويه، إلا أن نهمه الشديد وطموحه العالي حملاه لينجح في الامتحان الثانوي الخارجي الخصوصي عام 1945م( ).
نشأ القسيس أكنلادي وترعرع تحت كفالة والديه مزارعًا ثم ارتحل إلى مدينة أبيوكوتا -عاصمة ولاية أوغن حاليا- حيث تعلم الطباعة والنشر، فأصبح يزاول عملا يشبه المحاماة، ثم عمل موظفا في بعض المؤسسات الحكومية أمثال وزارة الزراعة بمدينة إبادن -عاصمة ولاية أويو، ومكتب محافظة إيكيجا بلاغوس- عاصمة نيجيريا سابقا، إلى أن تقاعد سنة 1976م.
اكتسب القسيس أكنلادي مهارة الكتابة فالتأليف نتيجة حبه للقراءة الجادة الدؤوبة التي اعتادها أيام المرحلة الابتدائية في المدرسة وولوعه بتلاوة الكتاب المقدس لدى النصارى لأنه كان ممن يختار ليقرأها في الكنيسة. ومما تجدر الإشارة إليه أن عمله لم يمنعه عن التأليف المتواصل؛ لقد ألّف أكنلادي أكثر من ثلاثين كتاباً في الآداب اليورباوية من المسرحيات وغيرها. ثم كتب أخرى باللغة الإنجليزية طبعت كلها ونشرت، كان أولها ((Atinga Yakaru)) وآخرها نشر عام 2004م. ومن جملة مؤلفاته: ((من قتل ابن الملك؟)) ((Talopa Omo Oba?))، ((مكسب الدم)) ((Owo Eje))، ((الكارثة في دار القمار)) ((((Agbako N’ile Tete، ((حياة الأسقف أجي كرودا)) ((Bishop Ajayi Crowder))، ((إبراهيم خليل الله)) ((Abraham، The Friend of God))، ((أرض بلا متسول)) ((A Land without Beggar)) ( ).
ومن الجدير بالذكر أن مهارته الأدبية ونجابته العقلية وسيادته الكتابية أعطته فرصة تعيينه رئيسا لجمعية كُتاب المسرحيات باليوربا عام 1994م. كان أكنلادي محبا للسفر ثم تفرغ للكتابة والتأليف بعد تقاعده واقتنع بعائده البخس( ). أضاف أكنلادي إلى مهارة التأليف انشغاله بنشر الدعاية التنصيرية وامتلك إمكانات هائلة لها حسب ما وردنا. تضاربت الأخبار -إلى حين إخراج هذا البحث– عن مصير القسيس أكنلادي هل توفي أم لا يزال حياًّ يُرْزق.

المبحث الثاني: بيئة المترجم: اليوربا قبيلة ولغة
تقع بلاد اليوربا في منتصف الخط السادس إلى التاسع وتمتد إلى الخط العاشر، يعني ذلك أنها تقع في أقصى القسم الشمالي من المنطقة الاستوائية، وتقدر مساحتها بنحو سبعين ألف ميل مربعاً. كانت البلاد كتلة واحدة واسعة النطاق ومترامية الأطراف قبل أن تطأها أقدام المستعمرين الذين تكالبوا عليها من الطرف الغربي حتى قسموها قسمين عام 1898م، فقسم وقع تحت الاستعمار الفرنسي، وقسم آخر- وكان أكبر- وقع بيد الاستعمار الإنجليزي. تمزقت البلاد منذئذ وأصبح الجزء الواقع في نيجيريا اليوم تحده من الجهة الغربية جمهورية بنين، وعاشت بلاد اليوربا مع بقية مناطق نيجيريا في يد الاستعمار الغاشم حتى نالت استقلالها عام 1960م( ).
تقع لغة اليوربا من فصيلة كوا نيجر كنغو في تصنيف غرنبيرغ (Greenberg) لفصائل لغات إفريقيا. وتمثل اليوربا ثالثة ثلاث اللغات النيجيرية الرئيسة، ويفوق عدد المحدثين باليوربا ثلاثين مليونا، معظمهم في الجنوب الغربي من نيجيريا من ولايات لاغوس، وأويو، وأوغن، وأوندو، وإيكيتي، وكوارا، وكوغى، وغيرهم في جمهورية بنين، وتوغو، وغانا. وتستخدم اليوربا كلغة دينية في البرازيل وكوبا ( ).

دخول الإسلام بلاد اليوربا
يقدر تاريخ دخول الإسلام بلاد اليوربا بالقرن الثالث عشر الميلادي بواسطة أهل البرنو ومالي. إذ عرف تاريخيا أن بني أمية التجاؤوا إلى بلاد البرنو فراراً من بطش العباسيين في القرن الثامن الميلادي( ). فاليوربويون أنفسهم كانوا ولا يزالون يعدون الإسلام من الأديان السابقة بل القديمة، التي توارثوها من أجدادهم جيلا بعد جيل، ويعبرون عن ذلك بقولهم الشهير:
((Aye la ba ifa، aye laba imole، osan gangan ni Igbagbo wole de)) (ألفينا دين إيفا وإمالي (الإسلام) كليهما في الدنيا ثم دخلت النصرانية علينا في رائعة النهار( ). يقرر هذا القول أن الإسلام كان معهم في بلاد اليوربا منذ زمن قديم، وأن النصرانية كانت حديثة العهد عندهم. كان دخول الإسلام إلى هذه البلاد عن طريق التجار والعلماء الوعاظ والشيوخ الذين قاوموا الكفرة والكهان( ).
دخول اللغة العربية بلاد اليوربا
إذا دخل الإسلام بلادا اصطحب معه اللغة العربية فتمكنت بلسان أهله. كذلك كانت الحال ببلاد اليوربا إذ عكف أهلها على تعلم اللغة العربية من القرآن وعلومه ومن الحديث وفقهه... وأنفقوا في سبيلها النفس والنفيس، وسافروا إلى القرى والمدن المختلفة لنشر ثقافتها أو لتلقيها والاغتراف من معينها العذب الصافي عند العلماء النازحين أو المقيمين. تتابعت جهود علماء بلاد اليوربا في خدمة اللغة العربية بإنشاء مدارس قرآنية ومدارس أهلية تقوم بتدريس اللغة العربية، وفقا لرغبة المسلمين الشديدة في تعلم اللغة العربية، بل في التعصب لها وكراهية المسلمين إرسال أبنائهم إلى غيرها من المدارس الحكومية الإنجليزية، خوفا من وقوع هؤلاء الأبناء في هوة التنصير( ).
بدخول الإسلام قديما إلى ديار اليوربا تكاثرت كلمات عربية دخيلة في اليوربا وامتزجت بها امتزاج الراح بالماء حتى لا تكاد تُجحد بيوربويتها أمثال:
الكلمة اليورباوية الكلمة بالحروف اللاتينية معنى الكلمة باللغة العربية
هوادة Awada هوادة

البصا Alubosa البصل

بلسي Bilisi إبليس
أليب Alebu العيب
الأفيا Alafia العافية
سَبَبِي Sababi سبب
كدر Kadara قدر
المري Alamori الأمر

أنين Aniyan النية

مكرور Makaruru مكروه( )

ولا يكاد ينقضي منتصف القرن العشرين حتى كثر العلماء ببلاد اليوربا وتكاثرت مؤلفاتهم وتوسعت الثقافات العربية. درس بعضهم الدراسات الجامعية في تخصص اللغة العربية والدراسات الإسلامية داخل نيجيريا وخارجها. أما اليوم فقد بلغ شأن اللغة العربية لدى اليوربا شأو العلا وأصبح أصحابها أعلاما على رؤوسهم نار، تبوأ عدد كبير منهم الطليعة في المناصب الحكومية. كثرت المدارس العربية المنهجية ولم تمح المدارس التقليدية لدورها في دفع عجلة اللغة العربية إلى الأمام.
ومن الجدير بالذكر أن علماء اليوربا الأوائل بذلوا جهودا مشكورة في إيجاد رموز يعبرون بها عما يجري في ضمائرهم فاخترعوا ما سموه بالعجمي (وهو استخدام الحروف العربية في كتابة اليوربا)، تلك المحاولة التي سبقت كتابة اليوربا بالحروف اللاتينية الشائعة اليوم إلا أن العجمي هذا يحتاج إلى مهارات لغوية حديثة ليواكب الحضارة وليتصف بالدقة والبراعة. لأنه إذا قُنِّنَ فَسَيُسَاعِدُ في إخراج بعض تراث مسلمي اليوربا من العقاقير والأعشاب الطبية وغيرهما من عالم المحفوظات المهجورة إلى عالم المطبوعات، كما يساعد في حمل بعض الأفكار الإسلامية إلى من يتقنه -العجمي- من الشعر والنثر، وبخاصة الكبار منهم، أو كل من يصعب عليه تعلم اللغة العربية قبل وعي التعاليم الإسلامية الضرورية ولا يملك أية لغة أخرى سوى لغة الأم.
أما كتابة اليوربا بالحروف اللاتينية فقد بلغت مجدها. ويرجع تاريخ طلوع أول محاولة لها إلى يد الأسقف أجي كرودا( ) 1852م، ثم تتابعت المحاولات حتى ساعدت (Unesco)( ) في انعقاد اجتماعات وندوات لصياغتها ثم تعليمها حتى ترسخت قدماها وقويت فأصبحت منتشرة ومعروفة ومألوفة وكتبت بها ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اليوربا منذ أولها عام 1924م حتى أحدثها التي طبعت هذه السنة 2005م كما أسلفنا.

المبحث الثالث: وصف نسخة الكتاب، وموارد أكنلادي وهدفه من الترجمة
تـحمل ترجـمة القسيـس. أكـنلادي عنـوان:
Itumo Al-Kurani L’ede Yoruba lati Owo E. K. Akinlade ((معنى القرآن في لغة اليوربا)) من إ. كي. أكنلادي. نشره الإخوان النقباء بلاغوس، (Brotherhood Publication Syndicate) وطبعته مطبعة ككستون لغرب إفريقيا إبادن، Caxton Press West Africa Ltd.، Ibadan.، وذلك عام 1965م، الموافق 1385هـ. تحتوي هذه النسخة على 467 صفحة من الحجم المتوسط يتراوح عدد أسطر كل صفحة بين 37 و40 سطرا ومقاسها (14x 8) سوى صفحات ثمان تحمل العنوان وما يتعلق به من الناشر وعنوانه ثم المطبعة وعنوانها. وكانت الصفحات الباقية للفهرس. حيث رتب السور حسب صفحاتها في النسخة يذكر معنى السورة بلغة اليوربا ومحل نزولها مكة أو المدينة فيقول مثلا: في بداية ترجمته لسورة طه (Sura 20 ti Idakeje Makkah) أي: سـورة: 20 للسكوت ! مكيـة. وفي بداية ترجـمته لسـورة يس: Sura 36، Suratu Ya’sin (Iwo Enia) Mekka.. بمعنى: سورة: 36 يس (يا إنسان) مكية. في بداية سورة الفاتحة: (Sura 1 ((Ibere iwe))) Mekka. بمعنى سورة: 1 بداية الكتاب مكية ( ). هكذا فعل في جميع السور القرآنية المائة والأربع عشرة. تتصف هذه النسخة بالوضوح وهي بدون أي خطأ مطبعي مع مرور أكثر من أربعين سنة على طباعتها.
يتعرض عمل المترجم للانتقاد دائما وقليل من الامتداح على غرار هذا يقول يوجين نيدا: ((فإن مهمة المترجم مهمة صعبة في الأساس ومهمة لا يُشكر عليها في أغلب الأحيان. فإذا ارتكب غلطة انتقد بشدة ولكنه لا يمتدح سوى امتداح تافه عند ما ينجح في عمله، إذ غالبا ما يفترض أنّ أي شخص يعرف لغتين ينبغي أن يكون قادرا على فعل ما يفعله المترجم الذي عانى ليلد نصًّا لغويًّا))( ). وإذا كانت الترجمة من الكتب المهمة فالانتقاد أقوى، وما بالك بترجمة معاني كلام الله تعالى؛ القرآن الكريم، يراعى في صياغتها أساليب تتناسب مع جميع الأجيال الحالية ورُبّما القادمة.
ثقافة المترجم
يتصف القسيس أكنلادي بغزارة الثقافة وكثرة الاطلاع. لقد ذكرنا أنّه مؤلف للكتب الأدبية اليورباوية المتعددة. ومكانته في الكتابة والتأليف في ذلك الوقت يشهد له هذا بنجابته، فضلا عن ترجمته لمعاني القرآن الكريم التي تتصف من حيث الأداء بالإتقان وسلاسة العبارة ومتانة الأسلوب. وهناك أول ما يبحث عنه في شخصية المترجم: مدى إتقانه للغة المصدر ومدى معرفته بلغة المتلقي( ). أما لغة المصدر بالنسبة للقسيس أكنلادي فهي اللغة العربية -فالمترجم جاهل بها، ولهذا أثره السلبي على ترجمته فيحذف بعض الآيات- خطأ وجهلا إن لم يكن عمدا. -لقد حذف الآية الأولى من سورة البقرة فيبدأ بالآية الثانية وجعلها هي الأولى( ). والآية (الم) موجودة في المصاحف- فأثبت أمثالها من فواتح السور في سور أخرى أمثال سورة هود وطه. وأدخل بعض الآيات في بعضها؛ حيث أدمج الآية 26 في 27 في سورة يوسف ﮋ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ * ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﮊ( ) وكذلك فعل في آخر الآية 157 من سورة النساء حيث أدمجها في الآية: 158 وهي: ﮋ ﮒ ﮓ ﮔ * ﮖ ﮗ ﮘ ﮊ [النساء: ١٥٧ – ١٥٨]. ثم جزّأ الآية إلى آيتين في سورة يوسف: الآية:28 ﮋ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ / ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﮊ [يوسف: ٢٨]( ) وكذلك فعل في الآية: 257 من سورة البقرة فجزأها إلى آيتين
ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ... ﭩ ﭪ ﭫ ﮊ [البقرة: ٢٥٧]( ).
فهذه الأمثلة وردت بالكثرة في ترجمة أكنلادي إذ يجهل اللغة العربية فمصادره محدودة جدا. بينما لا يوجد من يقوم بترجمة من جملة ترجمات معاني القرآن الكريم إلا أنه وصل في تعلمه ودراسته للغة العربية والعلوم الإسلامية مرحلة تؤهله للاستفادة من مصادر اللغة العربية والعلوم الإسلامية ولاسيما كتب التفاسير المختلفة للوصول إلى المعنى الذي يراه صحيحا وملائما. ويوجد من بين هؤلاء المترجمين من هم دون هؤلاء من حيث اكتسابهم للعلوم العربية والإسلامية لا تتجاوز ما تعلموه في الكتاتيب أو المدارس فليس لأمثال هؤلاء إلا أن يعتمدوا على القليل هذا إذ لا يستطيع أحد أن يترجم من فراغ( ) أو يستندوا إلى طرق أخرى كالترجمات السابقة سواء بلغة اليوربا أو لغات أخرى كالإنجليزية.
ومهما يكن من شيء فلقد امتاز أكنلادي بكونه ترجم إلى لغته الأصلية أو ما يسمى بلغة الأم فهذا بلا شك ميزة له إذ يتقن هذه اللغة تحدثا وكتابة ثم يملك المهارة في قواعدها وآدابها، فالظاهرة انفردت بها ترجمة القسيس أكنلادي وحدها دون من قبله -فيما نعلم- ولا من بعده. أعني أن يقوم أحدٌ بترجمة معاني القرآن الكريم أو غيره من الكتب في لغة اليوربا بهذا المستوى من حيث رقي الأسلوب واللغة. فعلى هذا يعيب البروفيسور أبو بكر على أعمال بعض المترجمين لمعاني القرآن الكريم إلى اليوربا أنهم ينتهزون فرصة كون اللغة المترجم إليها لغة أمهم فحسب لا أقل ولا أكثر. حيث إن أغلب مترجمي معاني القرآن الكريم وبخاصة إلى لغة اليوربا قد عدوا عملية الترجمة حرفة أكثر من كونها علما أو فنا له ضوابط وقواعد معينة. أما بخصوص المترجمين إلى لغة اليوربا فقد لحظ أنهم لا يعدّون من أهل العلم بلغة اليوربا بوصفها علما أو فنا، فغاية ما هنالك أنهم استفادوا من كون اللغة هي لسان أمهم، أو لغتهم الأصلية( ).
تبدو ترجمته من حيث الأداء اللغوي بالبراعة العالية وبالحذق والتمكن، وأشهد على ذلك ترجمته لقوله تعالى في سورة النور آخر الآية:32 ﮋ ﭡ ﭢ ﭣ ﮊ Allah ni Onibu Ore ati Olumo ( ) فكلمة Onibu Ore مناسبة جدا لكلمة (واسع) ولم يستطع غيره من المترجمين أن يأتوا بمثله، فكلمة (Olugbaye) التي استخدمها غيره لا تقارن بها. وكذلك الشأن في الآية الرابعة والعشرين من سورة يوسف في قوله تعالى: ﮋ... ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ... ﮊ (Bayini Awa gbe ibi ati ibaje fooru)( ) بينما يترجمها غيره( ) KI ale ba seri aburu kuro fun u ati iwa aimo فلفظ (fooru) من أكنلادي أحسن وأطيب وألين من (seri) لدى غيره.
لابد أن يستند أي عمل علمي مثل هذا إلى مصادر ومراجع معينة، سواء ذكرها، المؤلف أم لم يذكرها. فالسؤال الذي يطرح نفسه هو ما موارد ترجمة القسيس أكنلادي؟ فالمصدر الأساس لمترجمي معاني القرآن الكريم إلى لغات أخرى لا تخلو من كتب التفاسير المختلفة ولمن يتقن اللغة العربية أما بالنسبة للقسيس أكنلادي فمصادره تحتمل أن تكون:
1- الترجمات السابقة باللغة الإنجليزية
ترجمات معاني القرآن الكريم باللغة الإنجليزية كانت بين 1649م و1688م المنقولة من الترجمة الفرنسية، وأما المنقولة من النص العربي المنـزل مباشرة فكانت على يد المستشرق جورج سيل عام 1734م، ومن وسط إسلامي: عبد الحكيم 1905م، ومرزا أبو الفضل 1911م، ومحمد علي 1916م، ومحمد مارماديوك بكتال 1930م، وهو مستشرق غربي أسلم فيما بعد( ).ومن المحتمل الكبير أن يعتمد القسيس أكنلادي على بعض هذه الترجمات، بل لقد صرح بذلك المستشرق الأستاذ الدكتور إسحاق أ. أوغنبي( ) أنه لقيه واعترف له أنه اعتمد أساسا على ((معنى القرآن العظيم)) لمارماديوك بكتال وترجمة جي داود لمعاني القرآن الكريم ومن معايب هذه الترجمة -كما سيأتي – عدم كتابة المقدمة و الخاتمة. لنستطيع أن نقف على هذا الأمر منه مباشرة.
2 -ترجمة كتاب النصارى المقدس (Bible) بلغة اليوربا
أثر هذه الترجمة يلمس بل يبرز في ترجمة أكنلادي مثلا عند ترجمته للآية الثالثة والأربعين في قوله تعالى: ﮋﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﮊ [يوسف: ٤٣] يترجمها: Oba Egypt si wipe زاد أكنلادي -كعادته- زيادة مستمدة من كتاب النصارى المقدس، أي (قال ملك مصر). الجملة المزادة استنتجها من مفهوم كتاب النصارى المقدس لقصة يوسف عليه السلام مع ملك مصر. أما تأثير كتاب النصارى المقدس في المعاني والأسماء فحدث ولا حرج، ففي المعاني يترجم ((تنـزيل)) في الآية الثانية من سورة فصلت (Ifihan) بمعنى (إظهار) وفي جميع الآيات القرآنية التي وردت فيها كلمة الصلاة يترجمها بـ(Adura) بمعنى (الدعاء) في سورة البقرة الآية: 1، 114 وسورة الإسراء الآية: 1 كما يترجم المسجد إلى (Tempili) بمعنى (صومعة) سورة البقرة الآية: 114 وسورة الجن الآية: 18.من المؤكّد أن أكنلادي أصرّ على هذا الاتجاه معانداً؛ لأنّ المسجد بمعنى (Tempili)( ) الخاص لدى النصارى وبخاصة في كنائسهم، وكلمة (Masalasi) تلك الكلمة التي دخلت اليوربا من اللغة الهاوساوية منذ وقت طويل هي المستعملة. ومما يضاف هنا أن الإسلام دخل بلاد اليوربا كما أسلفنا – قبل دخول النصرانية بحوالي ثلاثة قرون( ) أما عند ترجمته للأسماء ترجمة صوتية (Transliterations) فيترجم (يوسف) إلى (Josefu) بدلا من (Yusuf)، و (مريم) إلى (Maria) بدلا من (Maryam)، و(إبراهيم) إلى (Abrahamu) بدلا من (Ibrahim)، وأغرب من هذا كله هو ترجمة كلمة (النبي) بـ (Woli) بمعنى (ولي الله/حبيب الله) ( ).
هدفه من هذه الترجمة
لم يأت القسيس أكنلادي بمقدمة ولا بخاتمة حتى نقف على هدفه وغرضه من هذا العمل الجليل الذي قد كلّفه الكثير، لكن ضمنيا هدفه لا يختلف عن هدف غيره من المستشرقين السابقين له. أهو هدف اقتصادي؟ لا، نظرا للإقبال غير المشجع الذي تتلقاه الكتب اليورباوية بخاصة من قبل الطبقة المثقفة. أهو في صالح الإسلام والمسلمين أم لنشر الدعوة الإسلامية؟ كلا! فلقد قال الله عز وجل: ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﮊ [البقرة: ١٢٠] فالهدف بلا أدنى شك تنصيري استعماري تقف وراءه الهيئات التنصيرية العالمية لتحويل المسلمين عن دينهم إن استطاعوا، وأن يحرفوا كتاب الله تعالى؛ قال سبحانه وتعالى: ﮋﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮊ [البقرة: ١٠٩]( ) أو على الأقل بإضافة الانطباعات أو الآراء الخاصة التي تخرج النص عن جوهره وتفقده صورته. فماذا يتوقع من نصراني مشرك بالله تعالى وجاعله ثالث ثلاثة أن يقول عند ترجمة المجالات العقدية سوى التحريف أو التأويل ليناسب معتقده أو ميوله. وعند الترجمة لقوله تعالى: ﮋﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ... ﮊ [المائدة: ٧٢ ] والآية التي بعدها مباشرة: ﮋ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ... ﮊ [المائدة: ٧٣] احتال كثيرا كما سنبين ذلك في الجانب العقدي من نقد الترجمة. ونُسب إليه أنه وضع هذه الترجمة بقصد إفادة اليورباويين الذين يرغبون في معرفة ما حوته الآيات القرآنية( ).

الفصل الثالث: تقويم ترجمة المستشرق القسيس أكنلادي لمعاني القرآن الكريم
نحاول في هذا الفصل البيان بنقد هذه الترجمة في الجوانب المتعددة. فعلى الرغم مما تقدم من جودة أسلوب الترجمة ولغتها فإن الأخطاء العلمية الواردة فيها كثيرة، ولا تخلو صفحة من عدد من الأخطاء: العقدية والفقهية واللغوية والفنية وتأثير النصرانية... فنضرب بعض الأمثلة على هذه الجوانب المتعددة.
المبحث الأول: الجانب العقدي
يشكل الجانب العقدي القدح المعلى في الأمر، فإذا وردت الأخطاء فالأمر طبيعي؛ لأن هدفه ضمنيا تحريف العقيدة وتحويلها، بل وتجريد المؤمن من عقيدة العبودية لله سبحانه وتعالى. إذا وردت كلمة (عبد الله) فيترجمها بمعنى آخر بعيد كل البعد عن حقيقتها في سورة يوسف:24 ﮋﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮊ
((nitori onje okan ninu awon iranse wa oloto)) بمعنى مراسل أو رسول أو خادم مع أن الكلمة المناسبة كما استخدمها جميع المترجمين واعتاد المسلمون عليها هي كلمة (eru) أي (عبد). كذلك فعل في مطلع كل من سورة الإسراء والكهف ففي الإسراء: الآية الأولي: ﮋ... ﭓ ﭔ... ﮊ Omu Iranse re lo jade
وفي سورة الكهف: ﮋ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﮊ [الكهف: ١] eniti o ran iwe Al-Kurani sile fun Iranse re
حتى في سورة البقرة الآية: 178 ﮋ... ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ...ﮊ Ominira yoo ku fun ominira iranse yo ku fun iranse
والآيــة 186 ﮋﯩ ﯪ ﯫ ﯬ... ﮊ nigbati awon iranse mi ba bio lere nipa mi
وفي سورة الأنبياء الآية: 105 ﮋ... ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ... ﮊ Awon iranse ni awon olododo yio jogun aye
وكذلك الشأن في سورة المائدة: 118 ﮋ...ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ...ﮊ [المائدة: ١١٨]( ) bi Iwo ba je won niya iranse Re ni won.
أما ليدعم زعمه وغيره من النصارى تعدُّدَ الإله فذهب ليترجم (ولي) بـمعنى (الأب) (Baba) في قوله تعالى: ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ...ﮊ [البقرة: ٢٥٧] Allah ni baba awon to gbagbo.. وفي سورة آل عمران الآية: 68: ﮋﯬ ﯭ ﯮﮊ ترجمها على النمط نفسه ،Allah ni baba awon to gbagbo وهكذا في سورة أخرى مثل الشورى الآية: 9 ﮋ ﯣ ﯤ ﯥ... ﮊ فيترجمها: ((Allah nikan ni oluwa enia…)) لكن يلحظ أنه يفهم معنى الولي على (الناصر) وعلى أن كلمة (Baba) أي ((الأب)) تستخدم مع الله -تعالى الله عما يصفون- لأنه في بعض الآيات: يترجمها حينا على (الناصر) في مثل: الآية: 19 من سورة الجاثية ﮋ...ﯔ ﯕ ﯖ ﮊ Allah ni ore awon to beru Re. ومما ينبغي إظهاره هنا أن لفظ (Allah) يستخدم مكررا ليعني لفظ الجلالة فيسيء استعماله على غرار تعدد الإله في فكرة الثالوث النصراني ، أي الألوهية، والتثليث من الإله والمسيح وروح القدس، بما يسمونه في زعمهم ((وحدانية في تثليث و تثليث في وحدانية)). وذلك زعم باطل حكم الله تعالى بكفرهم جميعا إن لم ينتهوا عما يقولون ﮋ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮊ [المائدة: ٧٣]( ). فعند ترجمته لقوله تعالى: ﮋ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﮊ [آل عمران: ٦٧] فيقـول:
Buraimo kiise Ju tabi Kristian، sugbon igbagbo re jinle، onigbagbo toto sini،on kise okan ninu awonti nfi Allah kun Allah ( )
وخاصة في الشق الأخير أي الذين يتخذون (الله مع الله الآخر)! (awon ti nfi Allah kun Allah) فإله الأب وإله الابن وإله روح القدس يعبّر عنه هنا بينما لفظ الجلالة ((الله)) يتنـزه عن ذلك فالله هو الله الذي لا إله إلا هو ذو الأسماء الحسنى والصفات العلى.
وكذلك كّرر ذلك خلال هذه الترجمة المسمومة التي تضل الملايين من القراء لولا وجود البديل الصحيح فقد فعل الشيء نفسه في آيات أخرى. أي بجمع بين الله وإله آخر Nfi Allah miran pelu re.
وفي صفة ((الاستواء)) تخبط فيها تخبطا عشواء ، وهذا غير مستبعد لأن هذه الظاهرة ظاهرة التأويل والتحريف أو التعطيل موجودة لدى بعض المسلمين المترجمين إلى لغة اليوربا ففي ترجمة البروفيسور عبد القادر ورد في ترجمة ((الاستواء)) على (ofi idi agbara re mule sinsin sori ite) أي ((ثبت قوته على العرش)). وكذلك الشأن في الترجمة القاديانية. وأما ترجمة القسيس أكنلادي لقوله تعالى ﮋ... ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ... ﮊ [الفرقان: ٥٩] فقد ذهب بعيدا على تحويل المعنى ((وصعد إلى عرشه)) ((Osi gori ite re lo)) وكذلك في سورة الأعراف الآية: 54 ﮋ... ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ...ﮊ Ti osi gun ori ite أي ((وصعد إلى العرش)) فصعود الله تعالى إلى العرش معنى غير معنى الاستواء على العرش فهذا خطأ لغوي لأنه لم يترجمه على المعنى الصحيح فخطأ شرعي لأنه سبحانه وتعالى لم ينسب الصعود إلى نفسه في هذه الآية ولا في غيرها( ).. وليس لنا نحن المسلمين إلا أن نصف الله بما وصف به نفسه من غير زيادة ولا نقصان، فليس كما يفعل هؤلاء الكفرة في عدم تأدبهم مع الله سبحانه، لأنهم يصفونه بما يشاؤون.
وفي معنى آخر نستأصله من الجذور النصرانية ما ترجم به قوله سبحانه وتعالى: ﮋ... ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ... ﮊ [يونس: ٣] يونس الآية: 3 (onlo si ori itere lati joba ohun gbogbo) بمعنى ((ينطلق إلى عرشه ليصبح ملك كل شيء))! يختلف هذا المعنى تماما عن معاني ترجمات الباقين لأنه بعيد عن روح الإسلام. فقد فسر الآية على أن الله سيصبح ملك كل شيء بعد وصوله إلى عرشه أما قبل ذلك فكيف؟ حملا على زعمهم أن النبي عيسى عليه السلام سيصبح ملك الدنيا بعد عودته في آخر الزمان وإن كان هذا مخالفًا للشريعة والعقل، ولا ينـزل عيسى عليه السلام بشرع جديد وإنما يعمل بالشريعة المحمدية، ويكون من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم ( ).
وفي أماكن أخرى ترجم ((استوى)) بـ((جلس)) ففي سورة طه الآية: 5 ﮋ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮊ [طه: ٥]( ) Alanu ti o joko lori ite re فترجمة ((الاستواء)) بالصعود ثم الانطلاق والجلوس كلها أخطاء( )، أو خلل وافتراء على الله سبحانه وتعالى. فعدم كونه مسلما عالما بالشريعة هو السبب في وقوعه في آفة التعطيل والتأويل، لأن المترجمين المسلمين الآخرين لم يقعوا في أمثالها إلى هذا الحد. لأن الاستواء معلوم، والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة( ). ومما تحسن الإشارة إليه في هذا الصدد أن ترجمة مجمع الملك فهد تميّزت عن غيرها في هذا المجال أنه يستخدم التعبير: (Se petepere lori Al-Arasi) ليس لهذه النزجمة إلا الاستواء على العرش ومما يزيدها جمالا ورونقا وتوفيفا إشارتهم دائما بين قوسين عند ترجمتهم لهذه الآية (ni ona ti oto si) بمعنى: (كما يليق بجلاله).

المبحث الثاني: الجانب الفقهي (الشرعي)
دسّ القسيس أكنلادي سمه خلال ترجمته للقرآن الكريم في دسم القضايا الشرعية (الفقهية)، تلك الأمور الخطيرة التي تنبني عليه أمور المسلمين الدنيوية والأخروية
صرّح أكنلادي في مختتم الآية الأولى من سورة المائدة بعدم جواز أكل الصيد لمن يسافر إلى الحج عموما وليس كما ورد في الآية على أنه محرم وأنتم حرم، فقال في الآية: ﮋ... ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ...ﮊ [المائدة: ١].
((Sugbon eko gbodo jee nigbati eba inrin irin-ajo mimo losi Makkah))
((لكن لا تأكلوه عند رحلتكم المقدسة إلى مكة...)) وهذا المعنى بلا شك – يحرم أكل الصيد لمن يشد الرحال إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج عموما ولم يقتصر على المحرمين فقط!
استخدم أكنلادي كلمة ((غسل)) للتيمم في قوله تعالى من سورة النساء الآية: 43 ﮋ...ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ...ﮊ فيقول ((ki enyin fi yanrin mimo we oju ati owo yin…)) ((...اغسلوا وجوهكم وأيديكم بالتراب الطاهر...)).
من أثر هذا التضليل أن القارئين لهذه الترجمة يجادلون غيرهم بحجة من القرآن الكريم فيخطئ هو -القارئ- ويفتي غيره بالخطأ مع أن المسح يختلف عن الغسل. إذا كان هذا هو الأمر فكيف بالآية ﮋﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﮊ [المائدة: ٦] بطبيعة الحال ترجمها بمسح الرؤوس والأرجل فيقول :
((ki esi pa oriyin, ati ese yin titi de kokose…)) وهذا خلاف الصواب الذي عليه الأدلة المتضافرة من وجوب غسل الرجلين.
وكذلك يذهب القسيس أكنلادي فيفتي أن يصوم المسلمون في رمضان فقط دون غيره وذلك في مطلع الآية: 185 من سورة البقرة، وذلك عند قوله تعالى: ﮋﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ...ﮊ فيترجمه:
((Osu Ramadan ni ki ema fi gbawe, ninu Osu ti aso Kuran kale lati orun)).
((شهر رمضان هو الذي تصومون فيه، الشهر الذي أنزل القرآن فيه من السماء)) فكيف بصيام التطوع المسنون من ست شوال والأيام البيض ويومي الاثنين والخميس ويوم عرفة لمن لم يقف بعرفة وغيرها من أنواع الصيام التي وردت فيها النصوص الصريحة من السنة النبوية الشريفة؟ ومن قرأ هذا النوع من الترجمة فيصرّ على الاكتفاء برمضان فقط دون غيره، ألا يستدل في كلامه بهذه الآية؟ وبخاصة في هذا الزمان الذي يدّعي الجاهل العلم.

المبحث الثالث: الجانب اللغوي
يشكل الجانب اللغوي مسألة خطيرة لأنه هو العنصر الأساس الذي تنطوي عليه الترجمة من الرمز اللغوي والدلالة، يحتِّم ذلك على المترجم معرفة أوضاع اللغتين. المترجم منها والمترجم إليها، وكذلك معرفة أسالبيهما وخصائصهما، وقد يعبر عن الكلمة بجملة وبالعكس، وقد يقدم ويؤخر ثم يراعى ما يقابل في كلتا اللغتين. تمتاز اللغة العربية مثلا بالمثنى وضمائر المذكر والمؤنث وجمع الذكور والإناث. ولا ينسى المترجم أن حروف المعاني تغير معنى الفعل. كل هذا وذاك لم يكن في حال القسيس أكنلادي لأنه لم يترجم من اللغة العربية مباشرة وعدم معرفته للعربية مما جعله يتخبط في بعض المعاني. ولنضرب بعض الأمثلة على ذلك، يترجم القسيس أكنلادي بعض الكلمات بمعان بعيدة عن حقيقتها في مثل قوله تعالى: ﮋﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﮊ [النساء: ١] فترجم الآية هكذا Ki e bola fun awon obinrin ti won bi yin بمعنى (احترموا النساء اللاتى ولدنكم)! أهذا هو المعنى؟ فمعنى الأرحام واضح في اليوربا وله مقابل صريح. فجميع المترجمين المسلمين استخدموا لفظ okun- ebi وهو (الأرحام) أي واتقوا الأرحام أن تقطعوها ولكن بروها وصلوها( ). كذلك فعل الشيء نفسه مع كلمة ((يبايعون)) عند قوله تعالى ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ...ﮊ [الفتح: ١٠] فيقـول: (Ni toto awon to ba tuba fun o nwon tuba fun Allah) بمعنى (الذين تابوا إليك إنما يتوبون إلى الله) فالمعنى بعيد عن المعنى المقصود إذ المبايعة تختلف عن التوبة، فجهله وعدم وعيه بما يترجم ظاهر هنا.
جاء القسيس أكنلادي بمعان بعيدة عن المعاني القرآنية منها ترجمته لقول الله تعالى: ﮋ ﭥ ﭦ ﭧﮊ [النساء: ٢٨] حيث ترجم ضعيفا بمعنى مريضا (alailera). وفي سورة يوسف عند قوله تعالى: ﮋ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮊ [يوسف: ٢٥] فترجم الأهل هنا idile re بمعنى الأسرة الكاملة دون الزوجة. وكذلك في السورة نفسها عند الآية 51 ﮋﯵ ﯶ ﯷ ﮊ قال في ترجمة (امرأة العزيز) iyawo omo oba
(زوجة ابن الملك) بدلا من امرأة وزيره( ) ولعل رواية القصة في كتاب النصارى المقدس Bible جاءت على هذا المنوال. عندئذ قد تكون فكرته النصرانية هي السبب لأن الشيء نفسه قام به في سورة الناس عندما ترجم معنى قوله تعالى: ﮋ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮊ [الناس: ١] Wipe mo sadi Oluwa iran enia يقول: ((قل أعوذ برب نوع الإنسان))، هذا له جذور في الأناجيل فيقدم هذه الفكرة بمكر، ويبثها بحنكة من حيث يشعر المسلمون ومن حيث لا يشعرون. ومما يزيد الطين بلة في هذا الصدد أن القسيس أكنلادي يأتي بمعنى مضاد في مثل قوله تعالى: ﮋ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﮊ [البقرة: ٢١٤] فترجم معناه بقوله Iranlowo Allah Koi sunmo tosi بمعنى (إن نصر الله ليس قريبا) فلا نعلم ما يسوغ هذا سوى قصد التلبيس والتعمية والتحريش مع وضوح العبارة.
وفيما يتعلق بخصائص اللغة العربية وردت أخطاء جسيمة في:-
1 - الضمائر، ففي سورة النور الآية 31 التبس عليه الأمر كثيرا عندما ذكر الله سبحانه وتعالى الذكور الذين يباح للنساء أن يظهرن زينتهن لهم وبخاصة عند قوله تعالى ﮋ... ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ...ﮊ [النور: ٣١] حيث لا يفهم القارئ الحكم الشرعي المقصود في هذه الآية، فهذه تعمية وغموض من المترجم بسبب الأخطاء الواردة في الضمائر. كذلك في سورة يوسف بين الآيات 23-25 التبس عليه الأمر أيضا لولا أن تداركه باستخدام الأسماء الظاهرة محل الضمائر. هذا طبعا زيادة يحق أن يضعها بين قوسين لكن ذلك كله لم يفعل. ومن الأخطاء الواردة في جانب الضمائر ما وقع فيه أكنلادي في سورة الرحمن: الآية 50 عند قوله تعالى: ﮋ ﮂ ﮃ ﮄ ﮊ وكذلك الآية: 66 عند قوله تعالى: ﮋ ﯺ ﯻ ﯼﮊ ترجم الأولى بـ(Orisun si nsan ninu won) أي: ((فيهما عين تجري)). وترجم الثانية بـ((فيهما عين نضاخة)) بـ(Pelu orisun omi ti ntu jade). أنفسر الظاهرة بعدم الاهتمام من المترجم أم جهله وعدم معرفته لصيغة المثنى؟
2-ومن الخصائص العربية التي يجهلها المترجم وأثر في عمله هذا هو واو القسم، يقول في مطلع سورة الفجر: 1 ﮋ ﭑ ﮊ [الفجر: ١] (Nipa afemojumo) أي (عن الفجر)! وفي مطلع سورة الشمس ﮋﭑ ﭒﮊ [الشمس: ١] فيترجمها بـ (Nipa orun ati ita san imole re) أي (عن الشمس وضحها)! كذلك فعل في جميع السور التي تبدأ بواو القسم مثل سورة البروج وسورة الطارق وسورة الليل وسورة الضحى وسورة التين.
3- بعض جوانب بلاغة القرآن، مثل قوله تعالى في سورة المعارج الآية: 30 ﮋ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ...ﮊ حيث ترجمها بـ:
(Ati awon eru won ti nwon tifi owo otun won ra) بمعنى (والذين اشتروهم بأيديهم اليمنى) نقل المترجم الأسلوب العربي إلى لسان اليوربا وهذا مخالف لروح الترجمة المثالية، وهذا أيضا قليل نادر عنده إذ يعرف كيف يتعامل مع هذه الوجوه البلاغية لإتقانه للأساليب البلاغية اليورباوية، إذا قارناه مع غيره من المترجمين لمعاني القرآن الكريم في هذه الناحية فهو خيرهم إذ يفوقهم في هذا الجانب كثيرا. ولقد أحسن أكنلادي في مثل سورة البقرة: آية الكرسي:255 ﮋ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ... ﮊ ﮋ ﭥ ﭦ ﭧ ﮊ [مريم: ٤] ﮋ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮊ [الأعراف: ١٥٤].
4- معاني الألفاظ التي لا يوجد لها مقابل في اليوربا أو يندر، لا يحسن المترجم هذا الجانب وإنما يلجأ فرارا إلى استعماله في اللغة الإنجليزية أمثال: اللؤلؤ والمرجان في سورة الرحمن الآية 22 (بيال الصغير والكبير) والياقوت والمرجان في سورة الرحمن: 58 فقال (جاسنتن وبيال) بالإنجليزية مع أن مقابلها في اليوربا موجود ومعلوم وهما (Iyun ati segi). أما النخل في سورة الرحمن الآية: 21 و78 فسرهما بـ(شجرة الزيت) بدلا من التمور. وكذلك فعل في معاني (الرمان) في السورة نفسها الآية 68 (إستبرق) في الآية: 54 ﮋ ﯳ ﮊ الآية: 64 كلها في سورة الرحمن ترجمها بكلمات إنجليزية حينا ويخطئ في بعضها حينا آخر عندما يترجم (إستبرق) بـ(ثوب خفيف) (aso felefele) وعند غيره من المترجمين وخاصة في نسخة طبعة الرابطة ونسخة طبعة الملك فهد ترجموا الكلمة على(Aran ti onipan) أى: (ديباج غليظ) فهو على عكس ترجمة أكنلادي لها( ).

المبحث الرابع: الجانب الفني
يقصد بهذا الجانب الفني اعتبار الترجمة نفسها فناّ مستقلا. فالمترجم استحسن منه القيام بترجمته لمعاني القرآن الكريم بأسلوب أدبي رائع -كما أسلفنا- إلا أنه ينقصه بعض الأشياء منها:
1- مسألة وضع علامات المقاطع اللفظية التي تعتمد على النبرات الصوتية، إذ إن الكلمة الواحدة في لغة اليوربا قد تتعدد أوجه قراءتها وتؤدي إلى تعدد معانيها من غير إحداث أي تغيير في حروفها. ولوضع هذه العلامات على الكلمات اليورباوية أهمية وبخاصة في الكلمات المبهمة. إن المترجم القسيس أكنلادي يفقد عمله هذا وضع تلك الرموز الصوتية لأن شهرتها -هذه الرموز- لم تشع أيام ظهور هذه الترجمة، فأعماله الأدبية المتعددة التي ترى النور فيما بعد تتميز بوضع تلك الرموز، ومهما يكن من شيء فإن الترجمة التي بين أيدينا تُعاب لفقد هذا الجانب مما يسبب الصعوبة في فهم بعض الكلمات وفي الاهتداء إلى المقصود إلا بتكرارها وإعادة النظر فيها. وبخاصة عند استعماله لبعض الكلمات الغريبة لدى كثير من المعاصرين، وإن كان ورود مثل هذه الكلمات في عمله قليلا مثل: (ipaja) بمعنى الفلق ونحن اليوم نعتاد تعبير owuro kutukutu.
3- مسألة المراجعة والتقويم والتصحيح؛ إذا خضع أي عمل بني آدم للمراجعة والتقويم والتصحيح من شخص آخر أو مجموعة أخرى فسيكون أقرب إلى الصواب، فعمل أكنلادي عمل فردي -كما يبدو إذ ليس هناك مقدمة ولا خاتمة- لو خضع للمراجعة لتدارك بعض الظواهر كتلخيصه لبعض مالا يجوز فيه تلخيص وتعبيره أحيانا... نستشهد على أهمية هذه المراجعة بما صرح به الشيخ آدم عبد الله الإلوري -رحمه الله- سكرتير لجنة التصحيح والمراجعة لترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغة اليوربا (نسخة الرابطة عام 1393 / 1973م) حيث يشرح وجهة نظرهم تجاه الترجمات الموجودة حينذاك، ولماذا اختاروا تلكم التي قام بوضعها ومراجعتها مجموعة من الناس دون ما سواها، فقال ((ومن الجدير بالذكر هنا ما تقدم به الأخ الفاضل الحاج عبد السلام بولاجي، الذي سبق أن قام وحده بترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغة اليوربا. ومع تقديرنا لمواقفه المحمودة مع أهل الكتاب في المجادلة والمناظرة ، ومع تقديرنا لما قام به من ترجمة معاني القرآن الكريم، فإننا نرى أن ما تعاونت عليه الجماعة أفضل مما قام به فرد مهما أوتي من فهم وذكاء))( ).
3- مسألة كتابة المقدمة والخاتمة، إن المقدمة والخاتمة تشكلان جوانب مهمة في الكتابة من هذا النوع لأن بإحداهما أو بهما معا يفهم الدافع الأساس للعمل والعائد الذي يتوقعه( ) ومثيلاته السابقة، والصعوبات التي واجهها الكاتب أو الباحث. إن أكنلادي بخل علينا بعدم كتابة المقدمة والخاتمة فهذا فنيا عيب على المترجم لولا المقابلة الشخصية التي جرت بين المترجم وبين مستشرق آخر التي يستمد منها هدفه لما استطعنا أن ندرك أن هدفه وراء هذا العمل -حسب ما نسب إليه ظاهريا- توعية القراء اليورباويين الذين يرغبون في معرفة ما حوته الآيات القرآنية.
4- يلحظ فنيا على ترجمة أكنلادي عدم وضعه تعليقات تفسيرية لتوضيح بعض المعاني أو بشرح بعض الألفاظ ألبتة. ومما لاشك فيه أن هذه التعليقات نافعة جدا. وبدلا من وضع هذا بين القوسين أو في الهامش أو غيره وقع أكنلادي في إثم آخر وهو إضافة عبارات يحسبها القارئ أنها من ضمن الكلام المترجَم. ولا يخفى علينا ما لهذا من خطأ جسيم وإثم مبين عندما يضاف ما لم يقله الكاتب وكيف بكلام الله الذي لا يزاد حرف على كلامه ولا ينقص؟ فيذهب أكنلادي فيضيف. فأغرب من هذا أنه لا يضعه بين القوسين في مثل قوله تعالى: في سورة يوسف بداية الآية: 51 ﮋ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭ ﯮ... ﮊ (nigba ti ape obinrin na jo siwaju oba) بمعنى (فلما دعونا النساء أمام الملك... قال ما خطبكن) فالجملة الاعتراضية هذه كلها - أضافها أكنلاى، إنه فنيا إثم ودينيا جريمة يستحق بها صاحبها العقاب. إلا أنه لا عمل بلا هدف، فمن هدفه هنا ليقال: إن القرآن تختلف نُسَخُهُ كل نسخة عن الأخرى كما هي الحال في الأناجيل. وإلا فإنه لا ذنب بعد الكفر.
5- لا يراعي المترجم القسيس أكنلادي التجانس فيما يترجمه من الألفاظ التي تتكرر في عدة آيات وسور. عندما يترجم كلمة (الكتاب) ويعنى كتاب النصارى المقدس يترجمها بـ Iwe mimo بمعنى الكتاب المقدس ، و أما إذ كانت الإشارة إلى القرآن الكريم فمجرد (iwe) بمعنى الكتاب، وذلك في مثل: سورة البقرة: 13 وآل عمران: 69 و70 و71 والجاثية: 2 فهذه الظاهرة تبدو غريبا على القارئ ولو لم يكن مسلما.
6- يلحظ في هذه الترجمة محاولة الانحراف في فهم آيات التشريع، أو بعبارة أخرى: عدم المبالاة بالمصطلحات الإسلامية. في جميع آيات سور القرآن الكريم إذا ورد لفظ ((الصلاة)) يترجمها بـ ((الدعاء))، والسجود والركوع يترجمهما بمجرد الانحناء، والزكاة بمجرد الصدقة، ونبي بولي، ثم يذهب بعيدا في ترجمته لقوله تعالى: ﮋﮱ ﯓ ﯔ ﯕ...ﮊ [البقرة: ١٩٦] فقال: E rin irin- ajo si mekka، ati ibewo ibi mimo nitori ti Allah (سافروا إلى مكة وزيارة الأماكن المقدسة لله) تغاضى عن ذكر لفظ الحج، وكذلك العمرة ثم زاد في الآيات- كعادته- زيادة مستكرهة وهي (زيارة الأماكن المقدسة) التي لم ترد في الآية الكريمة.
7- ثمة مسألة أخرى ذات أهمية قصوى في هذا الصدد تتعلق بالاختصارات. فالمترجم ارتكب جريمة كبرى عندما يوجز في دلالات بعض الآيات القرآنية المكررة وذلك في سورة الرحمن ﮋﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮊ حيث كررها جل شأنه في هذه السورة إحدى وثلاثين مرة، فجاء المترجم فكررها اثنتي عشرة مرة كاملة ثم بعد ذلك يوجز في التسع عشرة الباقية عند ذكرها كاملة يقول (Ewo ninu awon ebun Allah ni enyin yio se?) وعند الإيجاز يقول: Ewo ninu بمعنى (فبأي)! هذه الظاهرة تلاعب بآيات القرآن الكريم، لا يتصرف المترجم الدقيق بزيادة أو نقصان في أي عمل من الأعمال المترجمة ولا سيما في الأعمال وذات البال مثل القرآن الكريم.
8- مسألة أخرى لها علاقة بفنية الموضوع هي ما يؤخذ على القسيس أكنلادي من ظاهرة الخلط بين آيات السورة، فيجزئ آية من آيات القرآن الكريم إلى آيتين اثنتين، وحينا يدمج الآيتين المتجانستين كأنها آية واحدة. في سورة يوسف مثلا دمج بين الآية السادسة والعشرين والآية السابعة والعشرين. ثم جزأ الآية السابعة والعشرين إلى آيتين. وأدمج آخر الآية 157 من سورة النساء مع الآية 158 ﮋ ﮒ ﮓ ﮔ * ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮊ. وأتى إلى سورة البقرة وجزأ الآية 178 إلى جزأين. كثرة ورود هذه الأخطاء في هذه الترجمة أثرت في عدد آيات سور القرآن وبصفة خاصة في السور الطويلة فآيات سورة البقرة عنده 287 بدلا من 286 المعروفة فقد حذف متعمدا الآية الأولى (الم) ثم يدمج بعض الآيات مع بعضها ثم يفصل بعض الآيات عن بقيتها. وآيات سورة النساء عند القسيس أكنلادي 177 وفي المصحف 176. سورة الأنعام عنده 166 آية بينما في المصحف 165، سورة يونس عنده 110 آية بينما هي في المصحف 109 آية... وهكذا دواليك. إن هذه الظاهرة بلا شك تعمية وإحداث البلبلة وليقال: إن القرآن الكريم يختلف من نسخة إلى نسخة أخرى، ومن طبعة إلى طبعة أخرى. أو بعبارة أخرى ليقال: إن القرآن الكريم تَعَدَّد، وفيه تعارض -حاش لله- كما يظهر ذلك في الأناجيل. علما بأن المترجم لم يضع النصوص القرآنية بالعربية بجانب ترجمته، فلولا ترجمات أخرى من المسلمين لتنوسيت أصول القرآن الكريم! تلك المكيدة التي خططوها للمسلمين، فأصول النصوص القرآنية بالعربية لا تزال كما نزلت منذ أربعة عشر قرنا -والحمد لله- فما على المسلمين إلا التمسك بكتابهم الوحيد الخالد ﮋ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮊ [الحجر: ٩].

الفصل الرابع: من جوانب دس السم في دسم ترجمته
المبحث الأول: تأثير نصرانيته في هذه الترجمة
يظهر أثر كونه نصرانيا في هذا العمل مع ما كلف نفسه من تعب شديد وحيلة مقننة ومكر دساس وحنكة مخططة لا يكاد يتصفح أي مسلم يرباوي واع صفحات ترجمة القسيس أكنلادي حتى يقول بجميع فيه: إنه عمل غير صالح، عمل يضعه غير مسلم. في العقيدة حاول المترجم أن يبث عقيدة التثليث في فكرة المتلقين عندما يقول في سورة البقرة: 257 ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ...ﮊ (Allah ni Baba awon to gbagbo) بمعنى (الله هو أبو الذين ءامنوا) كما فعل الشيء نفسه في سورة يونس: 3 ﮋ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ...ﮊ [يونس: ٣] فيترجمه على Lehin na o nlo si ori ite re lati joba ohun gbogbo) بمعنى (ثم ينطلق إلى عرشه ليصبح ملك كل شيء) كيف كان قبل انطلاقه إلى العرش؟
عند استعماله للألفاظ يحوّل الأسماء عن العرف السائد المألوف لدى المسلمين فمثلا يوسف يقول ((Josefu بدلا من (Yusuf) ومريم يقول(Maria) بدلا من (Maryam) ولقمان يقول (Lokimanu) بدلا من (Luqman) وأغرب من ذلك أنه يطلق (Woli) بمعنى ولي على (النبي) كلمة شريفة لدى المسلمين فهناك فرق بين ولي ونبي في الإسلام كذلك عند اليوربا، وهو تنقيص من مكانة النبي (Annabi). إن إطلاق أكنلادي (Adura) بمعنى الدعاء على الصلاة في جميع آيات سور القرآن الكريم تأثير نصراني واضح وكذلك لفظ (Iwe) (كتاب) على القرآن الكريم و (Iwe- mimo) على الكتاب الذي يريد به الكتاب المقدس لدى النصارى تأثرا بنصرانيته وإهانة للقرآن الكريم، فيترجم المسجد بـ (Tempili) (صومعة) ترجمة غريبة. فاللفظ البديل (Masalasi) مشهور وقريب إلى المتلقين وخاصة عند اليورباويين.
ومثلـه أيـضا ترجمة (بشيـر) بـ(Akede ihin rere) بدلا من (Oniro idunu) وترجمة (جهنم) بـ(Orun apadi) بدلا من (Jahanamo) بالتـرجمة الصوتية، وترجمة السجود بـ(Wole) أي (سقط) بدلا من (Ifori kanle). هناك تأثير نصرانيته الضالة في الآيتين الكريمتين اللتين كفر الله فيهما من اتخذ غير الله إلها من المسيح ابن مريم ومن سواه في سورة المائدة الآية: 72- 73 ﮋﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ* ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮊ يعرف القسيس أكنلادي بحنكته يقينا أن من مسك ترجمته فالآيتان من أولى الآيات التي تكشف عن موقفه من الإسلام وعقيدته الصافية فاحتال عند ترجمتهما بحيث لا يكتشف ذلك إلا من تفحص ودقق:
استخدم خلال ترجمة الآيتين لفظ (Keferi) بمعنى ((كفر)) ذلك اللفظ الذي لم يستخدمه إلا في الآيتين فقط خلال ترجمته للقرآن الكريم كاملا وإنما كان يستخدم دائما (Alaigbagbo) بالمعنى نفسه. لجأ أكنلادي إلى الكلمة الأولى لأنها شائعة عند المسلمين؛ ولسان الحال عنده يعني أنه كفر عندكم أيها المسلمون من اتخذ عيسى إلها وليس عندنا؛ لذلك لم يستخدم اللفظ المعتاد Alaigbagbo)) ثم كذلك عند آخر الآية الثانية ﮋ... ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮊ [المائدة: ٧٣].
(Bi awon ko ba si dekun iso be، iponju nla yio ba awon ti nse Alaigbagbo)
على معنى (و إن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا مصيبة عظيمة) (iponju nla) حيث ألغى (منهم) لئلا يرجع الضمير إلى النصارى الذين هو منهم! هكذا يختبئ ويختفي وراء الإبرة في القضايا التي تتعلق بكفران النصارى وضلالتهم.
تداخلات وملابسات في ترجمته
ظهرت تداخلات وملبسات كثيرة في هذه الترجمة ولا تكاد تتصفح صفحة واحدة حتى تبدو شفافة خطأ على خطأ كثيرا ما يلتبس عليه الأمر فيسيء فهم العبارة حينا يصرح بما لم يأمر به الله. ففي سورة البقرة يفتي القسيس أكنلادي في ترجمته بأن يقتصر صوم المسلمين على شهر رمضان فقط دون غيره عند قوله تعالى ﮋﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮊ [البقرة: ١٨٥] فيقـول (Osu Ramadan niki e ma fi gbawe، ninu osu ti a so Koran kale lati orun…) يعنى: (شهر رمضان هو الذي تصومون فيه الذي أنزل فيه القرآن من السماء...) نرى أثر سوء فهمه لمحتويات آيات القرآن الكريم ثم يقول بإنزال القرآن من السماء وهو ما لم يذكر في الآية. كذلك يزيد زيادات في ترجمته في قوله تعالى: ﮋﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﮊ [النساء: ٨] هنا في معنى ﮋ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﮊ [النساء: ٨] قال:
(Ki e pin die fun won، sugbon bi ogun na ba kere pupo، kie soro Itunu fun won)
(فارزقوهم قليلا، لكن إذا قلت التركة جدا وقولوا لهم قولا معروفا) فالزيادة هنا مخلة لا حاجة لها ولم يضعها بين قوسين: لأنها زيادة تترتب عليها أحكام شرعية أخرى. ولقد زاد في سورة يوسف زيادة فاحشة لا يصرح بمثلها القرآن ﮋ... ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ...ﮊ [يوسف: ٥١] فيترجمها بمعنى (Emi bebe ki oba mi sun…) (أنا روادته أن ينام معي (أن يجامعني)! هذه زيادة فيها فحش واستقباح.
ومن زيادات أخرى في سورة يوسف الآية: 36 في قوله تعالى: ﮋﯕ ﯖ ﯗ ﯘ...ﮊ.
(Awon odomokunrin meji ninu awon Iranse oba si wa ni ogba- ewon pelu re)
بمعنى (فتيان من جملة خدام الملك دخلوا السجن معه) وفي الآية نفسها عند قوله تعالى ﮋ ﯭ ﯮﮊ كلها زيادات من المترجم ما أنزل الله بها من سلطان ولم يجعلها بين قوسين ولا في الهوامش وإنما يدمجها في كلام الله سبحانه وتعالى -تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا-.
في قوله تعالى في سورة البقرة: 187 ﮋ... ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ...ﮊ يترجمها هكذا:
(E mase wole to won lo، sugbon ki e ma wa ni ibi isin ni gbagbogbo….)
على معنى: (ولا تباشروهن ولكن كونوا عاكفين في المساجد دائما) فهذه تعمية مغلظة يذكر في الآية نفسها أن الدخول على النساء ليالي رمضان مباح ثم يعود فيأمرهم بعدم مباشرتهن وإنما عليهم أن يلازموا أماكن عبادتهم جهلا بمضمون الآية التي تأمر الصائمين بعدم مباشرة نسائهن حالة كونهم معتكفين في المساجد.
تعمية وخطأ آخر في ترجمته للآية 31 من سورة النور ﮋ... ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ...ﮊ
(…Ki won masi seya itan joko Gbe kokose kan le ori kokose keji، lati fi ohun- oso won to farapamo han)
أي (ألا يظهرن أفخاذهن (بوضع كعب على كعب) لإبداء ما أخفيت من زينتهن فهذه الترجمة بلا شك تخالف مضمون الآية فيضل بها كثيرا من الناس.

المبحث الثاني: من أخطار هذه الترجمة
نذكر ملخصا بعض أخطار هذه الترجمة:
1- تدس هذه الترجمة العقيدة العوجاء في نفوس المسلمين، فهناك عقائد باطلة تسربت إلى طبقة المثقفين بواسطة أمثال هذه الترجمات.
2- تسبب الانحراف في فهم آيات التشريع وعدم الاهتمام بالمصطلحات الإسلامية، حيث تبعد عن استعمال ألفاظ الصلاة والزكاة والعمرة وغيرها.
3- تبث الكلمات النصرانية الإنجيلية في أوساط المسلمين مثل:
Woli، Angeli، Adura، Emi mimo، Orun apadi، Akede ihinrere.
4- تغوي القراء أن عدد آيات كل سورة في مصحف يختلف عما في مصحف آخر حيث يدمج بعض الآيات في بعض ويجزئ آية إلى آيتين أو أكثر.
5- تدخل كلام الله سبحانه وتعالى في كلام المترجم من دون وضع كلام البشر بين قوسين أو في الهوامش.
6- تتصرف في حذف بعض التعبيرات المكررة في سورة الرحمن ﮋ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮊ لعدم فهم المترجم لبلاغة القرآن الكريم وحَذَفَ كذلك الآية الأولى من سورة البقرة.
7- تضل القراء بخلط المعاني القرآنية بعضها مع بعض، وتقصر في حمل مدلولات الوحي على الوجه الصحيح، فيزيد وينقص ويسيء ويفسد ويبطل.

الخاتمة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وفي مختتم جولتنا مع هذا البحث المختصر عن ((القسيس إيليجا كولا أكنلادي ومنهجه في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اليوربا)) نشير إلى أهم النتائج التي توصلنا إليها بفضل الله في هذا العمل:
أولا- أن الاستشراق يطلق على ما يبحث عن الشرق وشؤون الشرقيين وثقافتهم وتاريخهم، وأنه جزء من المخطط الصهيوني الصليـبي لمحاربة الإسلام متكاتفا مع الاستعمار والتنصير.
ثانيا- أن المستشرقين اقتنعوا بأن لا سبيل إلى محاربة المسلمين بقوة السلاح وإنما بحرب قوة الكلمة عبر التشكيك في صحة القرآن والطعن في شخصية الرسول وأنشؤوا الجمعيات والمجلات ونظموا المؤتمرات وألفوا ما فاق على سبعين ألف كتاب، فأغلبهم متعصبون ولا ينفك منصفوهم من تأثير ثقافتهم وعقائدهم.
ثالثا- أن فضل السبق لعلماء المشرقيات من الألمان على غيرهم من المستشرقين في خدمة القرآن الكريم.
وبغرض التنصير وغرس الشكوك في قلوب الضعفاء من المسلمين قام المستشرقون بترجمة القرآن الكريم إلى لغات متعددة من اللاتينية والإنجليزية والفرنسية وغيرها مشتملة على أخطاء فاحشة نتيجة جهلهم بالعربية لقلة علمهم بمدلول العربية وحدوث التداخل اللغوي.
رابعا- أن العرب يقدرون أهمية الترجمة منذ عصورهم القديمة إذ نقلوا معارف الأمم الأخرى منذ جاهليتهم من اليونان والفرس والهند وأن العلماء بأغلبيتهم يجيزون ترجمة معاني القرآن الكريم -وليس ترجمة للقرآن نفسه ولن تكون الترجمة بديلا للنصوص القرآنية بالعربية- تحقيقا لتبليغه للناس ومستوفيا لشروط منها: أن يكون المترجم عالما باللغتين؛ المترجم منها والمترجم إليها، وأن يكتب النصوص القرآنية العربية بجانب الترجمة.
خامسا- أن الترجمة الشفهية لمعاني القرآن الكريم بلغة اليوربا تمكنت وبفترة طويلة وسبقت الترجمة المكتوبة التي شاعت وتطورت اليوم وبلغت اثنتي عشرة ترجمة، صدر أولها عام 1344 هـ/ 1924م وآخرها 1425هـ / 2004م دون مسجلتين أُّخْرَييْن في الشرائط المسموعة.
سادسا- أن اليورباويين الذين يصل عددهم ثلاثين مليون نسمة أغلبهم مسلمون فقام المستشرق القسيس أكنلادي من الأقلية بترجمة قرآنهم إلى لغتهم ولغته أسوة بإخوانه في الغرب بهدف التنصير ولخصوبة لغة اليوربا التي برع فيها المستشرق القسيس أكنلادي وكتب بها ما لا يقل عن ثلاثين كتابا، معظمها في الآداب اليورباوية ومسرحيتها، وأخرى بالإنجليزية.
سابعا- أن نسخة الترجمة المدروسة في البحث تتصف بالجودة من حيث الطباعة واستعمال التعبيرات والتمكن اللغوي، وأن موارده الترجمة الإنجليزية السابقة وبهدف تحريف كلام الله.
ثامنا- أن ترجمة المستشرق القسيس أكنلادي تحفل بأخطاء مختلفة تستحق الانتباه والاستدراك، من أهمها: دس العقيدة العوجاء كتأويل بعض صفات الله وتبديلها بعقيدة التثليث، وتحريف بعض الأحكام الشرعية بتحريم الحلال وتحليل الحرام، وبث المصطلحات النصرانية الإنجيلية في ساحة المسلمين والتقصير في فهم مدلول الآيات وخلو الترجمة من النصوص القرآنية بالعربية.
تاسعا- أن المستشرق القسيس أكنلادي تلاعب بآيات القرآن من حذفها وتجزئتها ودمج بعضها في بعض وإدخال كلامه في كلام الله بدون استعمال الهوامش ولا الإشارة، وأنه حقا لا أهلية له بهذا العمل فعمله سم في دسم، فهو عمل غير صالح.
عاشرا- أنه يجب تنبيه العامة على ترجمة المستشرق القسيس أكنلادي، كي يفرقوا بين الغث والسمين من بين الترجمات المنشورة، كما يجب نشر بيان بالأخطاء الواقعة في ترجمته عقديا وشرعيا وفنيا.
وأخيرا نقترح تشكيل لجنة لمراجعة نسخة مُجَمَّع الملك فهد كنسخة وحيدة تتميز بسمات كثيرة، وأن يتكوّن الأعضاء من أصحاب التخصصات الشرعية واللغوية واليورباوية... وأن يصدر مَجْمَع علماء بلاد اليوربا قرارا بمنع أي فرد غير مؤهل أو جماعة غير مؤهلة علميا بالقيام بترجمة معاني القرآن الكريم إلى اليوربا، ويحرم لغير المسلم أيا كان تخصصه أن يقوم بذلك، بل ويجرّم فعله إن أقدم عليه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ثبت المصادر والمراجع
أولا: ترجمات معاني القرآن الكريم بلغة اليوربا
1- ترجمة ((القرآن كاملا في لغة اليوربا)) Odidi Kurani Ni Ede Yoruba
للحاج أسامة إمام كوتا، مطبعة: Otun Printing Works Iwo،.
2- ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغة اليوربا، لعدد من علماء بلاد اليوربا. ط2، بيروت: الدار العربية للطباعة والنشر والتوزيع، 1397هـ.
3- ((القرآن ستون حزبا في لغة العرب مع ترجمته إلى لغة اليوربا))، Qur’an Ogota Esu ni Ede Arab ati Itumo re ni ede Yoruba للحاج عبد القادر أدي بلّو، مطبعة أدراليري إبادن نيجيريا. عام 1964م Adura Lere Printing، Works، Ibadan، Nigeria
4- القرآن العظيم (ثلاثة أحزاب مع الترجمة)، للحاج عبد العزيز لاحول. د.ط إلورن-نيجيريا: دار أزلاو الإسلامية للنشر، د.ت.
5- القرآن الكريم – الترجمة إلى لغة اليوربا، للبروفيسور ياسر عبد القادر. ط1، إجيبو أودي-نيجيريا: دار شيبوتيما للنشر، 1417هـ/1997م.
6- القرآن الكريم (ترجمة حزب واحد منه إلى لغة اليوربا)، لصالح باميديلي. د.ط. لاغوس: دار البلاغ للنشر، د.ت.
7- القرآن الكريم وترجمة معانيه إلى لغة اليوربا، لعدد من علماء بلاد اليوربا. ط1، المدينة المنوّرة: مجمع الملك فهدٍ لطباعة المصحف الشريف،1418هـ.
8- ((القرآن المقدّس)) باللغتين اليورباوية والعربية. (ترجمة القاديانية). ط3،باكستان وبريطانيا: دار الإسلام العالمية المحدودة للنشر، 1990م.
9- القرآن المجيد جزآن (جزء تبارك) Al- Qur’an Ologo Julo Eesu Merin: للشيخ إسحاق أحمد، الطبعة الأولى 1425هـ/ 2004م من دار نشر (مكتبة مركز الدعوة الإسلامية) وبمطبعة Abwas Printing Co بلاغوس.
10- ((معنى القرآن بلغة اليوربا))، ((Itumo Al-Kuran Li Ede Yoruba)) للقسّ إ.كي.أكنـلادي الناشـر: الإخوان النـقباء لاغوس (Brotherhood Publication Syndicate) مطبعة: ككستن لغرب إفريقيا بإبادن (Caxton Press West Africa Ltd Ibadan)، عام 1965م.
ثانيا: المصادر العربية:
1- أزهار الربا في أخبار بلاد اليوربا: مصطفى زغلول السنوسي، الطبعة الأولى 1407هـ/1987م طبع الكتاب بإشراف القسم الفني في مكتب مجلة الميز بيروت.
2- الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري د/ محمود حمدي زقزوق الطبعة الأولى، كتاب الأمة 1404 هـ.
3- الاستشراق والمستشرقون د/مصطفى السباعي، الطبعة الثانية، المكتب الإسلامي 1979م.
4- الاستشراق، إدوارد سعيد، ترجمة: كمال أبو ديب، مؤسسة الأبحاث العربية، بيروت.
5- الإسلام في نيجيريا والشيخ عثمان بن فودي: آدم عبد الله الإلوري، الطبعة الثانية، 1391هـ 1971م.
6- أشراط الساعة:يوسف بن عبد الله بن يوسف الوابل، دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع بالدمام المملكة العربية السعودية، الطبعة الثانية عشرة جمادى الأولى 1420هـ- 1999م.
7- أصل قبائل اليوربا والقبائل المجاورة لها في نيجيريا: آدم عبد الله الإلوري، الطبعة الثانية 1991م- 1412هـ مطابع الزهراء العربي، مدينة نصر بالقاهرة.
8- أضواء على الاستشراق: د. محمد عبد الفتاح عليان.
9- أضواء على البحث والمصادر: عبد الرحمن عميرة. دار الجليل، الطبعة الخامسة 1408هـ/1988م.
10- البحر المحيط في التفسير لمحمد بن يوسف الشهير بأبي حيّان الأندلسي الغرناطي (ت654-754). دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1412هـ / 1992م.
11- تاريخ حركة الاستشراق الدراسات العربية والإسلامية في أوروبا.
12- تفسير القرآن العظيم، لعماد الدين ابن كثير الدمشقي (ت 774)، القاهرة: دار إحياء الكتب العربية ، د.ت.
13- الثقافة الغربية في رعاية الشرق الأوسط د. جوزج سارطون ترجمة: د/ عمر فروخ، الطبعة الأولى، مكتبة المعارف بيروت، 1981م.
14- الجامع لأحكام القرآن، لأبي عبد الله محمد أحمد القرطبي (ت 67هـ).ط1-1 القاهرة دار الكتب المصرية، 1356هـ / 1937م.
15- شرح العقيدة الطحاوية للعلامة علي بن أبي العز الحنفي حققها: جمع من العلماء وخرج أحاديثها: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الرابعة، 1391هـ.
16- الصحاح في اللغة والعلوم: أبو نصر إسماعيل بن حمّاد الجوهري الفارابي، بتحقيق وضبط/شهاب الدين أبو عمر، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1418هـ 1998م.
17- صحيح البخاري/ مع فتح الباري للعلامة محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: الشيخ عبد العزيز بن باز، وترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي، وإخراج: محب الدين الخطيب، نشر رئاسة إدارات البحوث العلمية بالرياض.
18- الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي محمد البهي دار الفكر بيروت، 1972م.
19- قالوا عن الإسلام، إعداد د/ عماد الدين خليل، الطبعة الأولى 1412هـ- 1999م، الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
20- القاموس المحيط، لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادى (ت817هـ). ط 20، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1407 هـ/1987م.
21- القرآن والمستشرقون رواح لطفي جمعة القاهرة 1393هـ-1973.
22- القراءات في نظر المستشرقين والملحدين، للشيخ عبد الفتاح عبد الغني القاضي.
23- لسان العرب لابن منظر الإفريقي (711هـ) ط 2، بتحقيق: علي شبري، بيروت: دار الكتب العلمية. د.ت.
24- المدخل لدراسة الشريعة الإسلامية د / عبد الكريم زيدان، مؤسسة الرسالة، بيروت
25- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لمحمد فؤاد عبد الباقي. ط3، بيروت: دار الحديث، 1411هـ/1991م.
26- الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، إشراف وتخطيط ومراجعة: د/ مانع بن حماد الجهني الطبعة الثالثة /1418هـ. الناشر دار الندوة العالمية للشباب الإسلامي للطباعة والنشر والتوزيع.
27- نسيم الصبا في أخبار الإسلام وعلماء بلاد اليوربا: آدم عبد الله الإلوري، الطبعة الثانية دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1412هـ / 1992م.

ثالثا: الكتب الأجنبية:
1- ((Arabic- Yoruba Translation of the Qur'an: A Socio- Linguistic Perspective)) Isaac A. Ogunbiyi Journal of Qur'anic Studies، Volume 111، issue 1 2001، Centre of Islamic Studies، School of Oriental and African Studies، University of London.
2 –((Arabic –Yoruba Translation of the Qur'an in the Yoruba Speaking Areas of Nigeria)). Isaac A. Ogunbiyi. JARS vol. 5 (1988).
3 -History of Nigeria، Sir Alan Burns.
4 -Ifoju Imo Ibagbepo Awujo Wo ((Talo gbin gi oro.)) Ti Kola Akinlade Ko. Ehindero، Lawrence. Unpublished، Yoruba Unit، Dept. of Linguistics، Faculty of Arts، University of Ilorin.
5 -Ijinle Ede ati Litireso Yoruba: Olu Owolabi and Co، Iwe Kini
6 -Islam and Orientalism، by Maryam Jameelah، published by: Muhammad Yusuf Khan and Sons، Sunnat Nagar، Lahore (Pakistan).
7 -Kingdoms of the Yoruba: Robert s. Smith
8 -Linguistic and Non-Linguistic Aspect of Qur'an Translating to Yoruba. R. 'Deremi Abubakare. Germany: Hildeshiem، 1986.
9 –((Of Islam and Folklore: the Interaction of Two Cultures in Yoruba Popular Music The Coll. Review Vol. 3 Nos 1and 2 1987)).
10 -Onkowe ati Iwe- Kiko Alatinuda: Olatunji Opadotun. Atunse Kin-in- ni 2003، printed and published by Odumatt Press and Publishers، Oyo.
11 –((Sociolinguistic Implications of Arabic Learning among the Yoruba)) R.D. Abubakar، RELIGIONS: A Journal of the Nigerian Association for the Study of Religions، Vol. 10 (December 1980).
12 -The Encyclopedia Americana، International Edition. (Vol. 29، 1976)
13 -The Growth of Islam among the Yoruba 1841- 1908: Gbadamosi، T.G.O. (London Longman 1978).
14 -The History of the Yorubas: Samuel Johnson (Great Britain: 1976، eight edition).
15 -The Sublime Qur'an and Orientalism: Muhammad Khalifa، Longman، London and New York، 1983.
16 -Typological Classifications of Arabic and Yoruba، R.D Abubakar، JARS، University of Ilorin (December 1985)
17 -Yoruba Phonology، Olasope Oyedeji Oyelaran، September 1970.

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك