الجغرافيا تكتب التّاريخ: حصون خيبر

د: أليس كوراني
 
كانت غزوة خيبر إحدى المعارك الحاسمة مع اليهود في شبه الجزيرة العربية، وهي غزوة أدّت إلى تحوّل سياسي لصالح ميزان المسلمين، كما مهّدت لفتح مكّة.
وقد قرّر رسول الله صلّى الله عليه وآله تأديب اليهود لأنهم تآمروا عليه، وحاولوا مع المشركين القضاء على الدّين الجديد، فقاد النبيّ صلّى الله عليه وآله جيش المسلمين، وبعد كرّ وفرّ استمر قرابة شهر، دُكّت حصون خيبر، وتحققّ النصر على يد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بإجماع كلّ المؤرخين.

موقع خيبر الجغرافيّ والإداريّ والاقتصاديّ

خيبر اليوم محافظة إداريّة تابعة للمدينة المنوّرة، تقع إلى الشمال منها على بعد 170 كيلومترًا، بمحاذاة الطّريق الدّوليّة المؤدّية إلى تبوك وبلاد الشّام وتركيا، ويحدّها من الجنوب المدينة المنوّرة، ومن الشّمال محافظة تيماء وتبوك، ومن الشّرق منطقة حائل، ومن الغرب محافظة العلا. ترتفع عن سطح البحر 1173متراً. وتعدّ الآن محطّة مهمّة للحجّاج القادمين إلى المدينة من تلك البلاد، وهي إحدى محافظات المدينة الرئيسيّة، ففيها المركز الإداريّ والخدماتيّ، إلى جانب المراكز التّجاريّة المنتشرة على طول الطّريق الدوليّة المؤدّية إليها، لكن ما يشدّ الزائر إلى هذه المنطقة هو أطلال البلدة القديمة، أو ما يُسمّى محليّاً بخيبر القديمة، أو نخيل خيبر كما يقول عامة الناس.

يتكوّن سطح محافظة خيبر بصفة عامّة من الحرّات النّاشئة بفعل الثورات البركانيّة التي حدثت في عصور جيولوجيّة قديمة. ومنطقة خيبر عبارة عن منخفض واقع بين حافتي حرّة بركانيّة اشتهرت بنخيلها الممتاز، وبأرضها الخصبة التي غذّتها الينابيع والعيون، إذ تنتشر فيها العشرات من العيون الكبيرة والصغيرة دائمة الجريان التي تستغل في سقي واحات النخيل، منها: عين اللجيجة، وعين البركة، وعين عليّ.

أما السّدود، فتوجد العديد منها على الأودية التي ترفد وادي الغرس، وهو الوادي الرئيسي في خيبر، ويوجد على الغرس المذكور سدّ البنت المشهور أو سدّ القصيباء، وهو سدّ أثريّ بني في العصور الأولى من الإسلام، وهناك أيضاً سدّ الحصيد وقد جُدّد ترميمه، كما أنّ هناك آثاراً لسدود قديمة على أودية السمنة وهدنة والحلحال والزّيديّة.

بعد صدور نظام المناطق في عهد الملك فهد بن عبد العزيز سنة 1402هـ، أصبحت خيبر محافظة تابعة لإمارة المدينة ويتبعها أربعة مراكز هي: العشّاش والصلصلة والعيينة وعشرة. ومجموع مساحة حدودها الإدارية  260 كيلو متر تقريباً. وتشمل المحافظة إضافة إلى مدينة خيبر -التي اتسعت في السّنوات الأخيرة بعد أن تركت موقعها القديم وانتقلت إلى المخططات الجديدة حول جبال (عطوة)- مدناً صغيرة تتّسع باستمرار أهمّها: القاعدة (الشُّريف) ففيها جميع الدوائر الحكوميّة، وفي المحافظة نحو 189 قرية وهجر، تبدأ بأمّ الزبائر وتنتهي بقرية جدعاء.

يبلغ عدد سكّانها أكثر من 58 ألف نسمة [ومنهم من يقدّر عددهم بـ 89 ألف]، وفي العصر الحديث، أخذت المدارس تنتشر في المدن والقرى التابعة للمحافظة، وهناك نموّ سكانيّ وعمرانيّ فيها، وقد حقّقت محافظة خيبر تطوّراً في مجالات التنمية، وقد ربطت أهمّ قرى محافظة خيبر بخطوط معبّدة.

ومحافظة خيبر من أكبر الواحات في زراعة النّخيل، ويعدّ التمر من أهم إنتاجها الزراعي الذي اشتهرت به قبل ظهور الإسلام، حتى امتدح حسّان بن ثابت في شعره غزارة تمرها في قوله:

وإنا ومن يهدي القصائد نحونا   كمستبضع تمراً إلى أهل خيبرا

إلى جانب التّمر تنتج مزارعها، الحبوب وخاصة القمح والشّعير والذّرة وبعض الخضروات والفواكه. ويعتمد سكّان خيبر على الزّراعة، وتربية المواشي، وتعمل النّساء ببعض الصّناعات الشّعبية المرتبطة بالمنتوجات الطبيعيّة كصناعة المنتوجات الصوفيّة، والمرواح اليدويّة والمكانس.

تعدّ خيبر بلداً سياحياً نظراً لما تزخر به من المواقع الأثريّة والحصون والقلاع التاريخية التي تقف بشموخ شاهداً على حقبة عظيمة من الحقب التّاريخيّة التي مرّت عليها. ويتّخذ موقع خيبر الأثريّ أهميّة تاريخيّة وبعداً روحيّاً، لما جرى على أرضه من أحداث، حيث وقعت غزوة خيبر المشهورة، وإليها أشارت أكثر من آية قرآنيّة. وفيه الكثير من الحصون وبيوت الطين القديمة.

خيبر في التّاريخ

خيبر لغةً

يرى بعض الإخباريين العرب، كالحمويّ والبكريّ، أنّ خيبر لفظ عبرانّي معناه الحصن، ورأى آخرون كأبي القاسم الزجّاجيّ وسهل بن محمّد الكاتب أنّ التّسمية نسبة إلى رجل اسمه "خيبر بن قانيه بن مهلاييل"، كان أوّل من استقرّ فيها.

وورد في لسان العرب لابن منظور:«الخَبْرُ:أَن تزرع على النصف أَو الثلث من هذا وهي الـمُخابَرَةُ واشتقت من خَيْبَرَ، لأَنّها أوّل ما أُقْطِعَتْ كذلك؛ والـمُخابَرَةُ المزارعة ببعض ما يخرج من الأَرض وهو الخِبْرُ أَيضاً.. وقيل هو من الخَبارِ الأَرض اللينة».

ويرى قسم من المستشرقين أنّ كلمة "خيبر"، كلمة عبرانيّة الأصل معناها الطّائفة والجماعة، في حين يرى قسم آخر منهم أنّ معناها الحصن والمعسكر.

المستوطنون الأوائل

يعتقد بعض المؤرّخين أنّ أوّل من سكن خيبر هم العماليق من العرب البائدة قبل الإسلام. كما ورد اسم خيبر كإحدى المناطق التي استولى عليها الملك البابليّ نابونيد وكانت تابعة لملكه، وذلك خلال الفترة من (555 إلى 539 قبل الميلاد)، حين غزاهم مع جماعة من اليهود الذين حلّوا محلّهم في سكنى خيبر، وفي بعض النواحي المجاورة في الجزيرة العربية مثل يثرب.

ويرى فريق آخر أنّ هجرتهم إليها كان زمن نبوخذ نصّر الذي شرّدهم ودمّر هيكلهم في القرن السّادس قبل الميلاد. وفي مرحلة ثانية وصل اليهود إلى خيبر بعد دخول الرّومان إلى بلاد الشّام وتشتيتهم لليهود في أنحاء متفرقة من العالم، ومنها بلاد الحجاز وذلك زمن هيدريان الإمبراطور الروماني.

ومن المؤكّد أنّهم سكنوها في القرن الثّاني الميلاديّ بعدما اضطهدهم الرّومان، ففي العام 138 للميلاد، دخلتها ثلاث قبائل يهوديّة هي: قريظة والنّضير وقينقاع، وكان عدد نفوسهم بداية الإسلام يقارب عشرين ألف نسمة، بينهم عدد كبير من المقاتلين الشّجعان.

حصون خيبر القديمة

عندما استوطن اليهود خيبر، أقاموا فيها حصوناً تحميهم من غارات الأعراب،  ومن غارات مرتقبة من أعدائهم، فأقاموها في أعالي الجبال، وسط الصخور، وأحاطوها بالأحجار الصّلبة وأغلقوا منافذها بأبواب حديدية وخشبية يصعب قلعها، فكانت تلك الحصون أشبه بمستعمرة سكنيّة محصّنة تحصيناً منيعاً، تسمح لهم الإقامة فيها على نحو آمن، وما زالت آثار تلك الحصون ماثلة إلى اليوم، وما زالت تحتفظ بأسمائها القديمة.

وكانت خيبر منقسمة إلى شطرين، شطر فيه خمسة الحصون وهي:حصن ناعم، وحصن الصعب بن معاذ، وحصن قلعة الزبير، وحصن أبيّ، وحصن النزار، والحصون الثلاثة الأولى تقع في منطقة يقال لها "النطاة"، أما الحصنان الآخران فيقعان في منطقة تُسمّى الشقّ.

أما الشطر الثاني، ويعرف بالكتيبة، ففيه ثلاثة حصون وهي:حصن القّموص أو حصن بني  أبي الحقيق، وحصن الوطيح، وحصن السُّلالم.

أما مساجدها القديمة، بعد فتح خيبر، فمسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وهو المكان الذي صلى فيه طول مقامه بخيبر، وقد بنى عيسى بن موسى هذا المسجد، وأنفق فيه مالاً جليلاً وهو على طاقات معقودة، وله رحاب واسعة وفيه الصخرة التي صلّى إليها النّبيّ صلّى الله عليه وآله وكان المسلمون يصلّون فيه صلاة الأعياد.

ومسجد عليّ عليه الصلاة والسلام:ما زال ماثلاً يصلّى فيه تحت الحصن، الذي فتحه الإمام عليه السلام، والشيعة يزورونه.

وفي خيبر مقابر شهداء غزوة خيبر، وتقع على بعد ما يقارب خمسة كيلو مترات على الطريق المؤدي إلى الصفق الأحمر.

وهناك كثير من الآثار في منطقة خيبر الأثرية وبالقرب منها، وبعضها يشبه القرى، ولكن لا أعرف أسماء كثير منها.

غزوة خيبر

تزخر كتب السّير والتّاريخ بتفاصيل الغزوة في السّنة السّابعة للهجرة، وفي هذا التّحقيق لا بدّ من الإشارة إلى شيء منها حتى يقف القارىء على أسباب الغزوة، وكيفيّة تحقيق النصر على اليهود في حصونهم المنيعة، وعلى نتائجها في شبه الجزيرة العربيّة.

أسباب الغزوة

نقض اليهود العهود والمواثيق التي كانت بينهم وبين النّبيّ صلّى الله عليه وآله ، فألبوا القبائل العربية ضد المسلمين في غزوة الأحزاب، واشتركوا بأنفسهم في قتالهم، وعندما وضعت الحرب أوزارها بانتصار المسلمين، قرّر النّبيّ صلّى الله عليه وآله تأديب اليهود، والقضاء على بؤرة المؤامرة ووكر الفساد، فكان لا بدّ من غزوهم في عقر دارهم، وتجفيف منابع المال والسّلاح التي تُصبّ للقضاء على الإسلام، ولا بدّ من إضعافهم كي لا يتعاونوا أيضاً مع كسرى وقيصر – اللذين دعاهما النّبيّ صلّى الله عليه وآله إلى الإسلام.

كانت الفرصة مؤاتية للتحرّك باتجاه خيبر بعد صلح الحديبيبة، إذ أمن المسلمون جانب قريش. توجّه جيش المسلمين شمالاً، وكان قوامه 1600 رجلاً، ومعهم بعض النّساء لمداواة الجرحى، فظنّ من رآهم أنهم يتوجّهون لتأديب قبائل غطفان وفزارة الذين تعاونوا مع اليهود في غزوة الأحزاب. وما إن وصلوا إلى منطقة الرجيع، حتى عرجوا باتجاه خيبر، وعلى الرغم من أن حصار خيبر دام شهراً، إلا أنّ المسلمين استطاعوا منع تلك القبائل من مساعدة اليهود. وقبل مسيرهم إلى خيبر، نهاهم النّبيّ صلّى الله عليه وآله أن يقتلوا وليداً أو امرأة.

في أرض المعركة

كان اليهود قد جعلوا قسماً من الحصون للمؤونة والطّعام، وقسماً لاحتماء النّساء والأطفال، واستقرّ المقاتلون على الأبراج لرمي النّبال والأحجار على كل من يقترب منها، فاستطاعوا أن يبقوا في حصونهم ويقاوموا حصار المسلمين لهم، وكلّما حاول المسلمون الاقتراب من حصونهم رموهم بالنبال والحجارة حتى قتل بعضهم وجرح آخرون. وكان الطعام بدأ ينفد، فقالوا: والله يا رسول الله لقد جهدنا وما بأيدينا من شيء، فلم يجدوا عند النّبيّ صلّى الله عليه وآله شيئاً يعطيهم إياه، فقال: «اللّهمّ إنّك قد عرفت حالهم وأن ليست بهم قوّة وأن ليس بيدي شيء أعطيهم إيّاه، فافتح عليهم أعظم حصونها عنهم غناء وأكثرها طعاماً وودكاً»، فغدا النّاس ففتح الله عزّ وجلّ حصن الصعب بن معاذ وما بخيبر حصن كان أكثر طعاماً منه.

وصمّم النّبيّ صلّى الله عليه وآله على فتح هذه الحصون المنيعة، فأخذت تتهاوى واحدة تلو أخرى، فكان حصن ناعم أوّل حصونهم المتهاوية، وعنده استشهد محمود بن مسملة، ثمّ حصن القموص وهو حصن بني أبي الحقيق، وأصاب النّبيّ  صلّى الله عليه وآله  منهم سبايا، منهنّ صفيّة بنت حييّ بن أخطب.

الفتح المبين على يد الأمير

امتنع حصنا الوطيح والسُّلالم على المسلمين، [ومنهم من يقول حصن القموص] وهما أقوى الحصون منعة وتحصيناً، وحاولوا فتحهما، مدّة عشرة أيام، ولم يُوَفّقوا، وحول ذلك يجمع المؤرّخون وكتّاب السّير على أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وآله بعث أحد الصحابة برايته إلى بعض حصون خيبر، فقاتل فرجع ولم يك فتح، ثم بعث في اليوم التالي رجلاً آخر فقاتل ثم رجع ولم يك فتح، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وآله: «لأعطينّ الرّاية غداً رجلاً يحبّه الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرّار». فدعا النّبيّ صلّى الله عليه وآله عليّاً رضوان الله عليه وهو أرمد، فتفل في عينه ثمّ قال: «خذ هذه الرّاية فامض بها حتى يفتح الله عليك»..
 توّجه الإمام لفتح الحصن، فلما دنا منه خرج إليه المقاتلون، وكان مرحب بن الحارث اليهوديّ، وهو من أبطال اليهود وصناديدهم قد خرج بعد مقتل أخيه لمبارزة أمير المؤمنين عليه السلام، وما إن أطلّ من الحصن للحرب حتى ارتجز قائلاً:

قد علمت خيبر أنّي مرحب  شاكي السّلاح بطل مجرّب

إن غلب الدهر فإنّي أغلب   والقرن عندي بالدّما مخضّب

فأجابه عليّ عليه السلام:

أنا الذي سمّتني أمّي حيدره    ضرغام آجام وليث قسوره

عبل الذّراعين غليظ القيصره   كَلَيْثِ غابات كريه المنظره

 

وإثر جولة بينهما، استطاع أمير المؤمنين عليه السلام القضاء على بطل اليهود، وبقيت جماعة تقاتله، فقاتلهم جميعاً، ولحق بالفارّين منهم حتى باب الحصن.

وجاء في سيرة ابن هشام أنّ أبا رافع مولى رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: «خرجنا مع عليّ بن أبي طالب [عليه السلام]حين بعثه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم برايته، فلمّا دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم، فضربه رجل من يهود فطاح ترسه من يده، فتناول عليّ عليه السلام باباً كان عند الحصن فَتَرَسَ به عن نفسه، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه، ثمّ ألقاه من يده حين فرغ، فلقد رأيتني في نفر سبعة معي أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه».

ويقول اليعقوبيّ في تاريخه:«واقتلع [عليٌّ] باب الحصن، وكان حجارةً طوله أربع أذرع في عرض ذراعين في سمك ذراع، فرمى به عليّ بن أبي طالب خلفه ودخل الحصن ودخله المسلمون».

وعن قلع بوابة الحصن يقول الإمام عليه السلام:«والله ما قلعت باب خيبر بقوّة جسدية وحركة غريزيّة بشريّة، ولكن قلعتها بقوّة إلهيّة ونفس بلقاء ربّها مطمئنّة رضيّة»

وهكذا فُتح الحصن، وسقطت خيبر عسكرياً بيد المسلمين، على يد أمير المؤمنين عليه السلام، وكانت فرحة المسلمين بالنصر كبيرة، وتزامن ذلك مع عودة جعفر الطيّار من الحبشة، فسرّ النّبيّ صلّى الله عليه وآله كثيراً وتلقّاه وقبّله بين عينيه:وقال:«لا أدري بأيّهما أنا أشدّ سروراً، بقدومك يا جعفر، أم بفتح الله على أخيك خيبر»؟

صلح خيبر

بعدما أيقن اليهود بالهزيمة، سألوا النّبيّ صلّى الله عليه وآله الأمان والصلح وحقن دمائهم، فكان لهم ذلك، وعلم أهل فدك بما حلّ بأهل خيبر، فبعثوا إليه صلّى الله عليه وآله  يسألونه أن يحقن دماءهم ويخلوا له الأموال ففعل.

ولما كان أهل خيبر أهل زراعة ولهم باع طويل في الاهتمام بالأراضي الزراعية، سألوا النّبيّ  صلّى الله عليه وآله أن يعاملهم في الأموال على النّصف، وقالوا نحن أعلم بها منكم وأعمر لها، فصالحهم على ذلك، على أن إذا شاء أن يخرجهم أخرجهم؛ كما صالحه أهل فدك على مثل ذلك، فكانت خيبر فيئاً بين المسلمين، وكانت فدك خالصة للنبيّ صلّى الله عليه وآله لأنّهم لم يجلبوا عليها بخيل ولا ركاب.

نتائج سقوط خيبر

بعد خيبر دعا النّبيّ صلّى الله عليه وآله يهود وادي القرى إلى الإسلام، لكنّهم رفضوا، ففتحه المسلمون عنوة بعد معركة صغيرة، ولما رأى يهود تيماء أنّ الكفّة العسكريّة باتت راجحة للمسلمين، قبلوا بشروطهم، وعدم محاربتهم، والعيش معهم بسلام، وبذلك انهارت قوة اليهود العسكريّة والسّياسيّة في شبه الجزيرة العربية، فتفرغّ المسلمون لقتال العصاة من الأعراب الذين تعرّضوا لهم في غير موضع، حتى كان فتح مكّة في العام الثامن للهجرة، وبدأت مرحلة جديدة من تاريخ العرب بتأسيس الدّولة الإسلاميّة وعاصمتها المدينة المنوّرة.

 

المصدر: http://www.husseinalsader.org/inp/view.asp?ID=6662

 

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك