التكيف مع الآخر أزمة مفتوحة رغم العولمة

 

 

ليس بمقدور احد أن يكون شخصاً آخر غير نفسه وليس هناك ما هو أكثر ضررا وخطرا على علاقة مزدهرة من الشعور بعدم صدق الطرف الآخر. فالشعور الحقيقي بالأمان أثناء وجودك بالخارج لا ينبع من محاولتك تقليد عادات الآخرين لتجنب الإساءة إليهم، لكنه ينبع من فهم حقيقي وعميق للآخرين، في الوقت الذي تظل فيه صادقا مع نفسك.

وهذه المهمة ليست بالمهمة السهلة فهي بالتأكيد ليست ببساطة محاولة جمع بعض الحقائق الطريفة الغريبة عن ثقافة الطرف الآخر بل تحتاج لوقت وطاقة والتزام. وأحيانا يكون رد الفعل لهذا التحدي أن يسال الشخص نفسه: لماذا يطلب منا ان نعرف كل هذه الأمور عنهم؟هل يقومون هم أيضا بمحاولة معرفة نفس القدر من المعلومات عنا؟ أليس من المفروض أن يحاولوا هم أيضا التكيف مع عاداتنا؟

في النهاية ما الذي نسعى إليه من وراء كل هذه المحاولات؟ فالعالم يزداد صغرا كل يوم وكلنا سنصبح متشابهين يوما ما. إن الإجابة عن كل هذه التساؤلات، مثلها مثل الأمور الأخرى في عالم اليوم الشديد التعقيد، وهي: نعم أو لا في نفس الوقت، أولا لان الغرض من زيادة الوعي الثقافي بثقافة الآخرين ليس هو بالمرة تغيير أنفسنا أو تغيير الآخرين.

كما انه ليس من المطلوب منك ان تصبح مثل الآخرين، فعليك ألا تتوقع منهم أن يصبحوا مثلك! لذا فان أي نوع من التدريب على التعاون مع الثقافات الأخرى الذي من الممكن ان نقوم به يجب أن يركز في النهاية على أدق التفاصيل السيكولوجية والتاريخية خصوصا إذا كان رجل الأعمال يبحث عن علاقات طويلة الأمد في الخارج.

المصدر: http://www.albayan.ae/economy/1210950256002-2008-05-18-1.639469

 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك