نظرات في التعايش
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله فهو المهتد، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
إن التعايش بين الأمم والشعوب، والثقافات والديانات هدف لكل العقلاء، وفق قواعد المساواة، والعدل، واحترام الحقوق، ومن خلال التعارف، والحوار والتآلف. وجاء الإسلام - كما جاءت الديانات السماوية الأخرى – يؤسس لهذا المبدأ الإجتماعي، فقال الله تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
[الحجرات:13]
وسأجتهد لألقي نظرة على مفهوم التعايش، ومشكلة التعايش في هولندا، وواقع التعايش، من خلال تصور إسلامي كما نراه من خلال مبادئ الإسلام ونصوصه وأحكامه.
1 - مفهوم التعايش:
التعايش هو تفاعل متبادل بين طرفين مختلفين في العادات أو المعتقد والدين، ويكون في المجتمعات المتنوعة الديانات والثقافات، والتي ينتمي أفرادها إلى أصول مختلفة في الثقافة أو الدين.
وغرضه تسهيل التواصل والعمل المشترك بين فئات المجتمع وتسهيل العلاقات وإزالة أسباب الإختلاف وسوء الفهم.
والمجتمع الهولندي أحد الأمثلة على المجتمع المتنوع الديانات والثقافات بين أفراده، والذي يحتاج إلى تنظيم التعايش بينهم، وإزالة أسباب الإختلاف في السلوك والعادات، وأسباب سوء الفهم.
2 - مقدمات التعايش:
إن التعايش الصحي البناء الذي يقبل الإستمرار ويؤدي الأهداف الإجتماعية لا بد أن تتحقق فيه أسباب النجاح والبقاء ليأخذ طريقه ويؤدي وظيفته.
ومن هذه الأسباب:
السبب الأول: التفاعل الذاتي
إن التعايش بين مختلف الثقافات والأديان هو استجابة سلوكية عند الإنسان تقوم على الرغبة الذاتية المنطلقة من إدراك المصلحة الجماعية في هذا السلوك.
وهذا أمر بعيد عن فرض ثقافة أو عادات أو أنواع سلوكية، لأنها ثقافة الأكثرية، وبعيد عن ممارسة الضغوط على الأقليات بغرض تخليها عن رغبتها وإرادتها وحقها القانوني وممارسة ثقافتها أو دينها. وبعيد عن التمييز في معاملة أطراف التعايش بسبب اختلاف الدين أو اللغة، أو العادات.
فهذه الاساليب تقعد مشكلات التعايش، وتولد مشاعر التنافر وعرقلة للتجاوب الذاتي.
السبب الثاني: حفظ الخصوصيات الثقافية والدينية
إن الخصوصيات الثقافية والدينية تشكل هوية أصحابها وتمثل مقدساتهم الإعتقادية أو الدينية أو السلوكية التي تلقوها بالتعلم أو بالعادة.
والحديث عن التعايش يقود إلى الحديث عن خصوصيات الفئات الإجتماعية.
إن الأديان والمعتقدات والثقافات كلها متساوية أمام القانون الذي يعطي جميع المواطنين حق ممارسة أديانهم اعتقاداً وعبادة وتعبيراً وسلوكاً ضمن حدود القانون، وبما لا يتعارض مع حقوق الآخرين.
إن عقيدة كل إنسان تشكل أساس توازنه النفسي ومبدأه الأخلاقي والسلوكي، ونظامه في التعامل مع الآخرين، والذي يظهر في عاداته، وعلاقاته ولباسه ومظهره.
وعقيدة كل مسلم وإيمانه إنما يتحقق بتعظيم شريعته وأوامر دينه ونواهيه، وتحقيق اتباع الواجبات والأوامر، والبعد عن المحرمات والممنوعات.
وإن استقرار المسلم نفسياً وإحساسه بالطمأنينة لا يتحقق دون محافظته على إيمانه بالله والنبي والقرآن.
لأنه يعلم أن الإيمان والإستسلام لدين خالقه هو الذي ينجيه من غضب الله وعقابه ويجعله قريباً من رضاه ورحمته.
إن إيمان المسلم بالقرآن قولاً وفعلاً يزرع في قلبه إحساساً يشبه شعور المواطن الصالح والولد المطيع لوالديه، وهو الإحساس أنه قائم بواجبه ملتزم بمسؤوليته بريء من التقصير والذنب آمن من اللوم وخوف العقوبة.
كما أن تقصير المسلم في واجبات الإسلام أو عدم اهتمامه به يزرع في قلبه احساس المجرم الخائف والولد الخائن والجندي العاصي والسجين الفار، واللص الذي ينتظر العقوبات، وهو يعلم أنه لا بد أن يحاسب وينال جزاءه عاجلاً أو آجلاً، ولا مهرب له من ذلك.
إن سقوط تقديس كلمة الله في نفس المسلم- وهي أعظم القيم التي يؤمن بها- تجعله يستهين بعد ذلك بقيم الأسرة، والعمل والدراسة والمجتمع، ويرى الحياة غابة يفوز فيها الأقوى والأكثر طمعاً أو نفاقاً.
إن تعرض خصوصيات المسلم الدينية للضغط أو المنع أو التحريف يؤدي إلى اهتزاز استقراره النفسي واحساسه بالأمن واضطراب أفعاله وتصرفاته.
فإما أن يظهر هذا الإضطراب في الإستهانة بقيم الأسرة واحترام الوالدين وقيم البيت المسلم.
ثم الإستهانة بنظام المدرس واحترام الهيئة التعليمية احتراماً حقيقياً ظاهراً وباطناً، ثم الإستهانة بالمحافظة على الدراسة والإستمرار فيها. والإستمرار في هذا سيؤدي للخروج على جميع قيم المجتمع الدينية والأخلاقية والمدنية والجنائية.
أو يظهر عدم التوازن بالإنحراف إلى طرق التطرف والعنف عند بعض المسلمين، إذ يتفاعل إحساسه بالنقص والضغط والتضييق الذي ولَّدته ممارسة الضغط على حرية التدين والتعبير، يتفاعل مع شعارات العنف والتطرف لأنها تشبع رغبته في التعويض والإحساس بالذات.
وقد يظهر هذا الإضطراب إذا عجز المسلم عن ممارسة هويته في البحث عن طرق الهجرة المعاكسة بالخروج من دائرة المجتمع الذي يطارد هويته ويحجِّمها.
السبب الثالث: قبول الآخر
التعايش الإجتماعي لا يتحقق بمجرد ممارسة كل طرف لعقيدته وعبادته وحريته دون وجود علاقات مستقرة وتعاون وثيق بين فئات المجتمع ودون محافظة على المصالح الجماعية.
إن التعايش الإجتماعي يحتاج إلى قبول الآخر وحقه بممارسة حرية التدين والتعبير والسلوك وإقامة علاقات إيجابية تحقق المصالح المشتركة وتتسع لجميع الديانات والثقافات.
وإن الإسلام يدعو صراحة إلى حفظ الحقوق، وأداء الأمانة، وحسن الخطاب، وحسن المعاملة، والحوار، والتعاون، والتعايش، وعدم الإكراه.
إن قبول الآخر هو مبدأ له فروع بعدد الثقافات والديانات المتعايشة في المجتمع الواحد. وهو مبدأ يعطي حقاً ويفرض واجباً. يعطي حق ممارسة التدين والتعبير والعادات، ويوجب التعايش الحسن مع عادات الآخرين وسلوكهم ومعتقداتهم، وعدم ممارسة إلغاء أو تحجيم لسلوك الآخر وحريته.
السبب الرابع: الإلتزام بالقانون
إن الحديث عن التعايش وتحسينه لا يتم إلا بمعرفة أن القانون الوطني يشكل إطار التعايش وأرضيته، فالتعايش الإجتماعي يتحرك ضمن حدود القانون.
فالقانون ينظم الحقوق الأساسية الجنائية والمدنية والحريات الشخصية والممنوعات والمسموحات والعقوبات وغير ذلك.
3 - التعايش في الإسلام :
أولاً: سوابق التعايش الإسلامي
لقد شرع الإسلام لتباعه التعايش مع جميع أبناء الديانات الأخرى في مختلف الظروف، وظهر ذلك في عدة سوابق تاريخية منها:
- التعايش في مكة:
لقد نزل الوحي على رسول الله في مكة، فأمره بالدعوة إلى الإسلام، وتبليغ القرآن، ولم يأمره بالخروج من مكة، ولم يأذن له ولا للمسلمين بالخروج حتى تعرضوا للتعذيب والمنع والقتل وحتى تعرض النبي نفسه لمحاولة القتل والسجن.
قال تعالى: وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)
[ الأنفال 30]
لقد بقي المسلمون في مكة ولم يقطعوا الصلة بأهلها أو يخرجوا منها حتى أخرجهم أهلها:
يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ [ الممتحنة 1].
فكان أهل مكة قبل الإسلام هم الذين طردوا المسلمين وقاطعوهم، وحرموا التعامل معهم بيعاً وشراءً وزواجاً ومساعدةً.
- التعايش في الحبشة:
لما تعرض المسلمون في مكة للتعذيب والتجويع والمقاطعة أذن لهم رسول الله بالخروج إلى أرض الحبشة، طلباً للعدل والأمن، لأنه كان فيها ملك عادل لا يظلم أحداً.
فعاش المسلمون في الحبشة أعواماً قبل هجرة رسول الله وحتى بعد هجرته بسنوات، وعاشوا مع النصارى من أهلها بسلام وتفاهم حتى خرجوا إلى المدينة النبوية.
- التعايش في المدينة:
جاء المسلمون إلى المدينة، ومعهم رسول الله ، وكان أكثر أهل المدينة على دين الوثنية، وكان فيها قبائل من يهود وهم أهل كتاب ودين.
نظم النبي مع اليهود والوثنيين عقداً اجتماعياً لتنظيم الحقوق وواجب حماية المدينة وقواعد التعامل.
وبقي الأمر كذلك لعدة سنوات.
- التعايش في العصور الإسلامية اللاحقة:
عاش المسلمون في الدولة الإسلامية مع أهل الكتاب في عصر الخلافة الراشدة والدولة الأموية، والعباسية، ودولة المماليك، والدولة التركية، وفي البلدان الإسلامية في مصر والشام والمغرب وغيرها إلى أيامنا هذه.
كما أنهم يعيشون في دول غير إسلامية كالهند وأفريقيا وأمريكا وأوروبا.
- من أدلة التعايش:
في ما تقدم من سوابق للتعايش أدلة واضحة للتعايش في الإسلام، ومن ذلك:
- إباحة أكل طعام أهل الكتاب:
قال تعالى: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ [ المائدة 5] .
وإباحة أكل الطعام بين المسلم وأهل الكتاب تتضمن إباحة المجالسة والمزاورة والتعامل وتبادل المصالح، وهذه من أسباب تدعيم التعايش.
- إباحة زواج المسلم من المحصنات العفيفات من نساء أهل الكتاب:
قال تعالى: وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ [ المائدة 5]
وهذه آية صريحة في قوة صلة المسلم بأهل الكتاب، لأن فيها حل زواج المسلم من المرأة المحصنة العفيفة الكتابية غير الزانية أو من تستحل ما حرم دينها عليها من صلة جنسية دون زواج.
وفي هذا فتح لباب التراحم والمودة وتداخل الأنساب والأرحام والحب بين المسلم وأهل الكتاب.
- قبول شهادة الكتابي والثقة بها:
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آَخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ [ المائدة 106]
وهذه الأدلة وغيرها من أحكام البيوع والإيجار والشركات دالة على أسباب التعايش بين المسلم وغير المسلم من أهل الأديان السابقة.
- شروط صحة التعايش:
لما كانت أحكام الإسلام تؤسس على طلب مصالح المسلمين ودفع المفاسد عنهم فقد شرع الإسلام التعايش بين المسلم وأهل الديانات الأخرى لتحقيق مصالح التعارف والتعاون والمسابقة إلى الأفضل، ومنع الأسباب التي تفسد الدين أو تضعفه، لأن الدين هو أكبر المصالح، وأوجب على المسلم تحصين نفسه مما يفسد دينه.
ومن ذلك :
- أمن الفتنة:
فيجب أن يكون المسلم آمناً على دينه من الفتنة، وعدم إكراهه على مخالفة شيء من دينه بفعل حرام أو ترك واجب ترغيباً أو ترهيباً.
قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) [ النساء 97].
فمعايشة المسلم لقوم يتسلطون عليه بالإكراه، ويمنعونه من المحافظة على دينه، فيظلم نفسه بالمعصية إرضاء لهم بسبب ضعفه أو اتباع شهوته، وهذا من أسباب استحقاق العذاب و العقوبة الربانية، ولا ينجو إلا بالبعد عن هؤلاء وطلب سلامة دينه.
فالتعايش الشرعي الصحيح لا يكون إلا مع القدرة على العمل بأحكام الإسلام، أما التعايش مع الضعف فإنه غير صحيح ولا جائز.
علماً أن القوانين الهولندية تحفظ حق التدين وحرية التدين والتعبيرن وتمنع الإكراه ومصادرة الحرية.
- عدم الطاعة في معصية الله:
قال الله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ [ لقمان15]
وقال رسول الله : "لا طاعة لأحد في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف" [ متفق عليه ]، وقال : "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" [ صحيح الجامع الصغير: 7520: صحيح ].
فطاعة كل إنسان تصح في غير معصية الله تعالى، ودون إكراه، فيما يرضاه الإنسان، دون إكراه ولا غصب.
ولا حق لطاعة الوالدين في قول أو فعل فيه معصية لله تعالى. فالمعاملة الحسنة، والإحسان وحسن الصحبة والمعايشة تكون فيما يرضاه الله ويحبه.
- عدم محبة الكفر بالله:
قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آَبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [ التوبة 23]
إن محبة الوالد والإحسان إليه من فرائض الدين، وهذا في ما يحتاج إليه، وما يسرُّه، ويفرحه، فالوالد والوالدة أحق الناس بالصحبة الحسنة من الولد بكل أنواع الإحسان
وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [ الإسراء 23]
ولو كان الوالد كافراً.
وقد أجاز الإسلام محبة الزوجة غير المسلمة، ومحبة الولد الكافر، ولكنه حرَّم محبة كفر الولد والوالد والزوجة والأخ، وحرَّم طاعة الوالد الكافر في معصية الله.
وكذلك أجاز الإحسان إلى غير المسلم ومحبته محبة معاملة ومجاورة ودام من غير الأعداء الذين يحاربون المسلمين:
لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
[ الممتحنة 8]
إن حب الولد والوالد والزوجة والجار المحسن هو من أسباب التواصل والتعاون على الخير، وأسباب الوفاء، وإحياء صلات الإحسان، لهذا أمر بها الإسلام وشرعها.
وإن حب العمل أو المبدأ أو الفكرة أول مراحل العمل بها واتباعها سواء كانت خيراً أو شراً.
لهذا حرَّم الله محبة المعصية والظلم والكفر لأنها من أسباب الفساد وانتشاره ومن أسباب هلاك الإنسان.