التعايش التعايش التعايش

ماذا نقصد بالتعايش و تعريف التعايش

التعايش

 

تلمحه واقفاً بهدوء يلتقط رزق الله له ، لا يخشى غدراً و لا افتراساً من هذا الذي يبدو لأول وهلة و كأنه جزيرة ساكنة وسط المياه ، فإذا هو من فصيل البرمائيات المفترسة ، هكذا صنف العلماء هذا التمساح و الذي سمح لهذا العصفور الرقيق أن يقف بأمان على ظهره يتناول من الطفيليات و الحشرات ما قد يزعج هذا ال***** .

 

تقف لتمنحها بعضاً من حبوب اللقاح و لتمتص أجمل ما فيها ، ذلك الرحيق العذب ، لتخرج لنا عسلاً ، شهداً مذاباً شافياً بإذن ربي .

 

خلف الأفق البعيد تتوارى ، تاركة خلفها هذا الشفق الملتهب الذي يعلن عن مدى شوقها و حنينها ، و رغم ما فيها من ألم الفراق ، لا تعاند ، فقد حان وقت الليل و آن للبدر أن يستلم مهامه .

 

الكون كله يعلن ، و كل ذرة فيه تنطق أن قد رضينا بالتعايش فيما بيننا ، دون ذوبان الخصائص أو فقدان الهوية .

 

لغة ...أعجِز الإنسان أن ينطقها ، أم فن ما للبشر إليه سبيل ؟

 

خلقنا الله تعالى أجناساً شتى و ألواناً مختلفة و لغات عدة ، و قبائل و شعوباً ، من أجل ماذا؟

أوَ ليس من أجل أن نتعارف و نتعايش ؟

 

مع من ؟ نفسك ، أم الآخر ، أم الحياة بكل ما فيها من أحداث و وقائع و مفاجآت ؟

 

ما معنى أن نتعايش ، و لماذا نتعايش ، و كيف نتعايش وسط ثقافات متعددة و عولمة تعصف بالخصوصية و تذهب بها أدراج الرياح من اجل خلق الإنسان الgender ، لا هو ذكر و لا هو أنثى ، في زمن التعايش فليحدد هو نوعه و جنسه ! .

 

لا ...لا يمكنني أن أتعايش في هذا العصر المخيف ، لا أقوى ...لا أستطيع .

لا حل و لاملجأ و لا منجى إلا بالعزلة .

 

إذن ، من الذي يقوى على التعايش ؟ ما هي سماته و إلى ماذا يحتاج كي يتعايش دون أن يفقد ذاته و هويته ؟

 

و أنت ، ماذا ستختار ، العزلة أم التعايش ؟

 

ألا يمكن خلق مساحة مشتركة ، نعتزل أشياء و نتعايش مع أخرى ؟

 

المسلم ، هل خلقه الله كي يتعايش ؟ لماذا ؟ و ماذا يجد في ميثاقه من أدوات تعينه على إتقان هذا الفن ، و هل هو مكلف به و سيحاسب عليه و يُسأل عنه ؟

 

ما رأيك

هل ستعتزلنا في هذه الحلقة ، أم ستتعايش معنا ؟

المصدر: http://forum.brg8.com/t24341.html

الحوار الداخلي: 
الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك