الانحراف الفكري.. كفى

الانحراف الفكري.. كفى

 

عبد الله إبراهيم الكعيد

 

يقبل بعض الشباب على اقتناء الكتب التي يدّعي أصحابها أنها بقصد التوعية في الأمور الدينية تلك التي من شأنها أن توهمهم بطرق معينة في تكوين نوع من الفكر الشاذ والمتطرّف والمنحرف كما تُسهم بقيّة وسائط التقنية الأخرى مثل بعض (المواقع الالكترونية وأشرطة الكاسيت والأقراص الممغنطة) في تأجيج ألوان الكراهية للحياة والتطور والحضارة والناس .. وكل من الفكر المتشدد والفكر المتطرف والفكر الإرهابي يمثل نموذجاً من نماذج الانحراف الفكري، ومن أحد مظاهر الانحراف الفكري (الغلو) وأهم أسبابه حسب الأستاذ الدكتور محمد بن شحات الخطيب مؤلف كتاب (الانحراف الفكري): " التأويل والتحريف واتباع المتشابه وعدم الجمع بين الأدلة والتعامل المباشر مع النص والفهم الحرفي له والاجتهاد من غير أهلية والانحراف في الاهتمام بأحاديث الفتن والاعتماد على الرؤى والأحلام والاستعجال والتعصب وعدم تقدير ظروف الناس وأعذارهم" .

 

طيّب لو سألنا عن أكثر المجتمعات الإسلامية غلواً وتعصباً لهالنا الجواب ولعرفنا لماذا لم تلحق تلك المجتمعات بغيرها من تطور وتقدم رغم الإمكانات والثروات والمواقع الجغرافية الإستراتيجية إذاً على من تقع المسؤولية في هذا التأخر ومن هو القادر على تغيير تلك الأفكار الكابحة لكل حِراك تنويري؟؟

 

حينما نُعدد مصادر استقاء الأفكار والدور المؤثر في صياغة فكر وسلوك المجتمع نذكر أحدها المسجد ، ولكن هل بالفعل يقوم هذا المصدر الروحي في تنمية رؤى مُرتاديه نحو الانفتاح والتطور والعصرنة ؟؟ أم دوره تقليدي بحت يقتصر على التعبّد والصلاة ؟؟ أنا لا أتحدث عن مواعظ عابرة يستمع لها من يخجل عن المغادرة فور انقضاء الصلاة بل أتحدث عن الأثر الفكري للمسجد في إزاحة فكر الغلو والتشدد ممن تشربوا به في غفلة من الوقت والناس وأصبحوا كالقنابل الموقوتة يمكن أن تنفجر بالمعنى المعنوي ضد المجتمع ويصبحوا كما قال الدكتور محمد ممن يُؤججون ألوان الكراهية للحياة والتطور والحضارة والناس.

 

أقول ما أحوجنا اليوم للتسامح ونبذ الغلو فيكفينا تشويهاً للصورة ، يكفينا النبذ في المطارات الأجنبية ، يكفينا نظرات الريبة لمجرد انتمائنا لهذا الوطن المتسامح.

 

المصدر: http://www.google.com/imghp?hl=en&tab=wi

 

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك