الغرب والإسلام.. حرب دائمة أم تعايش متكافئ ؟!

الغرب والإسلام.. حرب دائمة أم تعايش متكافئ ؟!

 

يوسف الكويليت

 

مَن البادئ ومن الأظلم في إشعال الحرب بين المسلمين، والغرب؟.. هل هي حقائق التاريخ التي جعلت من الدولة الإسلامية في الاندلس سبباً للصراع، ومن ثم العودة لقلب الموازين في الحروب الصليبية، وكذلك بعد احتلال القسطنطينية، إلى استعمار أخذ كل الأشكال، وامتد بأن يعتمد مبدأ التشويه بالوسائل الإعلامية والإنتاج الفني، والاستشراق، وكذلك التبشير، ومحاولة جعل الإسلام تراثاً مغلفاً بديانة دموية أظهرتها أدبياتهم الثقافية والسياسية، وساعدت عليها أفلام هيوليود ودور الإنتاج السينمائي، وكذلك الإعلام بكل ادواته وسطوته الجهنمية..

نعم الإرهاب الإسلامي نتاج غربي بكل ما جرى ويجري، لأن آثار ما يصل إلى قرنين من قهر وتشويه، وتطاول وسحق، واخيراً احتلال لبلدين بادعاءات فارغة كشفت الأحداث أن غزو العراق وأفغانستان كان مخططاً له قبل أحداث 11سبتمبر والدلائل أن ما جاء في كلمات الرئيس بوش بعد غزو البلدين، أنها حرب صليبية، وأن مهمته هي إشاعة النموذج الأمريكي ليرقى بالمحيط الإسلامي الهائل دون أن يدرك أبعاد مثل هذه المخاطر، ومن هنا نشأ الصدام الذي تحوّل من خطط الدول الغربية إلى اتساعه على ساحات الشعوب وتقاليدها وقيمها، ولذلك لم يكن أمراً عادياً أن يشعرالغرب ولأول مرة في تاريخه الحديث، أن المسلمين خطر قادم قد يفجر حروباً، وصراعات لم تكن قائمة في حسابات الاستراتيجيين، لكنهم لم يسألوا عن الاسباب، وكيف حدثت دورة تاريخية كاملة عندما استفزوا مشاعر أصحاب هذا الدين بكل وسائل الحروب النفسية، والاجتماعية والاقتصادية التي أدت إلى نهب الثروات، وحتى تركيا المعتدلة بإسلامها والقادمة على ديمقراطية مفتوحة، يأتي من يعلن من زعماء الاتحاد الأوروبي أن أوروبا قارة مسيحية لا تقبل أي جسم إسلامي، وهذا التأكيد لا يرتبط بعنف أو سماحة الإسلام، وإنما بإشعال أدوات الصراع وإشاعتها..

القضية ليست فقط في نشوء إرهابيين بمدارس مختلفة، وإنما بالتعاطي بوسائل كثيرة، حيث إن الغرب عدو مداوم بإشعال الحرائق، إذ كان في صراعه مع المد الشيوعي معلناً عداواته بشكل مطلق، ومع الملونين السود والآسيويين الصفر وضعوهم في قائمة الشعوب القابلة للحياة، وحتى مع تطور البلدان الآسيوية، جاء من يحذر من خطر العمالقة الآسيويين على كل ما قامت به الحضارة الغربية، وينسحب الأمر على كل شعوب أمريكا الجنوبية رغم مسيحيتها..

السؤال الملح لماذا العداء القائم بين طرفين لا يوجد بينهما ما يفرض الحرب الدائمة؟ بالتأكيد أن الإرث التاريخي قائم، وإلا لماذا لم تعم الفوضى والتهديد بالإرهاب دولاً آسيوية كبرى مثل الصين وكوريا، واليابان والهند وغيرها، في حين تتصاعد الأزمات مع الغرب بالتهديد بضرب قواعدها الداخلية كل يوم وساعة؟..

آسيا لم تكن على عداء تاريخي، بل كانت الصلات حضارية، وهي من خلق فرص التطور الحضاري الأوروبي، والذي جاء لينتقم من معلميه ويفرض ألواناً من الصراعات التي لا تحسمها الجيوش، ولا الضغوط السياسية، أو بناء دول تابعة، بلا إرادة لهم، وإنما بإعطاء الثقة للتعايش بسلام كخيار طبيعي، بدلاً من حروب القرون القادمة..

المصدر: http://www.alriyadh.com/2007/08/29/article275986.html

 

الحوار الداخلي: 
الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك