طريق السلم يبدأ بالحوار!!
طريق السلم يبدأ بالحوار!!
كلمة (حوار) لها دلالات سحرية، ولكنها في المفهوم السياسي تفرض النتائج بالقوة، رغم أن الحروب الكبرى ورسم الحدود الأرضية والبحرية، والاتفاقات الدولية المختلفة والتي نظمت الحياة العامة، ووثقت القوانين، أقيمت على الحوار..
الآن اتسع هذا المفهوم إلى طروحات جديدة، أي أن العالم يحتاج إلى حوار الحضارات والأديان، وكل ما يتعلق بخلافات تؤدي إلى الحروب أو ما هو في عُرفها، ومن هذه الضرورات بدأ الغرب في صراعه مع الإسلام يذهب إلى تحليل المحرّم والقفز على الموانع إلى الحقائق، فصار حتمياً أن تُفتح النقاشات مع طالبان، وحماس، وإيران، والمتحاربين السودانيين، مثلما جرى في السابق حسم الخلافات الكبرى مع الاتحاد السوفياتي وفيتنام، ثم أخيراً مع كوريا الشمالية، والسبب أن الحروب، حتى لو سُنت لها قوانين تلتقي مع المصالح فإنها قد تتعارض مع الأهداف والنتائج، وقد شهدنا كيف قاوم صدام حسين الحصار والحظر والضربات الانتقائية، ولم تسقط دولته إلا بالغزو العسكري، وفشلت هذه الإجراءات مع كوبا ولم تفلح مع كوريا الشمالية، ولا ليبيا، لأن هناك من يجد في هذه السياسات أبواباً مفتوحة للمكاسب، لدرجة أن تهريب السلاح للفلسطينيين يأتي من الجنود الإسرائيليين الذين تغريهم أسعار الشراء، وحتى العراق في حروبه وسنوات الحظر كانت تُهرب إليه الأدوية والأغذية والأسلحة وغيرها من الدول التي تحاصره، وهذا ما سيكون مع إيران والتي لديها آفاق أخرى في انفتاح الطرق أمامها مع الصين وروسيا والهند وغيرها وبالتالي إذا كانت الغايات تبررها الوسائل فأقرب الحلول مع تناقضات العالم وحروبه أن تجري الحوارات لكن من خلال الاعتراف بالحقوق التي تجري عليها تنازلات من كل الأطراف..
فإذا كانت طالبان في صلب المشكلة الأفغانية فمن باب أولى أن يلتقي الفرقاء حتى بواسطة دول أو منظمات تشترك في إنهاء تدفق الدماء وتدمير ما بقي مما لم تهدمه الحروب، وكذلك الأمر مع حماس التي هي ركن أساسي في القضية الفلسطينية، ويمكن تطبيق هذه الطرق مع السودان، والصومال وكوبا وغيرها، ومثلما انتهت معارك إيرلندا مع بريطانيا، يمكن الاحتكام إلى نفس النتائج مع الدول والمنظمات.
عوائق الحوارات أن النتائج تسبق بنود اللقاءات، لأن من يأتي إلى القاعات إما أن يكون قدومه بشروط تعجيزية تفرضها قوى خارجية أو إقليمية، أو انتزاع حقوق يدّعونها ويرفضها الطرف الآخر، وحتى في المنظومات الدولية شهدنا لماذا فشلت الحوارات حول اتفاقية (كيوتو) عن المناخ، وقبلها نزع الأسلحة النووية والأخرى المدمرة، لأن عامل الوسواس تغلّب على الثقة وكذلك دوافع المصالح، وإذا كانت الرغبات بدأت تأخذ اتجاهاً ضاغطاً بضرورة إحلال الحوار كبديل ناجح لغيره، وإحلال السلام والأمن بين الخصومات المنتشرة على الكرة الأرضية، بما فيها الطرق المقطوعة مع القوى السفلية للإرهاب، فإن هذه الصيغ القديمة، يمكن أن تستعاد وتصبح قانوناً لمشروع إنساني غايته تعايش الأمم والشعوب في سلام..
المصدر: http://www.alriyadh.com/2007/10/14/article286756.html