ياسمين الشام على حافة الانهيار

ياسمين الشام على حافة الانهيار

بقلم الكاتب عبد الحميد

هاهي الأيام تسير، وهاهو الفجر ينبثق من رحم الليل الحالك.

هاهو النور يعلن للبشرية ولادة يوم جديد في قائمة أعداد الحياة.

ولكن في انبثاق هذا النور الذي نرى شعاعه، نجده مختلفاً تماماً، عن السالف من الأيام.

فهاهو الليل ينقشع ضبابه لنور فجرٍ جديد تمخضت معه أنفاس جديدة تنشقتُها الأيام لأول مرة.

نعم.

هذا النور الجديد حمل لنا هذا اليوم ولادة جديدة.

ولادة الياسمين الذي كان له في السابق روائح العطر الزاكية.

لكن اليوم امتزجت ولادة الياسمين بدموع وآهات زارعيه.

ياسمين الشام يأن وينادي معلناً إفلاسه من الرائحة العطرة التي خلقه الله عليها؟.

فهل يا ترى لذنب حصله العباد؟!.

أم لأن أمراً جللاً أصاب أرض الشام؟!.

أم أن تربة الياسمين تأن لأنها عطشى، أم لأن تربتها سقيت بماءٍ آخر خالط تربتها؟!.

هاهو الياسمين يقوم ببحثٍ جاد، يريد إعادة تألقه بين إخوته من النباتات، إلا أنه تاجهم في رائحته العطرة.

وبعد جهدٍ جهيد يتنهد الياسمين تنهد الأطفال.

ليعلن عن وصوله بعد بحثٍ مضنٍ عن سبب فقد ما خُلق عليه.

أن تربته تأن من كثرة الدماء التي امتزجت بتربته، فمنعت رائحته العطرة من انبلاجها، فغطت رائحة الدم والبارود عليها.

هاهو الياسمين الذي كان يملك الشام ويحتضنها يشكو ويأن بغربة!! وأية غربة!!..

هاهو الياسمين يحن ويشتاق للشام.

تلك التربة الطاهرة التي احتضنته، فأبدعت أفضل ياسمين في الوجود.

هاهو الياسمين الذي كان يغفو وينام ليل نهار في تربة باركها الله.

هاهو الياسمين يعلن مقولة مفادها: الشام أمي وأنا في حضنها ولكنني مشتاق لها!!.

هاهو الياسمين الذي استشعر جماله وروعته في ربوع الشام، وفي بساتين وحقول خضرته.

نعم في البدء كان الياسمين فكانت دمشق الآمنة ترفل بالحب والحنان،

وهاهو قاسيونها يرتفع ويرتفع شامخاً دون أن يتوقف ليبقى شاهداً على حضارة الياسمين، وما تقدمه للعالم من قبل ومن بعد.

نعم في البدء كان ياسمين الشام العطر المتمايل ليسقي العطشى عبيق رائحته، بعد أن أصبح الشام جريحاً ينزف في خاصرته بل كلنا نحملها معنا بالدم النازف من قلوبنا والذي سيبقى يروي تربته. 

الحوار الداخلي: 
أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك