مفهوم التأويل عند أرسطو
مفهوم التأويل عند أرسطو
جاء أرسطو (384 – 322 ق.م) بعد معلمه أفلاطون ومد معنى "التأويل" الأفلاطوني إلى نهايته المنطقبة حتى أنه أطلق على كتابه المخصص للحديث عن "علم الدلالات والمنطق" اسم "بيري أرمنياس" (Περι Ερμηνειας) (Peri Hermeneias) الذي سيصبح فيما بعد يحمل عنوان: "حول التفسير" (On Interpretation) والذي سيترجمه المترجمون العرب تحت اسم: "العبارة".
ولا شك أن البرزخ المفهومي شاسع وشاسع جداً بين لقطة "العبارة" ولفطة "التأويل" في تصور المسلم لطيف معانيهما!
وهو ما يحتاج منا إلى حفر تاريخي في كيفية انتقال مفردات الفلسفة الإغريقية إلى اللغة العربية.
كيف دخلت فلسفة أرسطو إلى المجال التداولي الإسلامي ؟
لم تسلم التراجم الأولى للمنظومة الفلسفية لأرسطو من خيانات شتى بالرغم من التشجيع الكبير الذي أولاه بنو العباس للترجمة، وذلك لعدة أسباب:
أ) لم تكن معرفة غالب المترجمين بالفلسفة الإغريقية معرفة تخصصن،
ب) ولا كانت معرفتهم باللغة العربية بأحسن منها على هذا الصعيد، حيث أن أغلبهم تتخلل نصوصه مفردات هي أقرب إلى اللغة العامية منها إلى الدقة العلمية،
ت) كان النقل يتم إما مباشرة من اللغة اليونانية إلى العربية، حال ترجمة المسيحي أبي زيد حنين بن إسحاق العِبادي (194 هـ/810 م – 260 هـ/873 م) ل "المقولات" من منظومة أرسطو، أو عن طريق واسطة بينية كاللغة السريانية، وهو ما كان يراكم، زيادة على أخطاء الفهم للأصل أخطاء مرتبطة بالواسطة !
ث) اتبع المترجمون طريقتين في الترجمة: الترجمة الحرفية والترجمة الحرة، ولكل واحدة منهما عيوبها الخاصة التي لا تمنع من خيانة في توصيل المعاني أو تبليغ المباني،
ج) أما عن القلق النحوي - الصرفي، والركاكة في التعبير، وتقعر الأغراض وانزياح الدلالات والمعاني فحدث ولا حرج !.
ح) كان جل المترجمين ينتمون من جهة الاعتقاد إلى إحدى الطائفتين: المسيحية، أو الصابئة الحرانية، ولم يكن من بينهم ولا مسلم واحد !
والظاهرة الأخيرة مثلت قاصمة الظهر كغلطة، لأنها غلطة عقدية قاتلة تحترس منها كل مرجعية واعية بذاتها. وهي مميتة حتى في العلوم الصلبة، التي يمكن عادة أن يلحق بهم العلم ذاته بفعل ديناميكيته التكشفية، ليصححها مستقبلاً ، بينما يتعذر في المطلق تدارك الآراء الفلسفية من أجل تصويبها بآراء أخرى، لأنها جميعها آراء محضة يستوي فيها الرأي الصواب والرأي الخطأ من جهة الاعتبار، بدليل أنه لا يوجد فيلسوف يتفق مع فيلسوف آخر في الأفكار، حتى وإن ظهر وكأنهم كذلك ! (وسنأتي بأمثلة على هذه الخاصية النشاز لاحقاً ).
أضف إلى هذا، أن كل هؤلاء المترجمين كانوا ينقلون معارف لا يحيطون بمعانيها الدقيقة ولا بطيف مدلولاتها المتنوعة، لا في أصولها اليونانية ولا في اللغة العربية الوعاء التي كانوا سيصبونها فيها، مع أن اللغة العربية اغتنت بمفاهيم قرآنية جديدة يستحيل عليهم الإحاطة بها من دون أن يتشبعوا أولاً بالإسلام، حيث أصبحت بمثابة المنظورية الحضارية المعيار، المخالفة كل المخالفة لمنظورية المصدر المنقول عنه ومنظورية الواسطة الناقلة !
وعندما تلاقحت هذه الأمشاج المتنافرة تولد عنها بعد حمل عسير غول مفهومي أطلق عليه اسم "الفلسفة" كما هو اسم والدته في الأصل !. وهو ما جعل من "الفلسفة" مجنونة مسكن في الإسلام، تحمل معها هويتها الوثنية الأجنبية الدخيلة على المرجعية حيثما حلت وارتحلت، حتى وهي تتدثر بلغة القرآن وتتزي بزيها !
ملعون..ملعون..سقراط، أعقل عقلاء يونان من فوق سبع سموات
ذلك أنك لو كنت سألت أحد أساطينها المبرزين فيها، ولنفترض بضربة لازب، أنه أبا نصر محمد بن محمد بن أوزلغ بن طرخان الفارابي (ت: 339 هـ): ما الفلسفة ؟
لأجابك:
اسم الفلسفة يوناني وهو دخيل في العربية، وهو على مذهب لسانهم "فيلسوفاً" ومعناه: "إيثار الحكمة" !، وهو في لسانهم مركب من : "فيلا" ومن "سوفيا". فـ "فيلا": الإيثار و"سوفيا": الحكمة !، و"الفيلسوف" مشتق من "الفلسفة"، وهو على مذهب لسانهم "فيلسوفوس"، فإن هذا التغيير هو تغيير كثير من الاشتقاقات عندهم !، ومعناه": المؤثر للحكمة" !، و"المؤثر للحكمة" عندهم هو: الذي يجعل الوكد من حياته وغرضه من عمره الحكمة !!!!.
قلت (عمراني): فالغربة هنا غربتان كما يستشف القارئ. غربة الموضوع وغربة ناقليه!. وهذا الوكد من إيثار "الحكمة الوثنية" هنا، لم يمنع صاحبه من الانتماء إلى قوم لوط وفعلتهم الشنعاء، حال المتعقل الأمثل والأعظم في أعين أفلاطون وكل من جاءوا بعده: سقراط !!! (الصورة)
الذي قالت آلهة دلفي، التي لم تنطق قط، سوى ما قولها فلاسفة يونان المؤمنين بالخرافة والأسطرة: بأنه أعقل عقلاء يونان !
وهو ما كرس الفلاسفة المحسوبين على الإسلام وفلسفتهم خارج المجال التداولي الإسلامي، إن لم يمثلوا في أحسن أحوالهم: حصان طروادة ومطية فيرسية لكل دخيل على المرجعية وليظلوا يُصنفون أبد الدهر، ضمن المهرجين الثرثريين، الحوامين حول الدلالة من دون إصابتها، والمفعرين للمعاني إغراباً على العامة، بينما القرآن وهو أسمى أسلوباً وأعمق غوراً ومضموناً، يقول: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مذّكر}، فأضافوا إلى عقم المجال كنشاط تفكري جهالة الدعوى في التعقل، وهم بوصف القرآن لأمثالهم ابعد ما يكونون عنها نجعة ! فأين هذا من دعوى القرآن لإعمال الفكر في كل شيء، والتدبر في الكون ومآله والخلق وكيف خُلق ؟، والحجاج بالعلم والبراهين فقط ، وعدم القفو فيما لم يتيقن منه ؟.....
يوم تحولت ظاهرة الرعد والبرق إلى إله لدى الرافديين وترجم المترجمون اسم الإله الوثني إلى مَلَك
ويكفي لأخذ فكرة عن هذه الغولية وأثرها المدمر على المرجعية أن نشير إلى أن حنين بن إسحاق المسيحي، وهو أحسنهم طريقة، ذهب يترجم كل أسماء الآلهة الوثنيين اليونانيين إلى "ملائكة" !، كما سيفعل في ترجمته لكتاب: "تفسير الأحلام" (Oneirocritica) لأرتيميدور (الأفسي) (ت: 103 ق.م){ Artemidorus of Ephesius }1 حين ترجم اسم إله الرعد والصواعق الإغريقي، المستعار من إله وادي الرافدين باسم: "ملك"
وسوف يستقر هذا العرف الخائن لترجمة الأصل عند كل المتفلسفة المحسوبين على اًلإسلام، بدون استثناء، حتى أن فيلسوفاً متأخرا عن حنين بن إسحاق، كالقاضي أبي الوليد محمد بن أحمد بن رشد الحفيد القرطبي الأندلسي (ت: 595 م/1198 م) لم يعصمه فقهه، وعلى شنشنة فيه، من هذا الدغل المفهومي وذهب في شرحه لأرسطو يكرس ذات الاستعمال الهجين، مع علمه بأنه خطأ، ليسمي إله اليونان "أطلس" مَلكاً أو يترجم اسم الجنس:: "الإله"، بمعنى "الفلك". !!!
ولا نستغرب من هذا النوع من التغبيش، لأن أبا الوليد هو القائل، من فرط إعجابه بأرسطو، كما لمحنا في حلقة سابقة، بأنه مَلك أرسله الله لتعليم البشرية !!
وهو كلام لا ننتظر أن يصدر من أعرابي بوال على أعقابه، فكيف بقاضي قضاة قرطبة؟ !
ولو كان وقف الأمر عند هذا الحد، ولم تتطاير الشظايا لتصيب المرجع الثاني للإسلام: السنة لهان الأمر، لكن ما الحيلة والوضّاعون والكذّابون على الله ورسوله كثر لا يحصرهم عد !؟
لذلك ما هي إلا برهة بعد أن تأقلم المتفلسفة مع الألهة الوثنية كملائكة !، حتى دخل الوضّاعون المتعاطين للتفلسف على خط التماس ليخترعوا خبراً من شاكلة:
"الرعد ملك يسوق السحاب بمخراق من حديد!"
وهو خبر سيضعون له سنداً ويكثروا من توليد طرقه ووجوهه ليدسوها بعد على بعض المغفلين من المحدثين ويروجون لها بدورهم بين المسلمين، إلى أن وجدت طريقها إلى الكثير من دواوين السنة عدا الصحيحين، حيث تنبه لغثاتها كل من البخاري ومسلم رحمهما الله وتحاشياها، وهو ما لم يمنع بعض البله المغفلين من القول بصحتها !، مع أن كل طرق الخبر (134 طريقاً) باطلة (أنظر تخريجها في كتابنا: "كيف يرد الخطأ على المفتين الكبار رواية ودراية لعدم إلمامهم بالعلم: الشيخ الألباني نموذجاً"}، زيادة على كون المتون ركيكة العبارة وظاهرة الغثاثة والوضع !
فما بالك، وأن الحفريات طلعت لنا في عصرنا ولحسن حظنا بتماثيل لإله الرعد في وادي الرافدين، بحيث ينطبق عليه الوصف ًالدقيق للخبر، لأن إله الرعد والصواعق في حضارة وادي الرافدين عرفته شعوب المنطقة ومنذ عهد سحيق تحت أسماء مختلفة مثل:"هبة"، و"تيشوب"، و"حداد" ! (الصورة: إله الرعد والبرق والصواعق الرافدي ومخراقه الحديدي. وهو طبعاً يسوق به السحاب !)
والخبر مخرج عند الإمام احمد والترمذى وصححه !!! والنسائى وغيرهم ، عن عبد اللـه بن عباس وغيره وطريق الترمذي جاء في سياق حبك قصصي كتالي:
أقبلت اليهود الى النبى صلى الله عليه وسلم فقالوا:اخبرنا عن الرعد ما هو؟
قال: ملك من ملائكة الله، موكل بالسحاب يسوقه حيث أمره الله قالوا فما الصوت الذي نسمع؟ قال صوته!
قالوا: صدقت !!!!...........
أما آن الأوان لإعادة تمدرس المحسوبين على السنة بالحجاز ؟
ولا وقفت الطامة عند هذا المستوى من الدغل المشوش على المرجعية، بسب من الجهل العلمي، والتاريخي، أي: الجهل بالدراية، وهي نصف العلم في النقدية الحديثية، بل جاء الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله وأخرج الخبر في غفلة من الزمان وأهله، ومع مطالع القرن الخامس عشر الهجري/أواخر القرن العشرين الميلادي في سلسلته المنعوتة ب "الصحيحة" ! وهي ضعيفة بكل ما احتوته بين دفتيها من أخبار، على ما أثبتنا في كتابنا: : "كيف يرد الخطأ على المحدثين الكبار رواية ودراية لعدم إلمامهم بالعلم: الشيخ الألباني نموذجا"وفي غيره من بحوثنا التي تتقاطع مع ما أورد الشيخ في سلسلته هذه، كاذبا على الله ورسوله مع كل خبر وهو يحسب لكهوفية منطلقه أنه يحسن صنعاً ! (أنظر: "إشكالات المصطلح في علوم الحديث" الذي يمكن إنزاله من هذا الموقع}.
وكي أجعل القارئ يضع أصبعه فوق الجرح الغائر في الاعتقاد، بسبب من هذه الأمية الدينية القاتلة وهذا الجهل العلمي المشين المتفشي في بعض المحسوبين على السلفية المتأخرين!، وهي منهم ومن شاكلتهم براء، مادام لا مقارنة، وفي المطلق، ما بين:
أ) تقويمية الإمام ابن تيمية رحمه الله المتواصل مع عصره والمقارع للمخالفين بالحجة والبرهان بآفاقهم المعرفية والعلمية، حتى أن أكثر خصومه كان يعترف للرجل بكونه أدرى منه في منتحله الذي ينتحله (أنظر كتابنا: "صناعة الفقه: التقويم السلفي لابن تيمية الحراني"}،
ب) أو تقويمية إمام نجد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، مطهر الحجاز من القبوريين وغبش الشرك المتلاطم الأمواج الذي كان قد ألقي بجرانه على العالم الإسلامي كله وبدون استثناء،
ولا يطعن في أحد الرجلين سوى معتوه بين الضلالة.
وبين هؤلاء الجهلة المسوخ، الذين لم يكتفوا بتخلفهم المزري، حتى أضافوا إليه الصد عن سبيل الله والنكاية بالإسلام،.وهم يحسبون أنهم مهتدون وعلى المحجة البيضاء، بينما هم يكذبون قطعاً على الرسول صلى الله عليه وسلم، باعتماد هذا الخبر بعد أن كذبنا كل طرقه بدليله. والكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم ليس ككذب على أحد، وفيه من الوعيد ما فيه !
وهل من مقارنة ما بين شجر السنديان ونجم الأرض ؟ إلا أن يكون في عقل مريض !
وأجزم أن لو بعث الإمام: ابن تيمية رحمه الله من قبره في حجاز اليوم، لكان هؤلاء أول الكافرين به، وأن لو عاين عصرنا ومشاكله، ما كان وسعه سوى أن يتعامل معه كما نتعامل معه من فوق هذا المنبر، لأن المنهج التقويمي واضح وضوح الشمس بالنسبة لكل مسلم غيور يقرأ دينه بتبصر وتمعن وليس بعيون التقليد، وإن عمي على غيره، جزاء وفاقاً، إما لدغلهم أو لنفاقهم وسوء طويتهم. والعبرة دوما بالآية:
( يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ {26} الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ {27}( {البقرة}
لأننا نفعل لعصرنا بأفقه ومعارفه، ونبض برنامج الوجود فيه، ما سبق وأن فعل رحمه الله بالنسبة لعصره وأفقه المعرفي ونبض برنامج الوجود في زمانه. وقد ترك من ورائه ثروة معرفية للتأسي بفكرته، وليس بنقل تجربته بحذافيرها وتطبيقها على عصرنا.
فهي لن تصلح له، ما لن تصلح تجربتنا لأجيال تأتي بعدنا.
فهذه سنن، ولن تجد لسنة الله تبديلا، كما لن تجد لسنة الله تحويلاً.
هذا بالرغم من صدور كتابنا، وهو جامع مانع في بابه، لعقد من الزمان الآن، وكان لهم من أمرهم أناة وسعة ليتدبروه وليردوا عليه إن استطاعوا... وهيهات! هيهات!..، إلا أن شقوة القوم غلابة، ...شأنهم شأن كل المقلدة في كل زمان ومكان ! حتى صح فيهم قوله تعالى:
( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ {175} وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {176}(
وأقترح على الحكومة السعودية أن تكتري طائرة تطير بسرعة 1450 ميل (ضعف سرعة الصوت) في الساعة حال طائرة: الكونورد الفرنسية – الإنجليزية (الصورة وقد سحبت من الخدمة مع الأسف بعد حادثة حصلت لإحداها في مطار باريز أودى بحياة 113 راكب في شهر يوليو سنة 2000، لكن توجد عدة طائرات منها لدى شركتي خطوط الطيران الفرنسية والبريطانية} أو أسرع وتقلع عند الزوال من مطار جدة أو الرياض بزمرة من أجلد المكابرين في هذه المسألة، باتجاه الغرب ليوم كامل وأن ترتب الرحلة بحيث يسمح لها بالاقتراب من مطارات دولية مهمة تقع على طريقها، كي يرى الركاب من نوافذهم المدن الكبرى المعروفة بأم أعينهم، حتى لا يقول بعضهم إنما سكرت أبصارنا وأضلونا ولسنا بمستيقنين، وتعود بهم إلى من حيث أقلعوا، ليجدوا أنفسخم عند الزوال دوما، كي يتيقنوا أنهم ظلوا فعلا يرون الشمس بازغة فوق رؤوسهم لا تغادرها ليوم كامل، دون أن تستاذن هل تعود على أعقابها أو تقلب المسار !
وأعرف أن التكلفة ستكون باهضة، و لا تستحقها مثل هذه العقول الكهوفية المتكلسة، لكن ستشفيهم لا محالة من أوهامهم، كي ينقطع تهريجهم، ويكفون الدعوة شر تنطعهم.
وستربح المملكة في المقابل من تلميع صورتهاالملطخة بأدرانهم أمام العالمين إن هي تخلصت بمثل هذه الطريقة الحضارية من مشاغبيها الأحفوريين !
وأحيل القارئ على نقاش من خارج التاريخ مما يتبادلونه فيما بينهم، بحسب ما جاء في منتدى التراث وجاء فيه:
وكان الشيخ الألباني جالس مع بعض تلاميذه فذكر حديث " إن صوت البرق والرعد هو صوت ملك يسوق السحاب بسوطه !" فقال له بعض الحاضرين: إنني أعرف أن هذا يحدث عند مقابلة مرتفع جوي بمنخفض جوي فقال له : وما المانع من حدوث هذا الالتقاء عندما يضرب الملك السحاب بسوطه !!!!
قلت (عمراني): الأمية العلمية غلابة ولن ننتظر من أمثال الشيخ أن يخرجوا من جلدهم !
وأضاف المتدخل:
وانظر إلى من صنف رسالة في تضعيف حديث "سجود الشمس" تحت العرش !!!!
قلت (عمراني): والبلية هنا، من اختصاص علم النفس. لأن الذي ضعف خبر سجود الشمس هو أنا، أثناء معالجة فتوى الشيخ ابن باز بخصوص الصعود إلى القمر في كتابنا: "كيف يرد الخطأ على المفتين الكبار رواية ودراية لعدم إلمامهم بالعلم: الشيخ ابن باز والشيخ العثيمين نموذجا"، الذي يجد القارئ مقتطفات منه على موقعنا.
ولقد ضلوا وأضلوا معهم جبلاً كثيراً وهم لا يشعرون
وأضاف المحسوب على السلفية لا فض فوه !
لأنه بعقله المريض !!! (يعني شخصنا) توهم ! المعارضة من السجود والدوران فنقول له: وأي معارضة ؟
فما المانع أن تسجد تحت العرش في أثناء دورانها ؟
وإن كنت لا تفهم معنى السجود في الدوران !!! فماذا تقول عندما تسجد وتستأذن للخروج فلا يؤذن لها ثم تخرج من الغرب ؟!!!
ماذا تقول لمن أثبت السجود لهذا الحديث الصحيح !!!
وماذا تقول إن لم تخرج عليك إلا من الغرب!!!
وبماذا تفسر ذلك إلا بحديث السجود والاستئذان كل يوم !!!! حتى يأتي هذا اليوم الموعود !!!!.
يومئذ لا تنفعك التوبة فراجع نفسك قبل فوات الأوان.
أخي الكريم عقولنا يعتريها النقص والخلل نعم إن العقل الصحيح لا يعارض النقل الصريح المهم عدم التسرع بالمعارضة بل لا بد من احترام عقول العلماء وتوجيهاتهم للأحاديث وعدم إهمال الإسناد الذي خصت به هذه الأمة .
وسوف أرفق لك أخي الكريم بعض المقالات التي تتكلم عن هذا الموضوع لعلك تراجعها بإذن الله.....
قلت (عمراني): وانظر المزيد من هذا الغثاء على هذا الرابط،
http://forum.turath.com/printthread.php?t=226
ثم انظر ما يجنيه وجود أمثال هؤلاء البله المغفلين الأميين على الإسلام وعلى أهله، بمراجعة هذا الرابط المسيحي الذي يستهجن مثل هذا التخريف ويحسبه من الإسلام !!!، محافظاً بذلك على أكباشه، الذين لا يختلفون في شيء عن صنف أكباشنا الذين تخصص الحجاز المعاصر في تفريخهم كصناعة محلية مسجلة، لتقف بنفسك على طريقة جديدة في اشتغال الضلالة المركبة المتشاوجة في عصرنا وذلك بالتكامل المزدوج بين جهالتين: الأولى محسوبة علينا والثانية ضدنا والله المستعان.
http://www.arabchurch.com/forums/showthread.php?t=3256
وانظر كيف سيستشهد المسيحي، بمسيحيات وإسرائيليات ظنا منه أنها تمت بصلة إلى الإسلام، بينما يعرف الكل مصادرها كما يقول احد المسيحيين تحت هذا الرابط، مع أننا خرجناها كلها ولا يصح منها ولا خبر !. فالبلية ممن منعوا كتبنا أن تدخل بلدهم أو نقلوا ببغائية اخباراً لا يعرفون ما محلها من الإعراب. وهاك مداخلة الرابط المسيحي اعلاه وقد عنونه وهو لا يدري!:
تناقضات فى الاسلام -------------------------------------------------------------------------------- تفسير سورة الرعد : http://www.al-eman.com/Islamlib/view...ID=248&CID=279 تناقضات في الحديث الواحد عن البرق والرعد ، ما هو الرعد وما هو البرق ، ساعة يقول منطق الله وضحكه ، ساعة يقول ملك له اجنحة فاذا حركها هو البرق، وساعة يقول الرعد ملك يسبح ويزمجر بصوت عال ، وساعة البرق هو ضربة الملائكة بالمخاريق ، وفي حديث آخر يقول هو سياق الراعي لابله عندما يضربه بحذائه!!!! أين الحل يا رب يا أخي المسلم ، جميعنا نعرف أن البرق والرعد هما ظواهر طبيعية وكونية ، هل يقبل شباب هذا القرن بهذا المنطق الغريب !!؟؟ إرسى على بر يا محمد اعطني جواب منطقي واحد ، ما هو البرق والرعد أنت قلت الرعد هو منطق الله والبرق ضحكه ، وها أنت تغير رأيك الآن !! العقول لا تتحمل كل هذا التدليس والتغفيل !!!!!!!! حملة العرش انسان وثور وأسد وأسد لهم اجنحة ، اذا حركو اجنحتهم فهو البرق حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا إسْحَاق , قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَام , عَنْ مُحَمَّد بْن مُسْلِم الطَّائِفِيّ , قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ الْبَرْق مَلَك لَهُ أَرْبَعَة أَوْجُه : وَجْه إنْسَان , وَوَجْه ثَوْر , وَوَجْه نَسْر , وَوَجْه أَسَد , فَإِذَا مَصَعَ بِأَجْنِحَتِهِ فَذَلِكَ الْبَرْق . حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ : حَدَّثَنِي حَجَّاج , عَنْ ابْن جُرَيْجٍ , عَنْ وَهْب بْن سُلَيْمَان , عَنْ شُعَيْب الْجُبَّائِيّ , قَالَ : فِي كِتَاب اللَّه الْمَلَائِكَة حَمَلَة الْعَرْش , لِكُلِّ مَلَك مِنْهُمْ وَجْه إنْسَان , وَثَوْر , وَأَسَد , فَإِذَا حَرَّكُوا أَجْنِحَتهمْ فَهُوَ الْبَرْق . وَقَالَ أُمَيَّة بْن أَبِي الصَّلْت : رِجْل وَثَوْر تَحْت رَجُل يَمِينه وَالنَّسْر لِلْأُخْرَى وَلَيْث مُرْصِد http://quran.al-islam.com/Tafseer/Di...ra=2&n Aya=19 الرعد ملك ، والبرق ضربة مخراق !!!! http://www.al-eman.com/Islamlib/view...ID=248&CID=279 http://quran.al-islam.com/Tafseer/Di...a=13 &nAya=13 الرعد هو منطق الله والبرق هو ضحك الله. وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا في كتاب المطر، وأبو الشيخ في العظمة، والبيهقي في الأسماء والصفات، عن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله ينشئ السحاب فينطق أحسن النطق، ويضحك أحسن الضحك". قال إبراهيم بن سعد: النطق، الرعد. والضحك، البرق. وأخرج العقيلي وضعفه وابن مردويه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ينشئ الله السحاب، ثم ينزل فيه الماء. فلا شيء أحسن من ضحكه، ولا شيء أحسن من منطقه، ومنطقه الرعد، وضحكه البرق وهنا يغير رأيه : وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أن خزيمة بن ثابت - وليس بالأنصاري - رضي الله عنه، سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن منشأ السحاب فقال: "إن ملكا موكل بالسحاب يلم القاصية ويلحم الدانية، في يده مخراق، فإذا رفع برقت، وإذا زجر رعدت، وإذا ضرب صعقت". وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المطر، وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه، والخرائطي في مكارم الأخلاق، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: الرعد، ملك. والبرق، ضربه السحاب بمخراق من حديد. وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ والخرائطي، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: الرعد، ملك يسوق السحاب بالتسبيح، كما يسوق الحادي الإبل بحدائه. وأخرج البخاري في الأدب المفرد، وابن أبي الدنيا في المطر، وابن جرير، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان إذا سمع صوت الرعد قال: سبحان الذي سبحت له، وقال: إن الرعد ملك ينعق بالغيث كما ينعق الراعي بغنمه. وأخرج ابن جرير وابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: الرعد ملك من الملائكة، اسمه الرعد، وهو الذي تسمعون صوته، والبرق سوط من نور يزجر به الملك السحاب. وأخرج ابن المنذر وابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما قال: الرعد ملك اسمه الرعد، وصوته هذا تسبيحه، فإذا اشتد زجره، احتك السحاب واصطدم من خوفه فتخرج الصواعق من بينه. وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: الرعد ملك يزجر السحاب بالتسبيح والتكبير. وأخرج ابن أبي حاتم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ما خلق الله شيئا أشد سوقا من السحاب، ملك يسوقه. والرعد، صوت الملك يزجر به، والمخاريق يسوقه بها. وأخرج أبو الشيخ عن عبد الله بن عمرو، أنه سئل عن الرعد فقال: ملك وكله الله بسياق السحاب، فإذا أراد الله أن يسوقه إلى بلد، أمره فساقه، فإذا تفرق عليه زجره بصوته حتى يجتمع، كما يرد أحدكم ركانه، ثم تلا هذه الآية {ويسبح الرعد بحمده}. !!!!!!!!!!!! هذه الآية لها دلالة واضحة انها من تأليف محمد ، هل وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ، عن مجاهد - رضي الله عنه - قال: الرعد، ملك ينشئ السحاب، ودويه صوته. وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ، عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله {ويسبح الرعد بحمده} قال: هو ملك يسمى الرعد، وذلك الصوت تسبيحه. وأخرج ابن جرير والخرائطي وأبو الشيخ، عن أبي صالح - رضي الله عنه - {ويسبح الرعد بحمده} قال: ملك من الملائكة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في سننه، عن عكرمة - رضي الله عنه - قال: إن الرعد ملك من الملائكة، وكل بالسحاب يسوقها كما يسوق الراعي الإبل. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ في العظمة، عن شهر بن حوشب - رضي الله عنه - قال: إن الرعد ملك يزجر السحاب كما يحث الراعي الإبل، فإذا شذت سحابة ضمها، فإذا اشتد غضبه طار من فيه النار، فهي الصواعق. وهناك عدة روابط أخرى محسوبة على الإسلام تلوك مثل هذه الغثاء، لم نستعرضها هنا لحال الطول، ولكون الموضوع ليس من صلب اهتماماتنا فيما نحن بصدده الآن، ويمكن الوقوف على الكثير منها بالبحث في جملة: "الرعد ملك" على الشبكة.
فالرجاء...الرجاء.. من كل مسلم واع غيور، ممن وقف على ما سطرنا هنا واقتنع به، وقرأ ما يروج له هؤلاء البله، وما تروج له بعض المنابر المسيحية باعتماد بلاهتهم، وليزدادوا كفراً!، مع أن هذا ليس ما يسعى إليه مسلم يؤمن بأنبياء الله وكتبه ورسله،... ألا يتصرف تصرف الشياطين الخرس، وكأن الأمر لا يهمه ولا يعنيه، بل أن يحاججهم بما أمددناه به، وبما يعرف من تلقاء نفسه، ويجاهدهم به جهاداً كبيراً، علهم يكفوا عن بهدلة أنفسهم وبهدلة المسلمين لاشتراكهم معهم في الاسم.
فتغيير المنكر على القادر، بحسب الاستطاعة، ليس ترفاً فكرياً، بل واجب من أوكد الواجبات وفرض من فروض العين على كل مسلم ومسلمة.
ولا يعزبن على القارئ، أن عمله هذا هو بمثابة زكاة لما يأخذه من توعية من هذا المنبر، وإلا فنحن لسنا هنا نكتب موضوعات أكاديمية للعاطلين، ولا لكي نكون لأنفسنا حزباً بأتباع ناعقين سفاهة لنا ولهم، بقدر ما تنوخى أن تصل هذه الأفكار إلى من يستطيع الاستفادة منها، مؤصلين للدعوة المعاصرة بادلتها، ليقوم عليها عمل.
وهي الثمرة المتوخاة من هذا المنبر أولا وأخيراً والله المستعان.
وعوداً على بدء.
وقد راكمت تلك الترجمات إلى اللغة العربية عيوباً تئن من حمل تبعاتها الجبال الرواسي، فكانت بمثابة عوائق هائلة صادة عن الفهم، وتحول بين قارئ تلك النصوص وفك طلاسم ألغازها، بحيث لن نستغرب بعد أن يكون لسان المتفلسفة عيياً إلى درجة الغثيان، ولا في كون كل من أشربوا هذا الحثالة مدغولين من جهة المرجعية حتى كاد إسلامهم يداني إسلام العجائز من جهة التوحيد والاعتقاد، وصاروا أبعد الناس عن تمثل الإسلام في أصالته أو فهمه في نصاعته الأولى.
وهو ما يمكن إيراد المئات من النصوص كشواهد عليه..
ومن عجائب الصدف، أن بالرغم من هذا القصور البنيوي المذهل في إحاطة المترجمين الأول باللغتين الإغريقية والعربية ، إلا أنهم سيوفقون، على الأقل فيما يخص ترجمة لفظة: "تاويل" الإغريقية، في اختيار اللفظة المناسبة لموضوعها وهو: "العبارة".
فكانوا من هذه الحيثية أسعد حظاً من نظرائهم المعاصرين حين تولوا ترجمة المفردة مجدداً ليس من الإغريقية التس يجهلونها جميعاً بل من الفرنسية بالنسبة للمغارببن والإنجليزية بالنسبة للمشارقة !
والملاحظ هو أن مقاربة أرسطو لمفهوم: "التفسيرِ": هي في جوهرها مقاربة منطقيّة.
حيث لم يكن "التفسير" عنده يخرج عما سيعرف لاحقاً ب "التفسيرَ القواعديَ" (grammatical interpretation).
وضمن هذا العرف ف "الكلمةَ المنطوقةَ" تعتبر لبنة أساسية في كيفية استعمال اللغةُ. وهي قد تكون: "رمزَاً" أَو "إشارة معبرة عن مشاعرِ الود"، أَو «انطباعاً للروحِ". ....
وبالتالي: فالكلمات المكتوبة هي: إشاراتَ للكلماتِ المنطوقة2.
وألفت نظر القارئ إلى أن السيميائيين المعاصرين (Semiologistes) ، على ما سنستعرض عند أوانه، سيستحضرون هذا الفهم الأرسطي بحذافيره ليوظفوه في تفسيرهم المحايث، تحت ذات العنوان الأرسطي (Hermeneutics) !
ألم نقل: إن المعرفة لا تنفك عن الإيديولوجبا ؟
هل أتاك حديث الذباب المتثاقف ؟
فالبلية إذن، وكما تبين القارئ من خلال هذا المسار التاريخي للفظة "تاويل"، لم يتأت من اختيار الفلاسفة الغربيين للاشتغال تحت اسم: "الهيرمينوطيقا"، مادامت هذه التسمية هي التسمية الأصلية للحقل في الغرب ومنذ أرسطو، وإنما من تطفل المهتمين بدراسة النصوص من العرب على موائد غيرهم، دون أن يستوعبوا الإشكال المفهومي في كل تجلياته، وظنوا أنهم بسرقة المفاهيم الغربية من خارج سياقاتهاالثقافية والحضارية، قادرين على اسننباتها في الحضارة الإسلامية وانها ستخلق المعنى والدلالة في السياق الجديد ما كان لها في سياقها الأم، حال ما يظن الكثير من المغاربة المتعاطين لدراسة النصوص، وهم نماذج حية ل "قردة وفئران مختبر" من ضحايا المسخ الذي تعرض له التعليم المغربي لعقود، بحسب ما درسهم بعض الفيارسة الثقافيين في مدرجات الجامعة بأنها "الفلسفة" تشحذ الذهن وتنمي ملكات التعقل وتحارب الظلاميين !
وبصفتي أحد المنتمين لهؤلاء الظلاميين في عرفهم وهو ما لا يتجرءون على التفوه به !، فلن افشي سراً إذا ما قلت بأنه لا يتجه للفلسفة في حاضرة الإسلام سوى جاهل بالمرجعية جهالة مطلقة، وإن راكم معارف لغوية أو فقهية أو ما شابه، فهذه في حقه زخرف، مادام تمثله للمرجعية كليل، حال كل المتفلسفة المحسوبين على الإسلام وبدون استثناء، على ما مر بك من بعض أبرز ممثليهم، أو بليدمطبوع لا يُرجى شفاؤه، أو قليل الذكاء الذي لا يستطيع التعامل مع الرياضيات أو العلوم عامة ليختار لنفسه مهنة ومستقبل أفضل، أو ضحية من ضحايا التعليم المغربي الفاشل!
وهؤلاء يمثلون بدورهم، ليس جهالة واحدة بالمفرد على الإسلام وأهله بل جهالات مركبة وظلمات بعضها فوق بعض، حتى أن وزير الثقافة ! (يفهم منها التجهيل من باب الأضداد اللغوية) المغربي: محمد الأشعري (الصورة) ورفيق درب أدونيس، بدل أن يرد هو أو صاحبه أو هما معا، أو أن يجمعا أمرهما ويستظهرا بمن شاءا للرد على كتابنا: "كيف تمت هندسة فيروس اسمه أدونيس"، إذا بمستوز الزمن الانحطاطي الصفري الردئ يستغل نفوذ المنصب وفرصة غيابنا عن المعرض الدولي السابع للنشر والكتاب المنعقد بالدار البيضاء {من 5 إلى 15 ننوفمبر 1998}، ليصادر كتبنا من المعرض، بينما هي مرخص لها قانونياً بالعرض وبإذن منظمي المعرض، قبل أن نرغمه وزبانيته على إرجاعها إلى أمكانها.
وللعبرة وللتاريخ فلم تمت الثقافة ولا تبهدلت قط ما تبهدلت أيام هذا المستوزر، الخالد على كرسيها وكان البلد عقيم من المقتدرين الذين يمكن ان يعطو للثقافة متنفس غير الواقع المزري الذي ترزخ تحته ! وهل من عجب في رجب ! وفكرة "وزارة الثقافة" لم تخلق اصلاً سوى لمحاربة الإسلام ! حتى أصبح شغلها الشاغل هو نشر مؤلفات لمرضى اجتماعيين وهلكى عقائديين من شاكلة شكري صاحب "الخبز الحافي" وغيره إمعاناً في تخريب أخلاق الأجيال ياسم ثقافة ليس لها من مسماها سوى النقيض !
قلت (عمراني):
وسيضيف المترجمون الرديئون الذين ترجموا: "الهيرمينوطيقا" ب "التأويل" خيانة من عندهم، كان بإمكانهم تجنبها لو كانوا ملمين ومتخصصين بالحقول اللغوية في المنشأ ونظيراتها في اللغة الوعاء الهدف !
ومن هنا وكي تكتسب هذه الحقول شرعية إسلامية تستحقها، فيتوجب على المشتغلين فيها تطهيرها بالماء والثلج والبرد من هذه العوالق الإيديولوجية، وإعادة النظر في الإطارت المرجعية المعرفية (Paradigm) التي يشتغلون تحتها، وأن يعملوا جاهدين وبعزم على تبييئ ما ينفع من الآليات والتقنيات، ويتلافوا سائر المزالق التاريخية التي وقعت فيها الأجيال السابقة في الماضي، ليبدعوا ضمن إطارهم وزمانهم، بدل أن يكرروا أنفسهم في التاريخ ببغائية نمطية وبلادة تضحك الثكالى بلا آمال ولا آفاق.
والمتصفح لكتاب "العباراة" الأرسطي لن يعثر فيه على نظرية لتفسير النصوص بالمعنى الذي سيصبح شائعاً في عصور لاحقة وذلك لسبب بسيط وهو أن الداعي لها لم يكن موجود!.
إذ كل النصوص التي عرفها الإغريق، وإلى زمن أرسطو، كتبها إغريق للإغريق. وليس فيها ما كان يستعصي على الفهم أو هو مفارق فوق الحد وفوق مستوى إدراك الناس حال النصوص الدينية، كي يُحتاج إلى تفسيره للآخرين.
فالفلاسفة، وعلى اختلاف أطيافهم، كانوا يصدحون بأفكارهم في الساحات العامة المعروفة ب "الأغورا" (Agora)، وتخصص السفسطائيون من بينهم في تعليم القادرين على دفع الأجر ما شاءوا من المعارف الجدلية والخطابية ليبزوا منافسيهم في هذه الدروب إن دعت الضرورة.
ثم أشعار هوميروس والشعراء التسعة القدماء التقليديون كان يتغنى بها أو ببعضها العديد من الناس، وما هي بالتي تستعص على أحد.
وسيحاول الفلاسفة الرواقيون تطوير آليات من أجل دراسة الأساطير إلا أن محاولتهم لم تتطور إلى منهجية مكتملة في التفسير,
وأول من سيؤثر عنه تطوير منهجية في التفسير هو الفيلسوف اليهودي المُهَيْلَن (Hellenized) فيلو الإسكندري (50 ق.م – 20 ق.م) وله مؤلف يحمل عنوان: "التفسير المجازي" (Allegorical Interpretation)
ولئن كان منتظراً أن يكون أي نص يحمل بين طياته اسئلة تاويلية مرتبطة به فالعجب أن يتسع نفس النص ليحمّل بتأويلات متعسفة مختلفة بسبب المنطلقات العقدية للمؤمنين به، حال كتب "العهد القديم" بالنسبة لليهود والمسيحيين الكاثوليكيين والمسيحيين البروتستانتيين.
انبعاث الإبيونيين بين ظهراننا مجددا
إذ بالرغم من اشتراك المنتحلات الثلاثة في غالبية النصوص القانونية المعتمدة لدى كل واحدة من فرقهم على انفراد، إلا أننا سنكتشف بذهول أن كل فريق أنشأَ تقاليدِه الخاصة به فيما يرجع لفهم النصوص وطور آليات أكثر خصوصية لتقوم بمثل هذه التأويلية، حتى أمكن القول رجماً بالغيب:
أن لو لم يكن المسلمون مستغنين عن كتب الفرق الثلاثة بكتابهم الناسخ لها جميعها: القرآن الكريم، لطوروا بدورهم، بناءاً على هذا الكشكول من الكتب المنتسخة من أصول ضاعت كلها في الغالب، تأويلية مختلفة تعبر عن فهمهم للنصوص، لن تختلف في كثير عن التأويليات التي قد تكون تطورت على يد كنيس أتباع المسيح عليه السلام الذين اشتهروا تاريخياً إما باسم: "النصارى"، نسبة إلى الناصرة مدينة الجليل الفلسطينية، كما يصفهم القرآن، أو تحت الاسم العبري: "إبيونيم" (אביונים) (evyonim) (الفقراء)، والذين سيتحول الكثير منهم إلى الإسلام إبان ظهوره في القرن السابع الميلادي، وليستمر بعضهم منتحلين لذات التسمية إلى ما بعد عصر قاضي القضاة: عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار الهمذاني الأسدآبادي المعتزلي (ت: 415 هـ/ 1025 م) الذي وصف بعض ممثليهم في عصره، ليبعثوا بقوة مجدداً بين ظهراننا في العصر الحاضر، كما يوضح الرابطان التاليان وجريدة "حريتنا" (الصورة) الناطقة بلسان حال الرابط الثاني:
The Ebionite Home Page
http://ebionite.org/liberationcovera.jpg
وهو ما خلق إنزعاجاً قوياً سرى في كل أحشاء العالم المسيحي من شرقه إلى غربه، لأن وجود الفرقة شاهد حي ودامغ على حصول الانقلابية البولصية، حيث أن كتاباتهم لا تنفك عن وصف القديس بولص بكل النعوت ويعتبرونه عدوهم الأول، الذي قلب الطاولة على أسلافهم بمعونة الدولة الرومانية.
وكأن روما الجديدة: "أمريكا" لم تجد ما تتأسى به سوى أنموذجها الأمثل روما القديمة !
ويظهر وكأن ذات الهاجس الهوسي يسكن بعض مؤدلجي اليمين المتطرف لدى العم سام المتمثل فعلاً للحضارة الرومانية، وليس الإغريقية، على ما يمكن استشفافه من خلال نوع العمارة الرسمية المنتشرة في عواصم الولايات المتحدة الأمريكية، تجريبه اليوم من خلال دعم "المتصوفة" المحسوبين على الإسلام، بعد أن فشل في تهجينه لمجاهدي أفغانستان، حال ما يشهد واقع هذا البلد البئيس وواقع الفوضى التي يعيشها الغراق، على غرار ما سبق وأن جرب الاستعماران: الفرنسي والإنجليزي من قبل، طوال القرنين التاسع عشر والعشرين، من دون طائل!، بل إن بعضهاأبلت البلاء الحسن في محاربة الاستعمار، بعد تنامي الوعي بخطره على الدين، حال ما فعلت السنوسية في ليبيا وغيرها...
وهذا يعني، بخصوص ما نحن بصدده، أن الاختلافات التأويلية لهذه الجماعات المؤمنة تَمْنعُ من إصدار أيّ حكم 'جازم' على التأويلية التوراتية ككل، لاختلاف التأويل باختلاف المشارب، وعدم وجود معيار داخلي للفصل بين الفرقاء.
أما من الخارج، فبإمكان المسلمين وحدهم إصدار الحكم المناسب على أي نص توراتي، وذلك باللجوء إلى رائزية القرآن بصفته مهيمنا على الكتب المقدسة كلها.
وهو ما ورد في نصوص محكمة، نقتصر منها على ذكر آيتين:
{إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون} {سورة النمل، الآية 96}
{يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير. فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير} {سورة المائدة الآية: 19}
إنتهى ويليه الجزء الثالث
الهامش:
1 نشره توفيق فهد بترجمة فرنسية سنة 1964 تحت عنوان (تفسير الأحلام)
Le livre des songes [par] Artémidore d'?phèse
2 Aristotle. (1965-79). Aristotle in twenty-three volumes. With An English translation by Harold P. Cooke [et Al.] Cambridge, Mass. : Harvard University Press ; London : W. Heinemannp. v. 1, 1965, p. 115.