خواطر لإنسان من العهد الجديد تعايش مع الثورة الشعبية العربية

خواطر لإنسان من العهد الجديد تعايش مع الثورة الشعبية العربية

 

أنا اتضامن بحرارة ....
أستطيع القول أن مشاهدتي كمواطن عربي لما يجري في بلادي العربية  من ثورات تحرر شعبية طلباً للتغيير, لم يثلج صدري فقط , و إنما أعطاني الامل برؤية واقع جديد و مغاير لذلك الواقع المرير الذي ترك  - و لعقود طويلة - الإنسان العربي جسداً بلا روح ,  يعيش بلا أي طموح أو هدف ,,, و لو قدر له أن يسأل حينها سؤالاً معيناً لإختار سؤالا واحد يجمع عليه ذاك الانسان المتواجد في شرق و غرب العالم العربي على حد السواء .... ألا و هو .. لماذا أنا أعيش ... أما الأن ... فإن السؤال الذي يجتاح بلادي العربية و ينطق به لسان كل مواطن عربي هو ... ما هو الطريق الذي سيخلصني من الجحيم ؟
 

 

 
ليتني كنت شمعه  ...
القلة منا من إجتاز حاجز الخوف الذي صنعته الأنظمة العربية فدفع ثمناً كبيراً ... فكان تلك الشمعة التي أضاءت لنا ظلمة الخوف و الرهبة ... إنهم سجناء الرأي و المعارضين - إنهم المعذبين - إنهم المنفيين - إنهم النشطاء  ... ضحوا بأرزاقهم و لقمة عيشهم ... حرموا من عائلاتهم ... تركوا اوطانهم و عاشوا كالغرباء في أوطان مصطنعة  لم تستوعب حتى أحلامهم ....  
 
 
إنهيار حاجز الخوف ...
نورهم جاء مشحوناً بقوة رهيبة كلمبة الكهرباء التي تستجمع قواها قبل ان توهج نوراً  ... محمد بو عزيزي التونسي .... خالد سعيد  المصري .... المدون الليبي حسن العبيدي ... زرعوا فيروس أنفلونزا الحرية  فأصبحت أجسادنا منيعة ضد أمراض السجون و التعذيب و القتل و الضرب ... شكراً لهؤلاء الأبطال الذين أمدونا بأنفلونزا الحرية التي دوات حاجز الخوف الذي بحثنا عن علاجه لعقود طويلة ..
 
 
كسر الخواطر ....
 
عجيب أمر الحاكم العربي و عزة النفس الكبيرة التي شاهدنا كيف تمسك بها البعض مثل إبن علي و مبارك و يتمسك بها البعض الأخر كالقذافي و علي صالح  . فهؤلاء الحكام متشبثين بالسلطة حتى الرمق الأخير رغم مشاهدتهم لتجارب أسلافهم و علمهم  بإرادة الشعب القوية لإزاحتهم ...  إنهم يتشبثون بالسلطة لا لمزيداً من سنوات حكم إضافية , و لا لمزيداً من جمع المال العام المنهوب .... و إنما للطريقة التي سيخرجون بها ...
 
أذلاء و مكسورين الخاطر أمام شعب قيدوه و حكموه و طوعوه لعقود من الزمن .... سيخرجون بين ليلة و ضحاها متخفين ... حتى دون أخذ أمتعتهم الشخصية ؟؟؟ سبحان الله فيما يصنع 
 
 
 
إرادة الشعب...
عجباً لزمن نعيش فيه ... إحتاجت أنظمتنا العربية لعقود من الزمن من أجل كسر كلمتنا و شوكتنا أنفقت من خلاله مليارات الدولارات لتدريب و تسليح قوات مكافحة الشغب و أنشئت السجون السرية و العلنية و إستعلمت كل وسائل الترهيب و الترغيب من أجل تحقيق ذلك ...... و كيف إستطاعت الثورات الشعبية و خلال أيام معدودة فقط من تدمير كل ما صنعته الأنظمة العربية و التحرر من قيودها ... عجباً للإرادة الشعوب ماذ تصنع ؟؟؟
 
 
الطعام الجديد...
 
عجباً لخبزنا و مائنا و هوائنا الجديد ... مدنا بالقوة و السلاح في وقت كنا أكثر شعوب الأرض بحاجة لمثل ذلك الخبز و الماء و الهواء ... عجباً من شبكة الإنترنت و شبكاتها الإجتماعية و ما تحتويه من وسائل إعلام و تنوير مدتنا بفيتامين الحياة و اكسير البقاء و متنفس الحرية  , و قد كنا نستجدي لقمة العيش في طوابير الذل و الحرمان .
 
 
صحوة التنين العربي...
 
عجباً لصحوة الإنسان العربي ماذا تصنع ... من إنسان مقيد فاقد للأمل و للمستقبل إلى واحد من أكثر شعوب الأرض حيوية و نشاط و تفاؤل ... من إنسان كان جل حلمه مختزل في الحصول على فرصة عمل أو الهجرة هرباً من جحيم لم يعد يستوعب جسده و روحه إلى إنسان يعج بالنشاط و الحيوية و التفاؤل لصناعة مستقبل و أمة .
 
 
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ...
لا أعلم ماذا كان سيقول شاعرنا المرحوم أبي قاسم الشابي من أبيات شعر تصف حال الشعوب العربية  في بحثها عن الحرية ... على الاغلب أنه كان سيقول نفس بيت الشعر الخالد .... إذا الشعب يوماً أراد الحياة .... فلا بد أن يستجيب القدر ... فكل كلمة من ذالك البيت لها مكانها و تفسيرها في ذالك الواقع الذي كنا نعيشه قبل و خلال و بعد ثوراتنا الشعبية ... نعم ... نحن شعوب عظيمة باحثين عن الحرية و الحياة ... إستجاب لنا القدر عندما صنعنا إرادة التغيير فقط .... عندما طلبنا البحث عن الحرية .... التي لا تأتي طوعاً ... بل من خلال العناء و الإكراه ...
 
 
لو لم اكن عربياً لوددت أن أكون ...
 
من منا لم يتضامن مع أشقائه العرب في تونس و في مصر و في ليبيا ... من منا لم يتأثر لما شاهده من مشاهد قتل للأبراء و تعذيب للمتظاهرين ... من منا لن تحدثه نفسه قائلة : وددت لو كنت في تونس الان ... وددت لو كنت في مصر الان ... وددت لو كنت في ليبيا الأن ... وددت لو كنت تونسياً أو مصرياً أو ليبياً .... لعشت نشوة الانتصار و لشربت من كأس الحرية ... ليس مهما ً التمني و ليس الأمر بيدنا أن نصنع أقدارنا طالما إننا عرب ... فعلى الأقل يستطيع المرء منا ان يقول ... أنا عربي و لو لم أكن عربياً لوددت ان اكون .

 

الحوار الداخلي: 
الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك