قراءة هادئة في حراك عنيف

قراءة هادئة في حراك عنيف

بقلم ظافر أحمد

يمكن متابعة القراءة في الحراك السوري العنيف وبما يثبت المزيد من الحقائق تضاف إلى ما تمّ إثباته سابقاً بالوقائع حول (أنّه اعتمد العنف منذ لحظاته الأولى، ومخطط بإتقان وغير عفوي، ويسوّق لفقدان الحرية باسم الحرية، وإنّه حراك ضمن منظومة خارجية)، ولابد من استخلاص حقائق جديدة في مواصفات هذا الحراك..، وفق التالي:

- استثمار الطفولة وقتل براءتها: اشتهرت قصّة أطفال درعا والتي سوّقتها "المؤامرة" على أنّها كانت سبب الشرارة الأولى للحراك الذي انطلق من درعا، وترافقت قصّة الأطفال بكثير من المبالغات التي ضلّلت عقولاً كثيرة..، علماً أنّ تطوّر الأحداث مباشرة بُعيد ما سمي "حادثة اعتقال الأطفال" يدل على أنّ تفاصيل الحراك مخططة بشكل واسع وأكبر بكثير من "محطة أطفال درعا" وما من شرارة ارتبطت بحادثة الأطفال لأنّ جهود البيت الأبيض والمخابرات الغربية وأنظمة النفط والزفت الخليجي لإطلاق الحراك في سورية كانت محضرة قبل سنوات من حادثة أطفال درعا..

وأثبتت الوقائع التي تمّ عرضها في المتابعة السابقة من هذه القراءة أنّ شرارة الحراك حدثت بشكل مخطط له في دمشق بتظاهرة عابرة صغيرة قبيل شهر من حادثة أطفال درعا، وشهدت لأوّل مرة شعار (الله سورية حرية وبس)..، ولكنّ ارتباطاً بحادثة أطفال درعا تمّ استثمار الطفولة خدمة للحراك وأمكن للإعلام النفطي من كثرة الضخ تجاه تلك الحادثة زراعة قناعة في ذهن كثيرين بأنّ ما حدث لأطفال درعا هو سبب الحراك، وتمّ تسويق هذه القناعة بغية تبرئة البيت الأبيض والبيوت السوداء التابعة له من "خطة المؤامرة" المطبوخة بحنكة كبيرة كي يكون استثمار الطفولة أحد أدواتها..، وأريد منها أن تكون حالة رمزية وحالة تأجيجية وبهدف استمالة التعاطف الشعبي مع الحراك ولتكون مادة تشدّ الانتباه على شاشات إعلام النفط والإعلام الخارجي وبيوت السياسة العالمية المنشغلة بالتآمر على سورية..

من الثابت أنّه قبيل حادثة أطفال درعا بسنوات وشهور كان السلاح يتدفق عبر الحدود، وكانت تحدث تحضيرات بتأمين مستلزمات بشرية ومادية وفكرية – نشر منظم للفكر الوهابي والفكر التكفيري- في درعا وحمص وحماة وإدلب وغيرها..، وهذا يعني أنّ ما حدث مع أطفال درعا محطة شكلت مطباً وقعت فيه جهة مختصة وكان المراد أن تتحوّل القصة إلى مادة دعاية مضادة بحق أجهزة محددة كان من واجبها النجاح في ضبط ملفات نشر الفكر الوهابي والفكر التكفيري وملفات تدفق السلاح إلى سورية بدلاً من مطب "حادثة أطفال درعا"!.

ما يعزّز أنّ حادثة أطفال درعا استثمرت بالشكل التآمري هو أنّ ذات الإعلام النفطي الذي سوقّ تلك الحادثة على طريقته طبخ حادثة الطفل الحمصي ساري سعود، الذي ثبت بالدليل القطعي تنسيق قتَلَتِه مع فضائية الجزيرة في طريقة عرضه بطريقة التركيز على إشارة رمز ديني تحمله والدته التي كانت تضمّه وتبكيه ورافقت وعاينت عملية قتله برصاصات مجموعة مسلحة إرهابية ترفع شعار الحرية، بينما انشغل القتلة في تصويرها وتصويره كمادة درامية مؤثرة لتوظيفها على أنّ الأمن السوري قتله..

وإنّ ما قالته والدة ساري حول استشهاد ابنها ووصفها لطريقة قتل ساري ومنع إسعافه وتحضيره للتصوير فيه أكبر إدانة لفضائية النفط التي تستلم مثل تلك "الأفلام" من قتلة أطفال كمحاولة لاستثمار طريقة القتل في مجال تحريض طائفي أيضاً ضد الدولة..، لقد كانت فضائيات النفط العربي بحاجة لتوظيف مادة الطفولة للتغطية على القتلة الحقيقيين وأصحاب الحراك العنيف القاتل والتحريض على الدولة وسلطاتها وللتحريض الطائفي الفتنوي..

وهل يمكن نسيان الطريقة الشنيعة في قتل مجموعة إرهابية لأسرة التلاوي بدايات أحداث حمص..، وفي هذا المجال توجد تفصيلات كثيرة ومأساوية تجعل من استثمار المؤامرة على سورية لقضية الطفولة  أسوأ استثمار..

المصدر: http://www.alazmenah.com/?page=show_det&category_id=9&id=42488&lang=ar

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك