أداء المؤسسات و واجب القائد في عملية التحفيز

أداء المؤسسات و واجب القائد في عملية التحفيز

 

بقلم إبراهيم بدر

 

كثيرا ما يشتكي المشرفون على المؤسسات ، سواء كانوا قيادات لأحزاب سياسية أو لجمعيات و لمنظمات أو حتى لمؤسسات ربحية من ضعف الحافز لدى العاملين في المؤسسة ، و أن هناك خمول يمس الجميع  و تثاقل في حركة الأفراد ... فلا تكاد تجمع عشرات منهم في لقاء أو عمل إلا بعد جهد جهيد و تعب مضني ، مرجعا ذلك إلى ضعف الحافز لدى الأفراد ، و قلة الدافعية الفردية لديهم فما هو الحافز ؟ و ما هي أشكاله ؟ و ماهي أهميته في عمل المؤسسات ؟ و ما هي معوقات التحفيز ؟ و ما هي العوامل المساعدة على التحفيز ؟ و ما هو دور القائد في عملية التحفيز ؟ ... ذلك ما سنعرفه من خلال هذه السلسلة من مقالات التطوير الاداري .

 

يحكى أن شابا ذهب لأحد الحكماء ليتعلم منه … فسأل الشاب الحكيم : هل تستطيع أن تذكر لي ما هو سر النجاح ؟  فرد عليه الحكيم بهدوء و قال له : سر النجاح هو الدوافع . فسأله الشاب : و من أين تأتي هذه الدوافع ؟ فرد عليه الحكيم : من رغباتك المشتعلة . و باستغراب سأله الشاب : و كيف يكون عندنا رغبات مشتعلة ؟ و هنا استأذن الحكيم لعدة دقائق و عاد ومعه وعاء كبير مليء بالماء . و سأل الشاب: هل أنت متأكد أنك تريد معرفة مصدر الرغبات المشتعلة ؟ فأجابه الشاب بلهفة : طبعا .  فطلب منه الحكيم أن يقترب من وعاء الماء و ينظر فيه ... و نظر الشاب إلى الماء عن قرب و فجأة ضغط الحكيم بكلتا يديه على رأس الشاب و وضعها داخل وعاء الماء . و مرت عدة ثوان و لم يتحرك الشاب ، ثم بدأ ببطء يخرج رأسه من الماء ، و لما بدأ يشعر بالاختناق بدأ يقاوم بشدة حتى نجح في تخليص نفسه      و أخرج رأسه من الماء ثم نظر إلى الحكيم ، و سأله بغضب : ما هذا الذي فعلته ؟ فرد و هو ما زال محتفظا بهدوئه و ابتسامته سائلا : ما الذي تعلمته من هذه التجربة ؟

قال الشاب : لم أتعلم شيئا!!  فنظر إليه الحكيم قائلا : لا يا بني لقد تعلمت الكثير ... ففي خلال الثواني الأولى أردت أن تخلص نفسك من الماء ، و لكن دوافعك لم تكن كافية لعمل ذلك ، و بعد ذلك كنت دائما راغبا في تخليص نفسك ، فبدأت في التحرك و المقاومة و لكن ببطء حيث أن دوافعك لم تكن قد وصلت بعد لأعلى درجاتها.. و أخيرا وعندما شارفت على الغرق أصبحت عندك الرغبة  المشتعلة لتخليص نفسك  و عندئذ فقط أنت نجحت لأنه لم تكن هناك أي قوة في استطاعتها أن توقفك.

ثم أضاف الحكيم الذي لم تفارقه ابتسامته الهادئة : عندما يكون لديك الرغبة المشتعلة للنجاح فلن يستطيع أحد إيقافك… 

إن التحفيز يصدر عن رغبة ، فعندما تكون لديك رغبة قوية لتحقيق هدف معين أو عندما يواجهك نوع

من التحدي بينما تريد أن تحدث تغييرا نحو مستوى أفضل فانك تكون محفزا ... وفي مثل هذه الحالة عندما تكون في قمة التحفيز ، فانك تسعى نحو تحقيق هدفك ولا يثبط من همتك أي عوائق أو إخفاقات

 

تعريف التحفيز : يطلق التحفيز على التحريك للأمام ، وهو عبارة عن كل قول أو فعل أو إشارة تدفع الإنسان إلى سلوك  أفضل ، أو تعمل على استمراره فيه . والتحفيز ينمى الدافعية ويقود إليها .

و التحفيز هو شحن و تقوية المشاعر و الأحاسيس الداخلية التي تقود إلى تحقيق الأهداف أو تسهل  القيام بها و إنجازها

و التحفيز هو شعور يتم توليده داخل الموظف من قبل إدارة المؤسسة من أجل تنشيط الموظف و زيادة فاعليته ، و هو ما لا يمكن رؤيته أو سماعه ، أو الشعور به ،و لكن يمكن استنتاج وجوده من خلال أداء العاملين في المؤسسة و فاعليتهم .

عناصره التحفيز:  و تتمثل في:

     الحافز: و هو الدافع الذي يدفع الفرد إلى سلوك أو اتجاه معين، ويشترط فيه أن يكون قادر على  التحفيز.
   المحفز: وهو الشخص الذي يقوم بعملية التحفيز، و الذي يجب عليه  أن يكون مطلعا على حاجات الآخرين وقادرا على تحفيزهم ، و عادة ما يكون هذا الشخص قائد المؤسسة أو مديرها أو المشرف على العاملين فيها .

   المحفز: هو الشخص الذي تم دفعه للقيام بسلوك معين اي العامل في المؤسسة و المناضل في الجمعية أو المنظمة ويشترط فيه:

                          - القدرة: فالشخص المؤهل والقادر هو الذي يمكن تحسين أدائه.

                         - الرغبة: للوصول إلى الهدف وإدراكه.

الحوافز: هي مجموعة الوسائل المادية والمعنوية المتاحة لإشباع الحاجات والرغبات المادية والمعنوية للأفراد. و هي أيضا  الوسائل والعوامل الخارجية التي تشبع حاجات العامل وتوجه سلوكه على نحو معين.
و تعرف بأنها العوامل والمؤثرات والمغريات الخارجية التي تشجع الفرد على زيادة أداءه ، وتقدم نتيجة أداءه المتفوق والمتميز، وتؤدي إلى زيادة رضاءه وولاءه للمؤسسة وبالتالي إلى زيادة أداءه وإنتاجه مرة أخرى.
أهمية الحوافز:

- المساهمة في إشباع العملين ورفع روحهم المعنوية .

- المساهمة في إعادة تنظيم منظومة احتياجات العاملين وتنسيق أولوياتها .

- المساهمة في التحكم في سلوك العاملين بما يضمن تحريك هذا السلوك وتعزيزه و توجيهه وتعديله حسب المصلحة المشتركة بين المنظمة والعاملين .

- تنمية عادات وقيم سلوكية جديدة تسعى المنظمة إلى وجودها بين العاملين .

- المساهمة في تعزيز العاملين لأهداف المنظمة أو سياساتها وتعزيز قدراتهم وميولهم .

- تنمية الطاقات الإبداعية لدى العاملين بما يضمن ازدهار المنظمة وتفوقها .

- المساهمة في تحقيق أي أعمال او أنشطة تسعى المنظمة على انجازها .

 

المصدر: موقع حركة مجتمع السلم

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك