الإرهـــــاب القبطي للمسـلمــات .. إلى متى ؟؟

الإرهـــــاب القبطي للمسـلمــات .. إلى متى ؟؟

جمعه و ألـّفه
الفقير لعفو ربّه ورحمته

أبو كفاح الدّين
أحمد بن محمّد السّعيد العزيزي
سبط الإمام المجدّد ابن دقيق العيد
رحمه الله تبارك وتعالى .

تقديم :-

بلاغٌ إلى الرّبّ المهيمن جلّ في عليائه

لمّا تكالبت علينا الأمم من كلّ حدب وصوب ..
لمّا تكالب معهم علينا بنو جلدتنا والنـّاطقون بألسنتنا من إعلاميّين مداهنين ومدلـّسين وعلمانيّين أخّروا وعطـّلوا دور المساجد حتى سقطت هيبتنا في قلوب أعدائنا وقد وعدنا الله أن ّعذابهم على أيدينا إن نحن آمنا به ولم نشرك به شيئا ، ولن يكون طريق الإيمان إلا عبر المساجد لا عبر القنوات ولا عبر الندوات.
لمّا خرس لسان أهل الرّأي والحلّ والعقد وخافوا كلمة التطرّف فأصبحوا متطرّفين عن قضايا الأمّة وممّا تغلي قلوب أتباعها « الرّدكاليين ومش فاهمين !! »
لمّا باع الأزهر رسالة الهداية بأبخس الأثمان وفرح بوثيقة الخزي والعار <وثيقة التنصير> ونسي سلاطين الأزهر انتقام الملك الجبّار.
لمّا وافقوا على وثيقة التنصير والتنفير وصدّ المسلمين عن دين الله القويم.
لمّا أصيب أكثر رجال أمّتنا بالدّياثة والخذلان على أعراض نساء أسلمن واستسلمن وانقدن لله مطيعات لأمره منتهيات عن نهيه فسلـّم شيخ الأزهر الهالك ووكلاؤه ونوّابه ومشيخة الأزهر بتمامها ، والرّئيس المسلم والمحافظ المسلم ومدير الأمن المسلم والضابط المسلم تواطؤوا جميعهم وسلـّموا أخواتنا المسلمات لرؤوس الكفر والضـّلالة .. وقد نهاهم الله عن ذلك .. وتالله لينتقم منهم عن كلّ صرخة صرختها إحدى أخواتنا وهي تعذب في أقبية الأديرة ومعتقلاتها لترتدّ عن إسلامها.. ألم تسمعوا قول الله جلّ في علاه : }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ { الممتحنة/10
يا أيّها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه ، إذا جاءكم النساء المؤمنات مهاجرات من دار الكفر إلى دار الإسلام ، فاختبروهنّ ، لتعلموا صدق إيمانهنّ ، الله أعلم بحقيقة إيمانهنّ ، فإن علمتموهنّ مؤمنات بحسب ما يظهر لكم من العلامات والبيّنات ، فلا تردُّوهنّ إلى أزواجهنّ الكافرين ، فالنـّساء المؤمنات لا يحلّ لهن أن يتزوّجنّ الكفـّار ، ولا يحلّ للكفـّار أن يتزوّجوا المؤمنات ، وأعطوا أزواج اللاتي أسلمن مثل ما أنفقوا عليهنّ من المهور ، ولا إثم عليكم أن تتزوّجوهن إذا دفعتم لهنَّ مهورهنّ . ولا تمسكوا بنكاح زوجاتكم الكافرات ، واطلبوا من المشركين ما أنفقتم من مهور نسائكم اللاتي ارتددن عن الإسلام ولحقن بهم ، وليطلبوا هم ما أنفقوا من مهور نسائهم المسلمات اللاتي أسلمن ولحقن بكم ، ذلكم الحكم المذكور في الآية هو حكم الله يحكم به بينكم فلا تخالفوه . والله عليم لا يخفى عليه شيء ، حكيم في أقواله وأفعاله.
لمّا أصبح عرض بنتِ الإسلام مستباحا !!
كيف يا مدير الأمن لو هي أختك بنت أبيك وأمّك ؟؟؟ !
كيف يا شيخ الأزهر لو هي ابنتك خرّيجة الجامعة الأمريكية ؟؟؟ !
كيف يا وزير الوقف الإسلامي تركتها وسلـّمتها لهم وهي وقف ربّاني لها أجران وفوزان وسعادتان ؟؟؟ !
وأنتِ يا حكومتنا ومجلس شعبنا عليك وزر هذا كلـّه.
لمّا نصّب الشـّيطان رايته فوق الأهرام فخاف كلٌ على كرسيّه ومكانه: الرّئيس خاف من أمريكا ، ومخابراتنا هابت الموساد ، وأزهرنا خاف الفتنة ، وشيوخنا فرّوا من التطرّف والتشدّد ، وما صدر عن طلبتهم حتى المواء !!
هم لهم أقباط المهجر ، ونحن لنا الله خالق المغرب والمشرق ..
متى تقدّمت عندكم المصالح على الأعراض ، فعلى الدّنيا السّلامة والعفاء.
لمّا هُدّدنا بالغرب والأمريكان من عبدة الصّلبان وهاجوا وماجوا في عبّاسية المخابيل سبّاً وشتماً وطعنا ، وهتف بوق كنيستهم إنـّما المسلمون نجس ، دنـّسوا الأرض وملؤوها رجساً ، فأينما وجدتموهم فاقتلوهم ، ليطهّروا مصر من الاستعمار الإسلامي !!!
لمّا بدأ زمن الانتكاسة والخذلان ، والسّلطة انتقلت لعبدة الأوثان ، فما هابوا نهضة خير الأديان وأفضل أمّة أخرجت للناس .. فوالله وبالله وتالله لو نادى المنادي أن يا خيل الله اركَبي وإلى ربكِ فارغبي ، لعرّفنا العالم بأسره الجبن الذي عليه عبدة الصّلبان ، ووالله إنها لقريبة ، جدّ قريبة ، وسننهض لقطع رأس الشيطان..
ولمّا كان أكثر السّياسيين كذباً: أكثرهم احتقاراً لوعي الشعب ..
وأكثرهم تبدلاً: أكثرهم مهانة في نفسه ..
وأكثرهم حرصاً على الفتن:أكثرهم فقداناً للمؤهلات ..
وأكثرهم جرأة على الحق والفضيلة:أكثرهم فقراً في الدّين والأخلاق ..
رفعت هذه الشكوى وهذا البلاغ ...
لا لرئيس ولا لسلطان ولا ملك أو وزير أو والي ..
ليست شكواي هذه لمحافظ أو مفتي أو إمام أكبر أو أصغر ..
ليس بلاغي هذا لقاضٍ أو نائب عام أو وكيل عنه ..
لن يكون بلاغي لمدير خاف على كرسيّه .. فما عرف الأمن رغم أنّ اسمه مدير الأمن ونائب الوزير.
لن يكون بلاغي لمأمور عبده الناس زوراً وبهتاناً فيقول قائلهم < أنا عبد المأمور> عياذاً بالله.
لن يكون بلاغي هذا لرئيس الأمن العام..
ولا لرئيس مباحث أمن الدّولة..
ولا للمخابرات المدافعة عن الأوطان حربيّة كانت أو عامّة..
لن أدفع رشوة لأمين شرطة في وحدة تنفيذ الأحكام
ولا حتى ها قدم هديّة لرئيس المباحث الجنائية
ولن أجلس في الإستيفا تحت رحمة بلوكمين الأقسام
ولن أتوسّم في مخبري الأقلام ومحضري الأقسام فأقدم بين يديهم هذا البلاغ..
فحين تخلو السّاحة من الأبطال: يتمنطق بالسّلاح كل جبان خوار..
وحين تخلو من الزّعماء: يتصدّى للقيادة كلّ سفيه غرير..
وحين تخلو من الأمناء: يتظاهر بالوفاء كلّ خوان حقير..
وحين تخلو من الحكماء: يدّعي بالفلسفة كل جاهل مغرور..
وحين تخلو من المجاهرين بالحقّ: يصول فيها كل طاغية لئيم.

ونحن لا نستعجل عقوبة الله للمفسدين ، فقد جهدوا أن يهدموا دعوة الإسلام ، ويؤذوا جنوده الصّادقين ، فأمهلهم الله بضع سنين ، وأمدّهم بالمال ومظاهر الجاه والنفوذ ، حتى إذا انكشفوا على حقيقتهم مغرورين مجرمين ، كاذبين في ادّعاء الورع والغيرة على الدين ، أذاقهم الله العذاب الأليم « وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إنّ أخذه أليمٌ شديد ».
لن أرفع شكواي لمجلس الأمن ولا للمحكمة الدّولية ، فمشكلتنا مع هذه الدّول والمنظمات المسمّاة بالكبرى: أنها تطعمنا ما لا تأكل ، وتكسونا ما لا تلبس ، وتعطينا ما لا تأخذ ، وتحيينا فيما تكره ، وتدعم من أشقيائنا من تشنق أمثالهم في بلادها.

سأرفع بلاغي وشكواي لمليكهم ومالك نواصي الإنس والجان.
سأتوجه ببلاغي إلى المهيمن سبحانه إنه على كلّ شيء قدير..
فتدبّر معي المعاني العظيمة لمن وجّهت له بلاغي:

جلالك يا مهيمن لا يبيد وملكك دائم أبدا جديد

وحكمك نافذ في كل أمر وليس يكون إلا ما تريد

ذنوبي لا تضرّك يا إلهي وعفوك نافع وبه تجود

فنعم الرّبّ مولانا وإنا لنعلم أننا بئس العبيد

وينقص عمرنا في كلّ يوم ولا زالت خطايانا تزيد

قصدت إلى الملوك بكلّ باب عليه حاجب فظ شديد

وبابك معدن للجود يا من إليه يقصد العبد الطريد

يقول الشّيخ الرّضواني حفظه الله تبارك وتعالى :

الدّليل على ثبوت الاسم وإحصائه :

لم يرد الاسم في القرآن إلاّ في موضع واحد وهو قوله تعالى: « هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدّوس السّلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر سبحان الله عمّا يشركون » الحشر/ : 23
ولم يرد حديث في السّنـّة .

شرح الاسم وتفسير معناه:

المهيمن في اللغة اسم فاعل للموصوف بالهيمنة ، والهيمنة على الشيء السّيطرة عليه وحفظه والتمكن منه ، والله هو المهيمن على عباده ، فهو فوقهم بذاته له علوّ القهر والشأن ، ملك على عرشه لا يخفى عليه شيء في مملكته ، يعلم جميع أحوالهم ، ولا يعزب عنه شيء من أعمالهم هو القاهر فوقهم ، وإن تركهم أو ترك بعضهم مع ظلمهم وكفرهم فذلك لحكمته فيما هم فيه مبتلون ، قال تعالى « ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار» إبراهيم/42
وهو عز وجلّ محيط بالعالمين مهيمن بقدرته على الخلائق أجمعين ، وهو على كل شيء قدير.
وقيل في معنى المهيمن أيضا أنه الذي لا يُنقص الطائعَ من ثوابه شيئا ولو كثر، ولا يزيدُ العاصي عقابا على ما يستحقه لأنه لا يجوز عليه الكذب ، وقد سمّى الثواب والعقاب جزاء ، وله أن يتفضل بزيادة الثواب ويعفو عن كثير من العقاب.

دلالة الاسم على أوصاف الله:

اسم الله المهيمن يدلّ على ذات الله وعلى صفة الهيمنة ، أي الإحاطة والحفظ والعلوّ مع العلم والقدرة والقهر، واسم الله المهيمن يدلّ باللزوم على الحياة والقـَيّومية والسّمع والبصر والقدرة والصّمدية والكبرياء والعظمة والغنى والعزة وكلّ ما يلزم لمعنى الهيمنة

الدعاء باسم الله المهيمن دعاء مسألة:

لا يوجد دعاء بالاسم أو بالوصف ، ويمكن الدعاء بمعنى الاسم ومقتضاه ، فالمهيمن هو الرّقيب الذي أحاط بكل شيء من كلّ وجه ، مثل حديث البراء بن عازب رضى الله عنه أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال له: إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصّلاة ، ثم اضجع على شقك الأيمن ، ثمّ قل: اللهم أسلمت وجهي إليك ، وفوّضت أمري إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيّك الذي أرسلت ، فإن متّ من ليلتك فأنت على الفطرة واجعلهن آخر ما تتكلم به.

الدّعاء باسم الله المهيمن دعاء عبادة :

دعاء العبادة باسم الله المهيمن أن يتـّقي المسلم ربّه في قوله وفعله لعلمه أنّ الله مهيمن رقيب مطـّلع على سرّه ، وأنه سبحانه لا يمنعه حجاب ولا ستر أن يرى عبده حال ذنبه ويجازيه على صنعه ، وأنه سيعاقب كلّ ظالم على ظلمه في العاجل قبل الآجل ، وربّما رأى العاصي سلامة ماله وبدنه فظن أنه لا عقوبة ، لكن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لا يفلته.
ومن ثمّة فإنّ الموحّد بتوحيده لله في اسمه المهيمن يصدع بالحقّ ولا يخاف في الله لومة لائم ، فيدفعه ذلك إلى أن يتعزز بعزة الله ، ويعمل على مرضاته ، ويستعين به دون غيره.

ومن دعاء العبادة أيضا أنّ المسلم الذي رفعه الله بالسّلطان على العباد فهيمن عليهم يجب عليه أن يتـّقي المهيمن ويخافه فيهم وأن يرفق بهم ولا يشقّ عليهم ، من حديث عائشة رضي الله عنها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم من وَلِيَ من أمر أمّتي شيئا فشقّ عليهم فاشقق عليه، ومن وليَ من أمر أمّتي شيئا فرفق بهم فارفق به.
فتدبّر يا مسكين وقد تكاثرت الشكاوى فمن مجيرك ومنقذك إلاّ الله الواحد الأحد.

وبحمده نستهل كلامنا
الحمد لله الذي رضي لنا الإسلام ديناً، ونصب لنا الدّلالة على صحّته برهاناً مبيناً، وأوضح السّبيل إلى معرفته واعتقاده حقّاً يقيناً، ووعد من قام بأحكامه وحفظ حدوده أجراً جسيماً ، وادّخر لمن وافاه به ثواباً جزيلاً وفوزاً عظيماً ، وفرض علينا الانقياد له ولأحكامه ، والتمسك بدعائمه وأركانه ، والاعتصام بعراه وأسبابه.
فهو دينه الذي ارتضاه لنفسه ولأنبيائه ورسله وملائكة قدسه ، فبه اهتدى المهتدون وإليه دعا الأنبياء والمرسلون.
} أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ {آل عمران/83
أيريد هؤلاء الفاسقون من أهل الكتاب غير دين الله - وهو الإسلام الذي بعث الله به محمّدا صلى الله عليه وسلم - مع أنّ كلّ مَن في السّموات والأرض استسلم وانقاد وخضع لله طواعية – كالمؤمنين – ورغمًا عنهم عند الشدائد ، حين لا ينفعهم ذلك وهم الكفار ، كما خضع له سائر الكائنات وإليه يُرجَعون يوم المعاد ، فيجازي كلا بعمله.
وهذا تحذير من الله تعالى لخلقه أن يرجع إليه أحد منهم على غير ملـّة الإسلام ، فلا يقبل من أحد ديناً سواه من الأوّلين والآخرين: } وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ { آل عمران/85
ومن يطلب دينًا غير دين الإسلام الذي هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والعبودية ، ولرسوله النبيّ الخاتم محمّد صلى الله عليه وسلم بالإيمان به وبمتابعته ومحبّته ظاهرًا وباطنًا ، فلن يُقبل منه ذلك ، وهو في الآخرة من الخاسرين الذين بخسوا أنفسهم حظوظها.
وشهد بأنه دينه قبل شهادة الأنام ، وأشاد به ورفع ذكره وسمّى به أهله وما اشتملت عليه الأرحام ، فقال تعالى:} شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {آل عمران/18
شهد الله أنه المتفرّد بالإلهية ، وقَرَنَ شهادته بشهادة الملائكة وأهل العلم ، على أجل مشهود عليه ، وهو توحيده تعالى وقيامه بالعدل ، لا إله إلا هو العزيز الذي لا يمتنع عليه شيء أراده, الحكيم في أقواله وأفعاله.
} إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ { آل عمران/19
إن الدين الذي ارتضاه الله لخلقه وأرسل به رسله ، ولا يَقْبَل غيره هو الإسلام ، وهو الانقياد لله وحده بالطاعة والاستسلام له بالعبودية ، واتـّباع الرّسل فيما بعثهم الله به في كلّ حين حتى خُتموا بمحمّد صلى الله عليه وسلم ، الذي لا يقبل الله مِن أحد بعد بعثته دينًا سوى الإسلام الذي أُرسل به. وما وقع الخلاف بين أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، فتفرّقوا شيعًا وأحزابًا إلا من بعد ما قامت الحجّة عليهم بإرسال الرّسل وإنزال الكتب ، بغيًا وحسدًا طلبًا للدنيا. ومن يجحد آيات الله المنزلة وآياته الدّالة على ربوبيّته وألوهيّته ، فإنّ الله سريع الحساب ، وسيجزيهم بما كانوا يعملون.
وجعل الله أهل الإسلام هم الشـّهداء على الناس يوم يقوم الأشهاد ، لمَا فضلهم به من الإصابة في القول والعمل والهدى والنيّة والاعتقاد ، إذ كانوا أحقّ بذلك وأهله في سابق التقدير ، فقال:} وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ {الحج/78
وجاهدوا أنفسكم ، وقوموا قيامًا تامًّا بأمر الله ، وادعوا الخلق إلى سبيله، وجاهدوا بأموالكم وألسنتكم وأنفسكم ، مخلصين فيه النيّة لله عزّ وجلّ ، مسلـّمين له قلوبكم وجوارحكم ، هو اصطفاكم لحمل هذا الدّين ، وقد منَّ عليكم بأن جعل شريعتكم سمحة ، ليس فيها تضييق ولا تشديد في تكاليفها وأحكامها ، كما كان في بعض الأمم قبلكم ، هذه الملـّة السّمحة هي ملـّة أبيكم إبراهيم ، وقد سَمَّاكم الله المسلمين مِن قبلُ في الكتب المنزلة السّابقة، وفي هذا القرآن ، وقد اختصَّكم بهذا الاختيار ليكون خاتم الرّسل محمّدا صلى الله عليه وسلم شاهدًا عليكم بأنه بلَّغكم رسالة ربه ، وتكونوا شهداء على الأمم أنّ رسلهم قد بلَّغتهم بما أخبركم الله به في كتابه ، فعليكم أن تعرفوا لهذه النـّعمة قدرها، فتشكروها ، وتحافظوا على معالم دين الله بأداء الصّلاة بأركانها وشروطها ، وإخراج الزّكاة المفروضة ، وأن تلجأوا إلى الله سبحانه وتعالى ، وتتوكّلوا عليه ، فهو نِعْمَ المولى لمن تولاّه ، ونعم النـّصير لمن استنصره.
وحكم سبحانه بأنه أحسن الأديان ، ولا أحسن من حكمه ولا أصدق منه قيلا فقال: }وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً { النساء/125
لا أحد أحسن دينًا ممّن انقاد بقلبه وسائر جوارحه لله تعالى وحده ، وهو محسن ، واتبع دين إبراهيم وشرعه ، مائلا عن العقائد الفاسدة والشرائع الباطلة . وقد اصطفى الله إبراهيم -عليه الصّلاة والسّلام- واتخذه صفيّاً من بين سائر خلقه . وفي هذه الآية ، إثبات صفة الخُلّة لله تعالى وهي أعلى مقامات المحبة والاصطفاء.

أمّا بعد...هذا بيان لجميع الخلق وإحقاقاً للحقّ أردت به أن أظهر فضل النّور على الظلمة ، وفضل البشرى على النـّـُفرة.. حديثي في هذا الكتاب انتصاراً للأسيرات الرّهينات في زمن ما يسمّى بالحرّيات والدّيمقراطيّات والجعجعات والطـّنطنات بحق ّالفرد والمجتمع ، أثبت من خلال بحثي هذا أنّ دعاة الحرّيات دعاة بلهاء يخاطبون عالميّة خرساء بكماء ..
حديثي الآن عن الوفاء ، لمّا رفعت شعاره بنت الإباء والكبرياء .. لمّا لجأت لصاحب العظمة والجبروت ، إله الملكوت.
حديثي عمّن أسماها العالم الجليل زغلول النجار ) شهيدة العصر ( وأهداها أحد مؤلفاته.
وأنا أهدي روحها الطـّاهرة نبضات قلمي المكلوم ، وأقول: يا وفاء بإذن الله لكِ المكان الموصوف المعلوم ، المكان الذي سبقتك إليه بنت مزاحم، وماشطة ابنتها ، والعفيفة سميّة ، فارتقبن فالعذراء مريم ترقـًب وصولكن دار السّلام والكرامة ..
إلى الوفاء الإنساني المتمثل في:
وفاء قسطنطين) زوجة كاهن أبو المطامير (
وكريستين قليني ) طبيبة الفيوم (
وماري عبد الله ) زوجة كاهن الزاوية الحمراء(
وعبير فتاة مدينة ملوي
وماريان مكرم
وتريزا عيّاد
والشقيقتين مريان وكرستين واللتين أصبحتا ) أسماء وحبيبة (
والأخت مريان عاطف من الأميرية وقـُتل زوجها الشاب أحمد صلاح مشاطي.
ومؤخّرا وفي أثناء جمعي لهذا البحث وافتنا الفاجعة الكبرى في تسليم كاميليا شحاتة زاخر (زوجة كاهن دير مواس في المنيا كاهن قرية دلجا بملّوي ) إلى الكنيسة على أيدي شيوخ الأزهر وعملاء الأمن...
والكثيرات الكثيرات من أخواتي المسلمات الشّهيدات والأسيرات في الأقبية الصّليبيّة والأديرة الإرهابيّة..
فهل استعبد الإرهاب القبطي رعاياه وسائر البشر ؟؟؟!!!
هل تملـّكت الكنيسة رعاياها ومن خرج عن رعايتها واغتصبت حرّياتهم إلى هذه الدّرجة ؟!
الكلام غريب ؟؟؟ !!!
لا والله ليس الكلام بالغريب ولكن أفهموني أنتم ما معنى أن تسلـّم امرأة مسلمة إلى الكنيسة ؟ بل ما معنى أن يسلـّم مرتدّ عن الإسلام إلى المسجد ؟ وهل الكنيسة سلطة تملـّكت البشر؟ هل الكنيسة استرقاق واستعباد في القرن الواحد والعشرين ؟!!
أين هي الحرّيات المزعومة ؟ أين حقوق الإنسان أم أهدرت كرامة الإنسان على المذبح الكنسي ؟ أم أنهم قد فسّخوا لحم الخارج عنهم والرّافض لهرطقاتهم عن عظامه عن دمه ووزّعوها قرابين وأكلوها كما يأكلون لحم المسيح ويشربون دمه في صلاتهم ؟؟؟
بأيّ حديث يرعوا هؤلاء القوم وبأي لغة يفهمون ؟
أين الحرّيات المزعومة ؟ أين حقوق الإنسان ؟ أين المؤسّسات والمنظمات أين المؤامرات والمؤتمرات ؟ أين انتم يا كلابا تعوي في حالكات الظلمات ؟
هل طلب مسجد للمسلمين أن تسلـّم له الخنزيرة ناهد متولي ؟
هل طلبت زاوية من زوايا الصّلاة عند المسلمين دم الدّاعرة نجلاء الإمام ؟
أم هل طلب أزهرنا بهيكل مجدي علام ؟
أين أنتم يا عقلاء العالم من هذا الخطب وهذا الكلام ؟
أجيبونا ... !!! ... أم حاصرتكم مؤتمرات اللـّئام ؟

فإلى وفاء من أسلمن أهدي هذا الكتاب وأجعلهن - وبلسان حالهن ولما جرى لهن - يخاطبن الوباء الإعلاميّ المسموم فيقطعن ألسنة أمّ لهب وفاء سلطان والغانية نجلاء الإمام والسّاقطة مروى فكري بعد أن رفع لهم الإعلام أصواتا ونواحا وعواء وفحيحا ..
فهلاّ أسمعنا الإعلام المنصف صرخات الأسيرات من واقع العذاب ؟؟!
فهلاّ نبشت السّلطة الرّابعة – الصّحافة – في أقبية الأديرة ووصفت الحال وأجرت الأقلام ؟؟!
فهلاّ غمر إعلاميّ وقام بسبق صحافيّ وحاول أن يتوصّل إلى إحداهن وحاول أن يسمع أنينها وينقل لدعاة الحرّيات والدّيمقراطيّات أوجاعها ؟؟!
فما الإعلام إلاّ دجل ونفاق وجعجعات لحزبيّات وتنظير لمؤامرات لا يعلم شرّها إلاّ من استفاق بنور الوحي والرسالات..
فقد اشتدّ بلاء المسلمين بمصر حتّى صارت أعراضهم رهنا عند النـّصارى .. وما نسمعه بمصر الآن لا يماثل في التاريخ كلـّه سوى قصص المسلمين بالأندلس بعد سقوطها.. ومع هذا فلم نر من أهل العلم والرّأي بمصر من يحرّك ساكنا لهذه الأهوال الواقعة على رؤوس المسلمين.

فأساس نكبة أمّتنا في القديم والحديث: حكّامها الظالمون ، وأذكياؤها المنافقون ، وعلماؤها الغافلون ، ومتكلـّموها والمتشدّقون..
وإنه لمن العار أن تصبح مصر قلب العالم الإسلامي مَحُوكَةً من الأقلية النصرانية الحاقدة بل وتصبح نساء المسلمين فيها سبايا عند الصّليبين بينما لا نسمع كلمة حق ّمن العلماء وأهل الرّأي. لم تخصّص لهن محاضرة من شيوخ القنوات ومبدعي الإعلام في قنواتهم التي جمعوا لأجل تأسيسها أموال الزّكاة ، والتي كانت أولى أن تنفق في تحرير رقابهن من الأسر.

يا علماؤنا.. يا دعاتنا .. لكم موقف أمام الله .. ولن تبرّئ ساحتكم حججُكم البلهاء) خوف الفتنة ( بل قولوا الحق ،ولا تسكتوا حفاظاً على قنواتكم واستوديوهاتكم وبلاتوهاتكم الإعلامية ، حتى أصبحتم كالممثلين خلف الشاشات متمايلين مع بريق الكاميرات وفنون الإضاءة والمؤثـّرات الصّوتية والحركيّة.
فمن مظاهر الخسّة واللؤم، أن يتصنع الإنسان العظمة والحزم والكبرياء أمام إخوانه وأعوانه ، وهو من أجبن الناس وأذلـّهم وأنذلهم إزاء الأقوياء والرؤساء.
من لم تملأ قلبه مشاعر الإيمان بالله ومراقبته:رلم يؤمّن على أمّة وعلى شعوب ، ولا على مبدإ كريم.

فيا علماء مصر يا ملح البلد .. من يصلح الملح إذا الملح فسد ؟!!!

وليعلم الجميع أنّ المعركة التي بيننا وبين اليهود والنصارى هي معركة عقيدة وقضيّة إيمان وكفر .. فهم يريدون أن يستأصلوا شأفة المسلمين ، ويقضوا على الإسلام . فكيف يُؤْمَنُ جانبهم ؟!! وكيف يواليهم بعض المغفلين من المسلمين ؟ ناسين أو متناسين هذه العداوة، وهذا البغض وهذه الكراهيّة التي في صدورهم وغلـّهم على الإسلام ، وحقدهم الدّفين ، لا بدّ وأن تتضح الرّؤية في أذهان المسلمين كلهم أجمعين ، أنه ليس هناك مثقال ذرّة من حبّ أو إخلاص في قلوب اليهود والنصارى لأي مسلم ولا للإسلام ، وأنّ كلّ ما يفعلونه ويتظاهرون به من باب الخداع والمراوغة فهم لا يألون في مؤمن إلاًّ ولا ذمّة ، ولا عهد لهم ولا ميثاق.. فالحذر كل الحذر أن يخدعونا ليسلبوا منـّا إسلامنا ويلبّسوا علينا ديننا.. وإنّ لنا فيما حدث للمسلمين على أيـديهم في البوسنة والفلـبين والصّـومال والشيـشان وفلسطين والعـراق وأفغانستان وإندونيسيا ولبنان خير دليل.
لنا الله من حرّاس يردعوننا ، وأمناء يخونوننا ، ووكلاء يتآمرون علينا ، وعيون لنا يصبحون علينا ، وأطبّاء أصبحوا مرضى ، ومضمِّدين انقلبوا جارحين ، وأساة صاروا شامتين.
لنا الله .. لنا الله ...

فهذا بيان إبراء الذمّة وانتصاراً للحقّ
والله هو المهيمن القاهر وحده
وإليه المشتكى

جمعه و ألـّفه
الفقير لعفو ربّه ورحمته

أبو كفاح الدّين
أحمد بن محمّد السّعيد العزيزي
سبط الإمام المجدّد ابن دقيق العيد
رحمه الله تبارك وتعالى .
مصر حرسها الله منارة للإسلام وأهله

يوم الخميس الموافق :
9 من شهر رمضان المبارك عام 1431 هـ
18 من أغسطس عام 2010 م
الله المســــتعان

الفصل الأوّل

اعرف عدوّك

في هذا الفصل نتعرّف على مدى العداوة التي في قلوب النصارى لله ولرسوله صلـّى الله عليه وسلـّم ولصحابته ولجميع من دان بدين التـّوحيد حيث أنّ لا سلام مع القوم فهم العدوّ الأبديّ والذي لن تنتهي عداوته إلاّ بنزول السيّد المسيح وتعريفهم ألاّ دين سوى الإسلام ولكني أخاطب الغرّ السّذج المخدوعين بأبواق الإعلام وبتعاريج الأقلام وبرسومات الحيطان أنه هناك ثمّة أخوة فينادون النصارى بالإخوان ويقولون - مخادعين ومداهنين - إخواننا المسيحيين.
وأنا أسأل كلّ قائل لهذه الكلمة هل أنّ من تدعو إخواننا مسيحيّين حقـّا ؟
هل عبدوا الله مثلما عبده السّيّد المسيح؟
هل صلـّوا لله مثلما صلـّى السّيّد المسيح؟
أو صاموا لله مثلما صام السّيّد المسيح؟
وهل النـّسك الذي هم عليه مثل النـّسك الذي كان عليه السّيّد المسيح؟
إذن لو صحّت نسبتهم للسّيّد المسيح لفعلوا ما أمر به ولاقتدوا به ولتأسّوا به ، ولكن لو أردنا الحقّ ولا نريد شيئا سواه لقلنا عنهم الصّليبيين لأنهم عبدوا الصّليب من دون الله.
لقلنا عنهم البولسيّين لأنهم أخذوا بتعاليم بولس من دون تعاليم رسول الله عيسى عليه وعلى نبّينا السّلام.
وعليه فلا تصحّ ولا تستقيم نسبتهم للمسيح لأنهم خالفوه وحرّفوا كل تعاليمه.
ومجامعهم تشهد على صحّة كلامي على مرّ العصور.
إذن هم ليسوا مسيحيّين وبالتالي هم ليسوا لنا بالإخوان بل إخواننا الذين عرفوا الحقّ وأذعنوا له بل إخواننا الذين ما حرّفوا دين السّيّد المسيح وماتوا على مسلكه وطريقته.. وإخواننا الذين اعترفوا بنا وبرسولنا صلـّى الله عليه وسلـّم وبنبوّته وبرسالته لجميع الخلق ..
لا يكون أبدا لي أخ سبّ الله وادّعى له الولد..
لا يكون لي أخ أبدا من كذب على الله .. وجحد نبوّة خاتم الأنبياء..
لا يكون لي أخ أبدا من عبد العبيد من دون الله..
أم ترى قولكم يا إعلاميّين أعدل من قول الله ورسوله؟؟!
أم أنّ الله ما خاف إحداث الفتنة الطـّائفية في خلقه؟
أم أنكم أعرف بدين الله أيّها المداهنون المنافقون ؟
وودّ الكفار أن نداهن كما داهنتم فعلينا يداهنون ، فاسمعوا وتدبّروا إن كنتم للحقّ طالبين وللحقيقة منشدين..
يقول الحقّ جلّ في علاه: }لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{ المائدة/17
لقد كفر النصارى القائلون إنّ الله هو المسيح ابن مريم ، قل -أيّها الرّسول- لهؤلاء الجهلة من النصارى: لو كان المسيح إلهًا كما يدَّعون لقَدرَ أن يدفع قضاء الله إذا جاءه بإهلاكه وإهلاك أُمِّه ومَن في الأرض جميعًا ، وقد ماتت أمّ عيسى فلم يدفع عنها الموت ، كذلك لا يستطيع أن يدفع عن نفسه ، لأنهما عبدان من عباد الله لا يقدران على دفع الهلاك عنهما ، فهذا دليلٌ على أنه بشر كسائر بني آدم.وجميع الموجودات في السّموات والأرض ملك لله ، يخلق ما يشاء ويوجده ، وهو على كل شيء قدير.فحقيقة التوحيد توجب تفرُّد الله تعالى بصفات الرّبوبيّة والألوهيّة ، فلا يشاركه أحد من خلقه في ذلك ، وكثيرًا ما يقع الناس في الشـّرك والضّلال بغلوّهم في الأنبياء والصّالحين ، كما غلا النّصارى في المسيح ، فالكون كلّه لله ، والخلق بيده وحده ، وما يظهر من خوارق وآيات مَرَدُّه إلى الله. يخلق سبحانه ما يشاء ، ويفعل ما يريد.
وقال جلّ شأنه:} لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ { المائدة/72
يقسم الله تعالى بأنّ الذين قالوا: إنّ الله هو المسيح ابن مريم ،أنـّهم قد كفروا بمقالتهم هذه ، وأخبر تعالى أنّ المسيح قال لبني إسرائيل: اعبدوا الله وحده لا شريك له ، فأنا وأنتم في العبوديّة سواء.إنه من يعبد مع الله غيره فقد حرَّم الله عليه الجنة ، وجعل النـّار مُستَقَرَّه ، وليس له ناصرٌ يُنقذُه منها.

وقال تبارك وتعالى: }لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {المائدة/73
لقد كفر من النصارى من قال:إنَّ الله مجموع ثلاثة أشياء:هي الأب والابن وروح القدس. أما عَلِمَ هؤلاء النصارى أنه ليس للناس سوى معبود واحد ، لم يلد ولم يولد؟؟! وإن لم ينته أصحاب هذه المقالة عن افترائهم وكذبهم ليُصِيبَنَّهم عذاب مؤلم موجع بسبب كفرهم بالله.
وقال الواحد الأحد}: سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ{ آل عمران/151
سنقذف في قلوب الذين كفروا أشدَّ الفزع والخوف بسبب إشراكهم بالله آلهة مزعومة ، ليس لهم دليل أو برهان على استحقاقها للعبادة مع الله، فحالتهم في الدنيا: رعب وهلع من المؤمنين ، أمّا مكانهم في الآخرة الذي يأوون إليه فهو النار ، وذلك بسبب ظلمهم وعدوانهم ، وساء هذا المقام مقامًا لهم.
وقال تبارك في عليائه:} لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسَِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ {آل عمران/186
لَتُخْتَبَرُنَّ- أيها المؤمنون - في أموالكم بإخراج النفقات الواجبة والمستحبَّة، وبالجوائح التي تصيبها ، وفي أنفسكم بما يجب عليكم من الطاعات ، وما يحلُّ بكم من جراح أو قتل وفَقْد للأحباب ، وذلك حتى يتميَّز المؤمن الصّادق من غيره. ولتَسمعُنَّ من اليهود والنصارى والمشركين ما يؤذي أسماعكم من ألفاظ الشـّرك والطـّعن في دينكم. وإن تصبروا -أيّها المؤمنون- على ذلك كله ، وتتـّقوا الله بلزوم طاعته واجتناب معصيته ، فإنّ ذلك من الأمور التي يُعزم عليها ، وينافس فيها.
وقال في حقّ أوفياء النصارى:} لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ{ المائدة/82
لتجدنَّ - أيّها الرّسول- أشدَّ الناس عداوة للذين صدَّقوك وآمنوا بك واتبعوك ، اليهودَ ، لعنادهم وجحودهم وغمطهم الحقّ ، والذين أشركوا مع الله غيره ، كعبدة الأوثان وغيرهم ، ولتجدنَّ أقربهم مودّة للمسلمين الذين قالوا:إنـّا نصارى ، ذلك بأنّ منهم علماء بدينهم متزهّدين وعبَّادًا في الصّوامع متنسّكين ، وأنهم متواضعون لا يستكبرون عن قَبول الحقّ، وهؤلاء هم الذين قبلوا رسالة محمّد صلّى الله عليه وسلّم ، وآمنوا بها.
ولعامّة الخليقة كان خطابه هذا جلّ شأنه} : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ{ الحج/17
إنّ الذين آمنوا بالله ورسوله محمّدٍ صلى الله عليه وسلم واليهود والصّابئين وهم ) قوم باقون على فطرتهم ولا دين مقرّر لهم يتبعونه( والنصارى والمجوس (وهم عبدة النّار) والذين أشركوا وهم عبدة الأوثان، إنَّ الله يفصل بينهم جميعًا يوم القيامة فيدخل المؤمنين الجنة، ويدخل الكافرين النار، إن الله على كل ّشيء شهيد ، شهد أعمال العباد كلَّها، وأحصاها وحفظها، وسيجازي كلا ّبما يستحقّ جزاء وفاقًا للأعمال التي عملوها.
...

ويقول رسولنا الكريم فيما أخبر به عمر بن الخطاب أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "لأخرجنَّ اليهود والنصارى من جزيرة العرب، فلا أترك فيها إلاّ مسلماً".
ولكنّ المسلمين ضيّعوا هذا الآن ..
ولكن المسلمين في جزيرة العرب استقدموا الصّليبيّين الكفرة إلى بلاد التوحيد وخالفوا وصيّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعمر إذ وصّاه قبل موته وقال له: أخرج المشركين من جزيرة العرب يا عمر.. فأعاد ساستنا وحكّامنا الصّليبيّين إلى جزيرة العرب مرّة أخرى وليس هذا فحسب بل لقد رقص الخنزير الحقير بوش بالسّيف في أرض محمّد صلـّى الله عليه وسلـّم وأرض التوحيد.. فيا خيبة من أرقصوه وليس هذا فحسب ، بل لقد أهديت للمتلطـّخة يده بدماء المسلمين الهدايا في بلاد المسلمين: أهدي له السّيف العربي ، وأهدي له الصّقر العربي ، وأهدت له النـّساء العربيّات عفافهنّ وطهرهنّ لمّا بأيديهنّ صافحنه ، وليس هذا فحسب بل لقد استقدمت الخبرات الصّليبيّة في كلّ المجالات ، حتـّى في الرّياضة ، أصبح مدرّب فريق الوحدة ، وهو الفريق الذي يمثل مكّة شرّفها الله ، يدرّبها صليبيّ يعبد الصّليب ، الذي امتهن عليه - على زعمهم الفاسد - المسيح وليس هذا بالحقّ ، فما صلبوه ولا قتلوه ولكن شبّه لهم وأنجاه الله ورفعه.
فيا للخزي ويا للعار لمّا خالفنا وصيّة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
أنّ أناسا في زمن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قالوا: يا رسول الله ، هل نرى ربّنا يوم القيامة؟ قال النبيّ صلى الله عليه وسلم:)نعم ، هل تضارّون في رؤية الشمس بالظهيرة، ضوء ليس فيها سحاب( .قالوا:لا، قال:) وهل تضارّون في رؤية القمر ليلة البدر، ضوء ليس فيها سحاب( قالوا:لا، قال النبيّ صلى الله عليه وسلم:)ما تضارّون في رؤية الله عزّ وجلّ يوم القيامة إلاّ كما تضارّون في رؤية أحدهما ، إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن: تتـّبع كلّ أمّة ما كانت تعبد ، فلا يبقى من كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب إلاّ يتساقطون في النار. حتى إذا لم يبق إلاّ من كان يعبد الله، برّ أو فاجر، وغبرات أهل الكتاب، فيدعى اليهود، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزيرا ابن الله، فيقال لهم: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فماذا تبغون؟ فقالوا: عطشنا ربّنا فاسقنا، فيشار: ألا تردّون؟ فيحشرون إلى النـّار، كأنها سراب يحطـّم بعضها بعضا، فيتساقطون في النار.ثمّ يدعى النصارى فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد المسيح ابن الله، فيقال لهم: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فيقال لهم: ما تبغون؟ فكذلك مثل الأوّل. حتى إذا لم يبق إلاّ من كان يعبد الله، من برّ أو فاجر، أتاهم رب ّالعالمين في أدنى صورة من التي رأوه فيها، فيقال: ماذا تنتظرون، تتـّبع كلّ أمّة ما كانت تعبد، قالوا: فارقنا النـّاس في الدّنيا على أفقر ما كنا إليهم لم نصاحبهم، ونحن ننتظر ربّنا الذي كنا نعبد، فيقول: أنا ربّكم، فيقولون: لا نشرك بالله شيئا (مرّتين أو ثلاثا.
وعن ابن عمر: أنّ زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشّام ، يسأل عن الدّين ويتبعه، فلقي عالما من اليهود فسأله عن دينهم، فقال:إني لعليّ أن أدين دينكم فأخبرني، فقال: لا تكون على ديننا ، حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله، قال زيد: ما أفرّ إلا من غضب الله ، ولا أحمل من غضب الله شيئا أبدا، وأنـّى أستطيعه؟ فهل تدلـّني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلاّ أن يكون حنيفا، قال زيد: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم، لم يكن يهوديّا ولا نصرانيّا ولا يعبد إلا ّالله. فخرج زيد فلقي عالما من النصارى فذكر مثله، فقال: لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله، قال: ما أفرّ إلاّ من لعنة الله ، ولا أحمل من لعنة الله ، ولا من غضبه شيئا أبدا، وأنّى أستطيع؟ فهل تدلـّني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلاّ أن يكون حنيفا، قال: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم لم يكن يهوديّا ولا نصرانيّا ، ولا يعبد إلاّ الله. فلمّا رأى زيد قولهم في إبراهيم عليه السّلام خرج ، فلمّا برز رفع يديه ، فقال: اللهمّ إني أشهد أنّي على دين إبراهيم.
ويقول الجبل الأشم شيخ الإسلام تقي الدّين أبو العبّاس أحمد بن تيمية – رحمه الله :- فإنّ الذي عند المسلمين ، من توحيد الله ومعرفة أسمائه وصفاته ، وملائكته وأنبيائه ورسله ومعرفة اليوم الآخر ، وصفة الجنّة والنار ، والثواب والعقاب ، والوعد والوعيد ، أعظم وأجلّ بكثير ممّا عند اليهود والنصارى ، وهذا بيّن لكلّ من يبحث عن ذلك .
وما عند المسلمين من العبادات الظاهرة والباطنة مثل الصّلوات الخمس وغيرها من الصّلوات ، والأذكار والدّعوات ، أعظم وأجلّ ممّا عند أهل الكتاب ، وما عندهم من الشريعة في المعاملات ، والمناكحات والأحكام والحدود والعقوبات ، أعظم وأجلّ ممّا عند أهل الكتاب .
فالمسلمون فوقهم في كلّ علم نافع ، وعمل صالح ، وهذا يظهر لكلّ أحد بأدنى نظر ، لا يحتاج إلى كثير سعي.
والمسلمون متفقون على أنّ كل ّهدى وخير يحصل لهم ، فإنـّما حصل بنبيّهم صلّى الله عليه وسلّم ، فكيف يمكن مع هذا أن يكون موسى وعيسى نبيّين ، ومحمّد صلّى الله عليه وسلّم ليس بنبيّ ، وأنّ اليهود والنصارى على الحقّ ؟!!
فما هم عليه من الهدى ودين الحقّ ، أعظم ممّا عند اليهود والنصارى وذلك إنما تلقـّوه من نبيهم.
وهذا القدر يعترف به كلّ عاقل – من اليهود والنـّصارى – يعترفون بأنّ دين المسلمين حقّ ، وأنّ محمّداً رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأنّ من أطاعه منهم دخل الجنّة ، بل يعترفون بأنّ دين الإسلام خير من دينهم ، كما أطبقت على ذلك الفلاسفة ، كما قال ابن سينا وغيره: أجمع فلاسفة العالم على أنه لا يقرع العالم ناموس أعظم من هذا النـّاموس، لكن من لم يتـّبعه يعلـّل نفسه بأنـّه لا يجب عليه اتـّباعه ، لأنه رسول إلى العرب الأمّيّين دون أهل الكتاب ، لأنه إن كان دينه حقاًّ فديننا أيضاً حقّ ، والطـّريق إلى الله تعالى متنوّعة ، ويشبّهون ذلك بمذاهب الأئمّة ، فإنه وإن كان أحد المذاهب يرجع على الآخر، فأهل المذاهب الأخرى ليسوا كفـّاراً ولا من أهل الكتاب.
هذه الشـّبهة التي يضلّ بها المتكايسون من أهل الكتاب ، والمتفلسفة ونحوهم ، وبطلانها ظاهرة ، فإنه كما علم علماً ضرورياً متواتراً أنه دعا المشركين إلى الإيمان فقد علم بمثل ذلك أنه دعا أهل الكتاب إلى الإيمان به ، وأنه صاحب الشريعة صلى الله عليه وسلم جاهد أهل الكتاب كما جاهد المشركين ، فجاهد بني قينقاع ، وبني النضير ، وبني قريظة ، وأهل خيبر ، وهؤلاء كلهم يهود ، وسبى ذريتهم ونساءهم وغنم أموالهم ، وأنه غزا النصارى عام تبوك بنفسه وبسراياه ، حتى قتل في محاربتهم زيد بن محمّد مولاه الذي كان تبنـّاه ، وجعفر وغيرهما من أهله وأنه ضرب الجزية على نصارى نجران .
وكذلك خلفاؤه الرّاشدون من بعده جاهدوا أهل الكتاب وقاتلوا من قاتلهم،وضربوا الجزية على من أعطاها منهم عن يد وهم صاغرون.
وهذا القرآن الذي يعرف كلّ أحد أنه الكتاب الذي جاء به ، مملوء من دعوة أهل الكتاب إلى إتـّباعه ، يكفـّر من لم يتـّبعه منهم ، ويذمّه ويلعنه ، والوعيد له كما في تكفير من لم يتـّبعه من المشركين وذمّه ، والوعيد كما قال تعالى:{ يا أيّها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدّقاً لما معكم} النّساء/ 47... وفي القرآن من قوله : يا أهل الكتاب ، يابني إسرائيل ، ما لا يحصى إلا بكلفة .وقال تعالى:{ لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكـّين} الآية إلى قوله {خير البريّة} البيّنة/من الآية 1 إلى الآية 7 ... ومثل هذا في القرآن كثير جدّاً وقد قال تعالى:{ قل يا أيّها النـّاس إنّي رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السّموات والأرض} الأعراف/158 ... وقال تعالى:{وما أرسلناك إلاّ كافـّة للنـّاس} سبأ/ 28... واستفاض عنه صلى الله عليه وسلم ) فٌضِّلتُ على الأنبياء بخمس (ذكر فيها أنه قال) كان النـّبيّ يُبعث إلى قومه خاصّة وبعثت إلى النـّاس عامّة ( بل تواتر عنه صلـّى الله عليه وسلـّم أنه بعث إلى الجن ّوالإنس فإذا علم بالاضطرار بالنقل المتواتر – الذي تواتر كما تواتر ظهور دعوته – أنه دعا أهل الكتاب إلى الإيمان به ، وأنه حكم بكفر من لم يؤمن به منهم وأنه أمر بقتالهم حتى يسلموا ، أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ، وأنه قاتلهم بنفسه وسراياه وأنه ضرب الجزية عليهم وقتل مقاتليهم ، وسبى ذراريهم ، وغنم أموالهم ، فحاصر بني قينقاع ، ثم أجلاهم أذرُعات ، وحاصر بني النظير ، ثمّ أجلاهم إلى خيبر ، وفي ذلك أنزل الله سورة الحشر .
ثم حاصر بني قريظة لما نقضوا العهد ، وقتل رجالهم ، وسبى حريمهم، وأخذ أموالهم وقد ذكره الله تعالى في سورة الأحزاب وقاتل أهل خيبر حتى فتحها ، وقتل من قتل من رجالهم وسبى من سبى من حريمهم وقسم أرضهم بين المؤمنين وقد ذكرها الله تعالى في سورة الفتح وضرب الجزية على النصارى ، وفيهم أنزل الله سورة آل عمران ، وفي عامّة السّور المدنية ، مثل البقرة وآل عمران ، والنّساء ، والمائدة ، وغير ذلك من السّور المدنية ، من دعوة أهل الكتاب ، وخطابهم ، ما لا تتسع هذه الفتوى لعُشرِه .
ثم خلفاؤه بعد أبي بكر وعمر ، ومن معهما من المهاجرين والأنصار ، الذي يعلم أنهم كانوا أتبع الناس له ، وأطوعهم لأمره ، وأحفظهم لعهده، وقد غزوا الرّوم كما غزوا فارس ، وقاتلوا أهل الكتاب كما قاتلوا المجوس ، فقاتلوا من قاتلهم ، وضربوا الجزية على من أدّاها منهم عن يد وهم صاغرون .ومن الأحاديث الصّحيحة عنه قوله صلى الله عليه وسلم:)والذي نفسي بيده ، لا يسمع بي من هذه الأمّة يهوديّ ولا نصرانيّ ، ثمّ لا يؤمن بي إلاّ دخل النار . (قال سعيد بن جبير تصديق ذلك في كتاب الله تعالى:{ ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده } هود/ : 17ومعنى الحديث متواتر عنه ، معلوم بالاضطرار فإذا كان الأمر كذلك لزم بأنه رسول الله لا يكذب ، ولا يقاتل الناس على طاعته بغير أمر الله ، ولا يستحلّ دماءهم وأموالهم ، وديارهم بغير إذن الله. فمن قال : إنّ الله أمره بذلك وفعله ، ولم يكن الله أمره بذلك ، كان كاذباً مفترياً ظالماً:{ ومن أظلم ممّن افترى على الله كذباً أو قال أوحي إليّ ولم يوح إليه شيء } الأنعام/ : 93 وكان مع كونه ظالماً مفترياً ، من أعظم المريدين علوّاً في الأرض وفساداً ، وكان أشرّ من الملوك الجبابرة الظالمين ، فإنّ الملوك الجبابرة الذين يقاتلون الناس على طاعتهم لا يقولون إنّا رسل الله إليكم ، ومن أطاعنا دخل الجنـّة ، ومن عصانا دخل النار ، بل فرعون وأمثاله لا يدخلون في مثل هذا ، ولا يدخل في هذا إلاّ نبيّ صادق ، أو متنبّئ كذاب ، كمسيلمة والأسود وغيرهما .فإذا علم أنه نبيّ كيف ما كان ، لزم أن يكون ما أخبر به عن الله حقـّاً ، وإذا كان رسول الله وجبت طاعته في كلّ ما يأمر به ، كما قال تعالى:{ وما أرسلنا من رسول إلا ّ ليطاع بإذن الله } النساء/ : 64 وإذا أخبر أنه رسول الله إلى أهل الكتاب ، وأنهم تجب عليهم طاعته ، كان ذلك حقـّاً ، ومن أقرّ بأنه رسول الله وأنكر أن يكون مرسلاً إلى أهل الكتاب بمنزلة إسرائيل من مصر وأنّ الله لم يأمره بذلك وأنّ الله لم يأمره بالسّبت ولا أنزل عليه التـّوراة ولا كلـّمه على الطـّور ومن يقول إنّ عيسى كان رسول الله لم يبعث إلى بني إسرائيل ولا كان يجب على بني إسرائيل طاعته وأنه ظلم اليهود وأمثال ذلك المقالات التي هي أكفر المقالات .ولهذا قال تعالى:{ إنّ الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرّقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض } إلى قوله: {والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرّقوا بين أحد منهم } النساء150/152 وقال لبني إسرائيل :{ أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض} إلى قوله :{ وما الله بغافل عما تعملون } البقرة/85
: فهذه الطريقة الواضحة البيّنة القاطعة يبيّن بها لكلّ مسلم ويهوديّ ونصرانيّ أن ّدين المسلمين هو الحقّ دون اليهود والنصارى فإنها مبنيّة على مقدّمتين .
* إحداهما : أنّ نبوّة محمّد صلى الله عليه وسلم ورسالته وهدي أمّته أبين وأوضح تـُعْلـَمُ بكلّ طريق تعلم بها نبوّة موسى وعيسى عليهما الصّلاة والسّلام وزيادة فلا يمكن القول بأنهما نبيّين دونه لأجل ذلك وإن شاء الرّجل استدلّ على ذلك بنفس الدّعوة وما جاء به وإن شاء بالكتاب الذي بعث به وإن شاء بما عليه أمّته وإن شاء بما بعث به من المعجزات فكلّ طريق من هذه الطرق إذا تبيّن بها نبوءة موسى وعيسى كانت نبوّة محمّد صلى الله عليه وسلم بها أبين وأكمل .
* والمقدّمة الثانية : أنه أخبر أنّ رسالته عامّة إلى أهل الأرض من المشركين وأهل الكتاب وأنه لم يكن مرسلاً إلى بعض الناس دون بعض وهذا أمر معلوم بالضرورة والنقل المتواتر والدّلائل القطعيّة .وأمّا اليهود والنصارى فأصل دينهم حقّ كما قال تعالى:{ إنّ الذين آمنوا والذين هادوا والنّصارى والصّابئين منهم من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربّهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون } البقرة/ : 62 لكن كلّ من الدّينين مبدّل منسوخ ، فإنّ اليهود بدّلوا وحرّفوا ثم نسخ الله بقيّة شريعتهم بالمسيح صلى الله عليه وسلم.ونفس الكتب التي بأيدي اليهود والنصارى مثل نبوءة الأنبياء وهي أكثر من عشرين نبوّة وغيرها تبيّن أنهم بدّلوا وأنّ شريعتهم تنسخ وتبيّن صحّة رسالة محمّد صلى الله عليه وسلم فإنّ فيها من الأعلام والدّلائل على نبوّة خاتم المرسلين ما قد صنف فيه العلماء مصنفات وفيها أيضاً من التناقض والاختلاف ما يبيّن أيضاً وقوع التبديل وفيها من الأخبار من نحو بعدها ما بيّن أنها منسوخة فعندهم ما يدلّ على هذه المطالب وقد ناظرنا غير واحد من أهل الكتاب وبيّنـّا لهم ذلك وأسلم من علمائهم وخيارهم طوائف وصاروا يناظرون أهل دينهم ويبيّنون ما عندهم من الدّلائل على نبوءة محمّد صلى الله عليه وسلم ولكن هذه الفتيا لا تحتمل غير ذلك .وهذا من الحكمة في إبقاء أهل الكتاب بالجزية إذ عندهم من الشواهد والدّلائل على نبوءة محمّد صلى الله عليه وسلم وعندهم من الشواهد على ما أخبر به من الإيمان بالله واليوم الآخر ما يمثل ما أخبرت به الأنبياء قبله قال تعالى:{ قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله } الأحقاف/ : 10 وقوله:{ قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} الرّعد/ : 43 وقال تعالى:{ فإن كنت في شكّ ممّا أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك} يونس/ : 94والنبيّ صلى الله عليه وسلم لم يشك ولم يسأل ولكن هذا حكم معلق بشرط والمعلق بالشرط يعدم عند عدمه وفي ذلك سعة لمن شك ّأو أراد أن يحتج ّأو يزداد يقيناً .

ويقول تلميذه القيّم الإمام شمس الدّين ابن القيم عليه رحمات الله تترى :
فالمسلمون يؤمنون بالمسيح الصّادق الذي جاء من عند الله بالهدى ودين الحق ّالذي هو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول ، والنصارى إنما تؤمن بمسيح دعي إلى عبادة نفسه وأمّه وأنه ثالث وأنه الله وابن الله ، وهذا هو أخو المسيح الكذاب لو كان موجودا فإنّ المسيح الكذاب يزعم أنه الله ، وهم يزعمون أنهم ينتظرون النبيّ الذي بشروا به ، فعوّضهم الشيطان بعد مجيئه من الإيمان به انتظاراً للمسيح الدجّال .
وهكذا كلّ من أعرض عن الحقّ يعوّض عنه بالباطل.
وأصل هذا أنّ إبليس لمّا أعرض عن السّجود لآدم كبراً أن يخضع له تعوّض بذلك ذلّ القيادة لكلّ فاسق ومجرم من بنيه ، فلا بتلك النخوة ولا بهذه الحرفة ، والنصارى لمّا أنفوا أن يكون المسيح عبداً لله تعوّضوا من هذه الأنفة بأن رضوا بجعله مَصفعة اليهود ومصلوبهم الذي يسخرون منه ويهزؤون به ، ثم عقدوا له تاجاً من الشوك بدل تاج الملك ، وساقوه في حبل إلى خشبة الصّلب يصفقون حوله ويرقصون .
فلا بتلك الأنفة له من عبوديّة الله ولا بهذه النسبة له إلى أعظم الذلّ والضّيق والقهر ، وكذلك أنفوا أن يكون للبترك والرّاهب زوجة أو ولدا وجعلوا لله ربّ العالمين الولد ، وكذلك أنفوا أن يعبدوا الله وحده لا شريك له ويطيعوا عبده ورسوله ثم رضوا بعبادة الصّليب والصّور المصنوعة بالأيدي في الحيطان وطاعة كلّ من يحرّم عليهم ما شاء ويحلـّل لهم ما شاء ويشرّع لهم من الدّين ما شاء من تلقاء نفسه.
ونظير هذا التعويض أنفت الجهمية أن يكون الله سبحانه فوق سماواته على عرشه بائناً من خلقه حتى لا يكون محصوراً يزعمهم في جهة معيّنة ثم قالوا هو في كل مكان بذاته .«والجهميّة هؤلاء هم من تشبّهوا من أمّتنا بالنصارى في هذا الجانب»
فحصروه في الآبار والسّجون والأنجاس والأخباث ، وعوّضوه بهذه الأمكنة عن عرشه المجيد ، فليتأمّل العاقل لعب الشيطان بعقول هذا الخلق ، وضحكه عليهم ، واستهزائه بهم!!.
وقول المسيح : إذا انطلقت أرسلته إليكم معناه أني أرسله بدعاء ربّي وطلبي منه أن يرسله ، كما يطلب الطالب من وليّ الأمر أن يرسل رسولاً أو يولي نائباً أو يعطي أحداً ، فيقول أنا أرسلت هذا ووليته وأعطيته ، يعني أني كنت سبباً في ذلك ، فإنّ الله سبحانه إذا قضى أن يكون الشيء فإنه يقدّر له أسباباً يكون بها ، ومن تلك الأسباب دعاء بعض عباده بأن يفعل ذلك فيكون في ذلك من النعمة إجابة دعائه مضافاً إلى نعمته بإيجاد ما قضى كونه ، ومحمّد صلى الله عليه وسلم قد دعا به الخليل - أبو الأنبياء - فقال :{ ربّنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ، ويعلـّمهم الكتاب والحكمة ويزكـّيهم إنك أنت العزيز الحكيم } .
مع أنّ الله سبحانه قد قضى بإرساله وأعلن باسمه قبل ذلك ، كما قيل له : يا رسول الله. متى كنت نبيّاً ؟ قال : وآدم بين الرّوح والجسد ، وقال : إني عند الله لمكتوب خاتم النبيين وإنّ آدم لمجندل في طينته .
وهذا كما قضى الله سبحانه نصره يوم بدر ، ومن أسباب استعانته بربّه ودعائه وابتهاله بالنصر ، وكذلك ما يقضيه من إنزال الغيث قد يجعله بسبب ابتهال عباده ودعائهم وتضرّعهم إليه ، وكذلك ما يقضيه من مغفرة ورحمة وهداية ونصر قد يسبّب له أدعية يحصل بها ممّن ينال ذلك أو من غيره ، فلا يمتنع أن يكون المسيح سأل ربّه بعد صعوده أن يرسل أخاه محمّداً إلى العالم ، ويكون ذلك من أسباب الرّسالة المضافة إلى دعوة أبيه إبراهيم ، لكن إبراهيم سأل ربّه أن يرسله في الدّنيا فلذلك ذكره الله سبحانه ، وأمّا المسيح فإنما سأله بعد رفعه وصعوده إلى السّماء.
وتأمّل قول المسيح :إني لست أدعكم أيتاماً لأني سآتيكم عن قريب كيف هو مطابق لقول أخيه محمّد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليهما:« ينزِل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً ، وإماماً مقسطاً ، فيقتل الخنزير ، ويكسر الصليب ، ويضع الجزية ، وأوصى أمّته بأن : يقرئه السّلام من لقيه منهم».
وفي حديث آخر :« كيف تهلك أمة أنا في أولها وعيسى في آخرها ؟!»
وقد تقدّم نصّ التوراة تجلى الله من طور سينا ، وأشرف من ساعير ، واستعلن من جبال فاران ، قال علماء الإسلام - وهذا لفظ أبي محمّد بن قتيبة - ليس بهذا خفاء على من تدبّره ولا غموض لأن مجيء الله من طور سينا إنزاله التوراة على موسى من طور سينا كالذي هو عند أهل الكتاب وعندنا ، وكذلك يجب أن يكون إشراقه من ساعير إنزاله الإنجيل على المسيح ، وكان المسيح من ساعير أرض الخليل بقرية تدّعى ناصرة ، وباسمها تسمّى من اتّبع نصارى ، وكما وجب أن يكون إشراقه من ساعير بالمسيح فكذلك يجب أن يكون استعلانه من جبال فاران إنزاله القرآن على محمّد صلى الله عليه وسلم ، وجبال فاران هي جبال مكـّة.
قال: وليس بين المسلمين وأهل الكتاب خلاف في أنّ فاران هي مكة ، فإن ادّعوا أنها غير مكة فليس ينكر ذلك من تحريفهم وإفكهم ، قلنا أليس في التوراة أن إبراهيم لم يكن هاجر وإسماعيل فاران ؟! وقلنا دلونا على الموضع الذي استعلن الله منه وسامه فاران ، والنبيّ الذي أنزل عليه كتاباً بعد المسيح؟! أوليس استعلن وعلن بمعنى واحد وهما ظهر وانكشف. فهل تعلمون ديناً ظهر ظهور دين الإسلام وفشا في مشارق الأرض ومغاربها فشوّه؟!
قال علماء الإسلام وساعير جبال بالشام منه ظهور نبوّة المسيح ، وإلى جانبه قرية بيت لحم ، القرية التي ولد فيها المسيح تسمّى اليوم ساعير ولها جبال تسمى ساعير وفي التوراة أن نسل العَيْصِ كانوا سكاناً بساعير ، وأمر الله موسى أن لا يؤذيهم .
قال شيخ الإسلام : وعلى هذا فيكون قد ذكر الجبال الثلاثة حِرَاء الذي ليس حول مكة أعلى منه ، وفيه ابتدأ نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحوله جبال كثيرة ، وذلك المكان يسمّى فاران إلى هذا اليوم ، والبرّية التي بين مكة وطور سيناء تسمّى برّيّة فاران ، ولا يمكن أحداً أن يدّعي أنه بعد المسيح نزل كتاب في شيء من تلك الأرض ولا بعث نبيّ فعُلـِمَ أنه ليس المراد باستعلانه من جبال فاران إلا ّإرسال محمّد صلى الله عليه وسلم ، وهو سبحانه ذكر هذا في التوراة على ترتيب الزمان ، فذكر إنزال التوراة ثمّ الإنجيل ثم ّالقرآن وهذه الكتب نور الله وهداه ، وقال في الأوّل :جاء وظهر ، وفي الثاني أشرق ، وفي الثالث استعلن فكان مجيء التوراة مثل طلوع الفجر ، ونزول الإنجيل مثل إشراق الشمس ، ونزول القرآن بمنزلة ظهور الشمس في السّماء ، ولهذا قال واستعلن من جبال فاران فإنّ محمّداً صلى الله عليه وسلم ظهر به نور الله وهداه في مشرق الأرض ومغربها أعظم ممّا ظهر بالكتابين المتقدّمين كما يظهر نور الشّمس في مشارق الأرض ومغاربها إذا استعلت وتوسّطت السّماء ، ولهذا سمّاه الله سراجاً منيراً وسمّى الشمس سراجاً وهّاجاً والخلق يحتاجون إلى السّراج المنير أعظم من حاجتهم إلى السّراج الوهّاج ، فإنّ هذا يحتاجون إليه في وقت دون وقت ، وأمّا السّراج المنير فيحتاجون إليه كل وقت وفي كلّ مكان ليلاً ونهاراً سرّاً وعلانية.
وقد ذكر الله تعالى هذه الأماكن الثلاثة في قوله :{ والتين والزّيتون * وطور سينين * وهذا البلد الأمين } فالتين والزّيتون) هو في الأرض المقدّسة التي بعث منها المسيح ، وأنزل عليه فيها الإنجيل (وطور سينين) وهو الجبل الذي كلم الله عليه موسى تكليماً وناداه من واديه الأيمن من البقعة المباركة من الشجرة التي فيه ، وأقسم) بالبلد الأمين( وهو مكة التي أسكن إبراهيم وإسماعيل وأمّه فيه وهو فاران كما تقدّم ، ولمّا كان ما في التوراة خبراً عن ذلك أخبر به على الترتيب الزماني ، فقدّم الأسبق ، ثم الذي يليه ، وأمّا القرآن فإنه أقسم بها تعظيماً لشأنها وإظهاراً لقدرته وآياته وكتبه ورسله ، فأقسم بها على وجه التدريج درجة بعد درجة بعد درجة ، فبدأ بالعالي ، ثمّ انتقل إلى أعلا منه ، ثم أعلا منهما ، فإنّ أشرف الكتب القرآن ثم ّالتوراة ثمّ الإنجيل وكذلك الأنبياء.
وهذا الذي ذكره ابن قتيبة وغيره من علماء المسلمين من تأمّل التوراة وجدها ناطقة به صريحة فيه ، فإن ّفيها وعد إبراهيم بأخذ الغلام وأخذ خبزاً وسقاء من ماء ودفعه إلى هاجر وحمله عليها ، وقال لها :اذهبي ، فانطلقت هاجر ، ونفد الماء الذي كان معها ، فطرحت الغلام تحت شجرة ، وجلست مقابلته على مقدار رمية الحجر لئلا ّتبصر الغلام حين يموت ، ورفعت صوتها بالبكاء ، وسمع الله صوت الغلام حيث هو ، فقال لها الملك : قومي فاحملي الغلام وشدّي يدك فإني جاعله لأمّة عظيمة ، فتح الله عينيها فبصرت ببئر ماء فسقت الغلام وملأت سقاها ، وكان الله مع الغلام فتربّى وسكن في برية فاران.
فهذا نص ّالتوراة أنّ إسماعيل ربّي وسكن في برية فاران بعد أن كاد يموت من العطش ، وأن ّالله سقاه من بئر ماء ، قد علم بالتواتر واتفاق الأمم أن إسماعيل إنما ربّي بمكة، وهو وأبوه إبراهيم بنيا البيت ، فعلم قطعاً أنّ فاران هي أرض مكة.
ومثل هذه البشارة من كلام شمعون فيما قبلوه ورضوا ترجتمه جاء الله من جبال فاران ، وامتلأت السّموات والأرض من تسبيحه وتسبيح أمّته ولم يخرج أحد من جبال فاران التي امتلأت السّموات والأرض من تسبيحه وتسبيح أمّته سوى محمّد صلى الله عليه وسلم : فإن ّالمسيح لم يكن بأرض فاران البتة ، وموسى إنما كلّم من الطور ، والطور ليس من أرض فاران ، وإن كانت البرية التي بين مكة والطور تسمى برية فاران فلم ينزل الله فيها التوراة وبشارة التوراة قد تقدّمت بجبل الطور ، وبشارة الإنجيل بجبل ساعير.
ونظير هذا ما نقلوه ورضوا ترجمته في نبوّة حبقوق جاء الله من التيمّن، وظهر القدس على جبال فاران ، وامتلأت الأرض من تحميد أحمد ، وملك بيمينه رقاب الأمم ، وأنارت الأرض لنوره ، وحملت خيله في البحر.
قال ابن قتيبة : وزاد فيه بعض أهل الكتاب وستنزع في قـُسِيك أعراقا وترتوي السّهام بأمرك يا محمّد ارتواء وهذا إفصاح باسمه وصفاته ، فإن ادّعوا أنه غيره فمن أحمد هذا الذي امتلأت الأرض من تحميده ، الذي جاء من جبال فاران فملك رقاب الأمم؟) الوجه السّادس( قوله في الفصل التاسع من السّفر الأوّل من التوراة أنّ هاجر لما فارقت سارّة خاطبها الملك فقال: يا هاجر من أين أقبلت ؟ وإلى أين تريدين؟ فلمّا شرحت له الحال قال : ارجعي فإني سأكثر ذرّيتك وزرعك حتى لا يحصون ، وها أنت تحبلين وتلدين ابناً اسمه إسماعيل ، لأنّ الله قد سمع ذُلـّك وخضوعك ، وولدك يكون وحش الناس ، يده فوق يد الجميع، ويد الكل ّبه ، ويكون مسكنه على تخوم جميع إخوته.
قال المستحرجون لهذه البشارة : معلوم أنّ يد بني إسماعيل قبل مبعث محمّد صلى الله عليه وسلم لم تكن فوق أيدي بني إسحاق ، بل كان في أيدي بني إسحاق النبوّة والكتاب ، وقد دخلوا مصر زمن يوسف مع يعقوب فلم يكن لبني إسماعيل فوقهم يد ، ثم خرجوا منها لما بعث موسى وكانوا مع موسى من أعز أهل الأرض ولم يكن لأحد عليهم يد ، ولذلك كانوا مع يوشع إلى زمن داود وملك سليمان الملك الذي لم يؤت أحداً مثله فلم تكن يد بني إسماعيل عليهم ، ثم بعث الله المسيح فكفروا به وكذبوه فدمّر عليهم تكذيبهم إيّاه وزال ملكهم ولم يقم لهم بعده قائمة ، وقطـّعهم الله في الأرض أمماً.
وكانوا تحت حكم الرّوم والفرس وغيرهم ، ولم تكن يد ولد إسماعيل عليهم في هذه الحال ، ولا كانت فوق يد الجميع إلى أن بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم رسولاً برسالته وأكرمه الله بنبوّته فصارت بمبعثه يد بني إسماعيل فوق الجميع ، فلم يبق في الأرض سلطان أعزّ من سلطانهم بحيث قهروا سلطان فارس والرّوم والترك والدّيلم ، وقهروا اليهود والنصارى والمجوس والصّابئة وعباد الأصنام ، فظهر بذلك تأويل قوله في التوراة ويكون يده فوق يد الجميع ، ويد الكل ّوهذا أمر مستمرّ إلى آخر الدّهر.
قالت اليهود: نحن لا ننكر هذا ، ولكن إنّ هذه بشارة بملكه وظهوره وقهره لا برسالته ونبوّته .
قالت المسلمون: الملك ملكان ، ملك ليس معه نبوّة بل ملك جبّار متسلط ، وملك نفسه نبوّة ، والبشارة لم تقع بالملك الأوّل ، ولا سيما إن ادّعى صاحبه النبوّة والرّسالة وهو كاذب مفتر على الله فهو من شرّ الخلق وأفجرهم وأكفرهم ، فهذا لا تقع البشارة بملكه وإنما يقع التحذير من فتنته كما وقع التحذير من فتنة الدّجال ، بل هذا شرّ من سِنحاريب وبُخْتُ نَصْرٍ والملوك الظلمة الفجرة الذين يكذبون على الله ، فالأخبار لا تكون بشارة ، ولا تفرح به هاجر وإبراهيم ، ولا بشر أحد بذلك ، ولا يكون ذلك إثابة لها من خضوعها وذلـّها وأنّ الله قد سمع ذلك ويعظم هذا المولود ويجعله لأمّة عظيمة ، وهذا عند الجاحدين بمنزلة أن يقال : إنك ستلدين جبّاراً ظالماً طاغياً يقهر الناس بالباطل ، ويقتل أولياء الله ، يسبي حريمهم ، ويأخذ أموالهم بالباطل ، ويبدّل أديان الأنبياء ، ويكذب على الله ، ونحو ذلك .
فمن حمل هذه البشارة على هذا فهو من أعظم الخلق بهتاناً وفرية على الله ، وليس هذا بمستنكر لأمّة الغضب ، وقتلة الأنبياء وقوم البهت.

الفصل الثاني :
كاميليا ووفاء وكرستين ... فأين الكرامة يا مسلمين ؟

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } الممتحنة/10
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه ، إذا جاءكم النساء المؤمنات مهاجرات من دار الكفر إلى دار الإسلام، فاختبروهنّ، لتعلموا صدق إيمانهنّ، الله أعلم بحقيقة إيمانهنّ، فإن علمتموهنّ مؤمنات بحسب ما يظهر لكم من العلامات والبيّنات، فلا تردُّوهنّ إلى أزواجهنّ الكافرين، فالنساء المؤمنات لا يحلُّ لهنّ أن يتزوّجن الكفـّار، ولا يحلُّ للكفـّار أن يتزوّجوا المؤمنات، وأعطوا أزواج اللاتي أسلمن مثل ما أنفقوا عليهنّ من المهور، ولا إثم عليكم أن تتزوّجوهنّ إذا دفعتم لهنَّ مهورهنّ. ولا تمسكوا بنكاح أزواجكم الكافرات, واطلبوا من المشركين ما أنفقتم من مهور نسائكم اللاتي ارتددن عن الإسلام ولحقن بهم، وليطلبوا هم ما أنفقوا من مهور نسائهم المسلمات اللاتي أسلمن ولحقن بكم، ذلكم الحكم المذكور في الآية هو حكم الله يحكم به بينكم فلا تخالفوه. والله عليم لا يخفى عليه شيء، حكيم في أقواله وأفعاله.
هذا بيان من ربّ العالمين يبيّن لنا الحكم الواجب فيمن أسلمن لله تبارك وتعالى وحيث أنّ القاعدة الأصوليّة تقول أنه « لا اجتهاد مع نصّ » والنصّ هنا محكم وقطعيّ الدّلالة ولا يُقبل معه قول أحدٍ كائناً من كان.
فيا سيادة الرّئيس أسألك بالله هل هذه بنوّتك لأبناء مصر التي تتشدّق بها علينا في الخطابات ليلا نهارا ؟؟
ألم يكن من الواجب عليك أن تطمئنّ على ابنتك إن كانت مسلمة فتردّها إلى إسلامها أو نصرانية فتردّها إلى أبناء معموديّتها ؟؟
ألم يكن من الواجب عليك وأنت الرأس أن تدرأ عنـّا هذه الفتنة وبنفسك؟
يمكن ريّسنا اللي بيتكلم على الأقل خمس لغات ما يعرفشي هيقولها ايه ولكن دول كلمتين في منتهى البساطة يا ريس: أنت يا بنتي مسلمة وإلا نصرانية؟
صعاب عليك الكلمتين يا من وصفت نفسك بالحكمة ؟؟
هل حادثتها ولو بالتلفون ؟
ويا شيخ الأزهر أسألك بالله هل التقيت وإحدى هؤلاء الأخوات اللاتي أسلمن لله ؟؟
--- يا حاكم المسلمين بمصر .. وأنت ويا من يقولون عنك إنك الإمام الأكبر

- أخوّفكما بالله ..
- كيف ستلقيان الله .. ؟
- وبماذا ستجيبانه عندما يسألكما يوم القيامة كيف سلـّمتما المسلمات للكافرين ؟
- كيف تزعمان الحرّيات وأنتما اغتصبتما حرّية المسلمات في أن يخترن دينهنّ ومعتقدهنّ بل وسلـّمتموهنّ ليسجنّ في أقبية الأديرة الدّنسة ؟
- أليس من العار أن يسجّل التاريخ هذا في زمانكما؟

في فترة حكمك يا سيادة الرّئيس، اغتصبت حرّية العقيدة بعد أن مُحي في زمانك حدّ الردّة .. فاعدد لنفسك جوابا إن كنت تجده لتجيب به ربّك فالفتنة أشدّ من القتل وما بالك بفتنة الدين.
يا سيادة الرّئيس هل هذه هي حكمتك أن تتدخّل شخصيّا في مباراة لكرة القدم بين فريق الأهلي وشبيبة القبائل .. ولا تتدخّل لإنقاذ روح وحياة إنسانة تسعد بالإسلام أو تشقى بالنّصرانية ؟
هذه هي حكمتك وأمانتك أن تتدخّل في الهزل وتدع تدخلك في عظائم الأمور هل هذا هو وأدُك للفتنة الطائفية في بلد تحكمها؟
شعب يصاب بالخيبة لهزيمة فريقه وهو في تعتيم إعلامي متعمّد عن أهم قضيّة تشغل الرأي العامّ في هذا الآن؟
فإن كانت حكمتك هذه ، كلّ من ورائها أنّ شعبك غافل ومهتمّ بالكرة مثلك وأولادك .. فآنت للأسف في غفلة ما بعدها غفلة عن أمور الرّعية وعن أمور حكمك ..
الشعب عن بكرة أبيه - مسلمين ونصارى - متأهّب وفي حالة استنفار قصوى والأمر يلزمه تدخّل سيادتكم لحسم الأمور كما حسمت أمر الكرة..

لن يفوّتها لك الشعب المصريّ المسالم مثلما مرّ موضوع وفاء قسطنطين........
بل الموضوع الخاصّ بكاميليا نكأ كلّ الجراح السّابقة يا سيادة الرّئيس!
وتعوّدت الكنيسة على تنازلات الحكومة وتناست مثلكم أنّ الشعب بكامله لا يتنازل أبداً عن حقوق الدّم المسلم وعصمته.
هل عندما تتمادى الكنيسة في غيّها تتمادى معها الحكومة في تنازلاتها ؟؟؟!!!
الأمر جلل ويحتاج إلى حسم ، وإلاّ لسوف تحرج مصر بأكملها دوليّا كما هي محرجة في قضية قانون الطوارئ والتعذيب في السّجون والمعتقلات وحقوق الإنسان.

فإليكم البيان الوافي الشافي لإسلامهنّ ومن يملك دليل إنكار إسلامهنّ فليظهره للرّأي العام لأنّ الأمر أصبح إسلاما وكفرا فعلى حاكمنا وشيخ أزهرنا أن يبرّئا ساحتيهما ويظهرا الحقيقة لمحكوميهما ومأمونيهما..
إن كنّ مسلمات فهل يحقّ .. بل وبأيّ حقّ أن تؤسر المسلمات عند الكفرة ؟؟؟!!!
وإن كان لهنّ حرّية ولم يقتلن ولم يسرقن ولم يجرمن ولم يرهبن فلماذا هنّ أسارى عند من بانت عداوتهم أشباه الرّجال ولا رجال .. ؟
هتافهم يدلّ على ألاّ رجولة لهم وألاّ نخوة لهم ولا كرامة لهم .. كلّما أسلمت زوجة لكاهن خرجوا علينا يهتفون ويصيحون «خطفوا امراة أبونا وبكرة هيخطفونا » وأصبح غيلان النصارى قططا وديعة تخطف !! فمن قبل أن نخطف - على زعمكم - زوجات آبائكم ، دنـّس أعراضهنّ آباؤهنّ وقساوستكم...

فيا عجبي من هذا الزّمن!!

أليس من العار وأنتم تتسمّون رجالا أن يفعل بنسائكم ما يفعله قساوستكم عند التعميد والوشر.. والتعميد قد يعرفه الكثيرون ، ولكن الوشر هو ما لا يعرفه إلا الباحثون. أليس الوشر يا ذكران الكنيسة هو أن يمسح القسّ ويلمس 36 موضعا حسّاسا في جسد المتعمّدة؟
كيف يا من تقولون عنا يخطفون ، تنتهك أعراضكم بهذا الشكل وباسم الدين وانتم راضون؟؟!!
يمسح أعلى فخذ المرأة من الناحيتين ويمسح الثديان وأماكن كثيرة بالجسم للرّجال والنساء ، ويسمّى هذا دخولا في الدّين !!
لعمري هذا لدين المهرطقين والمخرّفين والمحرّفين والكذابين والمنافقين ...

وعندما تهرب امراة تبحث عن الطهر والعفاف والنقاء في هذا الزّيف والبهتان ، وتفرّ إلى خير الأديان تتّهموننا نحن أننا خاطفين؟!
هي هربت من أن يمسّ عورتها دجّال حقير.. هي هربت من أن يرى موضع عفتها قسّيس خنزير.. هي هربت من دعارة كنائسكم باسم الدّين .. هي هربت بإنسانيّتها وما وقر في فطرتها لدين الفطرة المستقيمة الدّين الإسلاميّ الحنيف.

وقد ذكر المرصد الإسلاميّ لمقاومة التنصير أنّ:

في مثل هذه الأوقات من ستّ سنوات وبالتّحديد في عام 2004 - تجمهر الآلاف من النصارى داخل وخارج الكاتدرائية المرقصية بالعباسية ، وقطعوا الطريق العام في شارع امتداد رمسيس وهو من أخطر الشوارع الرّئيسيّة في مصر ، وتكمن خطورة هذا الشارع في أنه يصل وسط البلد ورمسيس حيث محطة مصر للقطارات ، وبين ميادين العباسية ومدينة نصر ومصر الجديدة ، قام الآلاف من النصارى وقتها بقطع الطريق العام وتحطيم السيارات والاعتداء على الأمن ممّا أدى إلى إصابة العشرات من جنود الأمن المركزي ..
كانت الصّيحات من الشباب النصراني كما سجّلتها وسائل الإعلام المختلفة تعبّر عن مدى الجهل الشديد الذي يعيشه الشباب النصراني ، وكيفية تحكم الكنيسة وتضليل الرّأي العام النصراني وتأثيره القويّ على النصارى ، خرجت الصّيحات والهتافات العدائيّة ضدّ البلد المسلمة ، والمسلمين الإرهابيين ، وهتافات مثل " خطفوا مرات ابونا .. وبكرة هيخطفونا " وغيرها من العبارات .
لم يكن التجمهر من نصارى مصر في الكاتدرائية المرقصية فقط ، ولكن التظاهر شمل كل كنائس مصر التي اتشحت بالسواد وأعلن شنودة رسمياً الاعتكاف في دير وادي النطرون حتى يتم عودة الأخت المهندسة " وفاء قسطنطين "
ووفاء قسطنطين هي مهندسة زراعية في منتصف الأربعينات زوجة كاهن كنيسة أبو المطامير بدمنهور ، تركت بيت زوجها ومكثت عند صديقة لها وأعلنت إسلامها وطلبت حماية الأمن ، شنودة يعلم أنه بإشارة صغيرة من صباع يده يستطيع أن يهيّج جموع النصارى في طول مصر وعرضها ، وأنه يعرف كيف يستطيع الضغط على النظام للحصول على أيّة مكاسب مهما كانت ، يعلم من أين تؤكل الكتف ، يدير الدّفة بعناية شديدة وبدقة متناهية ، ويعلم تماماً كيف يحصل على أعلى المكاسب بأقل مجهود ..
قام شنودة بإعلان اعتكافه رسميّاً في الدّير ، وهذا الفعل كفيل بأن يهيّج النصارى في مصر كلّها وأعلن مطالبه من داخل الدّير ولن يقبل بأقل منها وهي كالآتي :
1 - تسليم وفاء قسطنطين للكنيسة فوراً
2 – الإفراج عن جميع المعتقلين الذين قبض عليهم أثناء المظاهرة ووجّهت لهم تهم الإضرار بالمال العام وبممتلكات الغير ، وتهمة الشغب وإحداث الفوضى ، وتهمة إصابة رجال الشرطة إصابات متفاوتة .
الأمر كان في غاية التوتر وتوصّلت الأجهزة الأمنيّة لمكان وفاء قسطنطين التي طلبت منهم الحماية لأنها مسلمة بكامل إرادتها وتخشى على نفسها من بطش الكنيسة .
طلب الأمن من الكنيسة أن يحدّد جلسات نصح وإرشاد لوفاء قسطنطين في مكان متّفق عليه وبعدها تترك الكنيسة وفاء قسطنطين لتقرّر بكامل إرادتها إمّا أن تعود للنصرانية أو الإسلام .
وبالفعل اختارت الكنيسة فيلا تابعة لها لتقيم فيها جلسات النصح والإرشاد لوفاء التي استمرت أيّاما قليلة ، ثمّ اختفت وفاء قسطنطين بعدها تماماً عن الأنظار فقد تمّ إيداعها أحد الأديرة وأعلنوا على الملأ أنها عادت للمسيحية ولكن الحقيقة كانت غير ذلك .
فقد أثبت الدكتور زغلول النجار وتحدّى كل الكنيسة المصريّة أنّ لديه أخبارا من مصادر موثوقة أنّ وفاء قسطنطين قد قتلت في الدّير ، وتحدّى الكنيسة المصريّة أن تظهر وفاء قسطنطين للرّأي العام ، وانتظر الجميع من الكنيسة أن تظهر وفاء قسطنطين حتى يسكت الدكتور النّجّار وتخزيه وتفضح كذبه أمام الناس ، وتثبت كذلك صدق ادّعائها أنّ قسطنطين قد عادت مسيحية ، وأنّ ما أشاعوه عنها من أنها مسيحية ولدت مسيحية وعاشت مسيحية وسوف تموت مسيحية هو كلام صحيح ، ولكن الأمر أصبح أكثر تعقيداً فقد رفضت الكنيسة أن تظهر وفاء قسطنطين وأصبحت في موقف في غاية الحرج أمام الرّأي العام ، وحينها يتقيّن الجميع بقتل وفاء قسطنطين خلف جدران الأديرة مثلها مثل العشرات التي لم يعلن عنهم .
ما أشبه الليلة بالبارحة ، يتكرّر نفس السّيناريو ولكن هذه المرّة ليس من ناحية الشمال ولكنه من ناحية الجنوب حيث أكبر المحافظات المصريّة قلقاً طائفياً " محافظة المنيا " وكنيسة مارجرجس بدير مواس وزوجة كاهن الكنيسة ، شابّة لم يتعدّ عمرها الـ 25 عاماً متزوّجة من الكاهن من ثلاث سنوات فقط أي أنها زوجة حديثة نسبياً فجأة تترك بيت زوجها ولم تعد ، حتى هذه اللحظات لا نعرف ما هو السبب في اختفائها ، ولا يهمّنا من قريب أو من بعيد أن تكون زوجة الكاهن قد أسلمت وهربت مثل قسطنطين ، ولكن ما يهمنا هو رد الفعل النصراني وكيف يظهر بوضوح ثقافة النصراني وتهيئته لنتائج مسبقة على حدث معين ، بمجرّد حدوث واقعة اختفاء زوجة الكاهن حتى ذهب البعض أنّ الموضوع هو اختطاف ومنهم من بدأ في التهديد والوعيد ، ومنهم من حمل على عاتقه نشر أخبار وتصريحات مغلوطة وكاذبة في وسائل الإعلام ، وكأنّ كلّ فتاة نصرانية تهرب من بيت أهلها هي مخطوفة وخاطفوها هم المسلمون الإرهابيون .
حتى كتابة هذه السطور وهناك المئات من النصارى مجتمعين في المطرانية في المنيا ، ومنهم من شدّ الرّحيل إلى القاهرة حتى يعيد نفس سيناريو وفاء قسطنطين وعمل اعتصاما ومظاهرات ، ولكن هذه المرّة شنودة في منتجعه الخاص بكليفلاند في الولايات المتحدة الأمريكية – سافر لها يوم الاثنين الماضي بطائرة خاصّة حتى يطمئن على صحّته ، ومن المستحيل أن يعلن اعتكافه في كليفلاند ، ولكن الأمور في اعتقادي لن تسير في طريق مستقيم ، نحن في انتظار نهاية القصّة ونتمنى أن تنتهي على خير ..
وإليكم مثال وواقع لبعض من أسلمن من زوجات كهنة الأديرة وخرابات الصّلبان وقذارة ماء البـِلسان.

إليكم أمثلة للوفاء في زمن عزّ فيه الوفاء.

وفاء قسطنطين وقصّة إسلامها

وفاء قسطنطين ، هى كانت نصرانية وأسلمت ، مصريّة من مدينة شبين الكوم التابعة لمحافظة المنوفية بدلتا مصر ، عُرف عنها الخلق الحسن بين أبناء ملتها السّابقة ، و كانت متفوّقة في دراستها حتى حصلت على شهادة في الهندسة الزّراعيّة ، ثمّ تزوّجت من ابن مدينتها مجدي يوسف عوض الذي عُيّن كاهنا بكنيسة بمدينة أبو المطامير بمحافظة البحيرة ، و تسمّى بعد أن نال الكهانة باسم يوسف ، وعاشت وفاء مع زوجها الكاهن بمدينة أبو المطامير ، وكان لها مكانة خاصّة عند النصارى فهي قدوة للنساء النصرانيات لأنها زوجة كاهن ، ورزقت من زوجها بولد وبنت ، الولد يدعى مينا والبنت شيري ، حصل ابنها على شهادة الهندسة ، و التحقت ابنتها بكلية العلوم جامعة الإسكندرية ، و تعيّنت وفاء في وظيفة بالإدارة الزّراعية بمدينة أبو المطامير ، و مرّت حياتها بطريقة عاديّة جدّاً ، و في يوم ما ومنذ عامين أو أكثر من قبل تاريخ إعلان إسلامها ، يشاء الله الواحد الأحد أن تشاهد وفاء برنامجا عن الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في التليفزيون المصري يقدّمه الدّكتور زغلول النّجّار حفظه الله , فتأثرت بفضل الله كثيراً بهذا البرنامج ,وانشغلت به جداً , ولكنها اكتشفت بعد سمعها للبرنامج أن القرآن يتكلم عن حقائق علمية أُكتشفت حديثاً , وأن الإسلام ليس دينا دمويا كما كانت تعتقد ويُقال لها , فما كان منها إلا سئلت زميلها فى العمل ( محمد السيد المرجون ) عن الحقائق العلمية فى القرآن الكريم , فأفادها كثيراً جزاه الله خير الجزاء ,و أمدها بالكتب و شيئاً فشيئاً تمكن الحق من قلبها فأعلنت إسلامها , و لكنها أخفت إسلامها عن جميع أفراد عائلتها , إلا ان ابنتها علمت بالأمر عن غير قصد ولكنها تسترت على أمها , و خلال هاتين السنتين حفظت أختنا وفاء 17 جزءاً من القرآن الكريم , وصامت رمضان الماضي والذي قبله , وحاولت أختنا ترك بيتها حتى تعلن إسلامها بعيداً عن أهلها حتى لا تتعرض للأذى , ونجحت بفضل الله أن تهرب من بيتها بمساعدة أخينا محمد السيد المرجون , وأعلنت إسلامها ولأنها زوجة قس فلم يسكت النصارى , وأشعلوها ناراً , فاستسلم المسئولين المصريون لضغوط النصارى , ووضعت أختنا تحت الضغط النصرانى فى بيت بالقاهرة , فى محاولة لردها إلى النصرانية ولكنهم فشلوا تماماً , وكانت وسائل الإعلام ومصادر الأخبار كلها تقول ذلك , وأعلنت تمسكها بإسلامها , ولكن النصارى لم يستسلموا زادت حدة الضغط من قبلهم ومن جهات خارجية , ففوجئنا فى صباح يوم جمعة بإعلان أن وفاء عادت للنصرانية بكامل ارادتها
هل خرجت وفاء في وسائل الإعلام وردت عن نفسها فتنة ضلالها وتحولها الى امرأة ضالة في الديانة النصرانية
هل خرجت وفاء في احدى القنوات وطمأنت النصارى بانها مازالت على ملتهم وهي ام روحية لكل النصرانيات على زعمهم وبنت ماء معموديتهم؟
لما لم يستطيعوا من ضغطوا عليها كل هذا الضغط ان يخرجوها لتتحدث الى الراي العام ام انهم لا يملكون الوسيلة لهذا أم انهم ليس عندهم كرسي وميكروفون؟

وهذا ملف كامل من عدة روابط عن الحدث من بدايته
تجد قصة إسلام هذه المرأة على هذه الروابط

http://islammemo.cc/news/one_news.asp?IDNews=51755

http://www.aawsat.com/default.asp?issue=9509&page=news&article=270371

http://www.palestinianforum.net/forum/showthread.php?t=23458

ولكن لم يسكت النصارى على إسلام هذه المرأة , بل قاموا بحملة إعلامية كبيرة , تعاضد فيها نصارى مصر مع نصارى المهجر ( نصارى مصر المهاجرون ) فقام نصارى مصر بمظاهرات , و اشتبكوا مع قوات الشرطة و أصابوا بعضهم , بعد ان رشقوا قوات الشرطة بالحجارة من داخل كاتدرائية العباسية , أنظر الرابط التالى
http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=8481

وقام نصارى المهجر بارسال رسائل إلى شارون وقرينه بوش للتدخل عسكرياً فى مصر لإنقاذ النصارى من اضطهاد المسلمين لهم , انظر الرابط التالى
http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=8676

ولزيادة الضغط على الحكومة المصرية قام شنودة أسود الثياب والقلب بالاعتكاف , انظر الرابط التالى

http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=8617

حاول النصارى وضع وفاء بأحد كنائسهم , بعيداً عن أعين الأمن , و وافق المسئولين و لكن تدخل وزير الأوقاف المصري محمود حمدى زقزوق بأن هذا لا يجوز , فلجأ المسئولين إلى حل دبلوماسي لا يجوز شرعاً أيضا ولكنه أخف الضررين , فوضعوا أختنا وفاء ثبتها الله فى بيت المغتربات المسيحيات , و لكن تحت حراسة الأمن المصري الذى كان متواجداً معها طوال الوقت انظر الرابط التالى

http://www.alwifaq.net/news/index.php?Show=News&id=3718

وفاء ثبتها الله تقول لهم : " حدثوني فقط بوصفي مسلمة فأنا أحفظ 17 جزءا من القرآن الكريم كنت أصوم رمضان في بيت زوجي القس.. وأصلي بعيني »

أقباط المهجر يطلبون مساعدة شارون ويحرضون بوش على التدخل! أنظر الرابط التالى

http://www.alwifaq.net/news/index.php?Show=News&id=3739

أختنا وفاء تواجه الضغوط النفسية بآيات القرآن الكريم , القساوسة يتمسكون بها رغم إصرارها على الإسلام , أنظر الرابط التالى
http://www.alwifaq.net/news/index.php?Show=News&id=3747
بيان من مثقفي مصر بتحرير وفاء من الضغط النصرانى , وحضور علماء من الأزهر جلسات القساوسة مع وفاء , أنظر الرابط التالى
http://www.alwifaq.net/news/index.php?Show=News&id=3754
تفاصيل الجلسة الأخيرة مع أختنا وفاء ثبتها الله , و لم يُعرف عنها أى خبر فيما بعد , أنظر الرابط التالى
http://www.alwifaq.net/news/index.php?Show=News&id=3778
و لاحظ معى أيها القارىء الكريم أن هذه الجلسة كانت يوم الثلاثاء ( 14/12/2004) وجاء فيه اصرار الأخت وفاء على إسلامها

النائب العام المصري يعلن فى الصحف عودة الأخت وفاء للنصرانية أنظر الرابط التالى
http://www.masrawy.com/News/2004/Egypt/Local/december/16/Church.aspx
فحضر حجتك أيها النائب العام من الآن امام ملك الملوك لما يسألك كيف كذبت ودلست وغيرت وبدلت كلام الأخت المسلمة وفاء قسطنطن والا فأنت تملك من السلطة ان تخرج وفاء بقرار بتوقيعك في الاذاعة والتلفزيون والصحافة وتقول هي هذا الكلام بفمها فتتبرا أنت وتبرئ ساحتك
صدقني ايها النائب العام لقد خرج الامر عن سلطتك وانت لا تدري
الامر أكبر من كرسيك وأكبر من منصبك ود ليل كذبك اتخاذك القرار الخاطء انك لم تقدر على إظهار الاخت المسلمة للراي العام ولتقول ما زعمت أنت من الكذب فالشعب المصري ليس أبلها وليس من السذاجة بأن ينخدع بقراراتك هذه الشعب المصري من أعرق شعوب العالم واكثرها ثقافة وذكاء ومعرفة ولكن حكم ظالم وشعب جبان فماذا سيفعل البسيط بين مطرقة وسندان؟
ولاحظ ان في الرابط السابق افتضح كذبهم وتدليسهم ففى 14 ديسمبر حضرت السيدة وفاء قسطنطين مسيحية قسطنطين .....الخ " يوم 14/12/2004 , هو نفسه اليوم الذى أعلنت فيه أختنا الأسيرة وفاء تمسكها بإسلامها , ألست معى أن هذا تناقضا ؟؟؟؟؟؟
وفاء تختفى على يد النصارى فى دير بوادى النطرون , فإما العذاب حتى الموت , أو الردة إلى النصرانية فى زعمهم
http://www.alwifaq.net/news/index.php?Show=News&id=3816
اتهام شيخ الأزهر بتزيين عودة وفاء و مارى زكى " زوجة قس آخر أسلمت " إلى النصرانية , انظر الرابط التالى
http://www.alwifaq.net/news/index.php?Show=News&id=3818
و هذا الرابط أيضاً
http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=8805
ولا نملك إلا أن ندعو للأخت وفاء ومن معها من المسلمين , أن يثبتهم الله سبحانه على الإسلام وأن يختم لهم بخاتمة السعادة انه سميع قريب مجيب الدعاء , وإلى الله المشتكى وهو حسبنا ونعم الوكيل
اللهم ثبت الأخت وفاء ومن معها على الإسلام ومتعهم جميعاً برحمتك الواسعة , وبحق رحمتك التى غلبت غضبك أن تثبتهم على الإسلام لينالوا رحمتك يا رب العالمين
وصلى الله وبارك على محمد وآله وصحبه وسلم

ويؤكد هذا الكلام القس النصراني عبد المسيح بسيط : الوحيدة التي حجزناها في الدير هي وفاء قسطنطين وذلك لأسباب أمنية عليا

قال القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير، إن تقديم 14 صحفي ومحامي وباحث بلاغات للنائب العام يهدف بالدرجة الأولى لإحداث الشوشرة وإحراج الدولة والكنيسة ، على حد تعبيره ، مؤكدا أن الكنائس والأديرة تخضع لرقابة وحراسة مشددة من قبل الأمن المركزى، فلا يمكن أن يحدث أى شىء مهما صغر حجمه دون معرفة مسبقة من قوات الأمن ، مضيفا أن الأديرة جميعها هى للرجال فقط وليست للنساء، مؤكدا أن الحالة الاستثنائية الوحيدة التى سمح فيها بدخول أنثى هى حاله وفاء قسطنطين ووضعت بمكان تابع للدير بعلم من الأمن ، وذلك لمصالح أمنية عليا لحمايتها من التعرض للقتل أو الاختطاف مما قد يثير فتنة طائفية حادة ،على حد وصفه.

وهذا الكلام للأسف الشديد غير صحيح فهناك وباعتراف الأنبا بيشوي نفسه عشرات الفتيات المحتجزات في الأديرة ، فضلاً عن أن العمالة الأساسية في الأديرة للنساء وليس للرجال ، وهناك عشرات الحالات المعروفة لأخوات أسلمن محتجزات حتى الآن في سجون الأديرة منهن ماري عبد الله زكي زوجة كاهن كنيسة الزاوية الحمرا ، وتريزا وكريستين طالبتا طب الفيوم ، وغيرهن العشرات ..

أما حالة وفاء قسطنطين فقد ثبت إسلامها وإيداعها في الدير كان لمحاولة إرجاعها ومن ثم قتلها ، والتي حتى هذه اللحظة الكنيسة لم تستطع تكذيب خبر إسلامها عملياً ولا نظرياً من خلال إظهارها للرأي العام ..
http://www.tanseerel.com/main/articl...rticle_no=9118

واليكم بيان جبهة علماء الأزهر في حق تآمر الدولة والحكومة والازهر ومجلس الشعب والنائب العام على امرأتين ضعيفتين لا حول لهما ولا قوة الا بالله وحتما سيقتصّ الله لهما ممّن سلـّموهما وممن ساموهما العذاب وممّن خذلوهما فان الله تعالى يمهل ولا يهمل

بعد ما ثبت من تنازل الدولة عن بعض اختصاصاتها للكنيسة في قضية الشهيدة وفاء قسطنطين والسيدة ماري عبد الله زكي وغيرهما حيث أعطت جزءا من سلطاتها واستبدادها للإدارة الكنسية القبطية الأرثوذكسية بغير مُسوِّغٍ تشريعي؛ أو سندٍ دستوريٍ؛ أو اعترافٍ من فكر سياسي يُمَكِّنُ من ذلك، فقامت الدولة – وهي المستأمنة على حياة الناس وأرواحهم- بتسليم السيدة الشهيدة وفاء بعد إسلامها لرجال الكنيسة، ولم تأذن لأحدٍ من خارج رجال الكنيسة أن يلتقي بها ،بل ومكنتهم بعد ان جاهروا و كشفوا عن سوء طويتهم وقبيح نياتهم من الاعتداء عليها والحضور معها أمام النيابة ولم تكن متهمة، وأعطت المجرمين الحق في ممارسة سلطات الدولة عليها من حبس، وتوجيه اتهام؛ ومزاولة سلطة التحقيق معها ،بل والتعذيب لها بمباركة منها حتى جاءنا خبر استشهادها على أيدي الأوغاد المجرمين بغير مستند من شرعة سوى شرعة هوى البطريرك الأكبر هيلاسلاسى الكنيسة المصرية وهواه، تلك الشرعة التي بها مُكِّنَ بها من ممارسة سلطات التحقيق والتحفظ وإصدار قرارات الإفراج بشأن المعتدين من رعايا كنيسته على رجال الأمن المصريين، ثم ممارسة جريمة التعذيب على وفق ما كانت تصنع كنيسة الفاتيكان في روما ومجرمي الكنيسة المصرية من قبل مما عرف بمحاكم التفتيش ، حيث حكمت تلك المحاكم في وقت قصير على 340 ألفا بالقتل حرقا وصلبا، وبلغت بها البشاعة أن أمروا بإحراق فتاة حسناء بعد ما كشط لحمها وحرق عظمها لأنها كانت تشتغل بعلوم الرياضة والحكمة[ النظرات 1/194]، وفي مصر عام 415م لما أغضبت الحسناء " هيباتيا" مؤلفة بعض الأبحاث العلمية زعيم المسيحية المصرية الأسقف كير لوس المتجبر أمر بقتلها بعد تعذيبها، فقبض عليها رجال الكنيسة وقتلوها بالقرميد ومزقوا جثتها وأحرقوها [ تاريخ الحضارات العام 2/ 629]، و هيباتيا هذه هي ابنة الرياضي ثيون.
إن وفاء قسطنطين مسلمة بحكم الواقع، وشهادة الحقائق والوثائق،فقد اختارت الإسلام دينا عن رضا وقناعة ،وآوت إليه عن رغبة واختيار حتى كان من أمرها ما كان، وأسلمتها الدولة والحكومة المصرية التي هي في ظاهر أمرها حكومة مسلمة أسلمتها إلى الكنيسة غير المؤتمنة على الأخلاق؛ والدماء؛ والأعراض ؛وفق ما ثبت في حقها على مدار الأزمنة والدهور، يقول الأستاذ" رولان موسنيه" :" من يدقق في السجلات الرسمية والصكوك والوثائق والأضابير الكنسية تعتره الدهشة لكثرة ما تقع منه العين على الدعاوى والقضايا المقامة على رجال الدين لأخلاقهم الفاسدة وتصرفاتهم السيئة،فالسكر؛والعربدة؛ يأتي في مقدمة هذه الموبقات... وكم من الأحكام صدرت على كهنة أو رجال من الإكليروس لاستخدامهم فتيات أو شابات مشكوك بفضائلهن" [تاريخ الحضارات العام 4/71].
ومع معرفة الأزهر الرسمي بتلك الحقائق وغيرها فقد خرص على جريمة تسليم السلطات المصرية لامرأة مسلمة إلى مجزرة ومحرقة الكنيسة المصرية وصمت صمت القبور، فضيع بذلك الأمانة، وخان الرسالة، بعد أن خذل قضية التعليم الديني في مصر؛ وسكت على إباحة بعض موظفيه فوائد وربا البنوك، وأهدر حق العفيفات المسلمات بفرنسا في لزومهن شريعة الحجاب.
هذه واحدة
والثانية : أن الحكومة المصرية وشأنها أنها حكومة مسلمة لأمة مسلمة دينا وثقافة ،وحضارة قد خذلت الدين الذي عليه يتأسس أمر قيامها وبقائها، وذلك باستجابتها لرغبة الإدارة الكنسية المصرية في منازعتها حقها؛ وموافقتها لها على مشاركتها سلطاتها التي من المفترض أنها عليها مؤتمنة من الأمة لصالح المسلمين وإخوانهم من أهل الكتاب ، فقبلت من الكنيسة عرضها المهين الذي صوره الفقيه والقاضي والمؤرخ المصري العلامة المستشار طارق البشري بقوله" لقد قالت الكنيسة للدولة أعطني قطعة من استبدادك فأعطتها الدولة قطعة من استبدادها" وصار من حقها المزعوم أن تسلم لها الدولة من تطلبه الكنيسة من النصارى المشكوك في ولائهم لإدارة الكنيسة المتمثلة في هيمنة البطريرك وحده الذي يتحلَّق حوله من يتعاملون بمشيئتهم من خلال إرادته التي لا ترد؛ وبغير تبعة على أي منهم مما يضاعف من فوات الرشد الدنيوي في التصرف . الأسبوع 10/1/2005م.
وبذلك يكون من المتحقق أن الدولة المصرية هزمت الدين بخذلانها ،
والأعراف والأخلاق المهنية والوظيفية بالانقلاب عليها، والأمة بالتآمر عليها في أعز ما تملك، واستوجبت بذلك النهوض لها بكل سبيل ممكن دفعا للشر الأعظم الآتي على الأمة ، والذي من شأنه أن لا يبقي ولا يذر ، فليس بعد خيانة حق الدين والتلعب بحرمته من قيمة تطلب،أو قدر يحترم،أو منزلة تراعى.
ثالثا :إن الذين أسلموا الشهيدة وفاء وأخواتها لهذا المصير المنكي قد ثبت بحقهم حكم المرتدين على وفق ما ذهب إليه الجمهور .
رابعا:
وحيث إن حق الدين والجماعة لايسقط بحال، وقد رجع هذا الحق بهذه الخيانة في صيانة معالمه إلى عموم الجماعة التي خاطبها القرآن الكريم بقوله تعالى ( وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون) ، فإننا نطلب منها باسم الله الذي افترض على العلماء القيام على حق دينه بالنصيحة فيه لله؛ ولرسوله؛ ولأئمة المسلمين وعامتهم نطلب ما يلي من الممكنات لدينه ولعباده مسلمين وغير مسلمين:
1- إحياء حق الشهيدة وفاء قسطنطين شكلا وموضوعا، وذلك برفع اسمها ووصفها على ما يرزقون من البنات .
2- كذلك رفع ذكرها وإعلان اسمها على كل وسيلة ممكنة من وسائل الدعوة إلى الله والبيان ،بدءا من المواقع الالكترونية، ودور العبادة والتعليم، ثم بالطرقات، والقاعات، والميادين؛ والمحاضرات ؛والخطب والدروس.
3- استنهاض همم أصحاب البيان ومؤسسات الإعلام للمطالبة بحق الشهيدة وفاء وأخواتها ومن أضير بسببها من صحفيين وإعلاميين ورجال أمن و شرطة.
على أنه مما لا يخفى أننا مع واجب الاستنهاض لتلك الجرائم لم يتغير ولن يتغير عندنا شيء من ثوابتنا مع المنصفين والمسالمين من إخواننا أهل الكتاب الذين أبيحت لنا مؤاكلاتهم والإصهار إليهم والانتفاع ومشاركتهم تجاربهم، بل ومواعظهم، فقد صلى سلمان الفارسي وأبو الدرداء يوما ببيت نصرانية - على ما ذكر ابن القيم -،فقال لها أبو الدرداء "هل في بيتك مكان طاهر فنصلي فيه؟"، فقالت " طهرا قلوبكما ثم صليا أين أحببتما" فقال سلمان لأبي الدرداء رضي الله عنهما" خذها من غير فقيه"، ولما قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الجابية استعار ثوبا من نصراني حتى خاطوا له قميصه وغسلوه، إغاثة اللهفان 1/153.
( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب).

صدر عن جبهة علماء الأزهر الشريف عصر الاثنين 8من رمضان 1429هـ الموافق 8من سبتمبر 2008م

مأساة شاب مسلم مع الازهر بسبب ما جرى مع زوجات الكهنة

فبسبب كل هذه الاحداث اصاب الرعب ضعاف النفوس وموظفي التدين بالازهر الذي ما عرف الشرف على يديهم فأصبح المسؤولون عن الاسلام واشهار الاسلام في الازهر يهابون ان يقابلوا النصارى الذين يريدون التحول من الظلمة الى النور ولقد حدث معي ان التقيت بشاب عمره 23 عاما كان يقوم بالعمل في ورشة للنجارة والتقيته فيها ورايت في عينيه الترحيب بي والاقبال على الاسلام وعلى غير عادة النصارى اخذ يسألني بعض الاسئلة عن الاسلام اجبته عن بعضها وتواعدنا ان تستمر لقاءاتنا لأحدثه عن الاسلام وبمجرد أن جلسنا انا وهو قال لي يا شيخ
انا احب الاسلام واحب ان ادخل فيه سألته وكيف كان حبك للإسلام ؟
فاجابني وقال منذ ان كنت صغيرا وانا متأثر باصدقائي المسلمين فعندما يحين موعد الصلاة اجدهم يذهبون الى المسجد فكنت أقف على أعتاب بيت الله مبهورا بروعة الصلاة التي ليس فيها اختلاط النساء بالرجال وتأكد عندي أن هذه هي الصلاة الحقيقية وكنت أسمع مع أصدقائي المسلمين الكثير من الخطب والدروس التي تتحدث عن الاسلام وكنت أذوب شوقا لأكون مسلما عندما أسمع آيات الله وكنت أقول رغم جهلي هذا كلام الله الحقيقي لا الترانيم التي ينشدونها في الكنائس.
سألت الفتى فهل تحفظ بعض آيات الله
فاجابني بسرعة نعم أحفظ الفاتحة وقل هو الله احد والكثير من السور القصيرة
فسألته: وكم تريد من مال لتدخل في الإسلام ؟
فإذا به ينهض غاضبا ويقول لي بعاميته: لا يا شيخ والله عيب عليك
انا عايز بالاسلام الجنة مش عايز بالاسلام المال ولا حتى ييجي في بالك اني عايز باسلامي عروسة مسلمة!!
فبعد امتحانه تأكدت لي رغبته الصادقة في الاسلام فسألته : هل تعرف السبيل لدخول الاسلام؟ فقال لي نعم أعرف ان عليّ أن أغتسل وأن أشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فقلت له هذا قد نفعله في الزيارة المقبلة
وجاءني في المرة المقبلة .. اتاني وفي يديه نصراني آخر يريد الاسلام فحدثت الشاب الذي معه ووجدت انه يريد ترك النصرانية لعدم اقتناعه بها ولعدم اقتناعه بأتباعها ويقول لي كلما سألت قسا بالكنيسة عن شيء في النصرانية إلا وقال لي هذه أسرار كنسية لا تسأل عن هذه الأشياء فوجدت في قلبه الخوف على حياته ومستقبله فرددت هذا الشاب الآخر وقلت له عليك بأن تسأل عن الاسلام وان تتعرف عليه وما وجدت فيه أبدا الرغبة والحب اللتين في قلب عبد الله للإسلام وأوصيت عبد الله أن عليه ان يأتيني في المرة القادمة بمفرده وأصبح عبد الله يأتيني بكل لهفة بأن يخرج من عندي وهو أحد أبناء الاسلام
وفي اليوم الموعود جاءني عبد الله وجالسني وكنت قد جمعت له أحاديث أحكام الرّدّة وتلوتها عليه وشرحتها له وجدت هذا الشاب يقول لي انا اعرف يا شيخ اني اذا دخلت الاسلام لا يمكن لي ان اتحول عنه أريد أن اخرج من بيتك اليوم مسلما فقلت له يا عبد الله ليس العبرة بمن سبق ولكن العبرة بمن صدق وأخليت له الدار وادخلته ليغتسل بعد أن علمته كيفية الاغتسال فاغتسل وتوضا وقال: أشهد ان لا إلله إلا الله وأشهد ان محمدا عبده ورسوله وان المسيح عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها الى مريم العذراء وأؤمن بأن الموت حق وأن الجنة حق وهي منزل الطائعين وأن النار حق وهي مسكن الطغاة والعاصين وصليت انا وهو أول ركعتين له في الإسلام وأعلمته بكيفية الذهاب الى الأزهر وما هي الاجراءات التي سيتبعها لإشهار إسلامه فذهب الى بيته واخذ متاعه وكان ينوي الذهاب في صبيحة هذا اليوم الى الازهر
لم أكن أعلم عن حادثة وفاء قسطنطين وماري عبد الله شيئا الا انه جاءني في اليوم الذي ذهب فيه الى الازهر مغموما مذهولا ليقول لي ردّني الأزهر الى الكفار يا شيخ
فهدّأت من روعه وقلت له قصّ علي ما جرى معك
فأخبرني أنه هناك ضغوط كبرى على الازهر بسبب اسلام زوجتي كاهنين وان الأزهر متخوّف جدا من ان يمارس عمل اشهار اسلامه فربتّ على كتفه وقلت له تهدأ الامور وتستقرّ ثم تعاود الذهاب الى الأزهر
هل تصدّقون يا سادتي ذهب الى الازهر ليشهر اسلامه أكثر من عشر مرات طوال سنة كاملة !!! وهو يتردد على الازهر طريدا لا مأوى له مطارد من اهله وزوج اخته الكاهن الانجيلي حتى استطاعوا في النهاية ان يمسكوا به
لكم ان تتخيلوا ماذا سيفعلون بهذا الابن الضالّ ...
أرسلوه الى دير دميانة بدمياط كانوا يسقطوه في روث الخنازير كانوا يعذبوه بأبشع انواع العذاب ولما كان الشاب ذكيا وفطنا أوهمهم انه عاد للنصرانية فسحروه وسلطوا عليه الجان النصرانيّ حتى يتوهم الناس انه به خبل او جنون وبالفعل بعد أن صدقوا حيلته تركوه فخرج من الكنيسة كالشنّ البالي كسير القدم مخلوع الذراع فذهب للعلاج وما ان شفي حتى عاد إليّ وقصّ عليّ كل ما جرى معه ومكث معي في أحد المساجد ثلاثة أيام حتى عوفي تماما من أسحار النصارى له والكلمة التي كان يقولها لي دائما والله ما تركت الإسلام لحظة هو انا حرام عليّ اللي عملتو معاهم عشان يسيبوني يا شيخ
فقلت لا والله ليس بالحرام فقد حدث لصحابة سيدنا محمد مثلما حدث معك.
منذ عام 2004 حتى عام 2009 وهو يجاهد في الأزهر وأمن الدّولة وفي النصارى وفي المسلمين المتخاذلين حتى يدخل في الإسلام وبعد 5 سنوات من الكفاح كتب الله لهذا الشاب أن يتسلم هويّة بها ديانة مسلم رغم ان الازهر اراد ان يهلك هذا الشاب وعن تعمد وقصد اذ لم يوافقوا على تغيير اسم هذا الشاب فما بالكم لو صادف هذا الشاب شرطيا مرتشيا نصرانيا ووجد ان في اخر اسمه الثلاثي اسم جرجس ومكتوب في خانة الديانة مسلم لكم ان تتخيلوا ماذا سيفعل معه هذا الشرطيّ
هل بهذا يحافظ الازهر على من أسلموا ؟؟!!!
هل هذا هو قانون حفظ الانفس والتعهد بعدم الايذاء يا أمن الدولة الا تغيروا اسم الشاب لكيلا ينكشف امره رغم انه احب لنفسه اسما اسلاميا خالصا
فهذا مما حدث معي بالفعل

والآن نأتي إلى الطامة الكبرى والفجيعة العظمى وهو مصابنا في أختنا المسلمة كاميليا شحاتة زاخر
فإليكم بيان بجميع ما حدث معها وما لاقته من الحكومة ومن الأزهر والنصارى ومتخاذلي المسلمين:

كاميليا شحاتة .. المسلمة الأسيرة !!.. إلى متى ؟؟؟

" كاميليا شحاته " هل هي " وفاء قسطنطين " الجديدة؟
كاميليا زاخر شحاته مصرية من محافظة المنيا مركز دير مواس ، مدرّسة ، عمرها 25 سنة ، تزوجت منذ ثلاث سنوات بكاهن مطرانية دير مواس تادوس سمعان رزق ، ولها ابن رضيع عمره عامين ، كانت نصرانية ، ولكن منذ سنوات بدأت قصّة إسلامها متأثرة بابن خالتها المقيم في القاهرة ، وهو مسيحي وأسلم وأشهر إسلامه ، فكان هذا هو الدافع الأول لها للبحث عن حقيقة الإسلام.
إثر ذلك لاحظ بعض زملائها في المدرسة انشغالها بالإسلام، ومدى صحّة ما يثار حوله من شبهات، فقاموا بتعريفها ببعض طلبة العلم المهتمين بالرد على الشبهات في محافظة المنيا.
وبعد عدة جلسات نقاش أعلنت كاميليا إسلامها أمام هذه المجموعة في جلسة خاصة وبمجرد ان أصبحت مسلمة - وذلك منذ العام والنصف - امتنعت عن العلاقة الزوجية.
وعلى مدار السنة والنصف بدأت بحفظ القرآن سرًا، حتى حفظت منه أربعة أجزاء، وكانت تستغل فترة وجودها في المدرسة لأداء الصلاة. وشرعت تعوّد ابنها الرضيع على الحليب الاصطناعي استعدادا للابتعاد عنه في أي لحظة تكون فيها قادرة على الهروب لإعلان إسلامها..
وبعدها قررت كاميليا ضرورة توثيق إسلامها رسميًا، وكانت تتشوق لزيارة مكة، وأداء العمرة خلال شهر رمضان الحالي.
أنهت كاميليا استعدادها، ورتبت مع الشيخ "أبو يحيى" أحد طلبة العلم بالمنيا ترتيبات توثيق إسلامها.
وبمجرد أن تركت دارها دار الظلم اتصلت بالشيخ مفتاح "أبو يحيى"
وجلبت معها أوراقها الرسمية التي تتضمن بطاقتها وشهادات الميلاد والتخرج وصورها الشخصية والشهادات الدراسية الحاصلة عليها والتي قامت بنقلها إلى منزل أبي محمد حتي يتسني لها تغيير ديانتها في الأوراق الرسمية بدءاً من شهادة الميلاد وبطاقة الرقم القومي وانتهاء بالشهادات الدراسية وهذا ما أكده مقربون من أبي محمد أنها قامت بنقل كل الأوراق الخاصة بها والصور من منزل زوجها القس تادروس سمعان والتي تركتها كلها في منزل الشيخ أبي محمد في أسيوط بعد خروجها من المنيا وفقاً لما أكده المقربون من أبي محمد وقبل أن يقوم بتسليمها للشيخ أبي يحيي ليقوم بنقلها إلي القاهرة لإشهار إسلامها بالأزهر واستخراج أوراق ومستندات جديدة بعد إعلان إسلامها، وقام أبو يحيي الذي يتولي دائماً مهمة نقل السيدات اللاتي يعتنقن الإسلام إلي الأزهر.
ووفقًا للمعلومات التي حصل عليها «المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير على شبكة الأنترنت» ففي ظهيرة يوم الأحد 18 يوليو استقلت كاميليا سيارة بصحبة أبي يحيى إلى القاهرة؛ حيث استقبلهما ابن خالتها، واصطحبهما إلى منزل خالتها مجدولين بطرس التي تركت المسيحية منذ فترة طويلة؛ بسبب شقاء ابنتها لورى وصفي التي تزوجت من كاهن أحد الكنائس بمنطقة الظاهر، ثم تبين أنه شاذ جنسيًا فطلبت الطلاق لكن الكنيسة رفضت,
فقامت لوري برفع دعوى خلع أمام المحكمة. وبعد خلع زوجها الكاهن أصدرت الكنيسة قرار بحرمان ماجدولين وأبنائها من التناول وممارسة الطقوس، لاسيما بعد إشهار ابن ماجدولين إسلامه.

أقامت كاميليا في شقة خالتها يومين، وحين اشتعلت المظاهرات في المنيا قامت أجهزة الأمن باستدعاء عدد من زملائها في المدرسة للتحقيق معهم. وتوصلت أجهزة الأمن لحقيقة القصة، وتيقنت من إسلام كاميليا منذ سنة ونصف، واتجاهها للأزهر الشريف لتوثيق هذا الإسلام رسميًا بصحبة أبي يحيى.

ورفعت أجهزة الأمن تقريرًا بحقيقة الموقف، لكن الأمر صدر لها باعتقال كاميليا، وتسليمها للكنيسة.

وعلم المرصد أن كاميليا غادرت منزل خالتها يوم الأربعاء 21 يوليو إلى منزل أخر غير معروف بصحبة ابن خالتها، وفي صبيحة يوم الخميس توجهت بصحبة ابن خالتها وأبو يحيى إلى الأزهر الشريف لتوثيق إسلامها، وبمجرد دخولها الأزهر بدأت تتكشف لها المؤامرة التي حاكها لها النصارى بالاتفاق مع الأزهر وأمن الدولة والأزهر نفذ المطلوب على أحسن وجه فما أن شرع موظف الأزهر في كتابة استمارات إسلامها وبدأ في تدوين جميع بياناتها إلى أن وصل إلى اسمها حتى توقف موظف الأزهر عن استكمال إشهار إسلامها حسب الخطة المتفق عليها كانت قوة أمنية سرية تنصب كمينًا لهم، بمعاونة النصارى وما أن أحسوا بهم حتى ذهب أبو يحيى لأخذ كاميليا من مصلى الأزهر وما أن اقترب منها حتى قالت له يا أبا يحيى هناك من يشير علينا ونجح أبو يحيى بعون الله في الفرار من الأزهر فيا للعجب كان الأزهر مأوى لهم الآن أصبح الأزهر مصدر خطر عليهم
خرج أبو يحيى ومعه كاميليا وذهبا إلى السيارة مسرعين وما كان يعلم أن العيون تترصدهم وعند تقاطع شارع الجبلاية وإمام نادي القاهرة الرياضي حوصروا من النصارى وضباط امن الدولة وإذا بالنصارى يهجمون عليهم في السيارة ولكن البطل أبو يحيى حفظه الله تصدى لهم واخذ هو وكاميليا يستنجدان مشاعر المسلمين لنجدتهم ولكن من أين تأتي النجدة وقد مات ضمير الشعب لهثا خلف الجنيه ورهبة من غياهب المعتقلات أكثر من 1000 مسلم يشاهدون النصارى في حماية قوات امن الدولة وهم يضربون رجلا ملتحيا وامرأة منتقبة وما حرك أحدهم ساكنا وفي النهاية جاءت الأوامر العليا لضباط امن الدولة بضرورة السيطرة على الموقف ولن يتم لهم هذا إلا بإيقاف حركة المرور بأكملها في الشارع بضرب ابي يحيى على رأسه بالمسدسات وأجهزة اللاسلكي حتى اغرورق الرجل في دمه والله لينتقمن الملك الجبار لكل نقطة دم أريقت من هذا البطل ألا يعلم ضباط امن الدولة أن الله الحكم العدل أول ما سيقضي بين العباد سيقضي في الدماء؟ وأخيرا سقط البطل أبو يحيى سقط وسط قوات الأمن وأكثر من 100 نصراني كان يتصدى لهم بمفرده دفاعا عن أخته المسلمة وحملوهما في أحدى سيارات النصارى فهذا الكلب النصراني بمجرد أن سيطر الأمن على الموقف إلا وبدا الاحتفالات الصاخبة في سيارته فحملوهما وانصرف الموكب إلى فرع امن الدولة بمدينة نصر وهناك انقطعت تماما أوثق صلة وأعظم صلة كانت تربط المجاهد البطل أبو يحيى بأخته العفيفة الشريفة المسلمة كاميليا الربانية نعم ربانية لأن سلاحها كان الذكر ولان سلاحها كان الصبر لأنها أوصت من شاهدوا حادثتها وخاطبتهم بلسان الوهن والضعف يا مسلمون أنا أختكم المسلمة ويختطفني الآن النصارى إلى ما لا اعلم فصلوا عليّ صلاة الغائب كأخت لكم مسلمة نعم ربانية لأنها صبرت وتحملت ما يفوق قوة احتمالها فالله أيدها وصبرها وحلاها بالجلد لقد أهينت في عرضها وسبّت وشتمت بأفظع الألفاظ في شرفها وعفافها من ضباط أمن الدولة لأنها أرهقتهم وأرّقت منامهم ووبّخوا بسببها ومن خنازير الكنيسة لأنها فارقتهم وارتدت عن دين الدعارة دينهم وهذا لعمري إن هذا لأوضح دليل على إسلامها فلو كانت على نصرانيتها كما ادعى النصارى لما جرأ نصراني واحد على سبها بهذه الألفاظ لأنها أمهم الروحية وزوجة أبيهم القمّص فهل لو كانت نصرانية يجرؤ نصراني واحد على سبها في عرضها وشرفها ولكن في دولة مبارك هانت العفيفات في دولة مبارك أهينت المسلمات في إمامة شيخ الازهر منعن الطهر والعفاف وفي الأمر استفاضة ليس هنا محلها.
وفي مساء يوم الجمعة تم الإفراج عن ابن خالتها، وترحيل كاميليا وأبي يحيى إلى مقر أمن الدولة بمحافظة المنيا.

وصباح يوم السبت حضرت 42 سيارة تابعة لمطرانية المنيا، وتسلمت كامليا من أجهزة الأمن، وقامت باعتقالها في أحد الأديرة بمحافظة المنيا.

ببساطة .. فأرباب الكنيسة القبطية يعترفون باختطاف السيدة كاميليا شحاتة، واحتجازها في مكان أمين، وتعذيبها عذابا شديدا، وإجراء غسيل مخ على المغسول. ويعترفون أنها أصيبت بالجنون المطبق ، وأن أطباء الكنيسة فشلوا في إعادتها إلى طبيعتها، وأنهم اضطروا لحقنها بأدوية تفقدها العقل كي تهدأ وترتاح. ويعترفون أيضا أنها رفضت مواعظ الكنيسة والاستماع إلى الكهنة! وأنها لن تعود إلى طبيعتها! إنهم يعترفون بكل جريمة ارتكبوها على الملأ، ويعترفون أنهم يزدادون وحشية في تعذيبها كلما تطلب الأمر ذلك، ويعترفون أنهم لن يسمحوا بإظهارها على وسائل الإعلام، ولن يسمحوا لها بمغادرة الدير، وأن البابا شنودة تلقى ضمانات من الدولة بعدم فتح تحقيق في الموضوع، وأنهم أوصوا بتجاهل القضية حتى تموت حتى لا يتكرر سيناريو وفاء قسطنطين. فهل لو كانت المشكلة مجرد مشكلة عائلية كما ادعى سدنة الصليب اما كان اولى الناس بمعالجة هذه المشكلة هو زوجها فتسلم اليه .. الأدلة كلها تفضحكم يا نصارى وكلامكم في قنواتكم يفضحكم ووالله لن تمر الحادثة بسلام...
وأكثر من ذلك يعترفون بأنه من غير مسموح للنصارى دخول الإسلام في مصر. ومن أراد غير ذلك ففي الخارج وليس في مصر.

كل هذه التصريحات يجري إطلاقها على الملأ، وبدون خوف ولا حساب لأي ضابط. أما الطرف المقابل وكأنه،وهو يستمع ويشاهد ويقرأ مثل هذه التصريحات والاعترافات، لا يملك إلا الطاعة والصمت المطبق. فلا نواب ولا مشايخ ولا علماء ولا جماعات ولا شخصيات ولا قوى اجتماعية أو سياسية ولا جمعيات إنسانية أو منظمات حقوقية عقبت بكثير أو قليل داخل مصر وخارجها وصولا إلى المنظمات الدولية قاطبة وهيأة الأمم المتحدة!الكل اصابهم الخرس
وهكذا فلو كان دخول كاميليا لا يقدم أو يؤخر في مسيرة الأمة كما يقول محافظ المنيا في إفطار الوحدة الوطنية مع البابا شنودة فأي معنى إذن لهذا الصمت الوحشي الذي لم يسبق له مثيل ضد امرأة واحدة؟

اللهم فك قيد أختنا كاميليا شحاتة ، وانصرها على ديناصور الكنيسة المرقصية ، وآلته الإعلامية الجبارة التي تقلب الحقائق واجعل ثأرنا على من ظلمنا واجعل الدّائرة تدور عليهم.

اللهمّ ثبّت كاميليا وأخواتها على دينك ، واربط بالحقّ على قلوبهنّ ، وفرّج كربهنّ ، واخذل من خذلهنّ.

الفصل الثــّالث

الهيمنة الكنسية على السـّلطة في مصر

إنّ المتأمّل لواقع الحال الذي تعيشه مصر وتحياه ليدرك من أوّل وهلة الهيمنة والسّيطرة التي هي للكنيسة من بدء فترة وصول الرّئيس مبارك للحكم فكأنما السفاح شنودة عاد لينتقم مما فعله الرّئيس المصري السّابق أنور السّادات ويبدو لنا جميعا أنّ شنودة قد استوعـب الدّرس الذي لقـّنه له السّادات فتعالوا معي نستعرض الحياة السياسية والحزبية والنيابية في مصر.
إنّ عدد الإخوان المسلمين في مصر، وفق حسابات الجماعة، يقارب الأربعة ملايين ممن تزيد أعمارهم عن18عاما! وعدد الأقباط من رضيعهم إلى عجوزهم قد يزيد قليلا عن الستة ملايين! وفي العالم فإن عدد منتسبي الجماعة وفق الحسابات الأمريكية 70 مليونا و100 مليون وفق حسابات الجماعة، ومع ذلك لم يطلب منهم أحد أن ينزلوا إلى الشارع بقدر ما استغرب الجميع امتناعهم العجيب عن إصدار ولو بيان واحد في مصر أو في أية دولة في العالم! ولن يصدروا أبدا. أما لماذا؟ فلأن كاميليا وأخواتها وغطرسة الكنيسة وتهديد الإسلام في مصر وغير مصر ليست من مدخلات دعاة الوحدة الوطنية والتسامح والوسطية والشمولية،وضد مصالح الجماعة الإخوانية الساعية بكل جهدها للدّخول إلى الطائفية الحزبية وبالتالي لا يمكن أن تكون من مخرجاتها في يوم من الأيام.

ما أن تطالع مقالات الكتاب والمفكرين وبعض المشايخ المعدودين على الأصابع عن قصة كاميليا حتى تشعر أن قلوبا تكاد تتفجر غيظا ليس على الكنيسة وجرائمها بل على العجز ومشاعر الرعب والكبت التي يعانونها من بطش السلطة فيما لو رفعوا عقيرتهم بالصياح أكثر قليلا، وقلوبا اخترق القهر شغافها على المسلمين الذين تحولوا بمئات الملايين إلى غثاء كغثاء السيل، وقلوبا تحترق كمدا على الذين استهانوا بالإسلام وأودعوه في أحضان الكنائس والأديرة وهي تتحول تدريجيا إلى قلاع حصينة مدججة بالأسلحة وأقبية التعذيب والقتل. ولعل الوقت لن يطول كثيرا حتى تنفجر خرافة الوحدة الوطنية بوجه المتخاذلين والصامتين والمتواطئين ليدفع الثمن حينها الأمة برمتها. ويا ويلهم آنذاك.

في التاريخ الإسلامي ظهرت شريحة من العلماء اشتهرت باسم وعاظ السلاطين، ممن تطوعوا للعمل في مجالس الأمراء والسلاطين لإرشادهم على أنجع السبل في التحايل الفقهي على العامة والخصوم عبر ما يقدمونه من فتاوى تلتف على الأحكام الشرعية. لكن هذه الشريحة تضخمت اليوم وتحولت إلى ما يشبه شياطين الوعظ والإرشاد والدعوة. ومع ذلك تجد من يرقع لهم ويطالب الضحايا أن يثنوا لهم الركب ويحدثوهم بأدب ويخفضوا أصواتهم ويناصحوهم سرا في قضايا يعلمون علم اليقين أنها لم تعد محلا لفتوى أو لنصح.

يا عالم .. يا بشر .. القصة ليست قصة امرأة دخلت الإسلام. القصة قصة إسلام يجري شطبه جهارا نهارا.
قصة دين ممنوع أن يهتدي إليه كافر أو مشرك ويدخل فيه ! قصة بلد تعمل الكنيسة على تحريره مما تراه ثأرا من الغزو الإسلامي، وتعد العدة لذلك.

مصر اليوم يا سعادة المحافظ، بعيوننا نحن المسلمين من داخلها وخارجها، صارت دولة خاضعة لسلطة الأديرة والكنيسة التي تصول وتجول فوق كل اعتبار .. سلطة تفرض حظرا على كل من يدخل الإسلام وإلا فإن عقابه التهديد والخطف وحبوب الهلوسة وتغييب العقل حتى القتل. كنيسة باتت اليوم أكثر أمانا وقوة من القصر الجمهوري.

ما لها الأمّة تصمت بعلمائها ومشايخها وقواها وجماعاتها وكأن على رؤوسها الطير؟
هل يعقل أن تكون المصالح والامتيازات والوحدة الوطنية والبعد عن الفتنة أولى من نصرة التوحيد ودين الله وحرمات المسلمين وأعراضهم؟
هل الوحدة الوطنية أقوى من الولاء والبراء يا مسلمين أم تحولتم إلى دين جديد ذروة سنامه الوحدة الوطنية؟
وهل يعقل أن يكون الصمت الوحشي هذا أحكم المواقف بينما تتلوى الأمة من الغطرسة والفجور والتحدي وامتهان دينها وتهديد كيانها وتمريغ كرامتها بوحل النجاسة؟
هل يعقل هذا الصمت والتآمر الرهيبين بينما تتلوى كاميليا ووفاء وكريستين وأخواتهن تحت هول التعذيب؟
وهل صار كل احتجاج على الظلم مدخلا يسيرا لتهمة الخروج على ولي الأمر؟
إذا كان الأمر كذلك فأبشروا .. فكل الأمة خوارج إلا من صمت على الجريمة. وإذا كان الانتصار للحق ولكاميليا خروجا يغيظ الصامتين والمتواطئين فلا بأس من أن نردد اسمها نكاية بهم في كل حين، وحتى لا تموت القضية.
أما الكنيسة فلتمت بغيظها، وتعسا للجبناء والمتخاذلين والمتواطئين وأصحاب المصالح.
فيا مسلمون في شتى أنحاء العالم هل هذا يرضيكم؟ هل يرضيكم ما يحصل للمسلمات في مصر؟
إليك المشتكى يا الله...
وحتى الآن مازالت ردود الفعل تتوالى بشأن قضية زوجة مطران دير مواس التي اختفت ثم عادت في ظروف مجهولة، وبلا تفسير، حيث ما يثير الجدل حتى الآن هو أن ظهور الزوجة لم يكن سوى عبر تصريحات من مسؤولين كنسيين فيما ظلت الزوجة ذاتها بعيدة تماما عن الأنظار، وهو ما جعل البعض يشكك فى أن "كاميليا شحاتة" ما هي إلا "وفاء قسطنطين" جديدة، تلك السيدة التي أعلنت إسلامها فأجبرتها أجهزة الأمن والدولة بأكملها – تحت ضغوط كنسية عنيفة – على العودة قسرا إلى عائلتها، قبل أن تختفي إلى الأبد.
قال الأنبا أغابيوس أسقف دير مواس إن كاميليا شحاتة زوجة الكاهن تداوس سمعان رزق، تقيم الآن فى أحد البيوت التابعة للكنيسة فى القاهرة تحت إشراف لجنة من الكنيسة، وأضاف خلال تسجيل بثته قناة الكرمة القبطية، أن كاميليا تخضع لتأهيل نفسى، لمداواة ما تعرضت له من تأثير من أطراف مسلمة، وقال «هما عملولها غسيل مخ، وإحنا هنغسل المغسول»، وهو ما نشرته «الشروق» أيضا، نافيا أن تكون كاميليا قد أشهرت إسلامها، فى الوقت الذى أشار فيه إلى احتمال غير أكيد أن تكون قد تعرضت لتأثير من أحد زملائها المسلمين فى المدرسة. وأكد أغابيوس، أن كاميليا قضت أيام اختفائها فى القاهرة، وأن الأمن عرف مكانها وسلمها للكنيسة من أحد مكاتبه فى القاهرة. كانت «الشروق» قد نشرت الأربعاء الماضى، أن كاميليا زاخر تقيم فى أحد بيوت خدمة المغتربات فى القاهرة، وأنها قضت أيام اختفائها الخمسة لدى إحدى قريباتها فى القاهرة وتحديدا فى حى الظاهر، وأن الأنبا أغابيوس يحاول أن يخضعها لعلاج نفسى، وأكد مصدر كنسى أن الهدف من إفصاحه عن تفاصيل اختفاء كاميليا هو حمايتها حيث تسعى الكنيسة لأن تصورها فى موقف المختل نفسيا وعقليا من خلال أحد الأطباء النفسيين، بعد أن ردد الأنبا أغابيوس أن كاميليا تعرضت لـ«غسيل دماغ». وعلمت «الشروق» أن أحد المستشارين النفسيين المقربين من أحد أبرز أساقفة الكنيسة رفض التدخل فى شأن كاميليا بأمر من الأسقف البارز، الذى أعلن رفضه التدخل فى خلاف ــ أصلا ــ شخصى بين زوجة وزوجها، معلنا غضبه من الموقف برمته من جهته أعلن الناشط المهجرى مجدى خليل استمراره فى قيادة لجنة تقصى حقائق بمشاركة نحو 30 صحفيا وحقوقيا لمعرفة تفاصيل اختفاء كاميليا، وطالب خليل الأنبا أغابيوس بالسماح للجنة بمقابلتها، محذرا من أن تتكرر أزمة وفاء قسطنطين التى تمنع الكنيسة أى شخص من مقابلتها منذ ست سنوات. من جهته نشر التيار العلمانى خطابا مفتوحا وجهه للكنيسة ووزارة العدل، أشار خلاله إلى أن السبب فى أزمة كاميليا وغيرها من الأزمات السابقة، تأتى بسبب تعنت الكنيسة فى أمور الأحوال الشخصية، وقال الخطاب «لو أن الكنيسة لديها بالفعل إعداد جيد للمقبلين على الزواج، ولديها لجنة فاعلة لحل أزمات المتزوجين تضم خبراء نفسيين واجتماعيين، وحافظت على لائحة 1938 التى تجيز الطلاق فى حالة استحالة العشرة لما تكررت هذه الأزمات». واتهم كمال زاخر مؤسس التيار العلمانى القبطى- واتهم النصراني ّ- قيادات الكنيسة بالكيل بمكيالين فى قضية كاميليا وقال فى بيان نشره «نحن ندعو للدولة المدنية ونحتمى بالمؤسسة الدينية وننطلق منها للضغط للحصول على مطالبنا، نقول بحرية الاعتقاد ونحشد الشارع عندما تقرر إحداهن إعلان رغبتها فى تفعيل حريتها هذه، وعندما نستردها ــ وكأنها شىء لا إنسان ــ نعتقلها بغير حق أو سند من القانون أو المنطق ــ حتى ترحل عن عالمنا، تحت زعم إعادة تأهيلها، فى إعادة إنتاج للأنساق الشمولية القمعية، غير مدركين أن القهر قد ينتج طاعة ظاهرية لكنه لا ينتج ولاء وإيمانا». واستنكر زاخر عدم اتخاذ الكنيسة لخطوات عملية، حتى الآن، لمحاكمة الكاهن وقال «كيف يحملون زوج كاميليا على الأعناق بدلا من محاكمته وعزله بعد أن فشل فى رعاية بيته كأحد مبررات إقامته على خدمته ككاهن، يفترض به أن يرعى بيوت الأقباط فى منطقته كلها». ,
وكان هذا هو الدافع الذي حدا باثنين من المحاميين لرفع دعوى قضائية اختصما فيها أجهزة الأمن بالمنيا، هذا نصها:

** شغل الرأي العام قضية تعددت فيها الأقاويل التي من شأنها إثارة الفتنة الطائفية والإخلال بالأمن العام وهي قضية اختفاء كاميليا شحاته زوجة كاهن مطرانية دير مواس ويقع على عاتق النيابة العامة تحقيق هذه الواقعة حماية للبلاد من الأخطار التي تضر بالاستقرار.
وكان المشكو في حقه قد قام بتسليم كاميليا شحاته إلى مطرانية دير مواس.
وحيث أن هذا التسليم يتنافى وكون المذكورة بالغة عاقلة راشدة تتمتع بالأهلية الكاملة وبالحقوق الملازمة للشخص الطبيعي المكفولة دستوريا والتي لا يجوز النزول عنها ومنها الحريات
وحيث ورد بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان والإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي جاءت نصوصه تؤكد حق كل إنسان في التمتع بجميع الحقوق والحريات وحيث وقعت مصر على تلك المواثيق وتم نشرها بالجريدة الرسمية كجزء من قانون الدول.

بناء عليه
نتقدم لسيادتكم بهذا البلاغ ضد المشكو في حقه طالبين:
1- سماع أقواله فيما يتعلق بقانونية تسليمه مواطنة بالغة سن الرشد إلى مطرانية دير مواس.
2- استدعاء المواطنة كاميليا شحاته لسماع أقوالها بأنها لم تتعرض لضغوط بشأن معتقدها الديني أو حرية تنقلها وإقامتها.
وذلك حماية للحمة الوطنية وحفاظاً على أمن واستقرار هذا البلد وضرب أهداف مروجي الفتنة الطائفية والمتاجرين بها
ونذكر سيادتكم بأن هذه السيدة امرأة ضعيفة ليس لها سوى الله ثم سيادتكم ونحن إذ نتقدم بهذا البلاغ نبرأ أنفسنا أمام الله من ذنب السكوت عن حق إنسان سمعنا أنه ظلم ومن واجب النصح لولي الأمر ونتمنى من الله أن يعينكم على إحقاق الحق ورد المظالم.
ومن جهتنا فنحن نناشد كل المحامين العرب تدويل القضية وجعلها قضية دولية وذلك لفضح الأقباط وحيلهم ...

وأورد محمود القاعود في المرصد الإسلامي بعد أسبوع من اختطاف كاميليا شحاتة أنّ: جريدة ” اليوم السابع ” هى المتحدث الرسمى باسم الكنيسة المرقصية ، وينفق عليها الملياردير الطائفى الصليبى النازى ” نجيب ساويرس ” ما يقارب نصف مليون جنيه شهرياً ، بشهادة عدد من الذين يعملون فى اليوم السابع ، ويعلمون خباياها .. وسبق أن أوضحت الكثير جداً عن هذه ” الكنيسة الإليكترونية ” فى مقال سابق بعنوان ” الدور الطائفى لصحيفة اليوم السابع ” .. هى عبارة عن موقع كنسى بحت ولا يجادل فى ذلك أحد ، ورئيس تحريها خالد صلاح يتلقى تعليمات واضحة شبه يومية عن طريق الموبايل .. افعل كذا ولا تفعل كذا .. وهذا ما يوضح السبب الذى من أجله نشر عناوين رواية بذيئة حقيرة سافلة ، لصعلوك أفاق حاصل على دبلوم تجارة ، بدعوى أنها أكبر دفاع عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم .. رغم أنه – فداه روحى ودمى – ليس بحاجة إلى أى دفاع على الإطلاق ، خاصة من موقع يأتمر بأمر فرعون الكنيسة المرقصية القابع بالعباسية .. لكن جاء التليفون لخالد أفندى : فيه واحد جايلك معاه رواية .. وفيها عنوان اسمه ” الأسرار الحمراء لعلاقة محمد بالنساء ” عايزك تنشره بحجم كبير فى العدد الأسبوعى والموقع .. وكان الرد : حاضر يافندم .. أنا خدامك .. تحت أمر معاليك .. مع ألف سلامة !
وتم ما أراده ساويرس ، ونُشرت الإساءة الفاحشة بحق الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ، وتم السماح للمعلقين النصارى الذين كتب أحدهم : أنا مع محاكمة محمد بس ياريت يكون فيه محامى ! .. وكثير منهم دخل يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومرت التعليقات بأمر خالد صلاح الذى امتدحه الشيخ ” محمد حسان ” وقال أن امتناعه عن نشر الرواية رفع قدره عند الله وعند الناس ! وهو موقف غريب للغاية فسّره البعض بتفسيرات لا أحب أن أخوض فيها ، ولكنها خصمت الكثير من محمد حسان ، وجعلت العديد يترحمون على أسطورة المنبر وشيخ الأمة : عبدالحميد كشك – عليه رحمات الله – الذى لم يكن يعرف المداهنة ولا النفاق ، ولا يجامل أبداً فى العقيدة حتى لو كان من يحدثه رئيس الجمهورية .. بل كان يهاجم السادات نفسه ، وزوجته جيهان ولا يخشى أحداً إلا الله ولا يرتعد من مكالمة فى منتصف الليل ، ولا من استدعاء قبيل الفجر ، ولا من اعتقال وحبس .. كان رحمه الله يصدع بالحق فى وجه الطغيان ، وكان يؤدب الإرهابى شنودة بطريقته الخاصة ، ومن خلال ميكروفون مسجد يستمع إليه آلاف النصارى من سكان دير الملاك ، الذين أسلم المئات منهم على يد الشيخ بسبب مواقفه البطولية وفضح دجل وتخريف شنودة .. كان عليه رحمات الله رجلاً بحجم أمة .. ولا زالت خطبه تريح النفوس والقلوب ، وتشيع الطمأنينة فى كيان الإنسان .. كان لدينا علماء نرتمى فى أحضانهم .. ونبثهم همومنا .. وكانوا هم قادتنا الذين يكفرون بالطاغوت ويقومون بإيصال أصوات المقهورين فى كل مكان ..
الآن صار لدينا من يدعي أن القائمين على أمر كنيسة إليكترونية سبت الله ورسوله ، مقامهم ” مرفوع عند الله وعند الناس ” !! ولا أدرى من أين علم الشيخ حسان بهذا الأمر !؟
يقول تعالى : ” أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ” ( مريم : 78 ) .فمن أين للشيخ محمد حسان أن يقول عمن يسبون الله ورسوله فى كنيستهم الإليكترونية ويستكتبون أقباط المهجر – الذين يسعون لحرق القرآن فى مظاهرات بأمريكا – أن مقامهم ” مرفوع عند الله والناس ” ؟؟
هل من أجل أنهم تراجعوا تحت وطأة الغضب الشعبى العارم وفضح علاقة شنودة وساويرس بنشر الرواية الحقيرة ، هل يعد ذلك عملا جليلا يستحقون عليه رفعة المقام عند الله والناس ؟! يا حسرة على علماء الإسلام ..
والمتابع لكنيسة اليوم السابع وتغطيتها لمحنة الأسيرة المجاهدة ” كاميليا شحاتة ” وما تتعرض له من تعذيب على يد ميليشيات الديناصور المتوحش المقيم بالعباسية ، يتيقن أن الأنبا أغابيوس هو رئيس تحرير اليوم السابع وليس خالد صلاح .. الأنبا أغابيوس الذى صرح أن كاميليا تم عمل غسيل مخ لها ، وأنه سيقوم بعمل غسيل للغسيل !
كرّست اليوم السابع جهدها أثناء مغادرة كاميليا للمنزل ، وتوجهها لإشهار إسلامها ، وبثت أخبارا كاذبة عن علاقة مزعومة بينها وبين مدرس ” إخوانجى ” كان يضايقها ، وبدأ التلويش الصليبى فى اليوم السابع يطال كل شئ ، وتوالت التليفونات : انشر كذا وكذا .. وكان الرد : أمر معاليك يا ساويرس بيه !
كان الموقع ينقل بيانات النصارى كل يوم ، وأخبار مظاهراتهم التى تسب الإسلام والرئيس والحكومة من عينة ” يا مبارك ساكت ليه إنت معاهم ولا إيه ” ! وتجرى حوارات مع والد كاميليا وشقيق زوج كاميليا ، دون التطرق للموضوع نفسه .. أين كاميليا شحاتة ؟؟ لماذا لا تظهر فى التلفزيون ؟؟ لماذا يخطفها زعيم عصابة ويحتجزها داخل دير أو كنيسة ؟؟ وما هى سلطة شنودة بالضبط فى هذه البلد التى صارت فوضى ما بعدها فوضى ؟؟ تجاهلت كنيسة اليوم السابع الموضوع ، وهربت منه بصورة مستفزة .. رغم أن هذه الكنيسة الإلكترونية لا تتورع عن متابعة نشاط أغيلمة صعلوك مريض نفسيا من عينة ” بيشوى حجازى ” أو ساقطة تمارس الحرام من عينة ” كاترين الإمام ” أو مختل من عينة ” ماهر الجوهرى ” ، وتنشر أخبارهم وصورهم ، وبياناتهم الهزلية ومطالبهم السفيهة .. وتجيش كتائب المعلم شنودة لتبنى قضيتهم والدفاع عنهم ..
بل إنها تنشر خلجات وهمسات وحركات صنم الأرثوذكس شنودة الثالث ، وتخصص جزء كبيرا لعظته الهزلية التى لا معنى لها على الإطلاق ولا تفيد أى قارئ حتى ولو نصرانى .. تقرأ خبر العظة وما قاله ديناصور الكنيسة المرقصية ، فتجده كله عبارة عن استظراف سمج وكلام سخيف .. وسألت سيدة قبطية قداسته عن طريقة عمل المكياج ورد قداسته … وسأل قبطى قداسته عن طريقة عمل الماكرونة بالبشاميل ورد قداسته .. هذه عظة شنودة .. ماهى قيمتها وأهميتها ؟؟ لا أحد يعلم .. ورغم ذلك لا تنشر كنيسة اليوم السابع ، ما جاء مثلا بخطبة شيخ الأزهر أو مفتى الجمهورية يوم الجمعة أو خطيب أى مسجد .. مثلما تنشر ما يقوله شنودة يوم الأربعاء على أنه وحى مقدس يجب الاحتفاء به ، وللأسف فقد وقعت غالبية الصحف المصرية فى هذا الموضوع المشين .. الأهرام .. الأخبار .. الجمهورية .. الوفد .. هذا عدا صحف ساويرس ( الدستور والمصرى اليوم وكنيسة اليوم السابع ) .. تجد يوم الجمعة كل هذه الصحف تنشر ما جاء بالعظة من كلام فارغ لا يفيد إنسانا على الإطلاق ..
أما أن تتبنى كنيسة اليوم السابع محنة مسلمة مجاهدة تتعرض لأبشع أنواع التعذيب داخل السلخانة الأرثوذكسية ، فهذا ما لا تجرؤ على فعله .. حتى لا يتم قطع النصف مليون جنيه شهريا التى يتم إنفاقها على كهنة الموقع للترويج لما يسمى ” اضطهاد الأقباط ” ونشر كل ما يصدر عن الكنيسة ..
ورغم إجرام اليوم السابع بحق الإسلام ومصر والحديث بلسان شنودة ، فإن بعض المواقع القبطية المرتبطة بإسرائيل تشن هجوما مفتعلا مفضوحا متفقا عليه مسبقا على كنيسة اليوم السابع ، حتى توحى للناس أن اليوم السابع موقع ” وهابى ” ! وهو كلام لا يصدقه سوى حشاش ، لأن اليوم السابع كنيسة إليكترونية تقدم ” الكرازة ” فى كل وقت وتبشر بما يسمى ” الرب يسوع ” وتشنع على كل ما يمت للإسلام بصلة ..
اليوم السابع الآن تشارك فى ذبح المواطنة المصرية ” كاميليا شحاتة ” عن طريق تجاهل نشر أى خبر عن محنتها أو أى مقال ينتصر لها ويدعو لتحريرها أو يطالب بتفتيش الأديرة والكنائس وتحرير جميع الأسيرات المسلمات اللائى بتعرضن لحفلات تعذيب وتنكيل ..
والمدهش أنه يوم نشر صورة ” كاميليا شحاتة ” بالنقاب فى المرصد الإسلامى لمقاومة التنصير ، قام اليوم السابع بنشر الصورة ، وكتابة خبر عما أدلى به الشيخ مفتاح عن رحلة خطف ” كاميليا شحاتة ” تم رصف كلمات عديدة فى ثنايا الخبر من عينة ” ادعى ” و ” زعم ” و ” ادعت ” و ” صورة منسوبة لكاميليا ” وغيرها من كلمات توحى للقارئ أن قصة إسلام كاميليا شحاتة محض كذب وأن الصورة مفبركة .. وهو عمل خسيس لا علاقة له بالمهنية .. فلو كانوا يتحرون الصدق والحقيقة ، لنشروا الفيديو الذى يتحدث فيه الشيخ مفتاح عن مأساة اختطاف كاميليا شحاتة ، ولاكتفى كاتب الخبر بذكر جملة ” على حد قوله ” أو ” قال الشيخ مفتاح ….. ” وهذا ما تفعله اليوم السابع مع أى بيان نصرانى متطرف تنشره كاملاً ، دون كلمات من عينة ” ادعى ” أو ” زعم ” .. لكن الرغبة المحمومة فى قتل القضية ، و ” الغلوشة ” على جريمة تسليمها للكنيسة ، تدفع اليوم السابع لمزيد من التردى الأخلاقى والسقوط المهنى المريع ..
ويوم أن تمت الدعوة لمظاهرة تطالب بعزل شنودة من البطريركية وتعيين بطريرك جديد يسعى لنزع الفتيل الذى أشعله شنودة ، لم ينشر اليوم السابع أى خبر على الإطلاق رغم أن عشرات المواقع والصحف نشرت الخبر ، لكن أنى لموقع كنسى متطرف أن ينشر خبرا يغضب ديناصور الكنيسة المرقصية ؟؟
بل وقام اليوم السابع بحذف خبر قيام المحامى ممدوح إسماعيل بتقديم شكوى لـ بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة من أجل الإفراج عن كاميليا شحاتة والأسيرات المسلمات المحتجزات فى الكنائس والأديرة .. وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على أن الأنبا أغابيوس هو رئيس تحرير اليوم السابع كما أسلفت ، لأن أغابيوس هو المسئول الأول عن تعريض حياة كاميليا للخطر والاعتداء عليها بدنياً بالعقاقير الخطيرة وأجهزة الصعق الكهربائية ، وبالقطع فهو لا يريد نشر أخبار ” تعكّر ” عليه عملية ” غسيل الغسيل ” التى يقوم بها منذ 22 يوليو 2010م وحتى يومنا هذا .. والله وحده أعلم متى ستنتهى عملية ” غسيل الغسيل ” التى تتعرض لها مواطنة مسلمة مسكينة تشكو إلى الله تخاذل المسلمين الذين تركوها فريسة فى يد ديناصورات أرثوذكسية لا تعرف الرحمة ولا الأخلاق .
إن جريمة اليوم السابع لا تقل عن جريمة خطف كاميليا شحاتة .. فاليوم السابع يساهم الآن فى تضليل الرأى العام ، واستخدام مبدأ ” اكفى ع الخبر ماجور ” حتى تتم عملية ” غسيل الغسيل ” ولا من شاف ولا من درى وتلحق كاميليا شحاتة بالشهيدة ” وفاء قسطنطين ” .. ولو كانت كاميليا شحاتة متنصرة ، لقلب اليوم السابع الكون ، واستطلع آراء الخبراء والمفكرين ، ونشر عدة تحقيقات بارزة فى العدد الأسبوعى والموقع ، ولسمعنا كلاماً كبيراً عريضاً عن ” حرية العقيدة ” و ” حد الردة ” ، ولتم فرش الملاية للإسلام والمسلمين ، وكتابة خبر كل يوم عنها فى الموقع .. لكن لأن كاميليا شحاتة مسلمة ، فلا بواكى لها ..
ونحن نتابع حالة التجبر التي تمارسها الكنيسة على المسلمين ، والمتمثلة بوضوح في شأن اختطاف السيدة الفاضلة كاميليا شحاتة ومن قبلها عمليات خطف وقتل ثم من بعدها عملية خطف الشاب إيليا نبيل بعد أن أشهر إسلامه بأيام
ينبغي لنا ونحن نرصد هذا المسلسل الإجرامي أن نضع النقط فوق الحروف حتى نتمكن من قراءة ما يدور ويدبر لنا
وأول هذه النقط أن نكف عن الكلام في البديهيات وكأنها اكتشاف ، فمؤسسات ما يسمى بالعمل المدني وحقوق الإنسان وحقوق المرأة ما هي إلا صناعة غربية فكرا وعملا وروحا ، وإن كان القائمون عليها منسبون للإسلام ، ولكنهم في حقيقة أمرهم يكرهون الإسلام كدين ويكرهون المسلمين ، وقل نفس الأمر بالنسبة لأغلب الإعلاميين ، وكذا المؤسسات التنفيذية والسلطوية في بلد أغلبيتها مسلمين ، وهذا هو السبب في أنهم يكيلون بمكيالين ، فتراهم أسودا في مواجهة المسلمين ، وديمقراطيين محكوميين بالقانون، ودعاء حكماء، يغلبون روح التسامح والمحبة على القانون مع اخوانهم الآخرين في الوطن .

فالأمر ليس لأن الكنيسة وافقت على مشروع التوريث ، ولا الاستحقاقات الانتخابية والحاجة لأصواتهم ، ولا الضغوط الأمريكية على الحكومة المصرية ، ولا أي شيء مما يروج وإنما هو ما قاله الله عز وجل في حقهم ? ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ?
وهذا هو ما حذر الله عز وجل منه عباده فقال : ?يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ? فمن وقع فيما حذر منه الملك سبحانه صار منهم حتى وإن لم يتهود أو يتنصر حتى وإن ظل على مسماه الإسلامي كما قال سبحانه وتعالى : ? ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ?

وسبب تولي هؤلاء لليهود والنصارى وشتى طوائف المشركين ومعاداتهم الإسلام ليس هو الاقتناع بصحة تلك المذاهب؛ ولكنه الهوى والغرق في مخالفة أوامر الله، فلا يريدون شيئا يذكرهم بما هم فيه من مخالفة لأمر الله ، وهذا هو التصوير البليغ الذي صورهم به الله عز وجل في كتابه فقال : ?كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون * ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ? ثم أخبر أن هذا هو السبب المؤدي لانعدام الإيمان في قلوبهم كما قدمنا قائلا سبحانه ? ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ) ثم فضحهم بأنهم متهتكون فاسقون؛ حتى على دعاويهم ومبادئهم، فقال تعالى : ?ولكن كثيرا منهم فاسقون ?.

فهذه هي الحقيقة؛ فأمريكا لا تضغط لصالح النصارى ، أتذكرون أوباما حينما أراد أن يخطب ود المسلمين وجاء إلى مصر ؛ لم يذكر الأقباط بشيء يستحق ، لماذا لأنه يريد المسلمين، فمن أجل مصلحته فليذهب الأقباط للجحيم . أتذكرون نابليون بونابرت حينما احتل مصر إنه كتب خطابا يتودد فيه للمسلمين ويقول فيه أنه حارب بابا روما لأنه يكره الإسلام ، بل إنه في الحقيقة ما كان يود أن يعتمد على النصارى إذ وصفهم في إحدى رسائله بأنهم " قوم لئام" ولكنه مضطر للاعتماد عليهم لأنه ليس هناك في البلاد من يمكن أن يساعده سواهم.

لو المسألة استحقاقات انتخابية فإن عوام المسلمين الذين مازالوا لا يعرفون عن تلك القضايا شيئا أكثر عددا وقوة انتخابية من النصارى بكثير جدا جدا ...... جدا ، وكذا هم أكثر عددا من منافسه التقليدي الإخوان المسلمين ، ناهيك عن الخبرة التزويرة العريقة ، فإذن صندوق الانتخابات محسوم محسوم بدون نصارى، ويمكنه أن يجيش بعض الأئمة مع بعض دعاة الخطوط الحمراء ليحدثونا عن طاعة ولاة الأمر ؛ وعن تجريم وتحريم من يختار غيره. فما الحاجة للأقباط حتى يسترضيهم بتلك الصورة الخارقة للدّين وللنظام وللقانون والتي تهدد استقرار الوطن الذي يتحكمون فيه وفي ثرواته.

وقد تطرق خالد المصري في المرصد الإسلامي إلى أهمية الدور الذي أصبحت تلعبه الكنيسة فقد ابتليت مصر ببعض الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم من أصحاب الفضيلة والمقام الرفيع ، أو تخيلوا أنفسهم وصلوا إلى أعلى درجات العلم ، وأرقى منازل العلماء ، فصالوا وجالوا في ميادين الفتاوى - فضلوا وأضلوا غيرهم ، وأخرجوا من ألسنتهم سموماً تسري في عروق الناس فتقتلهم ببطء ، وسكاكين تنهش في جسد الأمة فتظل الدماء تنهمر منها بحثاً عن طبيب ماهر يضمد لها هذه الجراح ..
أناس من بني جلدتنا ويتحدثون بألسنتنا ولكنهم وللأسف الشديد لا يتكلمون إلا بكل تافه وقبيح .
والأمر ازداد سوءً حينما وجد إعلام نصراني أو علماني موجه يصنع من الفسيخ شربات ، يطلق على كل عاهة من عاهات الفكر مفكر إسلامي ، ويطلق على كل متسول في أسواق العلم داعية إسلامي ، ويصنع من الفتاوى الشاذة نجوماً تتلألأ في السماء حتى يظهر للناس أن هذا هو الدين وهؤلاء هم رجاله ، دين به الكثير من الإفساد ، مع أن الأصل أن الدين كامل تام ، والإفساد في عقولهم وعقول هؤلاء ..
حينما خرج علينا فرج فودة ببذاءاته في حق الإسلام قالوا المفكر الإسلامي العظيم وشهيد الفكر والكلمة ، وحينما تطاول نصر حامد أبو زيد على السنة المطهرة وعلى السيرة العطرة قالوا المفكر الإسلامي العظيم وشهيد الاضطهاد ، وحينما تطاول أسامة أنور عكاشة على صحابة رسول الله واتهم أمهاتهم بالزنى ، قالوا الرجل المبدع وصاحب الفكر الراقي ، وحينما تطاول سيد القمني على رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكك في الإسلام قالوا المفكر الإسلامي العظيم ومنحوه أرفع وأرقى جائزة ثقافية تمنح لشخص في مصر وهي جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية وجائزة مالية 100 ألف جنيه من أموال الشعب المطحون ، وحينما أعلن شخص يسمى أنيس عبد المعطي حاصل على دبلوم تجارة عن رواية تسيء للنبي صلى الله عليه وسلم احتفى به إعلام الملياردير النصراني الطائفي نجيب ساويرس واعتبروه المفكر الإسلامي العظيم ، فيخرجوه للناس ويعلوا من شأنه حتى يقولوا للناس أن هناك مفكرين إسلاميين عظماء ينتقدون الإسلام يا أمة الإسلام ..
لا أعلم هل نجدها من أمثال هؤلاء أم من أمثال من هم منتسبين للأزهر مثل من قالت بعدم جواز تولي النصارى الحكم في بلد إسلامي ولما وجدت رد الفعل الغاضب عليها قالت "" لالالا كنت بهزر " يجوز للنصارى يحكموا ونص " أم من قالت منذ قليل أن النقاب عادة يهودية لا تمت للإسلام بصلة ، أم من أفتى بجواز التدخين في نهار رمضان وهي في الأصل فتوى رافضية ، وقوله أن القبلات بين الشاب والفتاة لا بأس بها ..
أما هذا الذي توفاه الله الذي ما ترك شيئاً في حياته إلا أباحه للناس ، ويوماً سألته سيدة عن لبس الباليه التي ترتديه الفتيات قال " لا بأس به " ، وفي الثمانينات أحد أساتذة الأزهر قال أن " شرب البيرة حلال "
أما الغريب أنك تجد إعلام وأبواق عالية تنشر كل هذه الأشياء لكل الناس بدعوى أن المفكر الإسلامي العظيم قد قال كذا أو الداعية الإسلامي الفذ قد قال ذاك ، أنا لا أعرف صدقاً في أي زمان نعيش وفي أي عصر نحيا في وسط كل هذا الزخم ..
عصر تسيّد فيه الإعلام النصراني الموجه ، وأصبح هناك رأي عام قوي تحكمه الكنيسة ، نعم الكنيسة تحكم وبقوة ، تسيطر وبإحكام ..
الكنيسة لها قانونها الخاص ومحاكمها الخاصة ، الكنيسة الآن تستطيع أن تهدد مسئول كبير في الحكومة دون خوف أو وجل وفعلها أسقف مغاغه حينما قال لمحافظ المنيا " يا انا يا انت في المحافظة دي " الكنيسة الآن تنحي مسئول كبير عن مركزه وتجلسه في بيته ، الكنيسة الآن تستطيع أن تدخل أقسام الشرطة وتفتشها بحثاً عن هارب من قبضتها مثلما حدث في قضية الشاب سامي في بني سويف الذي أعلن إسلامه وفر هارباً من بطش الكنيسة ، وظهرت الاشاعات أنه يختبيء في أحد أقسام الشرطة ، فقامت الكنيسة بتفتيش قسم الشرطة تحت خدمة مدير الأمن حتى يطمئن قلب الكنيسة أن الداخلية بريئة من حماية الشاب سامي ..
الكنيسة الآن تهدد وتتوعد وتتظاهر وتضغط على الدولة من كل اتجاه .
الكنيسة الآن هي سيدة الموقف تلقي القبض على رعاياها الذين قرروا الخروج عن عباءة المسيحية واعتناق الإسلام عن حرية واقتناع ، ودون أن تقدمه لمحاكمة تصدر حكمها الظالم بالإعدام دون رحمةً أو شفقة .
لأننا ببساطة نعيش في دولة تسيدت فيها الكنيسة على هذا النظام الضعيف الواهن ، وعلى تلك الحكومة الضعيفة التي لا تراعي الله ولا حدود ولا شرائع الله ، فحق عليهم أن يكونوا بهذا الذل وهذا الهوان .
لماذا هان الدين في عيون هؤلاء ، ولماذا صغرت ضمائرهم بهذه الطريقة المؤسفة ، لكل ذلك ظهر من ينتقد الإسلام ويتكلم فيه بحرية
هل يجرؤ أحدهم يوماً أن ينتقد شنودة ؟ أو أن يتفوه بكلمة واحدة على الكتاب المقدس ..
سوف تهيج الدنيا عليه وتطالب برقبته لأنه يدعو للفتنة الطائفية ، سوف تخرج منابر الشيطان تطالب برأسه ، وتقدم البلاغات للنائب العام متهمين إياه بازدراء الأديان .
ولأن الدولة هي دولة الكنيسة المصرية يتم تحويله لأمن الدولة مباشرةً حتى يطمئن قلب الأخوة الأحباب النصارى شركاء الوطن ، ولا توجد حرية إبداع هنا ولا حرية فكر بل توجد خناجر وسيوف تقطع هذا المفكر ، والأمثلة كثيرة وآخرها مثال يوسف زيدان الذي تم تحويله بعد بلاغات ضده للنائب العام إلى نيابات أمن الدولة مباشرةً .
لم يتم تحويله إلى القضاء العادي ولكن إلى قضاء أمن الدولة ، لأنه قد أغضب الكنيسة بفكره وبكتاباته .
حقيقة لا ننكرها شئنا أم أبينا سوف تظل الكنيسة بكل هذه القوة مادامت الدولة بكل هذا الضعف ..
وأخيرا نورد موقف الشيخ رفاعي سرور في موضوع إسلام زوجات الكهنة
ففي إطار خطة «التفتيت» يأتي الصراع الطائفي كموضوع أساسي للخطة.. وفي إطار أي خطة لا بد أن يكون لكل موقف معطياته في الواقع..
وموقف إعادة زوجة الكاهن - وهي الثالثة من زوجات الكهنة - من هذه المواقف التي سيكون لها معطياتها التي تضاف إلى معطيات مواقف من سبقها من زوجات الكهنة اللائي أسلمن..
وفي البداية يجب أن يكون معلوما أن أي موقف عدائي للإسلام هو بإذن الله خير للمسلمين.. هذه قاعدة..
وإثباتاً لهذه القاعدة كانت معطيات هذا الموقف
وأولها : إظهار مدى قوة الإيمان الذي وضعه الله في قلب زوجات الكهنة اللائي أسلمن ، حيث كان إسلامهن رغم كهانة الأزواج، ورغم طبيعة العلاقة الزوجية التي تدور فيها الزوجة في فلك زوجها وتتبنى عقيدته وتصوره، ويكون له عليها التأثير الطبيعي الكامل، حيث ظلت الأخت كاميليا مسلمة دون أن يعرف زوجها فترة طويلة، حتى أنها حفظت من القرآن وفقهت في الدين، فتعلمت تجويد القرآن، وصلاة الاستخارة، وصلاة الغائب، ودعاء الاستفتاح، وأذكار الصباح والمساء، دون أن يعرف زوجها الكاهن!
ومن هنا ضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون كما قال الله: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (التحريم:11)
أسلمت امرأة فرعون دون أن يدري.. رغم ما في العلاقة الزوجية من خطورة على الأسرار، إذ أنها علاقة إفضاء بالمشاعر والأفكار..
ومن معطيات هذا الموقف: إعلان حقيقة الإسلام للنصارى، حيث كانت الحادثة مشهدا رائعاً لأخلاق الإسلام، نرى فيه الكاهن يضع المال باسم زوجته، ثم تعيد المسلمة الأمينة المال والذهب إلى الرجل.. قبل أن تترك حياة الثراء.
لتذكرنا بموقف الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أراد الهجرة، فترك أموال قريش مع علي ابن أبي طالب، ويتعرض علي من أجل ذلك للقتل، غير أنه كان على يقين بنجاته، لأن الرسول تركه ليرد الأمانة، ولابد أن ينجيه الله ليفعل ذلك.
وفي مقابل هذا المشهد الرائع الوضيء نرى البقع المتنصرة المتناثرة على وجه الكنيسة.. المشهورة بالعهر: نجلاء الإمام، واللص المدان: رحومة..
النصابين المتنصرين الذين فضحهم النصارى أنفسهم!
ومن هذه المعطيات : تثبيت أسلوب المظاهرات النصرانية كوسيلة للضغط عند دخول زوجة من زوجات الكهنة في الإسلام، حتى يصبح التوتر الناشئ عن التظاهر هو الأصل في علاقة النصارى والمسلمين، وهو هدف أساسي لخطة التفتيت التي تنفذ بغاية الدقة والسرعة.
ولذلك ظهرت التساؤلات المنطقية عند عامة النصارى.. ماذا بعد استمرار إسلام زوجات الكهنة ثم إعادتهن بالمظاهرات؟
وهل ستصبح هذه المظاهرات ضمانة بقاء النصارى على الدين؟!
ومن هنا أظهرت المظاهرات الحالة النصرانية العقيدية التي أصبح البقاء فيها على الدين بالقهر والإكراه
ولكن المعطيات تمتد إلى الموقف الإسلامي من الحدث، وأهمها امتداد أثر الحدث إلى العامة من المسلمين، لتبدأ مرحلة دخول العامة في دائرة الصراع.
وأتيحت الفرصة الكاملة للناس ليفهموا حقيقة الموقف، وليروا بأعينهم ويسمعوا بآذانهم سب الرسول صلى الله عليه وسلم والإسلام، وخطف وقتل من يشهر إسلامه على يد ميليشيات نصرانية مسلحة، وإعادة المسلمات قهرا إلى الأديرة ليموتوا، وتمويل الفضائيات النصرانية لازدراء المقدسات الإسلامية، وتصاعد غطرسة النصارى أمام الجميع..
وذلك مع التأييد الأمريكي والغربي للنصارى في الشرق، والحرب على الإسلام في الغرب، ومنع الحجاب والمساجد والمآذن، والمطالبة بحرق المصحف..
ومن هذه التصرفات ستكون موجات متتابعة متجهة نحو إغراق الأمة في مشاعر الهوان التي يجب أن نقاومها..
ابتداءً: بتوقف ظاهرة توبيخ الأمة ومعايرتها بالمليارية العددية ، وانتهاءً بالشعور بالمسؤولية الفردية الشخصية لكل فرد من هذا العدد ..
أنت الأمة، وما ستفعله أنت.. سيكون هو نفسه فعل الأمة..
وبمقاومة الهوان والإحساس بالمسئولية.. يبدأ الفهم الصحيح للموقف.
لنفهم أننا أمام خطة التفتيت المتجهة بأقصى سرعة نحو صراع فكري وسياسي واجتماعي وعسكري على أساس طائفي، إنها الخطة التي تخضع لها الكنيسة بكهنتها، وأقباط المهجر بكوادرهم، والحكومة بأجهزتها.. وكأن هذا الخضوع الغريب المذهل هو قضية الإجماع الوطني التي يبحث عنها الجميع..
إنها أشد الظروف ألماً، ولكنها أقواها أملاً في إفهام الناس ما عجزوا عن فهمه عقوداً من الزمان.. وهذا ما بدأ فعلا عندما بدأت الدعوة إلى التظاهر اعتراضاً على آثار هذا الموقف..
وبالطبع لا يمكن قياس رد الفعل الإسلامي على إمكانية الخروج في مظاهرة أو وقفة إحتجاجية ، لأن المظاهرات في حسابات «الموقف الواجب» و «رد الفعل المناسب» أمر مقبول للدلالة ـ فقط ـ على انتباه العامة إلى الخطر العدائي..
وهذا الانتباه سيتصاعد باستمرار التصرفات النصرانية المعادية والاستفزازية..
ومجرد الدعوة إلى المظاهرات - حتى دون أن تخرج - تحقيق كامل لتلك الدلالة، وهي إدخال العوام في دائرة المواجهة اللازمة لكل التصرفات المعادية للإسلام.
لقد حان الآن "«الموقف الواجب» وحماية الداخلين في الإسلام بكل الوسائل والأساليب الممكنة، وخصوصا بعد أن تكرر تسليم الأخوات المسلمات إلى الكنيسة، وتكرر قتل الداخلين في الإسلام من الرجال والنساء على أعين الناس دون أي رد فعل..
وهذا ما يجعل استخدام القوة من الجانب المسلم إحتمالا قائما أمام عمليات الخطف والقتل المعلنة والمتكررة
كما خرج الاحتمال في تصور المسلمين من دائرة التنظيمات الخاصة إلى الواقع الإسلامي العام الذي يفرض تحرير المسلمات الأسيرات بالقوة وهذا ما نحن عليه قادرون وله داعون ..
وفي المقابل فإن النصارى ينزفون الاطمئنان إلى صواب الدين الذي هم عليه، بعد إثبات وكشف الإيمان الشديد عند زوجات الكهنة، حيث كان إسلامهن اختياراً حرا رغم المواقف السابقة التي أشيع فيها تعذيب وقتل من سبقهن..
ومن هنا أصبحت ظاهرة إسلام زوجات الكهنة جرحا غائرا في جسد الكنيسة المصرية.
وهذه المعطيات لا يساويها أو يقترب منها شعور النصارى بالقدرة على الرجوع إلى «القصر البابوي» بكل زوجات الكهنة المسلمات.. إذ ستصبح كل مسلمة أعيدت إلى الكاتدرائية قنبلة تهدمها على من فيها..
ووداعا للسلام الاجتماعي والوحدة الوطنية التي لن تنفع في جمع أشلاء الوطن وتمزيق نسيجه الواحد.
ولكن على أي شيء يستند النصارى في كل ذلك ؟
يستند النصارى على أشياء كثيرة ولكن أخطرها على الإطلاق هو تغير المسلمين.
لقد حدث في الستينات أن انتشرت إشاعة تنصر شاب في الإسكندرية، فضجت المحافظة كلها ولم تنم.
الآن أصبح خبر تنصر شاب أو فتاة يمر بلا أدنى مبالاة..
ولكن هذا التغير ليس موتا بل حالة عارضة تشبه وقوع الأسود في ساحة السيرك.
نعم قد يتمكن الحارس من ترويض الأسد, لكن ذاك الأسد –رغم هذا الترويض- سينتبه أنه أسد فينتفض ويفترس من يروضه
إن موقف أسر المسلمات يجب أن يبقى رمزاً للمواجهة..
والحكمة لا تسمح بتجاوز هذا الموقف ولا ينبغي أن تكون مصطلحات «المصلحة» أو «درء المفسدة» أو غيرها.. غطاءا لتأجيل المواجهة اللازمة
ومن الحسابات الخاطئة للنصارى .. جس نبض الأمة أو اختبار رد الفعل الإسلامي بتلك التصرفات المعادية ، لأن هذا الرد الإسلامي لا يخضع لحسابات البشر المعهودة بل هو قدر الهي له حكمته ووقته والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
لماذا تحزن عندما ترى القانون يطبق على أكبر رأس مسلمة مهما كان قدرها بينما يقف القانون خاضعا راكعا ذليلا بين يدي رأس الكنيسة راضخا لطلباته موافقا لأوامره بل قل مفصلا ثوبا جديدا يتمشى ورغبات سيده ونزواته فالحلال ما أحله شنودة والحرام ما حرمه شنودة.
ونحن معك يا دكتور أحمد الغريب فوالذي بعث محمدا بالحق سنواصل حملتنا هذه ونصرخ بأعلى قوّاتنا مطالبين بإطلاق سراح اخواتنا المسلمات المسجونات ظلما وزورا وبهتانا داخل الأقبية ومخابر غسل الأدمغة وحمايتهن واحترام حرّية معتقدهنّ .. أما أنت يا كاميليا فلا والله ما نسيناك ولن ننساك فأنت في قلوبنا فإما أن تخرجي سالمة معافاة من أقبية الكهنة وسجون الظلمة وإما أن تنتزع قلوبنا ..فلن نترك طريقا في سبيل فك أسرك إلا وسنسلكه ولا بابا إلا وسنطرقه..
نعم ... سنكتب وسنتظاهر وسننشر قضيتك حتى تكون على لسان كل مسلم وسنرسم من حكايتك لوحة فنية بديعة تعلق في فؤاد كل شريف إشارة إلى قوتك في الحق ودلالة على تفانيك في إظهار دينك وأنت المرأة الضعيفة.
وإلى أبناء الخنا وكتائب الشيطان...( قل كل يعمل على شاكلته..)
( ويمكرون ويمكر الله...)..( إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا).
وإن غدا لناظره قريـــب.

الفصل الرّابع

إرهاب الكرازة المرقصية وقاعدتها دير وادي النطرون

هل الكنيسة دولة داخل الدّولة ؟
هل للكنيسة قضاء منفصل عن قضاء الدّولة ؟
فإليكم هذا المقال الفاضح لما يجري في الكنيسة المصريّة وكان قد نشر في الجريدة الشيوعيّة الفاسدة روزاليوسف :

"محاكمة آلاف الكهنة تشهد على عدالة الكنيسة".
هذا العنوان المستفز للغاية يحمل للقارئ أخبارا مثيرة جدّا. فهناك آلاف من الكهنة تحاكم في الكنيسة القبطية!!!!!!
واضح أن الكاتب يتكلم كمن يعرف بواطن الأمور بل يتكلم كمشارك في المحاكمات ممّا يمتنع معه أي شك في عدد المحاكمات. يقول القديس بولس الرّسول "فالآن فيكم عيب مطلق لأن عندكم محاكمات بعضكم مع بعض لماذا لا تظلمون بالحري لماذا لا تسلبون بالحري" (1كو 7:6). القدّيس بولس يكلم هنا شعب كنيسة كورنثوس (لا الكهنة ولا الأساقفة).
فإذا كان مجرد وجود محاكمات بين أفراد الشعب يعتبره القديس بولس عيبا يتنافى تماما مع كونهم مسيحيّين. فالمحاكمات دليل وجود ظلم وسلب حقوق وهذا العمل مرفوض تماما من المسيحيّة. فما هو موقف الكنيسة إذا كانت فيها محاكمات للكهنة ، وأنّ هذه المحاكمات تقدّر بالآلاف؟!!! هل من الممكن أن تكون هذه كنيسة مسيحيّة على الإطلاق؟!!!!!
بل وتطالعنا الأخبار بأنّ المحاكمات قد طالت الأساقفة أيضا وكثر العدد في الآونة الأخيرة حتى بلغ العشرات!!!
وهنا تلح تساؤلات كثيرة لها دلالاتها الخطيرة. فالأمر يحتاج إلى دراسة جادّة للظاهرة المريرة.
لماذا يحاكم كلّ هذا العدد الضخم من الكهنة؟!!! ولماذا لم نسمع عن مثل هذه المحاكمات عبر ألفين من السنين؟!!!
هل هذا الكم الضخم من الكهنة لهم من الأخطاء الجسيمة التي تستوجب المحاكمة؟!!! وما هي طبيعة المخالفات؟!!!
من الذي اختار هؤلاء الكهنة للعمل الكهنوتي؟!!! وعلى أي أساس تمّ اختيارهم؟!!! وما هي المسئولية التي تقع على عاتق من اختارهم؟!!! المفروض أنه بعد أن تزايد عدد المحاكمات بهذا القدر المهول أن يُحاكم من اختارهم ورسمهم. فهل هو اتبع القوانين الكنسية والشروط الإنجيليّة لاختيار الراعي؟!!! أم اتبع أهواء يحكمها الطابع الشخصي؟!!! هل اختيار الكاهن تم بالرشوة والواسطة أم بانتخاب شعبي حر كما تنصّ القوانين الكنسية؟!!! ( هل هي كهنوتية أم باشاوية )؟ من المسؤول عن هذه المحنة ؟ ولماذا لا يحاسب فهو أول من يجب محاكمته عن هذه الظاهرة غير المسبوقة؟!!!
هل المحاكمات الكنسية تتم بناء علي طلب الشعب النصراني وبمعرفته ولأسباب تخص الخدمة والرعاية أم لأسباب شخصية كما حدث في رسامات الكهنة التي تمت لأسباب شخصية؟!!!
من الذي له حق طلب محاكمة الكاهن؟!!! ومن الذي يقوم بالمحاكمة؟!!! هل هناك لوائح كنسية منضبطة تتفق مع القوانين الكنسية تنظم عملية محاكمة الكاهن والأسقف والبطريرك إذا أخطأ؟!!! أم أن كل شيء ارتجالي؟!!! من هو المسؤول عن غياب القانون والتشريع واللوائح المنظمة لمثل هذا العمل القانوني الحسّاس؟!!!
كلّ هذه الأسئلة تدور ولم نتجاوز عنوان المقال. وقبل أن ننتقل لقلب المقال أرى أنه لا بدّ من تعديل هذا العنوان ليعبّر عن الواقع المرير فيصبح:
"محاكمة آلاف الكهنة تشهد على الفساد والإرهاب والقهر في الكنيسة القبطية".
يقول كاتب المقال، "المحاكمات الكنسية غاية العدل أو العدل المطلق والدليل أن هناك الآلاف من الكهنة عرضوا على المجلس الإكليركي العام منذ اعتلاء قداسة البابا شنودة الثالث المرقسية وتنوّعت العقوبات ما بين الانصراف من المحكمة دون أي جزاء نظرا لعدم وجود أي شبهة خطأ في تصرفات الماثل للمحاكمة".
إنّ مجرّد محاكمة هذا الكمّ الضخم من الكهنة مع عدم وجود تهمة أو كما يقول الكاتب "عدم وجود أي شبهة خطأ في تصرفاته" لدليل ما بعده دليل على عمق هوّة الإرهاب الذي تجاوز كلّ حدود في الكنيسة القبطية، فلماذا يقدّم كاهن للمحاكمة "مع عدم وجود أي شبهة خطأ في تصرفاته؟!!!
لو فكرنا بتمعن في الإجابة عن هذا السؤال لوجدنا في تاريخ العصور الوسطي ومحاكم التفتيش إجابة تشفي الغليل. لقد دارت بعض روايات الكاتب العالمي شارلز ديكنز حول دسائس الكاردينال روشليه والتي تستطيع فقط أن تشرح الظروف التي تؤدّي إلى محاكمة الأبرياء. فلا بدّ من وجود الكم الهائل من الدسائس ومدبريها، ولا بد من أن يكون هؤلاء المدبرون في موقع المسؤولية، وأنهم لا يخشون من المساءلة، فالقانون لن يطولهم مهما أفسدوا. وكثيرا ما يكون الهدف من محاكمة شخص بريء هو الإرهاب والتخويف، أو إلصاق تهمة بآخر مطلوب إدانته، أو لانتزاع شهادة زور على آخر. أنا أفكّر بصوت مرتفع، هل يمكن أن يكون هناك سبب واحد له أيّ أساس من الخير تترتـّب عليه محاكمة الأبرياء؟!!! أي عدالة يتكلم عنها الكاتب بينما هو يقرر أن الأبرياء تحاكم في الكنيسة القبطية حتى لو لم تصدر ضدّهم عقوبات؟!!!!!!
إنّ عمل الكاهن هو أن يقدّم للناس محبّة الله مرتسمة في شخصه. كيف يمكن لأي كاهن أن يقدّم للناس خدمة المحبّة وهو تحت هذه الضغوط من القهر والغبن والتخويف والتهديد بالمحاكمة؟!!!!!! يكفي أن يشي بالكاهن أي واحد حتى يعرَّضه للمحاكمة. يكفي أن يشكك في ولائه للبابا حتى يوقف الكاهن عن العمل وذلك على غرار محاكم التفتيش في العصور المظلمة. رأيت بعيني كهنة يرتعبون لمجرّد تواجد أسقف معيّن أو حتى كاهن معيّن من إيّاهم. بل هناك أيضا جواسيس من الشعب يعملون لحساب الإرهاب.
كيف يمكن لكاهن أن يُعلِّم عن محبة المسيح في ظل هذا الإرهاب المروِّع. كيف ممكن أن تظهر تعاليم المسيح عن الحرّيّة في ظل هذه العبودية المرّة التي صبغت عصر الأنبا شنودة. كيف يمكن أن ننادي بالمسيح غافرا للخطايا ونحن نفتش بإبرة عن خطايا الناس. كيف نقدّم للناس المسيح كمحِبّ للخطاة ونحن نتصيّد الشّرور للناس. والحقّ قد يكون فيما شهد به الأعداء فهذا المقال الخطير يفضح الكثير والكثير ممّا يحدث في الكنيسة ويخفى عن النصارى فضلاً عن المساكين المسلمين والذين لا يدرون أنهم يعيشون في دولتين متداخلتين ولهما حكمين !!!

كتب فريق عمل المقالات بموقع طريق الإسلام تحت عنوان :
نصارى مصر ! . . . وماذا بعد ؟
ذات مرة ونحن في العمل قطع زميلي رومانو عمله ونظر إلي واحتد بصره كأنه شرد بذهنه ، ثم قال لي نصا : سيأتي يومٌ ونرميكم في البحر .
سألته : كيف ونحن كثرة وأنتم لا تتجاوزون أربعة بالمائة من السّكان وموزّعون في كلّ مكان ؟!
أجاب : لم يكن بالأندلس إلاّ ثمانية أفراد حين سيطر عليها المسلمون ثمّ أخرجوكم وعادت كما كانت .
ناديته : رومانو حبيبي لا داعي لهذه الأوهام . اهتم بعملك ودعني لعملي . . .
كان زميلي رومانوا يحضر كل أربعاء اجتماعا للأنبا شنودة الثالث في كاتدرائية العباسية ، لقاء خاص بالشباب ، وما حدث من زميلي رومانو كان من أثر هذا الاجتماع .

في الآونة الأخيرة وبعد تولي شنودة الثالث رئاسة الكنيسة الأرثوذكسية في مصر وما يتبعها في السودان والصومال ، عُرف عنه ميله الشديد إلى الحزبية وعمل التنظيمات في داخل مصر أو خارج مصر ، واستطاع شنودة الثالث أن يجعل للأقباط كيانا سياسيا مستقلا يتعاملون من خلاله مع الدولة . وأصبح النصارى يتدخلون في أمور السياسة حتى أنه تكلم بلسان كل النصارى عن أنهم يقفون مع الرئيس حسني مبارك مرشح الحزب الوطني في الانتخابات الأخيرة .
ومع اعتلاء شنودة كرسي الباباوية ظهر ما يسمى بــ ( أقباط المهجر ) وهم مِنْ صنع يده وهو يفتخر بذلك وبدأت الكنائس القبطية تتكاثر في أمريكا وأوربا بشكل سرطاني ، وبرز على الساحة الدولية قضية ( أقباط مصر ) وصُوِّر الأقباط على أنهم أقلية مضطهدة من قبل الإسلام والمسلمين الذين يحكمون مصر .!
وقد رفعوا شعار الأقباط وليس شعار النصرانية علما بأنهم ليسوا أقباطا فقط فهم أجناس مختلفة ويغلب على بعضهم سنحة الرّومان ( البشرة البيضاء والعيون الملونة).
أن نصارى مصر اليوم بقيادة شنودة الثالث يعيشون حالة استثنائية لم تحدث قط في تاريخهم ، فهم يتحركون في أكثر من اتجاه ، نجحوا في تدويل قضيتهم وتكوين لووب لهم في أمريكا ، بدؤوا بممارسة نشاط تنصيري في مصر بين طلاب الجامعة والتعليم المتوسط ، وقد تكلم أحد كبار المسؤولين في الكنيسة عن أن النشاط التنصيري في مصر في العام الماضي مرضي للغاية ، وأنه لا توجد أي عوائق مادية أو اقتصادية أو سياسية تحول دون النشاط التنصيري في مصر. وقد كان هذا التصريح في حوار مع مراسل صحيفة المصريون الإلكترونية ونشره موقع أنا المسلم بتاريخ 26/4/1426هــ.

فهم الآن ثائرون تفور الدماء في عروقهم ، ويظهر آثار هيجانهم في جرأتهم على الحديث عن ( تحرير ) مصر من العرب ( المحتلين ) وفي التطاول على شخص الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفي هذا الكم من الغرف على البالتوك ، ومن المواقع على الشبكة العنكبوتية والقنوات الفضائيّة التي يتحدثون فيها .
ولا يقال أن هذا الأمر تحركا فرديا بعيدا عن الكنيسة المصرية ، وأنه فقط نزوة أب مشلوح ـــ مطرود ـــ من الكنيسة ـ أعني زكريا بطرس ـ أو نزوة بعض المتحمسّين ، لا يمكن أن يقال هذا أبدا . فهو ليس بمشلوح ولا مطرود ، والكنيسة ساكتة عنه سكوت الراضي بفعله والمؤيد لقوله . وكل الغرف ـ في البالتوك ـ على نسق واحد في السبِّ وفي المواضيع المطروحة، حتى أنك تستطيع أن تلحظ متى تتغيّر التعليمات وبما تتغيّر
والكنائس تتفاعل مع ما يحدث في البالتوك وفي مصر ، وكذا مكاتب المحماة الخاصة بهم . وتصدر بعض السفاهات من الكنائس كما حدث مع مسرحة ( كنت أعمى ) التي وزعت في رمضان قبل الماضي ، فأبدا ليس عملا ارتجاليا ،و أبدا ليس عملا فرديا .
وكلّ عام أو أقل يُحدث النصارى مشكلة على مستوى واسع ، يستفزون بها مشاعر المسلمين في مصر وغير مصر ، فمن قريب نشروا مسرحية تستهزئ بالإسلام والمسلمين ، وفي رمضان ، والآن هذه الضجة التي تحدث حول حالة مشبوهة ارتدّت عن دينها . والأمثلة كثيرة. وهم لا ينفكّون عن استفزاز المسلمين في كلّ حين بما يتكلمون به في غرف البالتوك وفي الفضائيات وفي الشبكة العنكبوتية.

والسّؤال : وماذا بعد ؟

هذه التطوّرات التاريخية التي طرأت على النصارى بعد تولّي شنودة الثالث سياقا طبيعيا لشخصية شنودة الثالث القويّة المتشدّدة التي لا تقبل الحلول الوسط . وعامّة الناس ـ نصارى وغير نصارى ـ يفرحون بكلّ شديد يعدهم ويمنّيهم ، وعامّة الناس يسيرون وراء الجلبة والصّياح ، ويُؤخَذون بالصّوت العالي . ويصعب على كثير من العقلاء أن يتعاملوا مع الأمر حين يمسك بالزمام المتشدّدون وخاصة حين تُستنفر الجماهير وتدخل في ( اللعبة ) .
سلبيات شخصية شنودة القوية ظهرت على المستوى الداخلي ، أعني ما يتعلق بالتشريعات الكنسية المتعلقة بالزواج والطلاق ، والتعامل مع من يختار الخروج من دينه أو من طائفته إلى طائفة أخرى ، وكذا التعامل مع من يبدي رأيه من رعايا الكنيسة في سياسات الكنيسة من رجال الدّين أو من المثقفين النصارى . كانت كلها صارمة لا تقبل النقاش . وكانت كالجمر في صدر كثيرين من شعب الكنيسة .
وكحال كلّ متشدّد يضيق صدره برأي غيره ، ويسير بركبه على قوّة القويّ لا على قدر الضعيف . الأمور ستتفلت أو قد بدأت تتفلت في الدّاخل والخارج . وهذه بعض الإشارات علَّ العقلاء أن ينتبهوا:
ـ إيواء أمريكا للأقباط ، لن يكون إيجابيا أبدا في جملته ، فأمريكا بروتستانتية ، تحمل أفكارا نصرانية يعتقد شنودة ومن معه أنها كفر وزندقة ، وأن من تحوّل إليها فقد ارتدّ عن دينه ، وهذا أمر يعرفه الجميع ، وفي مذهب البروتستانت حَلٌّ لكثير من التعقيدات التي افتعلها شنودة الثالث باسم الكنيسة. فعندهم طلاق ، وعندهم إذن بالزّواج للبابا ، وعندهم عدم احتقار تفسير الكتاب ( المقدس ) وغير ذلك مما هو معلوم ، وتستطيع أمريكا أن تحمي من يتحوّل من طائفة الأرثوذكس ( مذهب شنودة ) إلى طائفة البروتستانت ( المذهب الأمريكي ) أو حتى من ينشقّ على طائفته ويلجأ إليها ، وقد بدأت بالفعل وظهر ذلك جليّا في أمر ( ماكسيموس ) المنشقّ على شنودة . وهذا يعني ببساطة أنه قد تحدث ردّة شبه جماعية عن الأرثوذكسيّة للبروتوستانتيّة . ولا تَسْتَبْعِد . فعامّة الناس لا يفرّقون بين الطوائف كثيرا ، أو قد تحدث حالة من العصيان الجماعي والانشقاق داخل الطائفة الواحدة وتسير على خطى مكسيموس وهذا حدث بالفعل فنصف نصارى مصر تحوّلوا من الطائفة الأرثوذكسية إلى الطائفة الإنجيليّة وليس للطائفة البروتوستانيّة.
وفي إطار الشعب المصري عموما الأمور تتجه للتصعيد وإثارة الفتنة الطائفية بين أفراد الشعب المصري المسالم ، وأنها تأخذ خطـّا تصاعديّا بشكل ملفت للنظر، وأنّ هناك استجابة عكسيّة من قبل الشباب المسلم من أهل مصر، حيث تمّ عمل غرف مضادّة على نفس الأقسام التي تتواجد عليها غرف النصارى في البالتوك ، وبعضها اتخذ اللهجة الرّزينة العلميّة في نقض النّصرانية ، وبعضهم يسير تحت ردود الأفعال، ونزل الصّراع إلى الشارع فها هي القنوات الفضائيّة تدخل في الموضوع وتذيع على النّاس بعضا من تحرّشات النصارى في مصر مما ينذر بأنّ الأمور بدأت تتصاعد في طريقها لإثارة الفتنة الطائفيّة.
وإن إصرار النصارى على سبّ الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ وتعمدهم إثارة الشبهات حول الإسلام بلهجة تحدّي من شأنه أن يدخل شيوخ الصحوة أو قل الصّحوة الإسلامية في مصر بجمهورها الكبير على خط ّالمواجه ، وهي الآن بعيدة تماما عما يحدث وتنظر له باستخفاء أو أنه نوع من ( شقاوة الأولاد ) وقد تتخذ هي الأخرى ـ أو جماعات منها ــ لهجة متشدّدة تجاه من يسبّ نبيّهم بأوقع الألفاظ ، وإن حدث فلن تكون حجم المواجهة كما هو الحال اليوم .وللنصارى أن يتساءلوا ماذا لو صار موضوع التنصير والنصرانية هو موضوع المدارس السّلفية والإخوان والجماعات الجهاديّة في مصر؟
الأمر أكبر من أن تسعه عقولهم ، فكثيرون يشتدّ عزمهم عند أنفسهم ثمّ حين يرون الأمور على حقيقتها تنفسخ عزائمهم ، والمتوقع أن تتسع دائرة المواجهة الفكريّة التي لن تسلم منها بعض المنازلات على أرض الواقع كما حدث في الإسكندرية بعد مسرحية ( كنت أعمى ) وفي بعض القرى.
وإنّ إصرار النصارى على التصريح بأنّ من حقـّهم أن يحكموا مصر وأن يعيدوها ثانية نصرانيّة كما كانت تسير بالأمور إلى حافـّة الهاوية ورفع شعار: أنا أو أنت ، وهذا ليس من صالح النصارى بالتأكيد .
فالأمر يحتاج لتدخّل العقلاء منهم ، وأن يأخذوا قومهم ثانية إلى صوامعهم وأديرتهم .
والأمر يحتاج يقظه من أهل العلم في مصر للرّدّ على ما يبثه النصارى من شبهات بين الشعب المصري ، فالأمر فعلا خطير ، قد استفحل خطره .
نسأل الله العظيم أن يردّ كيدهم في نحورهم وأن يمنَّ على أهل مصر بالأمن والأمان في ظلّ شريعة الرّحمن إنه وليّ ذلك والقادر عليه.
الإرهاب الكنسي :

نص بيان جبهة علماء الأزهر حول سفينة المتفجرات المسيحية

في تطوّر مرعب لجرائم الكنيسة المصريّة نشرت بعض الصّحف يوم الثلاثاء 7من رمضان 17 من أغسطس تحت هذا العنوان:
اعتقال نجل وكيل مطرانيّة بورسعيد مالك سفينة المتفجّرات القادمة من إسرائيل
وجاءت الأخبار لتقول:
أصدر اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية قرارًا باعتقال "جوزيف بطرس الجبلاوي"، نجل وكيل مطرانية بورسعيد، وهو مالك السّفينة التي تمّ ضبطها من قِبَلِ جهاز مباحث أمن الدّولة قادمة من إسرائيل وعلى متنها مئات الأطنان من المتفجّرات، وذلك بعد ساعات من قرار قاضي المعارضات الإفراج عن هذا المجرم، وقد منع من السّفر بموجب قرار أصدره المستشار عبد المجيد محمود النائب العام.
ثم قالت الصّحيفة: وجاء صدور مذكرة الاعتقال بعد اجتماع عقده وزير الدّاخلية مع بعض مساعديه، وقد استند القرار إلى اعتبار الحادثة تشكل خطرًا جسيما على الأمن، وسيظلّ قرار الاعتقال ساريًا إلى حين البتّ في أمره - تقصد المجرم-، بعد انتهاء تحقيقات النيابة والكشف عن كافة الملابسات المتعلقة بشحنة المتفجّرات المضبوطة.
قالت: كانت معلومات قد وصلت إلى جهاز مباحث أمن الدّولة عن قيام "جوزيف بطرس الجبلاوي" نجل وكيل مطرانية بورسعيد بتهريب شحنة ضخمة من المتفجّرات مجلوبة من "إسرائيل" ومخبّأة في أماكن سريّة من الحاويات، فتمّ القبض عليه، وضبط السفينة والشحنة، وإحالته إلى النيابة التي قررت حبسه أربعة أيّام على ذمّة التحقيقات في القضية رقم 756 لسنة 2010 إداري الميناء، غير أن قاضي المعارضات – التي لم تفصح الصحيفة عن اسمه - أمر بإخلاء سبيل المتهم على ذمّة القضية، فأصدر النائب العام المستشار عبد المجيد محمود قرارا عاجلا بإدراج اسمه على قوائم الممنوعين من السّفر، قبل أن يتخذ وزير الدّاخلية قرارا باعتقاله نظرا لخطورة الواقعة.
ثم أردفت: وفي الإطار نفسه ، يتجه النائب العام إلى تحويل بلاغ إلى التحقيق يطالب فيه المحامي نبيه الوحش بإخضاع مطرانية بورسعيد والكنائس التابعة لها للتفتيش من قبل أجهزة الأمن، بعد إثارته شكوكًا حول قيام المتهم بإخفاء مواد متفجّرة داخل المطرانية، اعتقادًا منه بأنها- يقصد المطرانية - غير قابلة للتفتيش.
ويقول المحامي الغيور الأستاذ نبيه الوحش في بلاغه: إن الحادثة تعزز من الاتهامات الرّائجة بتحول العديد من الكنائس والأديرة إلى مخازن للسّلاح والمتفجّرات والأسلحة الخفيفة والمتوسّطة خلال السّنوات الأخيرة، كما أنّ العديد من الوقائع التي شهدتها البلاد في السّنوات الأخيرة تعطي مؤشّرا جديا على هذه الاتهامات، ضاربا المثل بما حدث في وقائع "الكشح" ودير "أبو فانا" حيث خرج القساوسة بالأسلحة الآلية وهاجموا تجمّعات مسلمة في مفاجأة أذهلت الأجهزة الأمنية.تأمل!!!
واتهم المحامي الغيور الكنائس والأديرة بأنها خالفت دورها الرّعوي، وتحوّلت إلى معتقلات لمن أطلق عليهم "المسلمين الجدد"، مثل السّيدتين "كاميليا شحاتة"و"وفاء قسطنطين"وغيرهما، مشدّدا على أهمّية تفتيش الكاتدرائيّات الكبرى في وادي النطرون والعباسية، التي ذهبت تقارير إلى أنها تحوّلت إلى مقار احتجاز لعدد كبير من النصاري الذي اعتنقوا الإسلام في السّنوات الأخيرة.
وقد أجرت الصّحيفة حديثا مع المحامي الغيور جاء فيه: أنّ قرار وزير الدّاخلية بإصدار مذكرة اعتقال لنجل وكيل مطرانية بورسعيد – المجرم- يعد استجابة للبلاغ الذي تقدم به للنائب العام، مشيرا إلى أنّه لن يلتزم الصّمت في حالة حفظ البلاغ، بل سيتجه لرفع دعوى قضائيّة لإلزام وزارة الدّاخلية بإجراء تفتيش دوري على الكنائس والأديرة، فضلا عن ضرورة إخضاعها لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات وكافة الأجهزة الرّقابية المصريّة، باعتبارها مؤسّسات تتبع الدّولة المصريّة وليست دولة منفصلة.
ثمّ طالب بضرورة إنهاء الدّولة "للسّياسات التّمييزيّة ضدّ الأغلبية المسلمة"، مشيرا إلى أنّ المساجد والزوايا تخضع للتفتيش والاقتحام من قبل أجهزة الأمن، وأنه من باب أولى أن تخضع الأديرة لمثل هذه الإجراءات.
كما طالب كذلك بإلغاء ما وصفها بـ "الحصانة" للأقباط والتي لم تعد قاصرة على أعضاء مجلسي الشعب والشورى فقط بل إنه –بفعل الضعف العام البادي- قد اكتسبها أيضا القبطي العادي، في إشارة إلى انحياز الدولة وأجهزتها على الدوام إلى جانب النصارى الجائرين، ما اعتبره الأستاذ المحامي مخالفة للدّستور والقانون واستفزازا للرّأي العام المصريّ.
ونحن بعد ذلك نقول:
إنّ الذين يدبّرون الجرائم لا يعجزون عن تبريرها، بل وعن تحميل الآخرين تبعاتها، وإن حماقة المُنَصِّرين لن تقف عند حدّ، وإن للصّليبية الحديثة التي يقودها هذا الصّليبي في ديارنا مآرب واضحة، إنها تحاول أن تجعل من انكسارنا الحضاري ارتدادا عامّا عن الإسلام، فهي بدأت أمرها أوّلا : بمحاولات خلخلة اليقين في الأمّة، والتشكيك في قضيّة التدين على وجه العموم عن طريق رعايها في وسائل الإعلام المختلفة، وإنّ ما حدث في صحيفة اليوم السّابع ليس ببعيد، وذلك تمهيدا منها للمرحلة الثانية التي وصلتها، والتي تقوم على حركة تقارب ومودّة بين جيل من السّاسة قد انسلخ عن عقائده وبين أبناء الدّول المسيحيّة الغالبة، حيث يباركون سعيها، ويحمون لها أطماعها، ويباركون في الأمّة جرائمها.
أمّا المرحلة الأخيرة فالمفروض فيها أن تُمحى معالم الإسلام من أقطاره العتيدة، وأن يُنَصَّرَ ما يمكن تنصيره، ويُستأصل ما يُستعصى على الردّة.
ولهذا لم يكن من المستغرب أن يكون أول رئيس لجماعة "الشبان المسيحيين" في مصر ورئيسها الفخري هو سعادة سفير بريطانيا العظمى، تلك الجماعة التي تولـّت فروعها في صعيد مصر إثارة الشغب الطائفي على الدوام (التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام 31 )
وإنّ حماقة المُنَصِّرين لا تعرف لها حدّا تنتهي إليه، ولا سقفا تقف عنده ، فقد دخل المجرم القسّ "زويمر" من قبل إلى الأزهر الشريف ليدعو فيه إلى النصرانية كما دخله اليوم مجرمو الكنيسة يطاردون حماة النسوة المسلمات في عرصاته بغير صريخ عليهم ولا نكير، وذلك كله وفق خطـّة أحكموها، وبرنامج أعدوه والتزموه ، يحقـّق على غفلة واستغفال إذلال المسلمين، وإبادتهم في ديارهم.
كذلك فإنّ الحقد الذي تغلي منه أفئدة الحاقدين على ديننا لا عقل له ولا ضمير، فبينما يقبل المسلمون بينهم وجود أديان مغايرة لدينهم ، ويرفضون بأمر دينهم إكراه أحد على ترك ملـّته، ويرضون أن يتألف المجتمع من مسلمين وغير مسلمين، نرى المسيحية تتبرّم بالديانات الأخرى، بل وترسم على الدّوام سياستها الظاهرة والباطنة لإبادة خصومها أو تحقيرهم، وحرمانهم من أسباب الحياة حتى ترغمهم على النصرانية جبرا .
فبينما يقول القرآن الكريم (لا إكراه في الدّين) تنسب الكتب المقدّسة – كذبا- إلى السّيّد المسيح عليه السّلام أنه قال لحوارييه "اجبروهم على اعتناق دينكم" ممّا رسم وشكـّل القاعدة لحركات التنصير، والتحريق، والاستئصال، تلك الجرائم الإنسانية التي كانت ظواهر عامّة في تاريخ المسيحيّة المحرّفة.
حتى بلغ التعصّب الكنسي أن قضى بتحريم الوظائف الجليلة أو التافهة على المخالفين لأصحابها في المذهب لا في الدّيانة فحسب. كما حدث في القرن الثامن عشر من قتل لمحام بروتستنتي لأنّ القانون الفرنسي كان يحظر آنئذ مهنة المحاماة على البرتستنت، ثم اتهم أبوه باغتياله ليعدم.
وتعرف هذه القصّة في فرنسا بمأساة "كالا"، وقد وقعت في ذات العصر قصّة مشابهة تسمّى بمأساة "سيرفين" وفيها أن امرأة كاثوليكية كانت تخدم أسرة بروتستنتينية أغرت ابنتها بالفرار إلى دير كاثوليكي ،فسيمت فيه سوء العذاب لتغيّر عقيدتها، غير انّ الفتاة تخلصت من عذابها بالانتحار غرقا في بئر، فاتهمت السلطات كذلك أباها بإغراقها ليحول دون ارتدادها عن دينها، ثمّ صدر حكم قضائي بقتل الرّجل وامرأته ومصادرة أملاكهما (السابق 58 )
إن هذه المسالك المنكرة قد شاعت في معاملة النصارى بعضهم مع البعض، يفعلونها عن إرادة دينية سيّئة فيهم فكيف بهم مع غيرهم؟ لقد كانت مصر المسيحية في ظل الامبراطورية الرّومانية المسيحيّة تنوء بما حملته من مظالم تلك الدّولة المستعمرة وأثقال الضّرائب حتى خارت قواها، وتحوّلت على مرِّ الليالي السّود إلى مستعمرة تزدحم بالعبيد والرّعاع ممّا جعل المصريّين يفضلون حكم مجوس فارس عن أن يظلوا خاضعين لإخوانهم الرّومان، وظلت مصر قبيل الفتح الإسلامي يتنازع احتلالها الفريقان معا – الفرس والرّومان- حتى انهزم الفرس آخر الأمر أمام خصومهم، وتوطد ملك الروم بها، وأضحت بحكم موقعها ومواردها معينا قويا للروم في القتال الذي دار بينهم وبين المسلمين حتى قرّر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فتحها وسيَّر إليها جيش الخلاص بقيادة عمرو بن العاص رضي الله عنه الذي استبشر بمقدمه المصريّون، وأسلموا له الحاكم الرّوماني ثم أمضوا معه الصّلح الذي صان به الله وجه مصر من ذلّ الاستعباد وعار الهوان.
فاستردّت مصر بهذا الفتح حريّتها الدّينية كاملة، ونالت ضمانا واضحا أن تبقى للمعابد قداستها فلا يقتحمها أحد، ولا تخدش شعائرها، وخفَّ حمل الضرائب فلم يتجاوز مقدارها الخمسة دراهم على الفرد الواحد القادر على دفعها مقابل تأمين النصارى من الغزاة والمجرمين، على أن تؤدّى تلك الضريبة على أقساط ثلاثة، وتنقص تبعا لهبوط الفيضان. ولمّا طارد العرب الفاتحون فلول الرّومان المنهزمين، واستولوا على ما بأيديهم من أموال ردّوها مرة ثانية على الأقباط الذين ادّعوا ملكيتهم لها وأقاموا البيّنة على ذلك ، وأبقوا المقوقس على رئاسته للبلاد حتى توفي.
يقول المسيحيّ الفرنسيّ المنصف "الكونت هنري دي كاستري": إنّ مبالغة المسلمين في الإحسان إلى خصومهم هي التي مهّدت للثـّورة عليهم، إذ أتاحت للمتعصبين أن يجمعوا أمرهم على العصيان، وأن يستغلوا الفرص للقضاء على الدّولة التي منحتهم حقّ الحياة، وحرّية التديّن، ولو أن المسلمين عاملوا الأسبان مثل ما عامل المسيحيّون الأمم السّاكسونية لأخلدوا إلى الإسلام واستقرّوا عليه" ….
ثمّ قال هذا الكونت المنصف " إن الإسلام لم ينتشر بالعنف والقوّة كما يزعم المغرضون، بل الأقرب إلى الصّواب أن يقال إنّ مسالمة المسلمين ولين جانبهم كانا السبب في سقوط دولتهم( المرجع السابق 203)
ومع هذا فإننا لن نندم على فضيلة شرُف بها آباؤنا وجدودنا، لكن نقول إن من حق الكريم إذا أعطى أن يبصُر أين تقع عطيته، فلعله يرسل هديته لمن يستعجل منيّته!!
ألا فليعلم شنودة أنهم بجرائمهم هم الذين يسعون إلى حتفهم بأظلافهم، فإننا نجزم بأنّ كلّ تصرّف أهوج يوضع في طريق هذا الدّين الكريم إنما هو لحساب قوى غاشمة وسلطات عفنة جائرة مدنيّة كانت أو كهنوتية باغية.
فماذا ينقم هؤلاء منا؟ أينقمون دينا جعل ابن النبيّ وابن البغيّ في الحقّ سواء؟
أينقمون من دين رفع لواء قواعد العدالة المجرّدة وجعلها ثابتة ثبوت الشّمّ الرّواسي لا يلحقها نسخ ولا يخدشها استثناء أم ينقمون دينا جعل الرّفعة والضّعة طوع الإرادة الحرّة للجميع، وجعل من شرع الله نظاما للنفس والمجتمع والدّولة جميعا على غير دين النصارى الذي لا تتجاوز عقيدته حدود النفس فقط؟
فقال جل جلاله {ولا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} المائدة/2 . وجعل أي مسلك يتنافي مع ذلك من منتسبين إلى الإسلام خروجا ظاهرا على الإسلام.
فعن العرباض بن سارية السلمي رضي الله عنه قال: نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، ومعه من معه من أصحابه، وكان صاحب خيبر رجلا ماردا منكرا، فأقبل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمّد، ألكم أن تذبحوا حُمُرَنا، وتأكلوا ثمرنا، وتضربوا نساءنا؟
فغضب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال: "يا ابن عوف، اركب فرسك ثم نادى: إنّ الجنـّة لا تحلّ إلاّ لمؤمن، وإن الله لم يحلّ لكم أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب إلاّ بإذن، ولا ضرب نسائهم، ولا أكل ثمارهم إذا أعطوكم الذي عليهم.
أليس حُمْقا بعد ذلك أن يحارب دين هذا شأنه ويتآمر على أتباعه من أمثال هؤلاء المناكيس، ثم يسكت عليهم، يحاربون دينا ينفع غيرهم وليس فيه البتة ما يضيرهم؟
إننا باسم هذا الدين الذي شرفنا الله بالانتساب إليه، والحديث عنه نطالب حماية للأمة وقياما بحق الملـّة والدّولة:
أوّلا: ضرورة إنزال هذه الجريمة المنزلة اللائقة بها قانونا، وشرعا، وعرفا، صيانة لأمن الأمّة، وقياما بحقوق الدّولة.
ثانيا: ضرورة ووجوب الإصغاء سياسيّا لمطالب المحامي الغيور القانونيّة مسارعة لمنازلة المصائب التي بزغ في الساحة قرنها، والتي تنذر باجتثاث الأصول إن تغافلنا عنها كما كان الحال معها من قبل مراعاة لموازنات رخيصة أو مصالح حزبيّة خسيسة، فالتعلـّق بالعصبيات الحزبية أمام تلك الجرائم بخاصّة هو ضرب من الوثنيّة الطاغية، وإضراره بعقيدة التوحيد لا يقل عن تعلق الجاهلية الأولى ب"ودٍّ" وسُواعٍ" و" يغوث" و"يعوق" و"نسرا" الوارد ذكرهم في قوله تعالى {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً }نوح/23

ثالثا: ضرورة مساواة معابد الأقلية بما ينزل بمساجد الأغلبية من مراقبة، وتفتيش، أخذا بأضعف الإيمان.
رابعا: وجوب العمل فورا على رد الهيبة إلى مؤسّسات الدولة، وذلك بإطلاق كلّ المسلمات المعتقلات بأقبية الأديرة والكنائس، ومحاسبة كلّ معتد على سلطات الدّولة في هذا الشّأن.
ثم إننا ننبّه على الأمّة كلها بضرورة الاستيقاظ لما يراد بها وبدينها من بعض المتهوّرين من أبنائها بدعوى ودوافع الطائفيّة، فإنّ الرّكون إلى الألقاب والاعتذار بتقصير المقصرّين من بعض المسؤولين لا يجدي عن المساءلة الشرعية فتيلا ولا قطميرا.
}فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }غافر/44

صدر عن جبهة علماء الأزهر
الأربعاء 8 من رمضان 1431هـ 18 من أغسطس 2010م

ولنعلم أنّ البون واسع بين شيوخ السّلطة بالأزهر وبين جبهة علماء الأزهر فقد كان أولى بهذا البيان أن يصدر عن ربيب الفرنسيس أحمد الطيّب فهو شيخ لأزهر ليس شريفاً ولا يعرف معنى الشـّرف أمّا هؤلاء العلماء الذين شكلوا جبهة علماء الأزهر فهم الأحقّ بها وأهلها
ففي الوقت الذي اضطرمت فيه الفتنة بمصر ويستعر أوارها يوماً بعد يوم لا نجد لمفتي الدّيار صريخا ووزير الأوقاف مشغول بتوحيد الأذان ليلائم ما أعدّه له من أعذب الألحان والنّصارى يبنون الحصون ويشيّدون المتاريس داخل الكنائس والأديرة المدجّجة بالأسلحة الأمريكيّة والصّهيونيّة وأصبح لهم سجون ومعتقلات خاصّة بهم يعتقلون فيها أخواتنا المسلمات واللائي خصّصت للحديث عنهن فصلاً كاملاً في هذا الكتاب ولكن لنعود لنستكمل فصل إرهاب قاعدة وادي النطرون
فيه يستصرخ الشّيخ جلال القصّاص من ألقوا السّمع وهم شهود على ما يحدث يصرخ ينادي أختاه يا أختاه سنجيبك فكلـّنا معتصماه صبراً صبراً فجيش محمّد على أهبة الاستعداد منتظراً لشرارة الكرامة كي يوقدها رجل مسلم وكلنا يومها سنقول وبكلّ صدق ( لبّيك إسلام البطولة كلنا يحمي الحما لبّيك واجعل من جماجمنا لعزك سلما )

أختي يا شنودة
محمد جلال القصاص

ما يحدث الآن من النصارى في مصر ليست حالة فرديّة ، ولا حدثٌ عابر نغضُّ عنه الطـّرف ليمضي ونمضي .!! ما نراه الآن من النصارى في مصر هو قمّة بركان يغلي تحت أرجلنا ، وغداً يقذف بمن يطؤه اليوم بقدميه متغافلاً أو مستخفاًّ . ما يحدث الآن هو ثمرة لصراعٍ ضارٍ يدور على أرض مصر منذ سيطر على الكنيسة ( جماعة الأمّة القبطيّة ) في منتصف القرن الماضي
نصارى مصر بقيادة ( جماعة الأمّة القبطية ) ليس عندهم خيارات ولا أهداف قريبة ، هو خيار واحد وهدف واحد ، ما عندهم هو السّيطرة على أرض مصر ، وأن تقام على أرض مصر وما حواليها ( كنيسة الرّبّ ) لينزل عليها المسيح في آخر الزّمان . بزعمهم . وهم كاذبون خاطئون وعمّا قريب سيعلمون ويندمون بحول ربّي وقوّته .
والنصارى الآن في مصر مُمَكـّنون ، ولا حول ولا قوّة إلا بالله ، هذه هي الحقيقة . أمارةُ ذلك أننا نُرجع لهم المسلمات المتزوّجات ، فيفسخن زواجهنّ ، وربما يزوّجهنّ من الكافرين .. ينكح الكافر المؤمنة ، وتجبر التقيّة على ما لا تريد .. على ما لا يحلّ .. أو يقتلهنّ ..ونحن شهود .. ونحن رُكَّعٌ سجود !!
ومن الشواهد على تمكينهم أنهم كمّموا أفواه ( أهل العلم ) بل جعلوهم يحرفون الكلم عن مواضعه ، فسمعنا من ( الشيوخ ) من يقول ـ دون أن يستفتيه أحد .. دون أن يسأله أحد .. بمبادرةٍ ذاتيّة من نفسه ـ أنّ نصارى مصر أهل ذمّة ، ويقسم بربّه على أنه لا يريد غير وجه الله بهذا الكلام .!!
أهل ذمّة وقد سبّوا الدين وسيّد المرسلين ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ؟!
أهل ذمّة وهم يدعون المسلمين إلى كفرهم ؟!
أهل ذمّة وهم إن يقولوا يُسْمع لقولهم ؟!!
أهل ذمّة ولا شريعة تجمعنا ؟!
إنّ إرهاب النّصارى بعد تغلغل في العقل الباطن !! لا أفهم من مثل هذه الفتاوى غير هذا .
وبعضهم وكأنه ـ هو ومَن حوله من زبانيّته ( تلاميذه ) ـ لا يرى ولا يسمع حين يكون الكلام على النصارى ، وحين يكون الكلام عليه أو على من بين يديه من مريديه تجده أسد الشّرى !!
وهي حالة ظهرت وانتفخت بفعل سيطرة الكفر والنـّفاق وغداً تغسلها الأيّام . وفتاوى هؤلاء لا نتكئ عليها بل ولا ننظر إليها .

أيكتمون إيمانهم ؟

مَن تُسلِم الآن من الفتيات خاصّة تعود إلى الكفر أو التّعذيب حتى الموت ، والشواهد كثيرة ، وليس ثمّ رادّ للنّصارى في القريب على الأقلّ . فهل تصبح هذه الضّرورة مدعاة للفتوى بكتمان الإيمان من باب دفع شرّ الشّرّين ؟
يحتاج الأمر إلى العلماء الرّبّانيّين ، مع الأخذ في الاعتبار أن وجود مسلمين مختفين في المجتمعات النّصرانية له آثار دعويّة إيجابيّة ، فهؤلاء يتحرّكون جيّداً بالدّعوة داخل الصفوف ، كالمرجفين في المدينة عندنا ، مع الفارق الكبير ، وكثرة هؤلاء الكاتمين لإيمانهم تجعل المجتمع النّصرانيّ ينهار بسرعة شديدة حينما تبدو الهزيمة أو حين يبدأ التّراجع. فكثرة السّاخطين على الأوضاع الدّاخلية هي السّبب الرّئيسي في الانهيار السّريع، وهي السّبب في التّرحيب بالغريب أيّا كان وجهه فضلا عن إن كان معروفاً عدله.
لو أنني أهل للفتوى لأذنت لهم كما أذن النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ لنعيم بن مسعود يوم الأحزاب .
فإنّ ردّ المجتمع المسلم لهؤلاء قد يجعل بينهم أبا بصيرٍ أو نعيماً ، ومن جهل حال الرّجلين ممّن يقرأ الآن ، فقصّة نعيم بن مسعود الأشجعيّ موجودة في السّيرة النّبويّة في غزوة الأحزاب وقصّة أبي بصير موجودة فيما بعد صلح الحديبية من أحداث .
حالي كعمر مع أبي جندل يوم الحديبية .. عيني تبحث عن أبي جندل وأبي بصير ونعيم بن مسعود.. عن رجلٍ تتحرّك الغيرة في عروقة فيعزم عزمة لا ينثني بعدها . فهل ثمَّ ؟!

غباء مفيد

قسوة الكنيسة وإصرارها الغبيّ على إرجاع كل من يتنصّر بهذه الفضيحة العلنية فيه فائدة ، أنها ترهب قوماً عن الخروج من ظلمات النّصرانيّة إلى نور الإسلام ، والدّين لا يُكبت ، لا يُحَبُّ الحبيب ويُسجدَ للصّليب ، لا يجتمعان عبادة الرّحمن وعبادة الصّلبان ، ووجود من يكتم إيمانه بداخل صفوف الكافرين يحدث بلبلة ، وخاصّة إن كان ذكيّاً يعرف أين يذهب . وخاصّة إن مدّ الجسور مع العاملين للدّين من المسلمين .وكل العاملين اليوم في مواجهة التنصير من الشباب المتحمّسين ، ولم يعد الأمر يحتاج للالتقاء المباشر على أرض الواقع ، فالآن مواقع الانترنت كثيرة وآمنة ، يلتقي فيها الجميع ويغرف منها الجميع .
والجلبة والصّياح التي تصاحب كل ّحالة تُسلّم وتعود ، لهذه الجلبة أثر حميد ، فهي نوع من الدّعاية المجانية القويّة لهذا الدّين ، وخاصّة أنّ من يسلم لا يُجدي معه شيء حتّى الموت .
ولهذه الجلبة أثر في نفوس الطيّبين ، فلسنا من نُرجع المؤمنات إلى الكفار ، بل لسنا من يرضى بذلك ، فهي تزيد النار المؤجّجة في الصدور ، وتوثِّق عزماً لن ينفك ـ بحول الله وقوّته ـ حتى يدرك حاجته .
وهذه الجلبة المصاحبة لكلّ حالة تُسلم تقدّم برهاناً على تسلط الكنيسة على العباد والبلاد للغافلين والمنشغلين ، فهي استنفار جيّد للعامّة والخاصّة نرضى به مرحلياًّ ، ونسأل الله المزيد .
وتحدث أثراً داخليّاً على المتردّدين من النّصارى فإنّ الثبات عند الفتن ـ أعني ثبات الأخوات المسلمات كوفاء قسطنطين وماريان وغيرهن ـ دعوة عمليّة . أصدق وأقوى وأنفذ من ملايين الكلمات .

لن يكونوا عقلاء

كأني ببعض القرّاء يحسب أنها رسالة تهديد ضمنية للكنيسة المصريّة ، كي يكفوا عن استلام المسلمات أو مطاردة من يريد الإسلام . وحقيقة وددت ذلك ، ولكن نفضت يديّ منه ، فهؤلاء القوم لا يجدي معهم التهديد !!
هذه حقيقة .
وليست شجاعة فيهم . لا .
تاريخ نصارى مصر يقول أنهم يثورون من وقت لآخر ولا يرجعون إلا بعد مقتلة ترجعهم إلى قرنين من الزّمان . هذه الحقيقة ماثلة قبل دخول الإسلام مصر وبعد دخول الإسلام إلى مصر .
وواقع النّصارى اليوم يقول أنهم على قلب رجل واحد ، ويسيرون إلى هدفٍ واحد ، الواقع يقول أنّ القوم ثائرون ، أنها حالة من الحماسة غيّبت العقول وجمَّعت السّفهاء . أمارةُ ذلك أنك لا تجد بين الأقباط مخالفا لشنودة إلاّ في تفاصيل .
وهؤلاء الذين على رأس الكنيسة قتلة . ولن يرجعوا بقليل .ولذا لا أستجديهم ـ ولا تستجديهم ـ فلن يكفوا عن استرجاع المؤمنات وتعذيبهنّ. فهم صم بكم عمي لا يبصرون ، أو حقد يغلي في الصّدور ، ونفوس شرّيرة ترتاح للنتن ويزكم أنفها الطيب .

أختي يا شنودة !

رباط الدّين أقوى من رباط النسب ، إي والله ، أجد هذا في صدري ، وأعرفه من غيري ، وبه أمرنا ، وأقول للاتي أجبرن على الكفر ـ بعد الإيمان أو قبله ـ جرت عليكن الدّموع ووالله الدّم أهون من الدّمع ، ولكن ما بأيدينا !! . مصابنا بكم أشدّ من مصابكم بأنفسكم . فصبراً .
إحَنٌ تكوي الضلوع ، وعيون أجهدها السّهر تدور في محاجرها تبحث عن مخرجٍ ، وربّك عليم ، وربّك قدير ، وعزم لن ينفض بحول ربّي وقوّته حتى يأتيكن .

وأقول لشنودة ومَن حوله : مَن عندك هؤلاء أخواتنا ففعل ما شئت فإنك عمّا قريب ملاقيه ، فو الله قادمون أدركناك أو مَنْ بعدك من أعوانك الآن . فمن ينظر في مآلات الأمور يرى أنّ الدّولة للموحدين ، وأن ربك أذن بالتمكين ، وها هو الثمن يسدّد .
دولة الكفر تلفظ أنفاسها الأخيرة . إننا قبل الفجر بساعة ، وهي ساعة تقبل فيها الدّعوات وتنزل فيه الرّحمات من ربّ الأرض والسّموات ، ساعة شديدة الظلام ،يستقيظ فيها الفاجر والتقيّ ، والعامّة نائمون . النور على مرمى البصر .
تراه ؟!
أراه يزيح بيديه تيك الظـّلام...

فأبشروا فإنـّا قادمون...أبشروا فإنـّا فاتحون...أبشرن فإنّا لأعراضكنّ منتقمون...

الفصل الخامس

تكفير الصّليبيّين لبعضهم البعض ولعنهم لبعضهم البعض

نعم هذا هو واقع حال تلكم الأمّة النّصرانية المخذولة إن شاء الله تعالى وهذا هو دينهم يكفر بعضهم بعضا ويلعن بعضهم بعضاً.
فمن هم أهل الصّدق منهم وسط هذا التـّلاعن والطـّرد ؟!!!
ومن أهل الحقّ منهم وكلـّهم قد كفـّروا بعض ؟!!!
من هم المستحقـّون لأن نقول عنهم إخواننا المسيحيّين ؟!!
هل بينهم مسيحيّ واحد يا من تعقلون ؟!!
هل شنودة بكلّ جرائمه يمثـّل السّيّد المسيح عليه وعلى نبيّنا الصّلاة والسّلام ؟!!!
فإلى كلّ عقلاء العالم مسلمين ونصارى ويهود أسوق هذه التقارير الهامّة والتي تبيّن مدى العداوة التي بينهم وصدق الله القائل: {كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً }مريم/82
وقال جلّ شأنه : {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ } الحشر/14. فالكاثوليك يكفـّرون الأرثوزكس ويلعنوهم والأرثوزكس يكفـّرون الكاثوليك ويطردونهم من مجد الرّبّ وكذلك فعلهم مع البروتستانت والإنجيليين والسّبتيين وشهود يهوه والقائمة تطول
ويكفي أنّ في مصر وحدها تحوّل نصف النّصارى الأرثوزكس إلى الكاثوليكية والإنجيليّة ليتمكـّنوا من التـّطليق والزّواج.. كنائس بأكملها تحوّلت من الأرثوزكسية إلى الإنجيليّة والعقلاء منهم اختصروا طريق البحث عن الحقّ ودخلوا في الإسلام بعد أن تأكّد لهم أنه الدّين الحقّ والرّسالة الخاتمة وإلاّ فهل كشف لنا شنودة عن سرّ هذه الهجرة الجماعيّة من كنيسته إلى مساجد المسلمين أو كنائس أقلّ حدّة وتطرّفا ؟!!!!
ومن التقارير التي صدرت مؤخراً فوضحت هذا الأمر وكشفته لمن له عقل أو سمع أو نظر فهذه حملة قادها أباهم بيشوي (والذي عزله مؤخراً شنودة من منصبه ) أخزاهما الله ولعنهما جاء في حملته هذه :
الأنبا بيشوي يكفر مَن هم غير أرثوذكس من المسيحيين الكاثوليك والبروتستانت

حرب التكفير الذي يشنها الأنبا بيشوي أسقف دمياط بالكنيسة الأرثوذكسية وسكرتير المجمع المقدس.
بدأت الحملة التكفيرية من قبل الأنبا بيشوي الذي من المفترض انه مسؤول بالكنيسة كأسقف يرعى شعب ايبراشية بأكملها. فاجأ الحاضرين مؤتمر تثبيت العقيدة للشباب الأرثوذكس الذي عُقد بدير الأنبا إبرام بالفيوم بإلقاء كلمته الزّاخرة بتكفير مَن هم غير أرثوذكس من المسيحيّين الكاثوليك والبروتستانت ، و ادّعى أنهم لن يدخلوا ملكوت السّموات ، و لم يكتف عند حدّ الكاثوليك والبروتستانت إنما وصل تكفيره إلى حد تكفير الأموات ومنهم الأب متى المسكين ، الذي لم ترحمه الكنيسة الأرثوذكسية وهو على قيد الحياة ولم يرحمه الأنبا بيشوي وهو بين يدي الله . وطبعت كلمته ووزّعت على سي دي وفي غضون أيام قليلة وصلت إلى كل من يخصهم ولا يخصّهم الأمر . وانفردت مجلة أخر ساعة بنشر هذا الخبر بالتفصيل بعدة أعداد خلال الأسابيع الماضية ، كما اهتمت جريدة المصري اليوم بمتابعة هذا الخبر.
وهنا يرد بابا الفتيكان الخنزير بندكت فيقول :
البابا بنديكيت يعتبر ان كنيسة المسيح الوحيدة هي الكنيسة الكاثوليكية ولا يعتبر الكنيسة الارثوذكسية تملك وسائط الخلاص وانها معيبة.
لماذا لم يستقبل قداسة البابا شنودة - رأس الكنيسة الأرثوذكسية - بابا الفاتيكان الأسبق يوحنا بولس الثاني أثناء زيارته لمصر في سنة 2000 م ؟؟؟ ، و ما تعليق سيادته على ما حدث عندما ذهب بابا الكاثوليك الذي يتبعه ويقدّسه اغلب النصارى في العالم ـ نحو مليار من البشر ـ إلى دير سانت كاترين في سيناء ـ التابع للرّوم الأرثوذكس ـ وأراد أن يصلي في الدّير، فرفض القساوسة والرهبان دخول البابا الكاثوليكي إلي الدير، لأنه ـ في نظرهم ـ كافر ، فصلى الرجل في الحديقة ، أي خارج الدير ؟؟؟
فيرد عليه شبشب الحمام النجس شنوده متبادلاً التكفير واللعن معه فيقول :
شنودة ينتقد بابا روما: يجرح المسيحيّين بعدما خسر المسلمين

القاهرة الحياة - 15/07/2007
خرج البابا شنودة عن صمته فيما يتعلق بالوثيقة الأخيرة التي أصدرها الفاتيكان عن أنّ الكنسية الحقيقية هي الكنيسة الكاثوليكية. وقال في حديث نشرته صحيفة «الأهرام» شبه الرّسمية أمس أنّ بابا الفاتيكان بندكت السّادس عشر جرح بتصريحاته المتكرّرة المسيحيين وخسر كل المسلمين. وقال شنودة: «قرأت وثيقة «مجمع العقيدة والإيمان» التي صدّق عليها بابا روما ووصف فيها الكنائس الارثوذكسية بأنها «كنائس معيبة» لأنها لا تؤمن برئاسة البابا كما وصفت الكنائس البروتستانتية بأنها «ليست كنائس حقيقية... إنّ بابا الفاتيكان يكسب أعداء في كل مرة. ففي تصريحاته الأولى قبل أشهر خسر المسلمين جميعاً، وعندما سافر إلى تركيا بعد هذه التصريحات لم يكن مرحّباً به بل رفض كثيرون مقابلته وفرضت على تحركاته حراسة مشدّدة جدّاً. أمّا هذه المرّة فقد خسر كثيراً من الطوائف المسيحيّة لأنه بدأ يُخطـّىء في المسيحيين أنفسهم».
واعتبر شنودة أنّ بابا روما يسير في طريق وبقيّة الكاثوليك يسيرون في طريق آخر، مشيراً إلى وجود علاقات بين الكاثوليك والانجليكان داخل روما. وقال إنّ الكاثوليك «انضمّوا إلينا في مجلس كنائس الشرق الأوسط ويمثـّلون أسرة من أسر مجلس كنائس الشّرق الأوسط». وتساءل: «لو كانت كنائس الشرق الأوسط الارثوذكس والبروتستانت والانجليكان ليست كنائس بحسب وثيقة البابا فلماذا انضم الكاثوليك إلى هذا المجلس؟».
كذلك رفضت الطائفة الانجيلية في مصر والشرق الأوسط برئاسة القس الدّكتور صفوت البياضي ، في بيان أمس ، «وثيقة الفاتيكان» التي وصفت الطائفة الإنجيلية بأنها ليست كنيسة وإنما تجمعات دينية.
فهل يسكت الفتيكان ؟!!! بالطبع لا فينشر وثيقة عن الكنيسة الأصلية تماماً فيكون كشفها وخروجها في الوقت المناسب لها مثل إعلانهم عن كرسي بطرس والذي نتحداهم أن يظهرونه لأن الكرسيّ هذا مكتوب عليه المعني الأصليّ للإنجيل وهو البشارة بمبعث محمد صلى الله عليه وسلم وهذا هو المكتوب على كرسي بطرس ( لا إله إلا الله .. محمداً رسول الله ). ولو سألهم أحد لماذا أخفيتموها كل هذا الوقت يردون بأن هذه أسرار الكنيسة فهل يكون في الدين أسرار ؟!! هل يكون للحجّ أسرار أو للصوم أسرار أو للصّلاة أسرار هل في الدّين كهنوتية ؟!!!
قالت وكالة أنباء «آي ميديا» إنّ الفاتيكان يستعدّ مجدّدا لنشر وثيقة تؤكّد أنّ كنيسة المسيح الوحيدة هي الكنيسة الكاثوليكية، وأنها دون غيرها تمتلك جميع وسائط الخلاص.
وأشارت الوكالة المتخصّصة في تغطية أخبار الفاتيكان إلى أنّ الوثيقة ستصدر بعد غد الثلاثاء عن مجمع العقيدة والأديان، الذي كان يرأسه البابا بنديكت السّادس عشر قبل أن يتولى منصبه الحالي. وأوضحت صحيفة «آل جورنالي الإيطالية» أنّ الوثيقة التي يعتزم الفاتيكان نشرها تؤكـّد ما يسمّى إعلان «دومينوس يزوس»، والذي صدر عام 2000 وأثار سجالا شديدا في العالم المسيحيّ.
وقالت الصحيفة: إن هذا الإعلان يهدف إلي محاربة ما يعرف بالنسبة اللاهوتية، والتي تعتبر أن جميع الكنائس المسيحية تمتلك نفس القدر من الحقيقة، ومن المعروف أن بنديكت السادس عشر يدين هذه النظرية، وينتمي إلي تيار يري أن هذه الكنائس لا تمتلك إلا جزءا من الحقيقة، ولفتت إلي أن بنديكت السادس عشر هو نفسه الكاردينال جوزيف راتسينغر، وكان رئيسا لمجمع العقيدة والإيمان ونشر إعلان «دومينوس يزوس» عام 2000 تحت مسؤوليته ، وقد أثار آنذاك عاصفة من ردود الأفعال الحادّة في أوساط الكنائس المختلفة، خصوصا البروتستانتية والتي اعتبرها الإعلان مجرد جماعات كنسية.
وأضافت آل جورنالي: إنّ الوثيقة الجديدة التي يعتزم الفاتيكان نشرها بعد غد الثلاثاء ستشمل إيضاحا يتناول عبارة «لومين جنتيوم»، وتعني «نور الأمم حول الدّور العالمي للكنيسة» والتي وردت في المجمع الفاتيكاني الثاني، وتؤكّد أن كنيسة المسيح الوحيدة تعيش في الكنيسة الكاثوليكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكاردينال راتسينغر أو البابا بنديكت السّادس عشر حاليّا، أوضح في إعلان دومينوس يزوس، أن المجمع قصد من استخدام كلمة «يعيش» القول إنّ كنيسة المسيح الوحيدة موجودة فعليّا في الكنيسة الكاثوليكية.
وقالت: إنّ هناك تفسيرات مختلفة ظهرت لهذه العبارة ، وأبرزها تفسير يعتبر أنّ كلّ كنيسة انشقت عن الانشقاقات التي حدثت على مرّ التّاريخ المسيحيّ لا تمثـّل إلا جزءا من الكنيسة الأصليّة التي أرادها المسيح، وهناك تفسير آخر، يرى أنّ المسيح لم يفكّر مطلقا في بناء أو تأسيس كنيسة.
من ناحية أخرى، أثار إعلان البابا بنديكت السادس عشر أمس إعادة إحياء القداس اللاتيني القديم، والذي تم رفضه عام 1969، حالة من الغضب بين الكاثوليك الليبراليين والذين اعتبروه ردة علي الإصلاحات التي أعلنها مجلس الفاتيكان الثاني بين عامي 1962 و1965.
وتحمل الوثيقة البابوية اسم «موتو بروبريو»، ومن المتوقع أن تشجع القساوسة، حسبما قالت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية أمس علي إقامة القداس مستخدمين الكتاب اللاتيني. وأوضحت الصحيفة أن القداس اللاتيني لم يلغ رسميّا، لكن كان يشترط الحصول علي موافقة الأسقف قبل إقامته، وكان يعزف معظم الأساقفة عن الموافقة عليه، لكن في ظلّ الإعلان الباباوي الجديد سيتغيّر الوضع.
وقالت فايننشيال تايمز: إنّ هناك حالة من الغليان في الشّارع الكاثوليكي، مشيرة إلى أنّ القضيّة لا تقتصر فقط على مسألة إقامة القداس باللاتينية أو اللغة الحديثة، ولكن للخلافات الدينية والسياسية المتعلقة بهذا الموضوع، والتي تعيد إلي الأذهان الانقسامات التي حدثت في صفوف العالم الكاثوليكي وانشقاق كبير أساقفة فرنسا مارسيل ليفيبفيري، علي الكنيسة الأم في روما بسبب إصلاحات مجلس الفاتيكان الثاني، والتي تضمّنت تغيير القدّاس ليكون باللغة العصريّة.
وأشارت الصحيفة إلى أساقفة فرنسا، حيث لا تزال ذكرى الانشقاق حاضرة في الأذهان يتخوفون من حدوث انقسام وظهور مدرستين كاثوليكيتين في البلاد بسبب الإعلان البابوي الجديد.
وفي إنجلترا قال الأساقفة: إن مشكلة العودة إلى القداس اللاتيني لا تتمثل فقط في اختلاف اللغة، لكن تمتد إلى أن الطقوس اللاتينية تشمل صلوات معادية لليهود.

أقباط مصر ينتقدون وثيقة الفاتيكان

وجّه أقباط مصر انتقادات حادّة لما يعرف بوثيقة بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر حول "أسرار المسيح"، معتبرين أنها تعيد المسحيّين "لعصور الظلام"، فيما اعتبرها مجلس البطاركة والمطارنة الكاثوليك بمصر أنها تستهدف طقوس الكنيسة الغربية، ولا تطعن في إيمان أي كنيسة أخرى. وكان بابا الفاتيكان قد أقر وثيقة تقول بأفضلية الكنيسة الكاثوليكية الرومانية على غيرها من الكنائس، وتعتبرها "كنيسة المسيح الحقيقية" و"الطريق الحقيقي الوحيد للخلاص". والوثيقة التي أصدرها مجمع العقيدة والإيمان بالفاتيكان وتحمل توقيع البابا الثلاثاء 10-7-2007 وصيغت بـ7 لغات تؤكد أن الكنائس والجماعات الكنسية الأخرى محرومة من أسرار الخلاص ، لأن روح المسيح أحجمت عن استخدامها كأدوات للخلاص، وخصّت الكنيسة الكاثوليكية فقط بهذه النّعمة الإلهيّة.
القمّص مرقس عزيز كاهن الكنيسة المعلـّقة في مصر قال في تصريحات للمصري اليوم: "إنّ ما ذكره بابا الفاتيكان شيء محزن، وكنت أتمنى أن يكون على مستوى راقٍ يليق باسم بابا روما ولا ينحدر إلى هذا المستوى المتدني ، ويسيء إلى كنيسة مثل الكنيسة الأرثوذكسية بعراقتها وأصالتها وتاريخها الذي يشهد به الجميع". وتابع: "إنّ موقف البابا يؤكـّد أنه إمّا شخص لا يفهم ما يقول أو أنه شخص سلطوي يذكرنا بمن سبقوه قديمًا في عصور الظلام".
وتابع عزيز: "نحن نحب إخواننا الكاثوليك ونراعي مشاعرهم ، لكن لا نقبل أيّ مساس بعقيدتنا حتّى لو كان بطريقة مهذبة ولكن مبطنة بالخبث". واستطرد مضيفًا: أرفض بشدّة سخافات بابا الفاتيكان، وكنت أتصوّر أنه مخلص للمسيح ويعمل حسب وصاياه، لكن مواقفه وتصريحاته أثبتت عكس ذلك.
وبينما لم يعلق البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريك الكرازة المرقسية على الوثيقة في مؤتمر صحفي لدى عودته في القاهرة الخميس 12-7-2007 بعد رحلة علاجيّة في الولايات المتّحدة، استنكر الأنبا موسى أسقف الشباب في الكنيسة الأرثوذكسية إعلان الفاتيكان، مشدّدًا على أنّ الكنيسة القبطية سيكون لها موقف قويّ بالتضامن مع كنائس الشرق الأوسط.
ومن جانبه أوضح القسّ إكرام لمعي رئيس لجنة الإعلام والنشر بالكنيسة البروتستانتية أنه لم يتوقـّع صدور الوثيقة بعد الضجّة التي أثيرت بشأنها في الأيّام التي سبقت الإعلان عنها. وقال: لو درسنا ما يحدث في الكنيسة الكاثوليكية حاليًّا سندرك أن ما يفعله بابا الفاتيكان منطقي؛ لأن هناك هجرة جماعية من الكاثوليكية إلى البروتستانتية.
وحول الفارق بين الأسلوب الناعم في الحديث عن الكنيسة الأرثوذكسية مقابل الإهانة والتقليل الواضح من شأن البروتستانت في وثيقة الفاتيكان قال لمعي: إنّ كلاًّ من الكاثوليكية والأرثوذكسية كنيستان تقليديتان ، وكانت البروتستانتية بمثابة ثورة إصلاح لهما ؛ لذا فإنّ بابا الفاتيكان لا يهتمّ بالكنيسة الأرثوذكسية؛ لأنها لا تسبّب له مشاكل في أوروبا في حين يتحوّل آلاف من كنيسته إلى البروتستانتية.

كاثوليك مصر:
جاء ذلك فيما أوضح الأنبا أنطونيوس نجيب، بطريرك الأقباط الكاثوليك في مصر في تصريحات نشرتها صحيفة "المصري اليوم" اليوم الجمعة 13-7-2007 أنّ الوثيقة لم تأت بجديد، غير أنه استدرك مضيفًا لكنها توضّح تعاليم الكنيسة الكاثوليكية الثابتة، وتعلن إيمانها بأنّ هذه الكنيسة تتضمّن العناصر الكاملة التي أرادها المسيح لكنيسته.
وشدد نجيب ، خلال اجتماع مجلس البطاركة والمطارنة الكاثوليك في مصر لترجمة وثيقة الفاتيكان ، على أنّ تعاليم الكاثوليكية بعيدة كل البعد عن تكفير أي كنيسة أخرى أو التقليل من شأنها، مؤكدًا اعتراف الكاثوليك بالكنائس الشقيقة والجماعات الكنسية؛ لاحتوائها على عناصر كثيرة للحق ووسائل الخلاص.
وحسب العقيدة الكاثوليكية فإن كنيسة المسيح حاضرة وفاعلة أيضًا في الكنائس والجماعات الكنسية الأخرى، بفضل ما تحتويه من عناصر التقديس والحقّ الموجودة بصورة كاملة في الكنيسة الكاثوليكية، بحسب نجيب.

غضب بروتستانتي
وأثارت هذه الوثيقة ردّات فعل غاضبة سريعة من قادة الطائفة البروتستانتية حول العالم، وقال التحالف الدولي للكنائس البروتستانتية -الذي يمثل نحو 75 مليون من البروتستانت في العالم-: "إن هذه الوثيقة تثير تساؤلات بشأن هل نحن نصلي معًا حقًّا من أجل الوحدة المسيحية؟".
وأضاف التحالف أن "الوثيقة تجعلنا نتساءل بشأن مدى جدية الكنيسة الكاثوليكية في حواراتها مع الكنائس البروتستانتية وغيرها من الكنائس". واتهم التحالف الوثيقة بأنها أعادت الحوار بين العالم المسيحي إلى فترة ما قبل "مجمع الفاتيكان الثاني" الذي نجحت اجتماعاته في تحديث الكنيسة ومفاهيمها.
وبدوره قال القسّ ولفانج هيوبر راعي الكنيسة الإنجيلية في ألمانيا: إنّ إعلان الفاتيكان يُعَدّ انسحابًا وارتدادًا عن الفكر المنفتح الذي تبنـّاه المجمع الفاتيكاني الثاني في السّتينيات، وقضى على الأمل في تحريك المياه الرّاكدة بين الكنائس، وأشار إلى أنّ الوثيقة تكرّر الإهانات التي سبق إصدارها ضمن إعلان "دومينوس يزوس" عام 2000 تحت مسئولية البابا الحالي، حينما كان رئيسًا لمجمع العقيدة والأديان وحمل اسم الكاردينال جوزيف راتسينجر.
وسبق لبابا الفاتيكان أن تسبّب العام الماضي في جدل واسع حينما قال: "إن الإسلام دين عنف انتشر بحد السيف، ولا يدعو لاستخدام العقل". وأثارت هذه الاتهامات غضب مسلمي العالم، وأكد علماء المسلمين أنها أضرت بالحوار الإسلامي المسيحيّ.

========

Vatican text angers Protestants
By David Willey
BBC News, Rome

Pope Benedict has approved a new text asserting that Christian denominations outside Roman Catholicism are not true Churches in the full sense of the word.
The document, issued by a Vatican watchdog, has been criticised as offensive by some Protestants.
The text was written by the Vatican's Congregation for the Doctrine of the Faith, headed by Pope Benedict before his election as Pope.
It states that Christ established only one Church here on earth.
Other Christian denominations, it argues, cannot be called Churches in the proper sense because they cannot trace their bishops back to Christ's original apostles.
True to tradition
The new text is basically a re-statement of another document known as Domine Jesus, published in the year 2000 under the signature of the then Cardinal Joseph Ratzinger, now Pope.
That document set off a storm of criticism from Protestant and Anglican leaders who felt that the Vatican was failing to take into account progress made towards re-establishing Christian unity in talks with Rome over a period of many years.
It remains unclear why Pope Benedict chose to publish this document just as he begins a three-week holiday in the Italian Alps.
Admittedly, the document does stress that Pope Benedict remains seriously committed to dialogue with the other Christian Churches, but first reactions from Protestant Church leaders appear negative.
This is the second document issued by the Pope in recent days which re-evaluates the work of the Second Vatican Council, the reforming council held in Rome during the 1960s.

The Pope's point is that although this was a council of reform, the Church fathers meeting at that time remained true to Catholic traditions. Pope Benedict is, in effect, attacking what he regards as later erroneous interpretations of what the council actually decided.
Jesus established here on earth only one Church and instituted it as a visible and spiritual community
that from its beginning and throughout the centuries has always existed and will always exist, and in
which alone are found all the elements that Christ himself instituted. […] This Church, constituted and
organised in this world as a society, subsists in the Catholic Church, governed by the successor of Peter
and the Bishops in communion with him.”
The Pope believes not even the imperfections and sins of some Catholic leaders in the past and present
(we could all enumerate many) have been able to eliminate the “apostolic succession” (or authority
received from Jesus, as head of the Church) passed on from the apostles to the bishops.

هنا لا بدّ أن ينتصر شنودة لكنيسته ويثبت أنها الكنيسة الأصليّة وليست المبتدعة الكفريّة الملعونة في المجالس الملليّة فكان ردّه على النّحو التالي :
« الأرثوذكسية القبطية هي كنيسة المسيح الوحيدة ».. بهذه العبارة بدأ الاحتفال الرسمي ، الذي أقامه البابا شنودة الثالث ، بابا الإسكندرية ، بطريرك الكرازة المرقسية أمس الأوّل ، كلمته للترحيب بالبطريرك الإثيوبي الأنبا باولص ، والكاثوليكوس آرام الأوّل ، رئيس الكنيسة الأرمنية.
وقال البابا شنودة في كلمته إنّ العلاقة بين الكنيسة المصريّة وكنيسة إثيوبيا ، ممتدّة منذ 16 قرناً ، وأنّ فترة الانفصال السّابقة قد مضت ولن تعود ، وأنّ الجميع أعضاء في عائلة الكنائس الشرقية، وأبدي رغبته في زيارة إثيوبيا، التي لم يزرها منذ 30 عاماً.
وأبدى الكاثوليكوس آرام الأول والأنبا باولص سعادتهما بما وصفاه باليوم التاريخي في العائلة الأرثوذكسية الشرقية، مؤكدين أن الأجيال المقبلة سوف تدرك عظمة هذا اليوم.
ووقع البطاركة الثلاثة على بيان مشترك من ثلاث نسخ، لتأسيس الوحدة الإيمانية، وطلب البابا شنودة بدء مرحلة جديدة في العلاقات بين الكنيستين القبطية والإثيوبية.
من ناحية أخرى ، رفض الأنبا بطرس فهيم ، نائب بطريرك الكاثوليك، التعليق علي تصريحات البابا شنودة، التي ذكر فيها أن بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر جرح المسيح والمسيحيين، وخسر المسلمين. وقال فهيم: من الأفضل عدم الرد علي هذا الكلام، لأن الدخول في مهاترات ليس من سمات الكنيسة الكاثوليكية، التي أصدرت بياناً أكدت فيه أنها تحترم الجميع، ولا تكفر أحداً.
وأضاف: من يرد الاكتفاء بهذا الكلام فليكتف، ومن يرد المزايدة فليكن علي حسابه ، لأن الكنيسة الكاثوليكية أسمي من أي مزايدة ، ولا يمكن أن تهتز بهذا الكلام ، ولسنا مطالبين بتقديم أي توضيح أو إظهار حسن النوايا لأحد.
ونشرت الصحف الخبر هذا فقالت :
جريدة الوطني اليوم النصرانية

التاريخ: 10 يوليو 2007 ، العدد: 55 ، السّنة: 2
بعد أقل من عام على الأزمة التي وقعت بين الكنيسة الأرثوذكسية المصريّة والكاثوليكية، إثر هجوم الانبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس على الكنائس الأخرى في مؤتمر«تثبيت العقيدة» بالفيوم واتهامه لها بالكفر.
عادت أجواء القلق من جديد، بعد أن أعلنت وكالة أنباء «آي ميديا» اعتزام بابا الفاتيكان نشر وثيقة «دومينوس يزوس» التي تؤكد أن كنيسة المسيح الوحيدة هي الكنيسة الكاثوليكية، وأنها دون غيرها تمتلك جميع وسائط الخلاص.
من جانبه قال الانبا يوحنا قلته نائب بطريرك الكاثوليك في مصر، إن الحديث حول مضمون وثيقة «دومينوس يزوس» سابق لأوانه، مؤكدا أن حديث البابا بنديكت السادس عشر حول وحدة الكنيسة وتجسد المسيح فيها وأن الإيمان واليقين موجود فقط في الكنيسة الكاثوليكية أمر ليس بجديد.
أكد قلته إن كل دين يعتبر نفسه على حقّ ، وكل مذهب يعتبر نفسه على حق ّ، وأن الأرثوذكس يعتبرون أنفسهم عمود الحقّ ، وكذلك الانجيليون واليهود والمسلمون وتساءل: ما الجديد الذي جاء به البابا بنديكت السادس عشر؟
وطالب بإسقاط النقاش الفارغ والحوارات الهدّامة حول الأديان ، لأنّ لكلّ فرد حقّ الإيمان والاعتقاد ، وهو في ذهنه الحق المطلق ، وقال علينا أن ندرك أن أسلوب البابا بنديكت السادس عشر يختلف عن يوحنا بولس الثاني الذي كان يخاطب قلوب البشر، بينما البابا بنديكت السادس عشر يخاطب عقول وفلسفة البشر.
من جانبه قال الانبا بسنتي أسقف حلوان والمعصرة: نحن نتعامل مع الكنيسة الكاثوليكية ونعترف بها، وأن الحديث عن أن الكاثوليك كنيسة ونحن لسنا كنيسة، كلام غير مقبول.
وأوضح بسنتي أن الكنيسة الأرثوذكسية وقعت اتفاقية مع الكنيسة الكاثوليكية عام 1970 في عهد البابا يوحنا بولس الثاني، وأكدت علي وجود كنيستين وليس كنيسة واحدة، وأن قداسة البابا شنودة التقي في الماضي بأحد القيادات الكاثوليكية، وقد سأله الأخير: هل نحن الكاثوليك مسيحيون؟ فرد عليه قداسة البابا، بأن الكاثوليك مسيحيون لكنكم في دائرة مغلقة، ونحن الأرثوذكس مسيحيون لكن في دائرة أخري مغلقة، وعلينا جميعا أن نفتح الدائرتين علي بعضهما لتحديد نقاط الاختلاف والاتفاق.
وأكد بسنتي أن الحوار الذي تم مع الكنيسة الكاثوليكية وباقي الطوائف المسيحية أسفر عن الاتفاق حول بعض الأمور الدينية ومنها التثليث والتوحيد، وأن المسيح مات وقام وسوف يأتي في النهاية لمجازاة الناس.
وكشف بسنتي عن نقاط الاختلاف مع الكنيسة الكاثوليكية والتي حصرها في 3 أمور رئيسية وهي انبثاق الروح القدس والمطهر والحبل بلا دنس.
استبعد الأنبا بسنتي وجود علاقة بين توقيت إعلان الوثيقة ومرض البابا شنودة لكنه أكّد أنّ الكنيسة الارثوذكسية ليست رافدا من روافد الكنيسة الكاثوليكية ، وأنّها منذ أن تمّ وضع كرسها والكرازة لها وهي كنيسة مستقلة.
وأكد أن الكنيسة الأرثوذكسية لا تكفر أحد من المسيحيين وتعتبر جميع المسيحيين في العالم يجمعهم الإيمان بالسيد المسيح وأن الفروق بينهم يمكن احتواؤها.

وفي جريدة المصري اليوم النصرانيّة ٢٨/٧/٢٠٠٧ م عن مقالة بعنوان:
" تصريحات البابا شنودة حول القديس بطرس تثير غضب الكاثوليك "
أثار نفي البابا شنودة خلال موعظته الأسبوعيّة يوم الأربعاء الماضي ، أن يكون بطرس الرّسول رئيساً لتلاميذ المسيح ، استياء وردود أفعال غاضبة لدى الطائفة الكاثوليكية.
وأكد الأنبا بطرس فهيم نائب بطريرك الكاثوليك، أن بطرس هو رئيس الرسل ولا يشكك في ذلك سوي البابا شنودة، مشيراً إلي أن الأخير يعتمد علي عدم وجود نص في الإنجيل يذكر ذهاب بطرس إلي روما.
وأرجع فهيم ذلك إلى أن الإنجيل كتب في وقت محدد، ولم يكن يهتم بالأماكن التي ذهب إليها الرسل، ولم يشر إلا إلى أماكن ذهاب بولس وقد وردت في رسائله الشخصية وليس في الإنجيل.
وقال فهيم: هناك ١١ رسولاً لم يذكرهم الإنجيل فلماذا يضع البابا شنودة بطرس وحده في دماغه؟!، موضحا أنه لو تم القياس علي أسانيد البابا فلا يمكن إثبات أن القديس مرقس جاء إلي مصر أو أنه من تلاميذ المسيح الاثني عشر.
الأب رفيق جريش المتحدث الإعلامي باسم الكنيسة الكاثوليكية إلي أن القديس بطرس هو رئيس الرسل، وإلا ما معني أن يقول له المسيح «ارع خرافي وأنت صخرة الإيمان التي عليها أبني كنيستي».
وقال جريش إن هذا النقاش لا فائدة منه والكاثوليك قبلوا التقليد الكنسي الذي يقول إنّ القديس مرقس جاء إلي مصر وأسّس الكنيسة الأرثوذكسية رغم عدم وجود دليل بالكتاب المقدس ، أو التاريخ يشير إلى ذلك إضافة إلى أن مرقس كان تلميذ تلميذ ولم يكن من تلاميذ المسيح.
ومن جانبه ، قال الأنبا موسي أسقف الشباب بالكنيسة الأرثوذكسية إن الهدف من جعل بطرس رئيساً للرسل هو سعي روما لأن تكون الكنيسة الأولي، وبالتالي يصبح بابا الفاتيكان في مرتبة أعلي من رؤساء الكنائس الأخرى.
من ناحية أخرى أصدرت طائفة الأقباط الأدفنتست بياناً انتقدت فيه نص مشروع القانون الموحّد للأحوال الشخصية للأقباط ، واعترضت في بيان أصدرته أمس الأوّل علي المادة ١١٣ التي تجيز لأيّ من الزوجين طلب الطلاق إذا ترك الزوج الآخر المسيحية أو اعتنق مذهباً لا تعترف به الكنائس المسيحية المصرية.

وفي جريدة وطني النصرانية : 29/7/2007م السّنة 49 عن مقالة بعنوان [ البابا‏ ‏في‏ ‏لقاء‏ ‏الأربعاء‏: قداسة‏ ‏البشر‏ ‏وكمال‏ ‏الله ] متابعة ‏- ‏مرجريت‏ ‏عادل‏:

بطرس‏ ‏الرّسول‏ ‏والكاثوليكية
في‏ ‏سؤال‏ ‏بعثه‏ ‏أحد‏ ‏الحاضرين‏ ‏لقداسة‏ ‏البابا‏ ‏للاستفسار‏ ‏عن‏ ‏الآية ‏- ‏التي‏ ‏يستند‏ ‏إليها‏ ‏الكاثوليك‏ -‏ والتي‏ ‏وردت‏ ‏في‏ ‏آخر‏ ‏إنجيل‏ ‏يوحنا‏ ‏حيث‏ ‏قال‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏لبطرس :«ارع‏ ‏غنمي » وكرّر‏ ‏تلك‏ ‏العبارة‏ ‏ثلاث‏ ‏مرات‏,‏أكد‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏أن‏ ‏بطرس‏ ‏أنكر‏ ‏المسيح‏ ‏ثلاث‏ ‏مرات‏ ‏وقد‏ ‏قال‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏قبلا :« من‏ ‏ينكرني‏ ‏قدّام‏ ‏الناس‏ ‏أنكره‏ ‏أمام‏ ‏أبي » لذلك‏ ‏كان‏ ‏بطرس‏ ‏خائفا‏ ‏ولهذا‏ ‏السّبب‏ ‏أراد‏ ‏السّيّد‏ ‏المسيح‏ ‏أن‏ ‏يطمئنه‏ ‏لذلك‏ ‏قال‏ ‏له:«ارع‏ ‏خرافي » أي‏ ‏أنك‏ ‏رسولي‏ ‏وأنا‏ ‏أئتمنتك‏ ‏علي‏ ‏شعبي‏ ‏أن‏ ‏ترعاه‏,‏وحينما‏ ‏قال‏ ‏الرّبّ‏ ‏يسوع‏ ‏لبطرس:«أتحبني‏ ‏أرع‏ ‏خرافي » كانت‏ ‏كلماته‏ ‏تحمل‏ ‏أيضا‏ ‏عتابا‏ ‏وبهذا‏ ‏لا‏ ‏تعني‏ ‏الآية‏ ‏أن‏ّ ‏الشعب‏ ‏الذي‏ ‏بشره‏ ‏بطرس‏ ‏هو‏ ‏وحده‏ ‏شعب‏ ‏الله‏ ‏أو‏ ‏خرافه‏.

فجاء ردّ الكاثوليك أيضاً وعبر الصّحف طالما صعدتم الأمر للإعلام فتناقلت الجرائد هذا الخبر :
الفاتيكان يستعدّ لنشر وثيقة تؤكّد أن الكاثوليكيّة هي الكنيسة الوحيدة للمسيح.. وتمتلك جميع وسائط الخلاص
جريدة المصري اليوم ٨/٧/٢٠٠٧م
قالت وكالة أنباء «آي ميديا» إنّ الفاتيكان ، يستعدّ مجدّدا لنشر وثيقة تؤكّد أنّ كنيسة المسيح الوحيدة هي الكنيسة الكاثوليكية وأنها- دون غيرها- تمتلك جميع وسائط الخلاص.
وأشارت الوكالة المتخصصة في تغطية أخبار الفاتيكان إلي أن الوثيقة ستصدر، بعد غد الثلاثاء عن مجمع العقيدة والأديان، وتؤكد مجدّدا إعلان «دومينوس يزوس»، الذي صدر عام ٢٠٠٠ ، تحت مسؤولية البابا بنديكت السادس عشر، والذي كان يرأس المجمع آنذاك.
وقالت صحيفة آل جورنالي في تقرير نشرته أمس الأول «إن إعلان «دومينوس يزوس»، قد أثار عاصفة من الانتقادات من جانب الطوائف المسيحية المختلفة، خصوصا البروتستانتية، لتأكيده أنه لا يوجد سوي مسيح واحد وكنيسة رسولية واحدة هي الكاثوليكية.
من جانبها ، شنت قيادات أرثوذكسية وإنجيليّة ، هجوما حادّا على بابا الفاتيكان ، بسبب الوثيقة ، مؤكّدة أنّ هذا الإعلان يحمل دعوة صريحة ، لتحقير الآخر ، ويعكس فكرا رجعيّا يعيد المسيحيّين إلى عصور الظلام.
واتهمت القيادات المسيحيّة البابا بنديكت السّادس عشر بالازدواجية في التعامل والتعصب والالتفاف على الذات، علي عكس سابقه يوحنا بولس الثاني، الذي كان يتحلي بالتسامح وقبول الآخر وطالبت الكاثوليك المصريين بتحديد موقفهم من الإعلان. وطلب القمص مرقس عزيز كاهن الكنيسة الأرثوذكسية المعلقة من بابا الفاتيكان الكف عن الهزل والإفاقة من الغيبوبة، والالتفات إلي إصلاح الأخطاء، التي وقعت فيها كنيسته.
وقال عزيز: أنصح بنديكت السادس عشر بألا يكون ألعوبة في يد الشيطان وأن «يبقي الطابق مستور».
إعلان «دومينوس يزوس»: الكنائس الأخري محرومة من وسائط الخلاص ولم تنل شيئاً من «كنيسة المسيح»

نص إعلان «دومينوس يزوس»

جريدة المصري اليوم ٨/٧/٢٠٠٧
حصلت «المصري اليوم» على نصّ إعلان «دومينوس يزوس» ، والذي يقول في فصله الرّابع تحت عنوان «مدينة ووحدة الكنيسة» إنّ المسيح لم يبن فقط مجتمعاً من الأتباع، ولكنه أسّس كنيسة، وتجسّد بنفسه فيها وتجسّدت فيه، لذا لا يمكن فصلهما.
ويضيف الإعلان أنه للأسباب السّابقة وللعلاقة الوثيقة بين عالمية وسائط الخلاص للمسيح ووحدة الكنيسة التي أسّسها بنفسه، فإنه يجب أن يكون هناك إيمان ويقين بأنّ كنيسة المسيح موجودة فعليّاً وحصريّاً في الكنيسة الكاثوليكية، ولأنه لا يوجد سوى مسيح واحد ، فبالتالي لا يوجد سوى جسد واحد له، ولا توجد سوى كنيسة رسوليّة واحدة هي الكنيسة الكاثوليكية ، وحسبما يقول الرّب فإنّ المسيح لن يترك الكنيسة ولكنه سيرشدها بروحه وهذا يمثل ، حسب العقيدة الكاثوليكية ، حقيقة واحدة ، وهي أنّ وحدة الكنيسة لا يمكن أن تتأثر أو تتغير.
وتؤمن العقيدة الكاثوليكية - حسب إعلان دومينوس يزوس - بأن هناك امتداداً تاريخياً مستمراً وخلافة رسولية بين الكنيسة التي أسسها المسيح والكنيسة الكاثوليكية.. الكنيسة الوحيدة للمسيح التي صمدت في كل العصور كدعامة رئيسية للحقيقة.
ويشير الإعلان إلي أن المجلس الثاني للفاتيكان يريد ترسيخ حقيقتين واضحتين، الأولي أن كنيسة المسيح برغم الانشقاقات والانقسامات الموجودة بين المسيحيين مستمرة وموجودة فقط في الكنيسة الكاثوليكية.
والحقيقة الثانية أنه بعيداً عن هيكل وقوام الكنائس والجماعات الكنسية الأخري، فإن عدداً من عناصر الحقيقة والقدسية يمكن أن يوجد في هذه الكنائس، بالرغم من عدم اتساقها الكامل مع الكاثوليكية، لكن ومع الاحترام الكامل - حسب نص الإعلان - فإنه يجب الإقرار بأن هذه الكنائس فقدت فاعليتها من النعمة الإلهية والحقيقة الكلية التي تختص بها الكنيسة الكاثوليكية.
انطلاقاً من هذا ، وكما يشير إعلان «دومينوس يزوس» ، فإن كنيسة المسيح موجودة فقط في الكنيسة الكاثوليكية ، والتي يحكمها خليفة المسيح وأتباعه ، أما باقي الكنائس ، وإن كانت لا تتمع بالحقيقة الكاملة ولا تتوحد بالكامل مع الكاثوليكية ، فإنها تظل مرتبطة بها بصلات وثيقة ، وتتمثل فيها أيضاً كنيسة المسيح حتي لو لم تقبل بالعقيدة الكاثوليكية كمذهب وسلطة.
ويوضح الإعلان أنه غير مسموح في العقيدة المسيحية بتصوّر أن كنيسة المسيح تمّ توزيعها على الكنائس التي ظهرت عبر الانشقاقات التي حدثت علي مر التاريخ المسيحي، كما لا يمكن قبول فكرة أنه لم تكن هناك كنيسة من الأساس للمسيح.
ويؤكد أنّ الدين المسيحي يشدد على حقيقة واحدة ، وهي أن جميع عناصر كنيسة المسيح موجودة متوحّدة في كيان واحد هو الكنيسة الكاثوليكية ، وهذه العناصر غير متوفّرة في الجماعات الكنسية الأخري.
ويقول الإعلان استناداً إلى ذلك: فإنه ، في ظل إيماننا الكامل بوجود عيوب في الكنائس والجماعات الأخرى، فإنها في كل الأحوال محرومة من أسرار الخلاص، لأن روح المسيح عزفت عن استخدامها كوسائط للخلاص، ووضعت كل النعمة الإلهية والحقيقة المجردة في الكنيسة الكاثوليكية.
هجوم «أرثوذكسي-إنجيلي» على الفاتيكان بسبب وثيقة «الكنيسة الوحيدة».. واتهامات لـ«بنديكت» بالتعصب والازدواجية
جريدة المصري اليوم ٨/٧/٢٠٠٧
شنت قيادات أرثوذكسية وإنجيلية هجوماً حاداً على بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر، بسبب الإعلان عن عزم الفاتيكان نشر وثيقة تؤكد مجددا أن كنيسة المسيح الوحيدة هي الكنيسة الكاثوليكية، مؤكدة أن هذا الإعلان يحمل دعوة للتقليل من الآخر، ويعد فكراً رجعياً يعيد المسيحيين إلى عصور الظلام.
واتهمت القيادات المسيحية البابا بنديكت السادس عشر بالازدواجية والتعصب والالتفاف علي الذات، بعكس سابقه البابا يوحنا بولس، الذي كان يتحلي- حسب قولهم- بالتسامح وقبول الآخر، مطالبين الكاثوليك المصريين بتحديد موقفهم من إعلان بابا الفاتيكان.
وصف القمص مرقس عزيز كاهن الكنيسة المعلقة الإعلان الفاتيكاني بأنه نوع من الهزل يدل علي أن صاحبه يحيا في غيبوبة، داعيا إلي عدم الالتفات إلي مثل هذا الكلام.
وقال عزيز: لا أريد التحدث عن مدى الانحراف الذي وقعت فيه الكنيسة الكاثوليكية «خلي الطابق مستور»، بدلا من فتح الجراح القديمة، داعيا إلي ضرورة لم الشمل المسيحي، وألا يكون بنديكت «ألعوبة في يد الشيطان»، حسب قوله.
وأكد القمّص عبد المسيح بسيط كاهن الكنيسة الأثرية بمسطرد، أن كل التصريحات التي صدرت عن الفاتيكان منذ تولي البابا بنديكت الكرسي البابوي مثيرة للجدل.
وقال بسيط: بمقارنة بنديكت بالبابا شنودة الثالث «بابا الإسكندرية ورئيس طائفة الأرثوذكس»، يتضح الفرق الشاسع بين كل كلمة تخرج من البابا شنودة وتكون محسوبة وواضحة، شخص كل تصريحاته تثير المشاكل مع ملايين البشر.
ونفى بسيط أن تكون الكنيسة الأرثوذكسية منبثقة أو منشقة عن الكاثوليك، وقال: ما حدث في مجمع فلقدونيا عام ٤٥١ م كان سببه سياسياً، نتيجة حقد كنيسة روما الموجودة في العاصمة نفسها علي كنيسة الإسكندرية، التي كانت تقود العالم المسيحي وقتها.
وأوضح أن الكاثوليك يبنون كلامهم علي تفسيرهم الخاطئ لآية الإنجيل الموجودة في «متى ١٦»، بأن بطرس الرسول صخرة الكنيسة، في حين أن المسيح كان يقصد الإيمان بصخرة الكنيسة.
وأوضح القس رفعت فكري «راعي الكنيسة الإنجلية بأرض شريف» أن أي شخص يزعم امتلاكه للخلاص فهو شخص واهم وأي كنيسة تدعي أنه طريق الخلاص الوحيد تعتبر كنيسة خاطئة.
وأشار فكري إلي أن الفاتيكان بهذه الآراء عاد إلي عصور الظلام، بعد أن كان الكاثوليك قد نبذوا هذا الفكر الرجعي في المجمع الفاتيكاني الثاني عام ١٩٦٢، وأوجد هذا المجمع مساحة من الحرية وخدمة الإنسان.
وأكد فكري أن كل الكنائس لم تخرج من رحم الكاثوليكية، وظهور الإصلاح الإنجيلي نتيجة للفساد، الذي شاب الكنيسة الكاثوليكية في أوروبا خلال العصور الوسطي لا يعني الإنجيليين من الكنيسة الكاثوليكية، معتبراً أن هذا الكلام تعصباً وردة للخلف.
وأشار إلي وجود ازدواجية في التعامل لدي الفاتيكان وعدم اتفاق مع الذات، مستنكراً ما يخرج عن الفاتيكان من تصريحات أثارت من قبل المسلمين، مما جعله يعيد لجنة حوار الأديان لدراسة التعايش السلمي بين أصحاب الديانتين، ولكنه في الوقت ذاته أعلن رفضه المختلفين معه مذهبياً.
وأبدى الدكتور القس إكرام لمعي «رئيس لجنة الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية» اندهاشه من الكلام الصادر عن الفاتيكان، مشيراً إلي أن إعلان كل كنيسة عن أنها صاحبة طريق الخلاص الوحيد أصبحت ظاهرة. وأرجع لمعي هذا الفكر إلي التطرف والتعصب الذي يجتاح العالم كله سواء المسيحي أو الإسلامي، مشيراً إلي أن شخصية البابا بنديكت السادس عشر «بابا الفاتيكان الحالي» تتسم بشيء من التعصب والجمود علي عكس سابقه البابا يوحنا بولس، الذي كان يتحلي - حسب قوله - بروح المحبة والتسامح وقبول الآخر.
وأكد الدكتور القس أندريه زكي، نائب رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر أن كلام الفاتيكان يعبر عن وجهة نظر ضيقة، لأن الذي يدعي أنه يملك الحقيقية المطلقة بمفرده، فهو غافل فلا يوجد أحد يمتلك المطلق. واستنكر زكي الإعلان الفاتيكاني، معتبراً إياه دعوة للتقليل من الآخر، والهجوم والحكم عليه.
وحذر من أنّ الكنائس الأخري يمكنها أيضاً أن تعتبر الكنيسة الكاثوليكية لا تمثل المسيحية، مشيراً إلي أن الإصلاح الإنجيلي هو رد الفعل الإيجابي لهذه النظريات الخاطئة.
ودعا زكي كاثوليك مصر إلي تحديد موقفهم من هذه الوثيقة الفاتيكانية التي وصفها بـ«الظالمة».
كذلك لا بد أن لا ننسى الحرب بين الكاثوليك مع البروتستانت في ايرالندا الم يقتل الكاثوليك في باريس 5 آلاف بروتستانتي ملحمة سان بارتلمى الم يقتل الكاثوليك الارثوذكس ايام الحروب الصليبية .
وهؤلاء الكاثوليك من ألد أعداء أمة الإسلام ومهندسي الحروب الأخيرة على الإسلام وأهله في شتى البقاع فمنهم :
القس جيري فالويل والقس بات روبرتسون قساوسة امريكاوالرئيس بوش الذي يصف المسلمين بالفاشية يقومون بالسب والشتم على المسلمين وعلى نبي المسلمين والرسوم الكاركتورية ويقومون باعلان الحرب على الإسلام باسم الحرب على الارهاب.

وهذا هو معتقدهم في الإسلام وأهله :
المسلم كافر وفق رؤية الكنيسة الكاثوليكية.

Infidel (literally "one without faith") is an English word meaning "one who doubts or rejects central tenets of a religion or has no religious beliefs", especially in reference to Islam.
In Christianity the term was traditionally used by the Roman Catholic Church to refer to one who did not believe in the divinity of Jesus, knowingly held beliefs that contradicted Catholic dogma, or one who had not been baptized,[6][7] or by Christians in general to describe non-Christians or those perceived as enemies of Christianity, including Muslims.[4][8] Current English speaking Catholic ecclesiastical usage however distinguishes between non-Christians and non-believers (persons without religious affiliations or beliefs).

وبعد هذا كله ألم تتأكدوا من قول الحق جل في علاه لما أخبرنا بهذا فقال : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}البقرة/113
وقالت اليهود: ليست النصارى على شيء من الدين الصحيح ، وكذلك قالت النصارى في اليهود وهم يقرؤون التوراة والإنجيل ، وفيهما وجوب الإيمان بالأنبياء جميعًا. كذلك قال الذين لا يعلمون من مشركي العرب وغيرهم مثل قولهم ، أي قالوا لكلّ ذي دين: لست على شيء ، فالله يفصل بينهم يوم القيامة فيما اختلفوا فيه مِن أمر الدين ، ويجازي كلاّ بعمله.

وقال تبارك في علاه : {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }البقرة120
ولن ترضى عنك - أيّها الرّسول - اليهود ولا النصارى إلاّ إذا تركت دينك واتبعتَ دينهم . قل لهم: إنّ دين الإسلام هو الدّين الصّحيح . ولئن اتبعت أهواء هؤلاء بعد الذي جاءك من الوحي ما لك عند الله مِن وليّ ينفعك ، ولا نصير ينصرك. هذا موجه إلى الأمّة عامّة وإن كان خطابًا للنبيّ صلى الله عليه وسلم.

الفصل السّادس

أهل المودّة من القساوسة وأتباعهم

كثير من المضلـّلين إعلاميّاً يستشهد عليك ويهاجمك ويدينك بهذه الآية وهم ما فهموا قراءة الجريدة فضلاً عن أن يفهموا كلمات الله.
لو قلت أمام أحدهم أنّ النصارى هم كفار ردّ عليك مغلظاً في صوته وماذا تقول في قول الله تعالى} : لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ{ المائدة/82
لتجدنَّ -أيّها الرّسول- أشدَّ النّاس عداوة للذين صدَّقوك وآمنوا بك واتّبعوك، اليهودَ ، لعنادهم وجحودهم وغمطهم الحقّ ، والذين أشركوا مع الله غيره ، كعبدة الأوثان وغيرهم ، ولتجدنَّ أقربهم مودّة للمسلمين الذين قالوا: إنّا نصارى ، ذلك بأن ّمنهم علماء بدينهم متزهـّدين وعبَّادًا في الصّوامع متنسّكين ، وأنهم متواضعون لا يستكبرون عن قَبول الحقّ، وهؤلاء هم الذين قبلوا رسالة محمّد صلّى الله عليه وسلّم ، وآمنوا بها.
لقد ذكرت الآية كاملة وبقراءة سليمة إن شاء الله ولكن المجادل لك لا يعرف قراءتها ولا النـّطق بأحرفها فضلاً عن تدبّرها وحفظها
فهنا نقول وكما جاء في تفسير الآية أنّ من النّصارى في جميع الأزمان عقلاء متواضعون لا يستكبرون عن قبول الحقّ حسب الحقبة التّاريخية التي يحيونها ويعيشون بها وهؤلاء عندما يفرغون من قراءة الأناجيل على تنوّعها واختلافها وقصّها ولصقها وتحريفاتها تجدهم يتّجهون لمزيد من الدّراسة ومقارنة بين العقائد المختلفة، والنصرانيّ بطبيعة مطالعته للعهد القديم عرف عقيدة يهود وما جاء في كتبهم الظنية وأسفارهم الغرائزيّة البهيمية إذ يدعو ربّهم نساء مـلـّتهم للنظر لعورة الحمير ومنيّ الخيل فربّهم شبّه لهم أمورا ليتعرّفوا عليها وليتدبّروها ولا يهملوها وهذا هو السّرّ الذي عرّفني عشق المرأة النّصرانيّة للنظر ولاستعمال عورة الخيول ، ألم يأتي هذا في كتابهم المكدّس ؟!!!
فهل يدعوهم ربّهم لحم الحمير أم عورة الحمير؟..
إليكم النّصّ التّالي من سفر حزقيال 23/17 ـ21 :
1ـ ترجمة الفاندايك:[17فَأَتَاهَا بَنُو بَابِلَ فِي مَضْجَعِ الْحُبِّ وَنَجَّسُوهَا بِزِنَاهُمْ، فَتَنَجَّسَتْ بِهِمْ، وجَفَتْهُمْ نَفْسُهَا. 18وَكَشَفَتْ زِنَاهَا وَكَشَفَتْ عَوْرَتَهَا، فَجَفَتْهَا نَفْسِي، كَمَا جَفَتْ نَفْسِي أُخْتَهَا. 19وَأَكْثَرَتْ زِنَاهَا بِذِكْرِهَا أَيَّامَ صِبَاهَا الَّتِي فِيهَا زَنَتْ بِأَرْضِ مِصْرَ. 20وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ الَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ. 21وَافْتَقَدْتِ رَذِيلَةَ صِبَاكِ بِزَغْزَغَةِ الْمِصْرِيِّينَ تَرَائِبَكِ لأَجْلِ ثَدْيِ صِبَاكِ.].
هذا النّصّ يوضّح بجلاء أنّ الهانم ارتكبت فاحشة الزّنا علنيّة (18 وَكَشَفَتْ زِنَاهَا).. وتباهت بعورتها الفريدة..(وَكَشَفَتْ عَوْرَتَهَا)..و..(19َأَكْثَرَتْ زِنَاهَا)..و..( 20وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ).. الَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ...
وحتّى لا يتّهمني أحد بأنني أتلاعب في النّصّ ويقول لي: من أين أتيت بشرحي هذا وأنها تباهت بعورتها الفريدة ؟.. النّصّ يقول ..(وَكَشَفَتْ عَوْرَتَهَا)..والتعرّي غير التّباهي..ولن أقول لماذا كشفت؟.. ماهي الحكمة من كشفها لعورتها؟؟..لا ..لن أتعرّض لهذا أبداً..ومن يتحدّث بهذه الطـّريقة ألتمس له عذراً.
وللتّوضيح فقط أقول أنني قد استنبط المعنى بمقابلة نصّين من كتابين:
النّصّ الأوّل التّرجمة الأصليّة ـ ترجمة الفاندايك والبستانيّ ـ والتي يتباهى بها النّصارى في كلّ أنحاء العالم ، والنّصّ الثاني من ترجمة كتاب الحياة والذي يقول فيه:..
( وَتَبَاهَتْ بِعَرْضِ عُرْيِهَا)..نحذف كلمة (عُرْيِهَا)..ونستبدله بالكلمة المقابلة من النّصّ السّابق..(وَكَشَفَتْ عَوْرَتَهَا)..ويصبح المعنى السّليم :..( وَتَبَاهَتْ بِعَرْضِ عَوْرَتَهَا)..
عموماً هذا ليس هو بيت القصيد وإنّما بيت القصيد مرجعه الفقرة التالية:
[20وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ الَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ]..
هذه الفقرة غير مستقيمة المعنى..لماذا ؟..
لأنها حينما أكثرت من زناها..( 20وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ)..يستحيل أن تعشقهم لأنّ ..( لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ)..استحالة.. لأنّ لحم الحمير غير مشتهى على الإطلاق وتعافه النفس.
ولكن من المناسب هنا أن يكون عشقها من أجل أنّ عورتهم التي هي (كَعَوْرَةِ الْحَمِيرِ) و(مَنِيُّهُمْ).. على كثرته.. يجب أن يكون..(كَمَنِيِّ الْخَيْلِ)..
هذا التّحليل المنضبط والفهم العميق للكلام المقدّس جدّاً يجعلنا ألاّ نجتهد مع النّصّ لأنه مقدّس ولكننا نجتهد في النّصّ، لأنّ هذا الأمر مرجعه لأفهامنا وعقولنا الضيّقة ..
المهمّ..
أن ّالقائمين على حماية الكتاب المقدّس الجدد قاموا بتعديل النّصّ طبقاً للتّسلسل المنطقي ّالسّابق فأبدلوا لحم الحمير بعورة الحمير كالتالي فلا تزعل عزيزي القارئ:
ترجمة كتاب الحياة:[ فَأَقْبَلَ إِلَيْهَا أَبْنَاءُ بَابِلَ وَعَاشَرُوهَا فِي مَضْجَعِ الْحُبِّ وَنَجَّسُوهَا بِزِنَاهُمْ. وَبَعْدَ أَنْ تَنَجَّسَتْ بِهِمْ كَرِهَتْهُمْ. 18وَإِذْ وَاظَبَتْ عَلَى زِنَاهَا عَلاَنِيَةً، وَتَبَاهَتْ بِعَرْضِ عُرْيِهَا، كَرِهْتُهَا كَمَا كَرِهْتُ أُخْتَهَا. 19وَمَعَ ذَلِكَ أَكْثَرَتْ مِنْ فُحْشِهَا، ذَاكِرَةً أَيَّامَ حَدَاثَتِهَا حَيْثُ زَنَتْ فِي دِيَارِ مِصْرَ. 20فَأ ُولِعَتْ بِعُشَّاقِهَا هُنَاكَ، الَّذِينَ عَوْرَتُهُمْ كَعَوْرَةِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ. 21وَتُقْتِ إِلَى فُجُورِ حَدَاثَتِكِ حِينَ كَانَ الْمِصْرِيُّونَ يُدَاعِبُونَ تَرَائِبَ عِذْرَتِكِ طَمَعاً فِي نَهْدِ حَدَاثَتِكِ. عقوبة أُورشليم22لِذَلِكَ يَا أُهُولِيبَةُ، هَذَا مَا يُعْلِنُهُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَا أَنَا أُثِيرُ عَلَيْكِ عُشَّاقَكِ الَّذِينَ جَفَتْهُمْ نَفْسُكِ، وَآتِي بِهِمْ عَلَيْكِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ.].
أيوه كده..كده صح..موش تقول لي لحم وبتاع ..لأ.. الكلام عن العورات يبقى على العورات عورة الست ..(وَكَشَفَتْ عَوْرَتَهَا)..يقابلها رجال (عَوْرَتُهُمْ كَعَوْرَةِ الْحَمِيرِ)..وكلّ هذا بأمر من الرّب ّالقدير لأنّها يا ولداه حينما جفتهم نفسها وأرادت أن تتوب، نجد التّعليق التالي من الرّبّ القدير:[ هَذَا مَا يُعْلِنُهُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَا أَنَا أُثِيرُ عَلَيْكِ عُشَّاقَكِ الَّذِينَ جَفَتْهُمْ نَفْسُكِ، وَآتِي بِهِمْ عَلَيْكِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ.].ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله..
هذا هو الرّبّ الذي سيتّبعه عقلاء النّصارى وحكماؤهم ؟!!!
بالطـّبع لن يسجدوا لهكذا إله أبداً ولن يرتضوا به معبوداً صمدا
ولهذا المثل والأمثال لا حصر لها تجد من ينشد الحق ّمنهم يرفض هذا الشذوذ وهذا السّفه فيتحوّل بين الملل النّصرانية فيترك الأرثوزكسية ويذهب للكاثوليكية ويتركها ويذهب للإنجيلية والبروتستينية والأرمينية وشهود يهوه والسّبتيّين والطـّوائف لا حصر لها ولا نهاية وكلـّها لا حقّ عندها لملهوف مثله فيبحث في الدّين الذي تربّيت العداوة له في قلبه مع مراحل عمره وهو الدّين الحقّ وصراط الله المستقيم فيجد هذا الحقّ في بداية قوله بسم الله الرّحمن الرّحيم .
فهؤلاء هم الذين عنتهم الآية ووصفتهم بالمودّة فمودّتهم ومحبّتهم ما هي إلا للحقّ واعرف الحقّ تعرف أهله وأحبّ الحقّ تحبّ أهله وقل بالحقّ تكن من أهله ومن الأمثلة على هذا كثيرة.. فنظرا لما للإسلام من فضائل عظيمة على أهل الكتاب والذين من خلال كلماته الفصل لأمور جليلة أذعن الكثير لله عزّ وجلّ وأعلنوا إسلامهم فكان إسلامهم نصرا للإسلام وللمسلمين لمكانة هؤلاء الذين اسلموا ونرجو أن تكون العبرة لغيرهم.

1- - قصّة إسلام ثاني أكبر قسّيس في غانا

أخذوه طفلا فقيرا معدما يلبس الرّثّ من الثـّياب ، بالكاد يجد لقمة يومه ، ربّوه في ملاجئهم ، درّسوه في مدارسهم ، ما إن لحظوا منه نباهة حتّى جعلوه من أولويّات اهتماماتهم ، كان يتميّز بذكاء حادّ ونظرة ثاقبة في سنّ مبكّرة من حياته ، سرعان ما شقّ طريقه في التّعليم ، حتى نال أكبر الشّهادات بالطـّبع كان ذلك مقابل دينه الذي يعرف انتماءه له ، لكنه تلفـّت يمنة ًويسرة ًفي وقت العوز والحاجة فما وجد أحدا إلا المنفـّرين - أعني المنصّرين أو من يسمّون أنفسهم بالمبشـّرين – أصبح قسّيسا لامعا في بلده.
وذات يوم إذ أراد الله هدايته ، أخذ يتساءل: أنا لم أترك ديني لقناعة في الدّيانة النّصرانيّة ، وإنما الجوع هو الذي قادني ، والحاجة هي التي دفعتني ، والعوز هو الذي ساقني ، وعلى الرّغم من رغد العيش الذي أنا فيه ، والرّفاهية التي أتمتّع بها إلا ّأنني لم أجد الانشراح ولم أشعر وأنعم بالرّاحة والسّعادة والطـّمأنينة إذ ما فتئت أقلق من المصير بعد الموت ، ولم أرس على برّ أمان أو قاعدة صلبة تريح الضّمير حول ما في الآخرة من مصير.
لماذا لا أتعرّف على الإسلام أكثر؟ لماذا لا أقرأ القرآن مباشرة بدلا من الاكتفاء بمعلوماتي عن الإسلام من المصادر النّصرانية التي ربّما لم تعرض الإسلام بصورته الحقيقيّة؟
وهنا شرع يقرأ القرآن ويتأمّل ويقارن ، فوجد فيه الانشراح والاطمئنان ، وانفرجت أساريره وعرف طريق الحق وسبيل النور { قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم }
هنا اتّخذ قراره الحاسم وعزم على التّصدّي لكلّ عقبة تحول دون إسلامه ، تـُرى ماذا فعل؟
لقد عمل بالمثل القائل الباب الذي يأتيك منه الرّيح افتحه وقف في وجهه..!!
فذهب إلى الكنيسة وقابل الرّجل الأوّل فيها القسّيس الأوروبي الكبير عندهم ، وأخبره بقراره ، فظنّ أنه يمزح أو أنه هكذا أراد أن يقنع نفسه لكنه أكّد له أنّه جادّ في رغبته هذه ، فجنّ جنون الرّجل وأخذ يزبد ويرعد ويهدّد...
ثمّ لمّا هدأ ، أخذ يذكّره بما كان عليه وما صار إليه ، وما فيه الآن من نعمة ويسر ، وحاول إغراءه بالمال وأنه سيزيد راتبه ويعطيه منحة حالا ويزيد من المنحة السّنوية ، ويزيد من صلاحيّاته ، و..و..و.. لكن دون جدوى فجذوة الإيمان قد تغلغلت في شغاف القلب واستقرّت في سويداء الضّمير ، كذلك بشاشة الإيمان إذا خالطت القلب استقرّت كما قال قيصر الرّوم لأبي سفيان فيما رواه البخاري رحمه الله.
هنا قال له: إذن تـُرجع لنا كلّ ما أعطيناك وتتجرّد من كلّ ما تملك قال: أمّا ما فات فليس لي سبيل إرجاعه ، وأمّا ما لديّ الآن فخذوه كلـّه ، وكان تحت يديه أربع سيّارات لخدمته ، وفيلا كبيرة وغيرها فوقـّع تنازلا عن كلّ ما يملك ، وهو في هذا يعيد لنا أمجاد أبا يحيى صهيب الرّومي رضي الله عنه الذي قال له الرّسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه: ربح البيع أبا يحيى ، وذلك عندما استوقفه مشركو قريش في طريق هجرته وقالوا له: جئتنا معدما فقيرا ثمّ استغنيت فوالله لا ندعك حتّى تخرج من مالك فاشترى نفسه منهم بأن دلّهم على ماله على أن يدعوه { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنـّة }.
اغتاظ القسّيس الكبير وجرّده حتّى من ملابسه وطرده من الكنيسة شرّ طردة ، وظن ّأنه سيكابد الفقر يومين ثم ّيعود مستسمحا ، كيف لا يظنّ ذلك وهم المادّيّون حتّى الثـّمالة؟!
خرج أخونا من الكنيسة قال: وأنا لا ألبس سوى ما يستر عورتي ولا أملك سوى هذا الدّين العظيم الإسلام ، وشعرت حينئذٍ أنني أسعد مخلوق على هذه البسيطة...سار ماشيا باتـّجاه المسجد الكبير وسط البلد وفي الطـّريق أخذ النـّاس يمشون بجانبه مستغربين ، ويقول بعضهم: لقد جنّ القسّيس ، وهو لا يرد ّعلى أحد حتّى وصل المسجد فلمّا همّ بالدّخول حاولوا منعه متسائلين: إلى أين؟
وإذا بالجواب الصّاعقة: جئت أُعلن إسلامي.عجباً ، القسّيس الأشهر في البلاد ، الذي يظهر في شاشة التـّلفاز مرّتين أسبوعيّا ، الذي يمثـّل النـّصرانية في البلد ، الذي الذي الذي.. يأتي اليوم ليُعلن إسلامه ..!! إنـّها سعادةٌ لا توصف ، وفرحة لا تعبّر عنها الكلمات ، ولا تقدر على تصويرها الجمل والعبارات ، إنه أنسٌ غامر ، وإشراقة منيرة ، وكأنّ بالتاريخ يدوّي بصيحة: اللـّهمّ أعزّ الإسلام بأحد العمرين ، ومع فارق التـّشبيه إلاّ أنه رُبّ إسلام شخص واحدٍ يجرّ خلفه إسلام المئات وإنقاذ العشرات من براثن التـّيه والضّلال وحمأة الكفر والانحلال.
المسلمون فرحون ، هذا أعطاه بنطالا وذاك أعطاه قميصا وآخر وهبه الشّال ، حتّى دخل المسجد وألقى بالمسلمين المتواجدين خطبة عصماء أعلن فيها إسلامه انطلقت على إثرها صيحات التـّكبير وارتفعت خلالها أصوات التـّهليل والتّسبيح ، استبشارا وفرحا بإسلام مَن طالما دعاهم إلى الضّلال ، إذا به اليوم يدعوهم إلى الهداية والإسلام ، وخلال يومين رجع الكثير الكثير ممّن تنصّروا إلى واحة الإسلام الوارفة الظـّلال حيث ينعمون في ظلـّه وكنفه بآثار الهداية وطمأنينة سلوك السّبيل القويم وراحة البال والضّمير والخير العميم { الذين آمنوا وتطمئنّ قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب}
بعد يومين من إعلانه إسلامه بدأ النّصارى الحاقدون يبحثون عنه ليقتلوه وتهدّدوا وتوعّدوا فقام المسلمون بتهريبه إلى سيراليون سرّا حيث أُ ُعـلِن عبر الإذاعة التي تملكها لجنة مسلم إفريقيا الكويتية أنه سيُلقي خطابا للأمّة بمناسبة إسلامه ، وأخذ الجميع يترقـّب هذا الخطاب والكنيسة كانت ضمن المترقـّبين وقد توقـّعت أن يقوم بمهاجمتها أشدّ المهاجمة وإخراج كثير من أسرارها أمام الملإ والتجنّي عليها ، هذا ما كانت تتوقعه ، وقد أعدّت قبل خطابه مسودّة لبيان سوف تنشره وكان يرتكز على أنّها وجدته معدما فقيرا وقامت بمساعدته وتبنّيه وتربيّته وتكفـّلت بتعليمه حتّى بلغ أعلى المستويات العلميّة ثم ّهو يقوم بنكران الجميل وخيانة الأمانة وردّ المعروف بالإساءة ، والتـّنكـّر لمن آواه ورعاه.
لكن الله خيّب فألهم وأغلق عليهم الطـّرق ، حيث قام صاحبنا بإلقاء خطاب خلاف توقـّعهم بدأ فيه بشكرهم على كلّ ما قدّموه له وذكر ما وفـّروا له من رعاية ومأوى وتعليم وغيره بالتـّفصيل ودان لهم بعد الله بالفضل ، إلاّ أنّه نوّه وأشار بطريقة لبقة تتـّسم بالذكاء إلى أنّ العقيدة وحرّية الدّين ليست تسير وفق العواطف بطريقة عمياء وفضل الله تعالى فوق كلّ فضل ، ونعمة الله تعالى فوق كلّ نعمة، ذلك بصياغة تجعل كلّ مَن خَدَمَتهُ الكنيسة يُعِيدُ النـّظرَ في هذه الخدمة والرّعاية وأنها ليست مقياسا لصحّة العقيدة ، وليست العامل المرجّح لاختيار الدّين ، فأصاب الكنيسة في مقتل وأغلق الطـّريق أمامها لانتقاده والتـّشنيع عليه ، وأظهر دين الإسلام بأنـّه لا يرضى لأتباعه بنكران الجميل ، بل قال: إنّ الدّين الإسلاميّ يعلـّم أتباعه الوفاء ، لكنه لا يرضى لهم أبدا بإلغاء عقولهم {إنّ في ذلك لآيات لقوم يعقلون}

2- - قصة إسلام القسّ الفلبّيني عيسى بياجو

اسمه عيسى عبد الله بياجو ، عمره أربعون سنة ، بلده الفلبّين متزوّج وله ابن كان قسّاً كاثوليكيّاً ثم ّاهتدى إلى النّور ، وشرح الله صدره للإسلام ، كان ذلك من أربع عشرة سنة ، وهو الآن قد جاء للعمل بالدّوحة.. فسعينا إلى الالتقاء به.
سألناه عن حياته قبل الإسلام فقال: اسمي الأصلي هو كريسانتو بياجو ، درست في المعهد اللاّهوتي ، وحصلت على درجة اللّيسانس في اللاّهوت وعملت كقسّ كاثوليكي.
سمعت عن المسلمين كمجموعة من النـّاس ، ولم تكن عندي فكرة عما يدينون به.وفي ذلك الحين كنت لا أطيق حتـّى مجرّد سماع اسمهم نظراً للدّعاية العالميّة التي توجّه ضدّهم.وحتى المسلمون المنتمون إلى جبهة تحرير مورو في الفلبين كان يُعطى الإيحاء بأنهم قراصنة وهمجيّون ، يسهل عليهم العدوان وسفك الدماء ، هذا الشّعور يشاركني فيه معظم نصارى الفلبين الذين يمثلون 90% من السّكـّان.
جاء يوم حضرت فيه محاضرة ألقاها منصّر أمريكي اسمه بيتر جوينج عن الإسلام ، فأخذتني الرّغبة في التعرّف على هذا الدّين ، وانطلقت لأقرأ بعض الرّسائل عن أركان الإيمان ، وأركان الإسلام ، وعن قصص الأنبياء ، فدهشت من أنّ الإسلام يؤمن بالأنبياء ومنهم المسيح عليه السّلام.
كانت مشكلتي نقص الكتب التي تتكلـّم عن الإسلام وعن القرآن ولكنـّي لم أيأس ، لأنني كنت أستحضر من كلام المبشـّر الأمريكي قوله: إن ّالتـّوراة فيها أخطاء ، ممّا أدخل الشـّكّ في نفسي ، فبدأت أكوّن فكرتي عن الدّين الحقّ الذي أؤمن به.ولم أجد الإجابات عن الأسئلة التي جالت آنئذٍ في صدري حول الإنجيل وكلـّما حللت مشكلة أو أجبت عن سؤال ، ظهرت مشاكل كثيرة وأسئلة أكثر.
لجأت إلى تفريغ ذهني من كلّ فكرة مسبّقة ، ودعوت الله أن يهديني إلى الحق ّوكان من المفارقات العجيبة أنني كقسّيس كنت أعلّم الناس ما لا أعتقده ، فمثلاً لم أكن على الإطلاق مقتنعاً بفكرة الخطيئة الأصليّة والصّلب ، إذ كيف يحمّل الله إنساناً ذنوب الآخرين ؟ هذا ظلم ، ولماذا لا يغفرها الله ابتداءً ؟ وكيف يفعل الأب هذا بابنه ؟ أليس هذا إيذاءً للأبناء بغير حقّ ؟ وما الفرق بين هذا وبين ما يفعله النـّاس من إساءة معاملة الأطفال ؟
بدأت أبحث عن الوحي الحقيقي ّفتأمّلت نصّ التـّوراة فلم أجد إلاّ كلاماً مليئاً بالأخطاء والتناقضات لا ندري من كتبه ولا من جمعه فأصل التـّوراة مفقود ، وهناك أكثر من توراة. اهتزّت عقيدتي تماماً ولكني كنت أمارس عملي ، لئلا ّأفقد مصدر دخلي وكل امتيازاتي.
ومرّت سنتان وأنا على هذا الحال حتى جاء يوم لقيت فيه جماعة من المسلمين يوزّعون كتيّبات عن الإسلام ، فأخذت منهم واحداً قرأته بشغف ، ثمّ سعيت إلى مناقشة تلك الجماعة التي كانت توزّع تلك الكتيّبات فقد كنت أحبّ الجدال والمناظرة ، وهذا ليس غريباً ، ففي الفلبين جماعات نصرانيّة متصارعة يقارب عددها 20 ألف جماعة وكثيراً ما كنت أمارس الجدال والمناظرة مع بعض تلك الجماعات
فلمّا جلست مع ذلك الفريق المسلم في إحدى الحدائق فوجئت بأنّ الذي يحاورني كان قسّيساً كبيراً دخل الإسلام. أخذت أنصت لكلامه عن النظام السّياسي في الإسلام ، فأعجبني لأنـّني كنت أحبّ المساواة التي لم أجدها في النظم البشريّة ولكني حينئذٍ وجدتها في دين مبنيّ على كلام الله ووحيه إلى خلقه. سألت المتحدّث عن سبب اعتناقه للإسلام ، ثمّ عن الفرق بين القرآن والإنجيل فأعطاني كتاباً ولمّا قرأته وجدت فيه الإجابة عن كلّ تساؤلاتي حول الإنجيل واقتنعت تماماً ثمّ أخذت أقابل ذلك الرّجل كل ّيوم جمعة بعد الظهر لأسأله عن كلّ شيء وكان من فضولي أن سألته عن محمّد صلى الله عليه وسلم ، وهل هو من نسل إسماعيل ؟ فقال: إنّ في التـّوراة الموجودة حاليّاً ذكر محمّد صلى الله عليه وسلم ، وأعطاني مقاطع كثيرة من التـّوراة في هذا الصّدد.
أخذت أبحث لأقتنع ، وكان من دواعي اطمئناني أنّ إيماني بعيسى عليه السّلام يجعلني أقبل الإيمان بمحمّد صلى الله عليه وسلم ، واستمرّ بحثي شهرين ، شعرت بعدهما ببعض التـّردّد ، لخوفي على مستقبلي لأنـّني أعلم يقيناً أنـّني لو أسلمت فسأخسر كل شيء: المال ، ودرجتي العلمية ، والكنيسة ، وسأخسر والديّ وإخوتي ، كان الشّيء الذي هزّني هو عجزي عن تدريس النـّاس العقيدة النّصرانيّة إذ أصبحت بارداً جدّاً وغير مقتنع بما أقول.تركت قراءة التـّوراة حتـّى لاحظ والداي ذلك. ثمّ لقيت صديقي المسلم ، وسألته عن الصّلاة ، فقال لي: الشهادة أوّلاً ، فرفعت أصبعي بتلقائيّة وقلت خلفه:أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمّداً رسول الله ولم أكن أعرف معنى هذا القول حتـّى شرحه هو لي بعد ذلك.وقلت: وأشهد أنّ عيسى رسول الله. كان في المجلس مسلمون كثيرون من جنسيات مختلفة فقام الجميع وعانقوني وهنـّأوني فقلت في نفسي: كلّ هؤلاء مسلمون رغم اختلاف جنسيّاتهم وألوانهم لقد جمعهم الإسلام بلا تمييز ، فلماذا التّمييز في النصرانية حتى تجد جماعات نصرانية للبيض وجماعات نصرانية للسّود؟ فرجعت إلى بيتي ونطقت بالشّهادة باللغة الانجليزية بيني وبين الله تعالى فليس يهمّني النّاس ، وبقيت على إسلامي من غير أن يعلم أحد من معارفي ، وكنت أدخل الكنيسة لمدّة ستـّة أسابيع ، لأنزع بعد ذلك فتيل القنبلة وأعلن إسلامي ، فغضب والداي أشد ّالغضب. وجاء الكاهن الأكبر إلى المنـزل ليناقشني فعرضت عليه ما عندي من تناقضات الإنجيل ، فكلـّمني عن بعض الشّبهات التي تثار حول الإسلام فقلت له: أقنعني أوّلا أنّ محمّداً ليس رسولاً من عند الله ، فوعدني ولكن لم يرجع ، وسمعت بعد ذلك أنّ الكنيسة كلّها تصلّي من أجلي لأرجع إلى عقلي ، وكأنني صرت مجنونا.ً
بدأت بعد ذلك أثبّت قدميّ في الإسلام - دراسة وتعلـّماً - وكنت ألقي بعد ذلك برامج إسلامية في التـّلفزيون والإذاعة المحليّة التي تموّلها الجهات الإسلاميّة ، ثمّ تزوّجت امرأة مسلمة رزقني الله منها عبد الصّمد ابني الوحيد 11)سنة( واعتنق الإسلام بعد ذلك أبي وأمي وأختي وزوجها وابن أخي وبنت أختي ، وأحمد الله على أنـّي كنت سبب هدايتهم إلى الصّراط المستقيم.
بعد هذه القصّة المثيرة لإسلام عيسى بياجو سألناه عن حال الدّعوة في الفلبّين فقال: يدخل في الإسلام كلّ شهر أكثر من أربعمائة من نصارى الفلبّين حسب السّجلات الرّسمية ، أمّا العدد الحقيقيّ فالمرجّح أنه أكثر من ذلك.ومعظم أهل الفلبّين مسيحيّون بالاسم فقط ولا يجدون من يدعوهم إلى الإسلام ، ومنهم من يقتنع بالإسلام ، ولكن يعوقه عن اعتناقه عامل الخوف من المستقبل لأنه سيفقد الأسرة وسيفقد العمل فالنـّاس هناك لا تقبل توظيف من ترك النّصرانيّة.
سألناه عن خير وسيلة للدّعوة إلى الإسلام ، فقال:إنها المعاملة الطيّبة بخلق الإسلام ، فكثير ممّن أسلموا كان دافعهم إلى الاقتراب من عقيدة التّوحيد معاملة المسلمين الحسنة لهم ، كأن يكون صاحب العمل مسلماً حسن المعاملة ، أو زميلاً لمسلم حسن الصّحبة ودمث الأخلاق ، وكثير ممّن أسلموا في الفلبّين لم يسلموا إلا ّبعد أن عادوا إلى بلادهم بعد العمل في بلد إسلامي ، إذ أحسّوا بالفرق عندما فقدوا المناخ الإسلامي ، فتبخّرت كلّ أوهامهم وشكوكهم حول الإسلام فأعلنوا إسلامهم بعيداً عن كلّ ضغط أو تأثير ، ولذا أوصى بالدّعوة الحسنة وبعدم استعجال النتيجة ، فالبذرة لا تنمو ما بين يوم وليلة.
وقال الأخ عيسى:إنّ بعض من أسلموا كان سبب إسلامهم تأثـّرهم برؤية منظر المسلمين وهم يصلّون ، لأنه منظر عجيب حقـّاً.
سألناه: ماذا عن دعوة المسيحيّ المثقـّف ثقافة دينيّة ؟ هل يكفي معه هذا وحده ؟ فقال: مثل هذا نأخذ بيده ، وندعوه إلى مقارنة أسفار الكتاب المقدّس ، ودراسة مقارنة الأديان ، فتلك الوسائل أفضل لإقناعه.
ثمّ كان السّؤال الأخير عن العقبات التي تحول دون دخول الناس في الإسلام فقال: أوّل ما يصدّ الناس هو الفكرة الخاطئة التي تعشّش في أذهانهم عن الإسلام ثمّ هناك سلوكيّات كثير من المسلمين الذين - بأقوالهم وأفعالهم - يعطون صورة سيّئة عن الإسلام ، ثمّ فتوى بعض المسلمين من غير علم ، وتأتي أخيراً الشّبهات التي تثار حول الإسلام ولا شكّ أنّ هذه الشّبهات كلـّها منحازة وخاطئة ، ولكن - للأسف – تؤلـّف فيها كتب ، وتروّج بين غير المسلمين لتصدّهم عن الإسلام وهنا يأتي دورنا نحن الدّعاة المسلمين لتقديم الصّورة المشرقة الحقيقيّة ونفض الغبار وهدم السّور العالي الذي أقامه الإعلام الهدّام ، ليحول بين النـّاس وبين التعرّف الحرّ على دين الله ربّ العالمين.

3- - معلـّمة اللاّهوت "ميري واتسون" بعد إسلامها

درست اللاهوت في ثماني سنوات..واهتديت إلى الإسلام في أسبوع !!
يوم إسلامي يوم ميلادي..والمسلمون بحاجة إلى قوّة الإيمان
بين الشكّ واليقين مسافات ، وبين الشرّ والخير خطوات ، اجتازتها "ميري واتسون" معلمة اللاهوت سابقاً بإحدى جامعات الفلبين، والمنصِّرة والقسّيسة التي تحوّلت بفضل الله إلى داعية إسلاميّة تنطلق بدعوتها من بريدة بالمملكة العربيّة السعوديّة بمركز توعية الجاليات بالقصيم ، لتروي لنا كيف وصلت إلى شاطئ الإسلام وتسمّت باسم خديجة.
بياناتك الشخصية قبل الإسلام وبعده ؟
أحمد الله على نعمة الإسلام ، كان اسمي قبل الإسلام "ميري" ولديَّ سبعة أبناء بين البنين والبنات من زوج فلبيني ، فأنا أمريكية المولد في ولاية أوهايو ، وعشت معظم شبابي بين لوس أنجلوس والفلبين ، والآن بعد الإسلام ولله الحمد اسمّى خديجة ، وقد اخترته لأنّ السّيّدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ كانت أرملة وكذلك أنا كنت أرملة ، وكان لديها أولاد ، وأنا كذلك ، وكانت تبلغ من العمر 40 عاماً عندما تزوّجت من النبيّ صلى الله عليه وسلم ، وآمنت بما أنزل عليه، وكذلك أنا كنت في الأربعينيات ، عندما اعتنقت الإسلام ، كما أنني معجبة جدّاً بشخصيّتها ، لأنها عندما نزل الوحي على محمّد صلى الله عليه وسلم آزرته وشجّعته دون تردّد ، لذلك فأنا أحب ّشخصيّتها.

حدثينا عن رحلتك مع النصرانية

كان لديَّ ثلاث درجات علميّة: درجة من كليّة ثلاث سنوات في أمريكا ، وبكالوريوس في علم اللاّهوت بالفلبين ، ومعلمة اللاهوت في كلـّيّتين فقد كنت لاهوتية وأستاذاً محاضراً وقسّيسة ومنصِّرة ، كذلك عملت في الإذاعة بمحطـّة الدّين النـّصرانيّ لإذاعة الوعظ النصرانيّ، وكذلك ضيفة على برامج أخرى في التلفاز، وكتبت مقالات ضدّ الإسلام قبل توبتي ، فأسأل الله أن يغفر لي ، فلقد كنت متعصّبة جدّاً للنـّصرانيّة.

ما نقطة تحوّلك إذن من منصِّرة إلى داعية إسلامية؟

كنت في إحدى الحملات التنصيريّة إلى الفلبين لإلقاء بعض المحاضرات، فإذا بأستاذ محاضر فلبّيني جاء من إحدى الدول العربية، لاحظت عليه أموراً غريبة، فأخذت أسأله وألحّ عليه حتى عرفت أنه أسلم هناك ، ولا أحد يعرف بإسلامه وقتئذ.
وكيف تخطيت هذه الحواجز وصولاً إلى الإسلام؟

عندما سمعت عن الإسلام من هذا الدكتور الفلبيني راودتني أسئلة كثيرة: لماذا أسلم؟ ولماذا بدّل دينه؟ لا بدّ من أنّ هناك شيئاً في هذا الدّين وفيما تقوله النصرانيّة عنه! ففكـّرت في صديقة قديمة فلبينية أسلمت وكانت تعمل بالجزيرة ، فذهبت إليها ، وبدأت أسألها عن الإسلام ، وأوّل شيء سألتها عنه معاملة النـّساء ، لأنّ النّصرانيّة تعتقد أنّ النّساء المسلمات وحقوقهنّ في المستوى الأدنى في دينهنّ، وهذا غير صحيح طبعاً ، كما كنت أعتقد أنّ الإسلام يسمح للأزواج بضرب زوجاتهم ، لذلك هنّ مختبئات وكائنات في منازلهن دائماً!
ارتحت كثيراً لكلامها فاستطردت أسألها عن الله عز ّوجلّ، وعن النبيّ محمّد صلى الله عليه وسلم وعندما عرضت عليَّ أن أذهب إلى المركز الإسلاميّ تردّدت فشجّعتني فدعوت "الرّبّ" وابتهلت إليه حتـّى يهديني، وذهبت فاندهشوا جدّاً من معلوماتي الغزيرة عن النّصرانيّة ومعتقداتي الخاطئة عن الإسلام ، وصحّحوا ذلك لي ، وأعطوني كتيبات أخذت أقرأ فيها كلّ يوم وأتحدّث إليهم ثلاث ساعات يوميّاً لمدة أسبوع، كنت قد قرأت بنهايته 12 كتاباً ، وكانت تلك المرّة الأولى التي أقرأ فيها كتباً لمؤلـّفين مسلمين والنتيجة أنني اكتشفت أنّ الكتب التي قد كنت قرأتها من قبل لمؤلـّفين نصارى ممتلئة بسوء الفهم والمغالطات عن الإسلام والمسلمين ، لذلك عاودت السّؤال مرّة أخرى عن حقيقة القرآن الكريم ، وهذه الكلمات التي تُقال في الصّلاة.
وفي نهاية الأسبوع عرفت أنّه دين الحقّ ، وأنّ الله وحده لا شريك له ، وأنه هو الذي يغفر الذنوب والخطايا ، وينقذنا من عذاب الآخرة، لكن لم يكن الإسلام قد استقرّ في قلبي بعد، لأنّ الشيطان دائماً يشعل فتيل الخوف والقلق في النـّفـــس، فكثـّف لي مركز التـّوعية الإسلاميّ المحاضرات ، وابتهلت إلى الله أن يهديني ، وفي خلال الشهر الثاني شعرت في ليلة ـ وأنا مستلقية على فراشـــي وكاد النـّوم يقارب جفوني ـ بشيء غريب استقرّ في قلبي ، فاعتدلت من فوري وقلت: يا ربّ أنا مؤمنة لك وحدك ، ونطقت بالشـّهادة وشعرت بعدها باطمئنان وراحة تعمّ كل بدني والحمد لله على الإسلام ، ولم أندم أبداً على هذا اليوم الذي يعتبر يوم ميلادي.

وكيف تسير رحلتك مع الإسلام الآن؟

بعد إسلامي تركت عملي كأستاذة في كليّتي وبعد شهور عدّة طلب منـّي أن أنظـّم جلسات أو ندوات نسويّة للدّراسات الإسلاميّة في مركز إسلاميّ بالفلبّين حيث موطن إقامتي ، وظللت أعمل به تقريباً لمدّة سنة ونصف ، ثمّ عملت بمركز توعية الجاليات بالقصيم ـ القسم النسائي كداعية إسلاميّة خاصّة متحدّثة باللـّغة الفلبّينية بجانب لغتي الأصلية.

وماذا عن أولادك؟

عندما كنت أعمل بالمركز الإسلامي بالفلبين كنت أحضر للبيت بعض الكتيّبات والمجلاّت وأتركها بالمنزل على الطـّاولة - متعمّدة - عسى أن يهدي الله ابني "كريستوفر" إلى الإسلام ، إذ أنه الوحيد الذي يعيش معي، وبالفعل بدأ هو وصديقه يقرآنها ويتركانها كما هي تماماً، كذلك كان لديَّ منبّه أذان فأخذ يستمع إليه مراراً وتكراراً وأنا بالخارج ثم ّأخبرني بعد ذلك برغبته في الإسلام ، ففرحت جدّاً وشجّعته ثمّ جاء إخوة عدّة من المركز الإسلاميّ لمناقشته في الإسلام وعلى أثرها أعلن الشّهادة وهو ابني الوحيد الذي اعتنق الإسلام في الوقت الحالي، وسمّى نفسه عمر ، وأدعو الله أن يمنَّ على باقي أولادي بنعمة الإسلام.

ما الذي أعجبك في دين الإسلام؟

الإسلام هو الطــّريق الأكمل والأمثل للحياة ، بمعنى آخر هو البوصلة التي توجّه كلّ مظاهر الحياة في الاقتصاد والاجتماع وغيرها حتّى الأسرة وكيفيّة التـّعامل بين أفرادها.

ما أكثر الآيات التي أثارت قلبك؟

قوله تعالى: { هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون } فهي تعني لي الكثير وقد ساعدتني وقت الشدّة.

ما نوعية الكتب التي قرأتها؟

أحب ّالقراءة جدّاً ، فقد قرأت في البخاري ومسلم والسّيرة النبويّة، وعن بعض الصّحابة والصّحابيّات بجانب تفسير القرآن طبعاً وكتب غيرها كثيرة.

الخوض في أجواء جديدة له متاعب، فما الصعوبات التي واجهتها؟

كنت أعيش بين أمريكا والفلبين كما أن ّبناتي جميعهنّ متزوّجات هناك وعندما أسلمت كان ردّ ثلاث من بناتي عنيفاً إزاء اعتناقي الإسلام والباقيات اعتبرنه حرّية شخصيّة، كما أنّ بيتي وتليفوني روقبا، فقرّرت الاستقرار في الفلبّين ، لكن تنكّر لي أهل زوجي لأني من قبل كنت مرتبطة بهم لكون أبي وأمّي ميّتين ، لذلك بكيت ثلاثة أيّام ، وعندما كنت أظهر في الشّارع بهذا الزيّ كان الأطفال ينادون عليَّ بالشّيخة أو الخيمة ، فكنت أعتبر هذا بمثابة دعوة إلى الإسلام، كما تجنّبني كلّ من يعرفني تماماً.

هل حضرت ندوات أو مؤتمرات بعد اعتناق الإسلام؟

لم أحضر، ولكن ألقيت العديد من المحاضرات عنه في الجامعات والكليّات بالفلبين، وقد دعيت من قبل رؤساء بعض الدّول لإجراء محاورات بين مسلمة ونصرانيّة لكن لا أحبّ هذه المحاورات لأنّ أسلوبها عنيف في النـّقاش ، وأنا لا أحبّ هذه الطـّريقة في الدّعوة بل أفضل الأسلوب الهادئ لا سيما اهتمامنا بالشّخص نفسه أوّلاً ثمّ دعوته ثانياً.

ما رأيك فيما يُقال عن خطة عمرها ربع القرن المقبل لتنصير المسلمين؟

بعد قراءتي عن الإسلام وفي الإسلام علمت لماذا الإسلام مضطهد من جميع الدّيانات لأنه أكثر الدّيانات انتشاراً على مستوى العالم، وأنّ المسلمين أقوى ناس لأنهم لا يبدّلون دينهم ولا يرضون غيره بديلاً ، ذلك أنّ دين الإسلام هو دين الحقّ وأيّ دين آخر لن يعطيهم ما يعطيه لهم الإسلام.

ماذا تأملين لنفسك وللإسلام؟

لنفسي ـ إن شاء الله ـ سأذهب إلى إفريقيا لأدرّس بها وأعمل بالدّعوة ، كما آمل أن أزور مصر لأرى فرعونها الذي ذُكر في القرآن، وجعله الله آية للناس ، أمّا بالنسبة إلى الإسلام ، فنحن نحتاج إلى إظهار صحّته وقوّته وحسنه ، وسط البيئات التي يحدث فيها تعتيم أو تشويش إعلامي. كما نحتاج إلى مسلمين أقوياء الإيمان ، إيمانهم لا يفتر ، يقومون بالدّعوة إلى الله.

والكنيسة المصريّة اعترفت بهذا وعقدوا مؤتمرا أسموه بمؤتمر الهداية فإليك تحذيرات مؤتمرهم هذا:

ظاهرة إسلام الأقباط القساوسة … وانقراض النّصرانيّة في مصر بسبب تزايد أعداد معتنقي الإسلام وكذب إدّعاء اختطاف البنات القبطيّات لأسلمتهن.
يقول كاتب قبطي: 50 ألف مرتد ّعن الإيمان في السّنة في القاهرة وحدها.
طالب الكاتب القبطي سامي المصري الكنيسة المصريّة أن تستفيق وتلتفت إلى ظاهرة إسلام الأقباط حيث ذكر في آخر كلمة أخيرة: بينما يضيِّع الأنبا بيشوي وقت النـّاس وجهدهم في هذا الهراء الذي يسمّى مؤتمر تثبيت العقيدة ، يترك الكنيسة القبطيّة أعدادا تصل إلى 200 فتاة كلّ يوم في القاهرة وحدها بمعدل 50 ألف مرتدّ عن الإيمان في السّنة في القاهرة وحدها وذلك حسب تقرير لجنة تثبيت الإيمان برئاسة الأنبا باخوميوس. ليت الرّئاسة الكنسيّة تستفيق من سباتها العميق لتنقذ ما يمكن إنقاذه من هذا العبث.
وهذه أخبار إسلام بعض القساوسة وبمصادرها بالصّوت والصّورة:
إسلام شماس بكنيسة إسكندرية:

بالصّوت والصّورة شماس بكنيسة بالإسكندرية يشهر إسلامه ولا يخشى من بطش الكنيسة ويعلن عن اسمه وعنوانه ورقم تليفونه، ويفضح ألاعيب الكنيسة للتشكيك بالإسلام.
للتّحميل من هنا :
http://www.mcdialogue.net/video/V012-ALLAH-AKBAR.rm

قس يشهر اسلامه بسبب تصريحات بابا الفاتيكان:

أشهر قسّيس إسلامه في مدينة « كلا شاه » الباكستانية مؤخّرا إثر بحث أجراه في التّعاليم الدّينيّة الإسلاميّة في أعقاب المحاضرة التي ألقاها بابا الفاتيكان وأثارت ضجّة في العالمين العربي والإسلاميّ.
وقال المهتدي عبد الله لوكالات الأنباء أنّه درس تعاليم الإسلام بعد تصريحات البابا المتناقضة ووجد أنّ الإسلام دين الحقيقة والسّلام وتأثر به. وكان عبد الله قد أعلن إسلامه على يد قارئ القرآن أرشد رباني وهو إمام مسجد سفينة في منى أباد في حين نفى « القس» عبد الله تعرّضه لأي ضغوط موضّحا أنه اعتنق الإسلام بدون أي ضغوط.

جريدة اللواء الثلاثاء 21 تشرين ثاني 2006 العدد رقم : 1735

http://www.al-liwa.com/Sections/Defa...2676&sec_id=39

الأب الأعلى للكنيسة العالمية البروتستانتية) الإنجيلية (في طرسوس التركية يشهر إسلامه:

قدم أحد كبار رجال الدّين النّصراني في تركيا استقالته من منصبه الحسّاس معلناً دخوله في الإسلام.وقد قام المهتدي الجديد والذي كان من رموز التنصير بعمل محاضرات في جامعة) الالهيات (باسطنبول عن طريقة عمل التنصير وكشف للحضور عن خطط المنصّرين السّرية ومصادر تمويلهم.

مزيد من التفاصيل من الصّحافة التّركية على هذا الرّابط) ترجمة الأخ ديسانفكتر مشكورا(

http://www.haber7.com/haber.php?haber_id=128574

ردّة فعل النّصارى:

نشرت الصّحافة التّركية في حينه أن ّرسائل تهديد بالقتل استهدفت أب كنيسة طرسوس بسبب إسلامه) وارتداده عن النصرانية (،على حدّ تعبير مصدر التهديد. يكشف الخبر كذب زعم المنصّرين والنّصارى أنه لا يوجد عندهم حدّ للرّدّة. الجدير بالذكر أنّ هذه التّهديدات أتت متزامنة مع طرح القسّيس السّابق كتاباً قويّاً من تأليفه يشرح فيه قصّة إسلامه بعنوان )كنت منصّرا وكسّرت الشـّفرة. (

راهب دومينيكي إيطالي أصبح زعيما شيشانيا:

روما 8 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء( شاع في بلاد القوقاز في نهاية القرن الثامن عشر خبر اعتناق رجل ايطالي الإسلام بعد كان راهبا دومينيكيا واشتهر إلى حد ّاعتباره وليّا صالحا وبطلا قوميّا، حيث عرف باسم الشّيخ منصور. جوفاني باتيستا بويتي هو أحد أبطال ملاحم الاستقلال الشّيشانية ، لدرجة أنّه في غروزني بعد الاستقلال عام 1991، تمّ لفترة قصيرة تغيير اسم ساحة لينين إلى ساحة “الشيخ منصور”، فضلا عن منح اسمه أيضا لأحد مطارات العاصمة. قصّة بويتي المعروف باسم المنصور يعود ذكرها اليوم مع نشر دار) موندادوري(، رواية مفصّلة عنه للكاتبة سيرينا فيتالي بعنوان “خديعة العـمامة” والتي تتّبع المسيرة المذهلة لحياة هذا الرّجل المولود في )مونفيرراتو (شمال إيطاليا عام 1743 الحافلة بالمغامرة والمثيرة للجدل. كان منذ شبابه بارعا في التورّط في المشاكل بسبب علاقاته النّسائية ، وهذا ما دفعه إلى دخول الرّهبنة الدّومينيكيّة فوجد نفسه واعظا مرسلا في العراق)الموصل( وكردستان متورّطا في فضيحة بسبب علاقته بابنة الباشا في المنطقة. في الواقع إنه من الصّعب التّمييز بين الأسطورة والحقيقة ، وتحاول فيتالي ترتيب سير الأحداث بين المعلومات الغزيرة والمتناقضة.حسب كثير من الشّهادات ، بعد إسلام بويتي منصور أعلن نفسه مصلحا دينيّا ووجد نفسه قائدا لحركة شعبيّة للجهاد ضدّ غزو القوّات المرسلة من قبل كاترينا ملكة روسيا، وفي الفترة بين 1785ـ1791 قاد الثورة في القوقاز ملحقا بالجيش الرّوسي خسائر فادحة وأصبح ممثلا لطموح الشّعب الشّيشاني ، إلى حين اعتقاله في قلعة أنابة في 3 تموز/يوليو 1791 ثم ّنقل بعدها إلى سان بطرسبرغ للمثول أمام الإمبراطورة التي كانت هذه الشّخصية الأسطورية قد أثارت فضولها. وظلّ الشّيخ منصور محتجزا في قلعة سكلوسيلبرغ حتّى توفـّي بعد 3 سنوات ودفن معه سرّ أصله الحقيقيّ. يعيد كتاب فيتالي تركيب كلّ الاحتمالات والشّهادات الممكنة حول القائد بويتي منصور واضعا إيّاه ضمن إطار جغرافيّ سياسيّ مازالت المشاكل تنخره منذ ما يزيد عن قرنين.

http://www.adnki.com/index_2Level_Ar...57606829&par=0

قسيس روسي بارز يعلن إسلامه:

الأربعاء 29 رجب 1427هـ – 23 أغسطس 2006م آخر تحديث 12:30ص بتوقيت مكّة

مفكّرة الإسلام: أعلن القسّيس الرّوسي البارز ‘فلاديسلاف سوخين’ عن عزمه ترك المسيحيّة الأرثوذكسية ودخول دين الإسلام.
وذكر موقع ‘قفقاس سنتر’ أنّ ‘سوخين’ هو خرّيج كلية ‘كورسك’ الأرثوذكسية ، وخرّيج أكاديمية ‘سان بطرسبرج’ الروحية.
ويعمل في الأنشطة الكنسية منذ عام 2001
وأشار ‘سوخين’ إلى أنّ أوّل الأسباب التي دفعته لترك المسيحيّة ودخول الإسلام ، هو أنه لم يستطع تحمّل المظاهر الشّركيّة والوثنيّة المتمثلة في عبادة القدّيسين والمنتشرة بشكل واسع في الكنائس الأرثوذكسية وخاصّة تلك ذات الطـّابع الشـّعبي.
ومن الأسباب التي دفعته إلى دخول الإسلام خضوع الكنيسة الرّوسية لسياسات الحكومة الرّوسية ، والتي اعتبر الكنيسة الأرثوذكسية خاضعة لها في كثير من الأحيان.

وقال ‘سوخين’: أيّ زعيم دينيّ يجب أن يكون لديه الحرّية للتّعبير عمّا يدور في نفسه بشأن كافـّة القضايا التي تتضمّن نواح أخلاقيّة غير أنّ الكنيسة الأرثوذكسيّة لا تسمح بذلك.

http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=9506

قصة إسلام الشماس المصري السابق دكتور وديع أحمد فتحي حالياً وقد كتبها بخط يده حفظه الله تعالى:

بقلم الدكتور وديع أحمد) الشمّاس سابقاً (
* بسم الله الرّحمن الرّحيم ..الحمد لله على نعمة الإسلام.. نعمة كبيرة لا تدانيها نعمة لأنه لم يعد على الأرض من يعبد الله وحده إلاّ المسلمون.
* ولقد مررت برحلة طويلة قاربت 40 عاما إلى أن هداني الله وسوف أصف لكم مراحل هذه الرّحلة من عمري مرحلة مرحلة:

مرحلة الطـّفولة )زرع ثمار سوداء(

* كان أبى واعظا في الإسكندرية في جمعيّة أصدقاء الكتاب المقدّس وكانت مهنته التّبشير في القرى المحيطة والمناطق الفقيرة لمحاولة جذب فقراء المسلمين إلى المسيحيّة.
* أصرّ أبى أن أنضمّ إلى الشّمامسة منذ أن كان عمري ستّ سنوات وأن أنتظم في دروس مدارس الأحد وهناك يزرعون بذور الحقد السّوداء في عقول الأطفال ومنها: -
1- المسلمون اغتصبوا مصر من المسيحيّين وعذبوا المسيحيّين.
2- المسلم أشدّ كفرا من البوذي وعابد البقر.
3- القرآن ليس كتاب الله ولكن محمّدا اخترعه.
4- المسلمون يضطهدون النّصارى لكي يتركوا مصر ويهاجروا.. وغير ذلك من البذور التي تزرع الحقد الأسود ضدّ المسلمين في قلوب الأطفال.
* في هذه الفترة المحرجة كان أبي يتكلّم معنا سرّا عن انحراف الكنائس عن المسيحيّة الحقيقيّة التي تحرّم الصّور والتّماثيل والسّجود للبطرك والاعتراف للقساوسة.

مرحلة الشباب ) نضوج ثمار الحقد الأسود (

أصبحت أستاذا في مدارس الأحد ومعلّما للشّمامسة وكان عمري 18 سنة وكان عليّ أن أحضر دروس الوعظ بالكنيسة والزّيارة الدّوريّة للأديرة) خاصّة في الصّيف ( حيث يتمّ استدعاء متخصّصين في مهاجمة الإسلام والنّقد اللاّذع للقرآن ومحمّد صلّى الله عليه وسلّم.
* وما يقال في هذه الاجتماعات:
1- - القرآن مليء بالمتناقضات) ثمّ يذكروا نصف آية( مثل) ولا تقربوا الصّلاة (
2- - القرآن مليء بالألفاظ الجنسيّة ويفسّرون كلمة ) نكاح ( على أنها الزنا أو اللواط.
3- - يقولون أنّ النبيّ محمّد صلى الله عليه وسلم قد أخذ تعاليم النّصرانية من) بحيرة ( الرّاهب ثمّ حوّرها واخترع بها دين الإسلام ثمّ قتل بحيرة حتى لا يفتضح أمره ... ومن هذا الاستهزاء بالقرآن الكريم ومحمّد صلى الله عليه وسلم الكثير والكثير ...

أسئلة محيّرة:

الشّباب في هذه الفترة وأنا منهم نسأل القساوسة أسئلة كانت تحيّرنا:
شابّ مسيحي يسأل:
س: ما رأيك بمحمّد صلى الله عليه وسلم ؟
القسّيس يجاوب: هو إنسان عبقري وزكي.

س: هناك الكثير من العباقرة مثل ) أفلاطون ، سقراط ، حامورابي( ولكن لم نجد لهم أتباعا ودين ينتشر بهذه السّرعة إلى يومنا هذا ؟ لماذا ؟
ج: يحتار القسيس في الإجابة

شابّ آخر يسأل:
س: ما رأيك في القرآن ؟
ج: كتاب يحتوي على قصص للأنبياء ويحضّ النّاس على الفضائل ولكنه مليء بالأخطاء.
س: لماذا تخافون أن نقرأه وتكفرون من يلمسه أو يقرأه ؟
ج: يصرّ القسّيس أنّ من يقرأه كافر دون توضيح السّبب !!

يسأل أخر:
س: إذا كان محمّد صلى الله عليه وسلم كاذبا فلماذا تركه الله ينشر دعوته 23 سنة ؟ بل وما زال دينه ينتشر إلى الآن ؟ مع أنه مكتوب في كتاب موسى ) كتاب ارميا ( إنّ الله وعد بإهلاك كلّ إنسان يدّعي النبوّة هو وأسرته في خلال عام ؟
ج: يجيب القسّيس: لعلّ الله يريد أن يختبر المسيحيّين به.

مواقف محيّرة:

1- - في عام 1971 أصدر البطرك ) شنودة ( قرارا بحرمان الرّاهب روفائيل) راهب دير مارمينا ( من الصّلاة لأنه لم يذكر اسمه في الصّلاة وقد حاول إقناعه الرّاهب) صموائيل (بالصّلاة فإنه يصلـّي لله وليس للبطرك ولكنه خاف أن يحرمه البطرك من الجنّة أيضا !!
وتساءل الرّاهب صموائيل هل يجرؤ شيخ الأزهر أن يحرم مسلما من الصّلاة ؟ مستحيل..
2- - أشدّ ما كان يحيّرني هو معرفتي بتكفير كلّ طائفة مسيحيّة للأخرى فسألت القمّص ) ميتاس روفائيل (أب اعترافيّ فأكـّد هذا وأنّ هذا التـّكفير نافذ في الأرض والسّماء.
فسألته متعجّبا: معنى هذا أنـّنا كفـّار لتكفير بابا روما لنا ؟
أجاب: للأسف نعم
سألته: وباقي الطـّوائف كفـّار بسبب تكفير بطرك الإسكندريّة لهم ؟
أجاب: للأسف نعم
سألته: وما موقفنا إذا يوم القيامة ؟
أجاب: الله يرحمنا !!!

بداية الاتـّجاه نحو الإسلام

* وعندما دخلت الكنيسة ووجدت صورة المسيح وتمثاله يعلو هيكلها فسألت نفسي كيف يكون هذا الضّعيف المهان الذي استهزئ به وعُذب ربّا وإلها ؟؟
* المفروض أن أعبد ربّ هذا الضّعيف الهارب من بطش اليهود. وتعجّبت حين علمت أنّ التـّوراة قد لعنت الصّليب والمصلوب عليه وأنّه نجس وينجّس الأرض التي يصلب عليها) !! تثنية: 21-22-23 (
* وفي عام 1981 : كنت كثير الجدل مع جاري المسلم ) أحمد محمّد الدّمرداش حجازي (وذات يوم كلـّمني عن العدل في الإسلام ) في الميراث ، في الطلاق ، القصاص ... ( ثم ّسألني: هل عندكم مثل ذلك ؟ أجبت: لا..لا يوجد.
* وبدأت أسأل نفسي كيف أتى رجل واحد بكلّ هذه التـّشريعات المحكمة والكاملة في العبادات والمعاملات بدون اختلافات ؟ وكيف عجزت مليارات اليهود والنـّصارى عن إثبات أنـّه مخترع ؟
* من عام 1982 وحتـّى 1990 وكنت طبيبا في مستشفى )صدر كوم الشقافة (وكان الدّكتور محمّد الشاطبيّ دائم التحدّث مع الزّملاء عن أحاديث محمّد صلى الله عليه وسلم وكنت في بداية الأمر أشعر بنار الغيرة ولكن بعد مرور الوقت أحببت سماع هذه الأحاديث) قليلة الكلام كثيرة المعاني جميلة الألفاظ والسّياق ( وشعرت وقتها أنّ هذا الرّجل نبيّ عظيم.

هل كان أبي مسلما:

* من العوامل الخفيّة التي أثـّرت على هدايتي هي الصّدمات التي كنت أكتشفها في أبي ومنها:
1- - هجر الكنائس والوعظ والجمعيّات التّبشيريّة تماما.
2- - كان يرفض تقبيل أيدي الكهنة) وهذا أمر عظيم عند النصارى (
3- - كان لا يؤمن بالجسد والدّم) الخبز والخمر( أي لا يؤمن بتجسيد الإله.
4- - بدلا من نزوله صباح يوم الجمعة للصّلاة أصبح ينام ثمّ يغتسل وينزل وقت الظهر ؟!
5- - ينتحل الأعذار للنزول وقت العصر والعودة متأخّرا وقت العشاء.
6- - أصبح يرفض ذهاب البنات للكوافير.
7- - ألفاظ جديدة أصبح يقولها) أعوذ بالله من الشـّيطان الرّجيم ) (لا حول ولا قوّة إلاّ بالله... (
8- - وبعد موت أبي 1988 وجدت بالإنجيل الخاصّ به قصاصات ورق صغيرة يوضّح فيها أخطاء موجودة بالأناجيل وتصحيحها.
9- - وعثرت على إنجيل جدّي) والد أبي ( طبعة 1930 وفيها توضيح كامل عن التغيّرات التي أحدثها النصارى فيه منها تحويل كلمة) يا معلم (و) يا سيّد ( إلى) يا ربّ (!!!ليوهموا القارئ أنّ عبادة المسيح كانت منذ ولادته.

الطـّريق إلى المسجد

* وبالقرب من عيادتي يوجد مسجد) هدى الإسلام( اقتربت منه وأخذت أنظر بداخله فوجدته لا يشبه الكنيسة مطلقا ) لا مقاعد – لا رسومات – لا ثريّات ضخمة – لا سجّاد فخم – لا أدوات موسيقى وإيقاع – لا غناء لا تصفيق ( ووجدت أنّ العبادة في هذه المساجد هي الرّكوع والسجود لله فقط ، لا فرق بين غنيّ وفقير يقفون جميعا في صفوف منتظمة وقارنت بين ذلك وعكسه الذي يحدث في الكنائس فكانت المقارنة دائما لصالح المساجد.

في رحاب القرآن

* وأردت أن أقرأ القرآن واشتريت مصحفاً وتذكّرت أنّ صديقي أحمد الدّمرداش قال إنّ القرآن ) لا يمسّه إلاّ المطهّرون ( واغتسلت ولم أجد غير ماء بارد وقتها ثمّ قرأت القرآن وكنت أخشى أن أجد فيه اختلافات) بعد ما ضاعت ثقتي في التوراة والإنجيل ( وقرأت القرآن في يومين ولكني لم أجد ما كانوا يعلمونا إياه في الكنيسة عن القرآن.
* الأعجب من هذا أن من يكلم محمد صلى الله عليه وسلم يخبره أنه سوف يموت ؟!! من يجرؤ أن يتكلم هكذا إلا الله ؟؟!! ودعوت الله أن يهدين ويرشدني.
الرؤيا :
وذات يوم غلبني النوم فوضعت المصحف بجواري وقرب الفجر رأيت نورا في جدار الحجرة وظهر رجلا وجهه مضيء اقترب منى وأشار إلى المصحف فمددت يدي لأسلم عليه لكنه اختفى ووقع في قلبي أن هذا الرجل هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم يشير إلى أن القرآن هو طريق النور والهداية.
أخيرا – أسلمت وجهي لله
* وسألت أحد المحامين فدلني علي أن أتوجه لمديرية الأمن – قسم الشئون الدينية – ولم أنم تلك الليلة وراودني الشيطان كثيرا ( كيف تترك دين آبائك بهذه السهولة ) ؟
* وخرجت في السادسة صباحا ودخلت كنيسة ( جرجس وأنطونيوس ) وكانت الصلاة قائمة، وكانت الصالة مليئة بالصور والتماثيل للمسيح و مريم و الحواريين وآخرين إلي البطرك السابق ( كيرلس ) فكلمتهم: ( لو أنكم علي حق وتفعلون المعجزات كما كانوا يعلمونا ففعلوا أي شيء... أي علامة أو إشارة لأعلم إنني أسير في الطريق الخطأ ) و بالطبع لا إجابة.
* وبكيت كثيرا علي عمر كبير ضاع في عبادة هذه الصور والتماثيل. وبعد البكاء شعرت أنني تطهرت من الوثنية وأنني أسير في الطريق الصحيح طريق عبادة الله حقا.
* وذهبت إلي المديرية و بدأت رحلة طويلة شاقة مع الروتين ومع معاناة مع البيروقراطية و ظنون الناس وبعد عشرة شهور تم إشهار إسلامي من الشهر العقاري في أغسطس 1992.
اللهم أحيني علي الإسلام وتوفني علي الإيمان
اللهم احفظ ذريتي من بعدي خاشعين، عابدين، يخافون معصيتك ويتقربون بطاعتك
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
يمكن زيارة موقع الدكتور وديع على الانترنت
http://www.dr-wadee3.com/

وهاهو يضرب النصارى في مقتل ويفضح مخططاتهم فيقول :
أمى قالت لى: المسلمين أحسن مننا وبيعبدوا ربنا بصحيح مش زينا بوشين
هكذا تم تجميع الأناجيل وتحريف كلام المسيح
تساءلت مع ابن تيمية كيف يكون المسيح إلها وهو يسب هذا ويشتم ذاك؟
يسوع إله المسيحيين إله فاشل والأناجيل لا تعالج المس الشيطانى.
لو أن أحدا من المسلمين قال هذه المعلومات لخرجت أبواق الكنيسة علينا بكافة أنواع "الردح والشتم والسب متهمة أيانا بازدراء المسيحية وليس ببعيد أن يقدموا ضدنا بلاغا للنائب العام لمنعنا من الكتابة وعدم التعرض لـ "لديانة" المسيحية مثلما فعلوا مع الدكتور محمد عمارة والدكتور يوسف زيدان والدكتور زغلول النجار فى محاولات "صبيانية" لإرهاب كل من ينتقد ويكشف كذب وتزوير وتحريف نلك الكتب التى بين أيديهم ويسمونها كتبا "مقدسة", مع إن المفروةض أن من يجب ماكمته هى الكنيسة وكل القائمين عليها إبتداء من كبيرهم شنودة وإنتهاء بأصغر شماس وكاهن وراب وراهبة بتهمة خدش الحياء العام (راجع نشيد الإنشاد) و(فضائح التعميد) و(فضائح القساوسة فى الأديرة) والدعوة إلى الكفر بالله (راجع كتب الدكتور حنين عبد المسيح والأنبا مكسيموس وفضحهما لعبادة المسيحيين للتماثيل والصور وسجودهم لشنودة بدعوى قداسته وإنه معصوم من الخطأ وإنه يحل محل يسوع فى الأرض أى إنه إله)!!!
كما يجب محاكمة شنودة وأتباعه بتهمة التحريض على الفتنة الوطنية بسبب تصرفاته وتشجيعه للمسيحيين على تحدى سلطة الدولة وتحدى القانون والنظام العام والتعدى على رجال الشرطة وسب دين المسلمين ورسولهم الكريم والتحرش بالمسلمين والأستقواء بالدول الغربية.
نقول إن الذى يجب محاكمته هو شنودة والكنيسة وليس من قدم ضدهم بلاغات للنائب العام فهؤلاء لم يقولوا شيئا خارجا أو جارحا بل غنهم احقوا الحق ودحضوا الباطل الذى "يصبه" القساوسة فى أدمغة المسيحيين, وهم لم يأتوا بشىء من عندياتهم ولكنهم يقولون ما يقوله الكتاب العظيم (القرآن الكريم) وما تقوله كتبهم "الغير مقدسة" والتى تمتلىء بالتحريف والخريف والتزوير واللامعقول وبدلا من الأعتراف بالخطأ والعودة إلى طريق الحق نجدهم مثل أبو لهب وابو جهل يجادلون بالباطل دفاعا عن مصالحهم ورئاستهم لمسيحيين مغلوبين على أمرهم فهم لا يقرأون ولا يستطيعون مناقشة القساوسة وإلا كان مصيرهم الحرق والضرب والتعذين والقتل والأديرة مليئة بعدد لا يستهان به من هؤلاء الذين يبحثون عن الحق.
ولو كانت "الديانة" المسيحية ديانة حقيقية فلماذا يجلد ويحرق ويضرب ويجلد كل من يتركه بعد أن تأكد من إنها عبارة عن عبادة وثنية "كوكتيل من البوذية والأغريقية وعقيدة أيزيس وأوزوريس الفرعونية, وغذا كان شنودة يصرخ قائلا لا تطبقوا حد الردة على المسلمين الذين يعتنقون دين الكفر والتثليث فبماذا يصف كل هؤلاء المسيحيين الذين يتم مطاردتهم وقتلهم بدعوى إنهم تركوا "دين أبائهم"؟ أليس ذلك تطبيق حد الردة بشكل همجى بربرى بحق من أراد توحيد الإله وتنزيهه عن كافة "الأوساخ" التى تلصقونها به؟
لقد قرأت قصة إسلام الدكتور وديع أحمد فتحى وكان شماسا فى الكنيسة وكان أبوه قسيسا ودرس اللاهوت وقد اقتنع أن المسيحية دين خرافة وأسلم وقد عقد مقارنة بين دين الإسلام وبين ما يسمى بالأناجيل وغذا به يكشف لنا عن كم كبير من المفاجآت التى لو قرأها من لديه ذرة من تفكير أو عقل لرمى تلك الأناجيل فى أقرب "صفيحة قمامة" ولندم على كل يوم بل كل ثانية ظل فيها على وثنيته تلك.
على اية حال فإن تلك شهادة الدكتور وديع يسطرها لتكون شاهدا على تحريف وتزوير المسيحيين لما بين ايديهم من كتب "مقدية" ولتكون شاهدا على كل مسيحى يوم القيامة يأتى مدعيا إن أحدا لم ينبهه إلى أن ما يؤمن به ليس دينا بل شرك وكفر ووثنية, وهذا جزء من قصة إسلام الدكتور وديع كما جاءت بقلمه على موقعه بشبكة المعلومات.
يقول الدكتور وديع: تخرجت من كلية الطب عام 1977 من جامعة الأسكندرية – مصر وكان على أيامنا يتم اختبار (البول) لمرضى السكر بمادة كيمائية اسمها (بنيديكت) وهو محلول أزرق غامق، فاذا جاء مريض ليكشف وأردنا أن نتأكد من وجود مرض السكر عنده نطلب له على الفور اختبار بنيديكت للبول.
كان هذا الاختبار على أيامنا تطورا علميا خطيرا. وكنا نضع 5 سم من محلول بنيديكت الأزرق فى أنبوب الأختبار ونصب عليه 2 سم من بول المريض، ثم نضع أنبوب الأختبار بالبول والبنيديكت على النار حتى يصل الى درجة الغليان ثم نرفعه من على النار ونتركه يبرد فيتغير لون بنيديكت بالبول الى البرتقالى أو الأخضر بحسب نسبة السكر فى البول.
فى الثمانينيات من القرن الماضى حدث تقدم علمى واكتشفوا شرائط التحليل الفورى للسكر فى البول فألقى العالم – بنيديكت- فى الزبالة ونسيه التاريخ ولم يعد يذكره أحد وأصابنى مرض السكر فى زمن ارتفاع أسعار السكر وأزمة بطاقات التموين، فحمدت الله على المرض، كما أنى سأوفر ثمن السكر من ميزانية البيت، و حمدت الله على وجود نظام التأمين الصحى الذى يكفل لنا العلاج المجانى، وهو نظام أدخله الى مصر سنة 1965 – الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حسين – عليه رحمة الله.
كان أيامها مريض التأمين يصرف الأدويه من الصيدليات الخارجية، وكان التأمين الصحى يحقق أرباحا بالملايين ؟؟؟
ولقد ورثت مرض السكر من أمى التى كانت تسبب لنا حالة طوارىء بالمنزل، وكنا نحتفظ بمحلول بنيديكت وأنابيب الأختبار فى المنزل لنتابع حالتها باختبار بولها بالبنيديكيت، فلما ظهرت الشرائط الفورية ألقينا بنيديكت فى المرحاض واستغنينا عنه ونسيناهما ونساه العالم كله.
كلما تذكرت أمى تدمع عيناى وأتمنى أن أترحم عليها، لولا تحريم الإستغفار للمشركين، لأنها يوم علمت برغبتى فى الإسلام لم تعترض وتلقت الخبر بهدوء وظنت أننى أحب أن أتزوج فتاه مسلمة، مثلها مثل كل المسيحيين حين يعلمون أن مسيحيا أسلم، بينما هذا الموضوع لم يكن حقيقيا ولا جال بخاطرى.
قالت لى أمى (ومالهم المسلمين؟ أحسن مننا، وبيعبدوا ربنا بصحيح، مش زينا بوشين) ولكنها أذاعت الخبر فورا بين أفراد الأسرة، ففوجئت باجتماع عائلى، وأخذوا يعرضون على كل العروض:
هل تريد نقودا؟ نعطيك
هل تريد السفر لأمريكا؟ نذهب الى القساوسه فيرسلوك الى أحسن مستشفى أمريكيه لتعمل بها.
هل تريد أن تقتل أمك بحسرتها عليك؟
فحزنت جدا لأنها كانت عزيزة على بالرغم من سرعة غضبها بسبب مرض السكر وكانت الأمراض قد قهرتها، و شعرت أن أجلها يقترب فأجلت اشهارالأسلام مؤقتا، وتوفاها الله بعد ستة أشهر، ولم أشارك فى الصلاة عليها بالرغم من أننى كنت شماسا كبيرا يومئذ، لأن قلبى يومئذ كان قد رفض المسيحية تماما.
بعد انصراف كل أفراد الأسرة الى شؤنهم، أسرعت باشهار اسلامى فى يوم عيد العذراء فى 21أغسطس سنة 1993، ولما حاول بعضهم قتلى تركت مدينتى الأسكندرية واستقلت من وزارة الصحة، واختفيت فى محافظة البحيرة.
ظل أهلى يبحثون عن مكانى لم أنقطع عن الاتصال بهم تلفونيا للأطمئنان عليهم، حتى مرت سنتين وأنا فى حالة فقر، فاضطررت للتعاقد مع التأمين الصحى فى مدينة ايتاى البارود بمحافظة البحيرة, وعرف اخوتى مكانى، ولكن نار الأنتقام بردت (كما كنا نترك البول المغلى بالبنيديكت يبرد فيتغير لونه) فتحول حقدهم إلى مقاطعة كاملة، مع وابل من الشتائم كلما اتصلت بأحدهم فيشتم الإسلام والمسلمين.
كنت أسألهم ألا يمكن أن نترك الدين جانبا ونعرف بعض؟ فكنت أسمع المزيد من السب للإسلام مع أن أخوتى الأربعة منهم طبيب وثلاثة صيادلة وتساءلت: عن سهولة سب الإسلام فى أفواه المسيحيين؟
زال عجبى حين كنت أراجع الأناجيل لأجل تحقيق النصوص المسيحية فى (الكتاب الفصيح الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح) لشيخ الإسلام ابن تيميه – عليه رحمة الله .ووجدت أن الشيخ كتب منذ سبعة قرون يلوم المسيحيين على ما كتبوه فى الأناجيل التى ينسبونها لتلاميذ المسيح زاعمين أن المسيح ابن مريم – عليه السلام – كان كثير السب والشتم والعصبية والتهجم لأتفه الأسباب وبلا سبب؟؟؟؟ و كل علماؤهم يعلمون علم اليقين أن هذه الأناجيل نسبوها لتلاميذ المسيح بالتخمين فقط بدون أى دليل .!!! ثم جمعوها فى كتاب وكتبوا عليه جملة خطيرة (كتاب العهد الجديد لربنا يسوع المسيح) والمسيح لم يكتب فيه كلمة واحدة, ولا تلاميذه!!!
يروى لنا القس/ صموئيل مشرقى – رئيس الطائفة الأنجيلية السابق فى مصر(وهو للأنجيليين –بمثابة البطرك للأرثوذكس) فى ص. 20 من كتابه (استحالة تحريف الانجيل) الصادر 1980 ، كيف تم انشاء هذا (الكتاب المقدس) بعد المسيح بأكثر من ثلاثة قرون فى سنة 325م. حين أراد الأمبراطور الوثنى (قسطنطين) أن يوحد الأمبراطورية، فوجد أن أغلب شعبها وثنيين ومسيحيين، فاعترف بالمسيحية – دينا رسميا فى الدولة – بعد الوثنية، ولكنه وجدهم مختلفين دينيا، فأراد توحيدهم، فعقد لهم اجتماعا فى مدينة (نيقية)، على أني حضر كبار رجال الدين من كل بلد فى العالم المسيحى ومعهم كتابهم المقدس، و يقول القس صموئيل: فاجتمع أكثر من ثلاثة اّلاف من البطاركه والقساوسة والشمامسة والعلماء، ومعهم أكثر من مائة انجيل، فلم يتفقوا على شىء، ولكن 318 منهم اختاروا أربعة أناجيل تقوم على أساس عقائد التثليث والصلب (وهذا يوافق عقيدة الإمبراطور الوثني عن الإله الأب وزوجته من البشر وابنه منها— الذى يرسله لأصلاح البشر فيقتلوه ثم يقيمه من الموت) ففرح بهم الأمبراطور، وطرد الباقين وهم 9/10 ممثلى مسيحيى العالم ومعهم أكثر من 96 أنجيلا منها الكتب التى ترجع الى تلاميذ المسيح بالفعل ومنها: انجيل توما وانجيل برنابا وانجيل العبرانيين (اليهود) وانجيل مريم وانجيل برثلماؤس وانجيل طفولية يسوع وانجيل المصريين (مرقس)…..ألخ. وقالوا ان هذه الكتب الأربعة كلها من وحى الله، وما غيرها فهو محرف (أبوكريفا).
يكمل القس: ان الذين كتبوا هذه الكتب انما كتبوها للاستعمال الشخصى ولم يكونوا يظنون أنها ستصبح فى يوم من الأيام أناجيل. وكانت فى البداية كتيبات صغيرة، ثم تم تجميعها بعد ذلك وبعد ذلك أضاف لها اّخرون بعض الشرح والمعلومات حتى كبرت وصارت كتبا وتم الاعتراف بوحيها وقدسيتها والتصديق عليها من الـ 318 المجتمعين فى مجمع نيقية سنة 325 على أن ما فيها مكتوب بوحى اللهّّّ!!!!!!
أقول أيضا :هذا ما تعلمته من أبى العالم الكبير فى النصرانية لأنه كان واعظا فى جمعية أصدقاء الكتاب المقدس، ومن القساوسة. بدأ المجتمعون فى المجمع س.325 م. يتساءلون: ماذا سيدعون أسماء هذه الكتب المجهولة؟- ووجدوا أن أحد الكتب يذكر قصة دعوة المسيح لأحد جامعى الضرائب، واسمه (متى) ليكون تلميذا، فدعوه (انجيل متى).
والثانى وجدوه يذكر قصة شاب كان موجودا مع المسيح يوم القبض عليه، وكان عاريا تماما فى تلك الليلة الباردة إلا من أزار؟؟؟ وفكروا أن أصغر أتباع بولس هو (مرقس) فدعوه (انجيل مرقس).
والثالث عبارة عن مجموعة من الرسائل من صديق إلى صديقه يروى له قصة المسيح، ووجدوا أسلوبه راقيا، فقالوا لعله (لوقا) الطبيب تابع بولس، فدعوه (انجيل لوقا (.
والرابع وجدوه يقول أن يسوع كان يحبه، حتى أنه كان دائما يضع رأسه على صدر يسوع كلما أراد أن يكلمه؟؟ فقالوا لعله (يوحنا) ابن خالته، فدعوه ( انجيل يوحنا)؟؟؟؟؟
وهذا هو الوحى المسيحى، وأقسم بالله أننى صادق فى كل كلمة كتبتها .
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية عليه رحمة الله: أنهم كتبوا عن المسيح أنه كان يكررالسب والشتم كثيرا.
وبحثت فى الأناجيل فوجدتهم كتبوا أن تلاميذه كانوا يخافون أن يسألوه عن أى شىء (مرقس 9 : 32) خوفا من كثرة انتقاده لهم (مرقس 7: 18،، 8: 17 ،، 9 : 19) بلا انقطاع، حتى الى يوم اصعاده الى السماء (مرقس16: 14 ) (وبخ عدم ايمانهم)، وجاءته امرأة تطلب شفاء ابنتها من الصرع الشيطانى، فشتمها قائلا انها من جنس الكلاب (متى 15 : 22-28) وهذا هو كلام التلمود اليهودى الذى كتبوا فيه أن كل الأمم (كلاب) – مخلوقين لخدمة بنى اسرائيل، ولكن المرأة أحرجت المسيح بقولها ان الكلاب تأكل من الفتات، فاضطر لأرضائها ومدحها أمام الجميع فبرأت ابنتها؟؟؟ .
وكتبوا أن المسيح شتم الحاكم لأن المسيح سمع الناس يقولون أن الحاكم يريد أن يقتله (لوقا 13: 31-32) مع أن الأنجيل كتب أن هذا الحاكم كان يطلب أن يرى يسوع (لوقا 9: 9( و فرح لما راّه ( لوقا 23: من كثرة ما سمع عنه ولم يرض بقتله؟ فأى إله هذا الذى لا يعلم حقيقة الأمور ويعتمد فى أحكامه على الشائعات ويشتم؟؟؟.
ووجدته يسب كل من يطلب منه اّيه (معجزة) ( متى 12: 38 ،،،16: 1) لماذا لا يكتفى برفض الطلب بأدب وبكلام مقنع؟؟؟ الأمم كلاب واليهود فاسقين؟؟؟ فمن بقى يستحق أن يكلم المسيح –الوديع المتواضع؟؟؟
وقرأت أنه أخذ يسب تلاميذه بغضب شديد حين فشلوا فى اخراج روح نجس (جنى) من جسم طفل (مرقس 9 : 19) مع أن فشلهم هذا هو فشل للأنجيل الذى يزعم أن المسيح إله، وهو أيضا فشل لألوهية المسيح الذى زعم الأنجيل أنه أعطى لتلاميذه السلطان على اخراج جميع أنواع الشياطين (الجان) (متى 10 : 1،، لوقا 9: 1) فمتى فشلوا يكون الفاشل هو مصدر السلطان؟ فهل المصدر هو المسيح أم مؤلف الأناجيل؟؟؟
والأهم أنهم زعموا أن المسيح اتهمهم بأنهم فشلوا بسبب عدم صومهم (مرقس 9 : 29) بينما هو الذى أمرهم بعدم الصوم؟؟؟ (لوقا 5: 33 ،،،متى 9 : 14) فهل نسى المسيح أم نسى مؤلف الأنجيل؟؟؟.
وكتبوا كذلك أن المسيح كلما رأى رجال الدين يسبهم بكل فئاتهم، وكأنه لا يعلم شيئا عن الدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة؟ (لوقا 11: 42-48،،،، متى 23: 13) ونسى المسيح أو مؤلف الأنجيل أن المسيح أمر تلاميذه و ك لأتباعه أن يتعلموا من رجال الدين اليهود وينفذوا كل ما يتعلموه منهم (متى 23 : 1)، بعد أن حذر تلاميذه من تعاليمهم؟؟؟ ( متى 16 : 11- 12)؟

وهذه قصيدة شعر كتبها الشيخ الدكتور وديع في كاميليا وأخواتها :

.عَـجَـزَ اللسَانُ عَن البيان وأطـْبــَقـتْ
شـَـفـتـايَ صَمْـتاً من هُمُوم ٍ حَلـَّتِ

2.ماذا أقــُـولُ وقــدْ رأيْـتُ تـَخـَــاذلاً
رَغِـمَـتْ لهُ أنـْـفُ الكِــرَام وذلــَّـتِ

3.يا ألفَ مليون ٍ ونِـصْــفٍ مُسْــلِـمًا
مَاذا دَهـَـانـَـا نـَـرْتـَـضِــي بمَـذلــَّــةِ !

4.أجْـلــَى اليهودَ رُسُولـُـنـَا من خـَيـْبـَر ٍ
إثـْــرَ احْـتِـيَـال ٍ رَامَ كـَشـْـفَ العَـوْرَةِ

5.والرّومُ يَـغــزوها الأميرُ المُعتصمْ
ثــَأراً لِـمُـسْـلِـمَــةٍ دَعَــتـْــهُ بـِعِــزَّةِ

6.ما بَـالـُـنـَا هانـَتْ علينا أخـْـتـُـنـا
كـَامِـيـلِــيَــا ودُمُــوعُـهَـا مَا جَـفــَّتِ

7.حَـبَــسُوكِ في دَيْــر الهَــوَان وأجمعوا
أمــراً مــريداً ، يا لها من محنةِ

8.قالوا اقـتلوها ؛ قد صَبـَتْ عن كفركمْ
أبَتِ المَـسِـيــحَ وصَـلـبَـهُ وتـَـخـَـلـَّتِ

9.صرخت : أنا الإسلام ديني ليس لي
ربّ سِوَى الرحمن ، تِـلكَ عقيدتي

10.سأظل أجهَـرُ : لا إله سوى الذي
خـَـلـَـقَ المَسِــيـحَ وأمَّهُ ، هي مِلــَّـتِي

11.حاشاهُ جلَّ عن الحَـليلةِ و الوَلدْ
وشَـريعـَــة ُ الإسْـلام تِلكَ شَـريـعَــتـِي

12.لوْ زالتِ الشـُّـمّ الرواسِـخُ أو هَوَتْ
أنا ليسَ تـَهوِى أو تـَزُولُ عَـزيمَـتي

13.أنا للإلهِ الحَـقّ رَبِّ مُــحَــــمـَّــــدٍ
والأنبيا مِنْ قـَبـْـلُ أُسْـلِــمُ وجـْـهَــتِي

14.صرخوا بصوتٍ هادِر : لا تنطقي
بـشـهـادةِ التوحِـيـدِ ـ كَـلا ؛ فاسْـكُـتي

15.صرختْ : دَعُوني وَيْحَـكُمْ مَاذا جَرَى
قـلبي إلى الرّحمن تـَابَ ومُهْـجَـتي

16.كُـفـّـوا عن الإيذاءِ إني مُسْـلِـمَة ْ
أو فاقـتـلــوني كَيْ أنــالَ شَـهادتِي

17.هل تـنقِـمُونَ سِوى اتباع مُحَمدٍ
فـنـُـسَامُ خـَسْـفاً بعدَ عَهْدِ العزةِ

18.أنا لست أخشى القتل أو تعذيبكم
جسدي يهُونُ ولا تهُونُ عقيدتي

19.ربَّـاهُ جَمِّدْ في العُرُوق دِمَاءَهُمْ
وأذِقـهُــمُ نار السَّعِـير تـَـلـَــظـَّتِ

20.أينَ الكُمَاة ُ الغاضِـبُونَ لدينهمْ
ولأختهـِمْ والعِـرض أو حُـريتي

21.أرَضِـيتـُـمُـوني للهَـوَان فريسة ً
عبد الصليب يُـذلـَّـنِِي ! ما حيلتي ؟

22.أسلمْـتـُوني ـ رَغمَ إسلامي ـ لهُمْ
فاللهُ حَـــسْــبــي فيكُـمُ يا أمَّــتِـي

23.ووفاءُ قسطنطينُ لمَّــا أسْـلمَـتْ
فــُجـِعَـتْ بمِـثـْــل مصيبتي وفجيعتي

24.وكذا كرسْــتِـيـنـَا ومَريَانَ التي
دَانـَـتْ بـِـدِيـن الحَــقِّ مِـثــل تِـريـزةِ

25.أنا لستُ أبكي من جراح فِعـَالِهمْ
فـلها الـْـتِـئـَـامٌ سوفَ يُسكِتُ آهَــتي

26.لكنْ بُكَائِـي من هَـوَاني فِـيكُـمُ
وعظيمُ حُـزني منْ تـخــاذل أمَّــتي

27.ماذا دهاكُـمْ في عُـرُوقِـكُـمُ دمٌ
أمْ صُــبَّ مــاءٌ باردٌ يا إخـْـــوتـِـي

28.أختاهُ لا تـتـقـهـقـري وتمثــَّـلي
بالسَّالِـفــَـاتِ كـَـآسِـيَا وسُــمَـيــَّـةِ

29.ولسوف ينصُرُكِ العزيزُ مؤزراً
ويُـذِيــقُ مَنْ قـهَــرُوكِ شـَــرَّ مَـثــُـوبةِ

30.وسَلامُ رَبِّ العَالمِــيـنَ عَـليكِ يا
أُختَ العقيدةِ والكَـرَامَةِ ، فاثـْـبُـتِــي

وهذه قصيدة أخرى كتبها الشيخ حامد العلي في كاميليا أيضاً :

سلامِي على بنْتِ الكَنانـةِ وافِيـا ** فبلـّغ سِلامِي بالدّموعِ كَمِيلِيـَا
أتعجبُ من دمعي ؟!فلستَ بعـالمٍ ** بما حـلَّ في أرضِ الكنانـةِ بادِيا
تعلَّمْ ، لقد جلَّ المصـاب بأخِتنـا ** وفجَّـرَ منها الدمـعَ بالخدِّ جاريا
تئنُّ من الخذلانِ أنـَّةَ مُثقـــلٍ ** بكـلِّ تباريحٍ تُشيبُ النواصيـا أأُسْلمُ
والإسلامُ يحمــي نساءَهُ ** فأُتركُ تحتَ الديرِ ألْقى الدواهيـا؟!
يعذّبنـي قَسُّ ، وقَسُّ يُذيقـُـني ** من السَّوطِ ضربا مُوجعـاً متواليا
وأُجعلُ في قبـوٍ كأنَّ جـــدارَه ** يدير عيونــاً تحملُ الموتَ ناعيا
يريدان منّي أنْ أعودَ لكفرِهِــم ** وأتْركَ ديــنَ الحقِّ نوراً وصافيا
فقلتُ وقد ألقوْا على الظهرِ سوطَهم ** تبِعْتُ على الإسلام أحمدَ هاديـا
وقلتُ وقدْ بلَّتْ دمائِي وأدمْعـي ** بقيـَّةَ جسْـمٍ يحمل الحزنَ وانيـا*
شهدتُ ولنْ أنفي شهادةَ مسْلمٍ ** لربِّيَ بالتوحيــدِ فرداً وعاليــا
وليسَ له إِبـْنٌ ، وإنَّ مسيحَنـا ** رسولٌ وعبـدُالله ، ليسَ إلاهِيـِـا
يُرادُ إنقـيادي للضَّلال ومادرْوا ** بما ذاقَ مـَـنْ ذاقَ الهدايةَ ما هِـيا
فلمَّا سَلوْا عنّي رفعــتُ تضرُّعي ** وناديــتُ ربّي أستجيشُ فؤاديـا
فما قال أشكو الحاقدينَ من العدى ** ولكنْ من الخذلانِ أصبحتُ شاكيا

وفي الختام ...

وبعد هذا الاستعراض لكلّ الأحداث السّابقة وما خفي كان أعظم وأعظم فلا بدّ على كلّ مسلم عاقل أن يهتمّ لأمر دينه وإسلامه ولذروة سنام هذا الدّين وهو الولاء لكلّ من وآلى الله ورسوله وأئمّة المسلمين والبراء من كلّ من خالف الله ورسوله ولننتبه لما يحاك بأمّة الإسلام من مكر الليل والنهار والمؤامرات والمؤتمرات والتي هدفها إسقاط هذه الأمّة
فإنّ المتأمّل لواقع أمته ليقف حائراً عندما يسأل نفسه: لماذا تهاون النّاس في الدّين؟
مع أنَّه لو تتبَّع الأسباب لبلغ إلى الحكم بأنَّ التهاون في الدّين أوّلاً وآخراً ناشئ عن الاستبداد والظلم والقهر.
وقد اتَّفق العلماء الذين أكرمهم الله تعالى بوظيفة الأخذ بيد الأمم في بحثهم عن المهلكات والمنجيات ، على أنَّ فساد الأخلاق يُخرج الأمم عن أن تكون قابلة للخطاب ، وأنَّ معاناة إصلاح الأخلاق من أصعب الأمور وأحوجها إلى الحكمة البالغة والعزم القويّ ، وذكروا أنَّ فساد الأخلاق يعمُّ المستبدَّ وأعوانه وعمّاله ، ثمَّ يدخل بالعدوى إلى كلّ البيوت ، ولا سيما بيوت الطبقات العليا التي تتمثَّل بها السفلى. وهكذا يغشو الفساد، وتمسي الأمّة يبكيها المحبُّ ويشمت بها العدو، وتبيت وداءها عياء يتعاصى على الدّواء.
وقد سلك الأنبياء عليهم السّلام ، في إنقاذ الأمم من فساد الأخلاق ، مسلك الابتداء أوّلاً بفكِّ العقول من تعظيم غير الله والإذعان لسواه. وذلك بتقوية حسن الإيمان المفطور عليه وجدان كلُّ إنسان ، ثمَّ جهدوا في تنوير العقول بمبادئ الحكمة ، وتعريف الإنسان كيف يملك إرادته أي حرّيته في أفكاره ، واختياره في أعماله ، وبذلك هدموا حصون الاستبداد وسدّوا منابع الفساد.
ثمَّ بعد إطلاق زمام العقول ، صاروا ينظرون إلى الإنسان بأنَّه مكلَّف بقانون الإنسانية ، ومطالب بحسن الأخلاق ، فيعلّمونه ذلك بأساليب التّعليم المقنعة وبثّ التّربية وتهذيب النفس.
والحكماء السّياسيون الأقدمون اتَّبعوا الأنبياء –عليهم السّلام- في سلوك هذا الطريق وهذا الترتيب ، أي بالابتداء من نقطة دينيّة فطرية تؤدّي إلى تحرير الضّمائر، ثمَّ باتِّباع طريق التّربية والتهذيب بدون فتورٍ ولا انقطاع.
أمّا المتأخّرون من قادة العقول في الغرب والشرق ، فمنهم فئة سلكوا طريقة الخروج بأممهم من حظيرة الدّين وآدابه النفسية ، إلى فضاء الإطلاق وتربية الطبيعة ، زاعمين أنَّ الفطرة في الإنسان أهدى سبيلاً ، وحاجته إلى النظام تغنيه عن إعانة الدّين ، التي هي كالمخدّرات سموم تعطِّل الحسَّ بالهموم ، ثمّ تذهب بالحياة ، فيكون ضررها أكبر من نفعها. تماماً كما دعت الآن الدّيمقراطية أتباعها البلهاء.
وقد ساعدهم على سلوك هذا المسلك ، أنَّهم وجدوا أممهم قد فشا فيها نور العلم ، ذلك العلم الذي كان منحصراً في خدمة الدّين عند المصريّين والآشوريين ، ومحتَكَراً في أبناء الأشراف عند الغرناطيين والرّومان، ومخصصاً في أعداد من الشّبان المنتخبين عند الهنديين واليونان ، حتى جاء العرب بعد الإسلام ، وأطلقوا حرية العلم ، وأباحوا تناوله لكلِّ متعلم ، فانتقل إلى أوربا حرّاً على رغم رجال الدّين، فتنوَّرت به عقول الأمم على درجات ، وفي نسبتها ترقَّت الأمم في النعيم ، وانتشرت وتخالطت ، وصار المتأخِّر منها يغبط المتقدِّم ويتنغَّص من حالته ، ويتطلَّب اللحاق ، ويبحث عن وسائله. فنشأ من ذلك حركة قوية في الأفكار، وحركة معرفة الخير والغيرة على نواله ، حركة معرفة الشرّ والأنَفَة من الصّبر عليه ، حركة السّير إلى الأمام رغم كلِّ معارض. اغتنم زعماء الحرّية في الغرب قوّة هذه الحركة وأضافوا إليها قوات أدبية شتّى ، كاستبدالهم ثقالة وقار الدّين بزهوة عروس الحرية ، حتى إنَّهم لم يبالوا بتمثيل الحرية بحسناء خليعة تختلي النفوس. وكاستبدالهم رابطة الاشتراك في الطاعة للمستبدين برابطة الاشتراك في الشؤون العمومية، ذلك الاشتراك الذي يتولّد منه حبُّ الوطن. وهكذا جعلوا قوّة حركة الأفكار تيّاراً سلّطوه على رؤوس الرّؤوس من أهل السّياسة والدّين. ثمَّ إنَّ هؤلاء الزعماء استباحوا القساوة أيضاً ، فأخذوا من مهجورات دينهم قاعدة (الغاية تبرّر الوسيلة)، كجواز السّرقة إذا كانت الغاية من صرف المال في سبيل الخير، وقاعدة (تثقيل الذمّة يبيح الفعل القبيح) كشهادة الزّور على ذمّة الكاهن التي يتحمَّل عنها خطيئتها ، ودفعوا الناس بها إلى ارتكاب الجرائم الفظيعة التي تقشعرُّ منها الإنسانية، التي لا يستبيحها الحكيم الشرقي لما بين أبناء الغرب وأبناء الشرق من التّباين في الغرائز والأخلاق.
والأمر الغريب ، أنَّ كلَّ الأمم المنحطّة من جميع الأديان تحصر بلية انحطاطها السّياسيّ في تهاونها بأمور دينها ، ولا ترجو تحسين حالتها الاجتماعية إلاّ بالتمسُّك بعروة الدّين تمسّكاً مكيناً، ويريدون بالدّين العبادة ، ولنِعم الاعتقاد لو كان يفيد شيئاً ، لكنه لا يفيد أبداً لأنه قولٌ لا يمكن أن يكون وراءه فعل ، وذلك أنَّ الدين بذرٌ جيّد لا شبهة فيه ، فإذا صدقت مغرساً طيّباً نبت ونما ، وإن صادف أرضاً قاحلة مات وفات ، أو أرضاً مغراقاً هاف الاستبداد بصرها وبصيرتها ، وأفسد أخلاقها ودينها ، حتى صارت لا تعرف للدّين معنى غير العبادة والنّسك اللذين زيادتهما عن حدِّهما المشروع أضرُّ على الأمّة من نقصهما كما هو مشاهد في المتنسّكين وكذبة المتصوّفة والمتزهّدين.
نعم! الدّين يفيد الترقّي الاجتماعي إذا صادف أخلاقاً فطرية لم تفسد، فينهض بها كما نهضت الأمّة الإسلامية بالعرب، تلك النهضة التي نتطلبها منذ ألف عام عبثاً.
وقد علَّمنا الواقع المرير – مع الأسف - أنَّ أكثر الناس لا يحفلون بالدّين إلاّ إذا وافق أغراضهم ، أو لهواً ورياءً ، وعلمنا أنَّ الناس عبيد منافعهم وعبيد الزمان ، وأنَّ العقل لا يفيد العزم عندهم ، إنما العزم عندهم يتولّد من الضّرورة أو يحصل بالسائق المجبر. ولا يستحي الناس من أن يُلزموا أنفسهم باليمين أو النذر. بناءً عليه ما أجدر بالأمم المنحطّة أن تلتمس دواءها من طريق إحياء العلم وإحياء الهمّة مع الاستعانة بالدين .
" يا قومُ: سامحكم الله، لا تظلموا الأقدار، وخافوا غيرة المنعم الجبّار. ألم يخلقكم أكفاءً أحراراً طلقاء لا يثقلكم غير النّور والنسيم ، فأبيتم إلاّ أن تحملوا على عواتقكم ظلم الضعفاء وقهر الأقوياء؟! لو شاء كبيركم أن يُحمِّل صغيركم كرة الأرض لحنيَ له ظهره ، ولو شاء أن يركبه لطأطأ له رأسه. ماذا استفدتم من هذا الخضوع والخشوع لغير الله؟ وماذا ترجون من تقبيل الأذيال والأعتاب وخفض الصوت ونكس الرّأس؟ أليس منشأ هذا الصّغار كلِّه هو ضعف ثقتكم بأنفسكم، كأنِّكم عاجزون عن تحصيل ما تقوم به الحياة؟ وحسب الحياة لُقيماتٍ من نباتٍ يقمن ضلع ابن آدم ، وقد بذلها الخلاّق لأضعف الحيوان، وهذه الوحوش تجد فرائسها أينما حلَّت ، وهذه الهوام لا تفقد قوتها.. فما بال الرَّجل منكم يضع نفسه مقام الطفل الذي لا ينال حاجته إلاّ بالتذلُّل والبكاء، أو موضع الشيخ الفاني الذي لا ينال حاجته إلاّ بالتملُّق والدُّعاء؟".
"يا قوم: رفع الله عنكم المكروه ، ما هذا التفاوت بين أفرادكم وقد خلقكم ربكم أكفاء في البنية ، أكفاء في القوّة ، أكفّاء في الطبيعة، أكفَّاء في الحاجات ، لا يفضل بعضكم بعضاً إلاّ بالفضيلة ، لا ربوبية بينكم ولا عبودية؟ والله ليس بين صغيركم وكبيركم غير برزخٍ من الوهم. ولو درى الصغير بوهمه، العاجز بوهمه، ما في النفس الكبير المتآله من الخوف منه لزال الإشكال وقضي الأمر الذي فيه تشقون! يا أعزاء الخلقة ، جهلاء المقام ، كان الناس في دور الهمجية ، فكان دُهاتهم بينهم آلهة وأنبياء ، ثمَّ ترقّى النّاس ، فهبط هؤلاء لمقام الجبابرة والأولياء، ثمَّ زاد الرّقيّ فانحطَّ أولئك إلى مرتبة الحُكَّام والحكماء ، حتى صار النّاس ناساً فزال العمى ، وانكشف الغطاء ، وبان أنَّ الكلَّ أكفاء. فأناشدكم الله في أي الأدوار أنتم؟ ألا تفكِّرون؟".
"يا قومُ: جعلكم الله من المهتدين، كان أجدادكم لا ينحنون إلاّ ركوعاً لله ، وأنتم تسجدون لتقبيل أرجل المنعِّمين ولو بلقمةٍ مغموسةٍ بدم الإخوان ، وأجدادكم ينامون في قبورهم مستوين أعزاء، وأنتم أحياء معوَّجة رقابكم أذلاّء! البهائم تودُّ لو تنتصب قاماتها وأنتم من كثرة الخضوع كادت تصير أيديكم قوائم. النّبات يطلب العلو وأنتم تطلبون الانخفاض. لفَظَتكم الأرض لتكونوا على ظهرها وأنتم حريصون على أن تنغرسوا في جوفها ، فإنْ كانت بطن الأرض بغيتكم ، فاصبروا قليلاً لتناموا فيها طويلاً".
"يا قومُ: ألهمكم الله الرّشد ، متى تستقيم قاماتكم وترتفع من الأرض إلى السّماء أنظاركم ، وتميل إلى التّعالي نفوسكم ، فيشعر أحدكم بوجوده في الوجود ، فيعرف معنى الأنانية ليستقلّ بذاته لذاته ، ويملك إرادته واختياره ويثق بنفسه وربّه ، لا يتكِّل على أحد من خلق الله اتِّكال الناقص في الخلق على الكامل فيه، أو اتِّكال الغاصب على مال الغافل أو الكلِّ على سعي العامل، بل يرى أحدكم نفسه إنساناً كريماً يعتمد على المبادلة والتعاوض فيسلّف ، ثمَّ يستوفي ، ويستوفي على أن يفي ، بل ينظر في نفسه أنَّه هو الأمّة وحده ، وما أجدر بأحدكم أن يعمل لدنياه بنفسه لنفسه ، فلا يتَّكل على غيره ، كما يعمل الإنسان ليعبد الله بشخصه لا ينيب عنه غيره ؟ فإذا فعلتم ذلك أظهر الله بينكم ثمرة التضامن بلا اشتراط ، والتقاضي بلا محاشرة ، فتصيرون بنعمة الله إخواناً".
"يا قوم: أبعد الله عنكم المصائب وبصَّركم بالعواقب. إن كانت المظالم غلَّت أيديكم ، وضيَّقت أنفسكم ، حتى صغرت نفوسكم ، وهانت عليكم هذه الحياة وأصبحت لا تساوي عندكم الجهد والجدّ وأمسيتم لا تبالون أتعيشون أم تموتون ، فهلاّ أخبرتموني لماذا تحكِّمون فيكم الظالمين حتى في الموت؟ أليس لكم من الخيار أن تموتوا كما تشاؤون ، لا كما يشاء الظالمون؟ هل سلب الاستبداد إرادتكم حتى في الموت؟ كلا والله: إن أنا أحببت الموت أموت كما أحبّ ، لئيماً أو كريماً ، حتفاً أو شهيدا ً، فإن كان الموت ولا بدَّ، فلماذا الجبانة؟ وإن أردت الموت ، فليكن اليوم قبل الغد ، ولكن بيدي لا بيد عمرو.

وطعم الموت في أمرٍ صغير كطعم الموت في أمرٍ عظيمِ

"يا قومُ: أناشدكم الله ، ألا أقول حقاً إذا قلتُ إنَّكم لا تحبُّون الموت ، بل تنفرون منه ، ولكنكم تجهلون الطريق فتهربون من الموت إلى الموت ، ولو اهتديتم إلى السّبيل لعلمتم أنَّ الهرب من الموت موتٌ ، وطلب الموت حياة ، ولعرفتم أنَّ الخوف من التعب تعبٌ ، والإقدام على التعب راحةٌ ، ولفطنتم إلى أنَّ الحريّة هي شجرة الخلد ، وسُقياها قطرات من الدّم الأحمر المسفوح ، والأسارة هي شجرة الزقّوم ، وسقياها أنهر من الدّم الأبيض أي الدموع، ولو كبرت نفوسكم لتفاخرتم بتزيين صدوركم بورد الجروح لا بوسامات الظالمين؟!".
"يا قومُ: وأعني منكم المساكين ..
أيّها المسلمون:
إنَّ جرثومة دائنا هي خروج ديننا عن كونه دين الفطرة والحكمة ، دين النظام والنشاط ، دين القرآن الصّريح البيان ، إلى صيغة أنَّا جعلناه دين الخيال والخبال ، دين الخلل والتشويش ، دين البِدَع والتّشديد ، دين الإجهاد. وقد دبَّ فينا هذا المرض منذ ألف عام ، فتمكَّن فينا وأثَّر في كلِّ شؤوننا، حتى بلغ فينا استحكام الخلل في الفكر والعمل أننا لا نرى في الخالق - جلَّ شأنه - نظاماً فيما اتَّصف ، نظاماً فيما قضى ، نظاماً فيما أمر ، ولا نطالب أنفسنا فضلاً عن آمرنا أو مأمورنا بنظامٍ وترتيبٍ واطِّراد ومثابرة.
وهكذا أصبحنا واعتقادنا مشوَّش، وفكرنا مشوَّش، وسياستنا مشوَّشة، ومعيشتنا مشوَّشة. فأين منا والحالة هذه الحياة الفكرية، الحياة العمليّة، الحياة العائلية، الحياة الاجتماعية، الحياة السياسية؟!".
"يا قومُ: قد ضيَّع دينكم ودنياكم ساستكم الأوّلون وعلماؤكم المنافقون، وإنّي أرشدكم إلى عملٍ إفرادي لا حرج فيه علماً ولا عملاً: أليس بين جنبي كلِّ فردٍ منكم وجدان يميّز الخير من الشرّ، والمعروف من المنكر ولو تمييزاً إجماليّاً؟ أما بلغكم قول معلِّم الخير نبيّكم الكريم عليه أفضل الصّلاة والتسليم: "لتأمرنَّ بالمعروف ولتنهونَّ عن المنكر أو ليسلِّطنَّ الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم"، وقوله: "من رأى منكم منكراً فليغيّره بيده، وإن لم يستطع فبلسانه، وإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان"؟!
"وأنتم تعلمون إجماع أئمة مذاهبكم كلِّها على أنَّ أنكر المنكرات بعد الكفر هو الظُّلم الذي فشا فيكم، ثمَّ قتل النَّفس، ثمَّ، وثمَّ،... وقد أوضح العلماء أنَّ تغيير المنكر بالقلب هو بغض المتلبِّس فيه بغضاً في الله. بناءً عليه فمن يعامل الظالم أو الفاسق غير مضطرّ، أو يجامله ولو بالسّلام، يكون قد خسر أضعف الإيمان والعياذ بالله".
"ولا أظنكم تجهلون أنَّ كلمة الشّهادة، والصّوم والصّلاة، والحجّ والزّكاة، كلّها لا تغني شيئاً مع فقد الإيمان، إنّما يكون القيام حينئذٍ بهذه الشّعائر، قياماً بعاداتٍ وتقليدات وهوسات تضيع بها الأموال والأوقات".
"بناءً عليه فالّدين يكلِّفكم إن كنتم مسلمين، والحكمة تُلزِمكم إن كنتم عاقلين: أن تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر جهدكم، ولا أقلّ في هذا الباب من إبطانكم البغضاء للظالمين والفاسقين، وأظنّكم إذا تأمَّلتم قليلاً ترون هذا الدّواء السهل المقدور لكلِّ إنسانٍ منكم ، يكفي لإنقاذكم ممّا تشكون. والقيام بهذا الواجب متعيّن على كلِّ فرد منكم بنفسه، ولو أهمله كافّة المسلمون. ولو أنَّ أجدادكم الألين قاموا به لما وصلتم إلى ما أنتم عليه من الهوان. فهذا دينكم، والدّين ما يدين به الفرد لا ما يدين به الجمع، والدّين يقينٌ وعمل، لا علمٌ وحِفظٌ في الأذهان. أليس من قواعد دينكم فرض الكفاية وهو أن يعمل المسلم ما عليه غير منتظرٍ غيره؟!".
"فأناشدكم الله يا مسلمين: أن لا يغرَّكم دين لا تعملون به وإن كان خير دين، ولا تغرنَّكم أنفسكم بأنَّكم أمّة خير أو خير أمّة، وأنتم المتواكلون المقتصرون على شعار: لا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم. ونِعْمَ الشِّعار شعار المؤمنين، ولكن؛ أين هم؟ إنّي لا أرى أمامي أمَّةً تعرف حقاًّ معنى لا إله إلا الله، بل أرى أمَّةً خبلتها عبادة الظالمين!".

"أدعوكم وأخصُّ منكم النُّجباء للتبصُّر والتبصير فيما آل إليه المصير، أليس مطلق العربي أخفّ استحقاراً لأخيه الغربي؟ هذا الغربي قد أصبح مادّياً لا دين له غير الكسب، فما تظاهرُه مع بعضنا بالإخاء الدّيني إلاّ مخادعةً وكَذِباً. هؤلاء الفرنسيس يطاردون أهل الدّين، ويعملون على أنَّهم يتناسونه، بناءً عليه؛ لا تكون دعواهم الدِّين في الشَّرق، إلاّ كما يغرِّد الصّيّاد وراء الأشباك!
لو كان للدّين تأثير عند الغربيّ لما كانت البغضاء بين اللاّتين والسكسون، بل بين الطليان والفرنسيس، ولما كانت بين الألمان والفرنسيّين الغربيّين.
الغربيّ أرقى من الشرقيّ علماً وثروة ومنعة، فله على الشرقيين إذا واطنهم السّيادة الطبيعيّة. أمّا الشرقيّون فيما بينهم، فمتقاربون لا يتغابنون.
الغربيّ يعرف كيف يسوس، وكيف يتمتَّع، وكيف يأسر، وكيف يستأثر. فمتى رأى فيكم استعداداً واندفاعاً لمجاراته أو سبقه، ضغط على عقولكم لتبقوا وراءه شوطاً كبيراً كما يفعل الروس مع البولونيين، واليهود والتتار، وكذلك شأن كلِّ المستعمرين. الغربي مهما مكث في الشرق لا يخرج عن أنَّه تاجر مستمتع، فيأخذ فسائل الشرق ليغرسها في بلده التي لا يفتأ يفتخر برياضها ويحنُّ إلى أرباضها.
قد مضى على الهولانديين في الهند وجزائرها، وعلى الرّوس في القوقاز ، مثلما أقمنا في الأندلس، ولكنْ؛ ما خدموا العلم والعمران بعشر ما خدمناها، ودخل الفرنساويون الجزائر منذ سبعين عاماً، ولم يسمحوا بعد لأهلها بجريدةٍ واحدة تُقرَأ. نرى الإنكليزي في بلادنا يُفضِّل قديد بلاده، وسمك بحاره، على طريِّ لحمنا وسمكنا. فهلا والحالة هذه تبصرون يا أولي الألباب؟".
"وأنت أيها الشرق الفخيم رعاك الله. ماذا دهاك؟ ماذا أقعدك عن مسراك؟ أليست أرضك تلك الأرض ذات الجنان والأقنان، ومنبت العلم والعرفان، وسماؤك تلك السّماء مصدر الأنوار، ومهبط الحكمة والأديان، وهواؤك ذاك النّسيم العدل، لا العواصف والضّباب. وماؤك ذاك العذب الغدق، لا الكدر ولا الأجاج؟".
"رعاك الله يا شرق، ماذا أصابك فأخلَّ نظامك، والدّهر ذاك الدّهر ما غيَّر وضعك، وبدَّل شرعه فيك؟ ألم تزل مناطقك هي المعتدلة، وبَنوك هم الفائقون فطرةً وعدداً؟ أليس نظام الله فيك على عهده الأوّل، ورابطة الأديان في بنيك مُحكمة قويمة، مؤسّسة على عبادة الخالق الواحد؟ أليست معرفة المنعم حقيقة راهنة أشرقت فيك شمسها، أيَّدت بها عزّ النفس، وأحكمت بها حبَّ الوطن وحبَّ الجنس؟".
"رعاك الله يا شرق، ماذا عراك وسكَّن منك الحراك؟ ألم تزل أرضك واسعة خصبة، ومعادنك وافية غنية، وحيوانك رابياً متناسلاً، وعمرانك قائماً متواصلاً، وبَنوك على ما ربَّيتهم أقرب للخير من الشَّر؟ أليس عندهم الحلم المسمّى عند غيرهم ضعفاً في القلب، وعندهم الحياء المسمّى بالجبانة، وعندهم الكرم المسمّى بالإتلاف، وعندهم القناعة المسمّاة بالعجز، وعندهم العفّة المسمّاة بالبلاهة، وعندهم المجاملة المسمّاة بالذلّ؟ نعم؛ ما هم بالسّالمين من الظلم، ولكن؛ فيما بينهم، ولا من الخدع، ولكن؛ لا يفتخرون به، ولا من الإضرار، ولكن؛ مع الخوف من الله".
"رعاك الله يا شرق، لا نرى من غير الدّهر فيك ما يستوجب هذا الشّقاء لبنيك، ويستلزم ذلَّهم لبني أخيك. فلماذا قد أصبحت إذا انقطع عنك مدد أخيك بمصنوعاته، يبقى أبناؤك عُراة حفاة في ظلام، بل يمنّيهم فقدُ الحديد بالرّجوع إلى العصر النّحاسي، بل الحجري الموصوف بعصر التعفين؟".
"رعاك الله يا شرق، بل راعى الله أخاك الغرب، العائل بنفسه والعائل فيك، وقاتل الله الاستبداد، بل لعن الله الاستبداد، المانع من التّرقّي في الحياة، المنحطّ بالأمم إلى أسفل الدّركات. ألا بُعداً للظالمين".
"يا قوم: وأريد بكم شباب اليوم؛ رجال الغد، شباب الفكر؛ رجال الجد، أُعيذكم من الخزي والخذلان بتفرقة الأديان، وأُعيذكم من الجهل، جهل أنَّ الدينونة لله، وهو سبحانه وليُّ السّرائر والضمائر { ولو شاء ربُّك لجعل الناس أمّةً واحدة}
"أناشدكم يا ناشئة الأوطان، أن تعذروا هؤلاء الواهنة الخائرة قواهم إلا في ألسنتهم، المعطَّل عملهم إلا في التثبيط، الذين اجتمع فيهم داء الاستبداد والتّواكل فجعلاهما آلة تُدار ولا تدير. وأسألكم عفوهم من العتاب والملام، لأنَّهم مرضى مبتلون، مثقلون بالقيود، ملجّمون بالحديد، يقضون حياة خير ما فيها أنَّهم آباؤكم!".
نحن ألِفنا الأدب مع الكبير ولو داس رقابنا. ألِفنا الثبات ثبات الأوتاد تحت المطارق، ألِفنا الانقياد ولو إلى المهالك. ألِفنا أن نعتبر التَّصاغر أدباً والتذلُّل لطفاً، والتملُّق فصاحةً، واللّكنة رزانة، وترك الحقوق سماحةً، وقبول الإهانة تواضعاً، والرِّضا بالظُّلم طاعة، ودعوى الاستحقاق غروراً، والبحث عن العموميّات فضولاً، ومدَّ النَّظر إلى الغد أملاً طويلاً، والإقدام تهوُّراً، والحمية حماقة، والشّهامة شراسة، وحريَّة القول وقاحة، وحريّة الفكر كُفراً، وحبَّ الوطن جنوناً.هذا ما خاطب به عبد الرّحمن الكواكبي الامّة لنجدنها من طلائع الاستبداد ومصارع العباد ولولا رؤيتي لاحتياج الأمّة إلى ان تقع في نفوسها آثار هذه الكلمات ما سقتها لكم ولكنها صورة بسيطة لواقعنا المرير
أما أنتم، يا جيل صحوتنا المنشود حماكم الله من السّوء، فنرجو لكم أن تنشؤوا على غير ذلك، أن تنشؤوا على التمسُّك بأصول الدّين، دون أوهام المتفننين، فتعرفوا قدر نفوسكم في هذه الحياة فتكرموها، وتعرفوا قدر أرواحكم وأنَّها خالدة تُثاب وتُجزى، وتتَّبعوا سُنن النبيين فلا تخافون غير الخالق القدير العظيم. ونرجو لكم أن تبنوا قصور فخاركم على معالي الهمم ومكارم الشّيم، ولا على عظام نخرة. وأن تعلموا أنَّكم خُلِقتم أحراراً لتموتوا كراماً، فاجهدوا على أن تحيوا ذلكما اليومين حياةً رضيّة، يتسنّى فيها لكلٍّ منكم أن يكون سلطاناً مستقلاً في شؤونه لا يحكمه غير الحقّ، ومديناً وفيّاً لقومه لا يضنُّ عليهم بعينٍ أو عون، وولداً بارّاً لوطنه، لا يبخل عليه بجزءٍ من فكره ووقته وماله، ومحبَّاً للإنسانية ويعمل على أنَّ خير الناس أنفعهم للناس، يعلم أنَّ الحياة هي العمل ووباء العمل القنوط، والسّعادة هي الأمل، ووباء الأمل التردّد، ويفقه أنَّ القضاء والقدر هما عند الله ما يعلمه ويمضيه، وهما عند النّاس السّعي والعمل، ويوقن أنَّ كلَّ أثرٍ على ظهر الأرض هو من عمل إخوانه البشر، وكلَّ عملٍ عظيم قد ابتدأ به فردٌ، ثمَّ تعاوَرَهُ غيره إلى أنْ كمل، فلا يتخيّل الإنسان في نفسه عجزاً، ولا يتوقَّع إلاّ خيراً، وخير الخير للإنسان أن يعيش حُرّاً مقداماً، أو يموت".

وبناء على كلّ ما سبق وجب عليكم يا علماءنا في شتّى بقاع الأرض وخصوصاً في مصر أن تنتبهوا لما يحاك بأمّتكم ويكون أبلغ ردّ على النصارى أن تستضيف إحدى القنوات نخبة من العلماء ومن كلّ الأفكار السّلفية وبلا تمييز لا بد أن تجتمع الأمّة على مائدة لا إله إلا الله محمّداً رسول الله وننبذ المسمّيات المهلكة ونجلس في مقام واحد مقام هو سمّاكم المسلمين.
وننبذ مسميات إخواني وتبليغي وسلفي ونكون حقاًّ جميعاً إخواناً مبلغّين عن خاتم النبيّين بفهم صالحي سلف الأمّة.

يا علماء مصر لا بدّ وأن يكون الرّدّ صاعقا وحاسما فيسقط على رؤوس جميع أعدائنا ومخالفينا كالصّاعقة القاتلة الفتاكة ولن يكون هذا إلا بالاجتماع عبر قناة واحدة وسهرة إيمانية يا شيخ حسّان تستضيف فيها أهل الشورى والفتوى والرّأي ولا تحسبنّ أن عندك الحقّ المطلق وراعي ربّك في القناة التي أنشأتها بمال الله لا أموالك واستقم كما أمرت ومن تاب معك من صلحاء هذه الأمّة والتي لن تعدم خيرا في رجالها أبداً أبداً .

وأختم كتابي هذا بهذه المقالة الهامّة والتي كتبها الشيخ : محمّد أبو الهيثم أوردتها بتصرّف يسير والله الهادي إلى سواء السّبيل .

قال الملك سبحانه: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران/103].

أخاطب بمقالي هذا زعماء مصر الحقيقيّين الذين بكلمتهم تبنى الأمّة وبتوجيههم ترتفع الهمم.

أخاطب العلماء والدّعاة محرّكي الشّباب وبناة المستقبل ومن بيدهم وحدهم بقدرة الله تغيير المستحيل.

يا جبهة علماء الأزهر.
يا قادة ودعاة الصّحوة الإسلامية بمختلف توجّهاتها وأخصّ منهم السّلفيّة والتبليغيّين والإخوان.
يا محرّكي الأمّة
أما آن الأوان أن نراكم في لقاء واحد على قلب رجل واحد تتدارسون أموركم دون كبر وتعالٍ ويعترف المقصّر بتقصيره لنقف جميعاً على مرض الأمّة الحقيقيّ وسبب البلاء حتى نستطيع بصدق تحديد العلاج لما نحن فيه من ابتلاء.

إنّ ما تمرّ به مصر من أحوال متضاربة تتشابك مع تضارب الفتاوى الرّسمية وعجائب البيانات المتلوّة والمرئيّة لمن المآسي الحقيقيّة.

العمل الإسلامي في أكبر بلد إسلامي عربي يمرّ بمرحلة خطيرة .. مرحلة ولادة حقيقيّة واقتراب بزوغ فجر جديد، وهذه المرحلة تتطلب من الجميع الالتفاف واليد الواحدة وتحديد الهدف وتوحيد المنهج بقدر المستطاع وإلاّ « فالنّصارى على الأعتاب وقد دنّسوا في الأمس القريب الأزهر وهذا يعني أنّ الجرأة قد بلغت بهم مبلغا عظيما مبلغا يحتاج إلى الوقوف والتفكر وإعادة النظر والترتيب » فالمؤسسة الدعوية الرسمية المتمثلة في أبناء الأزهر الشريف والمؤسّسات الدّعوية الصحوية التي قادت أبناء الشعب كلهم يصبّون في مصبّ واحد هو الدّعوة إلى الله.

وإنّ قادة الأمّة من العلماء والدّعاة بإمكانهم اليوم إيقاف الصدامات الدّائرة بين دوائر الحكم في مصر وبين شباب الصّحوة الإسلاميّة « مثلما نرى من إرهاب الكنيسة القبطيّة وجعجعات متخلفة العلمانية وزخارف دعاة الدّيمقراطيّة وفي المقابل » صدامات واعتقالات لشباب الإخوان ومن سنوات كانت الدائرة على السلفية فلماذا لا نجد من العلماء والدعاة من يسدي النصح لأصحاب القرار ومن يوفق بين الشباب ودوائر الحكم ومن يبين سبيل الاتفاق على أسس للحوار والنصح.

يا قادة أمّتنا إن لم تتفقوا على منهجية واضحة للمطالبة بالشريعة وتطبيقها فعلام تتفقوا ومتى؟؟

يا قادة الحركات الإسلاميّة ويا علماء الأزهر ودعاته يا قادة مصر الحقيقيّين هل تقرّ أعين الشباب بالتفافكم ورؤيتكم ولو في لقاء واحد متحابّين متآلفين.

هلاّ وحّدتم هدفكم وتعاونتم على النهوض بأمّتكم ووقفتم على المرض العضال، فأوّل مراحل الشفاء تحديد المرض بطريقة صحيحة واضحة والوقوف على مسبّباته للعثور على العلاج الشافي بإذن الله.

المجتمع المصريّ الذي يعاني من الفقر والبطالة والإرهاق في تحصيل الحاجات الأساسيّة لأفراده مجتمع ذو عاطفة جيّاشة يفيض عذوبة ويتوقّد حبّاً لشريعة الله ، فهلاّ أخذنا بناصيته للنهوض من كبوته من خلال الحلول الشرعية المؤسّسة للنهضة الحقيقية ، سواء الشقّ المادي منها أو الأخلاقي من خلال نور شرع الله الذي ما فرّط في كتابه من شيء.

فإن قلتم كيف وهل نُسأل عن فقر وبطالة لقلت نعم ، أين نصحكم ومطالبتكم بل وجهادكم من أجل انتشال الشعب وإيقاف أي سارق عند حده ، والمطالبة بحقوق النّاس ، ونصح الشّباب ببحث وسائل الاكتساب المشروع وحضهم على العمل والابتكار وتحويل المحنة لمنحة ، ومحاربة المستحيل من أجل التغلب على الظروف فتربية الأسود لا تكون في عشش النّعام وإنّما في عرين الأسود لكي يتربّى هؤلاء على التغلب على محنتهم لا بدّ من أن نمدّ لهم يد العلم والنصيحة والقدوة الحسنة بل المثالية.

ولنكن صادقين فإنّ ما نراه من تنازع وجفاء يظهر بين الحين والآخر بين براعم الدّعوة من الاتجاهات المختلفة يدلّ على تقصير ممّن ربّاهم وعلمهم فلو وجدوا العلماء والدّعاة من الكبار على يد رجل واحد لما تباغضوا ودخلوا فيما نهى عنه النبيّ صلى الله عليه وسلم وهذا واقع معيش لا ينبغي أن نغفل عنه أو ندسّ رؤوسنا في التراب ظانين أنّه غير حاصل أو موجود, فليتكاتف رؤوس الحركات وليمدّوا جسور التعاون مع مؤسّسة الدّعوة الرّسميّة وليتق الله الجميع في مصر والتي يعلم إبليس عليه لعائن الله أنّها لو اجتمعت لانتقلت عدوى الاجتماع والألفة لسائر الدول الإسلامية فهلا أغلقنا عليه الباب وتكاتفنا وجاهدنا من أجل نشر عقيدتنا بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن.

لقد رأينا نماذج قبيحة من محاربي الإسلام يطلون علينا بكذب أصلع من خلال بعض العشش الفضائية محاربين لشخص النبيّ صلى الله عليه وسلم تارة ومشوهين عقيدة الإسلام تارة أخرى ومشككين في وحي السماء ولو انبرى لهم علماء الدّعوة ورجال العلم وتكاتفوا لما خرج هؤلاء الجرذان من عششهم وأنزّه مقالي عن ذكر أسماء البعوض فيه

اشتكى شباب الصحوة من تقاعس بعض العلماء, ولكنّا لا نظن بعلمائنا إلاّ خيراً ونطالبهم بتصحيح مسار أمتهم ولم شعث أبنائهم وإزالة الغبار عن أفكارهم كيلا يدخل عليهم فكر شاذ أو عارض ممرض كما رأينا من قبل وخرج علينا عباد الشيطان من أبناء الصفوة.

وأخيراً:

إن أريد إلاّ الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت
واليه أنيب

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك