الإرهاب القبطي بأرض الكنانة

بلاغٌ إلى الرب المهيمن جل في عليائه

لمّا تكالبت علينا الأمم من كل حدب وصوب
لمّا تكالب معهم علينا بنو جلدتنا والناطقين بألسنتنا من إعلاميين مداهنين ومدلسين وعلمانيين أخروا وعطلوا دور المساجد حتى سقطت هيبتنا في قلوب أعدائنا وقد وعدنا الله أن عذابهم على أيدينا.
لمّا خرس لسان أهل الرأي والحل والعقد وخافوا (كلمة التطرف) فأصبحوا متطرفين عن قضايا الأمة ومما تغلي قلوب أتباعها الردكاليين ومش فاهمين !!
لمّا باع الأزهر رسالة الهداية بأبخس الأثمان وفرح بوثيقة الخزي والعار ونسى سلاطين الأزهر إنتقام الملك الجبار لما وافقوا على وثيقة التنصير والتنفير وصد المسلمين عن دين الله القويم.
لمّا أصيب أكثر رجال أمتنا بالدياثة والخذلان على أعراض نساء أسلمن واستسلمن وانقدن لله مطيعات لأمره منتهيات عن نهيه فسلم شيخ الأزهر الهالك ووكلاءه ونوابه ومشيخة الأزهر بتمامها والرئيس المسلم والمحافظ المسلم ومدير الأمن المسلم والضابط المسلم تواطئوا جميعاً وسلمن أخواتنا المسلمات لرؤوس الكفر والضلالة وقد نهاهم الله عن ذلك وتالله لينتقم منهم عن كل صرخة صرختها إحدى أخواتنا وهي تعذب في أقبية ومعتقلات الأديرة لترتد عن إسلامها ألم تسمعوا قول الله جل في علاه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }الممتحنة10
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, إذا جاءكم النساء المؤمنات مهاجرات من دار الكفر إلى دار الإسلام, فاختبروهن؛ لتعلموا صدق إيمانهن, الله أعلم بحقيقة إيمانهن, فإن علمتموهن مؤمنات بحسب ما يظهر لكم من العلامات والبينات, فلا تردُّوهن إلى أزواجهن الكافرين, فالنساء المؤمنات لا يحلُّ لهن أن يتزوجن الكفار, ولا يحلُّ للكفار أن يتزوجوا المؤمنات, وأعطوا أزواج اللاتي أسلمن مثل ما أنفقوا عليهن من المهور, ولا إثم عليكم أن تتزوجوهن إذا دفعتم لهنَّ مهورهن. ولا تمسكوا بنكاح أزواجكم الكافرات, واطلبوا من المشركين ما أنفقتم من مهور نسائكم اللاتي ارتددن عن الإسلام ولحقن بهم, وليطلبوا هم ما أنفقوا من مهور نسائهم المسلمات اللاتي أسلمن ولحقن بكم, ذلكم الحكم المذكور في الآية هو حكم الله يحكم به بينكم فلا تخالفوه. والله عليم لا يخفى عليه شيء, حكيم في أقواله وأفعاله.
لمّا أصبح العرض المستباح لبنتِ الإسلام !! كيف يا مدير الأمن لو هي أختك بنت أبيك وأمك كيف يا شيخ الأزهر لو هي إبنتك خريجة الجامعة الأمريكية كيف يا وزير الوقف الإسلامي تركتها وأسلمتها وهي وقف رباني لها أجران وفوزان وسعادتان وأنت يا مفتي الديار أين فتواك لتمحو بها العار عن نفسك ومن أجلسوك على كرسيك ؟ وأنتِ يا حكومتنا ومجلس شعبنا عليك وزر هذا كله.
لمّا نصب الشيطان رآيته فوق الأهرام فخاف كلٌ على كرسيه ومكانه الرئيس خاف من أمريكا ومخابرتنا هابت الموساد وأزهرنا خاف الفتنة وشيوخنا فروا من التطرف والتشدد وما صدر عن طلبتهم حتى المواء
هم لهم أقباط المهجر ونحن لنا الله خالق المغرب والمشرق
متى تقدمت عندكم المصالح على الأعراض
فعلى الدنيا السلامة والعفاء
لمّا هُددنا بالغرب والأمريكان من عبدة الصلبان وهاجوا وماجوا في عباسية المخابيل سباً وشتماً وطعنا وهتف بوق كنيستهم إنما المسلمون نجس
دنسوا الأرض ملؤها رجساً فأينما وجدتموهم فاقتلوهم
ليطهروا مصر من الإستعمار الإسلامي
لمّا بدء زمن الإنتكاسة والخذلان والسلطة انتقلت لعبدة الأوثان فما هابوا نهضة خير الأديان وأفضل أمة أخرجت للناس فوالله وبالله وتالله لو نادى المناد أن يا خيل الله اركبي وإلى ربكِ فارغبي لعرفنا العالم بأسره الجبن الذي عليه عبدة الصلبان ووالله إنها لقريبة جد قريبة وسننهض لقطع رأس الشيطان.
ولمّا كان أكثر السياسيين كذباً: أكثرهم احتقاراً لوعي الشعب،
وأكثرهم تبدلاً: أكثرهم مهانة في نفسه،
وأكثرهم حرصاً على الفتن: أكثرهم فقداناً للمؤهلات،
وأكثرهم جرأة على الحق والفضيلة: أكثرهم فقراً في الدين والأخلاق.

رفعت هذه الشكوى وهذا البلاغ
لا لرئيس ولا لسلطان ولا ملك أو وزير أو والي
ليست شكواي هذه لمحافظ أو مفتي أو إمام أكبر أو أصغر
ليس بلاغي هذا لقاضٍ أو نائب عام أو وكيل عنه
لن يكون بلاغي لمدير خاف على كرسيه
فما عرف الأمن رغم أن إسمه
مدير الأمن ونائب الوزير
لن يكون بلاغي لمأمور عبده الناس زوراً وبهتاناً
فيقول قائلهم < أنا عبد المأمور > عياذاً بالله
لن يكون بلاغي هذا لرئيس الأمن العام
ولا لرئيس مباحث أمن الدولة
ولا للمخابرات المدافعة عن الأوطان حربية كانت أو عامة
لن أدفع رشوة لأمين شرطة في وحدة تنفيذ الأحكام
ولا حتى ها قدم هدية لرئيس المباحث الجنائية
ولن أجلس في الإستيفا تحت رحمة بلوكمين الأقسام
ولن أتوسم في مخبري الأقلام ومحضري الأقسام فأقدم بين يديهم هذا البلاغ
فحين تخلو الساحة من الأبطال: يتمنطق بالسلاح كل جبان خوار، وحين تخلو من الزعماء: يتصدى للقيادة كل سفيه غرير، وحين تخلو من الأمناء: يتظاهر بالوفاء كل خوان حقير، وحين تخلو من الحكماء: يدعي بالفلسفة كل جاهل مغرور، وحين تخلو من المجاهرين بالحق: يصول فيها كل طاغية لئيم.
ولا تستعجل عقوبة الله للمفسدين، فقد جهدوا أن يهدموا دعوة الإسلام، ويؤذوا جنوده الصادقين، فأمهلهم الله بضع سنين، وأمدهم بالمال ومظاهر الجاه والنفوذ، حتى إذا انكشفوا على حقيقتهم مغرورين مجرمين، كاذبين في ادعاء الورع والغيرة على الدين، أذاقهم الله العذاب الأليم. ?وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليمٌ شديد?.
لن أرفع شكواي لمجلس الأمن ولا للمحكمة الدولية فمشكلتنا مع هذه الدول والمنظمات المسماة بالكبرى: أنها تطعمنا ما لا تأكل، وتكسونا ما لا تلبس، وتعطينا ما لا تأخذ، وتحيينا فيما تكره، وتدعم من أشقيائنا من تشنق أمثالهم في بلادها.
سأرفع بلاغي وشكواي لمليكهم ومالك نواصي الإنس والجان .
سأتوجه ببلاغي إلى المهيمن سبحانه إنه على كل شيئ قدير فتدبر معي المعاني العظيمة لمن وجهت له بلاغي :

جلالك يا مهيمن لا يبيد وملكك دائم أبدا جديد

وحكمك نافذ فى كل أمر وليس يكون إلا ما يريد

ذنوبى لا تضرك يا إلهى وعفوك نافع وبه تجود

فنعم الرب مولانا وإنا لنعلم أننا بئس العبيد

وينقص عمرنا فى كل يوم ولا زالت خطايانا تزيد

قصدت إلى الملوك بكل باب عليه حاجب فظ شديد

وبابك معدن للجود يا من إليه يقصد العبد الطريد

يقول الشيخ الرضواني حفظه الله تبارك وتعالى :

الدليل على ثبوت الإسم وإحصائه :

لم يرد الإسم فى القرآن إلا فى موضع واحد وهو قوله تعالى : ( هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون ) الحشر : 23 , ولم يرد حديث فى السنة .

شرح الإسم وتفسير معناه :

المهيمن فى اللغة إسم فاعل للموصوف بالهيمنة , والهيمنة على الشئ السيطرة عليه وحفظه والتمكن منه , والله هو المهيمن على عباده , فهو فوقهم بذاته له علو القهر والشأن , ملك على عرشه لا يخفى عليه شئ فى مملكته , يعلم جميع أحواله , ولا يعزب عنه شئ من أعمالهم هو القاهر فوقهم , وإن تركهم أو ترك بعضهم مع ظلمهم وكفرهم فذلك لحكمته فيما هم فيه مبتلون , قال تعالى ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ) إبراهيم :42 , وهو عز وجل محيط بالعالمين مهيمن بقدرته على الخلائق أجمعين , وهو على شئ قدير .

وقيل فى معنى المهيمن أيضا أنه الذى لا ينقص الطائع من ثوابه شيئا ولو كثر , ولا يزيد العاصى عقابا على ما يستحقه لأنه لا يجوز عليه الكذب , وقد سمى الثواب والعقاب جزاء , وله أن يتفضل بزيادة الثواب ويعفو عن كثير من العقاب .

دلالة الإسم على أوصاف الله :

إسم الله المهيمن يدل على ذات الله وعلى صفة الهيمنة , أى الإحاطة والحفظ والعلو مع العلم والقدرة والقهر , وإسم الله المهيمن يدل باللزوم على الحياة والقيومية والسمع والبصر والقدرة والصمدية والكبرياء والعظمة والغنى والعزة وكل ما يلزم لمعنى الهيمنة .

الدعاء بإسم الله المهيمن دعاء مسألة :

لا يوجد دعاء بالإسم أو بالوصف , ويمكن الدعاء بمعنى الإسم ومقتضاه , فالمهيمن هو الرقيب الذى أحاط بكل شئ من كل وجه , مثل حديث البراء بن عازب رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال له : إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة , ثم إضجع على شقك الأيمن , ثم قل : اللهم أسلمت وجهى إليك , وفوضت أمرى إليك , وألجأت ظهرى إليك , رغبة ورهبة إليك , لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك , اللهم آمنت بكتابك الذى أنزلت وبنبيك الذى أرسلت , فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة وإجعلهن آخر ما تتكلم به.

الدعاء بإسم الله المهيمن دعاء عبادة :

دعاء العبادة بإسم الله المهيمن أن يتقى المسلم ربه فى قوله وفعله لعلمه أن الله مهيمن رقيب مطلع على سره , وأنه سبحانه لا يمنعه حجاب ولا ستر أن يرى عبده حال ذنبه ويجازيه على صنعه , وأنه سيعاقب كل ظالم على ظلمه فى العاجل قبل الآجل , وربما رأى العاصى سلامة ماله وبدنه فظن أنه لا عقوبة , لكن الله يملى للظالم حتى إذا أخذه لا يفلته .

ومن ثم فإن الموحد بتوحيده لله فى إسمه المهيمن يصدع بالحق ولا يخاف فى الله لومة لائم , فيدفعه ذلك إلى أن يتعزز بعزة الله , ويعمل على مرضاته , ويستعين به دون غيره.

ومن دعاء العبادة أيضا أن المسلم الذى رفعه الله بالسلطان على العباد فهيمن عليهم يجب عليه أن يتقى المهيمن ويخافه فيهم وأن يرفق بهم ولا يشق عليهم , من حديث عائشة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اللهم من ولى من أمر أمتى شيئا فشق عليهم فاشقق عليه , ومن ولى من أمر أمتى شيئا فرفق بهم فارفق به.
فتدبر يا مسكين وقد تكاثرت الشكاوى فمن مجيرك ومنقذك إلا الله الواحد الأحد وبحمده نستهل كلامنا ...

الحمد لله الذي رضي لنا الإسلام ديناً، ونصب لنا الدلالة على صحته برهاناً مبيناً، وأوضح السبيل إلى معرفته واعتقاده حقاً يقيناً، ووعد من قام بأحكامه وحفظ حدوده أجراً جسيماً، وذخر لمن وافاه به ثواباً جزيلاً وفوزاً عظيماً، وفرض علينا الانقياد له ولأحكامه، والتمسك بدعائمه وأركانه، والاعتصام بعراه وأسبابه.
فهو دينه الذي ارتضاه لنفسه ولأنبيائه ورسله وملائكة قدسه، فبه اهتدى المهتدون وإليه دعا الأنبياء والمرسلون.
{أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } آل عمران83
أيريد هؤلاء الفاسقون من أهل الكتاب غير دين الله -وهو الإسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم-، مع أن كل مَن في السموات والأرض استسلم وانقاد وخضع لله طواعية -كالمؤمنين- ورغمًا عنهم عند الشدائد, حين لا ينفعهم ذلك وهم الكفار, كما خضع له سائر الكائنات, وإليه يُرجَعون يوم المعاد, فيجازي كلا بعمله. وهذا تحذير من الله تعالى لخلقه أن يرجع إليه أحد منهم على غير ملة الإسلام.
فلا يقبل من أحد ديناً سواه من الأولين والآخرين {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } آل عمران85
ومن يطلب دينًا غير دين الإسلام الذي هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة, والعبودية, ولرسوله النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم بالإيمان به وبمتابعته ومحبته ظاهرًا وباطنًا, فلن يُقبل منه ذلك, وهو في الآخرة من الخاسرين الذين بخسوا أنفسهم حظوظها.
وشهد بأنه دينه قبل شهادة الأنام ، وأشاد به ورفع ذكره وسمى به أهله وما اشتملت عليه الأرحام، فقال تعالى: {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } آل عمران18
شهد الله أنه المتفرد بالإلهية, وقَرَنَ شهادته بشهادة الملائكة وأهل العلم, على أجلِّ مشهود عليه, وهو توحيده تعالى وقيامه بالعدل, لا إله إلا هو العزيز الذي لا يمتنع عليه شيء أراده, الحكيم في أقواله وأفعاله
{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ } آل عمران19
إن الدين الذي ارتضاه الله لخلقه وأرسل به رسله, ولا يَقْبَل غيره هو الإسلام, وهو الانقياد لله وحده بالطاعة والاستسلام له بالعبودية, واتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين حتى خُتموا بمحمد صلى الله عليه وسلم, الذي لا يقبل الله مِن أحد بعد بعثته دينًا سوى الإسلام الذي أُرسل به. وما وقع الخلاف بين أهل الكتاب من اليهود والنصارى, فتفرقوا شيعًا وأحزابًا إلا من بعد ما قامت الحجة عليهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب; بغيًا وحسدًا طلبًا للدنيا. ومن يجحد آيات الله المنزلة وآياته الدالة على ربوبيته وألوهيته, فإن الله سريع الحساب, وسيجزيهم بما كانوا يعملون.
وجعل الله أهل الإسلام هم الشهداء على الناس يوم يقوم الأشهاد، لما فضلهم به من الإصابة في القول والعمل والهدى والنية والاعتقاد، غذ كانوا أحق بذلك وأهله في سابق التقدير ، فقال: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ } الحج78
وجاهدوا أنفسكم، وقوموا قيامًا تامًّا بأمر الله، وادعوا الخلق إلى سبيله، وجاهدوا بأموالكم وألسنتكم وأنفسكم, مخلصين فيه النية لله عز وجل، مسلمين له قلوبكم وجوارحكم، هو اصطفاكم لحمل هذا الدين، وقد منَّ عليكم بأن جعل شريعتكم سمحة, ليس فيها تضييق ولا تشديد في تكاليفها وأحكامها, كما كان في بعض الأمم قبلكم, هذه الملة السمحة هي ملة أبيكم إبراهيم، وقد سَمَّاكم الله المسلمين مِن قبلُ في الكتب المنزلة السابقة, وفي هذا القرآن، وقد اختصَّكم بهذا الاختيار ; ليكون خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم شاهدًا عليكم بأنه بلَّغكم رسالة ربه, وتكونوا شهداء على الأمم أن رسلهم قد بلَّغتهم بما أخبركم الله به في كتابه، فعليكم أن تعرفوا لهذه النعمة قدرها، فتشكروها, وتحافظوا على معالم دين الله بأداء الصلاة بأركانها وشروطها, وإخراج الزكاة المفروضة, وأن تلجؤوا إلى الله سبحانه وتعالى, وتتوكلوا عليه, فهو نِعْمَ المولى لمن تولاه, ونعم النصير لمن استنصره.
وحكم سبحانه بأنه أحسن الأديان، ولا أحسن من حكمه ولا أصدق منه قيلا فقال: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً } النساء125
لا أحد أحسن دينًا ممن انقاد بقلبه وسائر جوارحه لله تعالى وحده, وهو محسن, واتبع دين إبراهيم وشرعه, مائلا عن العقائد الفاسدة والشرائع الباطلة. وقد اصطفى الله إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- واتخذه صفيّاً من بين سائر خلقه. وفي هذه الآية, إثبات صفة الخُلّة لله -تعالى- وهي أعلى مقامات المحبة, والاصطفاء.

أما بعد ... هذا بيان لجميع الخلق وإحقاقاً للحق أردت به أن أظهر فضل النور على الظلمة وفضل البشرى على النفرة حديثي في هذا الكتاب انتصاراً للأسيرات الرهينات في زمن ما يسمى بالحريات والديمقراطيات والجعجعات والطنطنات بحق الفرد والمجتمع أثبت من خلال بحثي هذا أن دعاة الحريات دعاة بلهاء يخاطبون عالمية خرساء بكماء
حديثي الآن عن الوفاء لما رفعت شعاره بنت الإباء والكبرياء لما لجأت لصاحب العظمة والجبروت إله الملكوت حديثي عمن أسماها العالم الجليل زغلول النجار ( شهيدة العصر ) وأهداها أحد مؤلفاته
وأنا أهدي روحها الطاهرة نبضات قلمي المكلوم وأقول يا وفاء بإذن الله لكِ المكان الموصوف المعلوم المكان الذي سبقتك إليه بنت مزاحم وماشطة ابنتها والعفيفة سمية فارتقبن فالعذراء مريم ترقُب وصولكن دار السلام والكرامة
إلى الوفاء الإنساني المتمثل في وفاء قسطنطين (زوجة كاهن أبو المطامير ) و كريستين قليني ( طبيبة الفيوم ) وماري عبد الله ( زوجة كاهن الزاوية الحمراء ) وعبير فتاة مدينة ملوي وماريان مكرم وتريزا عيّاد و الشقيقتان مريان وكرستين واللتان أصبحتا ( أسماء وحبيبة ) و الأخت مريان عاطف من الأميرية وقتل زوجها الشاب أحمد صلاح مشاطى .
والكثيرات من أخواتي المسلمات الشهيدات والأسيرات في الأقبية الصليبية والأديرة الإرهابية .
إلى وفائهن أهدي هذا الكتاب .
وأجعلهن وبلسان حالهن يخاطبن الوباء الإعلامي المسموم فيقطعن ألسنة أم لهب وفاء سلطان والغانية نجلاء الإمام والساقطة مروة فكري .
فقد أشتد بلاء المسلمين بمصر حتى صارت أعراضهم رهنا عند النصارى وما نسمعه بمصر الآن لا يماثل في التاريخ كله سوى قصص المسلمين بالأندلس بعد سقوطها ومع هذا فلم نرى من أهل العلم و الرأي بمصر من يحرك ساكنا لهذه الأهوال الواقعة على رؤوس المسلمين.
فأساس نكبة أمتنا في القديم والحديث: حكامها الظالمون، وأذكياؤها المنافقون، وعلماؤها الغافلون.

وإنه لمن العار أن تصبح مصر قلب العالم الإسلامي محوكة من الأقلية النصرانية الحاقدة بل ويصبح نساء المسلمين فيها سبايا عند الصليبين بينما لا نسمع كلمة حق من العلماء وأهل الرأي . لم تخصص لهن محاضرة من شيوخ القنوات ومبدعي الإعلام في قنواتهم التي جمعوا لأجل تأسيسها أموال الزكاة والتى كانت أولى أن تنفق في تحرير رقابهن من الأسر. يا علماءنا يا دعاتنا لكم موقف أمام الله ولن تبرأ ساحتكم حججكم البلهاء خوف الفتنة بل قولوا الحق حفاظاً على قنواتكم واستوديوهاتكم وبلاتوهاتكم الإعلامية حتى أصبحتم كالممثلون خلف الشاشات وتتمايلون مع بريق الكاميرا وفنون الإضاءة والمؤثرات الصوتية والحركية.
فمن مظاهر الخسّة واللؤم، أن يتصنع الإنسان العظمة والحزم والكبرياء أمام إخوانه وأعوانه، وهو من أجبن الناس وأذلهم وأنذلهم إزاء الأقوياء والرؤساء.
من لم تملأ قلبه مشاعر الإيمان بالله ومراقبته: لم يؤمن على وطن، ولا على شعب، ولا على مبدأ كريم.
فيا علماء مصر يا ملح البلد ... من يصلح الملح إذا الملح فسد ؟!!!
وليعلم الجميع إن المعركة التى بيننا وبين اليهود والنصارى هى معركة عقيدة وقضية إيمان وكفر فهم يريدون أن يستأصلوا شأفة المسلمين ، ويقضوا على الإسلام . فكيف يُؤْمَنُ جانبهم ؟!! وكيف يواليهم بعض المغفلين من المسلمين ؟ ناسين أو متناسين هذه العداوة وهذا البغض وهذه الكراهية التى فى صدورهم وغلهم للإسلام ، وحقدهم الدفين ، لابد وأن تتضح الرؤية فى أذهان المسلمين كلهم أجمعين ، أنه ليس هناك مثقال ذرة من حب أو إخلاص فى قلوب اليهود والنصارى لأى مسلم ولا للإسلام ، وأن كل ما يفعلونه ويتظاهرون به من باب الخداع والمراوغة فهم لا يألون فى مؤمن إلاً ولا ذمة ، ولا عهد لهم ولا ميثاق فالحذر كل الحذر أن يخدعونا ليسلبوا منا إسلامنا ويلبسوا علينا ديننا وإن لنا فيما حدث للمسلمين على أيـديهم فى البوسنة والفلـبين والصـومال والشيـشان وفلسطين والعـراق وأفغانستان وإندونيسيا ولبنان خير دليل .
لنا الله من حراس يردعوننا ، وأمناء يخونوننا، ووكلاء يتآمرون علينا، وعيون لنا يصبحون علينا، وأطباء أصبحوا مرضى، ومضمِّدين انقلبوا جارحين، وأساة صاروا شامتين.
لنا الله .. لنا الله ...
فهذا بيان إبراء الذمة وانتصاراً للحق
والله هو المهيمن القاهر وحده
وإليه المشتكى

جمعه وألفه
الفقير لعفو ربه ورحمته
أبو كفاح الدين
أحمد بن محمد السعيد العزيزي
سبط الإمام المجدد ابن دقيق العيد
رحمه الله تبارك وتعالى .
مصر حرسها الله منارة للإسلام وأهله
يوم الخميس الموافق :
9 من شهر رمضان المبارك عام 1431 هـ
18 من أغسطس عام 2010 م

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك