انتقاد حاد لآليات تُضيِّق الخناق على المسلمين بجامعات بريطانيا

انتقاد حاد لآليات تُضيِّق الخناق على المسلمين بجامعات بريطانيا

 

أدلت الكاتبة "حنا ستيوارت" المعروفة بتوجهاتها اليمينية المتطرفة، بشهادتها أمام لجنة تقصي الحقائق التابعة لوزارة الداخلية البريطانية بشأن "جذور العنف الراديكالي بالمملكة المتحدة"، والتي أكدت فيها على ضرورة اضطلاع اتحادات الطلاب الجامعية بوضع قواعد صارمة لطرد ما أسمته بـ"المتطرفين الإسلاميين" المحرضين على الكراهية من الجامعات البريطانية لوقف تفشي ظواهر التطرف والإرهاب الفكري والسلوكي وفق تصريحاتها. 

يذكر أن "ستيوارت" قد عبرت عن نفس الرأي في منتصف العام الماضي من خلال مشاركتها في تأليف كتاب حمل عنوان "الإسلام في الجامعة: دراسة مسحية لآراء الطلاب البريطانيين والإرهاب الإسلامي: الروابط البريطانية".

وكانت اللجنة، بحسب تقرير نشره موقع Times Higher Education الأربعاء 22 ديسمبر 2011، قد عقدت جلسة مطولة استمرت لمدة يوم كامل بجامعة دي مونتفورت خلال الأسبوع الماضي تضمنت ورشة عمل بعنوان "أفضل الآليات لمواجهة التطرف بالجامعات؟"

وفي مداخلة من بين مقاعد الجمهور، عبر "نبيل أحمد" رئيس اتحاد الروابط الطلابية الإسلامية، عن رفضه الشديد لمقترحات السيدة "ستيوارت" معلنا أن "تشويه صورة الطلاب المسلمين وتقديمهم في هيئة متطرفين محتملين، بما يتناقض بشكل مباشر مع الواقع السلوكي والأخلاقي لنسبة كبيرة تصل إلى 99.9% من الطلاب المسلمين، ومن الطلاب على وجه العموم، يشكل انتهاكا صارخا لمشاعر الطلاب المسلمين".

وكانت الدراسة المسحية التي شاركت "ستيوارت" في إجرائها قبل قرابة عام ونصف قد قامت بمتابعة وتحليل 138 حالة لأفراد متهمين بجرائم مرتبطة بالإسلاموية، حيث توصلت الدراسة إلى أن 30% من هذه الحالات "منتسبين إلى الجامعات أو معاهد الدراسات العليا".

وبرغم ما أكدته السيدة "ستيوارت من أن الدراسة "لا تشير إلى أن الحضور بالجامعة يمثل أحد أسباب التطرف التي تتسم بها هذه الفئة" إلا أنها أضافت أن أحد الباحثين برابطة Henry Jackson قد أكد أنه "لا بد من وضع المدارس والجامعات أمام مسئولياتها الجسام في قضية تفشي قيم التطرف في الدوائر والأوساط الطلابية بالمملكة المتحدة".

وألمحت "ستيوارت" أنها تشير بأصابع الاتهام "فيما يتعلق بعمليات تسييس وعسكرة الدين" نحو متحدثين ومحرضين خارجيين (غير منتسبين للجامعة) على الكراهية يوظفون هذه المؤسسات التربوية والتعليمية لإنفاذ خطابهم السام إلى عقول وقلوب الطلاب".

وأضافت: "إن الجامعة مسرح هام لهكذا تفاعلات، ومن ثم يتعين علينا تقديم المزيد من الاهتمام بها".

ومثلت "ستيوارت" للعمل الراديكالي بالجامعة بما يجري داخل أسوارها من حملات وخطابات لدعم بعض المنظمات من شاكلة حركة حماس وحزب التحرير"؛ ووصفت "ستيوارت" هذه النشاطات بأنها "ممارسات غير مقبولة".

إستراتيجية المنع غير مجدية

وفي إطار مقترحاتها لوضع حد لهكذا ممارسات للتصدي لمؤامرة تسييس الجامعة، أشارت "ستيوارت" إلى أنه "في حالة رغبة أي منظمة تابعة للاتحادات الطلابية استضافة متحدثين خارجيين، يتعين عليها أن تعلن عن ذلك على شبكة الإنترنت قبل أسبوع من الموعد المقرر لإقامة الحدث وذلك لإعطاء فرصة كافية للاتحادات الطلابية لاتخاذ القرار المناسب بهذا الشأن".

وفي مداخلته، أشار "أحمد" إلى أن أكثر من 30% من الشباب يذهبون إلى الجامعة، ومن ثم فإن "هذا الربط بين الحضور بالجامعة والإرهاب الإسلامي يشكل خطرا كبيرا على المجتمع البريطاني".

وأضاف: "إذا كان رأيي لا يحظى بكبير اهتمام، فإن رئيس الوزراء التركي يعترف بحماس كحزب سياسي.. أرجو ألا تسمُّوا هذا الرأي بالتعصب.. إنه في الحقيقة محض رأي ورؤية سياسية".

من جانبه، ألمح "أنثوني ريتشارد"، الخبير في شئون الإرهاب بجامعة East London، في مداخلته التي شارك بها من مقاعد الجمهور إلى أن استراتيجية المنع التي تتبناها الحكومة تتسم بعدم محدودية المجال لأنها لا تقدم إجابة قاطعة على سؤال "ماذا نعني تحديدا باصطلاح "التطرف"؟

أما "جيسي جاكسون"، الناشط الحقوقي الأمريكي والحاصل على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة دي مونتفورت قبل أيام (في 12 ديسمبر 2011)، فقد جنح في كلمته إلى تعاطي مختلف مع مفهوم "التطرف" داعيا إلى مزيد من المساواة حال تناول هذا المفهوم الفضفاض؛ واختتم "جاكسون كلمته بامتداح حركة Occupy (احتلال) مؤكدا أنه في العصور التوراتية قام "يسوع المتطرف باحتلال المعبد".

المصدر- اسلام اون لاين.

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك