واقع المسنين بين الماضي و الحاضر

واقع المسنين بين الماضي و الحاضر

 

إعداد / لولوة السليطي

يعرف المسن بأنه كل من جاوز 60 عاما ًمن عمره أو أكثر و يصنف الباحثين المسن إلى مسن (قادر) و هو المسن الذي ما زال بحالة صحية جيدة، و مسن (الغير قادر): هو المسن الذي يحتاج إلى عناية و رعاية و خدمات خاصة.

 

المسنين احصائيات و ارقام:

تذهب توقعات الأمم المتحدة الى ان عدد المسنين في العالم عام 1950 بلغ 250 مليون انسان وتصاعد الى 350 مليونا عام 1975 كما بلغ عام 1995 (590) مليونا وسوف يتجاوز حد المليار ومائة مليون سنة 2025 ، لهذا شهد عقد الثمانينات ومن ثم التسعينات بالذات شهد تحولاً واضحاً نحو رعاية المسنين واعترافاً دولياً ببلوغ البشرية لسن النضج الديموغرافي (الأمم المتحدة 1999) وذلك لبلوغ فئة المسنين نسبة تقترب من خمس سكان مجتمعها (خاصة في الدول الصناعية والمتقدمة) وهي زاحفة قريباً إلى ربع السكان (25%) أو يزيد خلال العقود القليلة القادمة لتصبح الفئة الأكثر تعداداً من الفئات العمرية الأخرى.

و اثبتت الاحصائيات الحديثة أن أعداد المسنين في العالم حوالي 629 مليوناً عام منذ عام 2022 ومن المتوقع أن تصل إلى مليارين عام 2050 حيث سيكون عدد كبار السن أكثر من عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين صفر و14 عاماً أي أنه يوجد الآن مسن واحد لكل (10) من السكان، وسوف تكون المعادلة مسناً واحداً لكل (5) أفراد عام ،2050 ويتوقع أن يبلغ عدد الذين يحتفلون بعيدهم المائة 2.2 مليون للعام نفسه.

وأوضح الشيخ/محمد علي التسخيري في أحد بحوثه ان مسألة حماية حقوق المسنين الذين يزداد عددهم باستمرار احد التحديات الكبيرة لمختلف الدول النامية منها والمتقدمة، الأمر الذي يتطلب اهتماماً خاصاً بالموضوع.

و أشار التسخيري في بحثه أن في عام 1982 وفي اجتماع لمندوبي 124 دولة اعلنت الأمم المتحدة العقد التاسع من القرن العشرين عقد المسنين، ورفعت منظمة الصحة العالمية عام 1983 شعار (فلنضف الحياة الى سنين العمر) وطلبت من فروعها في مختلف المناطق ان تقدم مشروعها العملي الجامع لتحقيق هذا الشعار.

                           

تقارير و اهتمامات دولية:

تؤكد تقارير الامم المتحدة على ضرورة توفير الحماية للمسنين بأوسع من مسألة الاتجاه نحو علاجهم وضرورة الاتجاه نحو توفير ابعاد رفاههم خصوصاً من خلال ملاحظة العلاقة بين السلامة الجسمية، والنفسية، والاجتماعية، والبيئية.

جاء الاهتمام الدولي في فئة المسنين من منطلق الهدف الاساسي في توفير الخدمات الصحية للمسنين من خلال الاحتفاظ بمستوى قيامهم بوظائفهم البدنية و التمتع بمستوى اعلى في الحياة الاجتماعية ومشاركتهم الفعالة في النشاط الاجتماعي، و وقايتهم من الأمراض.

 و شدد الشيخ /محمد علي التسخيري في بحوثه على أهمية أسلوب التعامل مع هذه الفئة و يجب ان يكون اسلوباً جامعاً تنموياً يشمل كل جوانب الحياة التي تعين الانسان المسن بما في ذلك مشاركته في عملية التنمية: والجوانب الحياتية المهمة هي:

أ ـ التأمين الاقتصادي للمسنين.

ب ـ حفظ سلامتهم.

 ج ـ تعليمهم المستمر و اكسابهم المهارات اللازمة لمواجهة مشكلات الحياة.

وقد اثبتت الدراسات التي جرت في العالم ان الافراد في السنين الاولى المشرفة على الشيخوخة اذا كانوا مستعدين لمرحلة الشيخوخة يمكنهم ان يظلوا الى سنين مديدة ومواطنين نشطين منتجين وهذا بالضبط ما ادركته الدول المتقدمة وخططت له مما منحها نتائج جيدة.

ينص الإعلان العالمي لحقوق الانسان في المادة 25 على: " لكل شخص الحق في مستوى من المعيشة كاف للمحافظة على الصحة والرفاهية له ولأسرته، ويتضمن ذلك التغذية والملبس والمسكن والعناية الطبية وكذلك الخدمات الاجتماعية اللازمة، وله الحق في تأمين معيشته في حالات البطالة والمرض والعجز والترمل والشيخوخة وغير ذلك من فقدان وسائل العيش نتيجة لظروف خارجة عن إرادته".

لهذا من الضروري تكثيف الجهود في ضمان حقوق المسنين و تحسين أوضاع كبار المسنين الاجتماعية و النفسية  مع ضمان و توفير خدمات صحية و القتصادية مع اشراكهم و ادماجهم في المحيط الاجتماعي، خصوصا ً باعتبار مجتمعنا مجتمع اسلامي يحث على احترام كبار السن و بر الوالدين الذي ينتج عنه إلى مرضاة الله تعالى والفوز بجنته،و العقوق إثمه عظيم ويقود إلى النار.

 

مكانة كبار السن في الاسلام:

قال النبي صلى الله عليه وسلم “من أحب أن يمد له في عمره ويزاد له في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه”.

و يعتبر نوح عليه السلام نموذجاً في الدعاء والاستغفار لوالديه، قال: “رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات”. وهذا أبو الأنبياء خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام، يخاطب أباه بلطف شفاف وإشفاق بالغ وأدب جم رغبة في هدايته ونجاته كما أخبر الله عنه بقوله تعالى: “قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفياً”.

و أكرم الله إبراهيم جزاء بره بوالديه بابنه إسماعيل البار بوالديه، والذي ضرب أروع أمثلة البر في تاريخ البشرية عندما أخبره أبوه بما أمره الله تعالى في حق ابنه، قال تعالى: “فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين”.

عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من سره أنْ يُبسط عليه رزقه، أو ينسأ في أثره، فليصل رحمه” (رواه مسلم).

وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يزيد في العمر إلا البر” وغير ذلك من ثمار البر التي تؤدي إلى توفيق البار بوالديه في حياته كلها، وفوزه بمرضاة الله في الآخرة.

 المصدر: http://mgz.mosa.gov.qa/Arabic/Specialized/Pages/uii87.aspx

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك