حوار بين الإمام أحمد وأبو إبراهيم

حوار بين الإمام أحمد وأبو إبراهيم

 

عن عبد الله بن أحمد قال:

 

كان في دهليزنا دكان، إذا جاء من يريد أبي أن يخلوَ معه، أجلسه ثمَّ، وإذا لم يُرد، أخذ بعضادتي الباب، وكلّمه.

 

فلما كان ذات يوم، جاء إنسان،

 

فقال لي: قل: أبو إبراهيم السائح،

 

قال: فقال أبي: سلم عليه، فإنه من خيار المسلمين. فسلمت عليه، فقال له أبي:

 

حدثني يا أبا إبراهيم. قال: خرجت إلى موضع، فأصابتني علية،

 

فقلت: لو تقربت إلى الدير لعل من فيه من الرهبان يداويني.

 

فإذا بسَبُعٍ عظيم يقصدني، فاحتملني على ظهره حتى ألقاني عند الدير.

 

فشاهد الرُّهبان ذلك فأسلموا كلهم، وهم أربع مئة. ثم قال لأبي:

 

حدثني يا أبا عبد الله. فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

 

يا أحمد، حُجَّ، فانتبهت، وجعلت في المِزودِ فتيتاً، وقصدت نحوَ الكُونة. فلما تقضَّى بعض النهار، إذا أنا بالكوفة. فدخلتُ الجامع، فإذا أنا بشاب حسن الوجه، طيب الريح. فسلمتُ وكبَّرت، فلما فرغت من صلاتي، قلت:

 

هل بقي من يخرج إلى الحج؟ فقال:

 

انتظر حتى يجيء أخٌ من إخواننا، فإذا أنا برجلٍ في مثل حالي. فلم نزل نسير، فقال له الذي معي:

 

رحمك الله، ارفق بنا.

 

فقال الشاب: إن كان معنا أحمد بن حنبل، فسوف يُرفق بنا، فوقع في نفسي أنه الخضرُ، فقلت للذي معي: هل لك في الطعام؟ فقال:

 

كُل مما تعرف، وآكل مما أعرف. فلما أكلنا، غاب الشاب. ثم كان يرجع بعد فراغنا. فلما كان بعد ثلاث، إذا نحن بمكة.

 

المصدر: سير أعلام النبلاء (11/228 ـ 229).

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك