ثقافة التقريب بين المذاهب الإسلامية حاجة ملحة لمواجهة التحديات المشتركة

ثقافة التقريب بين المذاهب الإسلامية

حاجة ملحة لمواجهة التحديات المشتركة

غانم جواد

 

أدهشني حديث مفصل على هامش ندوة وضع استراتيجية مشتركة للتقريب بين المذاهب الاسلامية التي عقدتها مؤسسة الامام الخوئي الخيرية مؤخراً في دمشق لأحد المشاركين عن التوجهات الطائفية لبعض الحركات الاسلامية التي تتعاطى في الاسلام السياسي. ويحق للمرء أن يتسأل عن سياسة هذه الحركات لو وصلت الى السلطة هل تعيد انتاج تلك الازمات الخانقة والحروب الاهلية كالفتنة الكبرى ومعركة صفين ومجزرة كربلاء التي سيست الاختلاف. الغريب أن هذه الحركات تلجأ في كثير من الاحيان الى ذلك الموروث الطائفي المثقل بالاحزان والشجون لتطرحة في بعض مواقع المواجهة لتسقيط الطرف المسلم الاخر كما يجري حالياً في باكستان ومجازر الهزارة في أفغانستان وعند الانتخابات الطلابية في فلسطين والجماعات المسلحة في الجزائر وغموض الموقف وضبابية الرؤية عند الحركات المتطرفة في مصر وغيرها التي لاتكتفي بتكفير المسلم الاخر مذهبياً بل تحل قتله واستحلال دمه كما هو في فتوى بعض المتزمتين الذين لم يطلعوا على الرأي الاسلامي في المذهب الأخر.

 

نحن نعيش أواخر القرن العشرين وكأن المتغيرات الكبرى في العالم لم تؤثر فينا حتى في محاولة اعادة قراءة ذلك التاريخ الطائفي الممتد لعدة قرون مضت والمشحون بعوامل التدمير والويلات، بروح حيادية علمية الامر الذي يضعنا في مسؤولية احتواء الازمات الطائفية عبر البدء في إرساء ثقافة التقريب بين أتباع المذاهب الاسلامية المنتشرة اليوم طنجة - جاكرتا كأمر واقعي قابل للتحقيق. لا ينحصر الخلاف اليوم بين المذاهب الفقهية السبعة التي ينتمي إليها المسلمون (الحنفية والشافعية والشيعة الامامية والمالكية والاباظية والزيدية والحنبلية) بقدر توظيف وإستغلال الاختلاف لاغراض الصراع والتناحر السياسي ولحساب مصالح قوى خارجيه احياناً توظف هذه الصراعات المذهبية ذات الاطار الضيق والمرتكزة على عدم التفهم والاطلاع على الاخر.

 

كما أن الخلاف بين الاتباع في كثير من الاحيان يؤدي الى التخاصم والاتهام وتأجيج روح العداء وبالتالي الى التكفير والدعوة لأستباحة الحرمات والقتل والقتل المتبادل، خصوصاً في البلدان المتعدد الطوائف والقوميات التي يسود فيها الجهل، والخطاب الاعلامي النابع من التعليم المتطرف الموجه من المدارس الدينية، وسوء الاوضاع الاقتصادية والاضطراب الاجتماعي وصراع الهويات والانتماء القومي - الوطني والفلتان الأمني، وعدم الانشغال بالقضايا والتحديات الكبرى التي تواجه المسلمين كونهم مستهدفين جميعاً، أسباب تفضي الى تفشي اعمال العنف لوجود المخزون البشري والفكري المستعد لخوض عمليات المواجهة الدموية دفاعاً عن نهج آهل البيت مرة أو سيرة صحابة الرسول(ص( مرة آخرى. والتعصب اياً كان نوعه هو عبارة عن مرض نفسي واجتماعي ينتج من سوء التفكير وعقمه وضيق أفق صاحبه والذي يدفعه لكره الغير ويفضي للعدوانية التي تقوم على الجهل والأستجابة لنداء النصرة الجاهلي "أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً" ضد كل الجماعة الاخرى، وما يجري الان من تفاقم الصراعات المذهبية والعرقية والتعصب القومي، يعد من أشد الازمات التي تعصف حالياً بالعالم العربي - الاسلامي وهي بالتالي نتاج التعصب الاعمى الذي لا يقود إلا للدمار والهلاك.

 

تستدعينا تلك المقدمة مناقشة الطرق والوسائل التي تقرب بين المسلمين وصولاً لوضع خطة تقدم الى سلطات الدول الاسلامية المسؤولة للاستفادة منها عند رسم سياستها الداخلية حيال الظاهرة الدينية بشقها المذهبي، بإعتبار أن المسلمين مستهدفون جميعاً بعد أن أهتزت القيم والاعراف ثم المبادى والايدلوجيا وحتى الكيانات العربية-الاسلامية امام زحف وقوة المتغيرات التي تجتاح العالم اليوم، ولم تبقَ إلا هذه الشعائر والوجودات الدينية ذات الجذور العميقة التي تستطيع أن ترفد معركة الصراع الدائره بالمخزون الهائل من الطاقة والمواد التي يحتاجها التدافع والاعتراك الحضاري الحاصل اليوم.

 

تسود العالم الاسلامي ثقافة متوارثة ذات طبيعة مأزومة اتجاه الخلاف بين المذاهب الاسلامية حول الاجتهادات الفرعية في الاحكام الشرعية التي لا تمس عقائد الاسلام وأركان الايمان. خلفت تلك الثقافة اجواء القمع وتطورت الى العنف الدموي في كثير من فترات التاريخ الاسلامي وفي مختلف البلدان، وتحت لافتة الدين زهقت أرواح الالاف وما تزال، وتحت عبائته تنتهك حرمات المخالفين لمذهب الحاكم، كنتيجة طبيعية لتلك الثقافة التي غيبت عنها العقلانية وانعدام الحوار والتفاهم المشترك وفقدان فضيلة التسامح وغلق باب الاجتهاد، بروح التعصب المؤطرة بالشك والتكفيرلتصل الى التطرف والمغالاة والى القطيعة وتراكم التصورات الخاطئة، (مما دفع بالمفكرين والعلماء لتشكيل فرق وتجمعات سرية لممارسة نشاطهم عبرخلق فضاءات من الحرية - السرية)، والى صراع دموي حاد يذهب ضحيتة المئات وتحرق فيه المكتبات وتدمر مباني التراث لتسود ثقافة التسقيط والتشوية بين ابناء الدين الواحد، وما يعقب ذلك من ردود فعل دفاعية تشارك كافة الاطراف المتصارعة سواء كانت مذهبية أو طائفية وحتي بعض العرقية منها تحت شعارات وفتاوى دينية.

 

إن التعامل بمبدأ التعددية المذهبية والطائفية والتعايش مع هذه الحقيقة الواقعية والتي يستحيل إلغاؤها، تدعونا إلى التمسك بصحة التوجهات القاضية بضرورة تفهم الواقع المذهبي والتعامل بكل احترام وتقدير للدور الذي لعبه كل مذهب في أغناء وتطويرالفكر الاسلامي وما خلفتة تلك المذاهب من ثروة فقهية هائلة، فلا الشيعي يتحول الى سني ولا السني يتحول الى شيعي كلٌ سيتحصن بنصوصه المذهبية، ويحضرني نص لأحد العلماء المتنورين من سوريا " إذا كانت السنة هي العمل بسنة رسول الله فكلنا سنة، وإذا كانت الشيعة هي حب آل بيت رسول الله والانتصار لهم فكلنا شيعة. وإذن كل شيعي سني وكل سني شيعي". ومع ذلك ليس المقصود من فكرة التقريب رفع او إلغاء الاختلاف، الاختلاف ضرورة لابد منه لانه رحمة وسِعة تحمل في ثناياها التطور والتحديث وشاهدنا معاً كيف سقطت نظرية الحزب الواحد والمذهب الواحد والفكر الواحد، والالتزام بأي مذهب لا يعني مطلقاً نصب العداء لمسلمي المذاهب الاخرى، فالتقريب محاولة لأنبعاث تيار اسلامي واعي ومتنور يجمع التوجه الرسمي والشعبي في هم واحد، ويخلق أجواءالثقة ويبدد مناخات الاتهام والتكفير، لينقلها من التضاد والتعصب الى التعاون والتسامح، بعيداً عن تأجيج الصراع الطائفي المذهبي والتفسيق والتخوين والتكفير وغيرها من عبارات الاتهام المتبادلة بين الاطراف المتصارعة.

 

ومبادئ التقريب التي جرى تداولها ومناقشتها ورسم خطة طويلة الامد لتنفيذها في إجتماع دمشق ترمي الى منع احياء الفتنة المذهبية والفكرية والسياسية بين قطبي الاختلاف عند المسلمين السنة والشيعة، عبر قبر التهيوء والاستعداد النفسي القادم من خلال الرفض للأخرالذي إنشئ عليه وتثقف من خلاله بعض الجَهلَ والمتعصبين المدفوعين بغير أحساس بالمصلحة الوطنية لبلدانهم والمصلحة الاسلامية العليا لدينهم، عندما تتحرك لديهم رغبات ألاستجابة للهيجان والغليان والشروع برغبة الانتقام لأحداث تأريخية مضت عليها مئات السنين طرحت نظريات عن كيفية إدارة المجتمع الاسلامي بعد وفاة الرسول ولا تتعلق بجوهر العقيدة، والتقريب لايعني مطلقاً توحيد الامة فقهياً. فمن أجل عدم التفريط بالقيم والمثل العليا الاسلامية وعدم السماح للأخرين باختراقات جديدة لتلك القيم الراسخة في نفوس الملايين، ومن أجل صياغة ثقافة اسلامية حية تجمع المسلمين على ماهو مشترك بينهم في العقائد وتفصيلات الشريعة مع أبداء الاحترام والتقدير والاشادة بدور كل مذهب لما قدمه من أراء ووجهات نظر وحلول للمسائل الحياتية اليومية التي يبتلي بها المسلمون وإغناء للفكر الاسلامي، وبأعتبار الأختلاف عامل قوة وتنوع للشريعة الاسلامية بوجود أكثر من رأي مطروح حيال أي مسألة شرعية أو معضلة دينية، يستطيع المسلم الأخذ بأحد الحلول التي تناسبه ضمن الضوابط الشرعية.

 

تتطلب إعادة النظر في بناء نسيج العلاقات الداخلية بين المسلمين وتقاربهم تصوراً اسلامياً جديداً للواقع المعاش يصنع ملامح لثقافة جديدة بديلة عن ماهو مطروح من ثقافة التطرف والتعصب والتأزم والاجتهاد الفردي المتعكز على عقلية التحريم والتكفير، ويدفع بالمسلمين للأهتمام بالمسائل الحياتية الكبرى و مجابهة التحديات التأريخية التي تفرضها الظروف القائمة كمسألة الحوار بين الحضارات والتعايش السلمي بين الشعوب والاقليات والعلاقات الدولية بين الامم والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحرر من الجهل والفقر ومواجهة طغيان الغزو الثقافي والتعامل بأيجابية مع التطورات الهائلة في عالم اليوم كثورات الاتصالات والمعلومات ومفاهيم العولمة وإفرازات تجارة السوق الحره ومسائل الديمقراطية وشؤون الحكم وتعزيز وبناء مؤسسات المجتمع الاهلي وتعميق وتأصيل ثقافة حقوق الانسان والحريات الاساسية. ان عظم وكبر مسؤولية إرساء اللبنات والقواعد الاولى لخطة التقريب بين المذاهب الاسلامية، وإحتواء الازمات والتوترات الناجمة عن الصراع غير المقبول وغير المبرر إطلاقاً.

 

وصياغة خطة محكمة تضطلع في تنفيذها المؤسسات الحكومية الدينية والحركات والاحزاب الاسلامية بتأييد ومباركة الشخصيات العلمائية والفقهاء بتبني ونشر ثقافة التقريب وتحديد مستقبل مسار العلاقة بين المذاهب، والدور الذي تنتظره حركة التقريب وتفعيلها كل ذلك يتطلب وقفة جادة ومسؤولة ومراجعة لواقعنا الاسلامي -الثقافي والاعلامي المعاصر.

 

ونضع بعض المقتربات لسن وإصدار ثقافة الانسجام والتقريب:

 

1- إن خطورة المرحلة والتحديات المتعاظمة التي تهددنا في حصوننا الداخلية وتهدد ثقافتنا الاسلامية تحفزنا الى البحث عن السبل في مواجهة المد الطاغي الاسود من الفتن والصراعات الطائفية والحروب العرقية المدمرة التي تهلك الحرث والنسل التي تجري حالياً أو التي يخططها الاعداء، وتأتي في مقدمة تللك الوسائل السعي لبلورة أو تجديد هوية ثقافية اسلامية واعية.

 

2- نزع التوجه الديني عن كل صراع أو خصومة سياسيةً أو اجتماعيةً في أي بلد، وعدم زج الدين في الصراعات السياسية اليومية والمصالح الانية والطموحات الشخصية والفئوية والطائفية.

 

3- إسكات اصوات التطرف من كل الاطراف الداعية الى احداث الفتنة وقبر شعاراتها وتطويقها وحصرها والتي تثار من جهات خارجية وفضحها والكشف عن نوعية استهدافها للمسلمين وإحلال الخراب في بلادهم، وبيان خطئها، ووضع الحواجز امام اعمال بعض الشخصيات والفعاليات الدينية المتطرفة والمأزومة في المجتمع خصوصاً التي تتميز بالبساطة والسذاجة في وعيها السياسي وسهولة التأثير عليها واللعب بغرائزها وتثوير حماستها الدينية من قبل تلك القوى الخارجية نحو الفتنة.

 

4- السعي لأعطاء الطوائف والاقليات الدينية حقوقها الثقافية والاجتماعية والسياسية وتوفير الاجواء الامنة والمستقرة، من خلال منع تغذية النزاعات المذهبية والعرقية في بعض بؤر التوتر حفاظاً على تماسك النسيج الاجتماعي الوطني ومنع تمزقه كما هو حاصل في بعض أطراف البلدان العربية كالهند والباكستان وأفغانستان.

 

5- التثقيف الواسع عبر كل الاجهزة الدينية الحكومية وغير الحكومية كالحوزات العلمية ومدارس التعليم الديني، ومن خلال وزارات الأوقاف ومؤسساتها ومن يرتبط بها ومن منابر خطب الجمعة والجماعة والمناسبات الدينية والمنبر الحسيني والوعاظ والمبلغين، وعبرالحركات الاسلامية خصوصاً السياسية لتثقيف اعضائها بثقافة التقريب وترسيخها عند جمهور المسلمين، ومن خلال التداول الحر للمعلومات وكتب التعريف بالمذاهب المنتجة من مصادرها المعتمدة.

 

6- اطلاق حملات التوعية الثقافية عبر استعمال كافة وسائل الاعلام خصوصاً قنوات التلفزيون الفضائية التي تستطيع ايصال فكر وحركة التقريب الى أوسع قطاع من المسلمين في إنحاء المعمورة بغية إشاعة هذه الثقافة الجديدة، والتركيز بشدة على أن الاسلام يحوي على مذاهب وتيارات متعددة وهي تشكل قوة له وليس ضعفاً.

 

7- لابد من الاعتراف بتنوع الثقافات الانسانية والمذهبية والعرقية المنتشرة في بلدان العالم العربي - الاسلامي والعمل على خلق مناخ صحي متكافئ لحوار هذه الثقافات والسعي لتبادل الخبرات والتجارب واحترام الهويات القومية وخصوصيات الشعوب، والاستنارة بتجربة الفتح الاسلامي للبلدان والتي لم يجبرها على تغير لغتها وهويتها الثقافية وإنما أضافه لها بعد ثقافياً آخر.

 

8- اخراج حالة التقريب من الهامشية وضرورة أنزالها الى الواقع المعاش وأبعادها عن العقلية البيروقراطية المعقدة المتفشيه عند العديد من المؤسسات الدينية والثقافية في عموم بلدان العالم العربي - الاسلامي وجعلها زاد وهم المسلم اليومي يعيشه الناس بحكم تعايشهم وأختلاطهم مع بعض، ولتصبح في مركز الصدارة من استراتيجية الامة الاسلامية للدخول الى القرن المقبل.

 

9- السعي الجدي لأستحداث مؤسسة أو مركز بحوث ودراسات يهتم بفكر وطرق التقريب ويتبادل الخبرات مع المعنيين والمهتمين بالموضوع في أنحاء العالم. يعد إجتماع دمشق بداية فرصة لتشكيل وعي عند الافراد المسلمين وجماعاتهم لتبني فكرة التقريب والمساهمة في نشر القيم والتقاليد التي تنتجها ثقافة التقريب القائمة على هدم أنماط وسلوك ثقافة التباعد القائمة، وقد سعى الاجتماع لوضع تصورات أولية عن سياسة مشتركه للتقريب بين مؤسسات المذاهب الاسلامية، تتميز بالتجدد والتحديث بعد أن أصبحنا في وضع لم يعد لأي مجتمع أن يقفل أبوابه ويؤصدها امام اختراق قيم الحوار وتمازج وتلاقح الافكار وتعايش الحضارات وتداول المعلومات وتطور سبل المعرفة، فالتقريب حركة تحترم الجميع وتتسع للكل، ولنجعل من التقريب ظاهرة عربية -اسلامية تؤهلنا لأقتحام الالفية القادمة وكبديل عن الافكار المتطرفة والمتزمته بعد ان يعاد تحضيرها وتصنيعها في مختبراتنا الثقافية.

 

فقدان فضيلة التسامح، وعدم التثبت ( لابد من عقلنة وتضيق الاخلاف الأزلي الشيعي السني، سيس الكفر وكفرت السياسية من خلال تلك الصراعات المذهبية والخصومات الفكرية. منع ان تكون الارض صالحة لبذور الذام والعنف والدماء فتلك الصراعات لاعلاقة لها بالدين او الهوية المذهبية. أهمية تنامي التوعية في بلدان التعددية العرقية والطائفية والقومية منع مضاعفة العنف الطائفي) الديني، القومي ، العرقي) بل حتى السعي لايقاف معاودته مرة اخرى صراع عصبي ومذهبي، مصحوباً بالتوتر المذهبي ليبدء الصراع ثم الحرب الدينية معاول الهدم في بعض نزعات الثقافة المذهبية المتصفة بالحقد والعدواة الناشء عن الجهل والتقي الخاطى باسم الأخلاص للاسلام والسلام الصحيصح او السلام المحمدي من مفردات الصراع الامي بين الطواءف الاسلامية نظرية التكفير التي تحل القتل وأباحة الدماء والاموال والاعراض بين الاطراف عبر الاأثازات المتبادلة منع الجماعات التي تمتهن ممارسة العنف الطائفي ظهرت في بعض المقاطع التاريخية ايضاً أجواء خنق وتحريم التعدد المذهبي، وعرضت رقاب الناس للسيف عبارات ثقافية.

 

1-2- آهمية الثقافة كرهان حقيقي على المستقبل وتحدياته في عالم يمور بالمتغيرات والتحديات التي ترمي الى الغاء ما في هذا العالم من تعدد وثراء في الثقافات والحضارات.

 

3- وضع ستراتيجية اسلامية قادرة على التعامل مع متطلبات الحاضر وتلبي طموحات المستقبل ولكي نتمكن من مواجهة الاختراق الثقافي الذي اخذ يتسلل عبر فضاء مفتوح.

 

4- الدعوة الى نهضة حقيقية تقوم على حرية التعبير والتسامح دون قيود وبدون الحرية لز تفكير ولاتفاعل ولا ابداع.

 

5- كشف المخزون الحضاري عريق وعطاء ثقافي انساني.

 

6- للدخول في عالم المتغيرات العاصفة المتسارعة لابد من توفر العدة اللأزمة. العالم يتغير من حولنا ولن ينتظرنا أويدفع عنا أحد بضعف ثقافتنا وعدم استطاعتنا اعادة قراءة موروثنا الثقافي وتطوير لغتنا وتجديد منظومتنا قيمنا وتحويل مجتمعنا من مجتمعات تقليدية آو قبلية أو ما شابة ذلك الى مجتمعات معاصرة تستوعب ظروف التطور وتمتلك معطياتته وتساهم فيه. سيس الكفر وكفرت السياسية من خلال تلك الصراعات المذهبية والخصومات الفكرية. منع ان تكون الارض صالحة لبذور الذام والعنف والدماء فتلك الصراعات لاعلاقة لها بالدين او الهوية المذهبية. أهمية تنامي التوعية في بلدان التعددية العرقية والطائفية والقومية منع مضاعفة العنف الطائفي (الديني، القومي ، العرقي) بل حتى السعي لايقاف معاودته مرة اخرى صراع عصبي ومذهبي، مصحوباً بالتوتر المذهبي ليبدء الصراع ثم الحرب الدينية معاول الهدم في بعض نزعات الثقافة المذهبية المتصفة بالحقد والعدواة الناشء عن الجهل والتقي الخاطى باسم الأخلاص للاسلام والسلام الصحيصح او السلام المحمدي من مفردات الصراع الامي بين الطواءف الاسلامية نظرية التكفير التي تحل القتل وأباحة الدماء والاموال والاعراض بين الاطراف عبر الاأثازات المتبادلة منع الجماعات التي تمتهن ممارسة العنف الطائفي للدخول في عالم المتغيرات العاصفة المتسارعة لابد من توفر العدة اللأزمة.

 

العالم يتغير من حولنا ولن ينتظرنا أويدفع عنا أحد في مواجهة المد الطاغي الاسود من الفتن والصراعات الطائفية المدمرة التي تحرق كل شي ولا احد يستفيد سوى الاعداء. لابد من الاعتراف بتنوع الثقافات الانسانية والمذهبية والعرقية في بلدان العالم العربي - الاسلامي والعمل على خلق مناخ صحي متكافئ لحوار هذه الثقافات المذهبية والسعي لتبادل الخبرات والتجارب واحترام الهويات القومية وخصوصيات الشعوب بضعف ثقافتنا وعدم استطاعتنا اعادة قراءة موروثنا الثقافي وتطوير لغتنا وتجديد منظومتنا قيمنا وتحويل مجتمعنا من مجتمعات تقليدية آو قبلية أو ما شابة ذلك الى مجتمعات معاصرة تستوعب ظروف التطور وتمتلك معطياتته وتساهم فيه. ضرورة أنزال ثقافة التقريب الى الواقع المعاش وأبعادة عن العقلية البيروقراطية المتفشيه عند العديد من المؤسسات الدينية والثقافية في عموم بلدان العالم العربي - الاسلامي وجعله زاد وهم يومي يعيشه الناس بحكم تعايشهم اليومي مع بعض. ينعقد هذه الايام إجتماع لوضع ستراتيجية لسياسة التقريب بين المذاهب الاسلامية السبعة القائمة اليوم في مدينة دمشق خلال الفترة من 10 -12/أبريل/1999 تشارك فيه أهم المؤسسات الدينية في العالم العربي- الاسلامي كالأزهر الشريف ورابطة العالم الاسلامي وبعض وزراء الاوقاف ومسؤولي ومستشاري بعض الحكومات في الشوون الدينية، ومؤسسة الامام الخوئي ومؤسسة وجامعة آهل البيت في عمان، ومن علماء الزيدية في اليمن ومفتي سلطنة عمان (مذهب الاباظية) ودار الحديث الحسنية من المغرب ومعهد الفكر الاسلامي العالي في واشنطن، وغيرها من المؤسسات والشخصيات الفقهية والعلمائية والمفكرين ذات التأثير في الاوساط الشعبية، إضافة الى إعلاميين يؤرقهم هموم ومشاكل المسلمين، ويأتي هذا الاجتماع كإضافةً للجهود والمبادرات القيمة التي رعتها المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" عبر عقدها لندوتين للتقريب بين المذاهب الاسلامية خلال السنوات الماضية، حيث جرى التطرق وبالتفصيل للكثير من ملفات القضايا المتعلقة بموضوعة التقريب كتعريف التفصيلي بالمذاهب الفقهية والمشتركات العامة في العقيدة الاسلامية ومسائل الأجتهاد والبحوث المتصلة بعلم أصول الفقه وعلوم الحديث النبوي ورجاله وعلوم التفسير ونظريات اعادة كتابة التاريخ، وأتخذت عدة توصيات بدعم حركة الاجتهاد وتأكيد مصدرية القران والسنة وأحترام أراء الاخرين وتوسيع دائرة التقارب... ولولا المعالجة الحكيمة من بعض مقدمي البرامج الدينية في الفضائيات العربية لأسئلة عدد من المشاهدين في الطعن في مذهب اسلامي مخالف له وإستلهام دروس الحرب الطائفية في لبنان.

 

المصدر: موقع مؤسسة الإمام الخوئي الخيرية

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك