السقوط بين الماضي والحاضر!!

السقوط بين الماضي والحاضر!!

 

 

انهارت الدولة الإسلامية في الأندلس، وغربت شمسها ولم تشرق بعد!!.. هذه الأرض التي شهدت مصارع الآباء وغروب حضارتهم؛ تلك الحضارة التي أضاءت ظلام الغرب الدامس بعلوم الدين والدنيا ثم بادت عندما مزق الحكام الإسلام؛ فمزق الله ملكهم؛ حيث تفرقت إلى دويلات متقاطعة متحاربة متنافرة، وفشت الفواحش والمنكرات؛ الخمور تُسقى، والموسيقى تعزف، والقيان تغني، والمترفون من الحكام فسقوا وفسدوا، واستعان بعضهم على بعض باليهود والنصارى، واتخذوهم أولياء ومستشارين وخدما، وحسبوا أن جانبهم مأمون.
لقد حذر العالم الفقيه ابن حزم ملوك الطوائف هؤلاء، وأبان لهم الشر المستطير، وتنبأ بسقوط الأندلس.. وقد تحققت نبوءته؛ فضاع الفردوس وفقد، ولم يبحث أحد عنه حتى اليوم.
وفي بعض أيام الدول الفاطمية تكررت نفس المأساة لأسباب مالية ونسائية؛ فصار لليهود نفوذ قوي في الدواوين، وسلطان أقوى على الأسواق؛ مما جعل الشاعر ابن البواب ينشد ساخطا ساخرا:
يهود هذا الزمان قد بلغوا ** غاية آمالهم وقد ملكوا
العز فيهم والمال عندهم ** ومنهم المستشار والملك
يا أهل مصر قد نصحت لكم ** تهودوا فقد تهود الفلك

وما أشبه الليلة بالبارحة! وكأن التاريخ يعيد نفسه! يهود هذا الزمان ليسوا بأقل شيطنة من إخوانهم السابقين؛ فهم شياطين الإنس في كل مكان وزمان، بل هم اليوم ينشطون لتهويد العالم بعد أمركته؛ فهم في أمريكا -الدولة القوية الأوحد في العالم- يسيطرون على مقاليد الحكم سيطرة كاملة، وفي دول الاتحاد الأوربي سيطرة شبه كاملة؛ حيث أحكموا قبضتهم على أخطر ثلاثة مفاصل -وهي المصارف المالية، والجامعات الكبرى، ووسائل الأعلام-؛ ومن ثم سيطروا على أسواق الخمر والقمار والمخدرات.
حكام المسلمين اليوم يقلدون أفعال آبائهم الذين أبعدوا الدين عن الدولة، وصاروا دولا ودويلات؛ يتصارعون على السلطة والثروة المنهوبة أصلا من اليهود والنصارى، وعادت الجاهلية القديمة، والقبلية والعنصرية المنتنة، واتَّبع أكثر المسلمين أهواءهم؛ فمزقوا الأمة الواحدة مزقا وفرقا؛ فأضلّ الله أعمالهم.
إنهم جميعا كما قال الشاعر:
أرانب غير أنهم ملوك ** مفتحة عيونهم نيام
وأننا في هزائم ومصائب؛ فمن يبكي على حظنا العاثر؟!.. إرتريا المسلمة صارت في أيدي النصارى الذي تحالفوا مع اليهود.. الصومال المسلمة 100% ممزقة كما أراد لها اليهود والمتهودون.. لبنان برز قرن الفتنة فيها من جديد.. أفغانستان والعراق حدث عنهما ولا حرج.. الدول كلها من إندونيسيا وباكستان إلى موريتانيا ونيجيريا استسلمت للإرهاب الصليبي اليهودي؛ خوفا وطمعا. وسوداننا الحبيب تعرض لأسباب التمزق منذ أن حرك الاستعمار الصليبي البريطاني النعرة القبلية والمذهبية بواسطة الإرساليات التنصيرية التي أفسدت عقول القلة، وبذرت بذور الفتنة التي نجني حصادها المر اليوم.
ومصيبة المصائب أن المسجد الأقصى في براثن اليهود، وفلسطين المسلمة تذبح بسكاكين الغدر اليهودي، وعشرات المذبوحين لا يحركون الموات، ولا يوقظون النيام.الأندلس.. الفردوس المفقود من أطراف العالم الإسلامي.. والطرف إذا بتر لا يؤثر في الجسد كثيرا.. أما فلسطين فهي قلب هذه الأمة؛ وضياعها موت الأمة إلى الأبد.
خلاصة القول: إن أموال العالم -ومنها أموال العالم الإسلامي- بيد اليهود، ووسائل الأعلام بيد اليهود، ووسائل التعليم بيد اليهود، ووسائل اللهو والعبث بيد اليهود، وكثير من حكام العرب والمسلمين بيد اليهود، وكثير من رجال الإعلام والتعليم بيد اليهود؛ لأنهم تخرجوا من مؤسسات تعليمية ماسونية لا دينية؛ فحكمونا وأورثونا الذل، وعرضوا مصالح أوطاننا للهلاك والبوار.
أعداء الإسلام أحاطوا بنا من كل جانب، والمعركة اليوم هي معركة الإسلام مع اليهود، وخدم اليهود من بني جلدتنا.

المصدر: http://www.meshkat.net/node/12229

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك