حوار المهل مع الخنزير المدلل

حوار المهل مع الخنزير المدلل

 

للكاتب عبد الحميد

 

جاء القذر بائع السلاح لتحط راحلته في مطار دمشق.

 

استقبله الطبل الأجوف.

 

قاموا باحتضان بعضهما ليذهبا إلى مقر إقامة القذر في زريبة البقر.

 

في اليوم الثاني:

 

جاء الطبل الأجوف؟.

 

دق الباب؟.

 

قال القذر بائع السلاح: من الطارق؟.

 

قال الطبل الأجوف: أنا وليد؟.

 

قال القذر بائع السلاح: ادخل.. الباب قد فتح.

 

دخل الطبل وسلم على القذر بائع السلاح ومن ثم خرجا واستقلاَّ راحلتهما ليذهبا إلى وكر الخنزير.

 

وصلا إلى الوكر، وبعد ذلك قام الخنزير بمعانقة القذر بائع السلاح.

 

ورحب الخنزير بمجيء صديقه القذر بائع السلاح، وقام بإدخاله إلى صالة التشريفات في الوكر الخاص به.

 

وبعد أن جلسا:

 

قال القذر بائع السلاح: يا خنزير ها أنا أعمل جاهداً من أجلك.

 

أحاول إعطاءَك المهل تلو المهل من أجل إنهاء عصيان الشعب عليك، وأنت لا تفعل شيئاً.

 

الخنزيز: إنني أعمل بكل وسعي حتى أخمد صوت الشعب، ولكن إذا أخمدتها في مكان ظهرت في مكانٍ آخر.

 

القذر بائع السلاح: حاول جاهداً أن تستعين بقوة خارجية تعينك على مصيبتك.

 

الخنزير: من قال لك إنني لم أستعن بالخارج، هاهي إيران تمدني بالحرس الثوري، وهاهو حزب الله يمدني بخيرة مقاتليه.

 

القذر بائع السلاح: إذاً لماذا أنت لم تحقق شيئاً إلى الآن.

 

الخنزير: أنا أعلم أنني الطفل المدلل لآبائي في تل أبيب وللعم سام؛ ألا تعلم أن أبي قدم خدمات جُلَّى لهم.

 

القذر بائع السلاح: أعلم هذا، ولكن أستطيع أن أخدمك لفترة محددة، وبعدها سوف يعلم شعبك أنني متفق معك عليهم.

 

الخنزير: لا تهتم، الشعب هلأ مو فاضي، دوبوا يدفن موتاه.

 

القذر بائع السلاح: بس أنت يا خنزير عم تقلب العالم كلوا ضدك.

 

الخنزير: يا صديقي ألا تعلم أن الدب معنا، ووزير خارجيتها وزيرنا وهو طوع بنانا وأمرنا، هو الذي يتكلم باسم حكومتي ونظامي.

 

القذر بائع السلاح: يا خنزير سوف يكشف الاتفاق الذي بين الدب والعم سام بسبب آذانك الكبيرة والتي لا تستمع لما نريد.

 

أتعلم أن الاتفاق بينهما أن الدب يقوم بالفيتو، والعم سام يندد بذلك.

 

الخنزير: يا صديقي القذر بائع السلاح: أعطني مهلة حتى أرتب أوراق خطّةٍ جديدة، حتى نغير أوراق اللعب والضحك على الناس.

 

القذر بائع السلاح: على أيّ خطة جديدة تلعب؟.

 

الخنزير: هاهم علماء البلد يقفون معي ضد أبنائهم، وهذا كافٍ لفترة معينة، حتى تأتي الأسلحة الجديدة من روسيا وإيران لإبادة المحتجين لأنّهم جراثيم لا يفقهون أننا ممانعون.

 

القذر بائع السلاح: إنني الآن سوف أحاول أن أمدك بمهلة جديدة، هذا إن استطعت قبل أن يكتشف الشعب والعالم أنني معك ومع الشاه والدب ضدهم.

 

الخنزير: حاول ما استطعت أن تمدني بالوقت حتى أدمر البلاد، فإذا لم أستطع البقاء على كرسيّ الحكم فعلي وعلى أعدائي.

 

القذر بائع السلاح: لا تقل هذا، فهذا الشعب ليس عدوك لهذه الدرجة؟.

 

الخنزير: لا تعلك كتير يا قذر، أنا أدرى بشعبي.

 

ها هم أصحاب الووه المطرقة علكوا كتير وخايفين مني.

 

وهي إيفل واقفة معي بس من تحت لتحت.

 

وهي بلاد الضباب أموالي مهربها وحاططهن عندها، وأنا معي جنسيتها، وزوجتي كمان.

 

وهي التنين ليش بتقدر تتحرك لولا الاستثمارات والأموال اللي عم شغلها عندهن.

 

وهي كراس حبيبتنا عم تدافع عنا في جميع المحافل.

 

وهي النهرين عم تبعت المصاري من ميزانيتها لتساعدنا على الاستمرار.

 

وهي الأرز منخليها تضع جميع جيشها على الحدود حتى لا يهرب العساكر المنشقين إليها، وإذا حاولوا يلعبوا علينا منشغلها طائفية.

 

القذر بائع السلاح: ليش يا خنزير ما تلعب على الوتر الطائفي والحرب الأهلية عندك.

الخنزير: مين قلك ما ساويتها.

 

ما بتعرف أنني هيجت جميع فئراني الشبيحة من طائفتي لقتل الناس واتهام المعارضة بهم.

 

القذر بائع السلاح: يا خنزير لا تساوي مجازر، لأن المجازر العالم كلوا بصير يدينك ويهدد بضربة عسكرية ضدك.

 

الخنزير: لا تخاف. أنا حابكها معاهن، بس بيحكوا وما بيحسنوا يساووا شيئاً.

 

القذر بائع السلاح: هي أنا خدمتك خدمة كبيرة، دخلت المراقبين الدوليين، حتى يدخلوا المناطق التي خرجت عن سيطرتك ويدلوك على أماكنهم كي تصفيهم.

 

الخنزير: هي الفكرة منيحة كتير، بس كشفنا المعارضين والمنشقين وصاروا ما يبينوا على الساحة مع الناس العزل.

 

القذر بائع السلاح: أنا برأيي أن تقوم بجعل أحد المقربين لك أن ينشق ويسافر إلى المقاتلين ويكون سمعك وبصرك.

 

الخنزير: أوك. أنا من فترة أبحث هذا الأمر مع صديقي المقرب الزير وندرس خطة حتى يظهر أنه منشق.

 

القذر بائع السلاح: أوك، ولعلنا فيما بعد نجد طريقة لكي يبقى العالم معنا ضد شعبك، لأن أمنا في تل أبيب الحل والأمر بيدها.

 

الخنزير: أعرف هذا، حتى سام والدب إذا قالت أمنا لاء يعني لاء، ما بيحسنوا يخالفوها.

 

القذر بائع السلاح: بس مو دائماً، انتبه، لأنه وقت بدو يوصل البل لذقنهم ما بيرضوا.

 

ولكون معك صريح: إياك أن ينشق أحد من دبلوماسيك خارج البلد لأنها سوف تكون القاصمة لك.

الخنزير: لا تخف كلهم أولاد طائفتي أو خدمي المقربين.

 

القذر بائع السلاح: أهم شيء أن تكون أنت خارج الموضوع، وأن تقوم بتصريحات تدين أعمال العنف.

 

الخنزير: الله يوفقنا لخدمة مصالحنا الشخصية.

 

وعليك العمل ما استطعت في تمديد المهل.

 

القذر بائع السلاح: نعم. سأسعى ما حييت، حتى ترضى علينا أمنا الحنون تل أبيب.

 

الخنزير: قم في الإعلام بالتصريح على أننا نعمل على اتفاقنا مع الأمم المتحدة، ولكن يتم الخرق من الطرف المعارض.

 

القذر بائع السلاح: أمرك، وأمر أمنا الحنون.

 

الآن وداعاً، إلى لقاءٍ جديد، في مجزرة جديدة، تسر أمنا، وترضي سادتنا.

الحوار الداخلي: 
أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك