لماذا لم يحتلوا دمشق؟

لماذا لم يحتلوا دمشق؟

اليهود والنصارى بعضم أولياء بعض، يكوّنون مع المشركين جبهة عريضة للغدر بالمسلمين والعدوان عليهم لإفنائهم ووراثة ديارهم وثرواتهم.
هذا التحالف الصليبي اليهودي ظهر بوجه سافر بعد أن تمكن اليهود من إفساد عقائد النصارى وتفكيرهم الديني واستصدار تبرئة اليهود من الأحداث التاريخية التي أدت إلى صلب المسيح- كما يعتقدون- من مجلس الكنائس العالمي إذ أن هذه التبعات تقع على عاتق الإنسانية كلها على حد زعمهم!!
كانت الكنائس وتعاليمها موجهة قرونا طويلة ضد اليهود وقامت حروب دينية بين الطرفين اضطهد فيها اليهود أيما اضطهاد ولن يجدوا الأمن والأمان إلا في كنف المسلمين، وهاهم يدفعون ثمن هذا الإحسان غدرا وخسة من اليهود وحلفائهم الجدد.
كتب الكاتب الكاثوليكي ف.س. أندرسون في مجلة (تابلت) الأنجليزية مقالا يحرض فيه اليهود على احتلال دمشق حتى يتفادوا مصير الصليبين الذين احتلوا فلسطين ثم اندحروا، يقول الكاتب الحاقد: "إن نظرة واحدة إلى خارطة حدود إسرائيل الخالية تعيد إلى الذاكرة للفور أوجه الشبه القوية بين تلك الحدود وحدود مملكة الصليبيين التي قامت عقب احتلال القدس عام 1099م).
ونظرا إلى الأعمال العدائية بين إسرائيل وجيرانها نرى من المفيد أن نقارن بين الحالة العسكرية الراهنة وبين مثيلاتها أيام الصليبيين القدامى علنا نرى ما إذا كان سيقيض لإسرائيل حظ أوفر مما كان للصليبيين أم سيلقون مصيرهم؟
إن مملكة الصليبيين لم يكتب لها البقاء إلا أمدا قصيرا فقد مكثت ثمانية وثمانين عاما فقط ثم استرد المسلمون القدس .
إن سقوط تلك المملكة كان يعود إلى بضع نقائض ظاهرة فإذا أريد لإسرائيل أن تعيش مدة أطول فما عليها إلا أن تحتاط ضد هذه النقائض:
لقد دخل الصليبيون فلسطين في ظروف ملائمة جدا لهم تميزت بوقوع الفرقة بين المسلمين وعجزهم عن إقامة جبهة مقاومة موحدة! وهكذا استطاع المهاجمون أن يهزموا المسلمين بسهولة دويلة بعد دويلة وأن يمكنوا لأنفسهم في الأقطار التي فتحوها".
" غير أنه لم يمضِ وقت طويل حتى ظهر زعيم عسكري مسلم استطاع أن يوحد المسلمين أمام خصومهم بسرعة ثم حشد قواهم في معركة حطين وأصاب الصليبيين بهزيمة ساحقة تقرر على أثرها مصير القدس بل انحسر بعدها المد الصليبي جملة ودخل صلاح الدين الأيوبي مدينة القدس التي عجز الصليبيون استبقائها أو إستعادتها فتركوها يائسين".
ويتساءل الكاتب ناصحا لليهود: "كان الصليبيون يستطيعون البقاء مدة أطول في تلك البلاد لو لم يعانوا نقصا شديدا في الرجال ولو أنهم وسعوا حدود مملكتهم وفق ما تمليه الضرورات العسكرية الماسة . لماذا لم يحتلوا دمشق؟ لقد كان احتلال دمشق مفتاح مشكلتهم وضمان بقائهم وبدلا من أن يحتلوا دمشق اتجهوا جنوبا واحتلوا العقبة وشرعوا يوجهون حملاتهم إلى مصر مع أن الإشراف على النيل هدف عسير التحقيق"، ويواصل الكاتب الكاثوليكي تحريضه:"لقد أقيمت إسرائيل في وقت كان العرب عاجزين عن القيام بعمل موحد ثم بقدر كبير من الجهد والشجاعة استطاع اليهود أن يبلغوا حدودهم الحالية لكن هذه الحدود تطابق حدود المملكة القديمة للصليبيين وقد عرفنا مآلها فما العمل ؟"..
ينصح الكاتب اليهود قائلا:"مرة أخرى ما لم تتحرك إسرائيل في الإندماج نحو دمشق فسبتقى للعرب تلك الحرية الخطرة في تنقيل قواهم حول ثلاث جهات من إسرائيل وفي ذلك ما فيه. قد يكون من العسير سياسيا أن تتحرك إسرائيل لغزو سوريا واحتلال دمشق لكن الاتجاهات السياسية السورية قد تساعد على تسويغ ذلك وإن مثل هذه النزهة الحربية ستنطوي على فائدة دائمة لإسرائيل أعظم من الفائدة التي تجنيها من التغلغل في صحراء سيناء".
يبدو أن اليهود أخذوا النصيحة الصليبية من هذا الكاتب مأخذ الجد وأخذوا يهيئون الأذهان لعمل شيء ما وبدأ التحرش بدمشق من حين لآخر.
بلاد الشام من قديم أرض رباط، إن توحدت فلن تكون الثغرة التي تنفذ منها الأخطار، أما إن تفتتت بمعاول الطائفية والمذهبية والعشائرية فذاك هو الخطر كل الخطر .
البشرى النبوية تقرر أن المسلمين سيقاتلون اليهود في بلاد الشام ويقتلونهم، وتحقيق هذه البشرى يستدعي توحيد بلاد الشام وإعادة الصفاء الإسلامي إليها كما فعل نور الدين زنكي وصلاح الدين.

المصدر: http://www.meshkat.net/node/13171

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك