عصر النهوض الفكري الحديث (القرن 18 – 20)

عصر النهوض الفكري الحديث (القرن 18 – 20)

أ. معتز شكري*

نجومه وأسئلته

 

كانت الفترة الممتدة ما بين أواخر القرن الثامن عشر الميلادي وأواسط القرن العشرين ، في مصر بالذات ومناطق أخرى من العالم الإسلامي عموما ، فترة خصبة ومحظوظة لأنها كانت أشبه بسماء مرصعة بكثير من النجوم اللامعة ذات البريق ، ضمن جيل إصلاحي وتجديدي فريد في مصر وديار الإسلام

 

ظهرت أجيال من عباقرة المصلحين والرواد - مصريين وعربا ومسلمين - توالى ظهورهم في القرن التاسع عشر الميلادي (ومن قبله بضعة عقود في أواخر الثامن عشر أيضا) ثم في النصف الأول من العشرين ، وهو ما يقابل القرن الرابع عشر وأوائل الخامس عشر الهجريين ، وأحدث ظهورهم زخما هائلا - كان مطلوبا بشدة - من الحركة الفكرية والنشاط السياسي والاقتصادي والعلمي والفني ، إلخ.

 

كل ذلك ، وبالذات في مصر ، حدث على خلفية شديدة التعقيد وبالغة التشابك من الأحداث والتطورات :

 

-           كان بعضها مشجعا ومواتيا :

 

* كاتساع نطاق التعليم.

* وإنشاء الجامعة كخطوة أكثر تقدما وتنظيما بعد إنشاء مدارس ومعاهد متفرقة.

* ونشاط  شديد في حركة الترجمة والكتابة والصحافة.

* وجني ثمار البعثات العلمية إلى الخارج.

* ونهضة العمران والعلوم والفنون.

 

-           وكان بعضها الآخر معاكسا ومقاوما :

 

•          كالاحتلال الأجنبي.

•          والاستبداد الداخلي.

•          ومقاومة تيارات الجمود والانغلاق لأي حركة إصلاحية أو نهضوية.

•          ومقاومة تيارات التغريب لأي إصلاح ذي جذور أو خلفيات غير أوروبية محضة.

 

وجاء ظهور تلك الأجيال تلبية لحاجة المجتمع المصري - في الدائرة الوطنية المباشرة - والعربي والإسلامي - في دوائر الانتماء الأوسع

إلى :

 

•          تجديد في علوم الدين

•          وتقدم في علوم الدنيا

•          وإصلاح في الأوضاع السياسة والاجتماعية

•          ولحاق بركب العصر من حيث النظم ومن حيث التقنيات.

 

ومن المؤكد أن أية محاولة لإحصاء رموز ذلك العصر على سبيل الحصر ستبوء بالفشل في غيبة مثل تلك المقاربة الإحصائية الجامعة المانعة حتى الآن ، ولذلك فبحسبنا اللجوء لذكر ثلة منهم ، دون ترتيب زمني محكم أو ترتيب بمعيار الأفضلية أو القيمة ، ودون اعتبار لتحيزات البعض منا أو مواقفه منهم ، لعلها توفر نوعا من التمثيل لهذه الجمهرة التي تتفق في أنهم جميعا ألقوا بأحجار فكرية مهمة في مياه واقعنا الراكد عندئذ.

 

فمنهم مثلا :

 

1- عبد الرحمن الجبرتي 2 - حسن العطار 3 - محمد عياد الطنطاوي 4 - علي مبارك 5 - جمال الدين الأفغاني 6 - محمد عبده 7 - عبد الرحمن الكواكبي 8 - رفاعة الطهطاوي 9 -  محمد المويلحي 10 - أحمد عرابي 11 - مصطفى كامل 12 - محمد فريد 13 - عبد الله نديم 14 -خير الدين التونسي 15 - عبد العزيز البشري 16 - حفني ناصف 17الأمير عمر طوسون 18 - أحمد فارس الشدياق 19 - سعد زغلول 20 - محمد لطفي جمعة 21 - عبد الرحمن عزام 22 - مصطفى عبد الرازق 23 - طلعت حرب 24 - عبد العزيز جاويش 25 - سليم البشري 26- إبراهيم المويلحي 27 - إبراهيم النبرواي 28- عبد العزيز القوصي 29 - عبد الحميد العبادي 30 - إبراهيم الدسوقي أباظة 31 - أحمد حلمي 32 - حمزة فتح الله 33 - حسين المرصفي 34 - عائشة التيمورية 35 - محمد كرد علي 36 - محمد علي علوبة 37 - أحمد زكي (شيخ العروبة) 38 - أحمد تيمور 39 - عباس محمود العقاد 40- عبد الوهاب عزام 41- الدكتور أحمد زكي 42 - طنطاوي جوهري 43- علي مصطفى مشرفة 44- ملك حفني ناصف 45 - زينب فواز 46 - فتحي رضوان 47- أحمد أمين 48 - فكري أباظة 49 - الدكتور علي إبراهيم 50 - أحمد حسين 51 - محمد أحمد جاد المولى 52 – شكيب أرسلان 53 - مصطفى صادق الرافعي 54- عبد المتعال الصعيدي 55 - أحمد حسنين 56 - محمود شلتوت 57 - محمد مصطفى المراغي 58 - محمد رشيد رضا 59 - حسن البنا 60 - محمد فؤاد عبد الباقي 61 - سليم حسن 62 - عبد القادر حمزة 63 - الأمير يوسف كمال 64 - أحمد كمال 65 - عبد الحميد يونس 66 - إبراهيم زكي خورشيد 67- أحمد محرم 68 – عبد الرحمن الرافعي 69- أمين الرافعي 70 – د. محمد حسين هيكل 71  – محمود شكري الألوسي 72 – محمد توفيق البكري 73 – حسين الجسر 74 - محب الدين الخطيب 75 – عبد الحميد الزهراوي 76 – مصطفى السباعي 77 - محمد بن علي السنوسي 78  – رفيق العظم 79 – مصطفى الغلاييني 80 – علال الفاسي 81 – عبد القادر المغربي 82 – مالك بن نبي 83– محمد البشير الإبراهيمي 84- علي يوسف 85 – محمد إقبال 86 – جمال الدين القاسمي 87 – أمين الريحاني 88 - الأميرة نازلي فاضل 89 - الشيخ محمد شاكر 90  – الشيخ أحمد شاكر 91 - محمود شاكر 92– الشيخ مصطفى صبري 93 – العلامة محمد فريد وجدي ، إلخ.

 

فتلك قرابة مائة شخصية للدلالة فقط على ذلك الزخم الهائل من العبقريات التي ازدانت بها سماء تلك الحقبة ، ولعل مساعي الاستقصاء - مهما قصرت - لن تنتج في الحد الأدنى أقل من خمسمائة شخصية ذات وزن فكري مهم.

 

وقد بلغ من خطورة تلك المرحلة - الممتدة كما أسلفنا على مدى قرابة 150 عاما (وإن كان لها إرهاصات سابقة ، ثم أصداء لاحقة نعيش بعضها حتى يومنا هذا)  أن هوية الأمة ذاتها -  سواء الهوية الوطنية لمصر أو القومية للعروبة أو الدينية والحضارية للإسلام - كانت غير واضحة المعالم من ناحية ، وعلى المحك من ناحية أخرى ، وفي مرمى الخطر والاستهداف من ناحية ثالثة.

 

وندرك ذلك بصوة جلية إذا استعرضنا بعض عناوين القضايا التي كانت مطروحة وموضوعات المعارك الفكرية في تلك الفترة ، من قبيل:

 

1)     الإيمان أم الإلحاد

2)     الروحية أم المادية

3)       الإسلام وأصول الحكم : بين نظام الخلافة والنظم الأخرى

4)       مدى موافقة الإسلام - حقيقة لا تلفيقا وافتعالا - للمدنية والحضارة

5)       مشروعية وجدوى الجامعة الإسلامية

6)     الطربوش أم القبعة

7)     أيهما له الصدارة والاهتمام : اللغة العربية أم اللغات الأجنبية

8)     الفصحى أم العامية.

9)     الكتابة بحروف عربية أم لاتينية

10)                        مصر فرعونية أم عربية أم إسلامية أم متوسطية

11)                        هل الأجدى اتباع الثقافة ال *** ونية أم اللاتينية

12)                        العلاقة بالغرب ، سواء الاستعماري أو الحضاري

13)                        التشريع بين تطبيق الشريعة الإسلامية والأخذ من القوانين الوضعي

14)                        أهمية الإصلاح الاجتماعي ، ومعالجة خرافات العوام ومسلكهم غير المنضبط  بصحيح العلم أو بصحيح الدين (منكرات الطرق الصوفية نموذجا)

15)                        نظم التعليم ومناهجه

16)                        الموقف من الفنون كالنحت والتمثيل والموسيقى

17)                        قضية المرأة (عموما)

18)                        الحجاب والسفور (خصوصا).

19)                        الدستور والعلاقة بين الحاكم والمحكوم

20)                        مناهج الأدب والنقد، إلخ.

 

وقد تعمدنا التركيز على (البحث عن هوية) باعتبارها أهم القضايا في ذلك العصر ، لأننا نرى أن جميع القضايا الأخرى تقود إليها. فحتى مسألة لماذا تقدمت أمم أخرى وتأخرت شعوبنا الإسلامية ، والتي شغلت بشدة جانبا كبيرا من العقل العربي والمسلم - لا المصري فحسب - خلال تلك الحقبة ، هي مسألة ثانوية بالنسبة لها. وقد تجلت مثلا مسألة الانشغال بأسباب الهوة الحضارية بيننا وبين غيرنا في عناوين كتب ومقالات عدة من نماذجها الدالة :

 

•          في مجال الكتب : الكتاب الصادر في 1899 بعنوان "سر تقدم الإنكليز ال *** ونيين" من تأليف إدمون ديمولان وترجمة أحمد فتحي زغلول (1863-1914)

 

•          ثم الكتاب الآخر المتأثر به و الصادر في 1902 ، بعنوان "حاضر المصريين وسر تأخرهم" لمحمد عمر ، الموظف بالبوستة المصرية ، بمقدمة لفتحي زغلول . ويرى البعض أن محمد عمر هذا شخصية وهمية وأن المؤلف الحقيقي للكتاب هو أحمد فتحي زغلول نفسه ، وإن كنا نحن نتحفظ على ذلك

 

•          وكذلك كتاب "سر تطور الأمم" لجوستاف لوبون وترجمة فتحي زغلول أيضا في (1913)

 

•          وكتاب "العالم الإنكليزي" الصادر سنة 1926 من تأليف بشارة كنعان ، ولأن عنوانه لا يدل دلالة كافية على محتواه ، يمكن القول اختصارا إنه يسرد مزايا أمة الإنجليز وفضلهم على مصر باحتلالهم لها (!) ، وعندما يتحدث عن لندن يقول "لندرة العامرة" ، ويصف إنجلترا بأنها أعظم ممالك الأرض

 

•          وكتاب "مستقبل الثقافة في مصر" للدكتور طه حسين (1889-1973) والصادر في عام 1938

 

•          وكتاب "لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟" الصادر في 1939 للأمير شكيب أرسلان (1869-1946)

 

•          وكنموذج للمقالات : مقال بعنوان "لماذا هم أقوياء؟" كتبه سلامة موسى في فبراير 1952

 

•          وأيضا مقال : "المسلمون تأخرهم ونهضتهم" للدكتور صبحي محمصاني في عام 1953

 

وكدليل على أن انشغال العقل المسلم بالقضية وأسئلتها مستمر ولم يتوقف ، حتى إلى ما بعد الإطار الزمني الذي نتحرك خلاله والذي ينتهي في حدود منتصف القرن العشرين الميلادي ،  (وقد رأينا تواريخ تلك الكتابات التي اخترناها كنماذج تتراوح بين وقت مبكر مثل 1899 ووقت متأخر نسبيا مثل 1953) ، فنشير هنا ، على سبيل المثال أيضا لا الحصر ، إلى انشغال مفكر إسلامي كبير القامة وواسع التأثير كالشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى بالقضية في كتابه "سر تأخرالعرب والمسلمين" الصادر سنة 1986 ، فيما يدل على أن القضية كانت ومازالت وستظل مضطرمة في النفوس ومسيطرة على العقول لاستمرار الظاهرة ذاتها ، بل ولتجذر الهوة الحضارية بيننا وبين الغرب المتقدم أكثر وأكثر.

 

فنحن نقول إن هذه القضية إذا قصدنا بها البحث عن سبب تأخرنا وتقدم غيرنا وجدناها في حقيقتها - وعلى أهميتها الكبيرة - مسألة ثانوية وفرعية بالقياس إلى المسألة الرئيسية التي ترتبط بها ، وهي :

 

ما هي الأفكار والمباديء والقيم ، إلخ فيما لديهم التي أدت لتقدمهم ، وما هي الأفكار ، إلخ فيما لدينا التي أدت لتأخرنا ؟ وهل الإسلام في ذاته عقبة في طريق التقدم أم أن المشكلة في المسلمين في فترات معينة من تاريخهم يتخلون فيها - لسبب أو لآخر - عن منظومة قيمهم فيتخلفون بعد تقدم ؟ وإذن ، فجميع القضايا تعود في النهاية وبالضرورة لقضية الهوية ، فهي في رأينا قضية القضايا.

 

والعنوان الحقيقي للإشكالية إذن هو أنها "أزمة هوية" تتم معالجتها فكريا بتقديم "حلول من وجهات نظر مختلفة".

 

وقد فطن كل مفكرينا تقريبا في تلك الحقبة الإحيائية إلى أنه يستحيل إحراز تقدم مماثل للتقدم الغربي بمجرد التقليد السطحي لما تفعل أوروبا أو باستيراد ما عندهم من علم وتقنية ، لأن التقدم الحقيقي يستلزم "إنتاجا" للحضارة - حتى مع أخذه من غيره وأخذ غيره منه أحيانا - لا "استيرادا" لها ، ولأنه أيضا يتطلب "قاعدة" راسخة و"منظومة" ثابتة من الأفكار و"جمهورا" تمت تربيته وتوعيته وتدريبه على مدى عدة أجيال على تلقي البذور النهضوية وحسن الاستجابة لها  والتعامل معها، إلى آخر ذلك.

 

فكأن ظهور تلك الأجيال المتتابعة ، الموصول بعضها ببعض ، بالذات في مصر ، وإن كان بعض رموزها المهمة ظهرت في أماكن أخرى من العالمين العربي والإسلامي ، كان ضربا من الضرورة التاريخية - إذا جاز التعبير - بمعنى أنه لم يكن ثمة طريق آخر للأمة لكي تنهض من كبوتها وتخلفها إلا أن تفرز من صفوة عقولها من يرود الطريق نحو علاج ناجع للأدواء الفكرية والأمراض الاجتماعية والفجوات العلمية والتقنية ، ومن يخرج الأمة من ظلمات الجهل والفقر والمرض والتخلف وركام الخرافات وقهر الاستبداد الداخلي ، وكذلك من الاحتلال الخارجي والاستغلال من جانب أروقة النفوذ المستفيدة من بقاء الوضع كما هو ، وكما نرى فقد كانت المهمة بالغة الصعوبة لأن مجالات المواجهة والتحدي كثيرة جدا.

 

وليس من المهم الآن من كان منهم على خطأ ومن كان على صواب في كل أو بعض مقولاته الفكرية وفيما وضع من "وصفات" للتقدم ، ولكن المهم أنه كان لابد من وجودهم جميعا - بحكم طبائع الأمور - للتعبير عن كل التيارات ومناهج الإصلاح المقترحة ومجالات العلوم والمعارف والفنون والخبرات التي تحتاجها الأمة الناهضة ، وبعد ذلك على البوتقة الضخمة - المتمثلة في صفوف النخبة بأجمعهم ، ومن يتعاطف مع أفكارهم من أصحاب المواقع التنفيذية ، ومن ورائهم الحد الأدني من الجماهير التي تعلمت وبدأت تتابع وتقلب الآراء على وجوهها للاختيار منها - أن تفرز في خاتمة المطاف ما يبقى وينفع.

 

فنحن نكرر هنا أننا ونحن نورد نماذج لما يزيد عن مائة شخصية مهمة في فضاء الفكر المصري والعربي والإسلامي في تلك الحقبة ، فإن ذلك لا يعني بحال من الأحوال الاتفاق بالضرورة مع جميع أطروحاتهم - وهو أمر مستحيل أصلا للتناقض الجذري فيما بين بعضها وبعضها الآخر - ولكننا فحسب نلفت أنظار الأجيال الشابة في عالمنا العربي والإسلامي المعاصر إلى أنه كان ثمة مناخ يسمح بظهورهم جميعا حتى مع التناقضات الشديدة بينهم على مستوى الاعتقادات والأفكار والرؤى ، ما بين أقصى اليمين وأقصى اليسار ، بالمعاني الاصطلاحية "لليمين" و"لليسار" والتي لا تخلو بذاتها من قصور في التوصيف.

 

وإذن ، فإن التنوع الشديد ، بل والزحام والتصارع ، الذي تحفل به حياتنا المعاصرة  بأضعاف أضعاف ما كان في مطلع تاريخنا الحديث والمعاصر من حيث الأفكار ، يجب ألا يخيفنا أو يشكل مشكلة أو خطرا في ذاته ،  بل هو شيء لافكاك منه في أي مجتمع يمر بمرحلة تحول ويواجه أسئلة هوية. والمهم في جميع الأحوال أن يتاح للجميع فرصة للتعبير عن أنفسهم وآرائهم ، وأن تترك للمجتمع بعد ذلك حرية ومسئولية الاختيار والفرز وللأفكار فرصة الاختبار والتمحيص.

 

نحن الآن في حاجة لإعادة إصدار ودراسة ما يمكن نعته بمشروعات الإحياء والتجديد والإصلاح والنهوض الفكري في القرنين (14 و15 الهجريين أو 19 و20 الميلاديين) ، لأن ذلك سيمثل إسهاما مطلوبا وخطوة واسعة على طريق تشخيص معالم حياتنا الفكرية الراهنة بما لها وما عليها ، لاقتراح الحلول للمشكلات القائمة وووضع الرؤى الكفيلة باستشراف مستقبل أفضل.

 

فقد وضعنا هؤلاء الرواد على طريق البعث والنهوض والإصلاح والتجديد ، ودفعوا بالأمة أشواطا هائلة إلى الأمام ، وصارت الكرة - منذ رحلوا - في ملعبنا فلنسأل أنفسنا ماذا نحن فاعلون بهذا التراث العظيم ، فقد أدوا هم ما وجب عليهم أداؤه في حدود قدراتهم وظروف عصرهم.

 

·        كاتب مصري.

المصدر: http://arabicenter.net/ar/news.php?action=view&id=1723

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك