هل أنت راضٍ عن نفسك؟

هل أنت راضٍ عن نفسك؟

 

 

التصالح مع النفس نعني به التوافق معها والانسجام والرضا ..... هل أنت تحب نفسك التي بين جنبيك ؟ أم أنك تشعر أنها ألد عدو لك ... أم أنت تحبها دونما إفراط أو تفريط
هل ترفض ذاتك ؟ هل تقبل الشخصية التي تحمل اسمك؟
أسئلة كثيرة حائرة تدور في دواخل إنسان مرهف حساس بل هو مسئول يعد للسؤال إجابة بل هو مؤمن ينتظر يوم الحساب ... لا ينام قبل أن يحاسب نفسه وتحاسبه
متى يجب أن نشعر بالرضا عن أنفسنا ؟ .... الصحيح ديناً وعقلاً أننا نشعر بالرضى عن النفس كلما حققت هذه النفس انتصاراً في عالم القيم ... وفي المقابل نشعر بحسرة حين نحس أن أمراً صالحاً سهل المنال أقعدتنا هذه النفس عن بلوغه بسبب شهوتها أو كسلها وتقاعسها

كيف أخاطب نفسي خطاباً إيجابياً؟
بدايةً لا يجب أن نشعر بالثنائية الحادة .. النفس من الجهة .... و(أنا) وبقية شخصيتي من جهة .. بل أنا ونفسي ينبغي أن نتكامل ... عقلي إن كان سليماً وفطرتي إن لم تُمسخ سيقودانني لاتباع الشرع الحنيف ... ونفسي التي بين جنبيّ إما أن تطمئن لهذا الدين ( نفس مطمئنة) وأما تنجح في تطبيقه أحياناً وتفشل أُخر فتلومني حال الفشل وتهنئني حال النجاح ( نفس لوامة) وإما أن تأمرني بما يخالف ديني وفطرتي السليمة وعقلي الواعي المستنير ( نفس أمارة بالسوء) وهنا لا بد من جهادها وإخراس صوتها .

كيف أجعل نفسي عزيزة كريمة؟
من إكرامي لنفسي إنزالها موضعها لا أُعليها فأرفع من شأنها بما ليس فيها وهنا تعلو وتطغى وتغتر .... كذلك في المقابل لا أذلها فتنكسر وتحبط وتنكفيء على أحزانها .... وهو جهاد نفشل فيه أحياناً وننجح أُخر لكن لا بد منه كي نلزم أنفسنا النمط الوسط والنهج المعتدل.

إلى أي مدى نشعر بالحسرة عند الفشل؟
من الناس من هو كئيب المزاج متشائم النظرة كثير الحزن دائم العَبرة .. وهذا النمط من الشخصيات - قلّ أو كثر - هو نمط متعب مرهق جداً لنفسه ولغيره ... العمر قصير ومن عدم التوفيق أن نزيد إلى قِصَره هذا قِصّراً آخر بالأكدار والأحزان والغموم .... وحتى يحصل ذلك يجب أن يكون شعورنا بالتحسر شعوراً موضوعياً لا نندم ذلك الندم الذي يأكل القلب ... في المقابل لا نكون كالمنافق يرى خطئه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا فطار – أي هشّه وأبعده – ينبغي أن نتفكر أن ثمة خطأ وقع علينا واجب تجاه هذا الخطأ إما بالاستدراك إن كان ذلك ممكناً متاحاً ... أو بإزالة آثاره كيفما تيسر أو بالاعتذار والتوبة الخ آخر هذه المعاني الأخلاقية بحسب الجهة التي وقع منا الخطأ تجاهها.

كيف نحول بين النفس وبين انكسارها حين الخطأ أو فوات حظٍ ما؟
علينا أن نعلم يقيناً أن الأمر مهما عظُم فليس هو كل شيء في الحياة وأن الفرص تسنح مرة أخرى وأن هنالك حكمة من وراء الأقدار فالكون ليس يجري على الصدفة ... كذلك ندرك أنه مهما كانت شناعة الخطأ فلا بد أن هناك طريقة لعلاجه ....نحن نخطيء في حق رب الأرباب ومع ذلك فالتوبة أيسر ما تكون – لمن أراد الله به خيرا – وحسبك بعد قبول الله سبحانه التوبة حسبك هذا اليسر من رب العالمين وبعد ذلك كل شيء يهون ...فقط علينا مواجهة الخطأ بشجاعة بعيدا عن ضعف النفس الذي يبدو كثيراً في التبرير والتبرير والتبرير رغم وضوح الخطأ وضوح الشمس في رابعة النهار..
إذا ما أضاعت الأيام من بين أيدينا فرصة نراها عظيمة ربما نشعر بأن في هذا الضياع نوع رسالةٍ لنا كوننا لا نستأهل هذه الفرصة مثلاً ..هذا نوع من التفكير وهو احتمال وارد ويرد بقوة حين يدعمه الشيطان وحين تسنده النفس الأمارة بالسوء ، لكن إن وقف التفكير عند هذا الحد دون محاولة للعلاج فهو تفكير سلبي يقعد بالنفس ويثنيها ويحول بينها وبين الاستمرار في رحلة النجاح والتي لا بد أن تعترضها عقبات .... الطريق مملوء بالصخور لكن الأقوياء فقط هم الذين يجعلون هذه الصخور مرتكزاً يصعدون عليه بينما يتراجع الضعفاء بعد أن رأوها سداً منيعا
الدنيا هي امتحان الله عز وجل للعبد ..... كل صغيرة وكبيرة وكل شاردة وواردة وكل عظيم وحقير وكل هين وصعب ... كل سكنة وكل حركة .... كل العموم وكل الخصوص كل الإجمال وكل التفصيل .... كل شيء .... كل شيء .... كل شيء هو بقضاء وقدر والله سبحانه مطلع عليه .. رقيب له .. مسائل عنه ...له فيه حكمة ... دونه عقاب أو فوقه ثواب أو معه الأثنين معاً
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا
ولنا يا أحبة لقاء إن كان في العمر بقاء ...

المصدر: http://www.meshkat.net/node/13979

 

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك