نبض المجتمع والتعدد

نبض المجتمع والتعدد

  • أماني محمد عثمان عبد الله
  • مديرة معهد الإمام مسلم للدراسات الإسلامية بالخرطوم
  •  
  • كانت لي مداخلة في إذاعة طيبة – نفع الله بهذه الإذاعة وتقبل المستقيم وأصلح الخلل – في برنامج نبض المجتمع وكان محور الحلقة عن التعدد وكان ما سيلي هو ما فتح الله بي علي:
    نشكر لطيبة مشاركتها وإسهامها في توعية المستمع بتسليطها الضوء على المشاكل بغية معالجتها .. كما نشكر لها جرأتها في إماطة اللثام وكشف النقاب عن مشاكل أهل الاستقامة باعتبار أن التعدد مرتبط بصورة وثيقة بالديّنين وأهل الاستقامة
    حين نطرح التعدد كقضية للحوار لا يجب أن نركز على الجانب الجميل فقط بغرض تحبيب الناس فيه هذا خطأ فالشفافية معيار أصيل في الحق والمستمع واعي جداً يعلم هل ما تتحدثون عنه هو واقع معاش أم هو في بطون الكتب وحبيس الأوراق ..
    العناية بالتعدد تشمل أمرين:
    التأصيل الشرعي للقضية وهذه مهمة العلماء والدعاة وليس لي فيها بضاعة .. وطيبة قد وعيت ذلك فاستضافت من نحسبهم على دين وبصيرة بما يقولون.
    الجانب الثاني فقه الواقع وكيفية إنزال التأصيل للشرعي للقضية بما يناسب الحاصل عند الراغبين في التعدد .. لو كان الإشكال جهل فلتتضافر الجهود لتمليك المسلم النص السليم ودلالاته ..
    لو كان الإشكال أنهم يعلمون لكن سلوكهم منحرف ونفوسهم مضطربة وتفكيرهم مشوش وفكرهم يعوزه النضح ففي اعتقادي أن الإشكال هنا أكبر والأزمة حقيقية .. ولعل أول وأبسط ما نفعله حيال ما ذكرت أن تحذر الأسر وتتأنى وتتريث قبل إعطاء المعدد ابنتهم .. وما ذكرت لا يعني التخويف كما قد يتوهم البعض وإنما يعني الحذر .. والمؤمن ليس بساذج تسوقه العاطفة والغيرة للدين دون تعقل وموضوعية ..
    أسوأ مشكلة في تقديري أتخيلها عند المعّدد كونه يتعاطى مع الزواج الثاني بمفهوم ونفسية أنه ليس إلزام بل كأنه مجرد خيار .. قد يرغب المعدد في ستر مسلمة أو تكثير نسل أو سد حاجة أسرة فقيرة هذه نوايا طيبة لكن للأسف مع نواياه هذه هو يرى أن زواجه بها خيار متاح له إن لم يحقق له ما يريده هو في مقابل ما امتن به عليها – حسبما يظن – فسينزع بسهولة والسبب ( إنو أصلاً عندو بيتو وما فارقه معاهو ) لا شك أنه ومنذ البدء فهي نية ظالمة جداً ولو أخبر المعدد بهذا وأفصح عن طريقة تفكيره لما وجدت على أرض الواقع زوجة ثانيةً أبداً إلا معتوهة وليس على المريض حرج ..
    الزواج الثاني يجب أن يتم التعامل معه كالزواج الأول تماماً وأعني الأهمية والمعاملة وليس بالضرورة بقية الواجبات كتساوي الإنفاق أو خلافه .. لزوجتي الثانية في قلبي مثل الأولى تماماً وقد يكن أكثر ولن أتخلى عنها فقط عند أول عقبة لكونها زوجة ثانية ..
    لِمَ يُنظر للزوجة الثانية – وأخاطب هنا المعددين – نظرة دونية لِمَ ؟ الأنها قبلت بك ؟ ولو كان لها خيار سواك لما فعلت ؟ أهكذا هي النظرة ؟؟ .. ألا فليعلم الرجال أن أجمل جميلة من الديّنات المستقيمات ترغب أن تكون الرابعة لكن في حبل من ؟ الأخيار الأفاضل الناجحين .. وربي سنتعبد الله بخدمتهن دون طلبٍ لمتاع ..والدليل تنافس الدينات على المشايخ والدعاة إلى درجة عرض أنفسهن دلالة على عمق الرغبة ..
    لو كان التعدد نعمة واعتناء أربعة نساء برجل واحد في مقابل شباب حُرموا حتى من واحدة تعفهن لو كان الأمر هكذا فلن ينال النعمة إلا من يستحقها.. أقول هذا لكل من يتوهم لأنه رجل فقط فهذا يعني أنه كأنه نبي نزل من الفردوس ولذا فلتتهافت عليه النساء عن بكرة جداتهن .. لا إخواننا معاشر الرجال .. كُن محمداً (صلى الله عليه وسلم).. تكن لك خديجة .. ولا تكن هزيل الديانة ضعيف الشخصية سقيم الفكر سيء الأخلاق وتطلب عائشة !!! الظلم ظلمات .. وأقول لأخواتي من ترضى بغرفة واحدة يتبادل فيها الزوج نسائه ( وكل واحدة لما يجي دورها تمشي ) من ترضى بهذا فلن أبكي عليها قط .. أشعر بالغثيان وأنا أتخيل تفاصيل هذا الوضع .. وربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ..
    أعود فأقول الزواج الثاني ليس ترف ومتعة فقط بل هو مشاركة في الفرح والترح .. حال كُثر من المعددين أنهم يترصدون الزوجة .. فيحسب لها الأخطاء فإن أزعجته أو أمللته ( فالجابرو شنو ؟ ) سبحانك ربي .. الظلم ظلمات ..
    نبينا صلى الله عليه وسلم أوضح للزوج كيف يفعل حيال نقص زوجته ( لا يفرك مؤمن مؤمنة ...) لم يقل ( لا يفرك مؤمن الزوجة الأولى لكن الثانية لها حسابات أُخر ...).
    فيما يخص الزوجة الثانية لا تجني على نفسها بجهلها فتتخيل أنها الأفضل من الأولى ولذا فلتتدلل وتشترط .. لو كان زوجها عاقلاً فسيغادرها غير نادم على سذاجتها ..
    وبالنسبة لزوجات المعدد .. يريد الزوج الراحة والسكن ولن يتنازل عنهما مطلقاً مهما كان احتسابه لذا لو جعلت كل واحدة ليلتها معركة ( فزولنا حيطفش ويخلي ليكن البلد وتكوني لا لقيتي ربعو ولا نصو ) ..
    في المقابل من وعي الرجل أن يتوقع الضغوط .. وكل راحة لها ثمنها .. فمن لا يستطيع فلا يتلاعب ببنات المسلمين .. هناك من تأخذه الحمية لأن الرجال يسخرون منه ويلمزونه ( المرة هارشاهو) فيندفع ( كأبو الدقيق ) فيلقي نفسه في نيران الزوجتين ( والتسوي بإيدك يغلب أجاويدك) المسألة ليس عنتريات .. لو لم تكن قوي الشكيمة ( فالنسوان حيطلعوا ليك قرون ) ولن ينفعك البكاء حينها..
    المؤمن حق الإيمان هو من يصبر على جزع النساء ورقة دينهن ونقص عقلهن يصبر ويحتسب (ويعاملنا على قدر عقلنا) هذا هو الرجل الحقيقي .. ( مش البيشرد ويترك الجمل بما حمل .. تستاهل إنت قايلوا مصر وشهر عسل ووجاهة في المناسبات !!).
    أقول لمن لا تمانع في التعدد حين يطرق بابك معدد: اسأليه : لم يرغب في التعدد ؟ فإن أجابك بأن لديه مشاكل مع زوجته .. إن كانت تلك إجابته فأضربي 999 ونادي ليهو الشرطة ..
    حواء لو قبلتِ أن يكون زواجك حلاً لمشكلة فمتى ما حُلت المشكلة فجهزي شنطتك ولمي عفشك وأضربي لأهلك وقولي ليهم .. الشهم الفارس ما عادت به إليّ حاجة ...
    طبتم يا أحبة ولنا لقاء إن كان في العمر بقاء ....
  • المصدر: http://www.meshkat.net/node/14220

 

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك