كلمة في استسهال التكفير

كلمة في استسهال التكفير

محمد عبده

 

إن الله لم يجعل للخليفة، ولا للقاضي، ولا للمفتي، ولا لشيخ الإسلام، أدنى سلطة على العقائد وتقرير الأحكام.. ولا يسوغ لواحد منهم أن يدّعي حق السيطرة على إيمان أحد، أو عبادته لربه، أو ينازعه طرق نظره..

 

فليس في الإسلام سلطة دينية سوى سلطة الموعظة الحسنة، والدعوة إلى الخير والتنفير عن الشر.. وهي سلطة خولها الله لأدنى المسلمين، يقرّع بها أنف اعلاهم، كما خوّلها لأعلاهم يتناول بها من أدناهم.

 

 

وليس لمسلم _مهما علا كعبه في الإسلام_ على آخر _مهما انحظت به منزلته به_ إلا حق النصيحة والإرشاد.

 

ولقد اشتهر بين المسلمين، وعُرِف من قواعد أحكام دينهم، أنه إذا صدر قولٌ مِن قائلٍ يحتمل الكفرَ من مئاة وجه، ويحتمل الإيمان من وجه واحد، حُمِل على الإيمان، ولا يجوز حمله على الكفر.

 

* المصدر: الشيخ محمد عبده، الأعمال الكاملة، ج3، ص 283-289، دراسة وتحقيق: د. محمد عمارة.

الأكثر مشاركة في الفيس بوك